في فلسطين، ساهم كل من الإرهاب, الكفاح المسلح والنضال السلمي في ما وصل إليه الفلسطينيين من اعتراف بقضيتهم. وحظي كل من العامل الأول والثاني بتغطية مكثفة ومشوهه، أما النضال السلمي للفلسطينيين فلم يلقى التغطية الإعلامية المناسبة حتى من الإعلام العربي، والحقيقة أنه لازال متجاهلاً، مع أن الفلسطينيين يومياً يعطلون الكثير من المشاريع الإسرائيلية بدأً من بناء الجدار وحتى المستوطنات وحفريات المسجد الأقصى وقد أصبحوا هاجس مزعج مع كل مشروع إسرائيلي جديد, بل إني متأكد أنهم ضمن بنود ميزانية أي مشروع.

السؤال ماذا لو طور هذا النضال إلى مسيرات يشارك فيها مئات الآلاف؟؟

من سيستطيع رد مائة ألف فلسطيني من الدخول إلى إسرائيل مثلاً؟؟ وحتى إن استطاعوا كم هي التكلفة؟؟

ماذا لو كررت المسيرات بشكل أسبوعي؟؟

ماذا لو أقام العرب مسيرة سنوية لدخول القدس؟؟

مثل هذه الضغوط ستحسن من وضع العرب التفاوضي.

أما التغطية الإعلامية فستساهم في تخفيف القمع للمسيرات.

الزميل بليله .... شكرا على اهتمامك و على هذا الموضوع المهم فلسطينيا.

ياخذ بعض الجهلة على الفلسطينيين عدم سيرهم في نهج النضال السلمي ، رغم ان النشاط السلمي من مظاهرات و ندوات و فعاليات إلخ ، قديم و ليس حديث العهد ، و هناك ما يعرف بالمبادرة الوطنية الفلسطينية و التي كان من مؤسسيها الراحل إدوارد سعيد و الدكتور مصطفى البرغوثي و غيرهم من الشخصيات الفلسطينية المهمة و التي هدفها التواصل مع الفعاليات المدنية الغربية من مؤسسات و افراد و وسائل إعلام من اجل التعريف بعدالة القضية الفلسطينية.

1 -مشكلة هذا النهج أنه يصطدم مع الاخطبوط الإعلامي الصهيوني في الغرب ..... و خصوصا في أميركا حيث البربوجاندا الصهيونية في اوج قوتها و حيث يتم مثلا الربط عمدا بين الشعب الفلسطيني و جماعة إرهابية دولية لا علاقة لها بنضالنا الوطني مثل القاعدة.

2- يصطدم هذا النهج ايضا مع سياسة فرض الامر الواقع التي تمارسها إسرائيل .

لم يعرف الناس عن الفلسطينيين في العالم إلا حينما صعدوا عملياتهم المسلحة على الساحة الدولية و شمل ذلك خطف الطائرات و اغتيال السياسيين الاسرائيليين و أخذ الرهائن ...
أعتقد ببساطة ان المجتمع الدولي لم يكن يكترث للمظاهرات السلمية ... و لكنه غصبا عنه اكترث حين تم لسعه من المقاومة الفلسطينية المسلحة .... هذا الكفاح المسلح و إن كان قد أعطى انطباعا سلبيا في البداية إلا انه جعل العالم يعرف و يسمع غصبا عنه عن قضية شعب الجبارين.

يجب علينا كفلسطينيين أن لا نفرط بأي من النهجين .... و التعامل مع الظروف بما تحتاج. النهج السلمي لن ينفع وحده دون وجود أوراق ضغط وراءه ... و في هذه الحالة المقاومة المسلحة.

الزميل: فلسطيني كنعاني

أشكرك على الرد .. شرفني مرورك