خرجت من مصر وجراحي تدمي من ما حدث لي على أيدي
بعض المسلمين. التقيت أقباط المهجر وكثير من المسيحيين العرب في المهجر. عندما يقابلون واحد مثلي أول سؤال يشغلهم هو عيوب الإسلام وما لا يعجبهم في الإسلام والمسلمين. في فلوريدا زرت مسيحي من سوريا من أبناء الطائفة الإنجيلية وذات عصرية جلس يسألني عن ما لا يعجبه في الإسلام وأكثر في السؤال وألح حتى ضقت به صدراً وقلت له: رجاء نغير الكلام في هذا الموضوع ونتكلم في شيء آخر وتركت بيته وخرجت للتمشية وجاء ورائي وأراد جبر خاطري والحمد لله إنه لم يعد لمثل هذه النغمة في الكلام المفرط عن "عيوب" الإسلام.
ذات مرة في كنيسة قبطية كانوا يتحدثون عن ظلم المسلمين للأقباط وأردت تلطفة الجو وتهدئته. قلت لهم متدخلاً: "الحقيقة يا جماعة المسلمين هم........."
ولم أكمل جملتي حتى قاطعتني سيدة قبطية قائلة "أولاد الجارية".
سمعت هذه الكلمة وشعرت وكأن واحد بصق في وجهي على الملأ وبلعتها ساكتاً.
جالست كهنة أقباط وحادثت الكثير منهم وكلامهم عن المسلمين باعتبارهم "إخواننا البـُعـدا" وأن الإسلام دين شيطاني وبقية هذه القصص المشهورة في الحديث.
في المقابل عن يهود مصر لاحظت الآتي:
أول معرفة لي بيهودي مصري كانت من خلال قراءاتي على الانترنت وبحثت عن رقم تليفونه وقلت ربما هم يبالغون ويقولون إنه مصري. قمت بالاتصال الهاتفي. جاءني الرد بصوت مصري أصيل. سألته: ممكن أكلم الأستاذ مراد القدسي؟ جاءني الرد بصوت دافي وواثق: أنا هو. فرحت جداً. عرفته بنفسي وعرفني بنفسه وسألته كل أسئلتي عن يهود مصر. في آخر مرة التقيته فيها قبل أن يتوفاه الله زرته في بيته في نيويورك واندهشت. وجدت آية الكرسي في مكتبه. رأى استغرابي فجاوبني بشكل قاطع قائلاً عبارة لا تزال ترن في أذني "كله كلام ربنا".
لي صديق يهودي مصري آخر لن أذكر اسمه بما أنه لا يزال على قيد الحياة ولكنه دائما يفرح بمقالات التجديد الإسلامي وقال لي في إيميل منه: "يا إبراهيم الأقباط أغبياء لأنهم يفكروا أنهم بنقدهم للإسلام وعايزين يهدموا الإسلام ولكن الإسلام لا يمكن هدمه وهو باق كإسرائيل".
ظلت عبارته ترن في أذني.. الإسلام باقي ومن الغباء نقده أو تجريحه.
هذا الصديق يتحفني من حين لآخر بمقالات عن التجديد الإسلامي والفكر التنويري ويفرح جداً لكل صوت معتدل يظهر ويدعم التجديد في مصر رغم أن مصر ليست إلا ذكرى له من ذكريات الماضي كما هي كذلك لي حيث أننا استوطننا ديار أخرى وهذا جزء فقط من نصيب الذكريات.
سؤالي هو للمسيحيين: بأي حق اليهودي يفرح للمسلم بأن يكون إنسان تنويري تجديدي ولا يريد هدم دينه في حين المسيحي يعمل كل ما في طاقته لنقض الإسلام؟
وأيهما حقاً يمارس شريعة "الله محبة"؟
باعتقادي اليهودي أقرب إلى حب الله بكثير من هذا المسيحي والذي لا شغل له سوى "هدم الإسلام".
آخر مقال وصلني من رجل يهودي مصري كان بقلم جمال البنا ورابطه كالآتي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.asp...mp;IssueID=1369
أنا وأنا من أسرة مسلمة وخلفيتي مسلمة لا يشغلني تجديد المسلمين..
بأي حق يهتم هذا اليهودي بما هو لخير المسلم؟!
وليه الأقباط لا يكونوا مثل هذا اليهودي؟
الأقباط أكثروا من الكلام عن أن الله محبة ولكن عند الفعل وجدت شيء مختلف.
تحدثت اليوم مع صديقي اليهودي صاحب الـ 80 سنة ووجدته يتكلم بإعجاب عن جمال البنا ومقاله أعلاه... سألته عن جيل مصر من اليهود ومتى بدأ التطرف فقال إنه جاء مع حسن البنا ويا للأسف. من مصريين مسالمين يتركون الناس وشأنهم إلى حقبة حسن البنا وها نحن لسنا ببعيد من جمهورية إيران الإسلامية والعباءات السوداء على النساء في كل مكان... تغيرت الدنيا وللأسف ليس للأحسن.
ما قولكم دام ظلكم؟