على الرغم من ايماني بضرورة الوقوف الى جانب شعب غزة، الذي ابتلى بالاحتلال وحماس على السواء، والذي اصبح رهين لعبة قذرة في ايدي الاصوليين، الا انني اتساءل الى اي مدى (صدق المشاعر الانسانية) التي تقف خلف ردود فعل الجماهير العربية والاسلامية.

لن ادخل في تفاصيل موقف حماس، وبقية التيارات، والبلبلة التي خلقتها حماس في صفوف العرب، بين التضامن مع الابرياء من شعب غزة، وبين فرضها اجندتها متخذة من شعب غزة رهينة سياسية، ولكني اتساءل: لماذا نعلن تضامنا مع شعب غزة اليوم (على ضرورته) ولم نعلن اي تضامن، مع شعب دارفور ضد مذبحة حكومة الخرطوم الاسلامية؟

عدد سكان غزة لايتجاوز 1,5 مليون انسان، في حين عدد اللاجئين والفارين من مجزرة حكومة الخرطوم وصلت الى 2 مليون انسان.
عدد قتلى غزة وصل الى حوالي 400 شخص، في حين تجاوز عدد ضحايا حكومة الخرطوم 30 الف شخص، إضافة الى اغتصاب النساء و(سبي) الاطفال، وحرق القرى وسرقة المواشي والوطن. امور لم تصل اليها اسرائيل على الاطلاق حتى الان. ومع ذلك نجد ان لااحد احتج على اعمال الخرطوم، في حين يتصايح الجميع من اعمال اسرائيل. ماهو السبب؟

هل انسانيتنا استنقائية، وهمية، ام اننا حقا لدينا مشاعر انسانية، على الرغم من اننا لانظهرها عندما يتعلق الامر بمصائب اللشعوب الاخرى، بل وحتى بمصائب الشعوب التي تعاني من اضطهاد سلطة عربية؟
ماهو المرض الذي نعاني منه، مع اننا نصر على اتهام الاخرين بضعف التضامن وضعف الانسانية، على الرغم من اننا لسنا من المشهورين بالاعمال الانسانية والتضامن على الاطلاق، بل على العكس تماما.

هذا الامر يثير استغرابي على الدوام، فهل من يعلم السر؟

عزبزي محجوب
ببساطة لاننا كما نعيب على الغرب انه ضحية الاعلام الانتقائي الذي يوجهه كما يريد ، فنحن ايضا ضحايا لاعلامنا العربي الذي يختار لنا اين نتعسكر بوصفاته الجاهزة حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم .

تماما، مثلما رد الزميل سيستاني: فنحن ايضا ضحايا لاعلامنا العربي الذي يختار لنا اين نتعسكر بوصفاته الجاهزة حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم.

فماذا نقول نحن العراقيين وضحايانا لا يعدون؟

للأسف، سكت الاعلام العربي عن جرائم 35 عاما أحرقت الأخضر واليابس، وأصاب الأحزاب العربية الخرس تجاه ملايين القتلى والمشردين والمعوقين نتيجة الحروب العبثية، أما الأنظمة فهي كانت وستبقى في سبات دائم كلما تعلق الأمر بحقوق الشعوب وكرامتها.

سياسة الكيل بمكياليين بل وعشرة ومئة مكيال ستبقى حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم.

تحياتي

يا سيد محجوب
في كل بقاع الأرض هناك أسر فلسطينية وأصبحت لها تزاوج وتناسب
وقضيتهم طالت كثيرا وتجذرت وبدأت تظهر حتى في الجيل الغربي الجديد من هذا التجذر والتوسع
قضية دارفور أكثر من يتناولها تجدهم بالغرب " غالبيتهم الساسة " لأغراض خبيثة
أما القلة فمن منطلق انساني وهم قلة ...
مشكلة دارفور متشابكة كثيرا حتى يفهمها الانسان العادي رغم أن مأساتها تدمي الحجر
وأذكر أن الجزيرة هي التي تسلط عليها الأضواء وغير المحطات العربية لا تعرف أن هناك شيئا أسمه دارفور
سأفشي لك سرا
هناك شخصية فلسطينية " غاية بالذكاء " تقف بثقل خلف الجزيرة ...
واذا سألتني عن تسمية الجزيرة فهي لكي توحي أنها لا تنتمي للنظام القطري ولا أحد انتبه لهذا الاسم
اليوم استاذ جامعي اسرائيلي صهيوني يطالب باخراس الجزيرة لأنها فعلت تهييج عالمي عليهم
لما تنشره من مآسي ...
يعني أخيرا أصبح للفلسطيني بعد طوووووووووووووول غياب صوت عال اسمه الجزيرة
هناك أثرياء من السودان لماذا لا ينتهجوا هذا الأمر ؟؟<_<
آخر خبر قرأته أن عدة فضائيات عربية تريد أن تتوحد لخدمة القضية الفلسطينية
ولم لا أليس ؟؟الاعلام الغربي والأمريكي أسير في قبضة بني صهيون؟؟
بيريز يقف في حيرة ويتخبط لأنه وجد الشباب العربي المهاجر بدأ يتقن لغات عدة ويستطيع أن يقلب موازين الخداع الصهيوني
فهو يريد نزوح اليهود من الخارج الى فلسطين وبنفس الوقت يريد أن يبقوا بالخارج لكي يستمروا بالخداع ...

