معابر النوم


ليلة امس كانتت قاسية علي اكثر مما تتصور فالزكام اثقل علية واضحى انفي يسيل مدرارا هذا عدا عن المشاهد القاسية والممية والتي تنبعث من على شاشة التلفاز في غزة الجريحة اي جريحة يا رجل لا بل قل غزة المذبوحة جهارا نهارا وعلى عينك يا تاجر وكما يقول اخوتنا المصريون(اللي ما يشتري يتفرج) امس قرات مقالا قصير للكاتب الشاب راجي بطحيش عنوانه "نحن لا شيء" يا له من عنوان معبر وقد اصاب حالتنا في مقتل.. اعود الى الزكام ففي ليلة امس شعرت بوطاته ودخلت في نوع من الدوامة الغير متناهية من الدوار والم في الراس وشعور بالارهاق التام.. سمعت ان الشاي والليمون مفيدان في مثل هذه الحالات فاعددت اكثر من كوب من الشاي الذي غلب عليه عصير الليمون الاصفر الحامض .. لم اشعر بتحسن فقمت الى الثلاجة واجهزت على ما يقارب نصف كغم من البرتقال والحق يقال انني وبعد تلك المجزرة بحق البرتقالات المسكينة والبريئة بدات اشعر ببوادر غير واضحة المعالم ولكنها رغم ذلك تبشر بنوع من الراحة ولكن اي راحة؟ وانا اتابع ذلك العالم المفترض من خلال شاشة الجزيرة كان لدي بعد اكل البرتقال وابادته وضوح في الرؤيا وشيء من صفاء الذهن.. حاولت ان انام ولكن جفني كانا بعيدين كل البعد عن الاستسلام لذلك الموت المؤقت.. النوم بعد منتصف الليل قررت القراءة طاردا للارق ومصفيا حسابات قديمة مع القلق والسهاد الذين كثيرا ما نغصا علي ليالي الطويلة ...في البدء قرات في بعض مواقع الانترنت عن احوال الدنيا ومجازرها التي لا تشبه مذبحة البرتقال التي نفذتها من اجل الانتصار على اغلاق معابرانفي وانسداده من قريب ولا من بعيد.. انشطر القلب من قراءات مميتة لاخبار واستغاثات واغنيات حزينة لامهات الشهداء واخواتهم .. تركت الحاسوب والقيت نظرة متاملة على الكتب الملقاة على عاتق المكتبة اردت ان اختار كتابا اعبر فيه عن تضامني مع جو غزة الذي يعبق براحة المسك الذي تخلل شعر الشهداء قبل ان يسقطوا بقليل... اخترت كتاب باب الشمس لالياس خوري بقينا معا انا ورائحة الشهداء وشخوص الياس خوري حتى الثالثة فجرا ومن هناك افترقنا انا الى فراشي وهم الى علياء السماء كل في طريقه اليس هذه طبيعة الحياة والموت.

احدى نتائج السفر الى مركز البلاد يوم امس هي النوم حتى التاسعة والنصف في هذا الصباح بعد هذا الاختفاء القسري في حنايا النوم وخباياه شعرت بالراحة تسري في كافة اجزاء بدني .. بعد ان شربت الشاي ممزوجا بالحليب الصافي اكلت رغيفا مغموسا في زيت الزيتون وبجانبه كاسا من الشاي .. بعد ذلك اغتسلت بماء ساخن وتوجهت الى العيادة لشراء بعض الادوية لاحد اقاربي الذي بلغ ارذل العمر ولا يجد من ياخذ بيده ولسان حاله يقول "عزيز قوم ذل" انهيت من العيادة وتوجهت الى حران برفة الرفيق حسن وهناك شربنا القهوة في مقهى حكايات القهوة اثناء الجلسة في المقهى تذكرت انني ما زلت اعاني من الزكام اللعين, شعرت بدوخة وثقل في الحركة فكرت للحظة انه كان يتوجب علي التوجه الى طبيب ما ,اذ اعاني منذ ثلاثة ايام من الزكام, اشعر بضعف عام ولا امارس مهامي العادية من قراءة او كتابة كما يجب.. لكنني طردت هذه الفكرة معتقدا ان الزنجبيل الذي شربته يوم امس والشاي والليمون سيطردان اشباح المرض التي تلاحقني وتربك خطواتي. بعد ان خرجنا من المقهى اشترينا بعض المستلزمات من احد المجمعات التجارية وقفلنا عائدين من حيث اتينا . عندما وصلت الى البيت كنت جائعا اكلت قليلا من الزيت والباذنجان مع الخبز وقررت ان ارتاح حتى العصر اذ ينتظرني في المساء تدريبا رياضيا شاقا .. عند السادسة والنصف توجهت الى القاعة الرياضية واخبرت مدرب الكراتيه الذي يدربنا انني لم اخرج من دائرة المرض وعليه مراعاة ذلك خلال المران انتهى التدريب بدون خسائر تذكر(عادة ما نتعرض لاصابات وكدمات في اثناء التدريب) لا بل خالجني شعور بالارتياح اثناء التدريب الذي لم يكن قاسيا هذه الليلة بعكس ايام سابقة .. عدت الى البيت شربت الشاي واخذت حماما ساخنا شعرت بعده بارتياح في مفاصل جسدي ونوع من الارتخاء افكر الان في بدء العمل على اكمال دراسة الماجستير والتي ساجدد نشاطي في كتابتها.

اليوم وبعكس الايام السابقة نمت حتى العاشرة . للوهلة الاولى لم اصدق انني نمت كل هذه الساعات .
بعد ان استيقظت وقبل ان اشرب شاي الصباح وبختني والدتي على هذا النوم ونعتتني بانني (نايم ريح) .. الحقيقة ان والدتي تكره الاستغراق في النوم وتعاتبني على ابطائي في الاستيقاظ وتنصحني دائما ان استيقظ باكرا حتى تفتح امام باب الرزق . لكنني استمر في غيي وانام لساعات طويلة . عند الحادية عشرة نقلت والدتي حيث تقطن جدتي لتزورها وتطمئن على احوالها بعد ان وصلت الى موطن اخوالي سلمت على جدي وجدتي وشقيت طريقي نحو مدينة حران وتجولت هناك ساعة في بعض الحوانيت ودخلت الى محل لبيع الملابس لم اشتر شيئا بل اكتفيت بالنظر والتامل في الالبسة , الحقيقة انني كنت اشعر بالكسل من ان امد يدي واقيس ملبسا ما .. اكره ان اشتري الملابس رغبت في شرب القهوة خاصة انني لم اشرب قهوة الصباح في البيت وبعد تفكير لم ادخل الى اي من المقاهي المنتشرة في المجمع الكبير في حران كنت في حاجة ماسة الى رفبق يؤنس وحدتي ويهون على سفري .. ويحملني او احمله.. في النهاية لم اشرب القهوة وتوجهت الى المكتبة العامة والتقيت هناك نورة احدى عاملات المكتبة والتي اعرفها من الجامعة وهي سيدة لطيفة عادة ما تهب لمساعدتي في البحث عن الكتب عند دخولي الى المكتبة ابتسمت نورة مرحبة بقدومي وبعد حديث قصير طلبت منها مساعدتي في العثور على كتاب "هكذا تكلم زردشت" لنيتشه عادت نورة مسرعة وهي تحمل الكتاب, سجلت اسم الكتاب على جهاز الحاسوب وناولتني اياه.. شكرت لها لطفها وودعتها , خارج المكتبة روادتني فكرة ولوج باب احد المقاهي وشرب القهوة ولكنني طردت هذه الفكرة مجددا, اشعر بالوحدة ..مؤخرا بت اكره الجلوس في المقاهي وحيدا كان يتوجب علي ان اهاتف الرفيق حسن ليصحبني في مشواري ويشاركني جلسة المقهى .. خرجت من مركز المدينة وتوجهت بواسطة السيارة الى مجمع تجاري كبير بالقرب من المنطقة الصناعية التابعة لمدينة حران ترجلت من السيارة واشتريت بعض المستلزمات من خبز وحليب وحلوى للاولاد , ركبت سيارتي من جديد وسافرت باتجاهي القرية

[size=4]اليوم بدا نهاري بشيء من سوء الطالع اذ استيقظت بعد الثامنة بقليل ,لا ادرس في الحصة الاولى عندما وصلت الى المدرسة شعرت بالم في راسي كأن احدهم ضربني بشاكوش ثقيل على ام راسي. عانيت من الدوار كالعادة طوال ساعات النهار , الادهى والامر انني علمت حتى الحصة الثامنة لا ادري الان تحديدا ما الذي حدا باولئك المخنثين ابقائنا محنطنين اما الصغار حتى الثالثة عصرا, انه الاستعباد بعينه, اي قيمة تبقى لمدرس يشقى من الصباح الى المساء , اننا اشبه بعمال كادحين يسعون في توفير قوتهم وليتهم يحصلون على مقابل هذا الاستعباد المنظم والذي جعلنا اشبه بدمى يحركها الصغار ويلعبون فيها متى شاؤو, اللعنة لقد اصابتني حالة مرضية عندما اصل الى ذلك الوكر الموبوء سرعان ما اشعر بالدوار والارهاق مع انني امارس الرياضة واشعر بقوة في جسدي لكن روحي المعنوية تتهاوى عندما اطا ذلك الثرى القذر والذي اطلق عليه زورا وبهتانا اسم مدرسة انها مكنسة تحوي في داخلها الكثير من القاذورات النتنة اولئك الذي لا يفقهون شيئا ولا تربطهم بطلب العلم اى رابطة لا بل تجدهم معتدون بانفسهم يتوهمون انهم منبع العلم ومنشاه لا بل خسئوا انهم لا يعلمون اي منقلب ينقلبون . المهم انه انتهى النهار لم اجلس على الكرسي اثناء الحصة الثامنة بل ناورت وقاتلت والتحمت مع المعتدين من الطلاب حتى اخر رمق, شرحت احد الدروس وكنت جديا الى ابعد الحدود حتى افوت على الطلبة اي فرصة للتشويش والخروج عن طاعتي . عدت الى البيت منهكا احمل على كاهلي اعباء واسفار لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى وانا اهمس في باطني واقول يا الطاف الله يا الطاف الله اراني اصير شيخا صوفيا من شدة الارق وحالة مجاهدة النفس التي اجد نفسي في معمعانها في هذه الظروف السوداء القاتمة . احمد الله على انني امار س رياضة الكراتيه فهي والله خير معوال لي على تخطي هذه الايام التي تكدر النفس وتبعث على الحزن والاسى وكما يقولون لله في خلقه شؤون .

شهد هذا اليوم انهيارا عاما في قدراتي .. منذ يومين لم اخذ نصيبي من الراحة بعد الظهر, النتيجة ظهرت للعيان هذا النهار. شعرت بدوخة وكنت ادور هنا وهنا وانا امشي كذاك الذي تلقى ضربة على ام راسه. كنت اعد لمشروع يوم المطالعة في المدرسة , ساوزع الكتب على كافة الصفوف وعلى الطلاب قراءة القصص والتمتع بها طوال ساعات النهار.
اما الان وقد ارخى الليل سدوله فحالتي تحسنت بعض الشيء , اليوم عصرا استسلمت لاغفاءة طويلة دامت اكثر من ساعة ونصف.
بعد المغرب احتسيت القهوة وجلست بعض الوقت اقرا الاخبار على شبكة النت.
الان علي مراجعة بعض الاوراق, ما زال صداع الغرائبي يسيطر على كياني ويعرقل فعالياتي الفكرية والذهنية وغيرها ..
غدا هو اخر ايام اسبوع العمل. ربما استفدنا من استراحة نهاية الاسبوع ساحاول ان ااقرا رواية بدات في قراءتها قبل يوم او اكثر.
والان نبقى مع هذا الهذيان:



مللت هذا الضجر الذي يكبل ليالي الحزينة.

مللت من سحنات مذيعات الجزيرة ونبرة جميل عازر المخيفة.
ساشرب كاسا من الشاي.
الكاس تنتظر منذ مدة
على الطاولة
اضحى السائل الاسمر ثقيلا.
يشبه مزاجي الذي
يتعكر اكثر واكثر
في كل ليلة.
يذكر هذا الشاي بالشاي العراقي
ليس هذا الشاي المالكي والجلبي والشلبي
انما ذاك الشاي المعتق الاصيل
الذي كان اسدا يزار
كان رجلا في ليال افتقدت الرجال
كان قمرا اخضر
يضيء نواحي الجزيرة
المظلمة بلحى ال سعود واشباههم
اتذوق الشاي الان
لا باس
جيد لا اكثر

استمر في شرب الشاي


وفي الهذيان والامر سيان

كان اسبوعا قاسيا وحافلا بالياس والانكسار التام, لا ابالغ اذا ما قلت ان ايام الاسبوع الفائت كانت من اقسى الايام منذ اشهر عديدة, لا ادري ما السبب ولكن ظروف العمل في المدرسة, وعدم التقدم في جبهة البحث العلمي, والاسى والاحباط على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي. كل هذا العوامل حدت بي الى طريق شبه مسدود, عادت الي نظرتي السوداوية القاتمة التي تلازمني في كثير من الاحيان , الامل الذي لاح في الافق قبل فترة اخذ يتلاشى ويتوارى وراء الافق المظلم, ماذا عساي ان اقول والحال كهذه؟ بحجة البحث العلمي والانصراف لتلك الخربشات الساذجة لا اقرا ادبا , هكذا اجد نفسي عاطلا عن المطالعة والكتابة . لقد اضناني التفكير والارق والقلق الوجودي الذي يؤرقني ويبعثر اوراقي ويخربطها ويجعلني نهبا للافكار حول مستقبل قاتم لا ندري ما يخبىء لنا من مفاجئات

اي احداث تعصف بكياني, لعمري ان الحياة حافلة بشتى اصناف العذاب والنكد والمنغصات. اليوم لم يختلف عن سواه من الايام المكفهرة التي تبعث على المزيد من الالم .
لكم صرخت وزمجرت على الطلاب هذا النهار وليتني افلحت في ترهيبهم. الطامة كانت اثناء تدريس الحصة الثامنة لقد وضع اولئك الاوغاد الملاعين نصب اعينهم تنكيد حياتي وتعكير صفوي, كم تعجز كلماتي عن وصف ما اعانيه من كدر والم في ليالي الطويلة . الى اين المسير؟. هل من مغيث من هذه الرمضاء, اين الملاذ وقد سدت الابواب ما عدا باب الكريم فهو القادر على تفريج الهم وتلطيف الاقدار.
بعد الظهر استسلمت لسنة من النوم العميق بعده شعرت بالم في راسي وحتى الان اترنح ذات اليمين وذات الشمال, جراء النوم في ساعات ما بعد العصر,ماذا تبقى لنا؟ , سنوات طويلة ونحن نخدم علم العلم والتربية وها نحن نعامل معاملة الجراء, ماذا سيكون مصيرنا بعد سنوات من العذاب والرق تحت اسياط اراذل القوم , اتابع يراعي وانا اتهاوى تحت الحان اغنية ام كلثوم التي لا اعرف عنوانها , لكنها اغنية جميلة .. تحتوي على كلمات (يا اللي قربك صحى قلبي يا اللي حبك خلى كل الدنيا حب) يا لها من اغنية رائعة تبعث على الشجن . ما زلت اترنح , ما سيكون في هذا المساء المزيد من الجلوس الاخرق بين الكتب والتامل في لا شيء والتباكي على ذكريات خلت. اين هو علو الهمة اين النشاط والمثابرة يبدو انني ساموت كمدا على ما ضيعت من وقت وجهد . اشعر بعرق لزج يحتل مساحات من جسدي ساغتسل ربما تحسن المزاج , ساشرب كوبا من الشاي مع الميرمية. ربما زال الترنح المريب الذي اعانيه, لم يبدا الليل بعد سابحث عن رواية جيدة اتوكا عليها واهش بها على ارقي ووجعي

