{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقعد لتأويل المكان/2
محمد النجار غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 32
الانضمام: Nov 2008
مشاركة: #1
مقعد لتأويل المكان/2
يحدث أن أعشق البحر
أو أن أحبّ التي تعبر الشارع الآن
حاملة معها أغنيات الغمام

يحدث أن أتعثّر في قمر أخضر,حين أذهب نحوي ,فأضحك في وجه قبّرة ,و أحيّي لباقتها في الحديث عن الماء ,ثمّ أسير إليّ بجنح الكلام

تتذكّر أسطورة نفسها
عند سور الحقيقة بالليل
تسأل و هي ترتّب أبطالها في الخرافة:
مالفرق بين الخرافة في ذاتها
و الخريف؟

يحدث أن يجمع الليل كلّ النجوم
و يرحل خلف سحاب كثيف!

تجلس القافيه
قرب شاعرها و تقول له:
أنت تركض خلفي كوعل طريد
أتصبح هذي القصيدة أجمل
لو كتبت بي
أتصبح أغنية عاليه؟

يتخاصم ظلاّن في الأبديّة
فتطير الحمامات في الأبديّة
تستأنس الحكمة العبثيّة بالريح:
لا شيء نعطيه إن نحن جئنا
و لا شيء نأخذه إن ذهبنا
و لا شيء في الشيء غير الخيال

يحدث أن تتكدّس أجوبة
في مصبّ السؤال

يلتقي الأنبياء على هامش واحد
فتعيد الفراشة سرد الحكايه.
هل تعود الرسولة للنهر؟
تهمس سيّدة الأبجديّة للكلمات
و نحن هنا!
نتأوّل حسب أصابعنا
فرصةً...فرصةً..
و نفسّر صمت الغبار

يحدث أن يخرج الضوء
بين شقوق جدار
12-22-2008, 02:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #2
مقعد لتأويل المكان/2


أرحب أولا بالشاعر / محمد النجار :98: وأرجو أن تطيب له الإقامة في هذا النادي الثري فأهلا وسهلا به


سوف أبدأ بملاحظة شكلية عروضية ونحوية قد تؤدي لفتح القصيدة أمامنا , تلك الملاحظة تنفتح لنا بعد قراءة عنوان القصيدة ( مقعد لتأويل المكان ) , والملاحظة أن الشاعر يبدأ القصيدة فيما يبدو لنا خطأ عروضيا , ذلك من النظرة الأولي ولكن حين نتملي تجربة الشاعر في هذه القصيدة بالذات نكتشف مدي العلاقة بين الشكل والتجربة .
يفتح الشاعر القصيدة بهذا البيت
يحدث أن – أعشق البحر
الشرطة في منتصف السطر من عندي لأنه تفصل بين الخطأ العروضي والتفاعيل الصحيحة , والحكاية أن الشاعر قد أنشأ القصيدة علي تفعيلة المتدارك ماعدا ( يحدث أن ) التي وضعتها قبل الشرطة فهي توزن مستعلن ولا يمكن بحال أن تدخل تحت تفعيلة المتدارك وتبدأ تفعيلة المتدارك من بعد الشرطة وتظل القصيدة سادرة في المتدارك حتي نصل مرة أخري إلي سطر يبدأ بــ ( يحدث أن ) فنجد أننا يجب أن نقرأ القصيدة من بعد هاتين الكلمتين حتي تستقيم الموسيقي , لاحظوا ذلك في السطور الآتية :
يحدث أن – أتعثّر في قمر أخضر
يحدث أن - يجمع الليل كلّ النجوم
يحدث أن - تتكدّس أجوبة
يحدث أن - يخرج الضوء
ولو لاحظنا لوجدنا أن ما تقسمه الشرطة هو المصدر المؤول ( أن أعشق و أن أتعثر , أن يجمع , ان تتكدس , ان يخرج ) , وما نستفيده من تلك الملاحظة أن الشاعر وكأنه يفصل موسيقيا بين فعل الحدوث الذي هو الوقوع في المكان وبين واقعة ما يحدث أي تجسيد الحدوث بفعل ما ولكنه لم يفصل موسيقيا بين لفظة يحدث فقط وبين المصدر المؤل الذي يأتي بعدها موسيقيا بل أخذ جزءا من المصدر المؤول هو كلمة ( أن ) ليضعها مع التفعيلة النشار في أول السطر ولو تأملنا ذلك لوجدنا أنه يقسم المصدر المؤول ( واقعة حدوث فعلية ) بين التفعيلة النشاز والتفعيلة الموسيقية , فكأنه موسيقيا ونحويا يلفت انتباهنا أن ما يحدث سوف يتعرض للتأويل كأنه المصدر المؤول الذي نؤله بالمصدر الصريح , وكأن المصدر المؤول يقع في منطقة بين الفوضي والنظام فإذا عالجنا ذلك في ضوء العنوان فسوف نكتشف أن هناك علاقة عضوية بين العنوان وبين جسم القصيدة وأن المكان المعطي ( وقائع الحدوث ) قد تكون غير منتظمة أو في حالة نشاز وأن التأويل أو الشعري هو ما سيمدها بالانتظام كما أن الموسيقي لها نظام .

ولكن وكما نعرف أن عملية التأويل كعملية عقلية وهي محاولة لرد الفوضي للنظام أو تقريب ما هو فوق العقلي إلي العقلي تتناقض مع الشعر الذي يتوسل لتحقيق غرضه بالمجاز الذي يتطلب تأويلا فكيف يمكن للشعر أن يؤول العقلي , تلك هي المعضلة التي تحاول القصيدة أن تضيئها , ذلك أن المعرفة الشعرية وأداتها الرئيسة الخيال وبوتقتها التي تصهر فيها الصورة تزعم لنا هنا أنها الأداة التي تستطيع أن تفهم العالم والوجود ولكنها وهي تدعي ذلك تقرر أن هذا الفهم هو فهم تأويلي نابع من أدواتها التي هي اللغة والموسيقي والخيال والصورة .

لننظر إلي المقطع الأول الذي يتناول فيه الشاعر بداية التجربة الجمالية , إن الشرارة التي تولّد القصيدة هي فعل يكاد يكون عابرا وهو عشق الشاعر للبحر ( البحر قد يكون العنصر الطبيعي المعروف وقد يكون البحر الشعري أي الموسيقي ) وقد يكون ( حب العابرة للشارع تحمل أغنيات الغمام ) , ثم يواصل الشاعر في الجملة شبه النثرية ( كتابة) وكأنه يريد خلق إحساس في المتلقي بأنه يسرد ولكننا مازلنا مع الموسيقي , والعابرة للشارع هي لحظة الخلق الأولي لأنها تحمل بعض الأغنيات في شكل غيمة , والغيم هنا هو بشير الهطول / القول الشعري , وكلمة الآن تعطي تلك الدلالة التي ألمحت إليها بالعابر متضافرة مع الغيمة التي تعطي نفس المعني , يبدأ الشاعر في التحول من ذلك العابر إلي الداخل ( حين أذهب نحوي ) وكلها عمليات متلاصقة لا نستطيع أن نقسمها إلي مراحل فيبدأ في ولوج عالم المجاز (فأضحك في وجه قبّرة ,و أحيّي لباقتها في الحديث عن الماء ,ثمّ أسير إليّ بجنح الكلام ) واستعمال جنح هنا وكأنه يستعير جزء من مسكوكة جنح الظلام لكي يجعل انتقاله إلي مرحلة القول الشعري وكأنها عملية سرية خفية تتم في جنح الظلام ولكنه يجعل الذات وكأنها مفعول بها والفاعل هو الذات أيضا .

لنقرأ المقطع
يحدث أن أعشق البحر
أو أن أحبّ التي تعبر الشارع الآن
حاملة معها أغنيات الغمام

يحدث أن أتعثّر في قمر أخضر,حين أذهب نحوي ,فأضحك في وجه قبّرة ,و أحيّي لباقتها في الحديث عن الماء ,ثمّ أسير إليّ بجنح الكلام

