تمارة
عضو فعّال
المشاركات: 63
الانضمام: Jun 2008
|
خواطر امرأة أربعينية
خواطر امرأة أربعينية
مرت السنوات سريعة .... عشرون عاما مضى على زواجها
و ها هي بانتظار النهاية , تدور أحداث قصتها كما توقعتها تماما
منذ عشر سنوات بدأت تشعر به يبتعد عنها , قالوا لها هذا روتين الحياة الزوجية .... و هذا يحدث مع الجميع.
تقبلت الأمر بصبر و قلب كسير.
عادت بها ذاكرتها إلى سنوات مراهقتها و شبابها, و ككل الفتيات كانت تحلم بالحياة الجميلة المليئة حبا و عاطفة..... لا لم تكن تتطلع للغنى , بل لعقل يتفهم عقلها المتفتح , و لقلب يستوعب انفعالاتها ... كانت مؤمنة بطموحها , بإنسانيتها.
و كبنات جيلها الطموحات كانت تتطلع لبناء حياتها مع الرجل الذي تحب يدا بيد.... لأن تكون فاعلة.
كثيرا ما كانت تتناقش مع صديقاتها عن دور المرأة الحقيقي في بناء المجتمع, و قد صدقن جميعهن , و هي معهن, أن حرية المرأة تنبع من عملها و التزاماتها تجاه مسؤوليات الحياة و أعبائها , فاتهن جميعا أن لهن حقوقا أيضا لا واجبات فقط ... سعين تجاه ما تطلبه الحياة منهن ... ناسيات أنهن كمواطنات يحق لهن العيش بكرامة.
و كفتاة شرقية متحررة بتحفظ , في تلك الأيام لم تسمح لنفسها بأن تحب ... و صدقت تلك المفاهيم التي تحتقر من تحب قبل الزواج , لذلك تمنت أن توفق في محبة زوجها المستقبلي ...
و تزوجت أخيرا و أعطت حياتها ... جلّ اهتمامها .
و منذ البداية قررت أن تكون فاعلة في عائلتها الصغيرة , و كلّفها هذا القيام بأعباء إضافية , كان عليها مع بنات جيلها اللواتي صدّقن أنهن كن متحررات القيام بها.
و منذ البداية أيضا , أيقنت أنها و زوجها يسيران كخطين متوازيين لا يلتقيان , و مع ذلك كانت تظن أن لهما حياة مشتركة , فأعطت زوجها دفة القيادة ... أو الأصح أنه استلمها دون استئذانها , فهو في النهاية ... الرجل.
مع مرور السنين ... أثّرت الأعباء المضاعفة على صحتها التي تداعت في مراحل باكرة من حياتها.
و كالكثير من الحيوات الزوجية , كانت تواجه العديد من المشاكل , و كان عليها أن تكون دائما الطرف الأضعف الذي عليه أن يتقبل الأمر الواقع , فهو الرجل ...الطرف الأقوى.
كانت تفكر , ترى بماذا اختلفت عن أمها و جدتها الأميّتان اللتان خضعتا للرجل , كنا نقول العلم و العمل... ها هي تعلمت و عملت ... و ماذا بعد؟ مازالت خاضعة للزوج ... الرجل.
مرت السنوات عليها حزينة رتيبة ... و اكتشفت أنها غير سعيدة.
كانت تفكر دائما , إن المرأة و قبل أن تنال ما يسمونه حرية كانت تقوم بوظائف مجانية كثيرة ... أم( تحت أقدامها الجنة) , خادمة للزوج و الأولاد , عشيقة, طباخة , ممرضة , مديرة أعمال , مدرسة , يمكن لها أيضا أن تكون صديقة و و و ... أي كانت جارية بصفة زوجة ....و مع المسماة (حرية ) أصبحت جارية منتجة أي تعطي سيدها ما تكسبه مكافئة له على امتلاكها ... هذا ماكانت تفكر به دائما ...
و كانت تتأمل حياة الكثيرات من صديقاتها فترى معاناتهن أيضا , فيزداد تساؤلها... إذا ما الفائدة من الزواج إن كان يحمل في طياته كل هذه الآلام , في مجتمع متخلف لا يعترف بالمرأة كإنسان.
و كغيرها من الشرقيين كانت تعيب على الغرب لجوئهم إلى تجربة الحياة المشتركة قبل الزواج ... تفكر الآن و بتمرد ... ترى أيهما أفضل!!
مرت السنوات عليها , لتكتشف بعد فوات الأوان أنها كانت ممتلكة ... عبدة ... لكن (لوك جديد) ... مودرن .... و مع الأيام كانت إنسانيتها تتوجع ...و تسأل نفسها ...ترى هل وجدت نفسها كإنسانة حرة .
دائما يحضرها جواب حزين ..... لا ... كانت تشعر بأن ثمة خطأ ما في حياتها ... و أنه في لحظة ستثور ...و ستكسر قيودها و تنجد انسانيتها.
في يوم ما ... جاءت لحظتها ... قالت ... لا... بوضوح
أنا إنسانة , أريد أن أعود إنسانة .
إذاً اذهبي .... و لتتحملي وحدك تبعات ذلك.
لكن لي نصف ما نملك ... فقد عملنا معا ...
" ما أملك " قالها .... بوضوح ... أيضا
و مع ذلك خرجت من حياته بعد عشرين عاما ..... خرجت تبحث عن موضع لها في الحياة ... جديد... و لتعاني كما تعاني أي مطلقة لم تتعلم و لم تعمل.
فكرت ترى ماذا يقدم العلم و العمل للمرأة في مجتمع مكبّل مقيد تسنّه .....قوانين .... للرجال فقط .... مجتمع يلفظ المرأة ... يصنفها لتكون الأدنى دائما
خرجت للحياة من جديد ... مازات تحلم ... نعم ... فهي مازالت حية
مازال حلمها ... حاضر في ذهنها ... ذلك الحلم القديم
مازالت تحلم بالحياة المليئة ...و مازالت تتطلع لقلب يحبها ...و لعقل يحترمها
مشت في طريقها ...... وحيدة
جارية ..... ناشز
مع ودي
:brock:
|
|
01-01-2009, 09:47 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|