عن جسور للترجمة:
قمنا بترجمة مقال حديث عن علاقة الإيمان بالجينات :) :
http://www.josor.net/article_details.php?t...sid=203&catid=8
لماذا نحن بحاجة للإيمان؟
"جسور21 للترجمة"
في أمريكا، يلاحق العلم الجينة الإلهية. وفي فرنسا فإن عمل السحرة يزدهر ؛ في كل مكان فإن الظاهرة الدينية تعود بقوة. فماذا لو كان الإيمان ملتصقاً بأجسادنا؟
العلم والشيوعية لم تنهِ الديانات ولا العقائد والخرافات من قلب الإنسان. ففي عام 2005 فإن اللاعقلانية تحرز انتصارات وتبرز أكثر من ذي قبل وتحقق مكاسب جديدة.
ففي الولايات المتحدة – القوة العالمية الأولى – قام المواطنون بانتخاب رئيس متدين والذي يؤكد بأنه يأخذ تعاليمه وأوامره من الله مباشرة. والنجوم العالميون يستخدمون شهرتهم للدعاية لاعتقاداتهم الشخصية. رؤساء شركات جدية يختارون موظفيهم بحسب أبراجهم الفلكية أو خطوط اليد.
عندما تصبح الحياة أكثر تعقيداً، وعندما تكون المرجعيات متحولة متبدلة، فإننا كثيراً ما نُطمئن أنفسنا بوضعها بين يدي سلطة عليا ، كالله أو حتى توقعات التنجيم والأبراج.
الأسباب المنطقية للإيمان بقوى عليا عديدة لا تحصى، فالأديان والخرافات تسمح للإنسان بمواجهة الموت، وتفسير الحياة وفهم العالم كما أنها تقدم معنى لوجودنا ...
منذ ثلاثة قرون والفلسفة، العلم ، والطب النفسي يشنون حرباً لا هوادة فيها على اللاعقلانية. فداروين ونظرية التطور أسقطوا الرواية التقليدية للكتب المقدسة حول الخلق.
ونيتشة اعتبر أنه تم اختراع "الله" لإخضاع البشر واستخدم كحجة لتبرير ضعفه وخنوعه.
أما فرويد فلقد شبه الدين بنوع من "العصاب العالمي" ستتخلص منه البشرية خلال تطورها.... لكن النظريات تمر والله بقي صامداً. عدم وجود الله يبقى غير قابل للبرهنة كوجوده تماماًً. وخيال الإنسان يحاول التعلق بأي إشارة للاستمرار بالإيمان بـ "شيء ما"، أياً كان اسمه أو تعريفه. وفيزيائيو الفضاء أنفسهم وبعد اختراعهم للـ "بيغ بانغ" (الانفجار الكوني) يتساءلون حالياً حول ما قبله. وحول هذه الصدفة العظيمة التي سمحت لكوننا بالوجود.
علماء "الجينات" والذين وجدوا بالـ
"DNA" البديل المثالي للمهندس العظيم، صار عليهم تفسير كيفية برمجة هذا المهندس ومن قبل من؟ "اطردوا الله من الباب ، سيعود من النافذة" ؛ كما يقول المثل ...
الإنسان سيتسمر بالإيمان طالماً لم يفهم كل شيء بهذا الكون وفك كل ألغازه وأسراره .. باختصار ما دام لم يصبح هو نفسه : "العليم".
هل الله في جيناتنا ؟
فضيحة في أمريكا : باحث علمي يزعم أنه عثر على آثار الإيمان في ميراثنا الجيني. فهل الاعتقاد بقوى عليا ما هو إلا نتيجة نجمت عن التطور؟
الإنسان ربما يحتوي على الإيمان في جسده وبالمعنى الحرفي للكلمة : "قدرة الإنسان على الشعور بشكل شخصي بـتجارب ’ما وراء طبيعية‘ يبدو أن له علاقة مباشرة مع أس واحد لأحد الجينات". على الأقل هذا ما يؤكده عالم البيولوجيا الأمريكي "دان هامير" .
بكلمات أخرى : كل إنسان حامل لهذا "الجزء الجيني" ستكون لديه القابلية الكيميائية للإيمان.
ويتابع الباحث : "يسوع، محمد وبوذا والذين يتشاركون بخضوعهم لتجارب روحانية تشويهات للوعي، كانوا بلا شك يحملون في خريطتهم الجينية نوعاً (معدلاً) من هذا الأس الجيني" ، ولا عزاء للروح الإنسانية والتي تجد نفسها والحال هذه تهبط لمنزلة "مجرد طابع فيزيائي" !
قديماً مثل هذه "الهرطقة" كان يمكن لها أن تؤدي للمحرقة. أما اليوم فإن هذا "الاكتشاف" يتصدر الصفحة الأولى للمجلة الجدية الأمريكية
Time في عدد (29/11/2004)
"دان هامير" وضمن عمله كباحث في المعهد القومي للسرطان ؛ خطرت له فكرة تفصيل نتائجه التي حصل عليها خلال تجربة حول شخصية 1000 مدخن ضمن دراسة حول الإدمان على التدخين.
جزء من هذا الاستطلاع كان معداً لقياس ثلاثة جوانب متعلقة بالروحانية: نسيان الذات (أي القدرة على الانغماس الكامل في تجربة روحية) ، التمثل ما فوق الذاتي (أي القدرة على الإحساس بتناغم مع المحيط) ، والصوفية (أي سهولة قبول الظواهر التي لا يمكن إثباتها؛ كحقيقة واقعية).
بالنسبة للأديان، فإنه لا يمكن اختصار الإيمان بمجرد عملية كيميائية.
من خلال هذه العناصر، فإن "دان هامير" بعد تحوله عن الهدف الرئيسي للتجربة قام بمقارنة الميراث الجيني للأشخاص المتميزين بتوجه ديني حاد، مع الأشخاص الأقل روحانية. ومن خلال تركيز دراسته على تسع جينات معروفة بدورها الأساسي بإنتاج الـ "مونوأمينات" (التي تنظم المزاج وعدة جوانب للسلوك الإنساني) ، فلقد اكتشف عالم البيولوجيا أن أحدها (الـ
VMTA2 الناقل الغددي للـ"مونوأمينات") يحمل "جزءاً متحولاً"[Variation] لا يتواجد إلا عند الأشخاص الأكثر روحانية، "دان هامير" لم يكن ينتظر أكثر من ذلك. واعتماداً على هذه "الصدفة" قام فوراً بنشر كتاب بعنوان "جينة الله: كيف أن الإيمان مبرمج في أحد جيناتنا" والذي لاقى صدىً ونجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة الأمريكية.
بالنسبة للبوذيين فإن الروحانية تنتقل وراثياً
كما كان متوقعاً فإن الديانات الكبرى اعترضت بصوتٍ عالٍ : لا يمكن اختصار الإيمان بعملية كيميائية . رغم ذلك فإن البوذية تشكل استثناءً.
مازجةً التطور بالتقمص فإن البوذية "تقبل بوجود جينة معينة تحدد شخصيتنا الدينية والتي تنتقل من حياتنا السابقة وليس من آبائنا " كما يشرح الخبير بالبوذية في جامعة كولومبيا في نيويورك "روبيرت تورمان"؛
هذه الجينة التي تنتقل إذاً من حياة لأخرى "تحدد تصورنا للعالم وتفتحنا الفكري وكرم شخصيتنا".
عدة علماء يعترضون من ناحيتهم على نتائج "دان هامير" . فإذا كنا نعتبر أن طابع إنساني ثانوي يحدده عدة جينات فما بالك بعملية معقدة كالإيمان بالله إذ يبدو من الأولى أن يتحكم بها ويحددها عدة مئات بل الآلاف من الجينات.
نقطة أخرى تُؤخذ على "هامير" وهي أنه زعم سابقاً اكتشافه عام 1993 للجين الخاص بالمثلية الجنسية لدى الذكور ، والذي تم رفضه بشكل تام من قبل العلماء.
أن يكون الجزء الجيني المكتشف من قبل "هامير" أصل الإيمان بالله أو لا يكون، فإن سؤالاً يبقى معلقاً:
هل الإيمان بقوى عليا يمكن أن يكون نتيجة للتطور باعتبار أنه يشكل ميزة لبقاء النوع؟
إن العقائد المشتركة تسمح للبشر بالتجمع ضمن جماعات،كما تسمح لهم بأن يكونوا أكثر قوة وحماية. البشر الأكثر "روحانية" ينظمون حياتهم ضمن قواعد أخلاقية : هناك احتمال أقل بأن يعانوا من الفوضى، ومن الجريمة.
بشكل آخر، فإن "الإيمان" يُشكل ميزة نوعية للبقاء في الظروف الصعبة لحياتنا. الــ"حاجة لله" يبدو أنها ظهرت بهذه الحالة بشكل مستقل عن وجود أو عدم وجود الله.
ملحق 1 – أرقام وإحصائيات
في يوم
08/08/08 وفي الساعة الثامنة صباحاً ستبدأ الألعاب الأولمبية في بكين. الجمهورية الشعبية اختارت هذا التاريخ وهذه الساعة لأن الرقم 8 هو رقم حظ في الصين.
58%
28000 دولار، هو سعر سندويشة (كروك ميسيو) التي بيعت على الانترنيت، وذلك لأنه يمكن أن نرى وجه العذراء مريم عليها.
86% من سكان العالم هم من المؤمنين : 2 مليار من المسيحيين، 1.3 مليار مسلم و 900 مليون هندوسي ...
1.5 للعلماء الذين يقومون ببحوث يمكن أن ينتج عنها تأكيد وجود الله.
37%
ملحق 2 – العلم في ملاحقة \"الإلهي\"/ مراجع
1- من خلال ملاحظة التدفق الدموي في المخ لدى الرهبان البوذيين فإن علماء الأعصاب (النورولوجيين) الأمريكيين "نيوبيرغ" و "داكيلي" (كتاب لماذ الله لن يختفي) أثبتوا وجود تباطؤ بنشاط الفص الجداري العلوي والذي يسمح خصوصاً للإنسان بالتوازن ومعرفة الجهات بالعالم الخارجي وتفرقة الحدود بين الذات والعالم، إنعدام هذه الحدود يتماثل مع ما يحدث في التجارب الروحية الصوفية.
2- من خلال عمله مع التيبيتيين فإن الفرنسي "أنطوان لوتز" الباحث في جامعة "ويسكونسين" قام بترجمة إشارات الـ
"électroencéphalogrammes" وعزل التوقيعات الإلكترونية في حالة الصلاة والتأمل الديني، وجد نشاطاً مرتفعاً بشكل غير طبيعي للذبذبات من نوع "غاما" والتي نلاحظها خصوصاً في عمليات الانتباه والتعلم.
3- عالم الأنتروبولجيا الفرنسي "باسكال بوييه" يؤكد من ناحيته أن عالمية المواضيع الدينية محدد بأنظمة مخية خاصة موجودة بشكل مسبق وتهدف لزيادة التعاون وجمع المعلومات. وكلما كانت الديانة متناسبة مع هذه الأنظمة كلما زاد حظها بالانتشار كنوع من "الوباء العقلي" (كتاب : والإنسان خلق الآلهة).
4- في كندا، فإن عالم الأعصاب "مايكل بيرسينجر" يؤكد اعتماداً على التجربة إن هناك علاقة بين الظواهر الإلكترونية في المخ وبين التجارب الروحية. عليه فإن هداية القديس بولس يمكن شرحها من خلال أزمة عصبية حدثت له. بعض المشعوذين استغلوا هذه الأبحاث ليبيعوا بسعر مقداره 225 دولار جهازاً كهرومغناطيسياً يوضع علىالرأس يُفترض بأنه يضمن المرور بتجربة "إلهية".
5- العالم "كريستيان دو دوف" الحاصل على جائزة نوبل وجد الخلاصة والكلمة الأخيرة:
"لقد تضاعف عدد النيرونات لدى البشر ثلاث مرات خلال مليوني سنة، تصوروا الآن أن يتضاعف هذا العدد مرة أخرى : إن هذا قادر على خلق جهاز للفهم ولتصور الأشياء التي لا يمكننا اليوم تخيلها أو الإلمام بها.
أعتقد بأن التطور سينتهي لأشخاص ولعقول ستقترب بشكل أكبر مما أطلق عليه ’الحقيقة النهائية‘ ".
_______________________________
عن مجلة ça m’intéresse الفرنسية لعدد شباط/فبراير 2005.