إقالة رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان

بصرف النظر عن الجرائم الكبيرة إبتداءً من إغتصاب الأطفال وقتلهم ومروراً بسرقات المحلات الكبيرة للذهب والإحتيال والشعوذة والأجور الزهيدة التى تصل لحد السخرة للعمال المهاجرين مقارنة بمستوى دخل الفرد فى دبي وبالتأكيد ليس انتهاءً بتجارة وتهريب المخدرات هناك ملفات أكبر ستجد دبي نفسها محاطة بأسلاكها طال الزمن أو قصر ومن بين تلك الملفات التجارة المغلفة للبشر التى أثبتت التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان أنها فى تزايد مستمر وتتغير وتتشكل بحسب الظروف وتحت مظلات عدة وبالرغم من ذلك نقول إن ملف الإغتيالات والقتل داخل الفنادق أو الشقق أو ( ع الرصيف ) الذى حدث فى الآونة الأخيرة للمعارض الشيشاني والقائد الأسبق لكتيبة الشرق سليم ياماداييف فى نهاية مارس من العام الماضي ومن قبله مقتل سوزان تميم بطريقة بشعة فى نهاية يوليو قبل عامين ثم إغتيال قيادي حماس محمود المبحوح فى فندق السلام روتانا فى الثامن عشر من يناير الماضي تدل على أن إمارة دبي تفتقر الى دعامة أساسية من دعامات الأمن الحقيقي التى تحتاجها فى سعيها ولهاثها الطويل لتكون مركزاً دولياً مهماً فى الشرق الأوسط على أقل تقدير ، فمثل هذه الأحداث المؤسفة فى الحقيقة تظل عالقة لمدة طويلة فى أذهان الناس حول العالم وستحد كثيراً من طموح الإمارة ومغامراتها ومقامراتها وفرقعاتها شبه اليومية أوعلى الأقل فليكن الأمر حفاظاً على ما تبقى من مستقبلها السياحي والإقتصادي والريادي والحضاري .
فبدل أن يصلح حاكم دبي ورئيس شرطتها أحوال الأمن ويعزز من طرق الحماية فيها للأفراد والجماعات نرى أن العكس هو ما يحدث وذلك عندما يظهر خلفان مبرراً لإخفاقاته باخفاقات غيره وهو يلقي بالكرة فى الملاعب الإقليمية أوالدولية.
فدبي لم تفعل ما كان يجب أن تفعله عندما قتلت سوزان أو كما تم مع إغتيال ياماداييف ألا وهو مراقبة الأشخاص المشتبه بهم داخل الإمارة أو مراقبة كل حركة مريبة تأتي منهم أو من غيرهم من خلال هذا الكم الهائل ( من كاميرات المراقبة الذاتية التسجيل ) التى لا تساعد أبداً فى منع وقوع الجريمة ولا تحد من الخسائر المادية والبشرية ولا تستطيع أيضاً أن تجبر هؤلاء المجرمون والقتلة على تغيير خططهم أو حتى تربكهم ما دامت تعمل بشكل تلقائي أو آلي ، فالكاميرات فى هذه الحالة قد تصلح وفى نطاق محدود لإثبات أدلة ما وليس أن تكون الكاميرات فى حد ذاتها هي الأدلة وحقيقة القول أنها لا تصلح لما يسعى خلفه ضاحى خلفان أو يروج له ولن يجني غير السراب تماماً كما حدث حتى هذه اللحظة فى قضيتي الشيشاني سليم واللبنانية تميم .
المخضرم رئيس شرطة دبي الذى تنقل فى هذا الجهاز لأكثر من أربعين عاماً لم يستطع أن يضع نظاماً للإنذار المبكر للجرائم المحتملة وعمليات الإغتيال حفاظاً على سمعة الإمارة وتطلعاتها تماشياً مع الطفرة الإقتصادية والإنفتاح على العالم الذى بدأه الشيخ محمد بن راشد عندما تسلم دفة القيادة فى الإمارة عام 2006م وكان وقتها قد مضى على خلفان أكثر من ستٍ وعشرين سنة فى قيادة شرطة دبي وكل الذى يقوم به هو تحليل الجريمة بمساعدة خبراء أجانب وربط خيوطها بعد الرجوع الى الكاميرات إياها ثم بعد ذلك يلعب لعبته التالية وهي رمي الكرة فى ملعب الغير والتنصل من كل شئ وهو ما فعله مؤخراً عندما قال فى لقاءاته المتكررة أن القاتل الحقيقي للمبحوح هو من سرّب خبر تواجده فى دبي أو كما تعامل مع قاتل سوزان تميم محسن السكري الذى غادر البلاد دون أن يعترضه أحد بعد تنفيذ الجريمة ولم تستطع الشرطة إكتشاف هوية القاتل إلا بعد أن غادر الإمارة ومن ثم ترك الأمر لمصر بموجب إتفاقية للتعاون القانوني والقضائي التى تم إبرامها بين مصر والإمارات عام 2002م ، وهكذا جرى الأمر أيضاً فى تعاطيه مع جريمة سليم التى تلاشت أركانها فى المجهول بعد القبض المزعوم على قتلة ومتآمرين مفترضين ومن ثم ها نحن نراه يبدأ فى تكرار أن شرطته قد قامت بواجباتها على أكمل وجه وأن كل شئ تحت السيطرة والأمن مستتب حتى يرضى عنه وعن أدائه حاكم الإمارة الشيخ راشد بن محمد ليتركه كما وجده فى مركزه الذى يدير منه أمن الإمارة المفترض أنها حديثة بطرق أقل ما يقال عنها أنها قديمة إن لم تكن متخلفة ، فى حين أن الواجب يقضى بإحالته للتقاعد ومعه بقية اللواءات العشر الذين يعملون فى شرطة دبي لأنهم أثبتوا عدم أهليتهم رغم كل المخصصات والرفاهية والمرتبات العالية التى يتقاضونها ومن ثم إحلال كوادر شابه تمَّ تغييبها أو تنحيتها لمجرد أنها أبدت ملاحظاتها أو إشارتها للخلل الظاهر فى إدارة الشرطة للأمن فى دبي من خلف كاميرات المراقبة التى أصبحت خمس وعشرون ألفاً وهذا أيضاً رقم قياسي جديد على ما اعتقد يضاف الى هوس الإمارة بموضة الأرقام القياسية .
فى اللقاء الذى أجراه المذيع ماجد محسن من فضائية دبي فى منتصف فبراير الماضي مع خلفان ثم تلاه تركي الدخيل صاحب برنامج إضاءات على قناة العربية بلقاءٍ آخر فى بداية مارس الجاري يشعر المراقب بل يرى بوضوح حالة التمني التى وصلت لدرجة الهذيان التى دخل فيها رئيس شرطة دبي فتارة يقول أنه متأكد بنسبة فوز الرؤساء العرب بأن الموساد هو من قام بعمليته الجبانة هذه بالرغم من قناعتي التامة بأن ليس هناك شئ إسمه عملية جبانة أو جبن فى عمل الإستخبارات بل إنتهاز الفرصة واستخدامها وتوظيفها لأقصى الحدود ثم يتحدث على أنه يمتلك أدلة غير قابلة للشك فى تورط الجهاز الإسرائيلي ولكننا لا نرى تلك الأدلة ثم يدعو فى تحدٍ رئيس الموساد ( مائير داغان ) على الإعتراف الكامل بالمسؤولية المباشرة لعملية الإغتيال إن كان رجلاً ثم يصف من قاموا بالعملية على أنهم أغبياء وخاصةً من أطلقوا عليه أبو كرش وصاحب الشعر المستعار الذى دخل أصلعاً وخرج بشعر وهنا أقول لقائد شرطة دبي إن مثل هذا التنكر هو تنكر لحظي لفترة قصيرة جداً ريثما تتم العملية ولو كانت شرطة دبي تراقب أو كانت ( صاحية ) لكانت هذه اللقطة لوحدها كافية لإلقاء القبض على أحدهم أوأكثر وربما قد تحبط العملية برمتها ، ثم يردف خلفان بأنهم فى شرطة دبي يعرفون إن كان الشخص ذكياً أو غبياً وأنهم أذكى من الموساد ولو أرادوا ( أى ) خلفان ومن خلفه شرطة دبي على إختراق الموساد لأستطاعوا ذلك ( يا عيني ) وأضاف فى مكانٍ آخر من اللقاء أن من قاموا بعملية الإغتيال لا يعرفون شيئاً عن كيفية التنكر ويستطيع هو وشرطته فى دبي أن يعطوهم دروساً فى فن التنكر وبالطبع تنفيذ مهمة الإغتيال بطريقة أفضل وأذكى وأوجع من هذه ثم ختم حديثه فى نقطةٍ أخرى مثيرة وغامضة وهي أن شرطة دبي تعرف فى مثل هذه الحالات كيف تعيد عقارب الساعة الى الوراء وتأتي من نقطة البداية كلام عجيب جداً ياترى ماذا يعني هذا الكلام غير أنك تضغط على زر فى جهاز التسجيل وتعيد ما تم تسجيله فى كاميرات المراقبة الذاتية فقط وتكرره مئات المرات لتعرف متى وقع الأمر وليس حتى كيفيته ؟! مع احترامي لهذه الشرطة أن مثل هذه الأمور يستطيع طفل لم يتعد الخامسة من عمره أن يقوم بها وأما إن كان هناك تفسير آخر لمسألة إعادة عقارب الساعة أو الزمن الى الوراء هذه فليتفضل ضاحي خلفان بشرحها أو توضيحها لأنها مهمة جداً ، وهذه العملية ليست مكشوفة كما يقول خلفان والدليل هو لم تستطع دبي أن تحبطها أو تمسك بأي من المتهمين .
إن عملية إغتيال المبحوح فى دبي بهذه الطريقة أو هذا الأسلوب الذى تقول دبي وتشاركها فى ذلك دول عديدة أنه أسلوبٌ موسادي صرف ولكن لا أحد يملك دليلاً واحداً لإدانة هذا الجهاز الغبي كما وصفه خلفان الذى يطلب من ذلك الجهاز فى مفارقة غريبة وعجيبة أن يكشف عن غبائه لهو أمر يدل على مدى التخبط الذى وقع فيه رئيس شرطة دبي الذى دائماً ما يظهر على الشاشات عقب كل مصيبة من المصائب التى لا تنتهي فى الإمارة معدداً مزايا الجهاز وقدراته الخارقة وانتصاراته الباهرة على المجرمين والعابثين والحاقدين والمتلاعبين بأمن الإمارة واستقرارها ودائماً فى أقل من أربعٍ وعشرين ساعة أنه استطاع أن يفك طلاسم كل جريمة وقعت أو ستقع فى دبي ولكنه بالرغم من ذلك لم يستطع أن يثبت جدارته وجدارة جهازه فى ثلاث جرائم وقعت فى عقر داره فى تحدٍ صارخ له ولشرطته فلا هو عاق المجرمين فى الوصول الى أهدافهم ولا هو استطاع القبض على أياً منهم وخاصة فى الجريمة المتعلقة بالمبحوح بل بالعكس نراه وكأنه حمد ربه على أن الأمور تمت تصفيتها أو ستتم تصفيتها بعيداً عنه وعن إمارته ، وها هو الآن يريد أن يظهر بمظهر مختلف بعد عملية المبحوح لأن الأمر تكرر مما وضعه فى موقف محرج أمام حاكم الإمارة الذى يبدو أنه غاضب عليه إذ لم يشارك فى تكريمه بمناسبة مرور أكثر من أربعين عاماً على تربعه فى قمة الجهاز ( بالرغم من أن الحدث مهم على الأقل لرئيس شرطة دبي ) وبعث له ولي العهد إبنه حمدان ليعبر عن ذلك الغضب أو ليمهد له طريق الإستقالة ولكن الغريب فى الأمر أن لا يزال قائد شرطة دبي وبعد ما يقارب الثلاثة أشهر من عملية إغتيال المبحوح وأكثر من أربعين عاماً فى سلك الشرطة لم يقدم استقالته بل يصر على أن تتم إقالته. [/color]
