شرت العربية عرضا خاصا لكتاب “صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث“الذي نشرت خبرا منذ شهرين عن إصدار ترجمته العربية.
وصدر الكتاب عن دار قدمس للنشر والتوزيع في دمشق، وهو من تأليف الأمريكية جويا بلندل سعد، المتزوجة من عربي, وترجمه عن الإنكليزية صخر الحاج حسين. وأحدث الخبر، حينها، اهتماما واسعا في صحف ومواقع عربية، إضافة إلى مقالات ناقدة، أشارت إلى أن الأدب الفارسي المعني في الكتاب “هو أدب ما قبل الثورة عام 1979″، وذلك لأن الكتاب يعرض لنظرة الأدباء الفرس إلى العرب، مصوّراً إياهم “كآكلي سحالي وأصحاب جلود سوداء“، وهذه أمور لم تنشر بعد الثورة.
عودة للأعلى
كتابات الرجال الفرس عن العرب
وجاء كتاب “صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث” في 200 صفحة من القطع الكبير، قُسّم على عدة فصول تتحدث عن كتابات الرجال وكتابات النساء، وأصحاب الكتابات المعتدلة.
ويبدو أن الأدباء الفرس، الذين انتقدوا العرب وسخروا منهم، انطلقوا مما جرى في القرن السابع للميلاد عندما اخضع العرب المسلمون ايران، وجعلوها جزءا من الخلافة الاسلامية، وبنظرهم فإن الاسلام قضى على الحضارة الفارسية، واحتل أرضها بالسيف والدم وقام بسبي النساء، كما يتضح في أعمالهم الأدبية والشعرية.
dfdfs
وإن كانت معظم الكتابات الفارسية التي تطرقت إليها المؤلفة تعود إلى ما قبل الثورة، إلا أنها أيضا تطرقت لكتابات أدباء عاصروا الحقبتين ما قبل وما بعد الثورة، مثل الشاعر مهدي إخوان ثالث، المتوفي عام 1990، ونادر نادربور المتوفي عام 2000.
ويرى مهدي أن حقبة ما قبل الاسلام بوصفها عصر إيران الذهبي، وأن العرب أفسدوا كل جانب من جوانب الحياة الايرانية. ويقول: “رغم الفساد الاوربي في ايامنا هذه فإن قذارة العرب وعارهم اكثر بشاعة.. هذا الشيطان العربي القديم قد غزا ولا يزال.. قتل ودمر ولا يزال”.
عودة للأعلى
آكلو الجراد
وفي فصل “كتابات الرجال”، نجد محمد علي جمال زاده المولود عام 1892، يقول
”العربي في الصحراء يأكل الجراد مثلما يشرب كلب أصفهان المياه المثلجة“.
أما صادق هدايت، أشهر كتاب إيران في القرن العشرين (1903- 1951)، في قصة “حاجي آغا”، يظهر حاجي بميول وضيعة شأن “بعد أن يستمع إلى الأخبار يولف جهاز الراديو إلى الموسيقى العربية، ويصغي بمتعة إلى النهيق الذي يشبه أصوات فحل الجمل وهي تخرج من جهاز الراديو ليسقط في حال من النشوة”.
ويقول في قصة “أصفهان نصف العالم”:
”إن العرب، على وجه الخصوص، الذي كانوا يركضون حفاة خلف السحالي، ليس بإمكان المرء أن يجد في رؤوسهم أي فكر فني..”.
وفي مقدمة “أغنيات الخيام” يقدّم عمر الخيام باعتباره شريكا له في التحامل على العرب
”من ضحكاته الغاضبة وتلميحاته إلى ماضي إيران، فمن الجلي أن يكره أولئك العرب قطاع الطرق ويحتقر أفكراهم السوقية من أعماق قلبه”.
والعرب بنظر هاديت “موبوؤن، قذرون، بشعون، أغبياء، وجلودهم سوداء”.
وكما تقول المؤلفة، فإن هدايت يكره الاسلام بقدر أكبر لأنه عربي، منطلقا من ان
“الحقيقة المأساوية المركزية للتاريخ الايراني هي أن غزو العرب المسلمين لإيران هو الذي دمر الهوية الإيرانية”.
ويعتقد هدايت إن إصلاح الشعب الإيراني يكمن في العودة إلى الأصول الشرقية والزرادشتية، وهذا ما يعبّر عنه في مسرحية “بروين ابنة ساسان”:
”لم يؤذنا أحد من قبل كما فعل العرب. لقد دمروا كا شيء نملكه. فقد سلبوا واحرقوا وقتلوا.. وجيشهم متعطش للدماء.. وسبوا النساء وقطعوا الرؤوس”. ويضيف “لكي يدمروا الدين الزرادشتي لم تردهم أي همجية أو أي عسف”، وأن
”الإيرانيين المتحضرين قد أخضعهم العرب آكلو السحالي”.
أما نادر نادربور، المولود عام 1929، وفي قصيدة “هنا وهناك”، فيعتبر
أن المسلمين الايرانيين هم الان “جهلة وبدويين غير متسامحين“، ويقول انه
”وربما هو ذات الجهل العربي وعدم التسامح الذي ازاح حتى القمر”.
عودة للأعلى
كتابات الفارسيات عن العرب
وفي قسم “كتابات النساء”، تعرض المؤلفة كتابات 3 نساء أبرزهن أدب الشاعرة طاهرة صفارزاده، مشيرة إلى اختلاف وجهات نظر الكاتبات إلى حد كبير عن وجهات نظر الرجل كما أنها تختلف فيما بينها.
فقصيدة “حنين، شوق” اهدتها طاهرة صفارزاده الى جنود مصريين قتلوا في معركة مع اسرائليين، وتقول فيها: يموت اخوتنا في سيناء.. لا ضريح لهم.. وتصدعت بساتين وادي النيل.
وتقول مؤلفة الكتاب إن “الشاعرة تعنى بهم ليس بوصفهم عربا، بل بوصفهم شعبا آخر مضطهدا شان شعب ايرلندا او ايران”.
كما أن الأديبة “دانش فشار”، وكما تقول المؤلفة الأمريكية، تقبل التنوع الاثني، وبرأيها
هناك عرب وآخرون ولكن ليس هناك “عربي آخر“.
وتضيف المؤلفة إن دانش فشار “معنية بالعدالة الاجتماعية أيضا.. وموقفها من كاتبات أخريات أكثر إنسانية وتختلف عن مواقف ووجهات نظر الرجال شأن هدايت و نادربور”.
ثم تتحدث المؤلفة عن الشاعرة فرخ زاد، فتعتبر أن مشاعرها المعادية للإسلام ليست معادية للعرب، وخلافا للرجال ليست بحاجة إلى أن تؤسس هوية تاريخية بوصفها إيرانية..”.
عودة للأعلى
وسطيون
ثم تعرض المؤلفة لكتابات أدباء صنفتهم في “الوسطية” مثل جلال آل أحمد الذي تعاطف مع الإسلام، ولكنه سخر من العرب، كما تشير المؤلفة.
ويصف آل أحمد النساء العربيات المحليات بأنهن “يحملن أطفالهن على أوراكهن وبهذا يبدو الطفل وكأنه يعتلي ناقة بقدم في معدة الأم والأخرى على ظهرها”، و”المرأة العربية متسولة على الطريق”.
يُشار إلى أن مقدّمة الكتاب تحدثت عن التناسق الأدبي والسياسي في المواقف المعادية للعرب خلال فترة الشاه، حيث غيّر رضا شاه الاسماء الجغرافية للاقاليم غير الفارسية خصوصا العربية والتركية: بلوشستان باتت مكران، ساوجيلاق باتت مهاباد، أورمية باتت رضائية، المحمرة باتت خرمشهر. وهذه الأسماء بقيت كما هي حتى بعد الثورة. كما يقول الكتاب إن المجموعات الاثنية الكبرى غير الفارسية هي الاذريون والاتراك والتركمان والاكراد واللور والبلوش والعرب.
عن العربية نت
جزء من الكتاب
http://www.arabicebook.com/pdfextract/ar...k_1314.pdf
مين الشاطر الي بده يجلبه لنا ؟
آديوس أميجوس
:con_razz: