تعليق على المداخلة 74 للزميل بهجت
اقتباس:الأخوة و الزملاء المحترمون .
تحية و تقدير .
اسمحوا لي بالرد على تعليقاتكم حول قضيتي إجتماع السقيفة و نظام الحكم في الإسلام كقضية واحدة ، كذلك استميحكم عذرا أن أركز ردي في تعليقين أراهما يعبران بشكل مكثف عن وجهتي نظر مخالفتين كلية ، و كلاهما لزميل عبر عن وجهة نظره بشكل لائق ، ولا أطلب من أي مشارك أكثر من ذلك ، لا أطلب الإتفاق بل الإختلاف المهذب غير العصبي ولا المشخصن ولا شيء أكثر ، فقط أفضل و آمل أن يعبر كل زميل عن رأيه هو بلغته هو ، و أن يقلل إلى الحد الأدني النقل ، هذا لا يعني أني أعارض الإستشهاد بالنصوص ، فقط لا أحبذ النسخ من مواقع أخرى ، فتلك المواقع متاحة للجميع ، هذا أشبه بمن تزوره في بيته فيأتي لك بطعام من مطعم أو من بيت جاره ، بينما الزائر سيفضل طعامك المنزلي المميز ، فالمطاعم كلها متاحة للجميع .
التعليق الأول ( المشاركة 55 ) للزميل مواطن مصري ،و هو يعبر بشكل قياسي عن وجهة النظر السلفية أو الأصولية السنية ، التي لا ترى في الإمكان أبدع مما كان((1)) ،و التي ترفض المراجعة و تسقط القداسة الدينية على التاريخ الإسلامي ورجاله ((2)). هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها تعليق كامل للزميل ،و أراه يلتزم بالجدية ، و سيكون من الملائم تماما تحليل أفكاره كنوع من نقد الرؤية الأصولية .
التعليق الثاني المشاركة (60) للزميل علي نورالله ،و هو في المقابل يعبر بشكل قياسي عن الفكر الشيعي الإثنى عشري ، و بالتالي قدم لنا رؤية ثالثة مخالفة للرؤية العلمانية و الأصولية الوهابية ، و سيكون من المفيد أيضا أن ننقد هذا الفكر و نستشف عناصره الأساسية ،و الزميل علي نور الله زميل قديم في النادي، واحد الأقلام العفيفة التي لا تملك سوى احترمها مهما اختلفت معها .
((1)) ليس دائما ، وبالطبع هناك بعض الامور التى ينقدها المسلمون ولكن عند الحديث فى بعض نقاط النقد لا يتم الحديث فيها الا مع المسلم والذى بسبب الخلفية الاسلامية لديه سيكون تقديره للحدث مختلف عن تقدير غير المسلم له. اما عند الحديث مع غير المسلم فلا يتم مناقشة هذه الامور او اظهار اوجه الخلاف التى فعلا يمكن ان يتناقش فيها مسلمان معاً. لأن خلاف المسلمين حول قضية يكون الطرف الاعلى فيها هو مرضاة الله وهذا لا يعرفه العلمانيون.
((2)) ليس رفض مراجعة ولكن رفض المنطق المعوج فى تفسير الوقائع والتى بعضها يتخذ طابع دينى اعتمادا على نص دينى وتجد من يريد ان يفسرها ويمنطقها بمنطقه هو (الذى يرى الصلاة مجرد اداء حركى او الصوم مجرد امتناع عن الطعام).
لا يوجد تقديس للافراد فى الاسلام خاصة لدى من يمكن تسميتهم بالاصوليين ولكن يوجد درجة من المحبة والتوقير تختلف بمنزلة هذا الشخص الدينية فهناك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجات النبى وأل بيته والعشرة المبشرون بالجنة وعند تحليل الوقائع الخاصة بهم يحاول المسلم الاخذ فى الاعتبار كل الجوانب وليس كما يفعل غير المسلمين بأن يأخذوا جانب واحد.
ولاشك ان العلمانيين يفعلون نفس الشئ والدليل انك يا عزيزى ابتدأت مداخلتك بمقولة لابراهام لنكولن وهذا نوع من التقدير أوالاحترام أوالمحبة ولن اقول انها قداسة ولذلك أرى ان العلمانيين قد يناقضون أنفسهم فى تلك النواحى أحيانا. فيقبلون بأراء ونظريات ومواقف لأشخاص ويمجدونهم وفى نفس الوقت يتغاضون عن آى جانب سلبى آخر رغم أنه فى حالات كثيرة يكون سلبياتهم اكبر بكثير من التى فى التاريخ الاسلامى أو على الأقل مشابهة له.
اقتباس:نقد الرؤية الدينية السلفية ( مواطن مصري).
أحب أن يكون واضحا أن تعبيرا مثل الأصولية أو السلفية أو الوهابية هي مجرد محاولات للتصنيف ، فهي ليست مدحا أو قدحآ في أحد ، لا مانع عندي أن يدعيها من يشاء رؤية إسلامية ، و لكني سألاحظ وقتها أن هناك رؤى إسلامية أخرى كالرؤية الشيعية و رؤية المعتزلة و .... ((3))، و كلها تختلف عن رؤية زميلنا مواطن مصري ،و لكن مداخلته تعبر بأقصى درجات الدقة عن النموذج (البراديم ) الأصولي السني ، و هي تعمل في فضاء الإطار النصي بوضوح تام ، ألاحظ أيضا أن الزميل يرفض كل شيء في مقال القمني ، حتى لو قال القمني أن الشمس تشرق من الشرق سيعارض ذلك ((4))،و هو بذلك يلزم نفسه بمالا يلزم ، و النتيجة أنه كثيرا ما يعارض نفسه ((5))، رغم أني أفضل أن يركز الإنسان نقده على القضايا المحورية .
((3)) لا خلاف فى هذا المنطق لأن المسلم ومن واقع القرآن يعتبر البشر فى علاقتهم بالله انواع منهم المسلمين ومنهم أهل الكتاب ومنهم الكافرين ومنهم المشركين وقد تتداخل بعض الفئات مع بعضها فى نواحى جزئية وليست كلية .. وعند التعامل مع العلمانيين فإن المسلم الاصولى يعتبرهم كافرين وأرجو ان تعتبر هذا مجرد تصنيف دينى للافراد من منظور اصولى وليست قدحا فى احد.
((4)) يلاحظ الزملاء اننى ذكرت تشبيها عن سيد القمنى بأنه كمثل من يحاول ان يجد علاقة بين الهام شاهين والهام بورجر وذلك للاشارة الى انه من الضلال الفكرى لدى القمنى حتى اننى اراه قد يلجأ لأثبات منطق معوج باستخدام تطابق لفظى ، فلو قال لى القمنى ان الشمس تشرق من الشرق اكون متشككا فى كلامه لأنه سيقول بعدها منطق معوج وسيكون عندى بمثابة من يقول ان الولايات المتحدة كانت مضطرة لإلقاء القنبلة الذرية على اليابان لوقف العدوان اليابانى.
((5)) لعدم توفر امثلة محددة على هذا التناقض وهذه المعارضة للنفس يمكن مناقشتها ، فبصفة عامة قد يرى البعض ان هناك تناقض فى سلوك المسلم ولكن مبعث هذا التناقض المزعوم أحيانا قد يأتى من خلال عدم فهم الملحدين للاسلام ودرجات الايمان والقواعد الفقهية والشرعية فيعتقدوا انه تناقض، ولكن لمزيد من فهم هذا الامر يجب فهم معنى (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه) وهذا امر سيحين وقته بإذن الله.
اقتباس:أولآ : دفاعا عن النظام السياسي القائم على العصبية القرشية يرى الزميل أن العصبية القبلية ليست خاصية عربية فقط ، بل هي موجودة في كل مكان ، بما في ذلك المجتمعات الغربية الحديثة((6)) .
