(02-27-2010, 10:16 PM)مواطن مصرى كتب: عزيزى طريف
لا زلت يا عزيزى متخذا لموقف اعتقد انه شخصى بعض الشئ.. ولا اجد لهذا سبباً مقنعا.
ولكن عموماً يا صديقى انت لم تفهم جيدا معنى ما قلته ... فعندما قلت إن الذين يتشدقون بحرية العبادة وحرية الانسان .. فكما تلاحظ لم يعيروا الأمر أى اهتمام ولا اعنى من الجانب الدينى ولكن من الجانب الحقوقى الذين يتكلمون عنه.
إنهم لا يهمهم الانسان ولكن يهمهم إثبات صحة رأيهم.
كنت اوجه خطابى لهذه الفئة من الناس التى لو كان يهمهم الانسان وإلتمسوا مجرد شك فى الخطأ فى تطبيق حد اسلامى .. فمن منطلق اهتمامهم بحقوق الانسان وحرية العقيدة لكانوا بحثوا وراء الأمر.. ولكن هم متناقضون لا مبدأ لهم .. يرون حرية العقيدة لمن يترك الاسلام ولا يرون حرية العقيدة لمن يتمسك بالاسلام ويجد ان الاسلام به نصوص لا يملك تغييرها المؤمن بها .. فكان ما أقوله فرصة لإعمال العقل فى الحفاظ على حرية العقيدة للطرفين دون جور من طرف على الآخر.
وبالنسبة لسؤالك (هل ترفض قتل المرتد من جانب انساني وحقوقي، ام ان مواقفك مرتبطة بما يقوله الاسلام؟ بمعنى لو تكتشف ان الاسلام يحكم بقتل المرتد، فكيف سيتأثر موقفك؟ هل تتخلى عن موقف الانسانية والحقوق ام عن الاسلام؟؟؟)
فيمكنك ان تجد الاجابة فيما ذكرته أعلاه.
ولاااا أقول لك .. بلاش أتعبك فى البحث ولا سيما ان من يسمون أنفسهم بالمثقفين يفضلون القوالب الفكرية الجاهزة.. عموما انا مؤمن بأن الله بعث رسوله رحمة للعالمين.. (بغض النظر عن قبولك لذلك) وبناء على ذلك كان بحثى عن حقوق الانسان فى الاسلام وهذا ما فعلته.. أما سؤالك هل اتخلى عن موقف الانسانية والحقوق أم عن الاسلام .. فسؤال ليس له منطق سليم لأنه لا تعارض بين الاسلام وحقوق الانسان التى لا تضر بناء المجتمع .. اما حقوق الانسان التى تراها انت وامثالك مثل حرية المرآة فى فعل ما تريد أوزواج الشواذ وغيرها .. فالاسلام لا علاقة له بحقوق الشراميط والخولات بل هو ضدها.
مشكلة كبيرة يا طريف أن المثقفين يعانون من خلل فى نظرتهم ولا يرون الصورة كاملة بل يرون جانب واحد ولا يدركون الى ماذا يؤدى.
ودمت بخير يا صديقى
عزيزي
دعنا مما يريده المثقفين، حسب تصوراتك التي تخطأ او تصيب، واخبرنا عن ماتريده انت.
هل يحق للمسلم ان يرتد عن الاسلام ويعلن ارتداده، مع احتفاظه بحقوق المواطنة التي تمنحه حق التعبير، ام انك توافق نور الله في تعليقه الذي سكت عنه بكل اريحية، لنرى مدى حدود اهتماماتك بالانسان.
ولااحتاج ان اذكرك ان قول نصف الحقيقة هو كذبة كاملة..
ان إتهامك الاخرين بالتقصير لعدم " بحثهم وراء الامر" عندما يصادفهم " شك في خطأ في التطبيق الحد الاسلامي" هو استمرار لهواية تعليق الاخطاء على مشاجب الاخرين، متجاهلاً ان هذا الموضوع وامثاله تهدف بالذات لاعطاء جميع الاطراف الفرصة لالقاء الضوء على الشبهات وانهاء الشكوك. ان فشل اصحاب القضية في ابراز جوانب انسانية او منطقية في النقاط المثارة، هو في كل الاحوال ، دليل على نقص في النص المقدس بالدرجة الاولى، اما تعبيريا او تشريعيا، وبالتالي فمحاولة نقل المسؤولية الى الاخرين هو اعتراف بالفشل وتهرب من المسؤولية.
ان الحفاظ على حرية العقيدة للطرفين، لايجوز ولايمكن ان تكون على اساس الوضع السائد، حيث يطفف حق من " يتمسك بالاسلام" ليجري التغاضي عن ممارساته لمختلف اشكال الضغوطات والتمييز على من يراه خارج الاسلام، ومثال تعليق نور الله " المسكوت عنه من قبلك" هو خير دليل، عدا عن انك تستمر بإستخدام الاسلام بطريقة انتقائية، فعندما يكون النقد محقا تسارع للادعاء ان ذلك ليس الاسلام وانما خطأ في التطبيق، وعندما يكون النقد ضد نظرتك المعلنة، يصبح النقد ضد الاسلام وكأنك انت الاسلام. مثل هذا الامر نراه شائعا لدى اغلب الحركات والمذاهب الاسلامية.
ليس غريبا انك لاتعطي مواقف صريحة ومباشرة وواضحة، إذ ان " القرآن حمال اوجه" وسيصبح وضعك ضعيفا امام جميع الاحتمالات المفتوحة والغير مسيطر عليها في الفكر الاسلامي، الذي يفتح الابواب على مصارعه لجميع الانتهاكات.
والاجابة التي اجدها في تعليقاتك، اراها من زاويتي هي موقف معاضدة انتهاك حقوق الانسان الواضحة، على الاقل من خلال تعبيرك "لأنه لا تعارض بين الاسلام وحقوق الانسان التى لا تضر بناء المجتمع ". ان هذا التعبير يعني تخويل جهة معينة، على اسسس مشكوك بشرعيتها، بتقرير ماهي مصلحة المجتمع، على حساب مصلحة الفرد، وهو مفهوم قبلي بدوي قديم، لم يعد مقبولا في المجتمعات الحديثة. وموضوع تعدد الازواج الذي خضنا فيه هو مثال نموذجي على فشل الشريعة ، كنظام اجتماعي، في حماية مصلحة ليس الافراد فقط وانما نصف المجتمع.
ان يكون الاسلام لاعلاقة له بحقوق الخولات والشراميط، حسب تعبيرك المباشر في محاولة لاثارة العواطف وشراء النقاط الرخيصة في ماخور الفكر، هو دليل ضد الاسلام كنظام اجتماعي وليس لصالحه. وكما اخبرتك سابقا، فإن الاسلام كنظام اجتماعي، فشل في حماية ليس فقط الحقوق الانسانية للخولات والشراميط، بسبب مفاهيم اجتماعية، وانما ايضا حقوق الزوجة والمرأة والام والانثى والطفلة، لذات الاسباب الوضيعة التي تتدثر بها: المفاهيم الاجتماعية البدوية والذكورية.
ان القبول بإنتهاك حقوق الخولات والشراميط، هو الخطوة الاولى للقبول بإنتهأك حقوق المزيد من الجماعات والاقليات والافراد. ان تشريع يملك ثغرات ضد بعض الاقليات على اسس اخلاقية او جنسية لابد بالضرورة ان تؤدي هذه الثغرات الى نشوء المزيد من الاقليات المسموح انتهاك حقوقها، حتى تشمل الانتهاكات اغلب اعضاء المجتمع على خلفية إمكانية تقسيم المجتمع على الدوام الى خلايا صغيرة، وهو الامر الذي نراه في المجتمعات الاسلامية التي لاتعتبر المفاهيم الحقوقية من اقوى جوانبها، والتي تنتشر فيها جميع انواع الانتهاكات على الاطلاق، منذ 1400 سنة وحتى اليوم.
وبالنتيجة، فإن تشريع يسمح بإنتهاكات ضميرية، إنتهاكات بالنيابة عن الله، لايمكن ان يكون تشريع الهي او تشريع فوق النقد او يجوز الاعتراف بتطبيقه تحت مبدأ حرية العقيدة. ان اي حرية للعقيدة لايمكن بشكل من الاشكال ان تكون على حساب انتهاك حقوق الاخرين مهما كانوا اقلية. من هذا الجانب، ارى ان احتجاجاتك المختفية تحت حرية االعقيدة، هي المطالبة بحرية اننهاك حقوق الاخرين على اعتبار ان ذلك ماتطلب به شريعتك، وبالتالي تنفيذ انتهاك حرية الاخرين هي طقوس شريعتك التي تطالب بالاعتراف بحق حرية تطبيقها.
وهنا نصل الى ان ماتقدمه حضرتك ليس له اية علاقة مع حرية المعتقد او حقوق الانسان او شريعة الهية سماوية وسامية.
وايضا، فإن الاصرار على تسويق الشريعة قانونا يحكم الجميع، وبالتالي يشرع انتهاك حقوق قسم من افراد المجتمع تحت مختلف الحجج، يرفع غطاء القدسية عن هذا النوع من الشريعة ويجعل نقدها حقا مفتوحا لكل مواطن مع كل مايتضمنه ذلك، وفي هذا يتحمل مسؤولية اي تدنيس يمس الشريعة والمعتقد للاشخاص الذي دنسوا الشريعة في ماخور السياسة مثل نور الله ومواطن مصري وليس احد اخر..
خالص الود ياصديقي