(09-19-2009, 02:49 AM)على نور الله كتب: الزعيم رقم صفر :
انت لم تجب سؤالى كالعادة الذى اريد من خلاله تاسيس قاعدة مشتركة نتحاور منها و اكرر
من الروابط السابقة دعنا نستنتج قاعدة نكمل منها الحوار و الاثباتات
المهدى عليه السلام بشر به الرسول الاعظم انه سيكون الخليفة المثالى الذى يملء الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و هو من ولد فاطمة من اهل البيت عليهم السلام .
هل عندك اعتراض على هذه القاعدة ام توافقنى فيها ؟؟؟؟؟؟
يا على أنا لست ملتزما إلا برواية صحيحه عن رسول الله
و طالما ان حضرتك تقول بوجود روايه صحيحه عن المهدى فقم بإرفاقها كى ألتزم بها
لان الكلام السابق ليس روايه صحيحه عن النبى و إنما كلام عام او تفسير لحديث او استنباط لمعنى
(09-19-2009, 02:49 AM)على نور الله كتب: و قبل ان اتيك بالروايات الصحيحة عند السنة
دعنى اقدم لك ما قاله كبار علماء السنة :
1. سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال : هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، وكنيته أبو عبد الله ، وأبو القاسم ، وهو الخلف الحجة ، صاحب الزمان ، القائم ، والمنتظر ، والتالي ، وهو آخر الأئمة ، راجع : ( تذكرة الخواص ص363 ).
2. إبن طلحة الشافعي وهو من كبار علماء الشافعية ومتكلميهم في مطالب السؤول قال : أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب ، المهدي ، الحجة ، الخلف الصالح ، المنتظر (ع) ، ورحمة الله وبركاته ، راجع : ( مطالب السؤول ج2 ص79 باب 12 ).
3. الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب قال : مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر ، من سنة إثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة ، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه ، وخلف إبنه وهو الإمام المنتظر صلوات الله عليه ، ونختم الكتاب ونذكره مفردا ، ثم أفرد لذكر الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) كتاباً أطلق عليه إسم : ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) وهو مطبوع في نهاية كتابه الأول ( كفاية الطالب ) وكلاهما بغلاف واحد ، وقد تناول في البيان أموراً كثيرة كان آخرها إثبات كون المهدي (ع) حياً باقياً منذ غيبته إلى أن يملا الدنيا بظهوره في آخر الزمان قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .... ، راجع : ( كفاية الطالب ص521 باب 25 ).
و من هنا يتضح ان من اكابر علماء السنة من امن بعقيدة المهدى عليه السلام تماما كما يؤمن بها الشيعة .
اما من اقر منهم بان للامام الحسن العسكرى عليه السلام ولد اسمه محمد و اختفى فحدث و لا حرج
و ان اردت احضرت لك ما قالوه فى هذا الشان .
و على كل حال اعطيك مقولة احدهم :
إبن حجر الهيتمي الشافعي قال : أبو محمد الحسن الخالص ، وجعل إبن خلكان هذا هو العسكري ، ولد سنة إثنتين وثلاثين ومائتين . . . مات بسر من رأى ، ودفن عند أبيه وعمه ، وعمره ثمانية وعشرون سنة ، ويقال : إنه سم أيضاً ، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب إنتهى ، راجع : ( الصواعق المحرقة ص207 من الطبعة الاولى ).
كل ما سبق لا يلزمنى باى شئ فانا من اتباع رسول الله مع كل الاحترام و الحب لعلماء المسلمين خاصة و كل المسلمين عامة
أنا ملتزم بكلام رسول الله فقط لاغير .....واخد بالك ...كلام رسول الله فقط
و كل الكلام السابق لا يمت بصله الى رسول الله فلا يلزمنى باى شئ حتى لو قابلت هؤلاء العلماء وجها لوجه
لسبب هو اننى مسلم و الاسلام جاء به رسول الله فقط لاغير فانا ادين له فقط
فاختصر و التزم بما يجب على جميع المسلمين الالتزام به و لا تتقافز بين اقاويل لا يجب على الاتزام بها
(09-19-2009, 02:49 AM)على نور الله كتب: و اخيرا :
تفضل هذه الرواية من صحاح السنة :
أخرج الحاكم (4|557): أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو (ثقة، راوية سنن الترمذي)، ثنا سعيد بن مسعود (سعد بن مسعود المروزي، صدوق)، ثنا النضر بن شميل (ثقة ثبت)، ثنا سليمان بن عبيد (السلمي، ثقة)، ثنا أبو الصديق الناجي (ثقة)، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي. يسقيه الله الغيث. تخرج الأرض نباتها، و يعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة. يعيش سبعاً أو ثمانياً».
