زعران دمشق وعبيد أمريكا
أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
د. منير شحود
هكذا إذن! تريدون أن تعود مخابراتنا كلها من لبنان, وترفضون تحمل قسطكم باستضافة عدة آلاف منهم فقط, وهذا أضعف الإيمان, بسبب قلة الشواغر عندنا أولا, وانطلاقا من المصير القومي المشترك, وما تستدعيه الروابط الأخوية وحسن الجوار, ثانيا... فيا له من نكران للجميل بالفعل! ولكننا سنعاقبكم على فعلتكم هذه بإعادتهم إليكم, باستثناء كبار الضباط, عمالا ومهنيين!.
وتستكثرون علينا أيضا إرسال عدة مئات الآلاف من عمالنا إلى بلدكم الصغير, والذين فضلوا العمل عندكم لغايات قومية, تاركين وراءهم العيش الرغيد, والمعامل والمصانع والمنشآت الوطنية خاوية ومفلسة, فيا لكم من جاحدين!. ألا يكفيكم أيضا مليارات الدولارات المودعة في مصارفكم من قبل تجارنا ولصوصنا, وقد تبرعنا بها لهؤلاء أملا في الانتصار على العدو الصهيوني!.
وتقلدون أوكرانيا دون خجل, وتتجاهلون تجربتنا الفريدة في الديمقراطية الاشتراكية, المعروفة للقاصي والداني, وهي على مرمى حجر منكم, نقدمها على طبق من ذهب ولا أنتم آبهون! ألا فلتحل عليكم لعنة آبائكم الفينيقيين...آمين!.
أعرفكم, أيها اللبنانيون, وأعرف مازواتكم كلها, بما فيها الشتائم التي تلقونها على الغير كالورود الذابلة, وأعرف كبَّتكم وتبولتكم المعارضة والموالية. أنكم تائهون ومغرضون وحانقون؛ أفلا يكفيكم أننا أرسلنا إليكم قواتنا المسلحة لسد الفراغ الأمني في بلدكم, وحلوقكم أيضا, انطلاقا من تجربتنا الأمنية المحكمة, وذلك حتى ترتاحوا من النق واللعي, ولكنكم جحدتم وجحدتم!.
ألا يكفيكم مشاركتكم المصاب الأليم المتمثل باغتيال الحريري بفقداننا لثلاثة سوريين قضوا في تفجير موكب المذكور, وأننا لم نذكرهم, لولا أن اكتشف الآخرون جثثهم, حتى لا يقال بأن دمنا المهدور أغلى من دمكم الشقيق!.
كل ذلك أغفره لكم, إلا أن يعود بعض عمالنا جثثا هامدة من لبنان, إن صدق ما جاءت به الأنباء. أتقتلون هؤلاء المستضعفين, نكاية بالذين لا يمكنكم الوصول إليهم؟ فيا للخيبة! ستلعنكم الأم تيريزا, والأنبياء كلهم والقديسون. ألا تعلمون أن هؤلاء بؤساء أكثر من أحدب نوتردام نفسه, وأن لا أحد في حكومة بلدهم سيذكرهم مجرد ذكر, وهذا ما يضاعف من جريمة من فعل ذلك منكم... ألا فليعش معذَّب الضمير إلى يوم الدين..آمين!.
|