اما انا فلا احمل في جعبتي اي جديد. اللعنات تتوالى يوم بعد اخر. المدرسة اصبحت لا تطاق. اليوم تحسنت حالتي بعض الشيء , في الصباح قررت ترك السيارة في مكانها وتوجهت الى المدرسة مشيا. منذ بداية هذا الاسبوع لم استقل السيارة في جيئي وذهابي الى المدرسة. عدت الى الدارة عند الثانية والربع. تناولت طعامي المكون من الخبيزة والليمون والبصل الاخضر وخبز الصاج دائري الشكل. بعد الوجبة استسلمت للنوم تواصل نومي حتى الرابعة الا عشر, دقائق. نمت اقل من ساعة. بعد ان استيقظت شربت كاسا من القهوة. وجلت في بعض مواقع النت. واستعديت للتدريب. وفي هذه المرة ايضا فضلت ان استعمل قدمي واركن السيارة في مكانها. في الطريق عرجت على المركز الطبي في القرية وسلمت على صديقي الدكتور سويلم واعطيته كتابين احدهما لمحمد برادة والثاني سيرة حنا ابي حنا واعاد لي الرجل كتابين اخرين كان قد انهى قراءتهما في وقت سابق. بدات التدريب المسائي في مجال لعبة الكراتيه بتثاقل وعانيت من دوخة في بدايته لكنني تصابرت حتى النهاية . الان وبعد الحمام الساخن اشعر بارتخاء في المفاصل ونوع من الراحة المفترضة . ساخلد للنوم وليكن ما يكون

في الليلة السابقة كان نومي عميقا وبعكس الليالي الفائتة. يبدو ان الرياضة المسائية اثرت ايجابا على نومي. في الصباح شعرت بالنشاط والقوة. في العمل كان النهار عاديا , لا بل مملا وطويلا, كنت مناوبا وخضت بعض المعارك البرية مع الطلبة الذي حاولوا اثارة الشغب والاخلال بالنظام العام , ولكنهم بعد المطاردات في الازقة والحواري واستعمال خراطيم المياه والرصاص المطاطي سرعان ما خضعوا لتعليمات قوات الامن المتمثلة في وحدة المغاوير تذكيرا بتلك الوحدة في الجيش اللبناني والمكونة في حالتي انا من عدد من المعلمين المدربين على كافة انواع القتال من الرمياية والقتال بالايدي المجردة وقيادة الغواصات والطائرات(ادهم صبري ومغامراته) على هذه الشاكلة ولى النهار وعدت ادراجي باحثا عن وجبة الغداء الاسطورية في البيت , تحت وطاة الشمس الحارقة في عز الشتاء(اي شتاء في هذه السنة) كان الغداء مكونا من البيض المقلي والكبس وزيت الزيتون (الكبس هو نبات بري اخضر يفرم ويخلط مع اللبن الرايب ويقدم مع زيت الزيتون وهي اكلة معروفة في فلسطين), بعد الوجبة الفاخرة حسب مفاهيم الفقراء من المعلمين المتاكلين امثالي, قررت ان اخلد للنوم لاكنس اثار التعب والعصاب الذي اصابني جراء مماحكة الطلاب وملاسنتهم وتعنيفهم. تقلبت في الفراش ذات اليمين وذات الشمال ولكن هيهات ان افلح في اغماض عيني. غضبت والقيت بالغطاء بعيدا . وجلست امام الحاسوب وقرات بعض المواد في موقع اكسجين الادبي. بعد الغروب ارتديت ملابسي الرياضية وتوجهت الى الملعب البلدي الذي عانى الامرين من الاهمال اذ امتلا بالحجارة وتلاشى من ساحته العشب الاخضر وخربت انارته واضحى اقرب منه الى الخربة منه الى اي شيء يشبه الملعب . رغم ذلك ركضت ما يقارب النصف ساعة ثم قمت بممارسة تمارين الضغط على ما تبقى من بلاط مرصوف على جنبات الملعب . انتهيت من رياضتي المفضلة واشتريت بعذ الحاجيات من خبز وحليب جبن وبصل وعدت الى داري . شربت الشاي الممزوج مع اللبن مع خالي الذي زارني وتسامرنا حتى التاسعة هكذا طويت صفحة يومي وختمت كما يقال بالشمع الاحمر, سانام الان لن اقرا ولن اكتب شيئا هذه الليلة...

نهضت من الفراش بعد السابعة بقليل, كانت حالي يرثى لها ثمة شعور بان كابوسا لعينا تسلط علي وافقدني توازني. في الحصة الاولى لم اع شيئا مما دار حولي. كنت اتحدث مع الطلاب وانا شبه غائب عن الوعي. كنت اشرح الدرس كيفما اتفق, واصدر همهمات وصرخات على الطلاب دون اي منطق او رابط يربط بينها, لا ادري كيف ولى يوم الدوام والحال كهذه, مع انه في باقي ساعات النهار تحسنت اوضاعي وزال الدوار الذي منه عاني ولو بعض الشيء. كنت عصبيا حاد المزاج اطلق صرخات خيالية على اثرها فقدت صوتي وصوابي معا, لقد طار عقلي تماما . في الحصة السابعة اخر الحصص درست موضوع التاريخ الاسلامي. وزعت زمجراتي وصرخاتي هنا وهناك في الفصل, شرحت الدرس باسهاب واعطيت الطلاب بعض الاسئلة, انتهى النهار. انفرجت اساريري, عدت الى الدار وتناولت غدائي, لم استطع الى النوم سبيلا, بعد الرابعة بقليل توجهت الى مدينة حران المجاورة لم اقترب من اي من المقاهي. تجولت في احد المجمعات, دخلت الى الصيدلية واشتريت دواء لابنتي التي عانت من حرارة مرتفعة ليلة امس, اصيبت بالزكام. مع انها تقفز كالنحلة وتثير اعجاب المحيطين بها, عدت من حران وبدات بكتابة هذه اليوميات, اشعر بالتعب افكر كثيرا في مهنتي المتعبة اتمنى لو كنت طوبرجيا او حارسا ليليا اقرء ما تيسر من روايات بعيدا عن قذارة اقدم المهن في التاريخ... التدريس انا متاكد ان هذه المهنة سبقت تلك المهنة التي يتبادر الى الذهن الى انها الاقدم ولكن التدريس كان سابقا, الم يعلم الشيطان ادم وحواء عن تلك الشجرة ومن ثم اغواهما الم يعلم الغراب قابيل كيف يواري سوأة اخيه في التراب وهكذا..... ولكن السؤال الاكبر هو :كيف سامضي ليلتي؟ . امامي فنجانا صغيرا من القهوة ساشربه وامخمخ على احدى الروايات لكاتب اسباني لا اذكر اسمه... ساقراها حتى تطلع عيني من مكانهما والله الموفق