جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الشارع الثاني في لبنان..
الشارع الثاني في لبنان..
ظن الجميع أن الشارع الوحيد في لبنان هو الذي يتجمع يوميا في ساحة "الشهدا" ليعتصم بطريقة حضارية مصغيا السمع الى حماسيات يلقيها نواب المعارضة .ساعد على تكوين هذا الرأي سلوك الحكومة السلبي البليد فقد بدت أنها مصابة بتكلس في جميع مفاصلها منذ اللحظة التي سقط فيها الحريري و لم تنفع فصاحات ناصر قنديل في أزاحة هذا اللبس,و قد تكون طريقة أستقالة عمر كرامي السريعة وقد بين فيها أنه مجرد "خروق" متهالك لا يصمد أمام الأزمات قد تكون هذه الطريقة كلبشت أيدي من يريد التحرك و أطبقت على زلاعيم من يريد الكلام ,كما أن سخونة دماء الحريري بردت دماء الموالاة فخرقت في سبات الصمت.
يبدو أن المولاة قد لملمت نفسها و أفصح عن ذلك "نجمها" نصر الله صفير و قرر في رد على تجييش المعارضة للشارع أن يجيش شارعه الخاص و ندعي أن له شارعا لا يقل حضورا و موالاة من الشارع الآخر و فيما يبدو أن الساحة لا تتسع لشارعين فعض الأصابع سيبأ فورا و سيفوز طبعا من له "جلادة" أكثر.و هذه الخطوة قد تجر أتهامات الى سورية و الى حزب الله بافتعال الفتنه . و هو أتهام له ما يبرره و خاصة بعد أن صمت هذا الشارع صمت الأموات و أنبعاثة بعد خطاب الأسد يثير ألف سؤال.
تحريك الشوارع بهذه الطريقة تذكر بمسرح العرائس أو صندوق الفرجة الذي يتحرك فيه "كراكوز و عيواظ" حسب أرادة اصابع من يمسك خيوطهما, و لا ننسى أن الحديث يتم هنا عن شوارع مؤهلة للقيام بثورات برتقالية تغير معالم دولة , و لكن و الحالة التي تنطبق على الشارع هي "تحريك" و ليس "حركة" و المنطق الميكانيكي يعزو التحريك الى قوى خارجة عن الجسم,مما يجعلنا نحول التسمية من ثورة البرتقال الى ثورة الباذنجان ليس أستخفافا بالبذنجان و لكن سموا بالبرتقال.
الشارع "الرئيسي" الذي تحرك في بادىء الأمر لم تكن في حركته أسبابا لبناية بقدر ما كان فيها أسبابا سورية ,و انتظر "تحريض" قادة المعارضة التي برمجت الأمر و قررت أن تكون حركته مشابهة "لسوفت وير" خال من الفيروسات . الشارع نفسة كان موجودا بكامل قيافته و معه كل أرتال قادة المعارضة و لكن الأمر لم يتحول الى هم "شوارعي" ألا بعد أن تربعت سوريا مقعدها في بؤرة التركيز الأمريكيه.
نعترف بأن الشارع بحاجة الى شرارة بدء لينطلق و لكن في حالتنا لم تكن "شرارة" بقدر ما كانت "أشارة" و لكلا الشارعين مما يوحي أن الشحنات التي يحملها كل شارع ليست وطنية خالصة و لو توشحت بالعلم ذي الأرزة.لأن عملية فرز طائفية صغيرة ستنبأك بهوى كل شارع.
الأن و قد تأبط كل "بطل حرب" سابق" زقاقه" و مشى يستعرض هتافاته بشكل تلفزيوني,فليس من المضمون أن يبقى التجمهر السلمي سلميا و هو حافظ على سلميته لأنه كان ذو لون واحد و حواراته كانت أشبه بمناجاة حالمة , و سيتحول الآن الوجود الشارعي الى خليط متعدد الألوان و قد يسمع المعتصم سلميا ما لا يريده فما هو الضامن للأستمرار في المسالمة.و ليس من المعقول أن يقبل نصر الله بأقل من نزول أعلامة الصفراء الى الشارع أسوة باللآخرين و علامة لوجودة و تلويحا بها للسوري الذي يتهيأ للمغادرة.
قبول الشارع أن يكون مصادرا الى هذه الدرجة ترفع درجة الشك بعفويته و من كلا الجانبين و تعطيك مؤشرات لمدى لنفوذ "ملوك الطوائف",و لن يتوانى ملك من هؤلاء أن يستخدم ما يملك في المحافظه على ما يملك و خاصة و بعد خطاب بشار الأسد الناجح أن بعضهم بدأ يتكلم كأمريكا و بعضهم كفرنسا و البعض الآخر كالسعودية و أخرون حافظوا على أفتتاحيات صحيفة البعث السورية.و لن ننسى أن في مثل هذه التقسيمة أو شبيهة بها بدأت أحداث عين الرمانة.
|
|
03-07-2005, 12:56 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}