ليس للإعلام علاقة بالموضوع و كانه متامر !!

ثورة الإعلام بدات في عهد الفضائيات و انتشار الاطباق اللاقطة و الاقمار الصناعية الخاصة بالبث التلفزيوني ... و هذا بدأ في فترة اوائل التسعينات.

موضوع غزة يكتسب اهمية لانه جزء من صراع طويل عمره 100 سنة ، و الاهتمام بغزة ليس مقتصرا على ( الإعلام الناطق بالعربية ) بل هو عالمي فغزة تتصدر الاخبار حتى في الصحف الصينية و اللاتينية و الاوروبية ...

موضوع دارفور لم تصل إليه وسائل الإعلام ... و الاهتمام العالمي بافريقيا بشكل عام ضعيف ، فأفريقيا في نزاعاتها غارقة بالاثنية و القبلية منذ زمن بعيد ، حروب الكونغو و رواندا و بوروندي و سيراليون و نيجيريا ... كلها على نفس المنوال ... قبائل تمارس التطهير العرقي ضد بعضها البعض. تسليط الضوء على دارفور بدا مع النزاع الاميركي مع الحكومة السودانية.

بالنسبة لجرائم نظام صدام .... فقد تم التغاضي عنها في فترة حربه مع إيران لأنه كان يخدم مصالح اميركية و خليجية مشتركة ، لم تظهر جرائم صدام إلا عندما اتخذ خطوته الخرقاء باحتلال الكويت. فانعكس كل شيء ... فالإعلام الذي كان يطبل له في السابق صار يحاربه ( و أفقد ذلك هذا الإعلام الكثير من المصداقية). غير هيك لم تنجح المعارضة العراقية في إيصال صوتها للعالم سوى في فترة متأخرة ؟؟ فكيف سيعرف الناس عن جرائم صدام ؟

الزميلة نسمة ...

Arrayهناك شخصية فلسطينية " غاية بالذكاء " تقف بثقل خلف الجزيرة ...[/quote]

لا اعتقد أن الجزيرة قناة فلسطينية و إن ترأسها وضاح خنفر أو وجد فلسطينيون في إدارتها و كادرها .. السياسة القطرية لها اهدافها الخاصة ، و اعتقد ان الامر له علاقة بالنزاع مع السعودية ( الجزيرة ممنوعة في السعودية منذ البدء ) ... الجزيرة سلاح إعلامي قطري بالاساس.

Array
بالنسبة لجرائم نظام صدام .... فقد تم التغاضي عنها في فترة حربه مع إيران لأنه كان يخدم مصالح اميركية و خليجية مشتركة ، لم تظهر جرائم صدام إلا عندما اتخذ خطوته الخرقاء باحتلال الكويت. فانعكس كل شيء ... فالإعلام الذي كان يطبل له في السابق صار يحاربه ( و أفقد ذلك هذا الإعلام الكثير من المصداقية). غير هيك لم تنجح المعارضة العراقية في إيصال صوتها للعالم سوى في فترة متأخرة ؟؟ فكيف سيعرف الناس عن جرائم صدام ؟
[/quote]

لم نختلف كثيرا عزيزي الكنعاني

فالاعلام الذي كان يطبل لصدام كان يعرف ما يجري في العراق من قتل منظم لكنه كما قلت أنت فضل الصمت ولم يستدر 180 درجة إلا بعد غزو الكويت ليتحول الى ناقد لولي النعمة السابق.

الاعلام العربي تعود أن يقبض مقابل السكوت أو الكلام، ولازلت أتذكر غلاف مجلة (الوطن العربي) عند الغزو وقد تصدره عنوان كبير من كلمتين: لبيك صدام، ولم تمر أسابيع حتى تغير الغلاف بعد أن قبض رئيس تحريرها آنذاك تاجر الأحذية اللبناني وليد أبو ظهر من الكويت والسعودية ما يجعله في غنى عن أموال صدام المحاصر بالقرارات الدولية.

للأسف، الإعلام العربي غير نزيه وهو تابع ذليل للأنظمة ولمن يدفع، كما يخضع في مواقفه الى اعتبارات معروفة بينها ما ذكره الزميل سيستاني لكنها تظل بعيدة كل البعد عن الصدق والحياد والموضوعية.

تحياتي واحترامي لضحايا فلسطين

Arrayهذا الامر يثير استغرابي على الدوام، فهل من يعلم السر؟[/quote]

في فترة من الفترات قامت قناة الجزيرة والعربية بعمل بروباجندا واسعة لدولة السودان الشقيق ، الذي جعلني استغرب من تلك البروباجندا انها كانت في وقت واحد حتى ان جزيرة جطر قدمت برنامج خصص للسودان تحت اسم المشهد السوداني وقناة العربية استضافت رئيس السودان وهو نفس الامر التي قامت به الجزيرة وكل هذا جاء في وقت مذكرة الاعتقال التي وجهت للبشير ، حتى ان قناة العربية خصصت فترة في نشرتها اليومية كجزء مخصص للتعرف على السودان
الواضح للعيان ان نفس التوقيت وحجم الدعاية الذي جاء في وقت واحد لقناتين غريمتين ليس صدفة انما هو المال الذي دفعه البشير للجزيرة والعريبة من اجل تلميعه اعلاميا

لكن ما يجعل الاعلام العربي البترولي يركز على قضايا بعينها لانه مسير من قبل مشاهد عيناه لاترى سوى فلسطين حيث انها قضية مقدسة وايران حيث كونها خطر على الخليج او لبنان ومعها سوريا نظرا للكوادر اللبنانية العاملة بالاعلام البترولي والعراق وبدرجات اقل مصر وبلدان المغرب ، فيما عدا ذلك فهو تحصيل حاصل وليس له اي ضرورة عند شعوب ترى في اهل دارفور مجرد قبائل زنجية رحل وخاصة ان غابت فكرة ان عدوهم غير مسلم فقضية مثل شيشنيا اوالبلقان نالت من الاعلام العربي عشرات اضعاف ما نلته قضايا في القرن الافريقي او السودان وجنوبه المسيحي الذي كان قبل عشر سنوات يتعرض لحملات ابادة من حكم الشماليين . ..

Array
عزبزي محجوب
ببساطة لاننا كما نعيب على الغرب انه ضحية الاعلام الانتقائي الذي يوجهه كما يريد ، فنحن ايضا ضحايا لاعلامنا العربي الذي يختار لنا اين نتعسكر بوصفاته الجاهزة حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم .
[/quote]

في الحقيقة نحن نعيب على الاخرين فقط، ولانقوم بأي حركة ايجابية على الاطلاق. وشخصيا اضيع كثيرا في تعابير مثل " نحن" المستخدمة، فالاادري مالمقصود بها. من نحن؟ ومن اعلامنا؟
لماذا نتكلم عن الغرب كقطعة واحدة، في حين نصبح نحن منفصلين عن اعلامنا وعن طائفيتنا وتكفيرتنا وشعوبيتنا وتعتيمنا وصهينتنا؟ اليسوا كل هذه الامور مرتبطة بخلفيتنا الثقافية، التي ليس فيها على الاطلاق شئ اسمه " حركة انسانية او مواقف انسانية"؟

إن كل ماتفضلت به، يشير بوضوح الى خلل ثقافي عميق وقديم، ليس الاعلام مسؤول عنه، فهو ليس وليد اليوم، وانما الاعلام واسياده، يستغلون ماهو موجود. :98:

Array
تماما، مثلما رد الزميل سيستاني: فنحن ايضا ضحايا لاعلامنا العربي الذي يختار لنا اين نتعسكر بوصفاته الجاهزة حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم.

فماذا نقول نحن العراقيين وضحايانا لا يعدون؟

للأسف، سكت الاعلام العربي عن جرائم 35 عاما أحرقت الأخضر واليابس، وأصاب الأحزاب العربية الخرس تجاه ملايين القتلى والمشردين والمعوقين نتيجة الحروب العبثية، أما الأنظمة فهي كانت وستبقى في سبات دائم كلما تعلق الأمر بحقوق الشعوب وكرامتها.

سياسة الكيل بمكياليين بل وعشرة ومئة مكيال ستبقى حيث تجتمع الطائفية ، التكفير، الشعوبية ، الصهينة والتعتيم.

تحياتي
[/quote]

لااعتقد اننا " مساكين" الى هذه الدرجة العملاقة. 22 دولة عربية يصدر عنها جميعها سلوك مشترك، ليس فيه اي حركة انسانية. والموقف تجاه العراق بالتأكيد لم يكن استثناءا.

ولكن، شعب العراق، لايختلف كثيرا عن جلاديه، او عن بقية الشعوب العربية، حتى الان. لقد قامت القوى البديلة بإقامة مايمكن ان يصبح ابتكارا عربيا عالميا " الديمقراطية الديكتاتورية". ولااحد يمكن ان يدعي ان في العراق حركة انسانية، او ان شعب العراق تحركه عواطف تختلف عن عواطف الشعوب العربية الاخرى، بدليل ان العراقيين صوتوا للقوى الاصولية تحديدا، والتي تدعو ميليشياتها وشيوخها وائمتها الى انتهاك حقوق الاخرين واستيعابهم والاستيلاء على الدولة ومفاصلها، ولايملكون اي تصور ديمقراطي خارج نطاق التقية من اجل الحصول على الوقت اللازم لاستيعاب حضتهم من الدولة واسلمتها....
والشعب العراق حتى اليوم لم يتمكن من خلق حركة شعبية وطنية، ولازالت السيادة للقوى الطائفية والقومية..
وللاسف، لازالت الدلائل ضعيفة للغاية على إمكانية العراق على النجاح بأن يكون نموذجا ومثالا..
شخصيا لست متفائل:98: