اقتباس:أما لماذا كان من أسباب الفشل، فهذه سأتركها إذا سألني أحدكم، لعلنا نشخص المرض سوية.

خالد....(f) اتابعك

شكرا حبيبنا فرات هلى المتابعة، هذا وقد فصلت بشكل أكثر من ممل في موضوع طريق النهضة، تجده في توقيعي، ولولا المعوقات الحياتية لأنزلت الحلقة السابعة منه.

أما عن أسباب فشل العالمانيين والليبراليين ومن قبلهم الاشتراكيين العرب، فيرجع بالدرجة الأولى لانفصالهم عن الأمة التي يسعون لنهضتها من عدة جوانب:

الجانب الفكري: الأمة ككل خالية من أي مضمون فكري أساس أو غير أساس، ولا يوجد فيها غير آثار قديمة من بعض أحكام إسلامية متشبعة بالعادات والتقاليد. ويطغى هنا التقليد الموريوث بدرجات متفاوتة على الفكر المفترض بناؤه عليها.
فالأمة في مكان من العالم الإسلامي ورثت أن المرأة يجب عليها شرعا أن تغطي وجهها، ولإن واجهنا هؤلاء المدعين بأن الفكر الإسلامي ينص على عكس ذلك، تركوا الفكر الإسلامي وتشيثوا بالعادات والتقاليد.
وفي ظل هذا الخواء الفكري، نجد أن الأمة غير قادرة على تصور أفكار النهضة أيا كان موضوعها.

لغة الخطاب: نظرا لانعدام الأساس الفكري، خلت الأمة من أي لغة تصلح للتغيير. إن أردت أن تخاطب الأمة على ما هي عليه الآن فلن تنجح إلا بمخاطبة المشاعر والغرائز. وإننا لا نقلل من أهمية الغرائز والمشاعر، إلا أن هذه الأخيرة إنما هي وقود وليست محرك.
لذا فإني أفهم لم يخرج شخص كارزمي يلهب حماس الناس بخطاب وطني أو قومي أو تديني أكثر ممن يخاطبها للتغيير, إذ أن الأول يخاطب الناس بما يعرفون، أما الأخير فهو يخاطبهم بالسنسكريتية.

الرأي العام: لا يوجد للأفكار المراد التغيير على أساسها أيا كانت رأيا عاما في الأمة مبني على قناعة ولو غير متخصصة. لذا فإننا نحكم بالفشل على نهضة حقيقية لاإستبدادية تريد أن تقفز إلى النهضة قفزا.

الاستعانة بالأجنبي: فضلا عن أن الاستعانة بالأجنبي تلهب غريزة البقاء متمثلة بالمظهر الوطني ضد هذه الاستعانة، فإن الاستعانة بالأجنبي قد ترسخ في مفاهيم أعماق الأفراد أنها صنو الخيانة، نتيجة ذاكرة مجتمعية معينة.

من أجل ما سبق، نرى فشل القائمين على النهضة في "العالم الإسلامي"، إذ أن العالمانيون مثلا يسعون إلى إيجاد العالمانية في المجامع قبل وجودها عند الناس، وقبل وجود طبقة شعبية تطالب بها وتحرص عليها، ومثلهم الاشتراكيون في الستينات. فكان كل جهدهم أن يضعوا العربة أمام الحصان بدل من وضع الحصان أمام العربة.
ثم زاد الأمر ضغثا على إبالة أن برزت من معسكرهم بارزة جعلت وسيلتها "للنهضة" الاستعانة بالأجنبي، ملهبة بذلك مشاعر الناس ضدها، ومنشئة عند الناس ربطا ذاتيا بين العالمانية والاحتلال. سيما وأن الاستعمار الذي قد كان في بلادنا ذات يوم قد كان يلبس لبوس العالمانية. ومما زاد في الأمر سوءا أيضا، أن فريقا واسعا من الذين حكموا قد صرحوا أو بطنوا العالمانية كمنهج للحكم. ومعلوم أن استيراد نظام للحكم دون اقناع للناس بأصل فكرته لا يؤدي إلا إلى الاستبداد. وذلك بغض النظر عن مدى إخلاص من اتبع هذا من الحاكمين من عدمه.
وذلك أيضا بغض النظر عن مدى صلاحية العالمانية للنهضة من عدمها.

عزيزي خالد..اتفق معك الى حد كبير،وقد وضعت يدك في أحيان كثيرة على الجرح...خصوصا قولك:

اقتباس:لغة الخطاب: نظرا لانعدام الأساس الفكري، خلت الأمة من أي لغة تصلح للتغيير. إن أردت أن تخاطب الأمة على ما هي عليه الآن فلن تنجح إلا بمخاطبة المشاعر والغرائز. وإننا لا نقلل من أهمية الغرائز والمشاعر، إلا أن هذه الأخيرة إنما هي وقود وليست محرك.

وهذا ما عززه الدكتاتوريين....فالدكتاتوريين هم اصحاب المصلحة الاولى بعدم قبول الناس لأي نوع من أنواع الخطاب....سوى خطابهم

لك تحيتي وأ‘جبتني كثيرا نقاطك برغم انها مقتضبة وسريعة زتحتاج الى تحديد في بعض الأحيان ...


وتحياتي لشعب لبنان الذي تظاهر اليوم...

كما قلت لك حبيبنا فرات، تقرأ التفصيل في الرابط التالي

طريق النهضة

وحبذا لو تساهم بشيء هناك. فأرى بين جنبتي راسك شيئا يريد أن يقدح شررا فيضيء منه بحثي!
:hony:

اقتباس:  Khaled   كتب/كتبت  
كما قلت لك حبيبنا فرات، تقرأ التفصيل في الرابط التالي

طريق النهضة

وحبذا لو تساهم بشيء هناك. فأرى بين جنبتي راسك شيئا يريد أن يقدح شررا فيضيء منه بحثي!
:hony:

عزيزي خالد...سيكون ذلك في أقرب وقت وسأطلع وأدرس مشروعك حول النهضة...لكن ريثما تمر غيمة الخطر على سوريا،فالوقت الذي أقضيه على الانترنت يكون في البحث هنا وهناك عن تحليلات تهبط تخوفاتي حول سوريا...