بداية فالأزمة بين مصر والجزائر تبدو للكثيرين على إنها هيافة وقلة عقل والموضوع لايستحق كل هذا الضجيج ولكن من وجهة نظرى أن المسألة تشبه نشوب النار فى بيت بسبب عقب سيجارة .... عقب السيجارة شئ تافه و لكنه فى النهاية تسبب فى إشعال حريق ببيت وتدميره وليس من العقل أو الحكمة أن أقول أنه نتيجة لكون سبب الحريق شئ تافه فيجب على أن أتجاهل الأمر كله!
الأمر ليس متعلقا بمصر
................................
يخطئ من يظن أن ماحدث هو شئ متعلق بمصر تحديدا وناتج عن كراهية خاصة لها ولكن ماحدث هو مثال كلاسيكى على نوعية العلاقات العربية- العربية وهناك العديد من الأمثلة والمواقف التى تؤيد وجهة نظرى وسأورد فقط الأمثلة والمواقف التى طرأت على ذهنى ساعة كتابة تلك السطور:
- بالنسبة للأمثلة وبعد إستبعاد مصر من الصورة لدينا الخلاف العراقى الكويتى وماأل إليه ولدينا الخلاف بين البعث العراقى والبعث السورى ولدينا الخلافات بين سوريا وكل من لبنان ومنظمة التحرير والأردن ولدينا الخلاف بين الأردن ومنظمة التحرير والخلاف الجزائرى المغربى والخلاف السعودى الليبى ولو أضفنا مصر فالقائمة ستطول كثيرا وكلها أمثلة أستخدمت فيها أبشع وأحط الكلمات والعبارات لوصم المخالف.
-بالنسبة للمواقف والتى تصلح كأيقونات لتجسيد العلاقات العربية الثنائية فهناك مشهد مصطفى طلاس وهو يردح لياسر عرفات ومشهد القذافى وهو يردح لعبد الله ملك السعودية فى أحد مؤتمرات القمة وغيرها الكثير من المشاهد التى قام ببطولتها ومشهد أخرس ياقرد بطولة طه ياسين رمضان وقمة الأطباق الطائرة بين صدام والأسد وغيرها الكثير من المواقف وخلاصة ماأردت قوله هو أن المتأمل للعلاقات العربية الثنائية سيكتشف وبدون أن يجهد ذهنه كثيرا أن الأسلوب فى التعامل مع مصر عند الإختلاف لايختلف عن أسلوب باقى الدول العربية فى تعاملها مع بعضها البعض وبالتالى فماحدث بين مصر والجزائر ليس به جديد تحت الشمس ولكن كما قلت مثال كلاسيكى على أسلوب إدارة العلاقات العربية الثنائية وبالذات فى حالة الخلاف.
بالنسبة لمصر فهناك الحقيقة نقاط رئيسية أحب أن أستفيض حولها قليلا وهى على الترتيب
-نوعية الشتائم التى توجه لمصر
-رد فعل مصر على تلك الشتائم
سأبدأ أولا بنوعية الشتائم التى توجه لمصر وهى تتلخص فى ثلاث محاور رئيسية
1-شتائم بقولية تتعلق بعادات المصريين الغذائية وأكلاتهم الشعبية الشهيرة.
2- شتائم جنسية تتعلق بالمرأة المصرية وسلوكها.
3- شتائم سياسية- خيانة, عمالة, إنبطاح, تأمر إلخ إلخ إلخ-
وسأبدأ بعون الله وتوفيقه بالشتائم البقولية
لاأعرف تحديدا ماهى مشكلة كثير من الشعوب العربية مع الفول ولماذا يعتبرون تناول الفول مسبة? هل لإنخفاض القيمة الغذائية للفول? من المعروف أن الفول يحتوى على نسبة كبيرة من البروتينات النباتية كما أنه يمكن إستخدامه كمكون أساسى فى العديد من الأكلات اللذيذة والشهية كالطعمية والبصارة بل ويمكن صناعة شوربة منه كما فى حالة الفول النابت و الفول الحراتى الذى يمكن إستخدامه كأداة للتسلية كاللب تماما بل وله وظيفة تعليمية مهمة يغفل عنها الكثيرون وهى إستخدامه لتعليم العد للأطفال عند إلتحاقهم بالمدرسة حيث أتذكر أنه كان معى جراب به حبات فول أستخدمه فى حصة الحساب وأهو منها تعليم وتغذية فى نفس الوقت ولو نفسنت من أى زميل لك ترزعه بفولة فى دماغه ,أما المفارقة فى الأمر فهى حقيقة أن كل الشعوب العربية وبدون إستثناء تأكل الفول وبنهم شديد...... أنا شخصيا أشترى فول معلب لماركة إسمها Taza وهى تنتج فولا بخلطات متعددة كالخلطة المصرية أو اللبنانية أو الفلسطينية أو السعودية إلخ وكثير من المطاعم العربية بأمريكا والمملوكة لغير المصريين تقدم الفول والطعمية على قوائمها وهناك مطعم شهير فى أقصى الجنوب من مدينة مانهاتن الباسلة أعتقد أن إسمه الأقصر مملوك لشخص سورى لايقدم سوى سندوتشات الطعمية ورغم أن المحل مساحته صغيرة جدا لاتتجاوز 6 متر مربع على أقصى تقدير إلا أنه وبسبب هذا المحل دائما ماتجد إختناقات مرورية وتجمعات بشرية هائلة وطوابير لانهائية تتلوى كالثعبان وقوات أمن مركزى وأحداث شغب من كثافة الضغط عليه وبالذات أثناء الأجازة الأسبوعية ولهذا فأنا بالفعل لاأفهم الحكمة من إستخدام الفول كمسبة للمصريين?!
الأمر بالإضافة لإنحطاطه ودناءته يدل على الإفتقار إلى الإبداع فى الشتيمة والسب وغباء الشاتم .... هل من المعقول أن أشتم فلبينيا بالأرز أو ألمانيا بالبطاطس? حتى فى الشتيمة فاشلين!!
الأمر لم يقتصر على الفول ولكن كل فترة تظهر إضافات أخرى كالكشرى والملوخية وكلها بالفعل من أيقونات المطبخ المصرى التى يفتخر كل مصرى أصيل بها ونالت إستحسانا كبيرا لدى الشعوب المحترمة التى تحترم ثقافة الأخرين كما أنى حقيقة لاأعرف شعبا يسب شعبا أخر بأكلاته إلا فى المنطقة القذرة التى نحيا بها وهذا إن دل على شئ فيدل على مدى الإنحطاط والتفاهة التى تعانى منها تلك الشعوب.
بالنسبة للشتائم الجنسية التى تتعلق بالمرأة المصرية وسلوكها.
هذه الشتائم لها بالفعل تأثير سلبى على مصر لأنها بتدفع الشعب المصرى لأن يكون أكثر إنغلاقا وتحفظا بدلا من أن يكون أكثر إنفتاحا وليبرالية....... نعم لدينا فنانات أعتبرهم رموزا لمصر وأفتخر بهم ونعم لدينا راقصات محترفات يمتعوننا بفنهم الجميل ويخففون عنا كارثة التواجد بمنطقة جغرافية واحدة معكم وتحلمون بتقبيل أقدامهن وطالما أستمنيتم عليهن وبعد أن تنتهوا من الإستمناء تسبوننا بهم!!
لاأعرف تحديدا ماهى مشكلة شعب النكرة بو تفشيخة مع جميلة الجميلات ليلى علوى? فجميلة الجميلات ليس مشهورا عنها أداء أدوار الإغراء حتى يستخدمها ذوى العقد الجنسية المزمنة لسبنا بها ولو لديهم عقل لأستخدموا هند رستم أو ناهد شريف من جيل الرواد أو الصاروخ البشرى العابر للقارات دينا-حفظها الله- من المعاصرات خاصة بعد ملحمتها الخالدة مع حسام أبو الفتوح والتى تعتبر بالإضافة للأعمال الكاملة لخالد الذكر برسوم الزبرتجى إرهاصات بداية صناعة بورنو بمصر وهو شئ ناديت به هنا فى المنتدى وأتمنى أن أراه قبل أن أموت........مصر ليست مدنا للملح كمدنكم ولن تكون أبدا مدنا للملح وسنظل نغنى ونرقص ونطلق النكات ونضحك وننتج فنا وثقافة ونسكر ونعربد ونعمل أحلى حمامات ونحتفى بالحياة كما تحتفون بالموت كما أنه لو بدأنا بالحديث عن الدعارة والعهر فكل دولة تعرف جيدا ما لديها وسأكتفى بهذا القدر حتى لاندخل فى مهاترات والحدق يفهم ولكن ككلمة أخيرة دولة كأمريكا ممكن تجيب فيها واحدة أمريكية بخمسة دولار تديك blow job على السريع فى العربية تهدى بيه أعصابك ولايعيبها هذا فى شئ وهاهى دولة عظمى وأغنى دولة فى العالم!
نييجى بقى للشتائم السياسية وهذه بالذات لى معها تاريخ طويل ومعقد ففى هوجة الإنفتاح الإقتصادى والتى واكبت زيارة السادات لإسرائيل تم الإستغناء عن الراديو القديم ببيتنا والذى كان قطعة موبيليا أكثر منه جهاز كهربائى براديو حديث قادر على إلتقاط الكثير من الإذاعات الأجنبية بالإضافة للإذاعات المحلية والحقيقة فكرة الإستماع لإذاعات غير مصرية أستهوتنى بشدة لأنها كانت تمثل بالنسبة لى تمرد على سلطة الدولة بأسلوب حضارى وكسر للحصار الإعلامى الذى تفرضه على وبجانب هيئة الإذاعة البريطانية ومونت كارلو وصوت موسكو كنت أستطيع إلتقاط إذاعات سوريا وليبيا بسهولة فبدأت فى متابعتهم لمعرفة مايدور هناك -وياليتنى مافعلت- والحقيقة مررت بمراحل نفسية معقدة كالتى يمر بها من يفقد عزيزا لديه وهى على سبيل الإختصار تبدأ بالصدمة والإنكار وتنتهى بقبول الأمر الواقع والتعايش معه بل وتعديت ذلك إلى تبلد الإحساس واللامبالاة الشديدة مع فقدان كلمات كالخيانة والعمالة أى معنى أو مدلول لها بل أنها وبدون أدنى مبالغة كلما ذكرت أمامى حتى اليوم أنفجر ضاحكا وأتذكر تلك الأيام الخوالى ولذلك فأنا هنا من المصريين القلائل الذين لم يذكروا قناة الجزيرة بسوء ليس لإعجابى بها ولكن وكما يقول المثل ياما دقت على الراس طبول وماتفعله الجزيرة اليوم يعتبر بالفعل لعب عيال وخربشة كتاكيت يستحيل أن تؤثر فى شخص منعدم الإحساس والشعور مثلى بفضل التدريب المكثف الذى تلقيته على يد الإذاعتين السورية والليبية.
بعد خروجى بسلام من تلك المحنة بدأت أسأل نفسى, ألا يوجد بتلك الدول أى شئ أخر يتحدثون عنه سوى شتم مصر? ولو على سبيل التغيير وكسر الملل والروتين اليومى!!واحد زى القذافى كان بيفكرنى بعم شكشك بتاع بوجى وطمطم.... طول النهار واقف فى الشباك لاشغلة ولامشغلة سوى متابعة الرايح والجاى ودس أنفه فى شئون جيرانه حتى الخاص منها وعم القذافى جاب كرسى وقعد لمصر فى البلكونة ونسى تماما أنه رئيس لدولة أخرى تسمى ليبيا عليه أن يهتم بشئونها وبعد كده لو تبقى عنده وقت فراغ يطلع فى البلكونة لمتابعة مصر والتدخل فى شئونها كما يحلو له وعلى رأى المثل اللى يلزم البيت يحرم على الجامع!
يستكمل فيما بعد
ملحوظة عابرة
أسعدنى اليوم تعبير قاله لى شخص من المغرب العربى وهو "مصر أطفأت فرحة التأهل للمونديال فى قلوب الجزائريين"
والمقطع ده bonus عقبال ماأرجع لبو تفشيخة
http://www.youtube.com/watch?v=QPrbk3jF0RQ&feature=channel