قهوتك ايه يا استاذ
سألني ( حازم ) عامل المقهي هذا السؤال , فسرحت بخيالي متذكرا في حسرة ( عم صبحي ) الفراش الحكومي الذي دائما يعمل القهوة 4 مرات يوميا منذ بدء العمل 8ص الي نهايته 2 م لتصبح القهوة والشاي ال( سوجارة ) رفاقي في وظيفتي القومية .... قراءة الجرائد !
و سر ( الحسرة ) التى صاحبت ذكرى ( عم صبحي ) هو سيرة ( مريم ) ابنته التى مصر ( متعودة دايما ) ان تعتدي عليها في كل مناسب تفرح فيها , و الحسرة تتفاقم ان علمت ان ( ابنه عم صبحي ) قد جربت كل شئ .... كل شئ .
جربت ان تكون مسيحية , فاعتدت عليها مصر باسم ( الزواج ) في موقعة ( الهدى المنوي ) , و لما اسلمت و جربت الاحتفال بعيد الفطر , اعتدت عليها مصر باسم ( تنفيس ما بعد الصيام ) في موقعة ( وسط البلد ) . اما عندما لبست ( الحجاب ) خاصة بعد ان افتى مشايخنا الكرام – و ( العلماء ) في رواية اخرى – بان النقاب ( عادة و ليس عبادة ) , و دهنت وجهها بعلم مصر , اصر الشيطان ان ( يقبل ) علم مصر , و يدوس باقي جسدها ...
قبلة تركت اثرا بسيطا على جسد الصبية , و اثرا ابسط في روحها , لن تجده الا عندما تقابلها و قد محت علم مصر من على جسدها و كتبت مكانه ( .... بسلام امنين ) لان مصر هي بلد الامن و ال( بتاع ) .
ميزة ( عم صبحي ) انه لم يعد يسالك عن نوع القهوة , لانه و لانك ومعكما مصر ( عشرة عمر ) و يحفظ قهوتك عن ظهر قلب , و ( العشرة متهونش غير على ولادك يا مصر ) .
- قهوتي سادة يا (حازم) .
***
توقفت ( مريم ) عن البحث
( عم صبحى ) نفسه لم يعد يسال عنها , منذ ان نام مرة , وهو يحلم بيوم يجد فيه لابنته (الحماية ) .
حلم جميل , قرر الا يصحو منه .... فلم يصح .
و خرج من الحلم ( ساحر ) شق الارض .
من الارض لان ( المتفرجين ) فقد ملوا السماء , خاصة ان احدا لم يعد يقنع بالحلول التي تأتي منها .
منذ ان اغلقت حديقة حيوان السماء ابوابها , منذ نحر ( خروف ) الذبيح , الذي ليس هو بذبيح .
حتى ( الابابيل ) باتت طيورها في القفص الجهنمي , و لم يصدقوا الا ان ( حمام التجلي ) تايواني هذه المرة .
خرج ( الساحر ) و اكتشف انه ( حفيد ذاك الاحمق ) الذي عندما اراد ان يوفر ( الحماية ) قرر ان ( يصعد ) على سلالم ( مقبرته ) ليجد حمايته فوق .... فوق الهرم .
ثم اكتشف انه ( ابن ذلك الاحمق ) الذي عندما لم يجد حمايته ( فوق ) اعلن عن ( الفوط الصحية ) التى توفر ( الحماية ) من ( تحت )!
و بعد ان اكتشف الساحر اصله , اخرج سحره و قرر ان يحقق ( الحماية ) التى ينتظرها المتفرجون و ( المتفرجات ) .
(جلا جلا ) ها هي حمايتكن ... قطعة من القماش السحري , قماش اسود تلف به الابنة ( جسدها ) ,تغطي وجودها .
انها لعبة السحر الابدية , كيف ( تخفي ) و كيف ... ( تميت ) .
ميزة ( عم صبحي ) انه لم يعد يسألك عن نوع قهوتك , ولا عن ( سر لعبتك )
ميزة عم صبحي انه لم يعد يسأل عن اي شئ .... على الاطلاق .