أخر الفلسطيني، بعد التحية
بداية أعتذر عن سوء تنظيمي للمشاركة السابقة، وهو ناتج عن قلة خبرتي بالمشاركات في المنتديات من جهة، ومن تعجلي وضع المشاركة قبل أن يخونني الإنترنت كما فعل معي عند إعداد الرد للمرة الاولى، ما أفقدني كل ماكتبته، وأضطررت لكتابته من جديد مع افتقاد مع الخيوط، فعذراً، وأعدك بمحاولة تدارك هذا الضعف في المرات القادمة.
***************
تقول : لكن هناك شيء في القضية الفلسطينية يجعل فيها ما يشبه الالتزام ، و هو البعد الديني للقضية
******************
لقد وصفته يا عزيزي، بانه أشبه بتعصب مشجعي الكرة، إن البعد الديني للقضية لا يعدو ان يكون قومية اخرى، هذا من جهة، وأرجو منك الابتعاد عن هذه المنطقة الخطرة، لأنك إذا كنت ترغب بالنجاة بفلسطين من أسر العلاقة بواحد وعشرين دولة عربية، فيجب أيضا ان تبتعد عن العلاقة بالدول الإسلامية، لأنك ستجد أكثر من خمسين دولة!!!!!!!!!!!!!!!
هذه يا عزيزي مشاعر شعبية عادية موجودة لدى كل الشعوب، وعندنا خاصة فإنها ناتجة عن المرحلة التي نعيشها بعد سقوط المشروع القومي التحرري بعد 67، وما تلاه من صعود لقوى الإسلام السياسي، فالوضع الحالي - أقصد سيادة الاسلام السياسي - وضع مؤقت على أي حال، كما انه أي الإسلام السياسي ليس بالذي يتناول واقعا بالتغيير، بل إنه محرد انعكاس للازمة التي نعيشها، ومجرد عرض للمرض الذي نعيشه، ولا نرغب بالاسترسال فهذا حديث آخر،
الخلاصةن وهو ما ارغب بقوله، هو اننا لا يجب ان ننصاع لوعي الجماهير، الذي هو وعي مباشر، غالبا ما يكون ناقص ولا علاقة له بالواقع، أي واقع المسألة والمشكلة، فإذا كنا نعرف مثلا ان إسرائيل مجرد قاعدة استعمارية، وانها جزء من المخطط الاستعماري للسيطرة على المنطقة والعالم، باعتبار منطقتنا جزء من منطقة القلب (الهارتلاند - الشهيرة بالجغرافية السياسية)، إضافة للنفط، فإننا ندرك اننا جزء من الخطة الموضوعة للسيطرة على العالم، لمصالح النظام الإمبريالي، وهكذا لا يكون للقضية اي بعد ديني، بغض النظر عن كل التصايح الديني من كل الاطراف، فالاستعماريون يقنعون شعوبهم بأساطير هرمجدون وما أشبه لتقبل نفقات الحروب من جهة، ولتاتي لتنال الخلاص ورضا الرب من جهة اخرى، حدث هذا دائما، وينتظر ان يحدث مستقبلا، وطبقاتنا الحاكمة من جهتنا تقنعنا ان المعركة دينية، حتى لا ننتبه للمصالح المشتركة بينهم، وننتظر المهدي الذي يحررها، هذا من جانب الحكام، ومن جانب الإسلام السياسي المسالة واضحة، والوعي الشعبي الضائع يساهم في استمرار الوضع على ما هو عليه.
***************
[color]تقول :
أهداف الحرب يحددها القادة السياسيون و كما نرى لم يتحرك اي قائد من منطلق إزالة و إسرائيل. غير هيك فلم نرى أو نسمع سوى بيع للحكي ...[/color]
*****************
رؤيتك سليمة وصادقة بمجملها، لكن هذا لا ينطبق على زعيم إيديولوجي مخلص كجمال عبد الناصر، ولو اننا فقدنا الثقة بالجميع، فسنصاب بالعدمية والسلبية الكاملة، وهذا لا يمنع كون حروب تلك الفترة لم تكن ذات علاقة بالهدف النهائي المتصل بتصفية إسرائيل، لأنه كان غير ممكن بعد.
***************
تق[color]ول : حرب 1956 كانت قرارا سياديا مصريا خالصا و تدخلت فيها القوى العظمى الجديدة ( روسيا و أميركا ) لتنهي عهد القوى العظمى ما قبل الحرب العالمية الثانية ( فرنسا و بريطانيا ) ، انتصار مصر في هذه الحرب كان سياسيا بالدرجة الاولى .... و سبب الحرب ليس له علاقة بفلسطين بشكل مباشر ... حتى و إن ارتكبت إسرائيل ابشع المجازر في تلك الحرب بحق اهالي غزة في تلك الحرب.[/color]
****************
أختلف معك هنا فانت تخلط بين قرار حرب وبين قرار ادى لحرب، كان الامر شانا مصريا خالصاً، ولم يدع احد ان مصر انتصرت عسكريا، برغم المقاومة الباسلة، وفعى لم يكن للامر صلة مباشرة بفلسطين، حسب المنظور الذي تتبناه، ولكن له علاقة بالمعركة العربية الكبرى في سبيل التحرر الوطني والتنمية، وقد اعتبر وقتها نصرا عالميا لكل قوى التحرر الوطني في العالم كله، فمن منظورى المتواضع له علاقة بالقضية العربية بمجملها، وإن لم أختلف معك في انها لم تكن في سبيل فلسطين بشكل مباشر، او تمس إسرائيل بأي صورة، بل إن تدخل إسرائيل ليثبت نظرتنا لإسرائيل كقاعدة إستعمارية، اما ما حدث في غزة فهذه هى جناية الجغرافيا.
*****************
[color=#
800000]تقول : هذا يثبت ان التوجه السياسي المصري كان يمليه افراد عسكريون و لم يكن توجه مؤسسة مختارة من الشعب .... فكلاهما ( السادات و عبد الناصر ) من الضباط الاحرار .... لكن توجههما و نظرتهما لبلدهما مختلفة تماما ، فالاول له مغامرات قومية لغوية عربية و يفكر بمنطلق شبيه برؤيتك و الثاني قومي مصري فرعوني و يفكر بمصلحة بلده و يضعها فوق كل اعتبار ، السؤال ماذا يريد الشارع المصري ؟؟ اي توجه فيهما ؟؟ ربما يجب عمل استفتاء ... شخصيا اعتقد ان المصريين سئموا الحروب و يريدون اشياء اهم من إزالة إسرائيل مثل تطوير التنمية و التعليم و تأمين لقمة العيش و رفع المستوى المعيشي.[/color]
**************************
هذا صحيح، ولكن من أين وجد هؤلاء العسكريون، إنهم ليسوا عسكريين مفلترين من الطبقة الحاكمة كما الحال الآن في مصر، بل إنهم قادة ثورة اتت بضباط ترجع معظم اصولهم لشريحة البرجوازية الصغيرة - المستورين بالبلدي - وإن لم تكن هناك ديموقراطية حقيقية فهناك الرأي العام الذي كان يشكل استفتاءاً حقيقياً يعكس رأي الشعب المصري في كل القرارات، وغن كنت طبعاً لا أؤيد شخصيا الغوغائية في القرار السياسي - لكن الاتجاهات الاستراتيجية يجب ان يحددها الشعبـ فهو الذي سيتأثر في النهاية، وعن موقف الشعب المصري يمكنك فقط، أن تقوم باستفتاء شعبي بسيط على موقع كاليوتيوب مثلا بوضع فيديو يقارن عبد الناصر بالسادات بصورة من الصور، وسترى عندها المواقف الحقيقة للشعب المصر، الذي يعني اليوم من الطريق الذي اختطه السادات افندي
اما بخصوص عبد الناصر المغامر فهو زعيم حلم بإنسان حر وأمة مجيدة، لا اكثر، وقد فهم هذا بصورة معينة، أخطأ أم أصاب، والمرحوم لم يكن متزمتا او غبيا، بل كان منفتحا على العالم من جهة وعلى التجربة من جهة اخري، فقد كان يغير سياسته بحسب ما تعطيه التجربة، وعندما فشلت كل المحاولات لإقامة تنظيم يحمي الثورة من خلال السلطة تكون لديه اتجاه للتعددية الحزبية، لكن وافاه الاجل المبكر، رحمه الله.
