يقول الله سبحانه وتعالى {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران129

تتعرض هذه الاية لهجوم بدعوى الهوائية فى الاحكام رغم ان هذه الاية تدل على رحمة وقدرة الله فمن اساسيات الايمان ان المذنب له عقاب والمحسن له ثواب والتوبة الصادقة تغفر الذنوب ولكن هذه اساسيات ونأتى للامور التى لا نستطيع الحكم عليها ببساطة حيث ان أفعال الانسان تتداخل فيها عدة عوامل.

نفترض ان (س) تشاجر مع (ص) وتطورت المشاجرة وقتلا بعضهما فهل تعتقدوا ان يستوى الحساب عند الله فى حالة ما إذا كان (س) قد كان يعانى من ضغط واحباط نفسى نتيجة لمرض ابنه أو أنه كان إنسان على خلق وسيرته طيبة بين الناس وبارا بوالديه ولكن (انفعال الموقف هو الذى أوصله لذلك).

مع حالته إذا كان (س) رجلا فظ غليظ القلب لا يرحم ولا يأمن الناس شروره وأيضا (انفعال الموقف هو الذى اوصله لذلك).

رغم ان كلاً منهما تشاجر وقتل وكان سيناريو الأحداث واحد ولكن أنفسهم مختلفة فهل تعتقدوا ان الحساب واحد.

إن الله يحاسب الناس بميزان محاسبتهم للبشر ولأنفسهم.

هل يستوى ظلم فرعون مع ظلم جندى من جنود فرعون.

واجمل ختام للاية هى والله غفور رحيم، إن الله يريد ان يغفر ويرحم ولكن انفسنا هى التى ستحدد هل نستوجب المغفرة والرحمة ام لا.

إننى اعتقد ان هذه الاية تزيد الانسان املا فى رحمة الله ومغفرته بأن يطهر نفسه بالمعاملة بالحسنى حتى يقول الله عند حسابه (نحن احق بهذا منه) وليس العكس.