الله يصيب الأمريكان بالمصائب لفسقهم وجبروتهم
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/20..._tc2.shtml
حاكم ولاية لويزيانا الامريكية: التسرب النفطي "يهدد رزقنا"
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
قال بوبي جندال، حاكم ولاية لويزيانا الامريكية التي تشرف على خليج المكسيك، إن البقعة النفطية الهائلة التي نتجت عن تسرب النفط الخام من منصة تابعة لشركة البترول البريطانية تهدد سكان ولايته في موارد رزقهم.
ويستعد الرئيس باراك اوباما للتوجه الى المنطقة المنكوبة ليطلع بنفسه على حجم الدمار الذي تتسبب فيه البقعة النفطية للمناطق الساحلية في اربع ولايات امريكية جنوبية، في الوقت الذي قال خبراء فيه إن حجم البقعة قد تضاعف ثلاث مرات في الايام القليلة الماضية.
فقد أكد هانز غريبر الباحث في جامعة ميامي الأمريكية أن البقعة النفطية هي أكبر بواقع ثلاث مرات على الاقل مما كان يعتقد اصلا. وقال "وفقا للصور الاخيرة التي تلقيناها من الاقمار الصناعية فان حجم البقعة اكبر ثلاث مرات" من التقديرات السابقة. وأضاف أن "البقعة تزداد حجما مع الوقت ومن المرجح أن تكون اصبحت بالفعل أكبر من حساباتنا".
لكن الأدميرال الأمريكي المسؤول عن محاصرة التسرب النفطي في السواحل الأمريكية لخليج المكسيك اكد بأن انتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز في تلك المنطقة لم يتأثر، مضيفا أن ناقلات النفط تعمل كالمعتاد في السواحل الجنوبية للولايات المتحدة الغنية بالنفط والغاز.
ومن جانب أخر، أعاقت الرياح القوية وصول القوارب والطائرات إلى المواقع التي تنتشر فيها بقعة الزيت في خليج المكسيك من أجل احتوائها.
اجتماع
وسيجتمع حاكم لويزيانا بالرئيس اوباما في وقت لاحق من يوم الاحد لبحث سبل التعامل مع الكارثة التي سببها التسرب النفطي، والتي حمل الرئيس الامريكي شركة النفط البريطانية (BP) مسؤوليتها.
وقال الحاكم جندال في مؤتمر صحفي يوم امس السبت: "هذا التسرب النفطي لا يهدد المسطحات المائية وصناعة صيد الاسماك في ولايتنا فحسب، بل يهدد ايضا موارد رزقنا واسلوب حياتنا."
وكشف جندال بأنه لم يتسلم من الشركة البريطانية بعد اية خطط مفصلة عن الكيفية التي تنوي بها وقف التسرب من البئر النفطية في خليج المكسيك، الا انه اكد على انه "ينبغي على الشركة تحمل نفقات كافة الخطوات التي تتخذها لحماية المناطق الساحلية."
ومن المتوقع ان يصل الى ولاية لويزيانا يوم الاحد ايضا توني هيوارد رئيس مجلس ادارة شركة النفط البريطانية. وكانت الشركة قد اكدت بأنها ستلتزم بتعويض كل المتضررين المتقدمين بطلبات مشروعة.
شركة النفط البريطانية
وقد دعا المسؤولون الامريكيون الشركة الى اتخاذ اجراءات عاجلة وتوفير المزيد من الموارد لحل المشكلة، بينما قال اندرو جاورز الناطق باسم (BP) إن شركته اطلقت ما وصفها بـ "اوسع عملية تنظيف بحرية على الاطلاق"
تشارك فيها 76 سفينة وخمس طائرات وتستخدم مليون قدم من الحواجز العائمة لاحتواء البقعة النفطية.
وقد بدأت بقعة الزيت الآن في الوصول إلى شواطئ لويزيانا وتهدد شواطئ ثلاث ولايات امريكية اخرى.
المنصة المحترقة قبالة سواحل لويزيانا
يتسرب النفط بمعدل 5 آلاف برميل يوميا
ويقول المحللون ان الكارثة توشك ان تتجاوز كارثة تسرب اكسون فالديز عام 1989 لتصبح اسوأ كارثة تسرب نفطي في تاريخ امريكا.
وانضمت ولايتا مسيسيبي والاباما لولايتي لويزيانا وفلوريدا في اعلان حالة الطوارئ تحسبا لوصول بقعة الزيت من التسرب النفطي المستمر الى شواطئها.
"بقعة بحجم جزيرة بورتو ريكو"
وكان خفر السواحل الامريكي قد قدر اول الامر حجم التسرب النفطي بـ 200,000 جالون، الا انه اعترف يوم السبت باستحالة الاتيان بتقدير مضبوط، ولكن صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية وحللتها جامعة ميامي تشير
الى ان حجم البقعة تضاعف عدة مرات وهي الآن تضاهي بمساحتها مساحة جزيرة بورتو ريكو.
ومن المقرر ان يجتمع رؤساء الاجهزة القضائية للولايات الاربع الاكثر تأثرا بالتسرب اضافة الى ولاية تكساس في ولاية الاباما يوم الاحد للبحث في الخيارات القانونية المتاحة لهم للتعامل مع الكارثة ونتائجها.
ويقول اندي جالاجر مراسل بي بي سي في لويزيانا إن بقعة الزيت تهدد واحدة من اهم الانظمة البيئية في الولايات المتحدة،
فمسطحات لويزيانا المائية الواسعة تعتبر مركزا لصناعة صيد اسماك قيمتها عدة مليارات من الدولارات اضافة الى كونها منطقة لتكاثر الاسماك والروبيان والجمبري والمحار.
وتقول مصادر الانواء الجوية إن الرياح القوية التي تدفع بقعة النفط صوب السواحل الامريكية ستستمر يوم الاحد.
"اسوأ من كاترينا"
الا ان الاضرار التي تتسبب فيها البقعة مرشحة للتفاقم. فبينما بدأت مراكز الانقاذ المتخصصة عملها في تنظيف الطيور البحرية التي تأثرت بالبقعة، حذرت المجموعات المدافعة عن البيئة من ان تأثيراتها ستستمر لفترة طويلة.
وقال احد سكان ولاية لويزيانا لبي بي سي إن هذه الكارثة أسوأ بكثير من كارثة اعصار كاترينا الذي ضرب مدينة نيو اورلينز عام 2005.
وقال: "هذه الكارثة أسوأ بكثير من كاترينا، لأن اصلاح ما ستخلفه سيستغرق عدة سنوات."