مع احترامنا للأستاذ بهجت، إلا أن هناك رؤى أخرى
الطهر الستاليني
فؤاد النمري
ليس بقليل من الإهتمام أتابع كتابات السيد مازن كم الماز في الحوار المتمدن، فهو يبذل دائماً جهداً مميزاً في التنقيب عن وثائق الفوضويين (Anarchists) التي تعارض مشروع لينين وتدين التجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي. ولست أكره منه ذلك على الرغم من كراهيتي لكل الذين يهاجمون الإتحاد السوفياتي من منطلقات بورجوازية وضيعة والفوضويون ليسوا استثناء. نعم، لست أكره منه ذلك لأنه الحالة الإستثنائية الخاصة جداً فهو الفوضوي الأول الذي أقرؤه في حياتي السياسية الطويلة ـ السيد مازن يكره ترجمة المفردة(Anarchy) إلى العربية ويصر على استخدام لفظ (الأناركي) العربي الذي يعني الفوضوي تحديداً. وهنا أود أن أعبر عن شكري وامتناني العميقين للسيد كم الماز لأنه زودنا بوثيقة تاريخية لا شبهة فيها تطهر ستالين من كل ما نسب إليه أعوان الرجعية ومأجورو الرأسمالية الإمبريالية من جرائم بقصد تشويه الإشتراكية أولاً قبل ستالين ـ وهو الفخ الذي وقع فيه معظم الذين يخطبون خطاباً معادياً لستالين وأولهم سيء الذكر نيكيتا خروشتشوف ـ لأنه ليس ثمة من اشتراكية في تاريخ البشرية غير تلك التي بناها ستالين في الإتحاد السوفياتي. أشكره مع علمي بأن الماز ما ترجم الوثيقة ونشرها إلا بقصد تشويه صورة ستالين، غير أن الرمية لا تأتي دائماً على قدر هوى الرامي. هذه الوثيقة التي كتبها ستالين في العاشر من يناير كانون الثاني 1939 تثبت بصورة قاطعة الطهر الستاليني، طهر البلاشفة، قادة أول دولة للعمال في التاريخ، ومثالهم جوزيف ستالين الذي كرّس كل حياته بكل تفاصيلها وبكل أيامها وحتى ساعاتها ودقائقها من أجل الثورة الإشتراكية والدفاع عن مشروع لينين الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي.
تشير الوثيقة إلى أن اللجان الحزبية والإدارية في المقاطعات قد أدانت المسئولين عن الأمن في استخدام التعذيب الجسدي للمتهمين في السجون. لكن ستالين عارض مثل هذه الإدانة المطلقة، كما تنص الوثيقة، مشيراً إلى أن اللجنة المركزية لمفوضية الشعب كانت قد أجازت التعذيب الجسدي في العام 1937، في حالات خاصة ضد أعداء الشعب فقط. ويسمي ستالين في الوثيقة الضباط الذين استخدموا التعذيب الجسدي بغير مبرر مؤكداً أنهم نالوا جزاء ما اقترفوا وعوقبوا بما يستحقون.
ما فات السيد مازن كم الماز أن يلاحظه يتمثل في الحقائق التي استبطنتها الوثيقة وأكدت عكس ما استهدفه الماز وهي..
أولاً ـ أن التعذيب الجسدي كان محرماً في الإتحاد السوفياتي لأي سبب من الأسباب قبل العام 1937 ولذلك لم تتردد اللجان الحزبية والإدارية في الأقاليم في إدانة التعذيب الجسدي الذي صادفته في السجون.
ثانياً ـ جاء قرار اللجنة المركزية في إجازة التعذيب الجسدي في العام 1937 إثر اعتقال قائد الجيش المارشال توخاتشوفسكي مع سبعة من كبار الضباط في القيادة قبل دقائق فقط من قيامهم بانقلاب عسكري بالتعاون مع هتلر ضد الحزب والقيادة السوفياتية. وبعد أن رفض هؤلاء المتآمرون الإعتراف عن شركائهم في المؤامرة ،منتظرين القيام بالانقلاب المخطط له رغم اعتقالهم، اتخذت اللجنة المركزية لمفوضية الشعب للشؤون الداخلية قراراً يجيز استخدام التعذيب الجسدي للوصول إلى كشف حقائق هامة تساعد في الحفاظ على الأمن الوطني وسلامة الثورة الإشتراكية.
ثالثاً ـ حصر قرار اللجنة المركزية استخدام التعذيب الجسدي في حالات خاصة جداً عندما تتعلق الحالة بالعداء المؤكد للشعب وانتهاك الأمن الوطني بصورة لا تحتمل الإشتباه.
رابعاً ـ احتاج جواز استخدام التعذيب الجسدي لقرار موثق من أعلى سلطة في وزارة الداخلية واتخاذه بصورة جماعية.
خامساً ـ لم تتردد الدولة في معاقبة الضباط الذين استخدموا التعذيب الجسدي في غير ما يجيزه قرار اللجنة المركزية وقد وصفهم ستالين في الوثيقة ب " الأوغاد " تعبيراً عن احتقاره وشجبه لمثل هذا الأعمال والممارسات غير الإنسانية.
كان ستالين على علم تام بأن الإمبريالية كانت قد مهدت طريق وصول هتلر إلى رأس السلطة في ألمانيا في العام 1933 من أجل توجيهه للهجوم على الإتحاد السوفياتي وتصفية الثورة الإشتراكية فيه التي شكلت خطراً داهماً على مصالح الإمبريالية في مستعمراتها وعلى الرأسمالية في مراكزها بالذات. كشف عصابة توخاتشوفسكي في قيادة الجيش وتواطئها مع هتلر للقيام بانقلاب عسكري تطلّب من القيادة السوفياتية أن تكون في يقظة تامة وأن تحافظ على جبهتها متماسكة وخالية تماماً من مختلف أشكال المتعاونين مع النازيين وأعداء الثورة الإشتراكية ويقع العبء الرئيسي في هذا على دوائر الأمن الداخلي المختلفة. من هنا وصف أعداء الإشتراكية والشيوعية من نازيين وإمبرياليين سنتي 37 و 38 بسنوات التطهير (Purge). لو تراخى ستالين في تطهير جبهته الداخلية من عملاء النازية والإمبريالية لرأينا اليوم أحد كبار النازيين الألمان يحكم أوروبا الغربية بما في ذلك بريطانيا ـ ويذكر في هذا المقام إقتراح هتلر على مولوتوف، أثناء المحادثات حول "ميثاق عدم الإعتداء" في آب 1939، إقتراحه اقتسام بريطانيا ومستعمراتها مناصفة بين المانيا والإتحاد السوفياتي ـ ولرأينا الأمريكان كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً يخرّون ساجدين أمام الميكادو. قيام ستالين بتطهير البلاد السوفياتية من أعوان النازية قبل المواجهة الحربية مع جيوش النازية(1941 ـ 1945) كان أعظم خدمة قُدمت للبشرية عبر التاريخ.
الوثيقة التي تفضل علينا أخونا الفوضوي (Anarchist) مازن كم الماز بالكشف عنها تقطع كليّاً بتطهير جوزيف ستالين من كل ما نسب إليه كارهو الإشتراكية من اتهامات هي أبعد من أن تنسب لأي زعيم اشتراكي فما بالك بباني الإشتراكية الوحيد في التاريخ، جوزيف ستالين.
شكراً لك أخي مازن كم الماز مرة أخرى وقد حررت البشرية من حمل ثقيل عبر كشفك عن مثل هذه الوثيقة التاريخية المجهولة !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=124907
الطهر الستاليني مرة أخرى
فؤاد النمري
كان الكاتب الأناركي مازن كم الماز قد تناول بالتعليق مذكرة كتبها ستالين عام 1939 يؤكد فيها أن لجنة وزارة الداخلية قد أجازت التعذيب الجسدي في حالات الخيانة الوطنية فقط منذ العام 37 ومن يمارس التعذيب خلاف ذلك يستحق العقاب القاسي خلافاً للإعتقاد الشائع الذي أخذت به لجان التفتيش وهو تحريم التعذيب تحريماً مطلقاً. اعتقدت أن الكاتب استهدف من تعليقه إدانة ستالين فكتبت عن الطهر الستاليني لأبين بالتحديد أن الوثيقة إياها وبكل المعاني التي تفصح عنها كلماتها تطهر ستالين من كل ما نسب إليه من مخالفات لاإنسانية أو جرائم بإدعاء الإعلام الغربي المشبوه وصغار الكتبة والمثقفين من البورجوازية الوضيعة.
أنا أحب أن أكتب دائماً عن ستالين العظيم وذلك ليس لأن البشرية بأجمعها ستبقى مدينة له لألف عام بل لأن الذين يتهجمون على ستالين إنما يفعلون ذلك كراهية منهم للإشتراكية التي بنيت في الإتحاد السوفياتي بقيادة ستالين رغم كل الظروف الصعبة وغير المواتية. أسست النازية الألمانية بقيادة هتلر الرايخ الثالث من أجل استعباد البشرية جمعاء لألف عام. أعظم قوتين في العالم في الثلاثينيات وهما الإمبراطوريتان الإستعماريتان الإنكليزية والفرنسية خرتا صريعتين أمام الرايخ الهتلري ولم يكن أية قوة أخرى في العالم تحول دون نجاح الرايخ الهتلري باستعباد البشرية سوى الإتحاد السوفياتي وبقيادة ستالين تحديداً دون غيره. كان ستالين يعي عظمة المهمة الإنسانية الكبرى التي ألقيت على كاهله فجد في تجهيز الإتحاد السوفياتي ليكون القوة القادرة على سحق هتلر ورايخه الفاشي. تقول الموسوعة البريطانية أن ستالين امتلك أعظم قوة ظهرت في التاريخ. ويذكر في هذا السياق عندما اتصل تشرتشل بستالين تلفونياً في الخامس من يناير 1945 طالباً النجدة إذ كانت القوات الألمانية العائدة للاستراحة من الجبهة الشرقية وتجمع عشرين فرقة فقط، من أصل مائتي فرقة على الجبهة الشرقية، كانت ستبيد ثلاثة جيوش بريطانية وأميركية في جبال الجاردنز شمال شرق فرنسا. هب ستالين لنجدة تشرتشل بعد أن بكى على التلفون فكان الهجوم السوفياتي الهائل على ألمانيا في الثاني عشر من يناير وهو أضخم جبهة حربية عرفت في التاريخ رغم كل الظروف الصعبة وقد امتدت الجبهة من بحر البلطيق شمالاً حتى جبال الكرابات جنوباً.
أحد المغسولة عقولهم بصابون الكراهية لستالين توجه للأرشيف السوفياتي بحثاً عمّا يبرر كراهيته لستالين مدعياً مع ذلك بأنه ليس مؤدلجاً، ويفتئت على معلمه كما يزعم، هادي العلوي، الذي علمه الليبرالية الحقيقية والإنفكاك من عبودية العقل والروح !! ونسأل هذا المتحرر عقلاً وروحاً .. هل أخذته قدماه إلى الأرشيف السوفياتي متحرراً من الكراهية لستالين وللاشتراكية الستالينية المظلمة كما يصف؟
المثل القائل .. " إن كنت كذوباً فكن ذكورا " لا ينطبق عل حالة ميشيل الشركسي. فهو ينادي " بالقطع مع الممارسات العملية للتجربة السوفيتية بأفقها الستاليني الشمولي " ثم يستمر فيقول في الجملة التالية مباشرة .. " إن ثورة أكتوبر 1917 وقيام الإتحاد السوفياتي غيرا وقلبا العالم القديم ولا أحد يستطيع أن يحذف بجرة قلم ما قدمته ثورة أكتوبر وبلاد السوفييت للبشرية من أمل ودعم وعزيمة جبارة للتقدم ". كي نعترف ولو بقليل من المصداقية لميشيل الشركسي عليه أن يثبت بأن الإتحاد السوفياتي منذ العام 1922 حين كانت الشعوب السوفياتية تبيت على الطوى بتعبير لينين وحتى العام 1954 حين كانت الثورة الإشتراكية تحاصر مراكز الرأسمالية الإمبريالية في العالم كله ليس من صناعة ستالين بالدرجة الأولى.
توجه ميشيل الشركي إلى الأرشيف السوفياتي مهموماً بالحط من قدر ستالين ناسياً أن شخصيات بحجم ستالين لا يحاكمها أشخاص محدودو المعرفة بل إن التاريخ نفسه هو القاضي الوحيد المؤهل لمحاكمتهم. أي متصفح للتاريخ سيجد أن عمر الإتحاد السوفياتي أمتد لأربع وسبعين سنة ويقع في نصفين متساويين للمصادفة، النصف الستاليني 1917 ـ 1954 والنصف الخرشتشوفي 1954 ـ 1991. وما يبدو لأي مشاهد لم يغسل عقله كمشيل الشركسي هو أن النصف الأول مشرق بنجاحات كبرى تثير الدهشة، دهشة الأعداء قبل الأصدقاء، وهي جميعها من صناعة ستالين ؛ والنصف الثاني مظلم ومعتم لم يتحقق فيه سوى الإنتكاسات والانهيارات حتى وصلنا إلى الإنهيار الكلي عام 1991 ولم تعد الثورة الإشتراكية في ذهن أحد. الحمقى فقط هم الذين سيصدقون كارهي الإشتراكية، كارهي الإنسانية، كارهي ستالين.
محمولاً بحقده فقط إلى الأرشيف السوفييتي، جهد ميشيل الشركسي في التنقيب عما يدين به ستالين فلا يجد لسوء حظه ما يدينه سوى مواجهته لهتلر. لقد وقع هذا الحاقد في شرك اختياره السيء. رجال احتلوا صفحات عريضة في تاريخ البشرية مثل أكثر الرؤساء شهرة في تاريخ أمريكا، ثيودور روزفلت، والرئيس الأكثر شهرة في تاريخ بريطانيا، ونستون تشرتشل، كما ملك بريطانيا جورج السادس، حنوا جميعهم رؤوسهم اعترافاً بعبقرية ستالين في مواجهة هتلر والتي انتهت في سحق هتلر في وكره تحت الأرض في برلين من قبل الجيش الأحمر بقيادة ستالين. فقط ميشيل الشركسي يدين تلك المواجهة لكأنه يرغب لو كانت النتيجة عكس ما انتهت إليه، أي انتصار ألمانيا ونهاية الاتحاد السوفياتي وبالتالي ستالين على يد هتلر.
فاتت هذا الشركسي حقيقة أولية تقول أنه على من يحاكم التاريخ أن يكون لدية معرفة تامة بتفاصيل التاريخ وبالمحاور المتصارعة التي تصنع التاريخ. يستدل مما كتبه الشركسي أنه ليس لديه لا من هذا ولا من ذاك. فهو يجهل علاقة الدوائر الرأسمالية الإمبريالية والرجعية في كل من بريطانيا وفرنسا بظهور هتلر والنازية في ألمانيا كما يجهل دواعي مؤتمر ميونخ سبتمبر 1938 ونتائجه حيث قام تشيمبرلن رئيس وزراء بريطانيا ودالادييه رئيس وزراء فرنسا بتحريض هتلر وتمهيد الطريق له لمهاجمة الإتحاد السوفياتي فوافقا على احتلال هتلر للنمسا وعلى اقتطاع منطقة السوديت من تشيكوسلوفاكيا واحتلالها من قبل جيش هتلر وضمها نهائياً لألمانيا دون استشارة الإتحاد السوفياتي الذي كان ضامناً لسلامة تشيكوسلوفاكيا بالإشتراك مع كل من بريطانيا وفرنسا. كما يجهل الشركسي كل تفاصيل المفاوضات الطويلة والمملة التي قام بها الإتحاد السوفياتي بشأن إقامة تحالف بريطاني ـ فرنسي ـ سوفييتي ضد النازية والفاشية في القارة الأوروبية وقد أضحت تشكل خطراً على السلم الدولي وعلى الديموقراطية والسيادة الوطنية للشعوب. لقد فضلت الإمبريالية حينذاك دون شك التحالف مع النازية والفاشية ضد الإشتراكية على التحالف مع الإشتراكية ضد النازية والفاشية. يجمع المؤرخون اليوم على إدانة كل من بريطانيا وفرنسا بخصوص المماطلة والتسويف اللذين مارستهما الدولتان والشروط المجحفة وغير المقبولة التي اشترطتاها على السوفييت من أجل عقد ذلك التحالف. كانت كل الدلائل تشير إلى أن الإمبراطوريتين الإستعماريتين، بريطانيا وفرنسا، ستتركان الإتحاد السوفياتي إلى مصيره في مواجهة ألمانيا النازية المسلحة حتى الأسنان ومن ورائها الفاشية والرجعية الأوروبية. كان وضع الإتحاد السوفياتي في غاية الصعوبة ما بين 30 سبتمبر 1938 يوم توقيع اتفاقية ميونخ التي تجمع الإمبريالية بتوقيع تشيمبرلن عن بريطانيا ودالادييه عن فرنسا مع النازية بتوقيع هتلر مع الفاشية بتوقيع موسوليني ـ دالادييه هو من قاد الرجعية الفرنسية لمساعدة فرانكو للانتصار في الحرب الأهلية في اسبانياـ و23 أغسطس 1939 يوم توقيع ميثاق عدم الإعتداء ما بين ألمانيا النازية والإتحاد السوفياتي. وما يستحق الهزؤ فعلاً هو إدانة الشركسي لسرور ستالين بتوقيع الإتفاق. لعل الإنسانية ما انتصرت يوماً كانتصارها بتوقيع ذلك الإتفاق الذي عكس الريح على أشرعة الإمبريالية المتجهة نحو إنهاء الدولة السوفياتية، أول دولة للعمال في التاريخ، لتتجه بعد توقيع الميثاق إلى إنهاء أعظم إمبراطوريتين استعماريتين في التاريخ هما بريطانيا وفرنسا. ميشيل الشركسي ينتصر بعد كل ما جرى لليمين الفرنسي والإنكليزي الذي كان يراهن على إنهاء الدولة السوفياتية على يد هتلر.
ميثاق عدم الإعتداء الذي وقعه مولوتوف ـ روبنتروب في الثالث والعشرين من أغسطس 1939 عمّر 22 شهراً فقط وكان ستالين يراهن على أنه سيعمر 28 شهراً أي بزيادة ستة أشهر فقط. كان ستالين يشتري كل يوم من هذه الأشهر الستة بكل الأثمان إذ كان الإتحاد السوفياتي سينتج في كل يوم زيادة عشر طائرات وعشرين دبابة وأربعين مدفعا ولذلك أحب ألا يصدق إخبارية الصحفي الألماني زورغه من طوكيوً وقد لام نفسه لذلك لوماً شديداً. ولماذا لم يسأل ميشيل الشركسي نفسه كم من الأسلحة أنتج الإتحاد السوفياتي في خلال عمر الميثاق، وهل كان الشركسي يضمن انتصار الاتحاد السوفياتي بدون تلك الأسلحة؟؟ اهتم ستالين قبل كل شيء آخر بالمحافظة على بقاء الدولة الإشتراكية الأولى في التاريخ كما أوصاه لينين، أما الشركسي فهمّه الأول يتركز في دماء عشرات الألوف من الفنلنديين وليس أرواح عشرين مليوناً من السوفييت، واحتلال بولندا من قبل ألمانيا الهتلرية وهو ما تسبب في إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا الأمر الذي هدف إليه ستالين من كل علاقته بهتلر.
على كل اليساريين من نمط ميشيل الشركسي أن يخجلوا من أنفسهم، فالشعوب السوفياتية كانت تفاخر العالم كله بقيادة ستالين حينما كانت تسيل دماؤها أنهاراً دفاعاً عن دولتهم بقيادته؛ ويذكر في هذا السياق قرار المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي بأن تكون ساعة الصفر لمعركة ستالينغراد العظمى هي سماع الجنود لصوت الرفيق ستالين عبر الراديو يحضهم على مواجهة النازيين بشرف الدفاع عن الوطن ـ كان ستالين قد رفض أن يخطب مثل ذلك الخطاب إلا أن المكتب السياسي قرر الأمر لوثوقهم أن سماع الجنود لصوت قائدهم ستالين سيمنحهم شجاعة استثنائية في مواجهة العدو ـ كما يذكر أيضاً توقف أهالي موسكو عن الرحيل لدى اقتراب جيوش النازية من موسكو بعد أن سمعوا أن الرفيق ستالين لن يغادر الكرملين !!
الكتابة عن ستالين لا تنتهي، وللاختصار أقول لميشيل الشركسي وأمثاله ها هو تاريخ ستالين الشيوعي البولشفي معروض بكل تفاصيله المضيئة في الأرشيف وهو يتحداكم ويتحدى البشرية أن تأتي بستالين آخر !!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=125643