(09-09-2009, 02:08 AM)طبيب الفكر كتب: كيف ننفي علاقة الرسومات بالمسألة وهي التي اعادت طرح الموضوع على الواجهه ؟؟ المشكلة من المصدر ومن الرسومات فالاخيره تحاول استغلال مصدر بالنسبة لي فاسد لتدنيس صورة شخص نراه جميعاً من مناصيري المصدر و مخالفيه معلماً للنزاهه والطهاره فكيف لا نثور ؟
الرسومات جاءت تلفت نظرك لحقيقة، هي أن دينك تم فهمه هكذا من قبل شخص غربي، والسبب أكيد ليس الشخص الغربي، بل الكتب التي وصلت إلى الشخص الغربي.
دورة حياة المعلومات تتكون من : إنتاج المعلومات - جمع المعلومات - تنظيم المعلومات وتصنيفها - خدمات المعلومات - ثم الفيد باك والذي هو بمثابة رد على كل ما سبق من مراحل، وبمثابة إنتاج جديد للمعلومات.
أنت تركت كل المراحل السابقة وغضبت على الفيد باك.
وهذا حل خاطيء، الحل هو استئصال السبب من جذوره، وهو مصدر المعلومات الأولى الأصلي الذي شوه دينك كما تدعي، ووصل هكذا مشوهاً إلى رسام الكاريكاتير.
مع أن ذلك المصدر في نظر الآلاف غيرك هو الصحيح، ومصادرك أنت هي المشوهة لدينه. حسب وجهة نظره.
اقتباس:تردد على لساني ما لم أقله فوصول هذه الروايات لا يضرني ولا يعنيني و لكن إستغلالها بما لا يتناسب مع مكانت صاحبها المنسوبه هي إليه وهو نبي يضرني كما يضر غيري وهذا ما لا اقبله ومن حقي الأعتراض بل وأكثر.
وصول الروايات يضرك لأنها وصلت إلى شخص لم يكن يعرف عن الإسلام، فلما وصلته هذه الروايات فهم الإسلام من خلالها.
وأنت لم تعد تملك حق توجيه العقول من حيث ردها على ما وصلها من معلومات، فلا يحق لك أن تطالب فقط باحترام كل ما هو ضمن دفتي الكتاب الفلاني، لمجرد أنك تحترمه وتحبه، وغيرك يراه مليئاً بالإنتهاكات للبشرية والدعوة للعنف واحتقار الإنسان. فهو فهمه بطريقة مختلفة عنك وعبر عن هذا الفهم.
فإذا كنت على غير استعداد أن تقرأ أشياء سلبية عن دينك فهناك آية واضحة جداً في القرآن
( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم )
لم يقل لك فأخرسوهم، أو فأغرقوا المكان بالدماء، ولكن قال لك قم وارحل عن المكان، واتركهم يكملون سخريتهم،و بعد أن ينتهوا يمكنك أن تعود لتجلس معهم.
هذا هو السلوك الحضاري الذي سيجعلهم يراجعون أنفسهم ويفكرون بأن ما تصوروه عنك في غير محله.
أما إسالة الدماء والريالة والتشنج فسوف تؤكد لهم أن رسوماتهم ضربت على الوتر الصحيح ولا بد أن يكثروا منها في المستقبل.
اقتباس:منذ 1400 سنه والناس تتصارع وهو واقع موجود مع الأسف فعلاً والمطلوب كبت هذا الواقع لا تأزيمه, ومن نشر ما نشر لم ينشره كما نشره اصحاب الرواية مع مراعات الحياد بل نشره بغرض الإستنقاص والإستهزاء وهذا مرفوض قطعاً ولا مجال للنقاش فيه -الفعل لا يتناسب مع الفاعل امر مفهوم ولكن التحقير مرفوض- , من الممكن ان ارضى بأن تنتقدني وتستنقصني -بمزاجي- لأني أولى الناس بالإنتقاد واحقهم بمجابهة هذا الإستنقاص لنفسي أما ان تحقر ديني وتحقر من رموزه فالدم اولى ان يسيل على استنقاص معتقدي وتحقيره امام الناس كي اضهر بمضهر الحقير الغبي الفاقد للعقل لمجرد اقتناعي به.
كبت الواقع لا يكون بإسالة الدماء، فأنت هكذا تكرس الصراع، ولن توقف السخرية، بل سوف تستفز المزيد من الناس للسخرية لأنك تؤكد لهم أن كل ما جاء في الرسومات صحيح.
إذا كان هناك أمر مرفوض بالنسبة لك فنفذ ما جاء في القرآن بخصوصه، وهو :
( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم )
وليس إسالة الدماء التي تكرس مفهوم الآخر عنك بأنك لا تستطيع أن ترد على الكلمة بالكلمة، أو السخرية بالسخرية، ولكنك فقط ترد على ما لا يعجبك بالإرهاب ، ولذا فكل رسمة رسموها بحقك وبحق عقيدتك الدموية من وجهة نظرهم صحيحة تماماً وعليهم أن يرسموا المزيد ليوضحوا للناس هذه الحقيقة التي تأكدت لديهم بسبب رد فعلك المتشنج العنيف.
اقتباس:واما آخر الكلام فما هو إلا تكريساً للفتنه القائمة والتي ان اشتعلت نارها ستأكل الأخضر و اليابس, هم راضون بما هم عليه وانا راضي بما انا عليه, فأرض انت بما انت عليه وكف عن استحقار الآخرين, إنتقد في حدود المعقول اما ان يصل التطاول إلى الإسائة لأعضم شخص عندي فهذا مرفوض ما دام الموضوع خرج عن اطار الانتقاد إلى إطار الاستحقار.
عزيزي
الفتنة قائمة في دولتك، وفي الدول المجاورة لدولتك ، والسبب هو الشيوخ ورؤساء الجماعات الإسلامية ومتطرفو تلك المناطق ، لا رسامو الكاريكاتير الذين وصلتهم روايات مليئة بالجنس والقتل والسبي، فما قاموا إلا بالتعبير عن ما يرونه من خلال تلك الكتب التي طبعت على نفقة فاعلي الخير.
حدود المعقول بالنسبة للإنسان في عصر المعلومات وعصر الإنترنت، هي كل ما يمكن أن يكتبه أو يرسمه الإنسان، ولو تجولت في الإنترنت قليلاً ستكتشف هذه الحقيقة، فلا يوجد كلمة سخرية بحق أي فكر أو فلسفة أو انتماء لم تكتب على الإنترنت. ولو أغمضت عينك عن آلاف الصفحات التي تؤكد هذه الحقيقة فعليك أن تعلم أن ما لا تعرفه يمكنه بالفعل أن يؤثر عليك، رغم عدم معرفتك بوجوده.
لا حدود للعقل في عصر المعلومات، ولكن هناك حدود لرد الفعل الذي يمكن للإنسان أن يتخذه إزاء ما لا يعجبه ويمس ما يحترمه من أفكار ورموز.