http://www.islamonline.net/servlet/Satel...ArticleA_C&cid=1178724100982&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout
السينما -ومنذ ثورة 1952- أصبحت بقبضة الدولة تتحكم في جميع مراحلها منذ كتابة السيناريو إلى التمويل والتوزيع والعرض، فلم يتوقف دور الدولة في الإرشاد أو في الرقابة فقط بل في التحكم وصنع توجهات هذه السينما والقضايا التي تهتم بها وتعالجها.
وإذا تتبعنا التعامل مع صورة المختلف سياسيا داخل السينما المصرية عبر مراحل تاريخها الممتد حوالي مائة عام فسنجد أن هناك ثلاث مراحل واضحة ومميزة:
أولا: الانقلاب على العهد الملكي (بعد ثورة 1952).
ثانيا: الانقلاب على العهد الناصري، أو ما عرف بأفلام "الكرنكة" نسبة لفيلم الكرنك (أثناء العهد الساداتي).
ثالثا: تشويه الإسلاميين وجماعات الإسلام السياسي (في أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات).
يوليو هي البداية
الممرضة نادية (ليلى مراد) تحتفل بعيد ميلاد إحدى زميلاتها، ويستمعن لغناء "محمد عبد الوهاب" في الراديو لأغنية "الدنيا ليل"، ولكن ما تلبث الكهرباء أن تنقطع فتطلب الزميلات من نادية أن تكمل الأغنية، فتبدأ في إنشاد كلمات الأغنية المعروفة:
"الدنيا ليل والنجوم طالعه تنورها
نجوم غير النجوم من حسن منظرها
ياللي بدعتو الفنون وفي إيدكو أسرارها
.................................
الفن مين يوصفه إلا اللي عاش في حماه
والفن مين يعرفه إلا اللي هام في سماه
والفن مين أنصفه غير كلمه من مولاه
والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه
أنت اللي كرمت الفنان ورعيت فنه
.................................
إحنا يا تاج البلاد في الجنة سكانها
وأنت راعيها وحارسها ورضوانها".
كان هذا مشهدا من فيلم اسمه "الماضي المجهول"، قامت ببطولته "ليلى مراد"، وإن كنتَ ممن شاهد الفيلم في عروضه الأولى في سينما "ريفولي" عام 1946، أو حتى بقية العروض حتى قيام ثورة يوليو، وشاهدت الفيلم بعدها فستكتشف أن هذا المشهد غير موجود بتاتا.
فمنذ عام 1952 أخذ الجميع يشاهدون الفيلم دون أغنية لأنها أزيلت من رجال الرقابة بعملية جراحية سياسية دقيقة، لم تكن إلا واحدة من عمليات سريعة بحق أبدان أفلام مصرية كثيرة عن طريق استئصال أغنيات تمجيد رمز العهد الملكي فاروق؛ لجعلها مناسبة للظرف التاريخي والسياسي الجديد (أي ثورة يوليو).
وكما يظهر فالنظام تدخل بعمل سينمائي منجز أصلا لنفي الآخر المختلف معه سياسيا والمنقلب عليه، وهو نفي بقصد تشويه الآخر، كما أن المشاهد العادي يستطيع أن يلاحظ ويميز تلك المشاهد الموجودة في الأفلام القديمة التي ظهرت فيها صور الملك فاروق بطريقة كشطت من فوق شريط "السوليلود" لتظهر على الشاشة كأنها خطوط بيضاء، كما في أفلام: "الأسطى حسن"، و"ليلى بنت الفقراء"، وغيرها.
إلا الملك
الملك فاروق الذي شوهته السينما في عهد الثورة
يذكر الباحث الناقد "محمود قاسم" في كتابه: "الفيلم السياسي في مصر" عن تعامل الأفلام المصرية مع الملك فاروق بعد الثورة: "إن الحديث عن الملك في هذه الأفلام كان بمثابة الحديث عن الغائب وليس عن الحاضر، فلم يكن مسموحا على ما يبدو أن يظهر الملك بوجهه حتى إن كان نوعا من أنواع التمثيل، ولعل ظهور صورة الملك في فيلم: "الله معنا" تعكس ذلك، والتفسير هو أن المودة القديمة التي يكنها الناس لفاروق كان يمكنها أن تتأجج برؤية وجهه الذي كم هتف الناس باسمه، وكنوا له مشاعر خاصة، لذا فإن الأفلام التي تؤرخ للثورة تتحدث عن الملك كشخصية غائبة فاسدة، وقد صورت هذه الأفلام رموزا آخرين ينتمون للعصر كرؤساء الوزراء أو الوزراء أو أشخاص مقربين من الملك لكن إلا الملك نفسه".
هكذا أحاطت شخصية الملك حوائط من النفي وعدم التصوير وضعت حجابا بينه وبين الناس حتى ينسوه، فكانت هذه هي أولى التقنيات المستخدمة للانقلاب على هذا العهد بجميع رموزه.
-------------------------------------
كنت أقرأ مقال عن نجيب الريحانى اللى عاش فى عهد الملك ، وإفتكرت أغنية : أستاذ حمام نحن الزغاليل ، ووصول غربان الجيش ليفتكوا بمصر المدنية ويقيموا دولة الحروب والقتال
فى سطر فى الأغنية بيقول : إحنا يا تاج البلاد في الجنة سكانها وأنت راعيها وحارسها ورضوانها".
جنة على الأرض ، طبعاً للأغنياء ومتوسطى الحال ، وده نفس كلام الكتاب " كجنة الله كأرض مصر " لكن دى مصر الطبيعية وليست مصر الثورات والحروب