أخي الأغلبي
كل الودّ والتحية
لاحظت ما تقوله بالفعل ، تابعت كل الردود على الشرفي - باستثناء ما أخبرني به أحد الأصدقاء المغاربة من مناظرة كانت بين الريسوني (الأصولي فقهًا) والشرفي - ، وللأسف لا شيء فيها يحمل معنى ، فأهل الشام كتبوا شيئًا يدل على الجهل والفقر المعرفي وسوء الأدب ، فهو بعيد تمامًا عما يطلبه من يريد التعلم (من أشباهي) .. ردّ اليوسفي جاء فقيرًا على عكس ما توقعته من شخص "تونسي"تعلم هناك وصناعته "الأدب" ، ولأنك ذكرت تخصصه البعيد ، فما رأيك بمشروعه "فتنة المتخيل" ذي الثلاث مجلدات ، لقد جلبته قبل عام باعتباره الكتاب الأهم في إنتاجه ، وهو ما يدل عليه حسب توجيه أحدهم لي .
أما عن الاهتمام بالشرفي ردًّا أودّ التعرف منك على موقف الطالبي ، طالما أنك قريب ، للآن أنا لم أقرأ "ليطمئن قلبي" لكني تابعت أغلب المقالات التي صدرت لحظة طرح الكتاب ، وقرأت ردّ الشرفي ، وتعقيب المرزوقي ، وحوار أحد المتابعين في "الأوان" وخرجت من هذا كلّه أن الشرفي يربح على مستوى "الدرس والأخلاق" ، حتى إن صحّ ما يُقال بشأنه أنه يُغيّ بحثه وبحث مدرسته ، يكفيني إنتاجهم وهو ما يجعلني شديد الصلة بهم ، ولا شأن لي بغير ذلك .
سؤال آخر حول الاهتمام به ، هل قرأت ما كتبه "الفيلالي" عن الشرفي "بالفرنسية" ؟ وإلام وصل في تحليله لمشروعه "التجديدي" ؟ أسأل عن ذلك لأني قرأت "إسلام المجددين-محمد حمزة" وكنت أودّ المزيد من الرؤى حول الشرفي ، وكما تعرف أن محمد حمزة احد التلاميذ ، ولديه نظرة تبجيلية للشرفي ، ما أزعجني بالفعل وضع الشرفي جنبًا إلى جنب مع أركون .
===
أخيرًا أشكرك على فرصة الحوار .

شكرا أخي يجعله عامر على هذا الردّ، وسيكون لي عليه لاحقا ردّ،
ولكنّني أودّ الآن أن أثير نقطة في خطاب اليوسفي، مع احترامي له فالرجل كتب وأضاف واجتهد، وهي المتّصلة باللغة ومناحيها في الصياغة ودوران الكلمات. أقتبس للتوضيح هذه الجمل من نصوصه:
- الزمن العربي نفسه ليس سوى جريمة لا تكف عن التفنن في نسج فصولها المروعة . حتى لا لحظة إنسانية فيه . لا التماعة من نور. ولا فسحة من بهاء
- يكفي أن نقرأ الكيفية التي أرغمت بها نصوص الصوفية ونصوص السرياليين الغربيين على أن تتماثل وتتشابه وسندرك أنها تحيا, في كتاب أدونيس, نوعا من الفقد وكثيرا من الحرقة, وكثيرا ما تتلفت في السر مشرئبة بأعناقها إلى مواطنها
- فالفتنة لا تدرك إلا بالحال لأنها انفعال يداخل الكيان . يستجد بالذهن ويربك الجسد والحواس . وفي حال الفتنة يتعايش الانجذاب والنفور, الانقياد للفاتن والعزوف عنه, المتعة والخوف, لأن الفاتن نفسه إنما يجمع إلى الألفة الغرابة, وإلى الأليف المتوحش والغريب والساحر
هذه الطريقة في الصياغة وتقديم الرأي على جمالها وحسنها وإعجاب البعض بها حدّ الافتتان أحيانا تكاد تكون مرفوضة تماما في الجامعة التونسيّة, لأنّ الذي يراد منه أن يبتكر صورة ويعبّر مجازا ويعدل بالأسلوب هو الشاعر لا القارئ، هو الأديب لا الناقد. فإذا حلّت الاستعارة بخطاب القراءة عوض أن تلازم خطاب الكتابة انفرط النظام. ليس المطلوب من القارئ / الناقد إلاّ أن يكون منهجيّا واضح العبارة دون مجاز (في الغالب طبعا وليس شرط الضرورة) كاشفا عن خطواته وأهدافه بما يشبه حديث الرياضيات. ولمن رأى في نفسه الكفاءة في تشقيق اللغة وترقيقها والذهاب بها أشواطا في المساءلة والمتاهة بحسب عباراته أن ييمّم شطر الشعر وقد يجد كلّ الترحاب. خطاب النقد هو خطاب العلم بكل بساطة حيث الكلمة لا تعني إلاّ معنى واحدا ومباشرا وأمّا خطاب الأدب فهو الحمّال للدلالات المتعدّدة غير المستقرّ على واحدة منها بالضرورة. فهل يكون لطفي اليوسفي، وأمثاله كثيرون في كثير من الأقطار، شاعرا ظلّ الطريق فمرّ بثنايا القراءة والنقد والفكر؟ وجهة نظر قابلة للنقاش بالتأكيد