هناك احتمالات أخرى غير التى ذهب إليها خلفان وشرطته فيما يتعلق باقتحام غرفة المبحوح من بينها حصول المقتحمين على أرقام أقفال الغرفة من أحد العاملين أو العاملات فى الفندق أو على الأقل سهل دخولهم للغرفة شخص ما ومن ثم أغلقها من الخارج أو كان المقتحمون أصلاً فى الممر وعندما علموا بلحظة قدوم المبحوح تظاهروا بأنهم يغلقون غرفهم للمغادرة أو فتحها للدخول وما أن فتح المبحوح غرفته حتى إنقضوا عليه دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة من هول المفاجأة ومن ثم شلوا حركته وأجهزوا عليه بعد ذلك وبكل تأكيد لم يضيّع المقتحمون ثلث الساعة إياها فى المقاومة أو المصارعة مع المبحوح بل إنهم قد أخضعوه من اللحظة الأولى لدخوله غرفته أو إدخاله غرفة أحدهم ومن ثم بدأوا فى استخلاص معلومات دقيقة أو حساسة قد يستفيدون منها فى عمليات أخرى ضد أعضاء الحركة فى حماس أو تلك التى تتعلق بالجندي شاليط واستفادوا من الفترة الزمنية الطويلة جداً بالنسبة للأجهزة الإستخباراتية للحصول على المعلومات أو إستخلاصها وكذلك الأمر للضحية ( من حيث طول المدة الزمنية ) للإعتراف أو الإدلاء بمعلومات فى غاية الأهمية سواءً كان ذلك تحت الضغط والتعذيب أو عن طريق الحقن التى تستخدم لإفراغ المعلومات من رأس الضحية وتصوير كل ذلك حتى يقنعوا إداراتهم بما حققوه وما حصلوا عليه لإستخدامه فى عمليات مشابهة ، إذن هم لم يسارعوا الى قتله فى اللحظة التى دخل إلى غرفته أو أدخلوه اليها عنوة بعد أن كان الممر خالياً لأنهم لو أرادوا قتله لفعلوا ذلك فى ثوانٍ معدودة عن طريق الحقن الذى مورس مع خالد مشعل فى عمّان ومن ثم أغلقوا الغرفة وخرجوا دون تعريض أنفسهم حتى لنسبة ضئيلة جداً من إكتشاف عمليتهم أى لو كان الهدف هو الإغتيال فقط لكان السيناريو غير ذلك تماماً.
خلفان يُمَنِّي النفس أن يخرج من كل ما يحدث فى الإمارة من جرائم بمسرحيات كاميرات المراقبة التى لا تدل على أى حال من الأحوال على ذكاء شرطة دبي بقدر ما تدل على الحرفية العالية للجهاز الموسادي وأفراده الذين لم يثبت خلفان بالأدلة القاطعة تورطتهم كأفراد أو كجهاز وكل الذى يهم من قام بهذه العملية شيئان اثنان لا ثالث لهما أولهما هو تنفيذ المهمة دون ضجيج بقدر الإمكان وثانيهما هو عدم الوقوع فى قبضة الأجهزة الأمنية فى البلد المعني وهذا هو ما حدث بالضبط دون زيادة أو نقصان بالرغم من أن العملية نفسها لم يكن فيها ذكاء لهذه الدرجة بل إنها لا تحتاج الى ذكاء خارق لتنفيذها بقدر حاجتها الى الحرفية العالية ودقة التنسيق والتنفيذ والإستفادة بأكبر قدر ممكن من الثغرات ومواطن الخلل فى الدولة واستغلال الأخطاء أو قل اللا مبالاة ( النوم على الودان ) كما حدث من دبي وشرطتها وكذلك من الأفراد أو الفرد كما فعل المبحوح وجماعته فى حماس .
فليحمد خلفان ربه لأن الخطة (أ) هي التى نجحت ولو تم الإستعانة بالخطة (ب) لربما كان الأمر كارثياً على دبي لمدة طويلة جداً .
أعتقد أن أداء الإستخبارات الأردنية ( بحكم خبرتها وقربها من إسرائيل وموسادها ) أفضل بكثير من شرطة دبي لأنها استطاعت أن تلقي القبض على اثنين من عملاء الموساد صيف عام 1996م إثر حقن خالد مشعل بسم مميت كاد أن يودي بحياته ولم ينج منه إلا بعد أن أرسل الترياق من إسرائيل بعد صفقة مع الأردن تم بموجبها إطلاق سراح العميلين الموساديين ، ولذا نرى حسن نصرالله وهو بالطبع على لائحة أكثر المطلوبين إستهدافاً لدى إسرائيل سواءً بالإغتيال أو القبض نراه يحتاط فى تنقلاته بسرية وحذر ولا يعلن عن وجهته أبداً حتى على أقرب المقربين إليه لأن خطئاً واحداً قد يكلفه حياته أو الوقوع فى قبضة أعداءه على أقل تقدير .
أصبح خلفان فى حالة يرثى لها بهذه التصريحات التى لا تقدم ولا تؤخر وكأنى بالموساد الذين يتهمهم بالنسبة المئوية تلك ودون دليل مادي ملموس يعول عليه ، كأنى بهم عندما يظهر على الفضائيات دون أن يلقي القبض على عميلٍ واحدٍ منهم يضحكون من هذه السذاجة ويلوحون له قائلين : تعيش وتاكل غيرها.
خلفان لم يستطع أن يمنع الجريمة وهذا أمر جائز فى كل أنحاء العالم ولكن عندما يتفاخر قائد شرطة دبي العام بما لجهازه من إمكانات مادية وبشرية وفنية وتقنية أفضل بكثير من الموساد والموساديين عندها يصبح إحباط الجريمة فى المقدمة ثم إلقاء القبض على الجناة قبل مغادرتهم البلاد الهدف الثاني مباشرة ثم تليها المرتبة الثالثة بعد فشل الأولى والثانية ألا وهي الأدلة الدامغة والقاطعة التى لا تقبل الشك ولا التأويل ولا أسلوب ( صدقنى ) الذى يتبعه ضاحي عند لقاءاته مع وسائل الإعلام والذى يفتقر الى المهنية فى أبسط صورها ولا ولا يركن كذلك الى الأمنيات ومخاطبة العدو المفترض بأسلوب الديوانيات أو ( الرَّبْع ) من قبيل كن رجلاً واعترف ، ويجب أن تفهم شرطة دبي أن ما جاء على لسان رئيس شرطتها ليس كلاماً مُنْزَلاً لذا هو قابل للأخذ والرد والتفنيد والتحليل والمراجعة والركل بل يمكن أن يقال عن أن الكثير منه عبارة تبرير للفشل الذريع فى عدم إكتشاف هذا الكم الهائل من أفراد أجهزة الموساد الذين يدخلون ويخرجون ويخططون وينفذون ويبتسمون ويهربون دون أن يلقى خلفان القبض على أياً منهم.
كان من الممكن عندما تمت عملية ذبح سوزان تميم وإغتيال سليم ياماداييف ان تنتبه شرطة دبي بقيادة الفريق الركن خلفان الى مسألة الأمن والحماية سواءً للأفراد أو الجماعات حتى دون أن يشعر المستهدف أنه محمي من قبل جهاز الشرطة أو الأمن وكذلك الحال بالنسبة الى كل من يثير الريبة والشك فرداً كان أو مجموعة حتى تحبط الأجهزة الأمنية العملية قبل وقوعها أو على الأقل القبض على المنفذين والمنفذين المحتملين بالأدلة القاطعة والبراهين الغير قابلة للشك وليس كما تفعل شرطة دبي بصور كاميرات المراقبة والمتاجرة بها فى الأسواق الدولية التى لا تعترف بأدلة الأمنيات ويمكن القول إستناداً لأدلة دبي أنه حتى لو وقع متهماً أو أكثر فان هذه الأدلة التى تشبه الشيكات ( الطايره ) التى يعتقد فيها خلفان لن تدين أياً كان ، إذن فليحمد حاكم دبي ومن ورائهما صاحب الشرطة ربهما بأن المتهمين قد فروا من البلاد لأنه لو قبض على واحد منهم أو أكثر مع هذه الأدلة الركيكة سيجبر على إطلاق سراحه مع الإعتذار لإسرائيل طبعاً.
ذكر خلفان بأنهم فى شرطة دبي قد دخلوا فى شبكة إتصالاتهم ولكنه لم يوضح هل كان ذلك قبل إرتكاب عملية القتل أم بعدها ؟ لأنه إتضح أن كل شئ توصل إليه لم يعد بذى جدوى وتسجيل إنتصارات فى مرمى خصم أنت تعتقد أنه جبان وضعيف وغبي يعتبر نوعاً من الهزيمة فى حد ذاته .
أما آخر صرعات أو تصريحات خلفان هي أن الجواسيس يسرحون ويمرحون فى دول الخليج وكأن الأمر جديد واكتشفه خلفان بعد عملية المبحوح وإن كان كذلك بالنسبة للأجهزة الأمنية فى دول الخليج فمصيبة وإن لم يعلموا فالمصيبة أكبر.
لقد خشي جهاز الموساد الذى يقف فى وجهه خلفان بعد عملية تفريغ كاميرات المراقبة وعرضها على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية من أن يقدم على تنفيذ عمليته تلك فى الصين واستبعد تنفيذها فى السودان وبالطبع لم يجرؤ على أن يقوم بها فى إيران وربما استبعد دولاً أخرى كثيرة قبل أن يختار دبي لإعتبارات كثيرة أولها بالطبع الخلل الأمني والثقة العالية لضاحي خلفان وشرطته الذى وصل لحد الغرور والإستخفاف بالآخرين وكذلك عدم إلمام موظفو المنافذ فى الدولة بالتقنيات العالية والمتغيرة فى عمليات تزوير الوثائق الثبوتية ( وكروت ) السحب المصرفية بل حتى شكل الوجه الذى يمكن تغييره بما يتناسب مع الجواز موضوع التزوير كأن تضع مثلاً أنف إلهام الفضالة قبل عملية التجميل مع أسنان عبدالله بلخير وتضيف إليهما عينا وليد جنبلاط لتجد نفسك أمام شخصية وهمية لا وجود لها تسمى بلخير بن الفضالة بن جنبلاط .
لا أدري أين هو جهاز الإستخبارات أو الأمن الوطني الإماراتي من كل هذا بل أين هو مجلس التعاون الخليجي مما حدث فى دبي لأنه شئ يدعو للإستغراب أن تصمت الأجهزة الأمنية فى الخليج وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن دبي غير منضوية تحت لواء أمنى دفاعي عسكري موحد ؟؟؟!!!!
يستطيع ضاحي خلفان أن ينتفخ كما يشاء ويتفاخر بما يريد ولكنه لن يستطيع أن يقلب هزائمه الأمنية المتتالية إنتصارات
أخيراً نقول لخلفان إن الجهاز الموسادي قد أتى من خلف ظهرك ولم تحم ظهرها ولم تفعل أنت شيئاً يمكن أن يحسب لك لذا الأجدر بك أن تترجل حتى لا تكثر إنتصاراتك المقلوبة .

بس عيب تختلق عناوين من مخيلتك ...




بعدين عميتنا بالخط الكبير ...صحيح نظري ضعيف بس مش لهذه الدرجة




إقتراح بإقالة إقالة رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان


بصرف النظر عن الجرائم الكبيرة إبتداءً من إغتصاب الأطفال وقتلهم ومروراً بسرقات المحلات الكبيرة للذهب والإحتيال والشعوذة والأجور الزهيدة التى تصل لحد السخرة للعمال المهاجرين مقارنة بمستوى دخل الفرد فى دبي وبالتأكيد ليس انتهاءً بتجارة وتهريب المخدرات هناك ملفات أكبر ستجد دبي نفسها محاطة بأسلاكها طال الزمن أو قصر ومن بين تلك الملفات التجارة المغلفة للبشر التى أثبتت التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان أنها فى تزايد مستمر وتتغير وتتشكل بحسب الظروف وتحت مظلات عدة وبالرغم من ذلك نقول إن ملف الإغتيالات والقتل داخل الفنادق أو الشقق أو ( ع الرصيف ) الذى حدث فى الآونة الأخيرة للمعارض الشيشاني والقائد الأسبق لكتيبة الشرق سليم ياماداييف فى نهاية مارس من العام الماضي ومن قبله مقتل سوزان تميم بطريقة بشعة فى نهاية يوليو قبل عامين ثم إغتيال قيادي حماس محمود المبحوح فى فندق السلام روتانا فى الثامن عشر من يناير الماضي تدل على أن إمارة دبي تفتقر الى دعامة أساسية من دعامات الأمن الحقيقي التى تحتاجها فى سعيها ولهاثها الطويل لتكون مركزاً دولياً مهماً فى الشرق الأوسط على أقل تقدير ، فمثل هذه الأحداث المؤسفة فى الحقيقة تظل عالقة لمدة طويلة فى أذهان الناس حول العالم وستحد كثيراً من طموح الإمارة ومغامراتها ومقامراتها وفرقعاتها شبه اليومية أوعلى الأقل فليكن الأمر حفاظاً على ما تبقى من مستقبلها السياحي والإقتصادي والريادي والحضاري .
فبدل أن يصلح حاكم دبي ورئيس شرطتها أحوال الأمن ويعزز من طرق الحماية فيها للأفراد والجماعات نرى أن العكس هو ما يحدث وذلك عندما يظهر خلفان مبرراً لإخفاقاته باخفاقات غيره وهو يلقي بالكرة فى الملاعب الإقليمية أوالدولية.
فدبي لم تفعل ما كان يجب أن تفعله عندما قتلت سوزان أو كما تم مع إغتيال ياماداييف ألا وهو مراقبة الأشخاص المشتبه بهم داخل الإمارة أو مراقبة كل حركة مريبة تأتي منهم أو من غيرهم من خلال هذا الكم الهائل ( من كاميرات المراقبة الذاتية التسجيل ) التى لا تساعد أبداً فى منع وقوع الجريمة ولا تحد من الخسائر المادية والبشرية ولا تستطيع أيضاً أن تجبر هؤلاء المجرمون والقتلة على تغيير خططهم أو حتى تربكهم ما دامت تعمل بشكل تلقائي أو آلي ، فالكاميرات فى هذه الحالة قد تصلح وفى نطاق محدود لإثبات أدلة ما وليس أن تكون الكاميرات فى حد ذاتها هي الأدلة وحقيقة القول أنها لا تصلح لما يسعى خلفه ضاحى خلفان أو يروج له ولن يجني غير السراب تماماً كما حدث حتى هذه اللحظة فى قضيتي الشيشاني سليم واللبنانية تميم .
المخضرم رئيس شرطة دبي الذى تنقل فى هذا الجهاز لأكثر من أربعين عاماً لم يستطع أن يضع نظاماً للإنذار المبكر للجرائم المحتملة وعمليات الإغتيال حفاظاً على سمعة الإمارة وتطلعاتها تماشياً مع الطفرة الإقتصادية والإنفتاح على العالم الذى بدأه الشيخ محمد بن راشد عندما تسلم دفة القيادة فى الإمارة عام 2006م وكان وقتها قد مضى على خلفان أكثر من ستٍ وعشرين سنة فى قيادة شرطة دبي وكل الذى يقوم به هو تحليل الجريمة بمساعدة خبراء أجانب وربط خيوطها بعد الرجوع الى الكاميرات إياها ثم بعد ذلك يلعب لعبته التالية وهي رمي الكرة فى ملعب الغير والتنصل من كل شئ وهو ما فعله مؤخراً عندما قال فى لقاءاته المتكررة أن القاتل الحقيقي للمبحوح هو من سرّب خبر تواجده فى دبي أو كما تعامل مع قاتل سوزان تميم محسن السكري الذى غادر البلاد دون أن يعترضه أحد بعد تنفيذ الجريمة ولم تستطع الشرطة إكتشاف هوية القاتل إلا بعد أن غادر الإمارة ومن ثم ترك الأمر لمصر بموجب إتفاقية للتعاون القانوني والقضائي التى تم إبرامها بين مصر والإمارات عام 2002م ، وهكذا جرى الأمر أيضاً فى تعاطيه مع جريمة سليم التى تلاشت أركانها فى المجهول بعد القبض المزعوم على قتلة ومتآمرين مفترضين ومن ثم ها نحن نراه يبدأ فى تكرار أن شرطته قد قامت بواجباتها على أكمل وجه وأن كل شئ تحت السيطرة والأمن مستتب حتى يرضى عنه وعن أدائه حاكم الإمارة الشيخ راشد بن محمد ليتركه كما وجده فى مركزه الذى يدير منه أمن الإمارة المفترض أنها حديثة بطرق أقل ما يقال عنها أنها قديمة إن لم تكن متخلفة ، فى حين أن الواجب يقضى بإحالته للتقاعد ومعه بقية اللواءات العشر الذين يعملون فى شرطة دبي لأنهم أثبتوا عدم أهليتهم رغم كل المخصصات والرفاهية والمرتبات العالية التى يتقاضونها ومن ثم إحلال كوادر شابه تمَّ تغييبها أو تنحيتها لمجرد أنها أبدت ملاحظاتها أو إشارتها للخلل الظاهر فى إدارة الشرطة للأمن فى دبي من خلف كاميرات المراقبة التى أصبحت خمس وعشرون ألفاً وهذا أيضاً رقم قياسي جديد على ما اعتقد يضاف الى هوس الإمارة بموضة الأرقام القياسية .
فى اللقاء الذى أجراه المذيع ماجد محسن من فضائية دبي فى منتصف فبراير الماضي مع خلفان ثم تلاه تركي الدخيل صاحب برنامج إضاءات على قناة العربية بلقاءٍ آخر فى بداية مارس الجاري يشعر المراقب بل يرى بوضوح حالة التمني التى وصلت لدرجة الهذيان التى دخل فيها رئيس شرطة دبي فتارة يقول أنه متأكد بنسبة فوز الرؤساء العرب بأن الموساد هو من قام بعمليته الجبانة هذه بالرغم من قناعتي التامة بأن ليس هناك شئ إسمه عملية جبانة أو جبن فى عمل الإستخبارات بل إنتهاز الفرصة واستخدامها وتوظيفها لأقصى الحدود ثم يتحدث على أنه يمتلك أدلة غير قابلة للشك فى تورط الجهاز الإسرائيلي ولكننا لا نرى تلك الأدلة ثم يدعو فى تحدٍ رئيس الموساد ( مائير داغان ) على الإعتراف الكامل بالمسؤولية المباشرة لعملية الإغتيال إن كان رجلاً ثم يصف من قاموا بالعملية على أنهم أغبياء وخاصةً من أطلقوا عليه أبو كرش وصاحب الشعر المستعار الذى دخل أصلعاً وخرج بشعر وهنا أقول لقائد شرطة دبي إن مثل هذا التنكر هو تنكر لحظي لفترة قصيرة جداً ريثما تتم العملية ولو كانت شرطة دبي تراقب أو كانت ( صاحية ) لكانت هذه اللقطة لوحدها كافية لإلقاء القبض على أحدهم أوأكثر وربما قد تحبط العملية برمتها ، ثم يردف خلفان بأنهم فى شرطة دبي يعرفون إن كان الشخص ذكياً أو غبياً وأنهم أذكى من الموساد ولو أرادوا ( أى ) خلفان ومن خلفه شرطة دبي على إختراق الموساد لأستطاعوا ذلك ( يا عيني ) وأضاف فى مكانٍ آخر من اللقاء أن من قاموا بعملية الإغتيال لا يعرفون شيئاً عن كيفية التنكر ويستطيع هو وشرطته فى دبي أن يعطوهم دروساً فى فن التنكر وبالطبع تنفيذ مهمة الإغتيال بطريقة أفضل وأذكى وأوجع من هذه ثم ختم حديثه فى نقطةٍ أخرى مثيرة وغامضة وهي أن شرطة دبي تعرف فى مثل هذه الحالات كيف تعيد عقارب الساعة الى الوراء وتأتي من نقطة البداية كلام عجيب جداً ياترى ماذا يعني هذا الكلام غير أنك تضغط على زر فى جهاز التسجيل وتعيد ما تم تسجيله فى كاميرات المراقبة الذاتية فقط وتكرره مئات المرات لتعرف متى وقع الأمر وليس حتى كيفيته ؟! مع احترامي لهذه الشرطة أن مثل هذه الأمور يستطيع طفل لم يتعد الخامسة من عمره أن يقوم بها وأما إن كان هناك تفسير آخر لمسألة إعادة عقارب الساعة أو الزمن الى الوراء هذه فليتفضل ضاحي خلفان بشرحها أو توضيحها لأنها مهمة جداً ، وهذه العملية ليست مكشوفة كما يقول خلفان والدليل هو لم تستطع دبي أن تحبطها أو تمسك بأي من المتهمين .
إن عملية إغتيال المبحوح فى دبي بهذه الطريقة أو هذا الأسلوب الذى تقول دبي وتشاركها فى ذلك دول عديدة أنه أسلوبٌ موسادي صرف ولكن لا أحد يملك دليلاً واحداً لإدانة هذا الجهاز الغبي كما وصفه خلفان الذى يطلب من ذلك الجهاز فى مفارقة غريبة وعجيبة أن يكشف عن غبائه لهو أمر يدل على مدى التخبط الذى وقع فيه رئيس شرطة دبي الذى دائماً ما يظهر على الشاشات عقب كل مصيبة من المصائب التى لا تنتهي فى الإمارة معدداً مزايا الجهاز وقدراته الخارقة وانتصاراته الباهرة على المجرمين والعابثين والحاقدين والمتلاعبين بأمن الإمارة واستقرارها ودائماً فى أقل من أربعٍ وعشرين ساعة أنه استطاع أن يفك طلاسم كل جريمة وقعت أو ستقع فى دبي ولكنه بالرغم من ذلك لم يستطع أن يثبت جدارته وجدارة جهازه فى ثلاث جرائم وقعت فى عقر داره فى تحدٍ صارخ له ولشرطته فلا هو عاق المجرمين فى الوصول الى أهدافهم ولا هو استطاع القبض على أياً منهم وخاصة فى الجريمة المتعلقة بالمبحوح بل بالعكس نراه وكأنه حمد ربه على أن الأمور تمت تصفيتها أو ستتم تصفيتها بعيداً عنه وعن إمارته ، وها هو الآن يريد أن يظهر بمظهر مختلف بعد عملية المبحوح لأن الأمر تكرر مما وضعه فى موقف محرج أمام حاكم الإمارة الذى يبدو أنه غاضب عليه إذ لم يشارك فى تكريمه بمناسبة مرور أكثر من أربعين عاماً على تربعه فى قمة الجهاز ( بالرغم من أن الحدث مهم على الأقل لرئيس شرطة دبي ) وبعث له ولي العهد إبنه حمدان ليعبر عن ذلك الغضب أو ليمهد له طريق الإستقالة ولكن الغريب فى الأمر أن لا يزال قائد شرطة دبي وبعد ما يقارب الثلاثة أشهر من عملية إغتيال المبحوح وأكثر من أربعين عاماً فى سلك الشرطة لم يقدم استقالته بل يصر على أن تتم إقالته. [/color]
هناك احتمالات أخرى غير التى ذهب إليها خلفان وشرطته فيما يتعلق باقتحام غرفة المبحوح من بينها حصول المقتحمين على أرقام أقفال الغرفة من أحد العاملين أو العاملات فى الفندق أو على الأقل سهل دخولهم للغرفة شخص ما ومن ثم أغلقها من الخارج أو كان المقتحمون أصلاً فى الممر وعندما علموا بلحظة قدوم المبحوح تظاهروا بأنهم يغلقون غرفهم للمغادرة أو فتحها للدخول وما أن فتح المبحوح غرفته حتى إنقضوا عليه دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة من هول المفاجأة ومن ثم شلوا حركته وأجهزوا عليه بعد ذلك وبكل تأكيد لم يضيّع المقتحمون ثلث الساعة إياها فى المقاومة أو المصارعة مع المبحوح بل إنهم قد أخضعوه من اللحظة الأولى لدخوله غرفته أو إدخاله غرفة أحدهم ومن ثم بدأوا فى استخلاص معلومات دقيقة أو حساسة قد يستفيدون منها فى عمليات أخرى ضد أعضاء الحركة فى حماس أو تلك التى تتعلق بالجندي شاليط واستفادوا من الفترة الزمنية الطويلة جداً بالنسبة للأجهزة الإستخباراتية للحصول على المعلومات أو إستخلاصها وكذلك الأمر للضحية ( من حيث طول المدة الزمنية ) للإعتراف أو الإدلاء بمعلومات فى غاية الأهمية سواءً كان ذلك تحت الضغط والتعذيب أو عن طريق الحقن التى تستخدم لإفراغ المعلومات من رأس الضحية وتصوير كل ذلك حتى يقنعوا إداراتهم بما حققوه وما حصلوا عليه لإستخدامه فى عمليات مشابهة ، إذن هم لم يسارعوا الى قتله فى اللحظة التى دخل إلى غرفته أو أدخلوه اليها عنوة بعد أن كان الممر خالياً لأنهم لو أرادوا قتله لفعلوا ذلك فى ثوانٍ معدودة عن طريق الحقن الذى مورس مع خالد مشعل فى عمّان ومن ثم أغلقوا الغرفة وخرجوا دون تعريض أنفسهم حتى لنسبة ضئيلة جداً من إكتشاف عمليتهم أى لو كان الهدف هو الإغتيال فقط لكان السيناريو غير ذلك تماماً.
خلفان يُمَنِّي النفس أن يخرج من كل ما يحدث فى الإمارة من جرائم بمسرحيات كاميرات المراقبة التى لا تدل على أى حال من الأحوال على ذكاء شرطة دبي بقدر ما تدل على الحرفية العالية للجهاز الموسادي وأفراده الذين لم يثبت خلفان بالأدلة القاطعة تورطتهم كأفراد أو كجهاز وكل الذى يهم من قام بهذه العملية شيئان اثنان لا ثالث لهما أولهما هو تنفيذ المهمة دون ضجيج بقدر الإمكان وثانيهما هو عدم الوقوع فى قبضة الأجهزة الأمنية فى البلد المعني وهذا هو ما حدث بالضبط دون زيادة أو نقصان بالرغم من أن العملية نفسها لم يكن فيها ذكاء لهذه الدرجة بل إنها لا تحتاج الى ذكاء خارق لتنفيذها بقدر حاجتها الى الحرفية العالية ودقة التنسيق والتنفيذ والإستفادة بأكبر قدر ممكن من الثغرات ومواطن الخلل فى الدولة واستغلال الأخطاء أو قل اللا مبالاة ( النوم على الودان ) كما حدث من دبي وشرطتها وكذلك من الأفراد أو الفرد كما فعل المبحوح وجماعته فى حماس .
فليحمد خلفان ربه لأن الخطة (أ) هي التى نجحت ولو تم الإستعانة بالخطة (ب) لربما كان الأمر كارثياً على دبي لمدة طويلة جداً .
أعتقد أن أداء الإستخبارات الأردنية ( بحكم خبرتها وقربها من إسرائيل وموسادها ) أفضل بكثير من شرطة دبي لأنها استطاعت أن تلقي القبض على اثنين من عملاء الموساد صيف عام 1996م إثر حقن خالد مشعل بسم مميت كاد أن يودي بحياته ولم ينج منه إلا بعد أن أرسل الترياق من إسرائيل بعد صفقة مع الأردن تم بموجبها إطلاق سراح العميلين الموساديين ، ولذا نرى حسن نصرالله وهو بالطبع على لائحة أكثر المطلوبين إستهدافاً لدى إسرائيل سواءً بالإغتيال أو القبض نراه يحتاط فى تنقلاته بسرية وحذر ولا يعلن عن وجهته أبداً حتى على أقرب المقربين إليه لأن خطئاً واحداً قد يكلفه حياته أو الوقوع فى قبضة أعداءه على أقل تقدير .
أصبح خلفان فى حالة يرثى لها بهذه التصريحات التى لا تقدم ولا تؤخر وكأنى بالموساد الذين يتهمهم بالنسبة المئوية تلك ودون دليل مادي ملموس يعول عليه ، كأنى بهم عندما يظهر على الفضائيات دون أن يلقي القبض على عميلٍ واحدٍ منهم يضحكون من هذه السذاجة ويلوحون له قائلين : تعيش وتاكل غيرها.
خلفان لم يستطع أن يمنع الجريمة وهذا أمر جائز فى كل أنحاء العالم ولكن عندما يتفاخر قائد شرطة دبي العام بما لجهازه من إمكانات مادية وبشرية وفنية وتقنية أفضل بكثير من الموساد والموساديين عندها يصبح إحباط الجريمة فى المقدمة ثم إلقاء القبض على الجناة قبل مغادرتهم البلاد الهدف الثاني مباشرة ثم تليها المرتبة الثالثة بعد فشل الأولى والثانية ألا وهي الأدلة الدامغة والقاطعة التى لا تقبل الشك ولا التأويل ولا أسلوب ( صدقنى ) الذى يتبعه ضاحي عند لقاءاته مع وسائل الإعلام والذى يفتقر الى المهنية فى أبسط صورها ولا ولا يركن كذلك الى الأمنيات ومخاطبة العدو المفترض بأسلوب الديوانيات أو ( الرَّبْع ) من قبيل كن رجلاً واعترف ، ويجب أن تفهم شرطة دبي أن ما جاء على لسان رئيس شرطتها ليس كلاماً مُنْزَلاً لذا هو قابل للأخذ والرد والتفنيد والتحليل والمراجعة والركل بل يمكن أن يقال عن أن الكثير منه عبارة تبرير للفشل الذريع فى عدم إكتشاف هذا الكم الهائل من أفراد أجهزة الموساد الذين يدخلون ويخرجون ويخططون وينفذون ويبتسمون ويهربون دون أن يلقى خلفان القبض على أياً منهم.
كان من الممكن عندما تمت عملية ذبح سوزان تميم وإغتيال سليم ياماداييف ان تنتبه شرطة دبي بقيادة الفريق الركن خلفان الى مسألة الأمن والحماية سواءً للأفراد أو الجماعات حتى دون أن يشعر المستهدف أنه محمي من قبل جهاز الشرطة أو الأمن وكذلك الحال بالنسبة الى كل من يثير الريبة والشك فرداً كان أو مجموعة حتى تحبط الأجهزة الأمنية العملية قبل وقوعها أو على الأقل القبض على المنفذين والمنفذين المحتملين بالأدلة القاطعة والبراهين الغير قابلة للشك وليس كما تفعل شرطة دبي بصور كاميرات المراقبة والمتاجرة بها فى الأسواق الدولية التى لا تعترف بأدلة الأمنيات ويمكن القول إستناداً لأدلة دبي أنه حتى لو وقع متهماً أو أكثر فان هذه الأدلة التى تشبه الشيكات ( الطايره ) التى يعتقد فيها خلفان لن تدين أياً كان ، إذن فليحمد حاكم دبي ومن ورائهما صاحب الشرطة ربهما بأن المتهمين قد فروا من البلاد لأنه لو قبض على واحد منهم أو أكثر مع هذه الأدلة الركيكة سيجبر على إطلاق سراحه مع الإعتذار لإسرائيل طبعاً.
ذكر خلفان بأنهم فى شرطة دبي قد دخلوا فى شبكة إتصالاتهم ولكنه لم يوضح هل كان ذلك قبل إرتكاب عملية القتل أم بعدها ؟ لأنه إتضح أن كل شئ توصل إليه لم يعد بذى جدوى وتسجيل إنتصارات فى مرمى خصم أنت تعتقد أنه جبان وضعيف وغبي يعتبر نوعاً من الهزيمة فى حد ذاته .
أما آخر صرعات أو تصريحات خلفان هي أن الجواسيس يسرحون ويمرحون فى دول الخليج وكأن الأمر جديد واكتشفه خلفان بعد عملية المبحوح وإن كان كذلك بالنسبة للأجهزة الأمنية فى دول الخليج فمصيبة وإن لم يعلموا فالمصيبة أكبر.
لقد خشي جهاز الموساد الذى يقف فى وجهه خلفان بعد عملية تفريغ كاميرات المراقبة وعرضها على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية من أن يقدم على تنفيذ عمليته تلك فى الصين واستبعد تنفيذها فى السودان وبالطبع لم يجرؤ على أن يقوم بها فى إيران وربما استبعد دولاً أخرى كثيرة قبل أن يختار دبي لإعتبارات كثيرة أولها بالطبع الخلل الأمني والثقة العالية لضاحي خلفان وشرطته الذى وصل لحد الغرور والإستخفاف بالآخرين وكذلك عدم إلمام موظفو المنافذ فى الدولة بالتقنيات العالية والمتغيرة فى عمليات تزوير الوثائق الثبوتية ( وكروت ) السحب المصرفية بل حتى شكل الوجه الذى يمكن تغييره بما يتناسب مع الجواز موضوع التزوير كأن تضع مثلاً أنف إلهام الفضالة قبل عملية التجميل مع أسنان عبدالله بلخير وتضيف إليهما عينا وليد جنبلاط لتجد نفسك أمام شخصية وهمية لا وجود لها تسمى بلخير بن الفضالة بن جنبلاط .
لا أدري أين هو جهاز الإستخبارات أو الأمن الوطني الإماراتي من كل هذا بل أين هو مجلس التعاون الخليجي مما حدث فى دبي لأنه شئ يدعو للإستغراب أن تصمت الأجهزة الأمنية فى الخليج وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن دبي غير منضوية تحت لواء أمنى دفاعي عسكري موحد ؟؟؟!!!!
يستطيع ضاحي خلفان أن ينتفخ كما يشاء ويتفاخر بما يريد ولكنه لن يستطيع أن يقلب هزائمه الأمنية المتتالية إنتصارات
أخيراً نقول لخلفان إن الجهاز الموسادي قد أتى من خلف ظهرك ولم تحم ظهرها ولم تفعل أنت شيئاً يمكن أن يحسب لك لذا الأجدر بك أن تترجل حتى لا تكثر إنتصاراتك المقلوبة .

إن أقالوه الآن فبرأيي لأنه صدّق أنه حر في تصريحاته و لأنه تسرع في نشر صور العملاء الاوربيين. و ظن أنه يستطيع إحراج اسرائيل و الدول الاوربية المتعاونة معها في عملية اغتيال المبحوح.
جاءه الجواب . وهذه رسالة لخلفه بأن هناك خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها.

يااخوان سته آلاف مره، من لا يرى في الخليج مكان جيد للحياه، لا يجي من بلده.

نحن أكثر دول العالم تخلفاً، لأن ليس لدينا معتقلات كالأوربيين، ولا نفعل ماتفعله أمريكا مع المكسيكيين وكوريا مع الجنوب آسيويين.

هؤلاء المظلومين يبكون بهستيريا عند تسفيرهم لبلدانهم ويفضلون الموت على الوقوع في أيدي دوائر الهجرة والجوزات.

اختلف مع كاتب المقال
حماية الشخصيات الاجنبية يعنى من غير المواطنين لا تتم الا عن طريق الجهاز السياسى و لا علاقة للشرطة بالموضوع .
الجهاز الامنى مهما كان متطورا لا يستطيع حماية كل شخصية معرضة للاغتيال لاسباب سياسية او مافيوية او انتقامية ...الخ
الجهاز السياسى هو القادر على وقف هذه الاغتيالات , لان الجهة التى تنفذ الاغتيال اذا علمت ان نتيجة عملياتها هو ضربة سياسية مدمرة او اجراء عسكرى انتقامى فانها ستفكر الف مرة قبل ان تنفذ الاغتيال.
فى اوروبا تتواجد المعارضة من العالم الثالث ,و اغتيال اى فرد منها اسهل من ذبح الدجاج , و لكن الانظمة فى العالم الثالث تحسب حساب ردة فعل دول اوروبا و العواقب المترتبة على اى خطوة كهذه , كما ان اغتيال قادة الثورة الفلسطينية او قادة صهاينة فى اوروبا اسهل من اى مكان اخر و لكن العواقب السياسية المترتبة على هذه الخطوة ستكون مكلفة جدا .
لا ننسى العمليات الفدائية التى تمت فى اوروبا و لم تستطع اجهزة الاستخبارات الاوروبية المتطورة ان تمنع هذه العمليات و لم تستطع ان تمنع اغتيال قادة فلسطينيين فى اوروبا بترتيب الموساد.
توقف هذه الاغتيالات تم فقط بضغط سياسى على الطرفين.
ارى ان خلفان قام بواجبه على اكمل وجه و توجيهه الاتهام الى فرد من داخل حماس هو اتهام منطقى و صحيح مائة فى المائة لان الشهيد تم انتظاره فى المطار من قبل المجرمين و هذا يعنى انه مرصود من قبل دخوله الى دبى .
خلفان قام بواجبه و جعل الكرة فى ملعب الجهاز السياسى الاماراتى و العربى ليقوم بواجبه و لكنه لم يفعل.
بالنسبة لاغتيال ياماداييف الشيشانى فقد تم القبض على الفاعلين و قدم اسم الرجل الذى حجز المرتزقة و دفع لهم و هذه جرائم فى روسيا بالمئات و لا يتم الكشف عن شئ فيها .
شخصيا احيى جهاز الامن الاماراتى على قيامه بواجبه على اكمل وجه.

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار