ايران – احصاء رسمي – 47 مليون ايراني تحت خط الفقر
متابعة - صافي الياسري
ايران مشغولة بملفها النووي وما سيلحقها من عقوبات بسببه، والنظام مشغول بالمعارضة التي تتصاعد باستمرار مع رفض دائب للنظام لمطالب المعارضين التي باتت هي الاخرى تنتقل من خانة لاخرى، فمن رفض نتائج الانتخابات ورفض نجاد والاحتجاجات المتتالية على الاعتقالات والاعدامات التي باتت ممارسة يومية في ايران حتى عد مركز رصد حقوق الانسان في ايران عام 2009 اسوأ عام بالنسبة للانسان الايراني الى رفض النظام باكمله ورفض ولاية الفقيه والهتاف بسقوط خامنئي وتمزيق صور خميني، وهي افعال لم يكن الشارع الايراني يجرؤ على القيام بها قبل 12 حزيران من العام الماضي - اي يوم الانتخابات – الى اعلان مركز الإحصاء الايراني أن 47 مليون ايراني من بين70 مليون نسمة عدد نفوس ايران وفقا لإحصاء 2007، لا يتجاوز دخلهم اليومي 4 آلاف 300 تومان للفرد، أي ما يعادل 4 دولارات تقريبا. ويضيف المركز في تقريره ان: "هناك فئتين، الاولى وتضم الاسر المتكونة من 6 أعضاء ولا يتجاوز دخلها 473 ألف تومان(477 دولارا)، وتشمل 30 مليون شخص. اما الفئة الثانية المتكونة أسرها من نفس العدد فيتراوح دخلها بين 473 و788 ألف تومان شهريا (477 – 795 دولارا) وتشمل17 مليون و600 ألف تقريبا".
لذا فان الدخل اليومي لكل من الفئتين لا يتجاوز 2,600 تومان (2,6 دولار)، و4,300 تومان(4.3 دولارات) للفرد على التوالي.
من هنا يمكن الاستنتاج، كما يفيد موقع "خبر أون لاين" الذي نشر التقرير أن دخل الفرد اليومي لمجموع 47 مليون و600 ألف شخص لا يتجاوز 4.3 دولارات.
ويأتي الإعلان عن هذه الإحصائيت بعد حوالي 4 سنوات على إعلان البنك المركزي الايراني أن معدل خط الفقر للاسرة المتكونة من 4 أفراد في المدينة هوحوالي 300 ألف تومان شهريا(302 دولار).
ويضيف موقع "خبر أون لاين": "وحتى لوتجاهلنا معدل خط الفقر الذي وضعه خبراء مستقلون عام 2008 عند مستوى 780 ألف تومان (787 دولار) للأسر المتكونة من 5 أفراد (والذي نال تأييد البنك المركزي ضمنيا) فان هذه الارقام التي أعلنها المركز تمثل إعترافا صارخا بأن أعداد الفقراء في ايران في إزدياد مضطرد.
ويعني هذا أن دخل الفرد في العائلة المكونة من 6 أفراد والتي يبلغ دخلها 795 دولارا شهريا هو131 دولارا، بينما يبلغ 524 دولارا للعائلة المكونة من 4 أشخاص
ولوأدرجنا في محاسباتنا معدل التضخم البالغ 18.4 و25.4 في المئة للعامين 2007 و2008 على التوالي وما يترتب على ذلك من ارتفاع في تكاليف المعيشة للأسر الفقيرة، سنلاحظ أن خط الفقر للاسر المتكونة من 4 أفراد والذي حدده البنك المركزي في عام 2006 بمعدل 302 دولار، بلغ ما يقارب 504 دولارات في عام 2009، ولوربطنا نسبة التضخم ومستوى الفقر بشكل أوثق يرتفع المعدل الى 515 دولارا.
على هذا الاساس، فان أي ارتفاع في معدل التضخم بمقدار 10 في المئة مثلا وهوما يحدث من جراء تطبيق قانون "الدعم الحكومي الهادف" (القاضي بالغاء الدعم الحكومي للسلع الاساسية ومنح مساعدات نقدية مباشرة للشرائح الفقيرة بدلا عن ذلك)، سيكون كافيا لدفع المزيد من سكان المدن المنتمين للمجموعتين الاولى والثانية الى ان ينضموا لجموع الفقراء ومن الممكن أن يطال هذا حتى شرائح من المجموعة الثالثة.
وهذا يعني أن هناك حاليا أسرا في المدن من بين المجموعة الثالثة - وفقا لمركز الاحصاء - يعيشون تحت خط الفقر وهو780 ألف تومان (787 دولارا) للأسرة المتكونة من 5 أفراد للعام 2008.
يشكل سكان المدن وفقا لما اعلنه مدير مركز الاحصاء الايراني، ثلثي عدد المشاركين (61 مليون و107 آلاف شخص) في مشروع جمع المعلومات الاقتصادية حول الاسرة. بناء على هذا لوفرضنا أن دخل الفرد اليومي لسكان الارياف (19 مليون و700 ألف نسمة) ممن شاركوا في هذا المشروع لا يتجاوز 131 دولارا (شهريا)، عندها سيصنف 27 مليون شخص من سكان المدن ضمن المجموعتين الاولى والثانية.
إذن لو إفترضنا أن 12 مليونا ممن لم يشاركوا في مشروع جمع المعلومات المذكور ينتمون الى المجموعة الثالثة من أصحاب الدخول العالية، كذلك مع افتراضنا أن سكان الارياف الذين هم أقل عددا من سكان المدن، ينتمون الى المجموعة الاولى، لأصبح لدينا بالتأكيد أكثر من 10 ملايين من سكان المدن المنتمين للمجموعة الاولى (دخلهم الشهري لا يتجاوز 477 دولارا للاسرة المتكونة من 6 أشخاص) من هم تحت خط الفقر. بالاضافة الى ذلك فان سكان المدن من الأسر المتكونة من 6 أشخاص المصنفين ضمن المجموعة الثانية والذين لا يتجاوز دخلهم 756 دولارا (على أساس مستوى خط فقر محدد بـ504 دولارات للأسرة المتكونة من 4 أفراد) سيعيشون تحت مستوى خط الفقر.
وتشير آخر التقارير الرسمية الحكومية أن مستوى خط الفقر للاسرة الريفية المتكونة من 5 أفراد في عام 2005 كان عند 114 دولارا شهريا. وعليه فان مستوى خط الفقر حاليا – مع الأخذ بنظر الاعتبار معدل التضخم خلال السنوات الاخيرة - لا يمكن أن يكون قد تجاوز 201 دولار. وعلى هذا الاساس يمكن تصنيف مجمل فقراء الارياف ضمن المجموعة الاولى.
ليس من باب الصدفة ان نرى أن أعداد الفقراء تشهد ارتفاعا ملحوظا في المدن يصل حوالي الى 27 مليون نسمة ولا يقل عن 20 مليون في أكثر الحالات تحفظا.
على أية حال، ما هو جلي الآن هو أن عدد الفقراء في ايران قد تجاوز حاجز الـ 14 مليون شخص الذي كان أعلنه البنك المركزي في العام 2008".
هذا ما يقال رسميًا اما الحقيقة على الارض فهي كارثية بشكل لا يصدق وما تنشره وسائل اعلام المعارضة الايرانية الحقيقة حول هذا الموضوع يدمي القلب فعلاً، فهذا الشعب المسلم الغني بثرواته النفطية والمعدنية والزراعية، وموقعه الجغرافي التجاري الهام الذي يربط بين اهم النقاط الاستراتيجية في قارات الارض، يعاني اسوأ انواع الفقر والجوع ليس في مقدمتها قدر الحاجة الى الدفء حيث تفتقر العائلة الايرانية الى ابسط انواع التدفئة والوقود.
هذه هي ايران على حقيقتها ومع ذلك تزايد على المنطقة ودولها عجرفة وتظلم شعوبها مثل كائن اسطوري ياكل ابناءه.