((6)) هناك خلط فيما قلته ومن يراجع النص يجدنى قد تحدثت عن الانساب والاهتمام بها ولم يكن كلامى هذا فى محور الدفاع عن العصبية القريشية ولكن كان كلامى هذا فى الحديث عن اهتمام العرب بالانساب.
اقتباس:هذا موقف قياسي للإسلاميين فهم يحاولون تسويق الممارسات البدائية القديمة بمقارنتها بما يعتقدون نظائرآ حديثة ، و غالبا ما تكون الممارسات الحديثة التي يلجأون إليها لتسعفهم ممارسات مدانة أو أمراضا عصرية، وهم دائما ما يلوون أعناق الحقيقة و يلجأون إلى التعسف الشديد لقياس مالا يقاس((7)).
((7)) لم اكن ادافع عن الاسلام ولكن ادافع عن العرب. والملاحظ اننى تكلمت عن صفات عربية قديمة تسبق الاسلام وقارنتها بمواقف حديثة فى عصرنا هذا لازالت تحتفظ بنفس النمط من التفكير مع الفارق الزمنى والحضارى. فموقفى هنا ليس اسلامى بقدر ما هو عروبى. وفى هذه يختلف الاسلاميين عن بعض العلمانيين والذين يخلطون بين المواقف العربية والاسلامية وقد يرجع هذا لرفضهم للاسلام وللعروبة او الانتقاص من العروبة فى خلال بحثهم عن السلبيات فى الاسلام مما يؤدى الى تصورات ومنطق معوج.
ولذلك ارى فى بعض العلمانيين والذين يكفرون بالاديان إنهيارا للعروبة والقيم الاخلاقية التى يعتز بها العرب ولن يكون الامر مقتصرا على الانساب فقط بل سيتطور ويصل الى امور كثيرة لا يقبلها العرب على انفسهم.
اقتباس:عودة إلى الموضوع .. لن يكون جديدا بل بديهيا أن نقول أننا بذلك نخلط بين ممارستين مختلفتين كلية، وهنا أريد ممن يتابعني أن يركز قليلآ ..
الأولى "ممارسة سياسية" و ذلك بأن يقام نظام الحكم على عصبية الدم في قبيلة أو جماعة بعينها ، وهو ما يعرف علميا ب Chiefdom ، وهذا نوع من المجتمعات متفاوتة المركزية ، و تدور حول شخص هو الزعيم أو الرئيس ، هذا النوع من المجتمعات أكثر تنظيما من القبيلة أو العصابة ،و لكنه أقل تنظيما من الدولة أو الحضارة ((8))، هذه الرئاسية Chiefdom هي وحدة سياسية ذات إدارة ذاتية ، تتكون من مجموعة من القرى أو المجتمعات أو القبائل تحت سيطرة دائمة من الزعيم الأكبر ، و تتميز تلك الرئاسية بعدة خصائص كلها واضحة في النظم الإسلامية الأولى في عهد النبي محمد و خلفائه . الأولى عدم المساواة السافرة و الثانية مركزية السلطة الشديدة . هناك على الأقل طبقتين إجتماعيتين على أساس وراثي ؛ طبقة الصفوة و طبقة العوام (elite and commoner)، الأولى تسمى في الإسلام " أهل الحل و العقد " و الثانية " الرعية " ، في هذا النظام تصبح إحدى عائلات الصفوة أو فرع منها هي الأسرة الحاكمة ، مثل بنو هاشم ، بنو امية ، بنو العباس ... الخ . و تحظى تلك الأسرة بالقوة العظمى و المكانة السامية ،و قد نجح زعماء قريش في إجتماع السقيفة في تتويج قبيلة قريش لتكون " القبيلة الحاكمة " ((9)) و منها يكون الرئيس chief .
