"ما فائدة أن يكون لك رأي ما دمت لست أنت الذي تقرر"
عبارة لأحد الكتاب من على رفوف النسيان
كنت قد قررت أن أتكلم عن الموضوع عندما فتحت صفحة قضايا اجتماعية لأرى موضوع العلماني "مشتاق للزملاء..." وقد فضلت نتيجة تخاطر الأفكار أن أتروى لأسمع أكثر وكي أرى إذا كنت سأطرح موضوعي بشكل منفصل أو كمداخلة ضمن موضوع العلماني ، ولا أخفيكم أني فضلت طرحه بشكل منفصل كون العلماني يتكلم عن أشواق وعواطف وأنا لا أتطرق لهذا الأمر وليس غايتي ...
موضوعي اليوم قد يزعج البعض وقد يرضي آخرين ، قد يستساغ من قبل البعض وقد ينفر منه آخرين .
فغايتي لا هذه ولا تلك ، إضافة إلى أنه ليس من غايات الموضوع الحصول على مديح أو أن أتاجر بشعبية على ظهور زملاء لنا قرروا الرحيل فلا هذا من طباعي ولا الحصول على شعبية من غاياتي . ولا يتعلق الموضوع بخلاف مع إدارة ولا تقارب مع زملاء . وكل الموضوع أنه قد آن الأوان لأن أتكلم لاعتبارات كثيرة منها أني أعتبر محايد (على مستوى العلاقات الشخصية) بالنسبة للمعظم هنا ولا تجمعني علاقة صداقة أو عداوة مع الزملاء الذين سأتكلم عنهم ، والأهم مما سبق أني أعتبر سوري ...!!
آمل أن تقرأوا الموضوع على أنه وقفة مع الذات ، فلا هو مجال للمزايدات لأنني لا أزايد ولا للطلبات لأني لا أطلب من أحد ولا للتمنيات كونه لا مكان للعواطف والتمنيات في شخصيتي الافتراضية .
القصة معروفة وهي قصة زميلنا neutral معطوفة على رحيل الحكيم الرائي وطنطاوي وزميل آخر رحل قبلهم ولم أكن مرتاحاً لرحيله أيضاً وهو Albert Camus ...
عادة أنا لا أثير موضوعات في ساحة قضايا اجتماعية حول أشخاص لأنني أعتبر أن الحياة الواقعية والافتراضية تسير "فينا وبلانا" مهما كنا وأياً كنا ...
أكثر من ذلك ، قد يضطر بعضنا لهجرة النادي (مكان تواصلنا) نتيجة ظروفه الشخصية ،ولكن مع ذلك يبقى الأمل بأنك ستقرأ لهذا الشخص في هذا المكان والعبرة كما تعلمون ليست في المكان (نادي الفكر العربي) بقدر أنه مكان للقاء ...
لكن أن نبعد زملائنا بأيدينا أو نساهم في إبعادهم بأن نساعدهم على اتخاذ قرار الرحيل بشكل أو بآخر ... فهذا أمر غير مستساغ ...
ولأني أعلم أن الحياة قد تضطرنا إلى أمور لا نريدها ومفروضة علينا مثل المواجهات والمطاحنات وما إلى هنالك ، علمتني الحياة أيضاً بعد أن أهدأ وأجلس مع نفسي أن أبحث عن الأسباب الحقيقية التي جعلتني أقضي أو أسكت عن القضاء على وجود شخص في مكان أنا موجود فيه ...
أعلم أن neutral أخطأ ومن يقول غير ذلك هو محابي ولكني أعلم أن neutral ليس يهوذا العهد حتى نشلحه من كنسية الفكر العربي ...
أعلم أن neutral شكل حالة فوضى في المنتدى ( من وجهة نظري) تحتاج إلى بعض الضبط ، ولكني أعلم أيضاً أنه كان يعبر عن حالة الحرية الموجودة في النادي ...
أعلم أن neutral كان شيخ طريقة وله أتباع ومريدين وشلة طويلة عريضة ، ولكني أعلم أيضاً أنه لم يكن يسعى لذلك ولا هو فكر في ذلك أصلاً ...
ولكي لا يأخذنا الحديث عن شخص واحد أين اليوم الحكيم الرائي وأين طنطاوي وأين Albert Camus ... دعونا نكون صريحين مع أنفسنا أكثر ...
نعم ... لم يصبح النادي نادي اللون الواحد ولن يصبح ... ولكن بدأت أشعر بأن هناك ألوان تطغى ... ألوان الصمود والتصدي ، ألوان الفتاوى الفنتازية ... ألوان الآراء والمواقف الفاترة (سموها ما شئتم) ...
لقد تفجرت وقت حصول الخلافات حساسيات معينة واتهمت الإدارة بأنها عنصرية ضد المصريين تارة وأنها غير قادرة على الضبط تارة أخرى ، واتهم الزملاء بالشللية والقطرية تارة وبالفوضوية تارة أخرى ... وكان المشهد معقداً وقتها فعلاً يختلط فيه الحابل بالنابل ...
لكن اليوم بعد أن مرت كل الأحداث وكنت متابعاً لمعظمها أكاد أجزم أن الموضوع لا يتعدى الحساسيات الناتجة عن سوء فهم حصل بين الجميع ، وعلى قولة زياد الرحباني عندما وصف ثمانية عشر عاماً من الحرب اللبنانية بأنها (سفقة هوى) ...!!
لست أدعو الزملاء إلى الرجوع فهم أحرار والقرار قرارهم ، ولست أدعو الإدارة إلى إرجاع المبعدين فالقرار قرارها ولتتصرف كما تشاء ...
ولكني أردت أن أسجل موقفاً بأني لست راضياً عن إبعاد أحد عن الكتابة هنا ، ولست مقتنعاً باستقالة أحد من الكتابة هنا . طالما أنه بمقدورنا أن نحتمل بعضنا وأن يتوفر وقت لنا نقضيه في هذه الفسحة المسماة "نادي الفكر العربي" .
أعتذر عن إزعاجكم