إلى حسن نصرالله .... مجرد أسئلة !!!
إلي حسن نصر الله.. مجرد أسئلة!
بقلم : د. رفعت السعيد
وهي في واقع الأمر مجرد أسئلة لا تنتظر اجابات, أقصد إجابات حقيقية وليست مجرد طق حنك كما يقولون في لبنان.
فمثلك لم يتعود علي الحوار المستند إلي عقل منفتح يقبل ما يستحق القبول ويرفض ما يفترض رفضه, فأنت ويا للأسف جري تكوينك علي مبدأ السمع والطاعة, تأتيتك الأوامر من طهران فتتقبلها منصاعا, ثم تصدرها ــ هي ذاتها دون تعديل أو تحوير ـ لأتباعك في لبنان فيتلقونها هم أيضا بدون جدال أو نقاش أو حتي استفهام, ولهذا فإن اسئلتي هي نوع من إيضاح المواقف أو لعلها تجبرك علي مجرد التظاهر بتعديل مسارك, لهذا ان سمحت طهران لك بذلك اشفاقا عليك من المأزق الذي أوقعتك فيه.
ـ وأبدأ بسؤال قد يبدو ساذجا هو: ما هي علاقتك بالدولة اللبنانية, وليس في هذا السؤال أي تدخل في الشأن الداخلي للبنان أو في شأن علاقتك أنت بالدولة التي أقمت دويلتك علي تخومها, فإن لهذا السؤال علاقة وثيقة بمؤامرتك علي مصر, فلو أنك خاضع لإرادة دولتك لما فعلتها, ولو لم يكن لك جيشك المستقل والممول والمدرب في طهران, وجهاز مخابراتك المستقل لما أمكنك أن تفعلها.
بل إن التحقيقات في القضية قد كشفت عن هذه العلاقة المقطوعة فمتهمك الأول رفض حضور مندوب من السفارة اللبنانية في التحقيقات التي تجري معه, فلماذا يسمح لمندوب من سفارة أجنبية عنه, وعن جماعته بحضور التحقيقات؟, أليس في قبوله للمندوب اشهار لقبول الدولة التي لا ينتمي إليها؟ ولعل السيد المحقق قد أخطأ في الاختيار فلو عرض علي المتهم حضور مندوب إيراني لما تردد المتهم في القبول.
ـ وثمة سؤال آخر: إذا كانت كل تحركاتكم تستهدف وفقط دعم القضية الفلسطينية فلماذا يكون دعمكم وتمويلكم وتسليحكم للحوثيين في اليمن؟ فلا القضية الفلسطينية هناك, ولا إسرائيل, فما هي مصلحتكم في ذلك؟ وبما أنني لا انتظر منك إجابة فلتأذن لي بأن أجيب, والإجابة هي وبلا جدال: إنها المصالح الإيرانية.
ـ وإذا كان الهدف هو خدمة المعركة ضد الاحتلال الصهيوني للأرض العربية, فما هو موقع الجولان من مخططاتكم؟ وهل تجرؤ علي إرسال واحد فقط من رجالك حتي ولو كان يمتلك لعبة أطفال علي شكل مسدس؟.
ـ وإذا كان الدفاع عن العروبة هو جزء من مخططكم فلماذا لم تقل حرفا, حرفا واحدا فقط عن شعب الأحواز العربي الذي تحتل إيران أرضه وتضطهد شعبه وتحرمه حتي من تعلم اللغة العربية.. لغة القرآن؟.
ـ ثم سؤال عن انتهاك حرمة الأرض المصرية, فكيف تبيح لنفسك انتهاك السيادة الوطنية لبلد عربي مسلم هو مصر, وتنتهك قانونها؟ إنك بذلك تكون قد ارتكبت عديدا من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات المصري هي الدخول إلي البلاد بشكل غير شرعي, وحيازة واستخدام جوازات سفر ووثائق أخري مزورة, شراء سلاح بدون ترخيص, تهريب السلاح إلي مصر, والسؤال هو هل تصورت أن أحدا كان سيسمح لك بذلك؟ وهل تجرؤ الحكومة أي حكومة علي التغاضي عن ارتكاب هذه الجرائم بحجة مساندة القضية الفلسطينية, فماذا لو ضبط أي شخص يحمل جوازا مزورا, أو دخل مصر بشكل غير شرعي فقال مثلي مثل الشيخ حسن كنت أنوي مساعدة الفلسطينيين؟. وماذا لو خرج كل من يحمل سلاحا غير مرخص ليعلن علنا عاملوني كما عاملتم الشيخ حسن, فأنا أنوي مساندة شعب فلسطين, أم أن هذه المساندة تحتاج إلي تنظيم؟.
والآن هل رأيت حجم الجرم الذي قمت بارتكابه؟ وإلي هؤلاء الذين ساندوك من المصريين هل شعرتهم بفداحة الأمر؟ فما من دولة تتعامل مع مثل هذه المسائل الخطيرة بمعايير مهترئة, وما من حكومة يمكنها أن تضبط حدودها وتمنع استخدام الوثائق المزورة وتمنع تهريب السلاح وحيازته واستخدامه إذا سمحت بذلك لصنف مخصوص من البشر هم رجال حسن نصر الله من ذوي المطامح الإيرانية, تري هل فكر الشيخ حسن في كل هذه التداعيات وهو يخطط لفعلته؟ أم لعلة تقصدها حتي لا يبقي في مصر حجر علي حجر, وإذا كان لنا أن نلوم حسن نصر الله لضلوعه في المؤامرة الإيرانية علي مصر, فبماذا نسمي من أيدوه من المصريين, ولعلنا نبحث وبأدب شديد عن تسمية لما يفعلون وإذا نفترض حسن النية المفرط فإننا نسمي ذلك بعمي الألوان.
ويبقي بعد كل هذه التفاصيل أن نعود إلي جوهر المسألة, فالشيخ نصر الله وفريقه ومن يوجهونهم من بعيد بالروموت كنترول يفسحون جاهدين مساحة في الأرض العربية لموطئ القدم الإيرانية الغليظة, وهم يبررون كل ما يفعلونه ضدنا بأنهم أصحاب ديار الإسلام, وما نحن وما كل من لا يقبلونهم إلا ديار كفر.. أي ديار حرب.
وبهذا ففكرهم يستند إلي ذات المقولة الإقصائية التي تقول إن العالم يتكون من نوعين من الديار, ديار الإسلام وديار الحرب وقد حورها أيمن الظواهري إلي فسطاطين, وقالها أيضا وللدهشة بوش عندما قال ان كل من لا يصطف خلفه فهو إرهابي.
انها فكرة اقصائية واستبعادية, إذ نستبعد من خيمة المسلمين كل من ليس معهم وينسون عشرات الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية التي تفتح أمام الجميع أبواب الرحمة, وأبواب الإسلام السمح.
ولعل من حقنا أن نقول لأصحاب هذا النهج سواء القابعون في طهران أو العرائس التي تتحرك في الأرض العربية بالأيدي الإيرانية لا تتخيلوا أن قادتكم هم وحدهم أصحاب القول الفصل والمالكون للحقيقة الكاملة وراجعوا أفكاركم وتذكروا قول الإمام أحمد وهو واقف أمام قبر الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر راجعوا أفكاركم الاستبعادية والاقصائية التي تخرج الغالبية الغالبة من المسلمين من حدائق الإسلام وتذكروا قول الصحابي سعد ابن أبي وقاص عندما دعي لمحاربة فريق من المسلمين والله لا أحارب حتي تأتوني بسيف له عينان ولسان ويقول هذا مؤمن وهذا كافر.
فهل من أمل في الاستفاقة؟ أنا شخصيا لا أعتقد, فالأمر من بدايته ونهايته مصالح.. ومصالح فقط.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-25-2009, 07:12 PM بواسطة العلماني.)
|