وكما أن الشعر يتوسل بالمجاز والموسيقي وو , فإنه كذلك يتوسل بالأسطورة , وما توسل الشعر بالأسطورة إلا رد العقلي إلي غير العقلي حين كان الإنسان الأول خالق الأساطير ينظر للعالم من منطق مختلف يتعالق مع الطبيعة في وحدة واحدة حين كان الفهم ( الأرواحي ) للعالم والوجود هو السيد فكل ما في الوجود من عناصر له نفس أو روح كما أن للإنسان روح أو نفس وهذا المنطق هو منطق الشعر التي يجعل لكل عناصر الوجود نفس المرتبة الوجودية , والشاعر حين يؤسطر تجربته ( يعطيها منطق الأسطورة ) يتسائل ما الفرق بين الخرافة والخريف وكأن الفونيم الصوتي بين اللفظتين باعث علي التلاقي علي مستوي الفكر الشعري يقول بريتون رائد السوريالية
( هناك نقطة مركزية في الفكر يلتقي فيها الحي والميت , الخيالي والواقعي , الماضي والمستقبل .... ) هذه النقطة المركزية لايمكن بلوغها إلا بالشعر وعندها يمكن لفهم آخر للعالم أن يحل محل الفهم العقلاني البارد , لننظر إلي المقطع

تتذكّر أسطورة نفسها
عند سور الحقيقة بالليل
تسأل و هي ترتّب أبطالها في الخرافة:
ما الفرق بين الخرافة في ذاتها
و الخريف؟

طبعا تحليل القصيدة بهذه الطريقة الباردة قد يفقد متعة التذوق للحي الساخن بتمزقيها بمبضع النقد الجارح كما يري في نقدي بعض الزملاء ولكن لا مفر من ذلك لأن القصيدة قد تبدو غامضة بعض الشئ للوهلة الأولي
إذا انتقلنا إلي المقطع التالي نجده يبدأ مرة أخري بــ يحدث أن , لننظر

يحدث أن يجمع الليل كلّ النجوم
و يرحل خلف سحاب كثيف!

فلكأن البداية بالتفعيلة النشاز دائما يكون في مناطق مفصلية في النص فهنا يصور حين تغم الرؤية علي الشاعر أو عدم الرؤية للحالة الشعرية أو عدم القدرة التعبيرية ولكن المجاز هو المسيطر بتصوير ذلك بصورة كلية واحدة مما يصنع حالة من الانتظام وعندما تنفتح اللغة في المقطع التالي :


تجلس القافيه
قرب شاعرها و تقول له :
أنت تركض خلفي كوعل طريد
أتصبح هذي القصيدة أجمل
لو كتبت بي
أتصبح أغنية عاليه

نري هنا علاقة الذات / الشاعر مع اللغة والموسيقي أثناء عملية الخلق الشعري وذلك الصراع بين اللغة والتجربة والتي يصورها لنا النص في شكل حواري , وهذا الصراع يتجسم في المكابدة والضني اللذين يلقاهما الشاعر في سبيل القبض علي التجربة الجمالية وتصويرها في أبهي ثوب (تركض خلفي كوعل طريد ) فإذا بتلك النقطة المركزية التي أشرت إليها تستيقظ ونري حوارا بين المفردة المطلوبة وموسيقاها وبين الشاعر وكأنها عملية مشاورة بين الوعاء والتجربة .

والمقطع التالي يصور لنا حالة الانقسام التي يعيشها الإنسان بين معرفتين وبين لغتين تلك اللغة الداخلية التي تستطيع أن تتفاهم مع العالم بالتداخل فيه ومعرفته معرفة مباشرة وهي لغة الأسطورة والعرفان والشعر وتلك اللغة الأخري العقلانية التي لا تفهم إلا بالمنطق والعقل ونظرها للعالم والوجود من الخارج لأنها لا تنفذ إلي صميمه وإنهاء النص المقطع بجملة ( ولا شئ في الشئ غير الخيال ) تأكيد لواقعة الفهم الشعري وأنها هي الطريق الوحيد للمعرفة , فلننظر للمقطع

يتخاصم ظلاّن في الأبديّة
فتطير الحمامات في الأبديّة
تستأنس الحكمة العبثيّة بالريح:
لا شيء نعطيه إن نحن جئنا
و لا شيء نأخذه إن ذهبنا
و لا شيء في الشيء غير الخيال

