رائعة نزار قباني..تلك.. التي أراني اكتبها وانا اترك جزء منها واكتب جزءا آخر..
واشعر وكأن حليم باحساسه المرهف الذي يلمس جدران القلب بكل شفافية ..تكاد لا تشعر بها من رقتها وسرعتها.. يبعث في كلمات الاغنية حياة غير تلك الحياة التي وهبها اياها نزار قباني..
ربما لست من عشاق الاغاني والاستماع لها ابدا .. ولكن قبل ايام كنت في مكان ما.. وكان احدهم يرفع صوت مسجله (عالآخر) ..وصوت من هناك يدندن ويغني:
يا ولدي قد مات شهيدا
من مات فداء للمحبوب..
الخ...
ما لفت انتباهي ليست كلمات الاغنية بحد ذاتها ..ربما لحنها او احساس حليم..الذي كان يجود برقته وعذوبته كلما زاد المه واشتد مرضه وكأن العلاقة بينهما اصبحت عكسية.. وكأن لسان حاله يقول:
لا ابداع ولا تميز الا بألم نابع متدفق من حنايا الروح.. وكأنها اتفاقية ابرمها القلب مع صاحبه..!!
فكرت حينها..بحليم ونزار وكلاهما اصبحا الآن بآلاف الاقدام تحت الثرى..
فنزار لا زال شعره يتطاير كما الهواء في مكان.. يحفظه الناس ويتزاحم على ابواب دواوينه الكثيرين من مغنينن وملحنين ..علّ احدهم يظفر بقصيدة او بشيء من بقايا نزار ليلحنها ويغنيها ويصدح بها في الافآق..
وحليم لا زال يغني.. وترتفع آهات المراهقين وحتى البالغين على نغماته واحساسه المرهف..حتى التخمة.. وكأن زمن السبيعينات لا زال...بمراهقيه ومحبيه وعاشقيه وحتى عمّاله واهل الحواري فيه..
وكأن صوت حليم يجبرك على العيش لبرهة ليست بطويلة في زمن ربماا ما عشته يوما ولا ولدت اصلا فيه..!!؟
http://www.youtube.com/watch?v=QWCiT-rSlpw
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود .. مفقود
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان
ليلاء
بذرة لا زالت تنمو