اما السادات، فقد يظن البعض انه أراد ان تكون مصر للمصريين كما هتف زعيم وطني سابق ايام الإنجليز، لكن ليست هذه الحقيقة، فها نحن المصريين نعيش نتائج سياساته اليوم، وبعد ثلاثين عامأ من السلام تدهونا اكثر، ولا زالت الطوابير التي ازعجته موجودة، فالسيد باع العرب ومعهم مصر، بل مصر قبلهم، لأمريكا ولحفنة اللصوص التي لا زالت تمتص دماء المصريين حتى الان، وهو الذي دعم منظومة الفساد، وجعل من الفساد طريقة حياة، لا شئ يتقزز منه الناس،
والنكت المصرية التي سلخت عبد الناصر بعد النكسة نسيت، اما السادات فلا زال معروفا بالحشاش، ولا زالت النكت تمسح به الأرض.
اما بخصوص مواقف المصريين فهم فرق وليسوا كتلة واحدة، ففرقة اللصوص المسماة رجال الاعمال عندنا، ترغب بالتمسح بإسرائيل ، وهم الذين رعوا الكويز ودفعوا الحكومة لها، اما باقي الطبقات التي لا تستفيد شيئاً من العلاقة مع إسرائيل فمعظمها يرغب بحرقها لا أقول تصفيتها.
********************
[color]تقول : برايي أن توجه السادات لأميركا سليم ، فهي اقوى من السوفيات كما انها فعلا تملك اغلب أوراق اللعبة و التفوق العسكري الاسرائيلي في هذه الحروب و خصوصا سلاح الجو يعود للعتاد الاميركي..... و نتيجة تكتيكه السياسي انه حرر سيناء و اعادها للمصريين ، تخيل لو ترك الامر على ما عليه ... كان حال سيناء مثل حال الجولان إن لم يكن اسوا[/color][u]
*********************************
العلاقات مع الآخرين يا عزيزي لا تقوم على منطق الأقوى دائما، فما فائدة الانضمام للسيد الأقوى الذي يستعبدني ويمتص دمائي، اما اوراق اللعبة فهذه أكذوبة من اكاذيب السادات، بل هو الذي سحب الاوراق من السوفييت وأعطاها لأمريكا، ومن المعلوم من السادات أراد خدمة امريكا لتضمله لها، فقد كانت امريكا في سبيل تحقيق سياسة الاحتواء التي تتطبقها تجاه الاتحاد السوفياتي، قامت بصناعة عدة احزمة، منها حزام يمر عبر الدول الإسلامية وقواعدة ثلاثة دول ، حسب الخطة، هى تركيا، أقوى الدول الإسلامية عسكرياـ وإندونيسيا اكثرها سكانا، ومصر اكثرها تأثيرها، وقد كانت مصر هى الحلقة المفقودة، وقد قدم السادات مصر لأمريكا على طبق من ذهب، ليثبت لها فائدته، واتساقا مع هذه السياسة - الالتحاق بأمريكا - كان لابد من السلام مع إسرائيل، وترك السوفيات، والتحرر الوطني، إلخ..........
وبخصوص تحرير سيناء، فالخطأ كل الخطأ النظر لتحريرها وفقا لاستراتيجية لأخرى مع النظر لحرب اكتوبر كما حدثت،
لأن حرب أكتوبر تمت في إطار الاستراتيجية التي تمت فعلا، فهدفها تحريك الامور، كما نصح كيسنجر السادات،
وقد اقترح الكثيرون وقتها تطوير حرب اكتوبر لحرب شعبية، وتساءل السوفييت وغيرهم من الساسة كثيرا عن سبب عدم تقدم القوات المصرية بعد شرق القناة، رغم السيطرة على الموقف، وهناك من يرد على هذه التساؤلات بالحديث عن السلاح الامريكي والطيران الامريكي كما لو كنا في وضع ثابت غير متحرك، وكما لو لم يكن هناك جسر جوي سوفييتي مقابل الامريكي، وعموما هذه مسائل جدالية تدور في أقبية السياسة والتاريخ التي ام تتكشف بعد، وإن كانت الرؤية العامة واضحة، فالسادات وضع استراتيجيته بشكل معين وكيف الحرب ووضعها على ذات الأساس، وربما لو كانت هناك ايتراتيجية اخري لكان الثمار اكبر، مع العلم بان محمد حسنين هيكل تحدث كتيراً عن سوء الغدارة السياسية لمتكسبات الحرب الفعلية، أي اننا حتى لم ناخذ كامل الثمار التي كان يمكن الحصول عليها بالفعل.
*******************
[color]تقول : أليست مفارقة بالنسبة لك .... ؟؟ ان يقتل من الفلسطينيين من يدعي انه حامل لواء العروبة في فترة بسيطة اكثر مما قتل منا الاسرائيليون في عشرات السنين ؟؟ ألا تعلم انه عندما كان الشهيدان القائدان ابو جهاد و ابو عمار في طرابلس في لبنان ، كانا يتعرضان للقصف المتزامن من المدفعية السورية و الطيران الإسرائيلي ؟؟؟
من هم اعداؤنا كفلسطينيين ؟؟ ما اراه من الواقع و التاريخ ... مش بس إسرائيل ، بل و اعتقد انه حتى لو تحررت فلسطين فغن الحروب في المنطقة ستستمر ...[/color]
************************
أي والله، عندك كل الحق، ولكن هؤلاء البعثيين هم نفسهم الذين تصارعوا وهم في الحكم، كما بين العراق وسوريا، وبدلاً من التقدم إلى الوحدة القومية، إرتدوا إلى الطائفية، فيالها من مهزلة، على أي حال هذه مسالة يطول الحديث فيها، ولها جذورها في التحليل الاجتماعي لطابع هذه الاحزاب ومنتسبيها وقادتها
اما بخصوص العداء للفلسيطينيين فلا اعتقد بهذا يا عزيزي، او على الأقل لم أسمع به، فطوال عمرنا نسمع عن منافسات تاريخية بين بغداد ودمشق او الإثنين والقاهرة او أو، لكني لم اسمع عن ثارات تاريحية مع فلسطين، وإني لأريأ بك يا أخي عن الوقوع في عقد الاضطهاد تجاه البعض، كما ان ممارسات السياسيين لا يجب ان تصنع وجهات نظرنا تجاه الشعوب.
**********************
[color]تقول : اللغة المشتركة لا تخلق وحدة ناجحة ، و من التاريخ فشلت الوحدة المصرية السورية ... و الدين فشل في توحيد بنغلادش و باكستان ، و الجغرافيا فشلت في توحيد التاميل و السنهاليين في سريلانكا. في حين انك ترى من التاريخ و الواقع نجاح سويسرا رغم وجود 4 لغات فيها[/color]
****************
لم أقل هذا ولكن هذا عنصر واحد من عناصر الوحدة، فاللغة وحدها او الدين وحده او الجغرافيا كلها عوامل لا تصلح وحدها وبذاتها لصنع وحدة، بل إنني قلت ان هذه جميعها عوامل مساعدة، فالامة مصالح مشتركة أساساً أُطرت في شكل لغوي ودين وجغرافيا وتاريخ وتركيب نفسي
لقد قلت لك يا عزيزي انني افهم الوحدة بشكل تاريخي، فهي مرحلة ضرورية يفترض ان تحققها طبقة برجوازية تسعى للاستقلال بسوق وتساعدها عدة عوامل لتحقيق هذه الوحدةـ كاللغة والدين والجغرافيا والتاريخ إلخ.............
كما اننا يجب أن نتجاوز عن بعض الحالات الخاصة، كالتجربة المصرية السورية التي كان لها ظروف خاصة وهى كوحدة لم تتحقق أساسا حتى نقول بالانفصال، بل الأصح ان نقول انها وحدة لم تتم، ولا ننسى طبعا الأيدى التى تدخلت من العرب والغرب
اما حالة سويسرا فهى حالة متقدمة، كما انني اعتقد انها ناتجة نوعا عن حالة من التوفق السياسي بين الكبرى المحيطة بها، والتي فرضت عليها في ذات الوقت الحياد وعدم التسلح لبعض مصالحا الخالصة، كما ان الرخاء يصنع الكثير، وهى في كل الاحولا حالة لا يقاس عليها
تحياتي لك، ونحو مزيد من الحوار البناء