ثمة أشياء نعرف أننا نعرفها، وبالتالي فهي معروفة لدينا، وهناك أشياء أخرى نعرف أننا لا نعرفها، وبالتالي فنحن نجهلها لكن على الأقل نعرف أننا نجهلها، لكن بالمقابل فربما تكون هناك أمور لا نعرف أننا لا نعرفها وبالتالي نجهل أننا نجهلها ولا نملك حيالها إلا أن نقول إننا لا نعرف أننا لا نعرف تلك الأمور ..

وعندما يكون الأمر هكذا فإننا نعرف معرفتنا بالأمور على أنها إما معرفة بالعلم أو معرفة بالجهل، أما جهلنا فهو أننا نجهل أننا نجهل تلك الأمور، ولا ينبغي أن تحمل كلماتنا إلا على هذه الطريقة ..

فإذا ما تفضل أحد بتقديم معلومة جديدة فنحن بين أمرين، إما أننا كنا نعرف أننا كنا نجهل هذه المعلومة فنحن نتوجه بالثناء له على ما اضافه إلينا، وسنكتفي بوضع علامة (صح) على ما اكتشفناه مؤخرا، مع العلم بأن مكانه كان جاهزا وشاغرا في انتظار وصول المعلومة.. اما لو كنا لم نكن نعرف أصلا أننا لا نعرف تلك المعلومة فإننا ننظر إلى صاحبها باستغراب ونتسائل عن الفارق بيننا وبينه الذي جعله يعرف تلك المعلومة ولا نعرفها نحن!

ومعرفتنا لهذا الفارق على نوعين .. فإما أن نكون نعلم اننا نعلم هذا الفارق فالسؤال هو كيف عرفنا هذا الفارق ومع ذلك لم ننجح في الوصول إلى المعلومة المطلوبة؟! .. اما لو كنا نعرف أننا نجهل هذا الفارق فإننا نتوجه لصاحب المعلومة لنعرف كيف عرفها ..

ومعرفته لها على أنواع، فربما كان يعرف من البدء أنه يعرف المعلومة فتكون كالمسلمة لديه وننقلها نحن عنه نقل المتيقن، أو انه كان يعرف أنه لا يعرف هذه المعلومة ولذلك فقد استقاها عن غيره (بنفس الطريقة السابقة) .. أو أنه كان لا يعرف انه لا يعرف وبالتالي فإنه نظر (كما نظرنا) إلى احدهم باستغراب وبدأ يتساءل عن الفارق!

وهكذا تتكون المعرفة:23:

ثمة أشياء نعرف أننا نعرفها،(نعرف وجود الشيء ونعرف صفاته) وبالتالي فهي معروفة لدينا، وهناك أشياء أخرى نعرف أننا لا نعرفها(نعرف وجودها ولا نعرف صفاتها)، وبالتالي فنحن نجهلها(جزئيا) لكن على الأقل نعرف أننا نجهلها(اي صفاتها)، لكن بالمقابل فربما تكون هناك أمور لا نعرف أننا لا نعرفها(اذن هي في دائرة العدم ولن تطولها معرفتنا) وبالتالي نجهل أننا نجهلها (تكرار للعبارة السابقه ,لا نعرف= نجهل) ولا نملك حيالها إلا أن نقول إننا لا نعرف أننا لا نعرف تلك الأمور ..
وعندما يكون الأمر هكذا فإننا نعرف معرفتنا بالأمور على أنها إما معرفة بالعلم(وجود الشيء وصفاته) أو معرفة بالجهل (وجود الشيء دون الاحاطه بصفاته)، أما جهلنا فهو أننا نجهل أننا نجهل تلك الأمور (لا نعرف انن نجهل)، ولا ينبغي أن تحمل كلماتنا إلا على هذه الطريقة ..

فإذا ما تفضل أحد بتقديم معلومة جديدة فنحن بين أمرين، إما أننا كنا نعرف أننا كنا نجهل هذه المعلومة(لم نكن نعرف الصفات) فنحن نتوجه بالثناء له على ما اضافه إلينا، وسنكتفي بوضع علامة (صح) على ما اكتشفناه مؤخرا، مع العلم بأن مكانه كان جاهزا وشاغرا في انتظار وصول المعلومة.. اما لو كنا لم نكن نعرف أصلا أننا لا نعرف تلك المعلومة(لا نعرف الوجود او الصفات للشيء) فإننا ننظر إلى صاحبها باستغراب ونتسائل عن الفارق بيننا وبينه الذي جعله يعرف تلك المعلومة ولا نعرفها نحن!

ومعرفتنا لهذا الفارق على نوعين .. فإما أن نكون نعلم اننا نعلم هذا الفارق(لان الشياء مكتشفه ولكن غير مميزه) فالسؤال هو كيف عرفنا هذا الفارق ومع ذلك لم ننجح في الوصول إلى المعلومة المطلوبة؟! .. اما لو كنا نعرف أننا نجهل هذا الفارق(لم يكن اشيء مكتشف بعد) فإننا نتوجه لصاحب المعلومة لنعرف كيف عرفها ..

ومعرفته لها على أنواع، فربما كان يعرف من البدء أنه يعرف المعلومة فتكون كالمسلمة لديه وننقلها نحن عنه نقل المتيقن، أو انه كان يعرف أنه لا يعرف هذه المعلومة ولذلك فقد استقاها عن غيره (بنفس الطريقة السابقة) .. أو أنه كان لا يعرف انه لا يعرف وبالتالي فإنه نظر (كما نظرنا) إلى احدهم باستغراب وبدأ يتساءل عن الفارق!(الفقره الاخيره =حشوه زائده)

وهكذا تتكون المعرفة


نعم هكذا تكون المعرفه!

فهي دعوة للتفكير كيف يكون التفكير !

مع تحياتي(f)

:9::9: