{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 1 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آدم حاتم
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
آدم حاتم
ولد آدم حاتم ( سعدون حاتم الدراجي ) في محافظة العمارة عام 1957 ، عاش حياته متشرداً منذ خروجه من العراق متنقلاً بين باريس ، تونس ، دمشق وبيروت حيث نشر معظم قصائده ومقالاته وأسهم في إصدار مجلة رصيف 81 إلى جانب رسمي أبو علي والشاعر الراحل علي فوده والشاعر وليد جمعه وآخرين . أقام في دمشق وعمل في المجلات الفلسطينية ، ثم انتقل إلى لبنان أواخر حياته لتتوقف رحلته في 17/12/1993 ودفن في مقبرة السيم في صيدا . صدرت له في بيروت بعد رحيله مجموعة شعرية يتيمة بعنوان ( لا أحد ) عام1996 عن منشورات ( كراس ) .

إحدى وعشرون قصيدة إلا أنها تشكل نصاً واحداً على الرغم من العناوين التي وضعها الشاعر والإهداءات التي تشير في بعضها إلى المهدى إليه غير أنها تحوي المضمون نفسه وبسياقٍ واحد ، وليس موت الشاعر ما يدفعنا إلى القول إن هذهِ النصوص هي قصيدة واحدة كتبها الشاعر بين عام 1957 ( عام ولادته ) وعام 1993 ( عام رحيله ) فعلى مدى سبع وخمسين صفحة تتكرر كلمة ( الموت ) 49 مرة وكلمة ( القتل ) 38 مرة و ( الدم ) 11 مرة و ( الحرب ) 9 و ( الخيانة ) 12 و ( الجنون ) 11 مرة ، إضافة إلى أن بعض المقاطع تتكرر في أكثر من موضع بالصيغة نفسها أو بإعادة تشكيل ، ولا غرابة فللشاعر هاجس واحد هو الحياة / الموت ، إنه يعيدُ تركيب يومه كل يوم وفي كل يوم يصل إلى النتيجة نفسها حيث أنه يتطلعُ إلى يومه فجراً فيراه شائخاً فيجهدُ ذاكرته في البحث عن نضارة الأيام التي مضت فلم يجد غير شيخوخة الطفولة وخيبة الأمل ولا يسعفهُ التبرير فالخيبة لا تكمن في المكان الذي يقيم عليه بل إنها تكمن في اليأس الراسخ في أعماقِ نفسهِ كإنسانٍ يبحثُ عن سرّ وجودهِ وأسبابِ شقائه :



( في المساء سكرنا حتى احمرتِ الغيوم

لا لشيء

إلا لأن الذين قتلوا هناك

كان عليهم أن يقتلوا في مكانٍ آخر )



يحاول أن يصلح علاقته مع الحياة بالمرأة لكنه سرعان ما يكتشفُ :

( كلّ امرأةٍ تقفُ ومعها أسلحة الحياة

كي تحدّ من موجِ أحلامي المندفع

نحو السماء )



والخيبةُ تكون أشدّ إيلاماً بالنسبة للشاعر حينما يهرب من الحياة إلى الشعر فيجد أن :



( الكلمات تطنُّ في ضياء عقيم

تبررُ للحمقى أسباب الزوال )



إذن ، ماذا تبقى للشاعر بعد ذلك ؟ وهو كلما ( اقتربَ من الحقيقة ، ابتعدَ عن الصواب ) فـ ( العلامةُ ضاعتْ ) و ( السرّ ملأ العالمَ صراخاً ) وليسَ له ملجأ يعود إليه فـ ( البلاد التي كلما يذكرها يشعرُ بطعمِ الدماء في فمهِ ) وهذه حياته صارت ( جدول دمٍ يذهبُ إلى فم الساحرة ) ونفسهُ ( تهومُ في معاقلِ العدم ) ولم يسلم حتى غدهُ من الخراب فهناك ( دمى تطاردُ الغدِ بفؤوسٍ أعدت للإطاحة بالجبال ) . أقولُ ماذا يتبقى للإنسان بعد هذا الخراب غير أن ( يغمس الخبز بالجنون ) أو يرى الموتَ شافياً وتصير ( المنايا أمانيا ) كما قال قبله أبو الطيب المتنبي ، فهو يخاطب الغريق بلسانِ طفلٍ مجروح البراءة :



( صديقي الغريق

أخاطبك كطفلٍ :

لا تعدْ إلى الحياة

لأنها أصبحتْ مثل

رجلٍ يضاجعُ شقيقته )



لم يرد ذكر ( العراق ) في مجموعة الشاعر الراحل آدم حاتم إلا مرة واحدة غير أننا ندرك وبسهولةٍ أن محنةَ الشاعر تكمن في هذه الحروف فقد ورد اسم العراق في قصيدة ( ورود لأحلام ديك الجن ) مختصراً بهذهِ الحروف الموت والقتل والمرأة والخيانة والدم والحرب وغيرها من الكلمات التي تكررت بكثرة في مجموعته الشعرية ، فهو يقول عن ( جثة حبيبته التي أهداها الموتُ إلى النسيان ) :



( حيثُ وجهه تحت المطر

يشبه الخيانة

بعدما كان يشبهُ العراق )



إذا أردتُ أن أقول كلمةً أخيرة فسأقول : لقد كان آدم حاتم شاعراً وشهيداً يوم غيّرَ اسمهُ من ( سعدون ) إلى ( آدم ) .





قصائد
آدم حاتم
( 1957 ـ 1993 )

مالك الحزين


هذه ثمار الفراغ

موج ذاهلٌ

يخطط للفرار

بحيرة بشالها الأزرق

تنعي ظلال الأبراج

ماذا سنفعلُ بالبحار

التي بللتْ أيدينا بالدماء

لم نقف أمام أيامنا

ننتظر الطعنة

التي تدبرها البروق

***

ما أوحشنا

أنا وأنت

على بحيرة هاجَرَ

موجها وطيورها والألق

الذي كانت عليه

***

رأيتُ بالأمس ابن آوى

يحتفلُ بعيد ميلاده الخمسين

رأيتُ الغرابَ يضحك من الحياة

والبومَ يصفق للحطام

يهدد الأقدار الجميلة

ويتلاعب برنين الذنب

***

سمعتُ اللهَ ، وهو

يهتكُ ستار النهار

يلعنُ الإنسانَ والطيورَ والبشر

سمعتهُ يقول :

ما أقسى أن يكون الكائنُ إلهاً





تضليل


رجلٌ يتبعك بهدوء

يدوّن في دفتر صغير

أخطر الساعات

أسماء من تكره

وصفات من تحب

رجلٌ يقلّب الماضي

يشير إلى نقاط القوة

في مثلث الأزمنة

تحاول تضليله :

متنكراً بين الأزقةِ والحانات

فراراً تحت النجوم والصحارى

عبر المضيقات

إلى الشمال والجنوب دفعةً واحدة

بين التلال وفي أكثر الأحلام وعورة

لتجدهُ في نهاية المطاف

متكئاً ، يدقق في دفترهِ الصغير

في أيامك القليلة القادمة





ثلاث حالات


1 ـ



بماذا تفكرُ النمور في الغابات ؟

سوى أن تطير لافتراس

الشهاب المندفع نحو العدم .



2 ـ


أخيراً ،

تذكرتِ المرايا نسيان الغريب

أعادته إلى الليل

ينظرُ بضراوة الوحوش نحو القمر

يدخّنُ حتى الفجر

يحصي : كم من الأرواح تكفي لهؤلاء القتلى ؟

ثم يجيب :

ميتٌ واحدٌ يكفي لكل أرواح القتلة .



3 ـ


رجلٌ وثلاثُ مرايا

واحدة للنهار

والثانية لمساء الشفقة

على الذين جاءوا فهشموا ثالثة المرايا .
10-27-2009, 06:17 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فيصل وزوز غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 113
الانضمام: Nov 2007
مشاركة: #2
RE: آدم حاتم
لا يكتب الجميل فقط هذا الآدم العراقي ، يكتب أيضا الذي لا ينسى ؛ فجمالياته ممزوجة بالوجع والقهر .

شكرا يا بسام ، فهذا الشاعر جدير أن يقرأ بكامل الانتباه والوعي .
10-28-2009, 08:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: آدم حاتم
" حكايات "
لطالما حكيت لي رواية من دون رواية
لطالما انتزعت القبل من أخر الحكاية
اخبرتني عن تلك الطاعة العمياء
من دون غواية

" أمان القيود "
أغلقت الشباك
فلا يراني
جارنا الوسيم
حفظتني جمدتني
في وهمك المسمي
بالأمان
صنعت من التوراة
و القرآن
ما يبرر الحرمان
يجتث نسراً من الطيران
بقيت أنت أنت
ولم تعرف شيئاً عني أنا
وعن ليالي باردة
يهلكني
الأمان
أمانكم يأكل كل ما كان
يبتز عظامي
وينحت في أيامي البكاء
أمانكم ترقد في
وحشته الدماء
والان فارت الدماء

" يا الله "
تتحدث بلسان الله
سبحان الله الذي سخر لنا
الإناث إمائنا المستسلمات
سبحان الله
الذي ترككم ترجمونا
في مصر
بكل دين
نصاري ومسلمين
موحدين
ان لا اله الا الله
وحده خالق الحياة
خالق الشمس
والنور
خالق الحرية
في الصدور
والعشق منثور بين الشفاه
يبارك هو ويعطينا الحياه
وانتم على لسانه
تلعنون كل أنثى
كل نون

" باطله انثاي إلى الأبد "
كل استداره
باطلة
كل المكاحل
باطلة
كل الأغاني
ماكرة
كل أنثي
سافرة
حتي الموسيقى
كافرة
لو لم تستكين
لو لم تسلم عقلها وقلبها
للعرافين والختانين
الكارهين للحياة
ومن أطلقنا عليهم
رجال دين
لو لم تحيط خصرها
بمائة حصن وألف كمين
والدين الناطق بالحب
نحوله الي دين من دون دين
من دون أنثى
من دون حياة
من دون حب
بارك الله دينكم
المسمى
بنصف دين
..................
" أبي بالله وفي الله "
نسيت أن تشتري لي الورود
ونبيت علي سطح البيت
نرقب القمر
وترقب جارنا
السهران في محبتي
أبي نسيت
في طوفان الحماية
أن تحبني
الحب يحرر
الحب يشفي
الحب يحمي الإناث
الحرية
تصنع الإناث
أبي في حربك
لم تترك لي فرصة
لاحبك
وأهندم حاجبيك
بملقطي
واناجي عينيك
بشَعري وشِعري
وأتلو عليك قصص الهوى
قصص رجال
تصرعهم عيوني
ويفرشون الارض
لي
بالفروالة والتفاح والرمان
والجنون
لعلِّي ابتسم
بسمتي
الفاتنة

" المحبة الباكية "
أحبك يا أبي
وليكن ما يكون
ولن أريك وجهي الآن
فوجهي بلا أقنعة تحبها
لن أحيا في جلبابك
قالت عرافتي
أنا إنسان كامل الإنفصال
إنسان حر
وحيداً وفي قلبي
يحيا الجميع

" يا بائع المزهريات العتيقة "
أوصيتك بمزهرية
في الرابع والعشرين من فبراير
القادم لترسلها لابي
أحببت يوم ميلاده
ليكن ما يكون
أرسلها وأخبره بجنون
تلك انا
جيناتك المجنونة
وحروفك الثائرة
محبتك
ثورتك الاولي
المخبأه
في قلبي


" أفيق علي أب يحاكي المزيفين "
أختار أبي أن يحاكي آباء دولة المجتمع
ما أكثر الأتقياء
من سلالة المجتمع
الكافرين بالمحبه
الكافرين بدمعي
تحدى المحبة
تحدى قَبول أنثى
تأبي أن تسير تحت عُرف
لا يعني شيئا أكثر من عرف ديك
ديكٍ أنيق
عرف أحمر للبيع
بلون دمي
أيها البائعون
الحرة لا تباع .. لا تشتري
يا أعراف المجتمع .. العدو والصديق
عُرفي أن أحيا في أمان وحرية
لا ضرر ولا ضرار
عرفي أن اختار
عرفي أن أحب النور
وأسكن بيتا تدخله الشمس
فرس جامح
نمره خمرية
تسرق الشموس
من أوطانها
لا يكفي بلد واحد لأسرق أعمق المعاني
من قلب الزمان
أجول حرة وأركض
على كل الشطآن
تحديت البشر والجان
وأهديت الجميع
عناقيد المرجان
من بستان الحرية
رحِّب بي أيها الكون
أنا آتية من بلاد تأخرت كثيراً عن الزمان
آتية رسولة عن الاناث
عن دين الحياة
عن الله
الرحيم بالعباد
الرحيم بأبي
الغارق في التعاليم
في التقويم
ابي أهديك
الحب
الحرية
ابي أهديك
أنا
الغائبة عنكم الى الأبد
والمفتقدة إياكم
ليتك رأيتني
كما خلقني الله
بكل إطلاق بكل حرية
أبي تقبَّـل مني هذه المزهرية
وذلك الغياب


from amira gamal
11-11-2009, 05:01 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS