:h:
الرسالة(267):
--------

و .. ليس أسعد مني في هذا الكون سواي .. يا : هـنـايـا
أصحو على : حـبـيـبـتـي .. صوته عبر الهاتف ، متلعثماً من شوق ، متهدجاً من توق .. أغسل وجهي بورود رسائله وقصائده في الملتقى ، وتقرأ وجنتاي سلام شفتيه في بريدي الالكتروني .
تطل حروفه من شباك الكلام ، فلايعتقني .. يتوقف الزمان والمكان ، يثبت إليّ وحدي .. يسد عناوينه في وجوه الجهات ، فتلك السويعات الصغيرة القصيرة بما يعتريها من نقص في فيتامين الكهرباء - الحياة ، هي ملكنا وحدنا .. لا ضيوفنا لا أطفالنا لا .. أحد .
البارحة ، كما كل ليلة تهيأت له ، يعرفني من صهيلي في رئته ، أما أنيني فلا يسمعه ! لأنني "ببساطة" سعيدة جداً .لاأعرف الحزن والبكاء .
هل تصدقين أن رجلي العاشق لايسمح لي بمجرد الشكوى ؟!
في قاموسه : لا شكوى ، لا عتاب ، لا حزن ، لا ألم ، لا دموع !
يحتويني .. يدثرني بقلبه الدافىء الحنون .. و أنا - دون شك - لا أستحق ذلك !
هذا الصباح ، كان يـُساءل الفجر أن يطلع عليه قبل الروح ! وانهمر عليّ ببطاقات عشقه ورسوم شوقه وألوان عطشه. اضطررت لإفراغ بريدي في وريدي ، مفسحة المجال لإبتهالاته واشراقاته في قلبي المدلل بحبه .
كم أنا سعيدة ..
سعيدة .. سعيدة حتى أنني اليوم بكيت بين يديك هنايا .

8/3/2003
:h:

:h:
الرسالة(268):
---------

اي .. بغرامك مسلوبة
وكلي أنهار ، من نار
لا ترحمني من حميم الاستلاب الكثير
ولا الموت الكبير على قارعة الانتظار ..
فلا يليق بعاشقتك أن تكون : قليلة .. صغيرة .


9/3/2003
:h:

:h:
الرسالة ( 269):
--------

للصوت الذي يشكّل لروحي روحها
يحولني ريشة .. لا في مهبٍ غير مهب نسيمه ، و ناراً تثق إن تشب أو يتهادى لهبها من جـشٍّ يأجّ في أذني، شأنها واحد .. حين تصب الحروف .
للصوت الذي يزرع طهر أنفاسه نـفـات قطن في حقل عمري .. تعال
تعال دائماً لأثق أنني مازلت أتنفس


10/3/2003
:h:

:h:
الرسالة(270):
--------

و .. بحثت في قواميس الكون عن تعريف للحياة !
من يـعـرّف المستحيل ؟ أو يدخل الظلام مبصراً ، أو النور أعمى ؟
امش في رحابها إن شئتَ أو احلم .. الأمر سيان ، لن تصل ! مهما مـدّ ت الأسئلة حبال اوردتدتها ، أو ثقبت رأسك المتعب الجميل .
لن تجدي كل كتب الفلسفة والتاريخ والسياسة والقانون في معرفة الحياة !
لا تقرأها حبيبي .. اكتب حياتك .
حين وعِـدتُ بكَ ....
حسمتُ نزاعي مع الحياة ؛ عدواً أعرف انه يغلبني ! لا صالحتها ولا صافحتها ، ولا استكنت حين انكسرتُ !
صنعت من وجودك الجبار ، جبيرة .. فصارت حبيبتي الوحيدة و حقيقتي المطلقة .
فسحقاً لها !
سحقاً للحياة حبيبي .. إن لم تكن أنتَ


11/3/ صباحاً
:h:

:h:
الرسالة(271):
--------

بمناسبة الشوق الذي يعتقلني بمناسبة أو دونها ! أتصفح شوقك لي ذات رسالة :
" و قلت بكتبلك
هيك كانوا بيعملوا العشاق
هيك كانوا يولعوا نارن
على تلج لوراق"

و .. استرسلت مع هداياك الحروف ، إلى أن وصلت - ولم أصل :

"العاشق الذي يهدي حبيبته وردة يكون قد استنفد كل ما يمكن أن يعطيها من دلال و حب وقبل ودفء حضن يطعمه لبرد سنينها التي تؤلم كجرح......... بعد كل هذا, هل تكفي وردة .."

