التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد على أشده
195 قتيلا في "سبتمبر الهند".. ومقتل آخر إسلاميي مومباي
http://www.alarabiya.net/articles/2008/11/29/61015.html
نيودلهي - وكالات
قتلت قوات الأمن الهندية صباح السبت 29-11-2008 آخر الإسلاميين المتحصنين في أحد فنادق مومباي لتضع حدا بذلك لهجمات استمرت أكثر من يومين قام بها متطرفون إسلاميون مما أسفر عن سقوط 195 قتيلا بينهم 26 أجنبيا في حادث وصفته الصحف بـ"11 سبتمبر هندي".
وأكدت الشرطة أن الإسلاميين الثلاثة الأخيرين الذين كانوا لا يزالون متحصنين في فندق تاج محل الفخم قتلوا صباح السبت معلنة نهاية العمليات.
وقال حسن غفور مدير شرطة بومباي بعد ستين ساعة تقريبا على شن الهجمات إن "كل العمليات انتهت. وقتل كل الإرهابيين".
وأوضح جاي كاي دات قائد الحرس الوطني الهندي أن ثلاثة ناشطين إسلاميين كانوا لا يزالون متحصنين في فندق تاج محل قتلوا صباح السبت.
وقال للصحافيين أمام الفندق "قلنا إن ثمة ثلاثة إرهابيين.. ولدينا الآن ثلاث جثث", موضحا "أننا نمشط الغرف واحدة بعد الأخرى للتأكد من أن الوضع آمن".
وتاج محل المجمع المرموق في العاصمة الاقتصادية الهندية، كان آخر موقع لا يزال يقاوم فيه المهاجمون.
وكانت الشرطة أعلنت مساء الجمعة انتهاء العمليات في فندق أوبروي ترايدنت وهو فندق فخم أيضا سيطر عليه مهاجمون إسلاميون.
وقتل 195 شخصا وجرح 295 آخرون في الهجمات المنسقة التي شنها متطرفون إسلاميون في بومباي على ما أعلن السبت مكتب إدارة الكوارث في المدينة.
"11 سبتمبر الهند"
وأمام حصيلة هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح تحدثت محطات التلفزيون الهندية عن "11 سبتمبر/ أيلول هندي" في إشارة إلى الاعتداءات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 2001.
وقتل تسعة مهاجمين في عمليات القوات الخاصة الهندية وتم توقيف آخر، كما لقي 15 من عناصر قوات الأمن حتفهم.
وذكرت مصادر من أجهزة الاستخبارات الهندية السبت أن ثمانية من الإسلاميين المتطرفين تسللوا إلى المدينة قبل شهر بصفة طلاب, للقيام "بمهمات استطلاعية تمهيدا للهجمات".
استهداف الأجانب.. ومقتل 8 إسرائيليين
وقد استهدفت هجمات بومباي التي شنت مساء الأربعاء, أجانب بشكل خاص لا سيما أمريكيين وبريطانيين, وكذلك مركزا يهوديا. لكن المتطرفين المدججين بالسلاح ضربوا أيضا أهدافا هندية مما أدى إلى مقتل خمسين شخصا في محطة بومباي المركزية، كما هاجموا مستشفى.
وتأكد مقتل ما لا يقل عن 26 أجنبيا من قبل حكوماتهم, وهم ثمانية إسرائيليين وخمسة أمريكيين وفرنسيين اثنين وأستراليين اثنين وكنديين اثنين وبريطاني وسنغافورية وياباني وإيطالي وتايلاندية وألماني، إضافة إلى مواطن من جزر الموريشيوس.
لكن رقم 26 ضحية أجنبية قد يرتفع أكثر، خصوصا في حال تبين أن عددا منهم يحمل جنسيتين.
وعلى الصعيد الدبلوماسي ما زال التوتر على أشده بين الهند وجارتها ومنافستها باكستان التي اتهمتها نيودلهي بالوقوف وراء الهجمات المنسقة بشكل جيد.
وإسلام أباد التي نفت أي ضلوع في الاعتداءات, بدلت موقفها وقررت السبت عدم إرسال رئيس أجهزة الاستخبارات الباكستانية كما كانت أعلنت الجمعة, للمساعدة في التحقيقات حول هجمات بومباي، بل ممثلا عن هذه الأجهزة على ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
وتعهدت باكستان في المقابل بمعاقبة أية "مجموعة" متمركزة على أراضيها إن أعطت الهند الدليل على تورطها في هجمات بومباي، كما أكد السبت وزير الخارجية شاه محمود قريشي.
من جهته دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري السبت الهند إلى عدم "الرد بطريقة مبالغ بها" على اعتداءات بومباي متعهدا بأقصى قدر من الشدة في حال ثبت تورط باكستاني فيها, في مقابلة أجرتها معه شبكة سي إن إن- إيه بي إن الهندية.
إلى ذلك أشار مسؤولون غربيون إلى تورط إرهابيين من تنظيم القاعدة.
وعقد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ السبت اجتماعا مع مسؤولي الجيش والاستخبارات. وقال أحد مستشاريه "إن رئيس الوزراء يريد تقريرا مفصلا عن الهجمات الإرهابية التي وقعت في بومباي، كما يرغب في اتخاذ خطوات".
وروى رهائن محررون وحتى رجال شرطة أو جنود مشاهد مريعة. وقال أحد عناصر فرقة خاصة من البحرية "إنهم أناس لا يرحمون, يفتحون النار على أي من كان يتواجد أمامهم.. كانت هناك دماء في كل مكان.. وجثث ممددة هنا وهناك".
"مجاهدي دكان"
وقد تبنت الهجمات مجموعة إسلامية باسم "مجاهدي دكان" على اسم الهضبة بوسط وجنوب الهند. وأكد مهاجم سألته محطة تلفزيونية أن المجموعة تطالب بإنهاء "اضطهاد" المسلمين في الهند الذين يشكلون أقلية من 150 مليون نسمة تعرضوا في الماضي لأعمال عنف في هذا البلد الذي يعد 1,2 مليار نسمة غالبيتهم من الهندوس.
ونقلت وكالة الأنباء برس تراست الهندية نقلا عن مصادر رسمية أن ثلاثة متطرفين بينهم باكستاني ينتمون إلى عسكر طيبة أوقفوا في فندق تاج محل.
وهذه المجموعة معروفة، خصوصا لأنها هاجمت البرلمان الهندي في 2001, في اعتداء دفع الهند وباكستان إلى شفير حرب جديدة.
واليوم السبت انتقدت الصحف الهندية مجددا الحكومة وأجهزة الاستخبارات لأنها لم تتحسب لهذه الهجمات.