أقول لنفسي أحيانا .. ليتني لم أكبر .. ليتني لم أعلم ..
ففي بداية نمونا واكتشافنا للحياة نجدها ورديّة .. ونفكر بالأفكار بمثاليّة جميلة .. لا نرى بعدا آخر للتصرفات .. ولا دوافع أخرى للكلمات ..
كل شئ نراه بنقاءه المغلف به .. كل أمر يحدث نقتنع بظاهره وكم باطنه مؤلم ..

كم شعرت بالإحباط بعد ذلك عندما أدركت أشياء في الحياة على حقيقتها المخفيّة !!
كم شعرت بشئ من الإحباط يتسلل لداخلي وكم شعرت بعبثيّة الحياة وعبثيّة الإنسان .. عندما وجدت أن شيئا مثل اللاوعي هو الذي يقوده ويقود حياته بدون علمه ..
على قدر ما حل اكتشاف وجود اللاوعي في الإنسان الكثير من التساؤلات و المشاكل لدي .. على قدر ما أشعرني بعبثيّة الإنسان !!

يا إلهي .. فكرة تهزني كثيرا .. عندما أعلم أنني داخل ظرف ما .. وفي موقف ما .. فكرت كثيرا .. وتعاملت مع ذلك الموقف على أن أحصل على النتيجة التي أسعى إليها .. وإذ بتصرفاتي تلك تظهر بعد ذلك هي السبب في عدم حصولي على ما أريد .. وأن دوافع أخرى تماما لا يمكنني إدراكها هي التي هيأت وفكرت ..
ذاك اللاوعي الذي لم أتدخل كثيرا في تشكيله واختياره يملك مفاتيحي ..

أشعر بأنني مع الأيام أعرف نفسي اكثر .. وأتعرف على مشاكل ذاتي .. وأنه بإماكني التعامل مع المواقف والظروف أكثر .. بالتالي اقترب من اللاوعي الغامض
ولكن أحيانا أخرى أشعر باليأس وأحس كم أني متوهم .. فهنالك جزيرة من الدوافع التي لا أراها هي التي تحرك الدفّة وتقود السفينة ..

عندما دخلت أكثر لتحليل الناس .. وتحليل تصرفاتهم .. وجدتهم متشابهين للغايّة .. ووجدت فيهم تكرارا ومللا ..
"الملل" تلك فكرة أخرى مخيفة .. ومحبطة .. وواقعية ..

كفاني اليوم ..
شكرا للقراءة ..

أهلا بوجودك يا نضال ..
ياريت يا نضال لو كان كذلك .. وبتلك البساطة التي تظهرها عشرات الكتب البرّاقة المظهر من "عشر طرق للنجاح " إلى "تعرف على قوة عقلك الباطن" .. كل تلك الأمور هراء في هراء عندما يصاب الإنسان بنوبة توتر أو ذعر أو غثيان .. مجرد كلمات يسحرون عقولنا بها .. وقد تكون فعلا مؤثرة ظاهريا .. لكن صدقيني أنت مازلت أنت .. وفي الباطن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..


اقرأي نظريات فرويد في التحليل النفسي كما أنا أفعل الآن .. وستجدين كم هو تأثير لعبة الحياة في طفولة الشخص "فاعل" و "أبدي" في شخصيته المستقبلية .. وكيف أن اللاوعي أعقد مما يتصوره أصحاب تلك الكتب التي أراها في غاية "الرداءة" و"السطحية" ..


لوكنّا نستطيع بالفعل برمجة العقل واللاوعي بتلك الطرق .. لما جن نيتشه في آخر حياته وكما جن أيضا الشاعر الشهير هولدرلين الذي عان طوال حياته عصابا وفصاما .. ولا ما انتحر تشايكوفسكي .. ولا كان ميشيل فوكو ليقطع أذنه ويقتل نفسه أيضا .. وهناك المزيد من الذين ندعوهم عباقرة لم يستطيعوا أن ينعموا بالسلام الداخلي .. واستعصى عليهم أن يجدوا مخرجا إلا عن طريق الإبداع والعبقرية .. ومن ثم سقطوا ..

ليت الأمر يا نضال بتلك الصورة .. ولكني لا أظن أننا وصلنا لهذه المرحلة من التشابه مع الروبوتات بحيث نستطيع أن نردد جمل كالببغاء ونبرمج عقولنا المشربكة عليها ..

كل مودة لك

طبعا دائما منحاول نتفائل يا نضال ..

يومك سعيد

أهلا بوجودك خوليو .. يسعدني مرورك كثيرا يا عزيزي ..


خلينا نشوفك ..

زميلي الفاضل
انا مريت بنفس التجربة التي تمر بها في البداية هتتعب نفسيا وهتلاقي الناس قدامك شخصيتين واحدة الوعي والتانية الاوعي
هتكره نفسك وهتكره الناس لأنك هتلاقي ان المصلحة هيا اللي بتحركهم حتى ابوك وامك وتلاقي ان الإنسان مصلحجي بالفطرة !!
وأشياء اخرى كثيرة لكن بعد فترة ستصل للإستقرار النفسي

هذه الفترة أتابع هذه الحلقات .. حلقات للشاعر أدونيس مع زاهي وهبي
للجميع



http://www.youtube.com/watch?v=f3VcKd57Jv4

تلك العشوائية التي أحس بها .. وتلك الدوافع التي أشعر أنها تحرّك دوما الدفّة حتّى إلى اتجاهات عملت جاهدا على تجنبها ..
قد يفكر البعض أنني وقعت في فخ يسمى "الإيمان بالقدر" .. لا لست أؤمن أن هنالك شئ مكتوب ومحدد مسبقا .. ولكني أيضا لا أؤمن بأن الإنسان يملك تماما زمام الأمور وأؤمن أنه لا يستطيع ان يصنع حياته وحظه كما يريد .. هنالك دوما صراع بين الذي يريده وبين ما يريده باطنه .. بين عقله وعواطفه .. بين أناه ولاوعيه ..
أي ..
هو ليس "مسيّر" من قبل أي قوّة إلا من قبل دوافعه أو غرائزة .. وهو "مخيّر" نوعا ما في اختياراته وصناعة تصرفاته واختيار الذي يريده والذي لا يريده ..

ليس من الذكاء وقوّة المعرفة استنتاج مثل هذه الفكرة .. ولكني أحببت إضافتها .. قد أكون مخطئا في بعض جوانبها