اقتباس: Gramsci كتب/كتبت
ولكن القضية اليوم تدور مدار اهداف المحافظين الجدد في الادارة الاميركية .. وما تخططه للمنطقة .. وبالطبع هذه المخططات ستصب رأسا في صالح العدو الاسرائيلي .. بهذا .. وعليه .. ان كانت مصالح الادارة الاميركية واسرائيل تصب في خانة العداء لسوريا .. فاظن ان الواجب يقتضي بالدرجة الاولى اظهار التأييد لهذا النظام .. فيكفيه شهادة بان تعاديه اميركا واسرائيل .. ولو انني اعتقد بان هذا لا بد ان يدفع النظام لمزيد من الاصلاحات في الداخل ... ولكن هذا لن يلغي من اهمية ومسؤولية الكلمة التي تطرح .. فالاصطفاف قد حل .. والمرء بمحور خيار ...
دمتم بخير
. ولكن ما رأيته منذ الامس من بعضهم ، وكرد فعل على خطاب الرئيس الاسد مسارعة ومطالبة واحتراقا للشأن الداخلي .. وهذا مع ما يؤكده من ضرورة التغيير الذي اضم صوتي له .. ولكن الغريب هو اغماض الطرف عن السبب الرئيسي الذي دفع بالرئيس السوري الى ذلك الخطاب ... لقد تعلق الامر بمدار ملفات ثلاثة .. اظن اهمها هو الملف اللبناني .. بهذا فالشأن الداخلي غير ملغي بالاصل .. ولكن الاولوية التي تفرضها الظروف الزمكانية الان .. واشدد على عبارة الان .. هو ما طرح .. وهذا واعود للتذكير انه لا يلغي ضرورة الاصلاحات الداخلية .. ولكنني افهم بالمقابل ان اي هجمة اليوم قد تتوائم او تتلائم او تتناغم مع ما يريده الاميركي او الاسرائيلي من لبنان وسوريا اليوم .. لا يصب الا في خانة الاميركي والاسرائيلي بطريقة مباشرة او غير مباشرة .. وشئنا ام ابينا ..
انا لا اعتقد بما تقول نهائيا" فشعوب المنطقة تناضل وتطالب بالحرية والديموقراطية احترام حقوق الفرد وان يكون الشعب ومؤسساته الديموقراطية هي الحاكم والذي يحاسب الحكومات هذا منذ عشرات السنين وبناءا" على ما تقول الان ان هذه هي ماتطالب به امريكا الان فان علينا ان نتشبث بالديكتاتورية والحكم العائلي الاجرامي النفعي .
اعتقد ان هذا مجافاة لحقوق الشعوب ومطالبها فما ذنب هذه الشغوب ان كانت امريكا الان تطالب بنفس ما تطالب هي به منذ فترة طويلة اي لان امريكا تطالب بشيء علينا ان نكون ضده ونطالب بعكسه اي لو ان امريكا اكتشفت علاجا" للسرطان غدا" فان علينا ان نرفضه ونكثر من استخدامنا للمواد التي تسبب السرطان لان امريكا تحاول ايجاد علاجا" له فهو بالضرورة جيد لها وسيء لنا والعكس هو الصحيح .
هذا بالضبط ما هو موجود بالمنطقة انظمة سرطانية تتخاصم فيما بينها ولا تتفق الاّ عندما يكون الامر متعلق باضطهاد شعوبها .
فعلينا ان نبحث عن العلاج اين ما كان ولا نرفض ما كنا نطالب به لان امريكا تطالب بنفس الشيء الان .
اما مسألة كون ان المطالبة بالحرية والديموقراطية ليس وقتها الان فهنا وجه الغرابة فهل مثل هذه الاشياء هي قضايا ترفيهية استهلاكية يحين وقتها الان ولا يحين غدا" ...
اخي الكريم هذه من حقوق الشعوب واساسياتها وبدونها تنحدر هذه الشعوب من تخلف واضطهاد الى اسوأ ... اما مقول سيحين وقتها لاحقا" فهو ما تحاول هذه الانظمة العفنة تمريره بحجة هذه الهجمة الامبريالية وتنسى ان تتكلم عن هجمتها البربرية على حقوق وكرامات هذه الشعوب طيلة فترة حكمها وهي تعلم هذه الانظمة القمعية انها باستخدامها لهذا الاسلوب تعرف ان هذه الشعوب بطبيعتها تقف ضد الاخطار الخارجية بينما عندما يذهب هذا الخطر الخارجي نجد الانظمة تلحس كل كلامها ووعودها بالحرية وتمارس قمعا" لا يمكن وصفه بحق اي فرد او مجموعة تطالب به وعندهانعود ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل لانقاذنا من حكوماتنا .
هذا الدرس تكرر علينا عدة مرات لكن هل استوعبناه وفهمناه .
وهذه الانظمة وعدتنا مئات المرات وعند كل منعطف تحس به بانها ذاهبة الى حبل المشنقة تبدأ بتقديم وعودها البنفسجية للمواطنين لكن بعد ان يزال احبل من رقبتها نراها كيف تعطي الشعوب لحقوقها .
اعتقد ماقلته بان الظروف والوقت والواقع لا يسمح بما نطالب به الان هو تبرير ساذج ولا ينم عن معرفة حقيقية بتاريخ وتصرفالت هذه الانظمة .
اول الطريق لان نمنع الاخرين التلاعب بدولنا هو ان يكون الشعب المراقب والحسيب لهذه الحكومات وبعد ان نصبح هكذا ستفكر الدول الف مرة قبل المحاولة بالتدخل بشؤوننا فلم لا تفكر امريكا بالتدخل بالشؤون الداخلية لسيريلانكا او جنوب افريقيا او مالطا !!!!!
اول شيء يجب عمله هو تحرير هذا المواطن وجعل الوزير يخاف من المتسول بالشارع عندما نصل الى هذه المرحلة لا امريكا ولا اكبر منها سيجروء علينا فنحن هانت انفسنا علينا فهنــّــا على غيرنا .
واي كلام اخر عن ان الوقت يجب ان نقف صفا" واحدا" هو كلام فارغ اذ كيف يمكن الوثوق بمثل هذه الانظمة لان تسير بنا الى بر الأمان وهي سارت بنا من حفرة الى هاوية .
بالعكس ان كنا نبحث على النصر على اعدائنا فعلينا ان نقبر هذه الانظمة اولا" واخيرا" .
فهي اعدائنا وليس غيرها .