أخشى أن تصل الديمقراطية بدون أن ننتبه اليها.

ما هي المعايير التي نقيسها بها فنعرفها؟

عزيزي الكندي ،

الموضوع كما قرات في الاعلى لم يتحدث عن ديموقراطية تاتي مع المستعمر . باختصار و كما قلنا في الاعلى :

الديموقراطية هي نتاج لمحصلة القوى داخل المجتمع . فاذا تعادلت القوى السياسية الفاعلة فيه توصل المجتمع الى شكل ديموقراطي من الحكم . اما اذا تغلبت فئة على بقية الفئات بما حازته من ثروات او قوة عددية و تسليح و دعم خارجي قوي فانها تستولي على السلطة و تحرم بقية القوى من ابسط حقوقها . و ان الاسنة الحراب الامريكية و المال و السلاح الذي عملت على نشره امريكا في العراق منذ سنين ، اضافة الى جهودها المحمومة في اقامة تحالف بين القوى الكردية المتقاتلة و دعم المعارضة التي كان اغلبها شيعيا و دعم المستقلين الديموقراطيين الذين يؤيدون اسقاط صدام ...الخ كل ذلك تتوج باسنة الحراب ( الصاروخية ) التي ستدك آخر مدماك في بنية حكم صدام حسين و فئته الباغية . كل ذلك سيؤدي للوصول الى الديموقراطية ، شاء انصار القومية العربية المتطرفة ( على حساب الاقليات غير العربية ) أم شاء انصار الوطنيات المتورمة ( على حساب الاقليات الدينية ) ، ام لم يشاؤون .


هي اسابيع قليلة و نرى بعدها ان كانت هناك بوادر للديموقراطية في العراق . فلا تتعجل الامور و تسلقها ن كما كان يفعل غيرك . هوينا يا صاحبي ريثما تتبين اللون الابيض من الاسود ، فالليل لم ينجل بعد عن شعب العراق ليقوم بطبخ الديموقراطية المفقودة .


ولك تحياتي .

وماذا لو لم يحصل، بل عادت الكرة بعد تدحرج الى حيث كانت لأنها وصلت اليه أصلا بسبب قوانين الطبيعة؟

إذا هي حرب تحريك فقط برأيك .. تحريك المستنقع.
هذا أنا معك فيه. ورائحة المياه الآسنة قد زكمت الأنوف.

النتيجة آلاف الضحايا العراقيين الإضافيين ..
وخطر الحرب الأهلية ..
ومئات العقود للشركات الأمريكية ..
وخدمة المصالح الإسرائيلية ..
وتكريس هيمنة الآحادية الأمريكية على العالم أجمع بقوةّ تكسير الرؤوس.

بس يا فرحتنا حرّكنا المستنقع ..

:mad2:

اقتباس:بس يا فرحتنا حرّكنا المستنقع ..  

:

بل هي فائدة ( عظيمة ) أن يهتز هذا الجسد الخامد ويفرز الخبيث عن الطيب ..
أما عن الديموقراطية وحلم إبليس في الجنة ، فالسؤال :
كيف ستدخل إلى سوريا ؟
وهل ستشكل خطرا على البعض هناك؟!

الموضوع يتجدد .



:yes:

"الغالبية تكرر ببغاويا فكرة " الديموقراطية لا تاتي على السنة الحراب " و هو خطأ يكذبه التاريخ في كل فقراته فما من ديموقراطية تسللت بهدوء الى مجتمع ما ليتنعم بها ."
---------------


نعم أنتمي إلى النادي لكني لست من جماعة الأشاوس و لا الفطاحل ... الحمد لله ... لكن أؤمن كما يردد الببغاويون بالعبارة المنسوخة أعلاه ...


حسب رأيي و أنا لا مكان لي بين الكبار أن ... الديمقراطية التي يتحدث عنها الببغائيون هي قيمة أخلاقية و سمة تتعلق بعقيدة و سلوك و خُـلُق يمارس على مدار العمر وليس بارودة أو مدفع يعتليه قزم على سلالم مصالح معينة لا يملك حتى حق توجيهه و ربما في لحظة انتشاء ديمقراطية جدا يكون ضحية توازن قوى جديدة تبرز فجأة معتلية دبابة أكثر تطورا لتحقيق ديمقراطية أخرى ...

مثل هذه الديمقراطية لا يمكن أن يصنعها إلا شعبها فقط عندما يتطور أخلاقيا و حضاريا إلى مستوى هذه الديمقراطية المنشودة ...


و أنا أنضم إلى الأخ الكندي في رهانه و مني 26 دورار ... (f)

25 بس (f)

راعينا شوي يا رندا و زيدي الرهان بعد .


اقتباس :"

مثل هذه الديمقراطية لا يمكن أن يصنعها إلا شعبها فقط عندما يتطور أخلاقيا و حضاريا إلى مستوى هذه الديمقراطية المنشودة "


الم تقراي ما قلت في الاعلى يا رندا : " هذه القوى الجديدة ستكون في وضع من توازن القوى يؤهلها لان تفرض شروطا جديدة من حيث تغيير التركيبة التشريعية و التنفيذية و القضائية في العراق و بذلك يصبح هناك توازنا بين القوى الجديدة يضمن نوعا من الديموقراطية افتقدتها العراق منذ 1400 سنة .



هل من تناقض بين قولينا ؟


:loveya:

عزيزي اوارفي ..

بداية اشكرك على طرح هذا التساؤل الدقيق والحساس ، وعلى معالجتك الهادئة والجريئة .. واسمح لي أن اختلف معك فيما طرحت :

لا أحد ينكر أن نظام صدام كان عائقا أمام ديمقراطية حقيقية في العراق ، وقد اثبتت التجارب المتكررة استحالة أي تغيير سلمي أو حتى ثوري وطني داخلي .. ومن هنا فإن زوال نظام صدام بأي طريقة كانت ( غزو أمريكي أو ثورة وطنية أو حتى قصف اسرائيلي !! ) يعني من حيث النتيجة زوال عائق خطير يعيق انتشار الديمقراطية ..

ان مثل هذا الطرح هو طرح صحيح من الناحية النظرية البحتة ، ولكن هل هو صحيح من الناحية الواقعية ؟؟

أن هذا الطرح النظري يُغفل مجموعة من العناصر السياسية :

1 - فهو ينسى أن التغيير فُرض من الخارج ومن قبل قوة لا يمكن وصفها الا بالمحتل ، وبالتالي فمن الطبيعي أن النموذج الديمقراطي الذي ستبينه في العراق سيفصل وفق احتياجات امريكا ومصالحها القومية ، أي انها دمقراطية مهجنة ومشوهة ... ولا ننسى أن أمريكا ستتبنى شخصيات من معارضة الخارج لفرضها عنوة على الشعب العراقي ، ومعارضة الخارج تلك تكاد أن تكون صور مستنسخة عن صدام نفسه في تسلطه وفساده وديكتاتوريته ، بل ان قسما كبيرا ممن يسمى بـ ( المعارضة العراقية ) كان قبل اشهر فقط جزءا من نظام صدام !!!!! لكنه اختار أن يتمرد عليه لأنه طمع في استعباد الشعب العراقي ( وما حدا أحسن من حدا !!!!! )

اعلم أن ديمقراطية على هذا الشكل خير مليون مرة من نظام صدام الوحشي ، ولكن ... هل هناك أمل حقيقي في أن يتحرر الشعب العراقي مستقبلا من الاحتلال الأمريكي ويصنع ديمقراطيته الوطنية الحقيقية ؟؟

بصراحة ..... اشك في ذلك .. ودول الخليج ( المستعمرات الأمريكية ) شاهد على ذلك .. ولعل الزمن يخبئ لنا شيء آخر ..

2 – ان التصور السابق ينسى أن واقع التعددية السياسية والعرقية والاثنية والطائفية في العراق ، وقانون هذه التعددية هو الالغاء والتنافس الاقصائي ... ان العراق لم يشهد في أي مرحلة من مراحل تاريخه تعايش سلمي بين القوى السياسية والطائفية والاثنية المتصارعة .. واذا كانت تلك القوى قد اتحدت في الماضي لمواجهة نظام صدام فان تحالفها كان تكتيكا استراتيجيا مؤقتا فقط .. واليوم بدأ الصراع لتوزيع الغنائم ..

3 - ويبقى السؤال المصيري والحاسم :

ماذا عن الشعب العراقي الذي عاش سنينا في ظل ابشع اشكال القمع والظلم والبطش والاستعباد ؟؟ هل تعافى من سنوات القهر تلك ؟؟ هل تمكن من تجاوز ارث الاستبداد والقمع ؟؟

ان المواطن العراقي البسيط الذي شاهدناه اليوم وهو يبصق على صور صدام هو ذاته الذي كان قبل يومين فقط يصرخ بأعلى صوته : بالروح والدم نفديك يا صدام !!!!!!!!

والدم الذي يقدم بسهولة ... يُراق بسهولة ..

شهاب الدمشقي .

كلمة مختصرة و متواضعة ،اجد بان علي قولها لمن لا يعرف شهاب الدمشقي :

" شهاب الدمشقي ، محاور ممتاز . يتصف بالموضوعية و الجراة في الطرح . يحترم محاوريه ولا يترك للانفعالات العنان لتتحكم فيه . عرفته في بوابة الشرق الاوسط سيدا في الحوار و سيدا في الأخلاق . و طال انتظاره في نادي الفكر .

اخيرا نقول : نورت النادي يا شهاب " . و اشكرك على هذه المشاركة الطيبة !


عودة الى الموضوع اعلاه :

" أن هذا الطرح النظري يُغفل مجموعة من العناصر السياسية :
- فهو ينسى أن التغيير فُرض من الخارج ومن قبل قوة لا يمكن وصفها الا بالمحتل "

هل من الضروري يا عزيزي ان اذكر لك دولا ( وليس دويلات كالعراق ) كان الاحتلال ( و الامريكي حصرا ) سببا مباشرا في اعادة النظر بين مثقفيها و من ثم تطورها ووصولها الى نمط حكم ديموقراطي ، بعد ان كان ملكيا او امبراطوريا ؟



" ... ولا ننسى أن أمريكا ستتبنى شخصيات من معارضة الخارج لفرضها عنوة على الشعب العراقي ، ومعارضة الخارج تلك تكاد أن تكون صور مستنسخة عن صدام نفسه في تسلطه وفساده وديكتاتوريته "

لا شك لدينا بما تفكر فيه امريكا يا شهاب . لكن لماذا نغفل دور الشعب العراقي في تعامله مع القيادة الجديدة . هل كوني متفائل بقدرة هذا الشعب العظيم ووطنيته يعني بان علينا ان نتصور بانه شعب خامل ولسوف يرضخ للغريب كما رضخ لصدام .؟ اتمنى من غيري ان يعطي الشعب العراقي حقه في القدرة على تحرير نفسه من المعتدي و تطوير نظمه و قوانينه و تحديثها ليصل الى الديموقراطية المرتجاة .


" هل هناك أمل حقيقي في أن يتحرر الشعب العراقي مستقبلا من الاحتلال الأمريكي ويصنع ديمقراطيته الوطنية الحقيقية ؟؟"

لا شك لدي بهذا يا شهاب وكلي امل و يقين بان امريكا او اسرائيل او كليهما يتخرج من العراق سريعا ( ربما سنوات قليلة ) و سيحكم شعب العراق نفسه و يتعامل مع المعارضة بالشكل الذي يجده مناسبا . فانا او غيري لسنا ادرى من هذه المعارضة من العراقيين الوطنيين انفسهم . و كما تعلم : اهل مكة ادرى بشعابها .



" بصراحة ..... اشك في ذلك .. ودول الخليج ( المستعمرات الأمريكية ) شاهد على ذلك "

دول الخليج يا عزيزي غير قادرة على الحفاظ على انظمتها . و انت لا شك تتابع ما يجري في السعودية ( كونها الاقوى ) من تغيرات ملحوظة لمن يتابع ذلك ! و حسبما ارى فان الخليج كله اعجز من ان يمنع الشعب العراقي من القيام بثورته المرتجاة .




–" ان التصور السابق ينسى أن واقع التعددية السياسية والعرقية والاثنية والطائفية في العراق ، وقانون هذه التعددية هو الالغاء والتنافس الاقصائي "


ان تاريخ الثورات الاجتماعية يرينا بانه لم تقم الديموقراطية في مجتمع الا وكان ذلك المجتمع يتمتع بتلك الخصائص التي تذكرها من الغاء الىخر و التنافس بل الصراع من اجل اقصاء الاخر !



" ماذا عن الشعب العراقي الذي عاش سنينا في ظل ابشع اشكال القمع والظلم والبطش والاستعباد ؟؟ هل تعافى من سنوات القهر تلك ؟؟ هل تمكن من تجاوز ارث الاستبداد والقمع ؟؟ "

ان الثورة هي الحل الوحيد الذي يمكن الشعب من التعافي يا صاحبي . فالشعب غير الفرد، و الشعوب لا تتعافى الا بتغيير قوانينها الباطلة و التخلص من ارثها السيء . و اعتقد بان الشعب العراقي عندما يتخلص من المستعمر الامريكي سيتخلص من الكثير من الادران الثقافية للسنوات العجاف الكثيرة التي مر بها .


اخيرا دعنا لا نشمت بالمواطن العراقي عندما كان عبدا ذليلا في مزرعة صدام و يهتف له " بالدم ..... " . فقد كان عليه ان يتحاشى قمعه البوليسي . وما كان ابدا يؤمن بصدام و زبانيته ولا يصدق ديماغوجيتهم . اما اليوم و بعد ان امتلكت تلك العبيد حريتها و امتلكت المال و السلاح ، فلا استطيع ان اتخيل بانها قد تسمح للمستعمر الامريكي ان يطيل وجوده على ارضا او ان يفرض عليها قيادة فاسدة لمدة طويلة .

تفائل يا صاحبي فنفس الشعوب طويل لكن غضبها اذا تسلحت خطير .


ولك كل التقدير و الاحترام .




:yes: