فنان فرنسي : الصهيونية تستعبدنا
عبد الله بن عالي-باريس
قال الفنان الساخر ديودوني مبالا مبالا إن السبب الرئيسي في ترشحه للانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها غدا الأحد بفرنسا على رأس قائمة انتخابية تسمي القائمة المعادية للصهيونية، هو رغبته في تحرير بلاده مما أسماه استعباد اللوبي الصهيوني الذي حولها إلى "رهينة لدى مافيا عنصرية بغيضة".
وأشاد السياسي الفرنسي البالغ (43 سنة) في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت بالمقاومة العربية لإسرائيل، واعتبرها مصدر الهام ومبعث أمل له ولكل الشعوب المضطهدة بالعالم خاصة أفريقيا.
يقول ديودوني إن إعلان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان منذ أسابيع، عن رغبة الحكومة المحلية في منع "القائمة المعادية للصهيونية" بدعوى أنها معادية للسامية، عكس حرص الرئيس نيكولا ساركوزي على الحفاظ على "رضا اللوبي الصهيوني" الذي استشاط أعضاؤه غضبا لما علموا أن قائمة انتخابية فرنسية ستتبنى مناهضة الصهيونية شعارا رئيسيا لها.
وشدد الفنان الفرنسي على أن تلك الأوساط اعتبرت الأمر "سابقة خطيرة يجب إجهاضها". كما فسر فشل مساعي السلطات بكونها لم تحصل على أية ثغرة قانونية أو أي دليل يجرم قائمته التي تجمع مسلمين ومسيحيين ويهودا مناهضين للصهيونية.
وأوضح ديودوني الذي دخل معترك السياسة منذ 1997 أن هدف ترشحه تحت شعار معادة الصهيونية هو السعي إلى تحرير فرنسا من "استعباد اللوبي الصهيوني" معتبرا أن "نسبة كبيرة من الفرنسيين تعتقد اليوم أن سيطرة هذا اللوبي تشكل تهديدا لتساوي الفرص، وتقوض قيم العدالة والإنصاف في البلاد".
وأضاف "النظام القائم في فرنسا أضحى قائما على الكيل بمكيالين" موضحا أن المرء "يتمتع بكافة حقوق المواطنة حينما يكون منسجما مع اللوبي الصهيوني" في وقت نجد فيه أن "كل السياسيين أو الصحفيين أو الفنانين الذين عبروا عن مواقف مغايرة كانوا عرضة للحصار والمضايقة".
كشف الفنان الساخر الذي تعرض لحملات إعلامية ومتابعات قضائية متكررة بسبب اتهامه بمعاداة السامية، أن الأوساط الصهيونية الفرنسية التي "تريد احتكار ذاكرة المعاناة والألم" تحاربه لأنه دأب على "التذكير بالظلم التاريخي الشنيع الذي تعرض له السود والتركيز على الدور الأساسي الذي لعبه النخاسون اليهود في تجارة الرقيق" الذين كانوا يجلبون من أفريقيا ليباعوا بأسواق أوروبا وأميركا.
وعن تقاربه المثير للجدل مع حزب الجبهة الشعبية الذي يتزعمه اليميني المتطرف جان ماري لوبين، قال ديودوني إنه يلتقي مع قائد ذلك التنظيم في عدائه للصهيونية وكرهه للأحزاب التقليدية اليمينية واليسارية المحلية "الخاضعة للوبي الصهيوني" مؤكدا أنه لا يزال بعيدا كل البعد من مواقف لوبين المناهضة للهجرة والمهاجرين.
وأبدى الفنان ذو الأصول الأفريقية إعجابه بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية لما أسماه المشروع الصهيوني، ووصف إسرائيل بأنها "الكيان الأكثر عنصرية في تاريخ البشرية". وخلص إلى أن الصمود "الأسطوري" للفلسطينيين يعد مصدر اعتزاز ومبعث أمل وإلهام بالنسبة له ولكل الشعوب المضطهدة في العالم.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BD382...A3E516.htm