{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
wahidkamel
مفيش فايدة
المشاركات: 235
الانضمام: May 2007
|
RE: الإلحاد الروحي
اقتباس:العبث على طريقة سيزيف
شعرت بالوحدة ذات يوم. فخرجت أبحث عن الأصدقاء بحثاً حميماً.
أردت ان يشاركني شخص ما شعوري وأفكاري واهتماماتي، أردت أن أحظى بالحنان والإهتمام من قبل إنسان آخر، وفي نفس الوقت أغدق حناني واهتمامي الفياضين على ذلك الإنسان.
وقد كان.
اقتربت في البداية من قريبتي ، التي لم نكن على علاقة صداقة من قبل، لها جمال خلاب يجعل الكثير من الناس يقعون في غرامها. ومع الوقت اكتشفت أنها وحيدة أيضاً ، رغم كل جمالها وفنها وصداقاتها كانت تشعر بوحدة لاذعة، وأخذت تغرق نفسها في العمل والترفيه حتى تمر الأيام وينقضي النهار ويحل الليل لكي تنام في انتظار يوم آخر. لقد خسرت كل أصدقائها لأنهم لم يعطوها الحنان والإهتمام الذي أرادته، ولم يقدروا حنانها واهتمامها الذي أغدقته عليهم، وعادت وحيدة، غارقة بين العمل والترفيه حتى ينقضي اليوم ويحل الليل، وأصبحت أحاديثها مع أصدقائها لا تخرج عن إطار العمل والترفيه.
والدتها وحيدة، تركت العمل، وأصبحت تقضي يومها في إعداد الطعام ومشاهدة التلفزيون في انتظار الليل حتى يحين موعد النوم المخلص من عذاب الوحدة، ثم يأتي يوم آخر جديد يمتليء بالأطعمة والتلفاز في انتظار الليل والنوم.
تعرفت على قريبي، وهو شخص ظريف، إلا أنه أيضاً وحيد، خسر صديقته الأخيرة لأنها لم تعطه الحنان والإهتمام الذي أراده ولأنها لم تقدر الحنان والإهتمام الذي أعطاه لها ( وهي كذلك خسرته لذات السبب من ناحيتها). خسرها كما خسر كل صديقاته قبلها، وأصبح وحيداً يمضي وقته في اللعب على الإنترنت وسماع الموسيقى في انتظار الليل حتى يهرب من الوحدة إلى النوم، ثم يحين يوم جديد وحيد.
أمه أيضاً وحيدة، تأكل كثيراً وتمضي وقتها في محادثات هاتفية لتعقد صفقات تقوم من خلالها بخدمة الآخرين والمحتاجين وتساعدهم في الحصول على احتياجاتهم، ولكنها لا تلقى الحنان والإهتمام الذي تريده من أحد رغم كل ما تفعله لهم. تعود إلى المنزل وحيدة ، وهي تعاني من المرض والوحدة، في انتظار الليل حتى تنام ثم تعود إلى محاولة البحث من جديد في اليوم التالي عن المزيد من المحادثات الهاتفية والطعام وآخرين لمساعدتهم في انتظار الليل.
عندما ذهبت إلى الكلية لاحظت أن زملائي وأساتذتي كلهم وحيدون. الدكتور كمال أحد أبرز الأساتذة في مجال المكتبات والمعلومات في العالم العربي يعاني من وحدة شديدة ، يتحدث عن البلد بقرف شديد، ورغم أنه توسع في نظريته فإنه لم يمتلك الطموح لترجمتها إلى الإنجليزية بسبب أنه "كان يعود كل يوم إلى المنزل، ولا يشعر بالرغبة في عمل أي شيء" هكذا قال لي بنفسه. إنه سمين وقد بلغ الثمانين عاماً، وهو ينهك نفسه في العمل في أكثر من جامعة حتى لا يشعر بالوحدة، ثم يذهب إلى المنزل متعبا ليأكل كثيراً ثم ينام في انتظار اليوم التالي.
زميلتي "هايدي" وحيدة جداً ، لقد ارتدت الحجاب في العام الماضي ثم خلعته وأخذت ترتدي أزياء قصيرة، وهي تأتي إلى الكلية متعبة وتغيب كثيراً ، وجهها شاحب وليس لديها رغبة في فعل أي شيء.
زميلي "سالم" وحيد، يأتي إلى الكلية ثم يعود إلى المنزل ثم يذهب إلى محل اللبن الذي يمتلكه ليبيع اللبن حتى وقت متأخر من الليل ثم ينام في انتظار يوم آخر من الدراسة واللبن والوحدة.
رجل وزوجته أعرفهما ، وحيدان جداً ، يمضي الرجل وقته كله في مشاهدة التلفزيون والأكل ولا يلتفت إلى أحد إلا قليلاً ، بينما تمضي زوجته وقتها كله في المطبخ والتنظيف ولا تجلس مع أحد إلا نادراً في آخر اليوم لبعض الوقت القصير. ثم يأتي الليل فينامان في انتظار يوم جديد من التلفاز والمطبخ والوحدة.
في عمارة مجاورة ، يوجد مركز تدريب كمبيوتر ، توجد به موظفة استقبال تدعى شيرين ، شيرين وحيدة جداً ، تمضي وقتها كله في الجلوس على سلم المركز والحديث مع المارة، وهي تبحث عن عريس ولا تجد ، وفي نهاية الدوام المليء بالأحاديث مع المارة وزوجة البواب، تعود شيرين إلى منزلها وهي تشعر أنه لم يفهمها أحد، لتأكل ثم تنام في انتظار يوم جديد من الوحدة.
البواب في العمارة التي تلينا وحيد تماماً ، متزوج وله ابنة، لكنه كل يوم يجلس وحيداً ولا يجد ملجأ سوى الإستماع إلى مواعظ دينية على جهاز كاسيت قديم متهالك، وكلها تبشر باقتراب نهاية العالم وبالتالي نهاية العذاب والوحدة، وبعد أن يحل الليل، يذهب البواب للنوم في انتظار إشراقة شمس جديدة يبدأ معها غسيل السيارات وتنظيف الأرضية والإستماع إلى المواعظ...والوحدة.
عندما دخلت إلى الإنترنت، لاحظت أن كل الناس عليها وحيدون جداً، ويتلظون بلهيب هذه الوحدة.
لاحظت أن المنتديات كلها مليئة بكتاب وحيدين. وكذلك المدونات، في المنتديات يسجل أعضاء كلهم يشعرون بالوحدة، ذهبت إلى صفحة للتعارف على الإنترنت، وسجلت فيها، ومن خلالها وجدت الناس تعاني من وحدة رهيبة كالنار الآكلة.
وقد لاحظت في معظم البروفايلات أن البنات والأولاد غير راضين عن حياتهم ولا عن أشكالهم الجسمية ، وأبعد من هذا لاحظت ان معظمهم لا يعرفون أنفسهم.
ففي الكثير من البروفايلات كتبت الفتيات تحت عنوان " About me " أنهن لا يعرفن ماذا يفترض أن يقلن عن أنفسهن لأنهن لا يعرفن أنفسهن تماماً ، "وعلى الراغب في الصداقة معي أن يكتشف بنفسه" "you should know when you know me" .
معظم الشباب والفتيات على تلك الصفحة لم يضعوا صورهم الحقيقية، بل وضعوا بدلاً منها صور فنانين وفنانات أو صور شخصيات من الرسوم المتحركة أو الفن الفانتازي. لم يعد أحد راضياً عن شكله، لأنهم جميعاً يخشون رفض الآخر لأشكالهم وبالتالي المزيد من الوحدة كنتيجة لذلك الرفض، ولو لم يكونوا هم أنفسهم رافضين لأشكالهم لما نشأت هذه الخشية التي دفعتهم لاستعمال الصور البديلة.
في المجتمع، أي مجتمع، تبدأ العلاقة الغرامية بشكل رومانسي حميم حتى يبدأ الزمن في المرور ثم تعود الوحدة مرة أخرى إلى الحبيبين ، ويبدأ أحدهما أو كلاهما في البحث عن صداقة وحب جديد للهروب من الوحدة الرهيبة.
لاحظت بشكل قوي جداً أن الناس كلها تندفع إلى العمل منذ الصباح الباكر وحتى ما قبل الغروب لكي تعود منهكة إلى بيوتها ثم تنهمك في الأكل والتلفاز والإنترنت حتى يحين موعد النوم ثم ...يوم جديد.
إنهم يهربون من الوحدة عبر الإنغماس في أعمالهم في مؤسسات لا يعلمون عنها شيئاً ، بل ولا يكترثون بأهداف تلك المؤسسات غالباً ، ويكون الغرض الأساسي هنا هو الحصول على المال من أجل استعماله في الترفيه والطعام الكثير...أهم ظاهرة لاحظتها في أغلب من التقيتهم خلال يحثي عن الصداقة هي : الطعام الكثير.
عمل بلا تفكير وبلا معنى ثم انغماس في الإلكترونيات والتسوق والتلفاز والقراءة ، ثم النوم.
هذا هو النمط السائد الذي لاحظته في المجتمع اليوم، ليس مجتمعي فقط بل كل المجتمعات ، أو على الأقل..ما أنا متأكد منه (المجتمع العربي) و (المجتمع الأمريكي) فقد شاهدت بنفسي ذلك في المجتمع العربي، وشاهدته على التلفاز في المجتمع الأمريكي، انعدام العاطفة وتفحل السمنة والعمل المنهِك.
الطريف في كل ذلك هو أنني لم أعثر على الصداقة التي تخرجني من وحدتي، والأطرف من ذلك هو أنني لو حاولت مواجهة أي كان بهذه الحقائق فسوف يدافع عن نفسه بمحاولة إنكارها باستماتة وإثبات تشاؤميتي، لأنني لاحظت أن النموذج السائد بين الناس لحل مشكلات وجودية عميقة مثل هذه هو : الهروب منها وإنكارها. مما لا يجعل هناك جدوى من الحديث مع أي كان في شأن وحدته أو في شأن الوحدة الإنسانية بشكل عام.
والأكثر طرافة هو أنه سواء جادلني مستمعي وقارئي في ما قلته هنا أو وافق معي فإن ذلك لا يهم ولا يعني أي شيء، لأنه وفي النهاية سواء اتفقنا أم اختلفنا، فسوف نفترق وكل منا سيعود إلى وحدته وبحثه الحميم عن مخرج منها ولن تكون هناك أي فائدة من هذا الحديث.
لننظر إلى أي اثنين يحبان بعضهما.
في عالمنا الحاضر يعيش الإنسان لكي يبحث طوال عمره عن شريك حياته المثالي الذي يستطيع أن يحبه ويفهمه ويحنو عليه ويهتم به وبوجوده.
وهذا الشريك المثالي الذي لا تستقيم الحياة بدونه يتم الترويج له كنموذج في الأفلام والروايات والموسيقى والفن بشكل عام.
والآن.
عندما يعثر اثنان على بعضهما أخيراً بعد رحلة طويلة مضنية من العلاقات الغرامية الفاشلة، والمؤلمة، ويقرر هذان الإثنان أنهما أخيراً وجدا الحب الحقيقي في بعضهما البعض، ومن ثم يتخذان قرارهما بالإرتباط الأبدي، ويتم الزواج.
بعد هذه القصة الحالمة والساخنة بالأحداث، نجد أنفسنا - لو تتبعنا حياة الحبيبين - واقعين بين خيارين لا ثالث لهما ( مع أني اكره الثنائيات المجحفة إلا أن الوضع هنا يبدو لي بهذا الإجحاف ) :-
1)- بعد الزواج إما أن يكتشف أحد الزوجين او كلاهما أنه قد شرب مقلباً قوياً وأن شريكه لم يكن كما تصوره ، وأن هذا الشريك حقيقة ليس هو الذي كان يتمناه، وبالتالي لا يفهمه ولا يحبه كما ينبغي أن يكون الحب المشبع.
وهنا يعود الشريكان إلى الإحباط والوحدة بعد اكتشافهما هذه الورطة المريعة. ويبدآن في البحث مرة أخرى عن شريك آخر من نقطة الصفر. وينتهي الأمر إما بالإنفصال أو بحياة فاترة لا معنى لها ولا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا يعني العودة إلى الشعور الموحش بالوحدة لدى كل منهما وما يترتب عليه من محاولات للهروب.
2)- وإما أن يفهما بعضهما تماماً وأن يكون فعلاً كلاً منهما هو المثالي للآخر، ويتحقق الحلم الرومانسي ، ومع مرور الوقت يجد كل منهما أنه قد فهم الآخر تماماً وأن الآخر قد فهمه تماماً حتى أن كلا منهما أصبح يستطيع أن يعرف ما يفكر فيه الآخر وما يريده بمجرد النظر إليه، ومع الوقت يتحول هذا الفهم المطلق إلى ملل مطلق ، بسبب "آلية الفهم" وحركات وسكنات الآخر التي أصبحت معروفة تماماً ، وبالتالي هروب كل منهما من الآخر ، فتهرب الزوجة إلى التهام كميات مهولة من الطعام والبحث عن أصدقاء على النت، وقد يهرب الزوج إلى الإنهماك في العمل ومشاهدة المباريات على التلفاز، وينتهي الحلم بكابوس الوحدة مرة أخرى.
متابع منذ يومين لهذا الموضوع الرائع الدسم ، الذى يحتاج الى تركيز كبير ، واثارتنى هذه المشاركة عن العبث ، على طريقة الاسطورة اليونانية سيزيف ، عموما سوف اعود مرة اخرى الى استكمال قراءة الموضوع الآن ، وارجو منك ان تستمر
فى حقيقة الامر موضوعك زاد من شكى فى العلوم وقوانينها وكل الحقائق الكونية ، جعلنى اتذكر الشك المطلق الذى استخدمه هيوم فى مذهبه الآلى والذى جعل كانط يستيقظ من سباته الدوجماطيقى
ايضا من خلال تحاورك مع الزملاء لاحظت السؤال الدائم عن (المعنى) ، السؤال عن تعريف لماهية الاشياء التى نرددها بشكل آلى وتلقائى دون ان نلتفت الى مدلولها الحقيقى ، لكن السؤال الدائم عن الماهية او المعنى يستمر منطقيا الى ما لانهاية ما لم نضع له حدا نهائيا ، لانه بذلك سوف يدور فى دائرة مفرغة هى دائرة الشك
لكنى اتفق معك وابصم بالعشرة فيما يخص حديثك عن الوحدة والشعور بالعدمية والعبث والاغتراب فى هذا الوجود ، وشعور الانسان بأنه كائن زائد عن الحاجة
ما كتبت اخى الفاضل جدير بأن يقرأ ، وجدير بأن يتم تحليله ، وجدير بأن تتم مناقشته ، ولكن كيف يتم ذلك وانت تغلق باب الحوار بالسؤال الدائم عن معانى المصطلحات ؟ ولكنى اعود واقول اننا بالفعل نردد ما تعودنا ان نردده ، بشكل آلى ، فلك الحق فى التساؤل المستمر ، عن كل حكم يصدره اى انسان فى اى عبارة يكتبها ، لان الآلية العقلية ضاربة فينا حتى نخاعنا
تحياتى
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-30-2009, 07:18 PM بواسطة wahidkamel.)
|
|
10-30-2009, 06:49 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}