تحياتي مولانا الأغلبي
أشكرك لاهتمامك وأعتذر عن التأخير ، في انتظار ردّك المفصّل ، فأنا أهتم بما يُذكر عن "الشرفي" و"مدرسته".
ليس سؤالاً ، ولكني أفكر بصوتٍ عالٍ معك ، وأرجو أن تصحح لي
من خلال متابعة "حسن حنفي" في "مشروعه" المستمر ، رأيت أنه ينحو نحو الكليات ، على عكس "الشرفي/اتجاهه" فجلّ اهتمامه/هم ينصبّ على الجزئيات ..
رغم كتابة "حنفي" من داخل "المعسكر الإسلامي" إلاّ أنه لديه من الجرأة ما لا يجعل له سقفًا ولا مرجعًا ، ولا يوظّف فكره لغرض غير موضوع العلم ، مما يجعل مشروعه خالص لوجه "الكريم المتطوّر = العلم"على حين يُطرح الآن "الشرفي" كخادم بوليسي للدولة "رغم ما يُقال عن تقاعده وغيره" وبعض تلاميذه "كاتب أطروحة : مدخل إلى تاريخ المسيحية" يرميه وغيره من أساتذة الزيتونة بالعمالة ، فلا هو ثائر ولا مجدد ولا مفكر ، فقط كاتب مخاصم للإسلام ، عميلٌ للغرب المستعمر الكافر، لا يُعوّل عليه [هذه مقولات تونسية]. وحسبنا الله ونعم الوكيل ( ).
على نفس المدرسة ردّ "ع الرازق قسّوم" في الفكر العربي المنطلق والمصبّ ، وإن تناول "عمارة، وخالد ، ومصطفى محمود" إلا أنه لم ينس المشايخ من أمثال : "أركون ، وجعيط ، والمسعدي" ، فما رأيك في سجاله مع هؤلاء ، هل كان ناقدًا أم كان مُتابعًا لمدرسة "هؤلاء ولاد الدوج الأشرار" ؟
كذلك ردّ أخونا "الفرنسي الجنسية/ع المجيد النجار" على الشرفي في كُتيب صغير طبع بمملكة آل سعود لعلك اطلعت عليه ، فهل ما كتبه يستحق الالتفات إليه ؟ أم أنه يُدرج مع "لكي يطمئن قلبي"؟

شاكرًا لك اهتمامك ، وفي انتظار ما نتقاسمه معًا في هذا الحوار الماتع .
تحياتي .

تحياتي...

"القراءة المقاومة و بكاء الحجر..."السلفية المندسة في آليات التفكير الحداثوي...لليوسفي..محاولة في النقد مشروطة بالشخصي<...>
و لاَ يمكن مقارنتها بمحاولة محمد الطالبي في: ليطمئن قلبي...
قراءة المدونة التي يحاولها عبد المجيد الشرفي تفترض جملة من الوسائل لعل أهمها الأفق النقدي..كما لاَ يمكن دمج مشروع أركون أو الجابري أو حسن حنفي بذات الأفق..فلكلّ أفقه النّقدي..و ثمّة أكثر من سؤال حول نرجسية أركون و مفهومه للعمل الجماعي..؟؟؟
حسن حنفي سلفي حتّى النّّخاع و إن تبرّج باللّفظ الرّشدي أو المعتزلي..و لكن لغياب النقد الجذري و الأرعن..فإن مثل هذع المشاريع تستقطب من المريدين من لم يعبر الهاوية إلى التفكير الإبيستيمولوجي ..
معاودة القراءة لكلّ من أركون و الشرفي قد تؤدّي إلى تأسيس أسئلة جديدة...و قيام بيانات مختلفة حول علاقتنا بالدّيني و بالمقدّس و بالعقلاني أيضا...
<<< ربّما لي عود ؟؟؟>>