أما المبدأ الذي ينظم الوضع الإجتماعي ودور الفرد بشكل أساسي فهو قرابة الدم Kinship ، بينما يمكن أن تلعب عوامل أخرى مثل الزواج أو العمر أو الجنوسية ( ذكر و انثى ) أدوارا مساعدة .
((8)) فعلا هذه من أوجه الخلاف بين الاسلاميين والعلمانيين ، وذلك ان العلمانيين لا يؤمنون بمعنى كلمة (نبى او رسول) ولكن يتعاملون معه على انه قائد ولذلك منطق التقييم للتعليمات الصادرة من هذا الرسول مختلف ، ولكن البناء السياسى الدينى فى الاسلام لم يمنع من قيام دولة او حضارة وقد قامت فعلا الدولة والحضارة رغم وجود ما يعتقده البعض من عدم مناسبة هذه الممارسة السياسية لقيام الدولة والحضارة.
وإلا فكيف نبرر استمرار حكم قريش حتى نهاية العصر العباسى ، وكيف ننكر ان هناك ما يسمى بالحضارة الاسلامية.
والتاريخ يؤكد انه قامت دول وحضارات فى ظل ملكيات وامبراطوريات ولكن يزيد عليها الاسلام الجانب الروحى او الايمانى. وليس معنى شيوع النظام الجمهورى ان كل الجمهوريات تبنى حضارة.
((9)) ما حدث فى السقيفة هو الاتفاق على تنفيذ سنة سنها رسول الله وكانت الظروف تسمح بتطبيقها ، ويرجى ملاحظة ان السنة تختلف عن النص القرآنى الملزم (وهذا فى حد ذاته ضد الطاعنين فى تأليف القرآن، فلو كان مؤلفا من قبل رسول الله لكان وضع آية صريحة بأن تكون الامامة فى قريش).
ولو نظر انسان لمفهوم الدين والذى يرجى منه صلاح الحياة للبشر لعرف الامر ورآه بصورة اخرى (كمثل المؤمن يرى الصوم طاعة لله واطعام مساكين وضبط النفس....الخ) و(الكافر يراه جوع وعطش).
نفس المنطق فى الامامة فى قريش ، من وجهة نظرى كمسلم أراها وسيلة لتجميع الامة على ان يكون الحكم فى قبيلة تجتمع عليها الامة ولا تتنازع على الحكم وأضعف الأيمان ان هذا الشرط قد مكن من اقامة الدولة الاسلامية واستمر حتى نهاية العصر العباسى ، فقد حققت الدولة الاسلامية توسعات فى ظل هذه المقولة بأن الامامة فى قريش وحققت فائدة ولم تحقق ضررا أو حققت فوائد اكثر من الضرر. وهذا معيار صدق ونجاح لهذه المقولة وقد حققت الغرض منها فلما لا نفكر فى تطوير الواقع بصورة عصرية لقبول هذه المقولة ولا أنكر اننى اعرف شبه الاستحالة لهذا الامر الآن وعزائى انه حديث وليس آية.
اقتباس:هذه الأنظمة الرئيسية القائمة على عصبية الدم قد تكون أكثر تعقيدا ، فهي قد تنمو لتتكون من دوائر أو مجموعات لكل منها رئيس، و لكنها كلها تتحد تحت رئاسة مركزية واحدة معترف بها ، و تتوارث الرئاسة داخل عائلة بعينها ، و عادة ما تتكون طبقة من النبلاء تحيط بالرئيس و تحظى بالإمتيازات ( الصحابة )، وهناك نماذج تاريخية عديدة لتلك الأنظمة الرئيسية Chiefdom ، منها نظام الخلافة الإسلامي في عصره الأول ،و نظام الرئاسة في القبائل المغولية و القبائل الجرمانية التي غزت الإمبراطورية الرومانية الغربية و غيرها . هذه الأنظمة الرئيسية كما يؤكد علماء الأنثروبولجي غير مستقرة عادة خاصة مع تمدد سلطة و نفوذ القبيلة المركزية ،و هذا يفسر انفجار نظام الخلافة و تحوله إلى نوع آخر أكثر استقرار هو النظام الملكي ((10))، و كان ذلك على يد معاوية بن أبي سفيان الذي أقام أول نظام ملكي حقيقي بين العرب .
((10)) لم يكن انفجارا لنظام الخلافة ولكن كان استيلاء على الملك من قبل معاوية بن ابى سفيان واريق بسببه دماء كثيرة وكانت محنة للاسلام وأهله وترتب عليه خروج نمط الخلافة من الخلافة الاسلامية الحقيقة الى نظام ملكى له عيوبه ومساوئه وكان من اكبر عيوبه الاخلال بمبدأ البيعة والشورى واختيار الافضل للحكم (الافضل من قريش) وتضيق الدائرة ليتم الاختيار فى بنى امية وفى اولاد معاوية.
اقتباس:لو فهمنا ماذا يعني النظام السياسي القائم على عصبية الدم ، لن نجد أية علاقة بينه و بين ظاهرة العائلات الأرستقراطية التي ظهرت في الغرب في فترة سابقة من تاريخه و التي إندثرت أو كادت ، فتلك العائلات كانت ظاهرة إجتماعية و ليست نظاما سياسيا ، فالغرب ديمقراطي منذ سنوات طويلة ،و حتى قبل تلك الأنظمة الديمقراطية سادت في الغرب ملكيات؛ سواء ملكيات مطلقة ( استبدادية ) Absolute monarchy أوملكيات دستورية Constitutional monarchy ، وهي أنظمة تختلف كلية عن الأنظمة القائمة على عصبية الدم((11)).
((11)) غير واضح المقصود بهذا المعنى ، كيف يكون نظام الحكم ظاهرة اجتماعية وليست نظاما سياسى ، ربما يقصد الزميل أنها ليست نظام تشريعى دينى.
وهل كل الاسر الملكية فى اوربا لا تقوم على عصبية الدم، هل انتهاء دور الملوك الفعلى بسبب تغير انظمة الحكم يجعل بداية القرن الماضى لا محل لها فى المقارنة هل عائلة هابسبورج والتى حكمت عدة دول فى اوربا حتى بداية الحرب العالمية الاولى لم تقم على عصبية الدم.
وهل دولة مثل بريطانيا او السويد او الدانمرك او اسبانيا فى عصرنا هذا يتم اختيار ملوكها على اساس الانتخاب ام على اساس عصبية الدم.
هل المشكلة فى ان عصبية الدم هذه اسلامية وعربية ام المشكلة فى عصبية الدم تحديدا ، ارجو ان تكون واضحا فى هذه النقطة.
اقتباس:إن الإنتماء إلى عائلة أرستقراطية لا يترتب عليه أي نتائج سياسية ، و لكن الأمر مختلف تماما في نظم العصبيات العرقية ، فالقرابة وحدها هي كل شيء ، كما كان واضحا من حوارات السقيفة ((12)) .
أرى خلطا واضحا فى هذا الكلام لأننى تكلمت عن العائلات الارستقراطية فى نطاق الانساب ولكن لا يمنع الحديث عن صلة الدم او عصبية الدم ، وعلى سبيل المثال ، كيف لا يكون الانتماء الى العائلة المالكة فى بريطانيا لا يترتب عليه اى نتائج سياسية .. هل الزميل صادق فيما يقول؟
ألم يكن حتى وقت قريب يتحدث السفير البريطانى بأسم جلالة الملكة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كانت الملكة يتم انتخابها ام بسبب انتمائها لعائلة معينة تم توليتها العرش. وما أوضاع العائلة المالكة ، هل يتم منحهم ألقابهم أو امتيازاتهم لسبب أخر خلاف القرابة ودرجة القرابة.
هل يبدأ التاريخ منذ تأسيس الأمم المتحدة ؟
وكما يلاحظ الزملاء اننى اوردت بعض ما قيل فى حوارات السقيفة والمنطق الذى تحدث به ابو بكر الصديق رضى الله عنه، ولكن الزميل لا يناقش هذا ولا يحاول ان يفكر فيه ولكن يستطرد فى بناء النظرية دون مراجعة اعتمدا على الحكم المسبق الذى توصل اليه عن السقيفة.
وهذه الصفة غالبة على كل منتقدى الاسلام فحتى بعد وجود احتمالات ايجابية فهم يتغاضون عنها تماما فى سبيل اثبات صحة فكرتهم عن الاسلام.
اقتباس:يلوم الزميل مواطن مصري سيد القمني بسبب تحيزه و عدم تقديره لحاتم الطائي و سجايا العرب ، و أريد ان أذكر زميلنا المحترم أننا لا نطرح في هذا الشريط أخلاق العرب و سجاياهم ، بل فقط نظام الحكم في الإسلام ،و حادث مؤسس بعينه هو إجتماع السقيفة ، في مثل هذه القضايا " الناشفة " لا مجال للحديث عن قصائد مثل الأطلال ولا سوالف مثل كرم حاتم الطائي. ((13))
((13)) لو كان ما يقوله الزميل صحيحا لما بدأ القمنى حديثه عن علم الانساب لدى العرب والذى كان ضاربا بجذوره فى التاريخ العربى قبل الاسلام وما كان قوله بهتانا ان اساس تقدير رفعة النسب هو القدرة القتالية وعدد افراد القبيلة وكانت مداخلتى ان رفعة النسب لها عوامل اخرى منها الكرم وليس القدرة القتالية حيث ان الاسلوب الانتقائى الغائى الذى يتبعه القمنى هو يريد ان يدلل به ان العدوانية والبربرية هى اساس الشرف العربى ورفعة النسب. وكان استخدامى لبيت قصيدة الاطلال هو لتوضيح الصورة كأستخدام الزميل تماما لمقولة ابراهام لنكولن والتى هى خارج السياق تماما ولكنه يريد ايصال فكرة معينة بها ،
فكيف يستنكر علىُّ ما يفعله هو؟.
ونلاحظ ان البناء التصورى للنظرية عند سيد القمنى يقوم على ان ابو بكر الصديق قد كذب بأن أختلق حديث الامامة فى قريش ويتغاضى عن أى طرح منطقى أخر (وقد أوردت فى مداخلتى السابقة هذا الطرح المنطقى الذى قيل) ونلاحظ ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد سبق وأوضح فضل قريش بحديثه ان الله اصطفانى من بنى هاشم .. وبمجرد التفكير المنطقى ولكن من وجهة نظر المسلم يجد ان الاحداث القديمة والحديثة لواقعة السقيفة متسقة مع بعضها ، ولكن القمنى يأبى هذا ويصر على ان العصبية القبلية هى الاساس .. فإن قلنا له انه فى آوان وجود الانصار وباقى القبائل حول الرسول قال لهم ان قريش افضل العرب ولم يرفضوا .. فسيقول لنا كانوا خائفين ولو قلنا أنهم .. أو أنهم .. إلخ .. فلن يسمع لنا القمنى ويظل يردد ما يقول... لهذا كان رفضى لكل ما يطرح القمنى حتى وإن قال كلمة حق فهو على الاغلب سيريد بها باطل.
لا يمنع ان الحوار تداخل فى جزئيتين وهى الانساب والقبلية ولذلك قد لا تصل الفكرة بوضوح ...ولكن استميحكم عذرا فى اننى احب فى بعض الموضوعات ان أشعبها الى تفريعات ثم اركز بعدها على النقطة التى أريد ولكن ألجأ لهذا الاسلوب لتقليب المياه الراكدة ليس اكثر لأننا نتكلم عن وقائع لها خلفيات ومنطق معاصر للاحداث وقتها ولا يجوز ان نقول ابيض او اسود فقط ، فحكمنا عندها يكون غير واقعى.
ودمتم بخير