[هل قال الحلاج : أريد أن أموت على دين المسيح ؟]
ما كان قصده ؟
هل بإمكانك التوضيح أكثر؟
مرحبا بكم أخي Tenderness
قال الحلاج التالي :
ألا بلغ أحبائي بأني *** ركبت البحر وانكسر السفينه
على دين الصليب يكون موتي ***ولا البطحا أريد ولا المدينه
(عن الديوان بتحقيق الشيبي وبولس نويا نشرة الجمل ص 69 مقطعة رقم 92)
سمعت الحسين يقول في سوق بغداد:
ألا أبلغ أحبائي بأني ركبت البحر
وانحسر السفينه
ففي دين الصليب يكون موتي ولا البطحاء أريد ولا المدينه
فتبعته فلما دخل داره كبر يصلي ، فقرأ الفاتحة والشعراء إلى سورة الروم فلما بلغ إلى قوله تعالى(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) الآية كررها وبكى. فلما سلم قلت: ياشيخ تكلمت في السوق بكلمة من الكفر ثم أقمت القيامة ههنا في الصلوة فما قصدك؟
قال : أن تقتل هذه الملعونة وأشار إلى نفسه. فقلت : يجوز إغراء الناس على الباطل.قال :لا ولكني أغريهم على الحق ؛ لأن عندي قتل هذه من الواجبات،وهم إذا تعصبوا لدينهم يؤجرون.
(عن كتاب أخبار الحلاج نشرة ماسنيون وكراوس .الجمل. ص 80،81 قطعة رقم 52 )
* في هامش أخبار الحلاج نقل ماسنيون وكراوس نصًا من لطائف المنن للشعراني (ط مصر 1321، 2/ 84) روى فيه المصنف عن أبي عباس المرسي الصوفي الأندلسي أنه كان يقول : "أكره من الفقهاء خصلتين : قولهم بكفر الحلاج وقولهم بموت الخضر عليه الصلاة والسلام . أما الحلاج فلم يثبت عنه ما يوجب القتل ، وما نقل عنه يصح تأويله نحو قوله : على دين الصليب يكون موتي ،
ومراده أنه يموت على دين نفسه ، فإنه هو الصليب وكأنه قال : "أنا أموت على دين الإسلام وأشار إلى أنه يموت مصلوبا".
* ويوجه الشيبي البيتين بقوله :
موت الحلاج يكون على نسق نهاية المسيح بالصلب قربة إلى الله وضربا بالمثل للبشر وتثبيتا للعقيدة ، والخلاصة أن الحلاج أراد أن يكون مسيح الصوفية في الفداء والتضحية ليثبت له مشربهم وقد كان .
* ويردد أكرم أنطاكي نفس تحليل الشيبي لقولة الحلاج في تقديمه
لأخبار الحلاج مع هادي العلوي ص38 :
هي الصليب ..مفتاح الحياة .. ورمز تقاطع الروح والمادة من خلال الخلفية الواعية لذاتها .. ومن خلال كل هذا ..
هو الحياة الأزلية المنبثقة من موت الإله ..إن لم نقل..
هي الفداء الذي جعل السيد الغريب يصيح من أعماق إسلامه وقد تجلت الحقيقة أمام عينيه
ألا بلغ أحبائي بأني *** ركبت البحر وانكسر السفينه
على دين الصليب يكون موتي ***ولا البطحا أريد ولا المدينه
*ويرى ع الحكيم حسان (في الفصل الذي عقده لدرس أشعار الحلاج /التصوف في الشعر العربي ص 376 ط الأنجلو 1954)
أن الحلاج في هذه المقطعة يعبر عن حاله واستهلاكه فيه ، و...يؤثر هذا الأسلوب في التعبير عن حبه وتنبئه لنفسه بالصلب على أنه نهاية له ، وشخصية الحلاج دائما لا تأنس إلى المألوف ..
______
لعل ما سبق يحمل شيئا من إيضاح ، ويبقى أخي الفاضل أن ما نطق به الحلاج يمكن أن يعاش ، يذاق ، يحس ، يقرأ بعين القلب ، كذا يقال ، وكل مقاربة له لا تمثله هو ولكن تمثل فهوم من قرأ ..
كل الود (f)