هيلين توماس تستقيل بعد دعوتها "الاسرائيليين الى مغادرة فلسطين"
هيلين توماس وباراك اوباما
الرئيس الامريكي يقدم الحلوى لتوماس بمناسبة عيد ميلادها الـ89
اعلنت عميدة صحفيي البيت الابيض هيلين توماس البالغة من العمر 89 عاما استقالتها بشكل مفاجئ من منصبها كصحفية دائمة في مقر الرئاسة الامريكية بعد جدل كبير اثارته تصريحات ادلت بها في 27 مايو/ ايار الماضي حين دعت الاسرائيليين الى مغادرة "فلسطين والعودة الى ديارهم".
"فليعودوا الى المانيا وبولندا"
وجاء في تفاصيل المقابلة:
- ماذا تقولين لاسرائيل؟
- فأجابت: "احثهم على مغادرة فلسطين، تذكروا ان الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال وان فلسطين هي ارضهم".
- ماذا يفعل الاسرائيليون اذا؟
- فتجيب: "فليذهبوا الى ديارهم، الى المانيا، الى بولندا والعودة الى ألمانيا وبولندا والولايات المتحدة والبلاد الاخرى التي اتوا منها في بادئ الامر".
وادت هذه التسجيلات لتوماس والتي بثت بشكل كثيف على شبكة الانترنت وانتشرت بسرعة الى حملة انتقادات واسعة في الولايات المتحدة واسرائيل.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان "تصريحات توماس كريهة وتستحق التوبيخ".
هيلين توماس
توماس مع الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغن في البيت الابيض عام 1981
وبعد التصريح الذي ادلى به جيبس، اعلنت "هيرست نيوز سيرفيس" (وهي مالكة شبكة الصحف المتعاقدة مع توماس ككاتبة دائمة) ان الصحفية ستتقاعد بشكل فوري، كما الغت كلمة كان من المقرر ان تلقيها توماس بمناسبة بداية الفصل الدراسي في مدرسة ثانوية في احدى ضواحي واشنطن.
"لا يمكن الدفاع عنها"
من جهتها، نشرت توماس اعتذارا عن تلك التصريحات التي سجلت في مقابلة مرتجلة، ونشرت اعتذارها في اعلى الصفحة الاولى لموقعها الالكتروني الشخصي، وجاء فيه: "اقدم اعتذاري للتصريحات التي ادليت بها الاسبوع الماضي والمتعلقة بالاسرائيليين والفلسطينيين. هذه التصريحات لا تعبر عن ايماني العميق بأن السلام لن يتحقق في الشرق الاوسط الا باعتراف جميع الاطراف بضرورة التصرف على اساس مبادئ التسامح والاحترام المتبادل واتمنى ان يتحقق ذلك قريبا".
ولكن رابطة مراسلي البيت الابيض قالت ان تصريحات توماس "لا يمكن الدفاع عنها"، ورتبت، قبل الاعلان عن تقاعد توماس اجتماعا لبحث مسألة
المقعد المخصص لها في الصف الاول في غرفة الافادات الصحفية بالجناح الغربي بالبيت الابيض.
يذكر ان توماس أصبحت كاتبة عمود في سلسلة صحف هيرست في السنوات الاخيرة بعد ان عملت لعدة عقود مراسلة لوكالة يونايتيد برس انترناشيونال بالبيت الابيض.
وتجدر الاشارة الى ان توماس، وهي
لبنانية الاصل هاجرت اسرتها الى الولايات المتحدة بداية القرن الماضي واستقرت في ولاية كنتاكي، عايشت خلال مسيرتها المهنية كمراسلة دائمة في البيت الابيض
عشرة رؤساء أميركيين أي منذ عهد الرئيس جون كنيدي.
وكانت صوتاً لاذعاً ضد السياسات الأميركية المنحازة لاسرائيل وضد حربي العراق وأفغانستان.
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/150143