ثم يبدأ النص حالة مفصلية أخري بنفس الطريقة التي ألمحت إليها

يحدث أن تتكدّس أجوبة
في مصبّ السؤال

هنا يصل النص إلي بداية النهاية حين يجد الإجابة بأن تأويل العالم تأويلا مجازيا هو المخرج والحل لأزمة الإنسان المعرفية وبالتالي الوجودية وما هذا التأويل المجازي إلا إعادة الاعتبار لتلك اللغة القديمة المفقودة ولكن بوعي أعلي هذه المرة غير وعي الإنسان الأول الذي كان يتعامل بها بطريقة طبيعية , فالتعامل الآن يأتي كرد فعل لتجربة أليمة لا يفهمها إلا الشاعر وحده وهو فشل تلك اللغة العقلانية في فهم الوجود والعالم بمعرفة مباشرة تجمع أجزائه المتناثرة التي مزقتها تلك اللغة العقلية ومحاولة إيجاد الألفة المفقودة بينها وجمعها في كل واحد حسب مقولة بريتون السابقة .

يلتقي الأنبياء على هامش واحد
فتعيد الفراشة سرد الحكايه.
هل تعود الرسولة للنهر؟
تهمس سيّدة الأبجديّة للكلمات
و نحن هنا!
نتأوّل حسب أصابعنا
فرصةً...فرصةً..
و نفسّر صمت الغبار

إن الرسولة التي يتسائل الشاعر عن إمكان عودتها للنهر ماهي إلا اللغة التي يجب أن تعود إلي نبعها الأول وتصويرها بالعودة للنهر وكأنه يريدها أن تتطهر من أدرانها التي اكتسبتها , وهي الرسولة لأنها هي الوسيط بين الشاعر والوجود أو بين الذات والموضوع ولننظر إلي تشخيص سيدة الأبجدية ( اللغة المفقودة ) وحوارها مع الكلمات فنجد أنها هي اللغة الحقيقة التي تستطيع تفسير ( صمت الغبار ) التي لا تستطيع أي لغة أخري توضيحها بينما لغة المجاز فقط هي القادرة علي نطقها ومنحها قيمة ما بتأويلها حسب ما سبق أن وضحته في البداية .

ننتهي إلي المقطع الأخير

يحدث أن يخرج الضوء
بين شقوق جدار


ويمكن أن تفهم علي أنها عودة الاعتبار النهائي لتلك اللغة وتلك المعرفة الجديدة ولذلك الوعي الجديد بالعالم فهو الضوء الذي ينفذ من بين شقوق الجدار يكون واهنا صغيرا ولكنه يكون مركزا وحادا وكاشفا , ويمكن أن تفهم علي أنها اللحظة الأخيرة في عملية الخلق حين تنبثق القصيدة التي تضئ هذه التجربة وهي تتفق في الصياغة بنفس أسلوب النشاز الموسيقي عن البحر الشعري ( المتدارك ) ثم العودة إلي الانتظام في الموسيقي بجملة ( يخرج الضوء بين شقوق جدار )


أرجو أن أستمع لرأي الزملاء الأفاضل في القصيدة وفي تذوقي لها حتي نتحرك قليلا في هذه الساحة .


كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-23-2008, 01:53 PM بواسطة coco.)
12-23-2008, 01:33 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
محمد النجار غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 32
الانضمام: Nov 2008
مشاركة: #3
مقعد لتأويل المكان/2
صديقي العزيز كوكو،

لقد مررت فنثرت النور، و اقتنصت اللحظة من رحم الديجور، و إنّما أشكرك الشكر الموصول، و أثني عليك فأقول:

إنّ الكلام على الكلام صعب و النقد إبداع على الإبداع، كيف و الحال أن نفضح الشاعر و هو المختفي كالحمامة في عشّ قصيدته؟ لقد أصبتَ القصد تماما حتّى كأنّك أنت من كتب القصيدة، و تجوّلتَ في مسالكها و توقّفتَ في ثناياها توقّف عارف مقتدر، يجيد الصنعة و الأدوات و يزن اللغة وزن خبير متمرّس.


كم يحتاج الشعراء لمن هم من طينتك المتأصّلة في العربيّة في زمن عزّت فيه اللغة و اضطرب فيه القول و صار سراة العرب فيه يلحنون.


أما و قد أكرمتَ فملكتَ، و تفضّلتَ فكفيتَ، فلك المحبّة تترى إلى أبد الآبدين.:98:


محمد النجار

12-24-2008, 12:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شيطانية المكان محارب النور 1 520 05-06-2008, 11:43 AM
آخر رد: محارب النور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS