تسلملي يا رب يا عزيزي.
لن أقوم بقص حكايتي مع روما بطريقة تقليدية، فالمدينة تحتاج لكثير من التحبير، سأحكي عما يخطر ببالي وبشكل مبعثر مشتت، وحسبما تتزاحم الذكريات وتنفجر، فبكل صدق روما أجمل مدينة رأيتها بحياتي، التقيت هناك بسوري قال لي، جئت لروما مشوار، وهالمشوار دام عشر سنوات، وذكر لي مثل إيطالي يقول: من يشرب من ماء روما لا يمكن أن ينساه.
المدينة أثرية عريقة بامتياز، أينما نظرت وألقيت ببصرك ترى آثاراً وجمالاً وروعةً إلى أن تمل وتسلم أمرك لله بأنك غير قادر على تصوير كل شيء والإحاطة بكل شيء فيسقط من يدك، عدا عن الإيطاليين والإيطاليات.
من المشاعد العجيبة التي ربما لا تراها إلا بإيطاليا، أن ترى رجال الشرطة يلتقون فيسلمون على بعضهم البعض بالأحضان وبالقبل.
رأيت أمام الفاتيكان شرطي ومعه موبايليين، واحد يكتب منه رسالة والآخر يتحدث منه مع صاحبه باللغة الإيطالية (الغنائية)، فهذه اللغة تحسها معمولة خصيصاً للغناء وللشعر، فيها موسيقى داخلية طبيعية، تسمعها من عامل المقهى للشرطي للبابا الألماني ذاته:D
ومن هنا سأبداً، من قصتي مع البابا والفاتيكان:D
ففي اليوم الخامس لزيارتي لروما ذهبت للفاتيكان، وفي حقيقة الأمر فليس هناك أي حدود كما تخيلت، بين روما والفاتيكان، لا تحس نفسك إلا وأنت بساحة القديس بطرس.
الأغرب والأجمل، أني ذهبت يوم الأحد، ووجدت جمعاً غفيراً ينظر لمكان ما، فسألت مرافقتي ماذا ينتظرون! أجابتني بأنها لا تدري، بعدها بدقائق خرج البابا من شرفته وبدأ بخطابه.
كان صدفة مفاجئة وجميلة، وبدأنا بالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات:D
وهنا نصل لحفلة من الصور لهذه الدولة داخل المدينة، للبابا من بعيد (لا نرى منه شيئاً كثيراً بصراحة).
وللكنيسة (أنا المشغف بالكنائس بصراحة لم أرَ أجمل منها كنيسة على الإطلاق)، بل إن مرافقتي الملحدة من أصل مسيحي والتي كانت دوماً ضد الزواج بالكنيسة، قالت لي: بصراحة لو أستطيع الزواج بمثل هذا المكان فسأكون موافقة تماماً للزواج في الكنيسة.
أترككم مع بعض الصور، بينما يتم تحضير الفيديوهات.
خالص تحياتي
طارق / عاشق روما
البابا من شرفته (يوم 15 مارس/آذار 2009)
صورة للفاتيكان ولساحة القديس بطرس من القبة:
البابا وجزء من آثار الساحة، من بعيد:
http://www.alkadah.com/ROMA/roma_03.jpg