هل تلتزم بهذا الحديث الصحيح ام لا ؟؟؟؟؟
طبعا لا ألتزم لسببين
الأول أن الحديث ليس صحيح على الإطلاق لان سعيد بن مسعود صدوق و ليس ثقه فهذا يضعف الحديث و يجعله فى احسن درجاته حسنا و ليس صحيح
الثانى : أن الحاكم متشيع و لا نقول رافضى بل متشيع
و إليك أقوال العلماء فى الحاكم
مستدرك أبي عبد الله الحاكم
نبذة عن الحاكم :
هو أبو عبد الله ، وأسمه محمد بن عبد الله بن حمدوية بن نعيم المعروف بابن البيع الضبي الشافعي النيسابوري ، واشتهر بأبي عبد الله الحاكم .
ولقب بالحاكم إما لتوليه القضاء فترة من الزمن ، وإما أنها رتبة له في العلم بالحديث ، وهذه الرتبة هي الثانية التي تلي أمير المؤمنين في الحديث .
ولقب أيضاً بالحافظ لقوة حفظه – رحمه الله - ، ولذلك إذا قال البيهقي : "حدثنا أبو عبد الله الحافظ" فإنه يعني شيخه الحاكم .
مولده وطلبه للعلم :
ولد – رحمه الله – سنة 321هـ بنيسابور ، وطلب العلم من الصغر وكان أول سماعه –رحمه الله- في سنة 330هـ ، أي وعمره 9 سنوات - ، واستملى على يد شيخه ابن حبان سنة 334هـ ، وقد ابتدأ بالرحلة وهو صغير السن ، فكان عمره حينذاك – كما يقول الذهبي- عشرين سنة ، فرحل إلى العراق وحج وجال في بلاد خراسان وما وراء النهر طلباً علو الإسناد. وسمع من نحو ألفي شيخ بنيسابور وغيرها .
ومن أهم هؤلاء الشيوخ :
(1 )(2 ) ، فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك،ولم يلتفتوا إلي قوله ولا صوبوه في فعله".
ونقل الذهبي عن ابن طاهر المقدسي ،أنه سأل أبا إسماعيل الهوري،عن أبي عبد الله الحاكم،فقال :"أنه ثقةٌ في الحديث رافضي خبيث".
ووجه الحق في هذه المسألة:
هو ما رد به الذهبي على المقولة السابقة حيث قال:"كلا،ليس هو رافضياً بل يتشيع"،وقال أيضاً:"وأما انحرافه عن خصوم علي فظاهر،وأما الشيخان-أبوبكر وعمر-فمعظم لهما بكل حال ، فهو شيعي لا رافضي " .
ويقول ابن السبكي : "فغاية ما قيل فيه الإفراط في ولاء على –رضي الله عنه- ، ومقام الحاكم عندنا أجل من ذلك".
ويقول ابن السبكي أيضاً :"إن الرجل كان عنده ميل إلي علي-رضي الله عنه-،يزيد على الميل الذي يطلب شرعاً " .
وقال أيضاًَ "ولا أقول : إنه ينتهي إلى أن يضع من أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فإني رأيته في كتابه "الأربعين" عقد باباً لتفصيل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، واختصهم من بين الصحابة . وقدم في المستدرك ذكر عثمان على علي رضي الله عنهما" .
أهم الأسباب التي دعت بعض العلماء إلى وصف الحاكم بالتشيع أو الرفض :
من أهم الأسباب :
1- عدم ذكره لبعض خصوم علي من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في كتاب "معرفة مناقب الصحابة" من كتاب المستدرك ، كمعاوية وعمرو بن العاص –رضي الله عنهما-، بل إنه أو ذي بسبب ذلك ، فقيل له – من باب المشورة - : لو أمليت في فضائل هذا الرجل-أي معاوية - ؟ فقال : "لا يطاوعني قلبي" .
2- إخراجه لبعض الأحاديث التي فيها نصرة للشيعة وتساهله في تصحيحها مثل : "حديث الطير"( 3) ، وحديث : "أنا مدينة العلم وعلى بابها"(4 ) ، وحديث : "النظر إلى علي عبادة"( 5) ، وغير ذلك من الأحاديث .
فهذان السببان هما من أهم الأسباب التي دعت إلى وصف الحاكم بالتشيع أو الرفض.
ويمكن مناقشة هذه الأسباب على الوجه الآتي :
1- أما موقفه من خصوم علي من الصحابة – رضي الله عنهم – فليس على إطلاقه ، وإنما هذا مختص بمعاوية – رضي الله عنه - ، وإلا فإنه قد أفرد لطلحة والزبير وعائشة –رضي الله عنهم- ، ولم ينتقصهم بحرف .
فدل هذا على أن الرجل متبع للأثر ، ولعله لم يحضره شيء من الأحاديث التي يرى أنها تصح ي فضل معاوية – رضي الله عنه - ، وإلا فإن طلحة والزبير ممن قاتلا علياً –رضي الله عنه – كما قاتله معاوية .
وهذا مثل ما حصل للنسائي ، فإن له موقفاً شبيهاً بموقف أبي عبد الله الحاكم ، فحينما سئل : لماذا لا يخرج في فضائل معاوية كما خرج في فضائل علي وسائر السحابة . قال : وأي شيء أخرج في فضائل معاوية حديث : "لا أشبع الله بطنه" ؟.
كأنه قال : لم يصح عندي من الحديث إلا هذا الحديث ، وهو ليس في فضائله ومناقبه، وإن كان بعض العلماء قد تكلف في جعل هذا الحديث يعد من مناقب معاوية-رضي الله عنه-.
ولو أخذنا من موقفه لمعاوية – رضي الله عنه – حكماً لما أمكن أن يتجاوز ووصفه بالتشيع القليل الذي كان عند طائفة من أهل السنة كما هو الحال عند متقدمي أهل الكوفة ، بل هو أحسن حالاً من كثير ممن نُسب إلى التشيع القليل من أهل السنة ، فإن أولئك كانوا يقدمون علياً على عثمان – رضي الله عنهما - ، وأما الحاكم فإنه قدم عثمان على علي ، فذكر أولاً فضائل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي – رضوان الله عليهم أجمعين - .
2- وأما بالنسبة للأحاديث التي تساهل في تصحيحها في فضائل علي –رضي الله عنه- كحديث الطير وغيره ؛ فلا يمكن أن يوصف الحاكم من خلالها بأنه رافضي .
ويمكن النظر في هذه الأحاديث من جهتين ، وهما :
أ- كما أنه تساهل في تصحيح هذه الأحاديث ، فإنه في المقابل تساهل في تصحيح أحاديث موضوعة في فضل أبي بكر وعمر وعثمان – رضوان الله عليهم -، فهذه مثلها.
بل هو متساهل في تصحيح بعض الأحاديث الموضوعة في سائر الكتاب كما سيأتي معنا إن شاء الله .
ب- بالنسبة لهذه الأحاديث التي أشتهر عن الحاكم تصحيحها كحديث الطير ، وحديث : "أنا مدينة العلم وعلى بابها" ؛ فإن الحاكم مجتهد ، وهذا الاجتهاد مع المنهج المتساهل أدّى إلى تصحيح مثل هذه الأحاديث التي صححها أئمة آخرون ، وبعضهم توقف فيها وأصابته الحيرة والدهشة من كثرة طرقها .
الكلام على بعض الأحاديث المنتقدة على الحاكم :
ونأخذ مثالاً على ذلك :
حديث الطير( 6) : الذي هو من أبرز الأحاديث التي تُكلم في الحاكم بسببها ؛ فهذا الحديث خلاصته أن أنس بن مالك – رضي الله عنه – تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له طير مشوي ، فقال عليه الصلاة والسلام : " اللهم أئتني بأحب خلقك إليك بأكل معي من هذا الطير " ، قال أنس : " فقت : اللهم اجعله امرأ من الأنصار – لأنه أنصاري – قال : فإذا بالباب يُطرق ففتحت الباب ، فإذا هو علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ، فقلت له : النبي على حاجة فانصرف ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية فقال : "اللهم أئتني بأحب خلقك إليك بأكل معي من هذا الطير " ، فقال أنس نفس مقولته . فطرق الباب فإذا هو علي –رضي الله عنه - ، فقال له أنس مثلما قال سابقاً .
وفي المرة الثالثة أو الرابعة دفع علي في صدر أنس ، ثم دخل فقال له النبي صلى الله عليه وسم " ما الذي أبطأ بك يا علي ؟ " ، فقال : يا رسول الله ، هذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يردني فيها أنس . فقال له-عليه السلام ، فقال أنس : يا رسول الله ، دعوت بدعائك الذي دعوت به فرجوت أن يكون امرأ من الأنصار . فقال له النبي الكريم – عليه السلام - : "إن الرجل قد يحب قومه " أي فعذره .
فقوله صلى الله عليه سلم : "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك" ظاهره أنه أحب من سائل الأنبياء ، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن كونه أحب من أبي بكر وعمر وعثمان ومن سائر صاحبة النبي – رضي الله عنهم أجمعين - .
فهذا الحديث هو من الأحاديث التي يتقوى بها الشيعة وأهل الرفض ، ولكن الذي حير بعض الأئمة أن هذا الحديث طرق كثير جداً عن أنس – رضي الله عنه - ، وقد صححه ابن جرير الطبري – رحمه الله – وله فيه مؤلف .
ومن احتار في هذا الحديث : الذهبي – رحمه الله – حيث قال : "وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جداً قد أفردتها في مصنف ، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل. وأما حديث : " من كنت مولاه فعلى مولاه " فله طرق جيدة وقد أفرد ذلك أيضاً بمصنف" اهـ.
ويقول ابن السبكي : "وأما الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد ، ورأيت من صاحبنا الحافظ صلاح الدين ابن كيكلدي العلائي عليه كلاماً قال فيه : إن الحق في الحديث أنه ينتهي إلى درجة الحسن أو يكون ضعيفاً يحتمل ضعفه ، فأما كونه ينتهي إلى درجة الموضوع من جميع طرقه فلا " اهـ .
والسبب في توقف الذهبي – الذي سبقت الإشارة إليه - ، وتصحيح أو تحسين بعض العلماء لهذا الحديث أن له عن أنس – رضي الله عنه – أكثر من تسعين طريقاً حيرت العلماء وأدهشتهم .
ومع هذا فبعض المتمكنين من علم الحديث كالحافظ ابن كثير – رحمه الله – ولم تؤثر فيه كثرة الطرق ولو بلغت المليون ، فإنه قد تكلم عن هذا الحديث في البداية والنهاية( 7) ، وأثبت أنه منكر وانتقد طرق الحديث كلها .
قال – رحمه الله - : "قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث، بعدما أورد طرقاً متعددة نحواً مما ذكرناه . قال : ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة عن حجاج بن يوسف وأبي عصام خالد بن عبيد" . وذكر خلقاً ممن رواه ، ثم قال بعد أن ذكر الجميع : "الجميع بضع وتسعون نفساً أقربها غرائب ضعيفة ، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة ، وغالبها طرق واهية".
ثم ذكر الحافظ ابن كثير جملة من هذه الطرق في الموضع السابق وقال : "فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك ، وكل منها فيه ضعف ومقال" .
أما بالنسبة لكلام الذهبي في تعقبه على الحاكم في المستدرك فهو جيد ، ومن جملة ما ذكره – لأن الحاكم أورده في عدة أماكن بعدة طرق – قوله : "قلت : فيه ابن عياض لا أعرفه –أي في نقده للحديث - ، ولقد كنت زماناً طويلاً أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه مستدركه ، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه ، فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء " . أي لا شيء بالنسبة لما ذكره من سائر الموضوعات .
لكن تغير اجتهاد الذهبي في حديث الطير ، فهو في تذكرة الحفاظ ذكر أنه اطلع على حديث الطير الذي انتقد الحاكم من أجله ، فقال : "وجدت له بضعاً وتسعين طريقاً" ، ثم قال بعد ذلك : "ومع ذلك فلا أنا بمثبته ولا بمعتقد بطلانه" ، أي انه متوقف فيه .
فإذا كان الأمر هكذا بالنسبة للذهبي فإننا نجد هناك طائفة من العلماء – وهم كثر -؛ كان موقفهم من هذا الحديث موقف الذي تلقاه بالقبول ، ولم يجد في متنه نكارة مما يجعله يعزف على الحكم على هذا الحديث بالصحة أو بالحسن ، ومن هؤلاء العلماء ابن جرير الطبري ، وابن جرير له مجلد في جمع طرق وألفاظ هذا الحديث .
وليس هذا هو موضع التفصيل في بيان علل هذا الحديث ، وإنما المقصود الإشارة إلى أنه مع كونه لا يصح ، إلا أنه ينبغي أن يُعذر الحاكم في تصحيحه كما عذرنا ابن جرير الطبري والعلائي والذهبي وغيرهم من العلماء .
2- وأما حديث "أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلى لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عندن ، وسائر ذلك في سائر الجنة"(8 ) .
هذا الحديث أخرجه الحاكم (9 )
من طريق شيخه محمد بن حيويه الهمذاني ( 10)، عن الدبري ، عن عبد الرزاق صاحب المصنف،عن أبيه،عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف .
قال الحاكم بعدما أخرج هذا الحديث : "هذا متن شاذ،وأن كان كذلك فأن إسحاق الدبري صدوق،وعبد الرزاق وأبوه وجده ثقات، وميناء قد أذرك النبي صلي الله عليه وسلم وسمع منه".
والحقيقة أن هذا الحديث لما أخرجه الحاكم أغاط الذهبي في تلخيصه،فعقب عليه الذهبي بالكلام الأتي:
"قلت: ما قال هذا بشر سوى الحاكم – أى الزعم بأن ميناء هذا من صاحبة النبي صلي الله عليه وسلم-وأنما هو تابعي ساقط.
قال أبو حاتم: كذب يكذب . وقال ابن معين: ليس بثقة.ولكن أظن أن هذا وضع على البري- يقصد إسحاق بن إبراهيم البري راوي مصنف عبد الرزاق وراي هذا الحديث أيضاً-؛فإن ابن حيويه متهم بالكذب".
ثم قال بعد ذلك عبارة لم يكن ينبغي له أن يطلقها في حق الحاكم –قال :" أفما اسحييت أيها المؤلف أن تورد هذه الأخلوقات من أقوال الطرقية فيما يستدرك علي الشيخين" ا هـ.
فهذا من الأحاديث التي يمكن أن يؤخذ علي الحاكم – رحمه الله – تصحيحها ، ولا نجد له عذراً ما دام أن شيخه كذاباً والراوي الأعلى لهذا الحديث كذاباً.
3- وأما حديث :" من كنت مولاه فعلي مولاه " فهو حديث صحيح ، بل متواتر ، ولا يجوز أن ينتقد الحاكم على هذا الحديث ، بل الذي ينبغي أن ينتقد هو المنتقد،ومن أراد مطالعته فليراجع تخريج الشيخ ناصر الدين الألباني- حفظه الله- لهذا الحديث(11 ).
وهذا الحديث ليس فيه أي مستمسك علي الحاكم للشيعة والرافضة؛ فعليٌ-رضي الله عنه-ينبغي أن يواليه كل مؤمن، كما ينبغي أن يوالي غيره من الصاحبة-رضي الله عنهم-.
ولو عُرف سبب ورود الحديث لزال الإشكال الذي من أجله خص النبي صلي الله عليه وسلم علياً –رضي الله عنه- بقوله هذا . وخلاصة ذلك :
أنه قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم من اليمن ، والنبي صلى الله عليه وسلم في الحج ، فاستأذن من أصحابه أن يتعجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، وقد حصل في الطريق بين اليمن ومكة بعض الأمور التي جعلت من مكان مع علي يتكلمون فيه . فبعد أن انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أحس بالكلام يدور على علي ؛ فأراد صلى الله عليه وسلم أن يسكت من يثير مثل ذلك ؛ فقال هذه المقولة .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لسبب ، وإلا فإنه صلى الله عليه وسلم ذكر أن هناك من الصحابة من هم أولياء له ، مثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من فضل للمهاجرين والأنصار ، بل إنه صلى الله عليه وسلم قال عن الأنصار : إنه "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق"( 12) .
وهذا الفضل أيضاً ورد لعلي – رضي الله عنه – كما في صحيح مسلم -، في قوله –رضي الله عنه : " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى : أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق "( 13) .
والفضل الوارد لعلي وارد أيضاً لصحابة آخرين ، بل إن فضائل الشيخين أبي بكر وعمر أكثر بكثير من فضائل علي – رضي الله عنه - .