فما بالك حبيبي بشوك الشوق ؟!


12/3/2003
:h:

:h:
الرسالة(272):
--------

و أنت القمر نازلاً عن خط الضياء الذي يغمر ليلي !
تفارقني: وحيدة، حزينة، مكسورة. لاأتذوق إلاّمرار مرات اعتقالك:
ظلمهم و ظلامهم .. قمعهم واستبدادهم
رأسك المرفوع ينزف ، وشعرك الليلي قصيراً كليالينا معاً غائر في أظافر سجانك.. وأعقاب السجائر الحارقة تنطفىء في صدرك مشتعلاً بحب الوطن.. وآثار سياطهم على جسدك يا:لونه الأرض.
وأنت تفارقني .. وأنا في شوق واحتياج ،
أبصر ظلاماً ينبثق من هذا المزرّق ضوءاً أمام عينيّ ، مغيباً اسمك . أتحسس السياط تلهب كرامتي ، وأعقاب السجائر تنطفىء في روحي ، وقلبي قنبلة تضج بانفجارها .
أتلمس شفاهي ، تصطدم بيدك على فمي .. حروفي ممنوعة من البوح ، جروحي ممنوعة من النزف..ولا حرية لي في هذيان.
مهمومة
مظلومة
مهزومة
مقموعة
مشلولة
مذهولة .. لا أصدق أن ينالني ما نالك ، فتصرخ أنت ثائراً، وأصمت أنا خانعة . /


13/3/ الخامسة فجراً
:h:

:h:
الرسالة(273):
--------

اللواء والجولان ..
رأس بلدي وقدمه ..
فلسطين ..
قاع لبنان .. جزر الامارات ..
الصحراء .. البحر .. البر .. الجو ..
و.. العراق
و .... آآآآه
كم بلداً يجب أن يُسلب - حبيبي- كي يكتمل وطني ؟!


14/3/2003
:h:

:h:

الرسالة(274):
--------

.. مـا مـن لـيـلـة إلاّ و عـويـلـي إلـيـك عـلـى الـحـدود : لا تـتـركـنـا.

15/3/2003
:h:

:h:

الرسالة(275):
--------

حين الغصة تحول دون ابتلاع الريق
لاتتقن الحنجرة من أبجدية الجروح سوى : ط ق
الحرفان ذاتهما ، أكبر ، أثخن
يفجران رأسي بتسارع أكثر ، أطول
و يتخلى القلب عن رقته في العزف : تك تك
ينهال قرعاً ( طبولياً ) : طق طق
وأنا ارتجيه ( بطولياً ) ..
هل لحنجرتك حبيبي ، القدرة على النداء يـا : عـرااااق .. دون أن تـطـق ؟!


16/3/2003
:h:

:h:


فـي الـحـب أنـا و الـحـرب


لهذا توقفت رسائلي لقمر التاسعة بتوقيت قلبك حبيبي ، ولم يتوقف الحب .
صارت الغصة بحجم القمر ، بل القهر
أمسك رأسي ، فيخرج بين يدي ، أعلقه على جدار الذهول، يتدحرج خوذة فارغة تنصلت المقصلة من رأس جنديها ، كأنه رأس الطفل العراقي : ريش جناح بلا طير يحلق بهما.
الرأس الخاوية من حليب الجمجمة ، لم يبق منها غير الغـثـر، ملأتْ رأسي بها وفرَغته مني !
لا شيء غير صورة الطفل في ذاكرتي ،
فليتني ، ليتني كما تقول عني حبيبي : "الزهرة", و"الجناحين", و"الشمس"
يثبت إليّ أغطيه بوريقاتي ، أو أحمله على جناحيّ بعيداً عن فرات الدم ، أو تبعث شعاعاتي دفئاً تغطيه كـسعف نخلة .
ليتني حقاً كما تراني : الحياة ,المطر, الخصب, الصهيل,
لانهمرت على صحرائه ، أخصـّب رماله ، وتصهل خيول صوتي بالحياة ..إليه .
لكنني .. البحة تحرق الصوت, الصوت يحرق القلب, القلب يحترق بالكلمة..
و اليوم أحترق بالصورة ..
و يتجدد عاري أنني من وطن كما صندوق الدنيا نكتفي بالتفرج عليه !
يا لنار نعمة النسيان في شنارها !
يا ثقب القلب والرأس والضمير
لا ذاكرة لدي غير صورة طفل اسمه : 20 مليون عراقي .






"الخامسة والنصف فجر يوم 20 /3 بدأت الحرب ضد العراق"