Array
حين كان الخطاب الرئاسي مناسبة للفرح العام: والله زمان يا سادات.....يا ملك البهججة
لم أستطع يوما تفسير بكاء أمي الملتاع يوم وفاة الرئيس السادات، انقطع الإرسال فجأة ففتحت أمي الراديو وجلست تبكي، سألتها "مش ياماما السادات دا…اللي حبس بابا"، فأجابت "بس يا ابني حرام كدا يروح غدر". مرت سنوات عديدة حتي فهمت مغزي تلك الدمعات القصيرة التي ذرفتها في مناسبة كانت جديرة بالزغاريد.
أمي كعادة الشعب المصري في تلك الأيام – وفي كل الأيام حتى الآن- كانت لا تستطيع أن تطبق مقياس معاناتنا الشخصية على شخصية بحجم الرئيس. لم تعترف يوما بأن القبض على أبي تم في عصر السادات، ولم تفلح محاضرات أبي الكفاحية في إفهامها أن النمو المبالغ فيه لثروة "أم فوزي" الدلالة هي نتاج لسياسات الرئيس المؤمن، أو أن إزدياد ثروة "أبو تامر" من سفرياته الطويلة لبورسعيد وحضوره بشنط الشامبو ومعجون الأسنان هو تخريب للإقتصاد القومي – لا الوطني طبعا حيث كانت التعبيرات القومية لازالت شائعة - لأن أمي السيدة التي لم تأكل من "عنب " الثورة شيئا، تمنت أن يفلح آخرون في أكل "بلح" الانفتاح، حتى لو حقد الحاقدون. أمي لا تختلف كثيرا عن الملايين الذين أحبوا السادات بإخلاص… رجل استطاع أن ينقل بلدا من مرحلة الخنادق و"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" إلى انتظار الملايين لخطاباته بأكياس الفول السوداني وأكوام اللب.
فقد كانت خطابات الرئيس المؤمن مناسبة فارقة للضحك من القلب. ففيما كان ناصر يدفع الناس للخروج إلى الشوارع منتفخي الأوداج، كان خطاب الرئيس السادات فرصة لاتساع الأشداق والارتخاء علي الكنب وتمديد السيقان على اتساعها. لذا كان طبيعيا أن يكون مادة محببة للكاريكاتير، بحكم تكوينه الفزيولوجي ولغة جسده الطاغية الحضور وتلوينات صوته، هذا بعيدا عن تحليل مضمون منتجه الكلامي الذي يمزج بين الغمز واللمز على طريقة حكائي المصاطب الشعبية، والرطانة السياسية المشخصنة التي لا تفرق بين الوطن والرئيس، بين الحاكم المتلبس سمت كبير العائلة المصرية وبين المسافة المفترضة مع جمهور يمثل جسدا متباين الأعضاء والوظائف.

خطابات السادات التي كانت أمي تسمعها كانت موجهة إليها، إلى تلك الحكمة "الفكيكة" التي يتحدث بها أب إلى أبنائه، يسمح لهم بالسخرية منه من خلف ظهره، لكن نحنحته من بير السلم كافية لإسكات الضحك العالي في الدور الثاني. هكذا كانت أمي تتابع بشغف سخريته من القذافي وبريجينيف في جلسة مجلس الشعب عندما وقف يقول :”….. أظن كلنا شايفين بعينا المحاور اللي بيعملها …أا أا…..الإتحاد السو ….فيتي …أا …أا……وفي الخطاب الأخير..أنا جاي أهوه ..بتاع بريجينيف أاا أاا … موضح وقايل…وإبتدي يقسم العالم العربي أاا..أأاا ….خلاف التقسيمة بتاعة التصنيف …بتاع الرجعي والتقدمي ..لأ (بنبرة عالية قاطعة مع رفع اليد) أااا ….أااا بي …بيقسم التقسيمة بتاعتوه هواه…لأنوه …أااا…معمر القذافي قال عليه…أا .. (يضم يده وهو يعدّ كما من يتعلم العد) الملحد …أاا..أاا …الكافر ….الاستعمار الجديد …طيب ( يفتح يده خالية) …دلوقتي علاقته مع معمر القذافي سمن على عسل ….طيب (يضم يده بقائمة إحتمالات) …ياهل ترى..أااا أأأا….معمر هوا اللي قلب..( يشير بإصبعه الكبير لأسفل بينما يتمايل برأسه ) ولا… الإتحاد السوفيتي هوا اللي أآآمن؟…..( يمط رأسه لليمين موجها بصره لشخصية متخيلة وكأنه ينتظر الإجابة منصتا فيما الضحك والتصفيق يتصاعد … الصورة تنقل ضحكات واهتزازات الصف الأول من نواب مجلس الشعب فيما نائبه يتأكد من عدد الضاحكين حوله قبل أن يبتسم بتثاقل ثم تعود الكاميرا إلى المنصة)… يعني الحقيقة أااا….أأأ ….العملية …فا ….(صمت ) ".

لا أستطيع أن أصف مقدار البسمة التي كانت تعلو وجه أمي في تلك اللحظة، بسمة أعتقد أن الكثيرين من أبناء تلك الفترة قد شاركوها فيها. فالسادات رغم حجم النتائج المهولة لسياساته التي ندفع أثمانها حىي الآن استطاع على الأقل أن يجمع من الكاريزما نصيبا لا بأس به. كاريزما كان يحتاجها شعب يعلم أنها فرصة الأخ الكبير لملء عباءة أوسع منه قليلا، عباءة تحتاج إلى من يقدم إسكتشا هزليا، مثل من يلقي نكتة حارقة في سرادق عزاء كبير ، لذا كان طبيعيا أن تترقرق عيناي كلما تابعت مع أبي جلساته الليلية بجانب كاسيت الثمانينات الشهير ماركة ناشيونال 747 ذي الأزرار الأحمر، بينما في فسح الدراسة نتبادل الشريط الساخر بنكاته الحارقة بصوت من عرف يومها بالممثل الشاب أحمد زكي.
الآن أسترشد بخيال صديقي الروائي الجميل ياسر إبراهيم الذي رأي أن "ناصر" كان يمسك بمطواة قرن غزال في جيب بنطاله اليمين فيما هو يلقي خطاب التنحي، وأحمل كل الإسكتشات الكوميدية للرئيس المؤمن لساعات الكآبة الصافية بحثا عن إبتسامة أمي، أمي التي لم تر من بعدها خطابا واحدا للرئيس النائب ، ولم يجد أبي موضوعا يصلح للنقاش معها. تحية لملك البهججة… وحشتنايا أأاا…أااا يا راجل.
هاني درويش/ الاوان .
:Asmurf:
[/quote]

هاهاهاهااههههه ...

كان عبدالناصر يسميه "جحا" (كما يقول شفيق مقار)، وهو نفسه كان قد اكتشف "المواهب التمثيلية" في شخصيته مبكراً، بل وحاول الدخول إلى عالم التمثيل مع "عزيزة أمير" كما يقول هيكل. ظريف ومسل طبعاً و"لكنه ضحك كالبكا".

(f)

Array
ناصر مات , وسابلكوا الميكرفون تصدعوا بيه دماغنا - داهية تأخده مطرح ما راح , وفى اليوم اللى جابلنا اشكاله واشكال السادات يحكمونا . والنصيبة عمو العلمانى بيقولك ( عبد الناصر كان بسمارك ) :D
[/quote]
تتكلم كأن عبد الناصر كان ادمن لغرفة عالبالتوك وكان مصدع اليوزرز والادمنية:lol2:
او كأن الليبرال ليس لهم مايك فالقين به رؤوسنا وكل يوم قارفيننا بالاكلاشيهات بتاعت السلام والرخاء والمحبة والانسانية وبالحقيقة كلها اوهام : فالسلام دون قوة هو استسلام ،والرخاء دون قيم هو فساد ، والمحبة دون حرص هي سذاجة ، والانسانية عندما تتعلق بالارض هي دياثة.

Array
هاهاهاهااههههه ...

كان عبدالناصر يسميه "جحا" (كما يقول شفيق مقار)، وهو نفسه كان قد اكتشف "المواهب التمثيلية" في شخصيته مبكراً، بل وحاول الدخول إلى عالم التمثيل مع "عزيزة أمير" كما يقول هيكل. ظريف ومسل طبعاً و"لكنه ضحك كالبكا".

(f)
[/quote]

اعتقد ان السادات من اكثر الحكام العرب منطقية واتساقا مع ذاته ولم يمثل شيئا كان صريحا احيانا الى حد موجع لما قال علنا اننى لا احارب اسرائيل بل احارب امريكا ورحم الله امرا عرف قدر نفسه,اما الممثلون الحقيقون والدون كيشوات فهم كثر على الساحة العربية والاسلاميةوليس السادات بينهم,فمن دجال لبنان نصرالله الى معتوه ايران نجاد,الى غيرهم كثيرون ,حتى المرحوم جمال كان ممثلا ايضا ممثلا فاشلا مثل دور محمد على وصلاح الدين الايوبى وخالد بن الوليد وسقط فى كل الادوار التى لعبها بالطبع مع كل الاحترام لنواياه الحسنة...

Arrayاعتقد ان السادات من اكثر الحكام العرب منطقية واتساقا مع ذاته[/quote]

نعم ، يذكرني بمشهده في اول خطاب لهفي البرلمان بعد وفاة ناصر عندما انحني لتمثاله في حركة وثنية اثارت استياء هيكل نفسه ثم عمد الي طمس كل اثر لناصر حتي مبني البورصة بالاسكندرية الذي اعلن به ناصر تاميم القناة ازاله من الوجود وجعل مكانه موقف سيارات.
ومثل التناقضات الموجوده بين كتابيه يا ولدي هذا عمك جمال و الكتاب التاني اللي كتبه بعد جمال ما مات (نسيت اسمه).
واكااذيبه التي لا تنتهي مثلما قال ان احسان عبد القدوس فصله من روز اليوسف وقال له ان روزا لا تحتمل اثنين عمالقة.

Array
نعم ، يذكرني بمشهده في اول خطاب لهفي البرلمان بعد وفاة ناصر عندما انحني لتمثاله في حركة وثنية اثارت استياء هيكل نفسه ثم عمد الي طمس كل اثر لناصر حتي مبني البورصة بالاسكندرية الذي اعلن به ناصر تاميم القناة ازاله من الوجود وجعل مكانه موقف سيارات.
ومثل التناقضات الموجوده بين كتابيه يا ولدي هذا عمك جمال و الكتاب التاني اللي كتبه بعد جمال ما مات (نسيت اسمه).
واكااذيبه التي لا تنتهي مثلما قال ان احسان عبد القدوس فصله من روز اليوسف وقال له ان روزا لا تحتمل اثنين عمالقة.
[/quote]

واو
موش متوقعها منك
الراجل كان زى الكل لازال يعيش بجلباب ابيه
وبعدين عاوز بعد عشرين سنة يكون لسة بيفكر بنفس الطريقة
على فكرة انا بكره السادات عمى بسى الطريقة اللى بتتكلموا بيها عليه طريقة غير علمية ولامنهجية ابدا..ولاتزعل ياطنطاوى حقك على السادات كان كيت وكيت انبسط يللا هيص مع العلمانى وافرحوا هى حدوتة!

بمناسة وجود الاخ المنسق العام بالشريط هل ممكن نقدم طلب لادارة النادى بسلفة جوز جنيهات لاخر الشهر ؟ولا ناخد عليها انذار او فصل مؤقت؟

Array
اعتقد ان السادات من اكثر الحكام العرب منطقية واتساقا مع ذاته ولم يمثل شيئا كان صريحا احيانا الى حد موجع لما قال علنا اننى لا احارب اسرائيل بل احارب امريكا ورحم الله امرا عرف قدر نفسه,اما الممثلون الحقيقون والدون كيشوات فهم كثر على الساحة العربية والاسلاميةوليس السادات بينهم,فمن دجال لبنان نصرالله الى معتوه ايران نجاد,الى غيرهم كثيرون ,حتى المرحوم جمال كان ممثلا ايضا ممثلا فاشلا مثل دور محمد على وصلاح الدين الايوبى وخالد بن الوليد وسقط فى كل الادوار التى لعبها بالطبع مع كل الاحترام لنواياه الحسنة...
[/quote]

كان كذاباً (بشهادة االشاذلي والجمسي) نذلاً غداراً مكاراً يريد أن "يخلع" من الحرب بأسرع وقت ممكن كي "يبيع"، كي "يهون"، كي "يطأطيء" الرأس. وخلع وباع واتهم الآخرين بما فعلته يداه ، وساق مصر إلى التبعية الأمريكية والعزلة والمهانة والذل، وطعن الفلسطينيين في ظهرهم طعنة لن يقوموا منها عبر سهمين: سهم أصاب حقوقهم الثابتة في فلسطين نفسها عن طريق تحييد مصر (الشقيقة الكبرى) من حلبة الصراع، وسهم آخر من خلال كامب ديفيد الذي أتاح للصهاينة تأمين جنوب بلادهم والتفرغ لتصفية منظمة التحرير في بيروت سنة 1982 (فهو ضربنا في ماضينا وحقوقنا القديمة، وضربنا بشكل غير مباشر في مستقبلنا ضربة تشابه نكبة 1948. ولو لم يكن هذا الشعب "شعب الجبارين" لما قامت له قائمة بعد "خيانة السادات).

ببساطة، السادات قدم الحقوق العربية في فلسطين على مائدة مفاوضاته مع اسرائيل كي يستعيد سيناء. باع الصهاينة أرضنا ودماءنا ودماء شهداء العرب جميعاً على أرض فلسطين بثمن بخس. وبصراحة، "نصرالله" أشرف منه ألف مرة وأشجع وأنبل وأكبر بكثير؛ فرغم إمكانياته الضئيلة إلا أنه حرر وطنه دون أن يُهان أو يذل أو يخنع أو يركع، بل رأيت الصهاينة يركضون من الجنوب سنة 2000 تحت غطاء الليل وهم لا يلوون على أثر. طبعاً هذا لا يقول بأنني في صف "نصرالله" اليوم، ولكن المقارنة بينه وبين السادات هي مقارنة بين الحر والعبد، بين العزة والذلة وبين الشرف والهوان. أما بالنسبة لعبدالناصر فهو أعظم من "محمد علي" ... بكثير!!! وبالمناسبة، المقارنة بين هذين العملاقين مقارنة فيها الكثير من وجوه الشبه، ولكن كفة "عبدالناصر" هي الراجحة. (كي لا ننسى، محمد علي أيضاً تحطمت آماله العسكرية وتراجع نفوذه، ولكنه بنى مصر الحديثة وأعاد سطوة الفراعنة الأول إلى المحروسة. عبدالناصر فعل نفس الشيء، ولكنه امتلك بين هذا وذاك قلوب العرب وقلوب العالم الثالث وترك مصر تتوهج في عهده مثلما لم تتوهج في أي عهد مضى).

واسلموا لي
العلماني

Array
والكتاب التاني اللي كتبه بعد جمال ما مات (نسيت اسمه).
[/quote]

البحث عن الذات

ولاتزعل ياعلمانى انتى حبيبى وغالى على السادات كان خاين ومعقد نفسيا وامه سودا ومراته بيضا وطيزه حمرا اهم شئ ماتكونش زعلان

Array
بمناسة وجود الاخ المنسق العام بالشريط هل ممكن نقدم طلب لادارة النادى بسلفة جوز جنيهات لاخر الشهر ؟ولا ناخد عليها انذار او فصل مؤقت؟
[/quote]
لازم تجيب كشف حساب من البنك موقع من مدير الفرع الرئيسي بالاضافة لشهادة من اتنين موظفين انك محتاج وطوابع دمغة بقيمة عشرين جنيه علي كل جنيه هتطلبه:lol: