(06-08-2010, 11:48 AM)Man Kind كتب:  الفاضل المواطن مصري .

مشكلة التراث الإسلامي إنه لا يقرأ علي بعضه , بل أن هناك الكثيرمن المقاطع و من نفس الكتب يتم التغاضي عنها أو تجميلها .

نفس مصادرك يا عزيزي هي هي التي أوردت لنا قصص " أرضها ذهب و نساءها لعب " .. و هي هي التي أوردت لنا حلب مصر من أجل رفاهية يثرب و أهلها .. و هي هي التي أوردت لنا قصص الوثيقة العمرية التي كرست إحتقار الأقباط و التضييق عليهم .

أنت تختار هذا النص و تترك ذاك بناء علي العاطفة , و في هذا إخلال بقراءة التاريخ عظيم

الأخ الكريم Man Kind .
أرحب بك في الشريط و النادي .
المدهش أن كل كتابات التاريخ تدين أفكار المتأسلمين و تعريها ، كلها و بكل سطر منها حتى ما يعتقدون أنها تنصفهم ، فلا يوجد أبدآ ما يدعم القبح حتى قصائد الغزل التي كتبت فيه .
يتحدثون عن عدل عمر في ظلم الآخر المخالف دينيا !، يتحدثون عن غزل عمر في الحرية وهو يمتلك العبيد !، يتحدثون عن سجايا عمرو الرائعة وهو رأس الفتن حتى بين العرب رفقائه !، يتحدثون عن الأمان في زمانهم الرديء ، و خلفاء محمد يقتلون الواحد إثر الآخر و بيد مسلمين ، يتباهون بتاريخ دموي أسود يليق فقط بالعصابات و قطاع الطرق .

في المداخلة 86

اقتباس:كتب د. بهجت
هذا الشريط يتناول موضوع أساسي هو إجتماع سقيفة بني ساعدة ، و ما ترتب عليه من إسباغ الشكل السياسي على الجماعة المحمدية ، هذا الشكل هو ما يريد الأصوليون إحيائه مرة أخرى ، تحت شعار أن الإسلام مصحف و سيف .. دين و دولة ، الموضوع الثاني هو موضوع تاريخي أيضا و لكنه ثانوي في هذا الشريط ،وهو ممارسات الغزو العربي خاصة في مصر .
الموضوع الأول أساسي لأنه رغم تاريخيته تحول إلى قضية ثقافية و سياسية مؤثرة ، هي قضية الدولة الدينية أو الإسلامية في مقابل الدولة المدنية الحديثة ، و مما يجعل هذه القضية شديدة الإلحاح إنتفاضة الأصولية الإسلامية في معاقل الحداثة العربية في مصر و العراق و الشام ، و الإغداق السعودي الخرافي على كافة الأنشطة الأصولية و الجهادية ، أي أن أهمية الموضوع نتاج ما يترتب عليه من تأثيرات معاصرة و مستقبلية ،و ليس لأسباب تاريخية فقط ، لهذا أعطيه جل إهتمامي .
الموضوع الثاني ثانوي الآن ، لأنه موضوع تاريخي يستمد أهميته من تأثيره على الأحكام الأخلاقية التي نطلقها على ممارسات الغزو العربي ،و بالتالي تحطيم إحدى الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية ،و لأنه لا يفكر أحد الآن في إعادة غزو الإسلام لمصر و غيرها من دول الشرق الأوسط ، أعطيه أهمية ثانوية رغم أن الأصوليين يكفرون تلك المجتمعات بالفعل ،و هناك من يفكر في إعادة غزوها ، و لكنهم في طور الإعداد إنتظارا للتمكين !.

العزيز د. بهجت ....عاطر التحية والتقدير

1 ـ ان اشارك في حوار لم اقرأ كل حرف فيه ...هذا أمر لا أرضاه لنفسي!
2ـ أن أقرأ الموضوع ..واسيء الفهم..وبالتالي ..اسيء الاستنتاج..
فهذا أمر وارد.. ...(وبنسبة عالية)!
3ـ لكن الوارد ايضاً:
أن أقرأ الموضوع ..ويجيز صاحب الموضوع قراءتي ...
وحين اطمئن احاول الخروج بنتائج ...ثم لا يقرها صاحب الموضوع
هنا..عليه ان يثبت خطأ استنتاجي ...لا خطأ تحسسي من الموضوع!
4ـ على سبيل الحصر في المقتبس لك (اعلاه)
ترى أن مقال القمني وهو مادة هذا الشريط فرض في الشريط موضوعين
الأول اساسي : هو إجتماع سقيفة بني ساعدة و ما ترتب عليه من إسباغ الشكل السياسي على الجماعة المحمدية
والثاني ثانوي : هو ممارسات الغزو العربي خاصة في مصر.
كان اعتراضي... حول تضخيم الثانوي ...وسحب الاساسي الى الظل ..
وهذا ماحدث !
تركز جل اهتمام بهجت ...حول فضائع الغزو العربي في مصر .
هذا التركيز على القضية الثانوية واهمال دعوى الاصولية المعاصرة
(الاسلام دين ودولة ) اضطر بهجت الى مايلي :
أـ وضع عرب الصحراء في الميزان ( لافكر محمد)
هنا اصبح على الوازن ان ينتقي كتلا سلوكية بدل ان يشـــرّح
فكرا طبخ في سقيقة بني ساعدة ( ادرك !انك تدرك!الفرق جيدا..وهذا
يؤلم اكثر !!)

ب ـ تحييد المصحف والتركيز على حد السيف وهذا خدم القارئ (الاصولي )
فما عليه ـ لو اراد ان يدفع ـ الا ان يتوسل دفع التهمة التاريخية
ببراءة تاريخية ..من خصم ..او ضحية (معاصرة)!...فينصرف ذهن القارئ
المتلهف الى المعرفة ..(الشاب العربي ...سليل الانترنت !ابن العشرينات )
من التدبر في (الفكر المحرض ) باتجاه الموازنة بين الطهارة والفجور في سلوك هذا القائد او ذاك هنا سيكون (الاصولي)
قد نجح في اجبار بهجت على تشطير القضية ...الى شظايا
شظية عمر ...وشظية عمرو وشظية مصر ...وشظية خالد..
وشظية (الكوفة راشدية) وشظيتها اموية ..وشظاياها عباسية....وهكذا!

جـ ـ الخبط في جوف الشعوبية
بهجت علماني اصيل كما نعرفه
وحين ينفي اي اهتمام له بالأصول العرقية فهو صادق
لكن القالب الذي فرضه على القمني لإعادة سكب مقال القمني
داخله فرض على بهجت الغطس في بحر الأصول العرقية لقاطني
الوجه القبلي!

دـ وفق هذا التسلسل ....تراجعت القضية الأولى في مقال القمني
الى المرتبة...الاخيرة ...فكان الترتيب (حسب الظهور!)هكذا:
1ـ همجية البدو قضت على حضارة مصر..2ـ الهمج ضربوا وسفكو
واستباحوا واسترقوا وتسروا 3ـ البدو فرضوا الجزية
4ـ الاقباط تعرضوا لاقسى اشكال الظلم
5 ـ لم حدث هذا؟
الفقرة رقم(5) هي الموضوع الاساس في مقال القمني او هكذا أراد
له تراجعت الى الرتبة الاخيرة بسبب قالب د.بهجت ...الذي
فرضه على المقال ...
وبدل ان نقرأ تحليلا لفكر كارثي ساقه التاريخ
صرنا نقرأ مجرد احداث تاريخية في قوالب (وطنية)!

** قد اكون على خطأ ...وقد تكون قراء استاذي بهجت
هي الصحيحة لأنه بالنسبة للناقل (بعد ان يضع النص الاصلي )
له الحق في تأطير المقال بالاتجاه الذي يريده ..بشرط ان
يدرك ـ سلفا ـ ان لقرائه الحق ايضا في الفصل بين المقال
وبين اطار الناقل ..

...وبعد استاذي الكريم ...هذا كل مالدي..فاسمح لي قبل ان اغادر
بأن اشكرك جزيل الشكر على سمو روحك وعلو فكرك ورحابة صدرك
ولا يفوتني ان اعتذر عن كل كلمة ربما تدحرجت هنا او هناك
من غير قصد جاءت ثقيلة ...او سمجة ....او حتى ربع جافة
لا أحب الجفاف...!!
لكن جهنم يونيو في صحراء نجــد قد لايرضيها الربع !

يحفظك الرحمن
========================

عزيزي الفاضل مواطن مصري ....لك جزيل الشكر والتقدير
عاطر التحية ...وعظيم الاحترام اخي الكريم

(05-27-2010, 11:31 PM)بهجت كتب:  مقدمة :
الغزو العربى الغاشم لأرض مصر الحبيبة
1- في التاسع والعشرين من سبتمبر 639 غزت الجحافل البدوية أرض كيمى الحبيبة .. مصر . هذا الغزو كان مقدمة لقرون طويلة من الضياع . قام خلالها الغزاة من البدو الأعراب بجرائم شنعاء ضد أجدادنا ، تسطرها لنا كتب التاريخ بحروف من دماء الأبرياء ؛ سبوا النساء ، انتزعو الاطفال من صدور أمهاتهم ، هدموا الكنائس و المعابد ، أعملوا سيوفهم فى رقاب المزارعين المسالمين ، و دفعوا الآخرين بطرق عدة لاعتناق دينهم البدوي ، كما قاموا بجهود حثيثة لمحو الهوية واللغة المصرية (القبطية) وتزوير الذاكرة الجماعية للشعب المصري . فى هذه الذكرى الأليمة يقف أبناء كيمي الأوفياء حتى اليوم حداداً و يقيمون الصلوات ترحما على أرواح الشهداء ؛ يتذكرون الغزو العربي الأليم لأرض كيمي المسالمة - أرض النيل- ، ويرحلون بقلوبهم المحبة إلى أجدادنا و كل ضحايا الغزو العربى عبر السنين.

فى هذه المداخلة نجد ان الزميل قام بالقص واللصق مع التعديل لبيان قرأته فى منتدى اسمه "منتديات الحق والضلال" واصدره "الاقباط الاحرار" وإليكم أيها الزملاء نص ما فى الموقع والذى هو على هذا الرابط
http://www.christian-dogma.com/vb/showth...hp?t=10344
ومحتواه
ذكرى الغزو العربى الغاشم لأرض مصر الحبيبة
ندعوكم للوقوف دقيقة اليوم حداداً وللصلاة في الساعة الثانية عشر ظهراً حسب التوقيت المحلي لكل دولة
الإثنين التاسع والعشرين من سبتمبر 2008 الذكرى 1369 الألف والثلاثمائة وتسعة و ستين للغزو العربي لأرض كيمى الحبية مصر
هذا الغزو كان مقدمة لقرون طويلة من الإضطهاد. فقد قام العرب بفواجع ومذابح عدة ضد اجدادنا تذكرها لنا كتب التاريخ فقد سبوا النساء وانتزعو الاطفال من اهلهم وهدموا الكنائس وأعملوا سيوفهم فى صدور ورقاب أجدادنا وغرروا بالآخرين بطرق عدة لاعتناق عقيدتهم كما قاموا بجهود حثيثة لمحو الهوية واللغة المصرية (القبطية) وتزوير الذاكرة الجماعية للشعب المصري في محاولة منهم لإقناع أحفاد قدماء المصريين بأنهم عرب.
وفى هذه الذكرى الأليمة ندعوكم للوقوف دقيقة اليوم حداداً وللصلاة في الساعة الثانية عشر ظهراً حسب التوقيت المحلي لكل دوله لنتذكر الغزو العربي الأليم لأرض كيمي المسالمة أرض النيل مصلين ومتذكرين اجدادنا و كل ضحايا الغزو العربى عبر السنين.
التوقيع : الاقباط الاحرار

وبغض النظر عن اقتناع الزميل بما ينقل أم لا فالمهم عندنا هو مناقشة بعض التزوير للتاريخ الذى يحدث امام أعيننا، فالحق اننى عند قراءة هذا المقطع من مداخلة الزميل بهجت شعرت بأننى اقرأ مرثية تاريخية فى ذكرى مذابح هولاكو ولكن بعد قليل من التفكير وجدتنى امام كلام يشبه احدى كلاسيكيات الادب العالمى للاطفال مثل سندريلا وسنوهوايت، كلها كلام فارغ لا يمت للواقع بصلة.

فالمعروف ان اسم مصر (كيمى) هو اسم فرعونى لا علاقة للمسيحية به بل إن الاسم العبرى لمصر هو مصر نسبة الى مصرايم ومنذ القرن التاسع قبل الميلاد أصبحت مصر تعرف باسم آخر وهو إيجوبتس ، وهو لفظ يوناني، ومنه اشتقت اللغات الأوربية الحديثة الأسماء الدالة علي مصر مثل Egypt, Agypten . ومنه كذلك جاء إيقوبطي وقبطي أي "المواطن المصري" الذي يعيش في مصر.

فمن اين اتى الزميل لنا باسم كيمى ؟

لا شك انه يشترك فكريا مع من يريدون العبث بوحدة النسيج الوطنى لمصر حيث ينسبون المسيحيين الى الفراعنة وينسبون المسلمين الى العرب.

رغم ان كلمة قبطى تعنى مصرى سواء كان مسيحى ام مسلم كما أعتقد والله اعلم.

ونعود الى المزارعين المسالمين الذين اعمل البدو سيوفهم فى رقابهم.

ونجد ان الزميل تحدث عن خيرات ارض كيمى وهو يسقط ان العرب الفاتحين جاؤوا يطردوا الرومان والامبراطورية الرومانية هى اكثر الامبراطوريات الظالمة على مر العصور ، وكانت مصر هى سلة القمح للامبراطورية وكان الفلاح المصرى يعانى الأمريين تحت حكم الرومان ومع ذلك ينفى الزميل كل هذا ولا يشير اليه ولكن يشير الى الحال فى مصر كما لو كنا نستمع منه الى حكاية ست الحسن والجمال او سندريلا تصور لنا ان المصريين قبل الفتح العربى كانوا يعيشون حياة بلا مشاكل.

ولبيان التزوير نعرض لبعض صور الاضطهاد من كتاب فتح العرب لمصر لالفريد باتلر معلقا على حكم قيرس (المقوقس)

ص 217
(وابتدأ الأضطهاد الاعظم عند ذلك، ويتفق المؤرخون جميعاً على أنه بقى مدة عشر سنوات، أى أنه بقى كل مدة ولاية قيرس رياسة الدين)

وفى ص 221
(وإذا كان مثل هذا العسف يجرى فى الصحارى فما بالنا بما كان يحدث للقبط فى بلاد مصر السفلى والصعيد – فلقد كان حظ من يأبى منهم أن يتخلى عن عقيدته أو ينازع قيرس فى أمره أن يجلد ويعذب أو يلقى به فى السجن أو يلقى الموت. فكانت تقام أساقفة للملكانية فى كل بلد من مصر حتى أنصنا (أسيوط) من بلاد الصعيد، فى حين كان قسوس القبط يقتلون أو يشردون فى أنحاء الأرض يلتمسون فيها ملاذاً. وكان السعى حثيثا غير منقطع وراء بنيامين (الذى آمنه عمرو بن العاس) ، ولكن لم يعثر عليه فى مكان. وقد جاء فى كتاب "ساويرس" أنه كان يتنقل من دير محصن ألى آخر.

ومن كتاب تاريخ اهل الذمة للدكتورة سيدة الكاشف ص 51
(ويمكننا أن نقول أن شعور الكراهية والعداوة التى أبداها المصريون نحو البيزنطيين كان يتزايد يوما بعد يوم، نتيجة سياسة البيزنطيين الدينية والسياسية والاقتصادية. وربما كان أبرز دوافع الكراهية هو الخلاف الدينى، ونظام الضرائب الظالم وخاصة أن الموظفين قد اتبعوا سياسة ارهابية فى تحصيل الضرائب حتى يحققوا ثراء شخصيا. كما اعتبرالأباطر مصر مخزنا للغلال، يتزودون منه بحاجاتهم دون مراعاة مصالح المصريين أنفسهم. هذا إلى جانب سخط المصريين على سياسة الأباطرة ومقفهم من أكليروس الاسكندرية، واضطهادهم للبطاركة القبط، وتدخلهم فى العقائد الدينية ورغبتهم فى ضم القبط لكنيسة الدولة، وما نتج عن ذلك من مذابح واضطهاد.)

أما عن التزوير بخصوص محو الهوية واللغة القبطية فيكفى ان انقل لكم من موقع الكنيسة القبطية
http://st-takla.org/Coptic-church-1_.html

(وظلَّت اللغة القبطية خلال تلك الفترة هي اللغة الرسمية للبلاد، ولم تظهر الكِتابات بكلتا اللغتين العربية والقبطية قبل منتصف القرن الحادي عشر. ومن أوائل الكِتابات التي كُتِبَ كلها بالعربية هو كتاب كتبه أولاد العَسّال (صانِعي العسل)، وفيه تفصيل للقوانين، والمبادئ الثقافية، والعادات والتقاليد لتلك الفترة الهامة، وكان ذلك بعد حوالي 500 عاماً من الفتح العربي لمصر. ولكن كان إستخدام وإتخاذ اللغة العربية كاللغة الرسمية في المُعاملات اليومية بطيئاً، لدرجة أن المقريزي قال في القرن الخامس عشر، بأن اللغة القبطية ما زالت تستخدم كثيراً.)

بقى تعليق اخير على استخدامات كلمة (كيمى) وايضاح العلاقة ووحدة الهدف بين بعض العلمانيين التنويريين مع اقباط المهجر لشق وحدة النسيج الوطنى المصرى وقد جمعتها بالببحث عن كلمة (كيمى) فى الانترنت.

1) منظمة "كيمي لحقوق الإنسان" بالنمسا، وهى منظمة قبطية ويتولى نشر اخبارها منتديات الاقباط فى المهجر مثل الاقباط المتحدون.
2) وكذلك فى موقع حقوق الاقباط نجد خبرا تحت عنوان : قناة كيمي (الفضائية) لسان ألآقباط المسموع والمرئي.
3) وفى موقع منتدى منظمة اقباط المهجر نجد خبرا يقول (قناه كيمي الاخباربة لتدويل القضيه القبطيه)

الرحمة يا زميل بهجت ببلدك مصر ... فإن لم تكن معها فلا تكن عليها.

ماجادلت عالما إلا غلبته، وما جادلت جاهلا إلا غلبني
[الإمام الشافعي]
الأخ العزيز فودكا.
الزميل مواطن مصري .
اسمحا لي بتدخل في حواركما .
في البداية لم أفهم ماذا يقصد مواطن مصري بسؤاله عن الرمح و السيف ، هل هناك جوانب إيمانية عميقة تجعل الرحمة المهداة يفضل إكتساب رزقه بالرمح و ليس بالسيف ؟.أريد ان أبدي إعجابي بتفسير فودكا ، تفسير لماح لم يكن يخطر ببالي !.
الحيرة التي يشعر بها مواطن مصري يمكن تفسيرها علميا بظاهرة معرفية هي ظاهرة التناقض المعرفي ، أو ما يعرف بإسم Cognitive Dissonance" " ، هذه الظاهرة نواجهها في حياتنا اليومية و العامة على السواء . مثلآ يريد شاب أن يخطب فتاة ، فيسأل عنها قريبه " أ " الذي يخبره أنها فتاة ممتازة و نعم الزوجة ، بينما عندما يسأل صديقه " ب " يخبره أنها بنت " مُلعب " و " مصاحبة طوب الأرض!" ، هنا سيكون صاحبنا فريسة لما يعرف بالتناقض المعرفي ، لديه مصدران موضعا ثقته ، و لكن كل منهما يبدي رأيا معارضا ، نفس الحالة تواجه كل من ينشأ في مجتمع أصولي مغلق كالمجتمع المصري ، فعندما ينفتح فكريا على العالم ولو بشكل عرضي ، سيجد هناك حقائق تصدمه ، و تتناقض بشكل كامل مع المسلمات و الثوابت التي تقوم عليها حياته ،و التي أساسها النموذج الوهابي من الإسلام . في البداية سيحاول هذا الشاب ( الطيب ) أن يفسر تلك التناقضات بأنها مؤامرة صليبية يهودية ، أو دسيسة من الشيعة " يهود الإسلام " ، و لكن لن يمكن لكل إنسان أن يوقف عقله طويلآ ، فهناك من سيفكر و يتغلب على خوفه من عذاب جهنم و الأخوة ناكير و نكير ، في هذه الحالة سيلجأ الإنسان – الذي لم يتحرر تماما - إلى أحد الحيل اللاشعورية التالية .
1- تقليل أهمية الحقائق التي تعارض الرأي المبدئي ، المتمثل في تقديس النبي محمد و تنزيهه ، و ستكون تلك الحقائق المناوئة غالبا تاريخية مثل تحريضه على الإغتيال ،و شراهته للنساء ،أو تخبط و تناقض تعاليمه، او مخالفتها لحقوق الإنسان و قيم العصر ... الخ ..... .
2- زيادة أهمية الحقائق التي تدعم الرأي المبدئي التقديسي ، مثل معاناة النبي محمد من أجل الرسالة ،و كرمه ،و حب أصدقائه له ، و معجزاته العديدة ، و نجاح دعوته و انتصاراته العسكرية ،و ثناء بعض الكتاب الأجانب عليه .... الخ .
3- تأويل الحقائق المعارضة لتكون ملائمة ، كأن يفسر تعدد زوجاته بأنه يوفر لهن المأوى ،و قتله معارضيه بأنهم أهل الفتن و أنه أمر بقلتهم من ربه ( أي تبرئة النبي و تلبيس الإله الجريمة كاملة ، كونه كبير و يستحمل ! ) ... .
و لكن المشكلة مع النبي ليست بتلك السهولة لأنها مزدوجة ، فنفس المصادر التي ترسم له صورة إيجابية هي نفسها التي ترسم له صورة سلبية ، خاصة القرآن و السنة و السير المعتمدة !. هذا التناقض يبلغ مداه إلى حد التضاد ، حتى أنك لا تصدق أنها كلها صادرة من نفس المصدر .
لو نظرنا إلى القرآن كأوثق المصادر الإسلامية و أكثرها مصداقية ، ستجد أحكاما ينسخ بعضها بعضا ، أي يلغي بعضها بعضا ،و كثيرا ما تبقى النصوص الملغاة و الأخرى التي ألغتها في المصحف يتعبد بهما معا ، أي يتعبد بنصوص تم إلغائها !، لعل أوضح الأمثلة هو موقف النبي ( الإسلام ) من حرية العقيدة ، وهو موقف تأسيسي لا يمكن القفز عليه . هناك آيات واضحة للغاية تقرر حق الإنسان في إختيار عقيدته الدينية بلا حرج و لا عقاب ، هذه الآيات منها :" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ " .الغاشية ( 21-24 ) ، و منها " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (الكافرون 1-6 ) ، و قوله " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف 29) ، وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "(الحج:17) ، كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ( المدثر : 38 ) ، وقوله " أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " (فاطر:8 ) . و لكننا نفاجئ بنسخ كل آيات الرحمة و التسامح تلك بسورة التوبة ، (هي آخر سورة في ترتيب النزول ،و تنسخ ماعداها ) ،و فيها يتلو النبي " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة-5). و " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة-29) .
من يريد تحسين صورة النبي لتلائم الحضارة الحديثة سيركز على الآيات الأولى و سيتغافل عن الآيات الأخيرة ، أو سيحاول تأويلها بأنها مقصورة على حالة بعينها لسبب خاص يعلمه الله ، في المقابل سيرى آخرون أكثر توافقا مع الروح الحربية للإسلام أن آيات التسامح ألغيت كلها ،و أن النبي كان يهادن المخالفين تقية ،و لكنه عندما قدر قتل ،و أن هذا درس بليغ للمسلمين بأن الحرب خدعة . يمكن لآخرين ربما أكثر فهما لشخصية النبي و دراية بعلم النفس أن يروا أن النبي كان مترددآ في سياساته و أحكامه ، و لهذا كان يغير تعاليمه بشكل دائم .
بالطبع لا أحاول هنا معرفة الحقيقة ،و لكن إيضاح كيف يعمل التناقض المعرفي . هناك مثال آخر من السنة تعكس هذا التناقض المعرفي ، فتروي كتب السنن أنه كان للنبي جار يهودي يحرص على وضع القاذورات على بابه ، فلما غاب اليهودي عن النبي ثلاثة أيام ذهب الرسول الى داره ليزوره ، فقال اليهودي : لما هذه الزيارة يا محمد ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لم تضع ما كنت تضعه فحسبتك مريضا ، فجئت أزورك " ، فقال اليهودي للرسول: أدينك يأمرك بهذا يا محمد ؟ ، فقال الرسول : " بل أكثر من هذا " فقال اليهودي : أشهد ألا أله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله . في المقابل هناك حديث للنبي : " لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ " . (رواه مسلم 4030 ) . هنا أيضا لا أبحث عن الحكم بل عن التناقض بين الصورتين ، و كلتاهما مستمدة من السنة النبوية و الأحاديث ، صورة المتسامح الذي يعود مريضا يهوديا آذاه ،وصورة المتعصب المتعالي الذي يضطر الآخر إلى أضيق الطريق تصغيرا لشأنه و تحقيرا له ! . هناك التناقض أيضا بين صورة النبي محمد الزوج المتعفف الذي يتزوج بواحدة في أزهى فترات شبابه ،و لمدة 15 عام متصلة لا يجمع معها بزوجة أخرى ،و صورة النبي محمد المزواج زير النساء في شيخوخته ! ، فقد تزوج النبي بإحدى عشرة امرأة، توفي في حياته منهن اثنتان السيدة خديجة بنت خويلد والسيدة زينب الهلالية، ومات النبي وفي عصمته تسع زوجات، هذا غير السراري ،( عرف منهن ريحانة و مارية ) ، أخرج البخاري عن أنس بن مالك، قال كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه. قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين. وأخرج أيضا عن قتادة أن أنس بن مالك، حدثهم أن نبي الله صلى اللهم عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة ، وفي رواية ابن سعد أن رسول الله قال: قد أوتيت قوة سبعين رجلا في الجماع ، ولا أعتقد أن هناك منصف لا يرى أن هناك تغيير غير مفهوم حدث في سلوك محمد تجاه المرأة ، الذي تحول من الإعتدال إلى شراهة منفرة .
هناك صورة النبي الحريص على الوحي ، الأمين على كلمات ربه و تبليغها في أجلى صورة ،و لكن في المقابل هناك صورة مناقضة لرجل غير دقيق ، كثير النسيان ، يتهاون في كتابة الوحي حتى أنه يقبل بتغيير فيه أو وضع أقوال الاخرين في نصوصه ، حتى أن أحد كتاب الوحي من أصحابه يهجره و يذهب إلى قريش ليخبرهم بأنه كان يؤلف لمحمد بعضا من قرآنه ، فتحدثنا كتب السير أن ( عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله الوحي فربما أملى عليه محمد " سميع عليم" فيكتب " عليم حكيم " فيقرأ رسول الله فيقول كذلك الله ويقره . وافتتن وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت ، ويقول للنّاس: "لو كان محمّد صادقا لأنكر علي هذا التّغيير . و ذكر أن النبي كان يملي عليه :" ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ " ، فقال له عبد الله " فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" ، فقال له النبي " أكتبها هكذا نزلت !" فكتبها ، و هي الآية (14) من سورة المؤمنين " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " ، ثم فر عبد الله و لحق بمكّة وأهدر النّبي دمه يوم الفتح، فشفع فيه عثمان لسبب كان بينهما…" (تبريزي 2/201) ، وسؤالنا، هو:لماذا لم ينكر النّبي على كاتبه عبد الله بن أبي سرح "التّغيير" الذي أحدثه في"النصّ" [الوحي] إلاّ عندما علم به، وليس لحظة وقوعه؟.
هناك ما يثير الريبة عندما نعلم أن هناك نصوص في القرآن – المفترض كلاما من الله - من كلام رجل من أصحاب محمد هو عمر بن الخطاب . قال عمر فيما ثبت في الصحيحين :" وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى نصلي وراءه نصلي عنده فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة حصل منهن كلام اشتدت وطأته على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يقول عمر فقلت وهو يعظ أمهات المؤمنين وينذرهن ، فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك !. هكذا يقول عمر كلاما فتنزل بألفاظ عمر وتصبح قرأنا يتلى إلى يوم القيامة ، وافق القرآن رأي عمر في أمور أخرى كذلك كما ورد في أسارى بدر!.
كانت عائشة زوج النبي تقول :" كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقول أتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى : { ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } . قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك . (الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4788 ) ، أليس هذا إتهام واضح بأن عائشة ترى أن القرآن يأتي على هوى النبي ( وما ينطق عن هوى !) .
هناك ما يؤكد أن النبي كان ينسى الآيات القرآنية ، وهذا يفسر التناقض في الكثير منها ، و قد راجعه البعض من أصحابه في ذلك أكثر من مرة ، فجاء في إحدى الآيات " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (البقرة 106)
هناك صورة النبي الحليم المتسامح الرحمة المهداة ، و لكن هناك أيضا صورة محمد الفظ الذي يأمر بإغتيال معارضيه بما في ذلك النساء و العجائز . فمن الثابت ان النبي أمر أو بارك إغتيال العديدين مثل الشاعر اليهودي كعب بن الاشرف ، وكان الاغتيال بتوجيه من الرسول نتيجة لتحريض ابن الأشرف قريش على الثأر لهزيمة غزوة بدر ، و اغتيال الشاعرة عصماء بنت مروان على يد عمير بن عدي بن خرشة بن أمية الخطمي بسبب تنظيم بعض القصائد التي أعتبرت تحريضية ضد الرسول ، كذلك إغتيال إمرأة من قبل زوجها كانت تشتم الرسول ونبي الرحمة ، فلم يتحمل الرجل و كان أعمى انتقادات المرأة ، فقال النبي عندما علم بذلك : ألا اشهدوا: أن دمها هدر! ، كما أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم دمها ، كذلك اغتيال ابي عفك اليهودي الذي كان يبلغ عشرين ومائة سنة من العمر ، و هناك اغتيال أبي رافع بن عبد الله على يد سرية ، و إغتيال سلام بن أبي الحقيّق ،و إغتيال أم قرفة: قبل قتل ابن أبي الحقيق بقليل قُتلت أم قرفة بأمر زيد، وذلك بأن ربط القوم رجليها إلى جملين ألزموهما بالسيرإلى طريقين متعاكستين، فانشقت أم قرفة وتقطعت، فهنّأ الرسول زيداً بعمله، ولم يوبخه على هذا التوحّش ،و هناك إغتيال ابن شيبينة.
هناك صورة النبي الذي يمتاز بالصفح والعفو مع المقدرة على الانتقام. روى البخاري ومسلم (أنّ الرسول كان في حرب، فجاء رجل هو (غورث بن حارث) حتى قام على رأسه بالسيف فقال: من يمنعك مني؟ فقال: الله. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: من يمنعك مني؟ قال الرجل: كن خير آخذ. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : قل: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله. فقال الرجل: لا. غير أني لا أقاتلك، ولا أكون معك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله. و لكن هناك أيضا صورة محمد المنتقم الذي يقتل أعدائه من الأسرى ، كما فعل ببدر ؛ فقد ثبت أنّ محمدا قتل بعض الأسرى، منهم عقبة بن أبي معيط، وطعيمة ابن عدي والنضر بن الحارث، وهم من أسرى بدر.
من يحاول أن يبحث عن تلك التناقضات لن يجد أية صعوبة في تحديد العشرات منها ،
فما هي حقيقة النبي محمد و شخصيته ؟ ..
يكفيني هنا أن أحدد القضية ، آملآ أن تؤدي هذه المداخلة إلى تقريب وجهات النظر أو على الأقل أن نتمكن من تحديد أين توجد المشكلة . لو كان لي أن أضيف شيئا ، فهو أنه لا يمكن أن نحكم على النبي محمد سوى من داخل إطاره هو و زمانه هو و قيم عصره ، و لكن الأصوليون يحاولون بسذاجة فجة أن يفرضوا قيم محمد وزمانه على القرن 21 لهذا يبدون ككائنات خرافية قادمة من كتب التاريخ الصفراء ، لم ينفض عنها الغبار بعد ، غبار تراكم منذ أكثر من 1400 سنة .

(06-11-2010, 01:50 PM)بهجت كتب:  

(06-08-2010, 11:48 AM)Man Kind كتب:  الفاضل المواطن مصري .

مشكلة التراث الإسلامي إنه لا يقرأ علي بعضه , بل أن هناك الكثيرمن المقاطع و من نفس الكتب يتم التغاضي عنها أو تجميلها .

نفس مصادرك يا عزيزي هي هي التي أوردت لنا قصص " أرضها ذهب و نساءها لعب " .. و هي هي التي أوردت لنا حلب مصر من أجل رفاهية يثرب و أهلها .. و هي هي التي أوردت لنا قصص الوثيقة العمرية التي كرست إحتقار الأقباط و التضييق عليهم .

أنت تختار هذا النص و تترك ذاك بناء علي العاطفة , و في هذا إخلال بقراءة التاريخ عظيم

الأخ الكريم Man Kind .
أرحب بك في الشريط و النادي .
المدهش أن كل كتابات التاريخ تدين أفكار المتأسلمين و تعريها ، كلها و بكل سطر منها حتى ما يعتقدون أنها تنصفهم ، فلا يوجد أبدآ ما يدعم القبح حتى قصائد الغزل التي كتبت فيه .
يتحدثون عن عدل عمر في ظلم الآخر المخالف دينيا !، يتحدثون عن غزل عمر في الحرية وهو يمتلك العبيد !، يتحدثون عن سجايا عمرو الرائعة وهو رأس الفتن حتى بين العرب رفقائه !، يتحدثون عن الأمان في زمانهم الرديء ، و خلفاء محمد يقتلون الواحد إثر الآخر و بيد مسلمين ، يتباهون بتاريخ دموي أسود يليق فقط بالعصابات و قطاع الطرق .

شكراً لترحيبك أخ بهجت

هناك مشكلة أخري في هذه القضية لا يلتفت إليها الكثيرون , و هي هل كانت ثقافة السبي و الغنائم هي أحد الثقافات السائدة وقتها و بالتالي من المحتمل أن نلتمس العذر للمسلمين الأوائل في غزواتهم المباركة ؟

الحقيقة تقول لا , فقد كانت ثقافة غزو القبائل المجاورة ثقافة متأخرة عن زمن نزول الرسالة , و كان الأعراب قد تخلصوا من هذا الفعل المشين علي الأقل في منطقة الحجاز بعد أن اصبح لهم تجارة و قوافل تطلبت منهم القيام بمجهود وفير لإبرام الإتفاقيات لحماية هذه القوافل من تلك الثقافة البربرية .
و ما طريق الإيلاف إلا صورة من صور التطور الذي حدث في فكر هؤلاء الأعراب حتي أن كتب السير نقلت لنا دهشة القرشيين من قطع محمد لطريق القوافل و الإستيلاء عليها حتي في الأشهر الحرم في إثبات أن هذه الغزوات أصبحت مستنكرة و لم تعد احد مصادر دخل القبائل القوية كما كان الحال قبل التحول من الرعي للتجارة .[

(أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا)
[قرآن كريم]

عزيزى فودكا
الزميل بهجت

لقد أوردت يا عزيزى فودكا حديثا من اكثر الاحاديث اهمية فى فهمه والتعامل معه وقد كنت اريد ان اعرف منك فهمك للحديث ، فقد كنت اعتقد انك تفهمه مثل كثيرون والذين يظنون معنى الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم يكسب رزقه بالقتال بالرمح. ولكن اجابتك تلقى جزء كبير من القبول وإن كان ينقصها تحديدا الوقت من النهار فكما تعلم الظل مختلف الطول وفقا لموقع الشمس من السماء.

ومن تفسيرات معنى هذا الحديث انه من المعروف عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان لا يستخدم الرمح فى القتال ولكن يستخدم السيف والرمح كان وسيلة للدفاع والرمى وقد ورد حديث عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا أن القوة الرمى. ألا أن القوة الرمى. ألا أن القوة الرمى.) والرمى قد يكون الرمح او السهم. وبذلك يفسره البعض بأنه بدون قوة للمسلمون يدافعون بها عن انفسهم لا يكون لهم رزق فى الارض وهذا دلالة على اهمية القوة حتى تستقر دولتهم.

وكذلك يورد البعض تفسير أخر للحديث بمعنى الرزق فى الصلاة وأن الصلاة سببا للرزق.

فقد روى عبد الله بن عمر (أن النبى صلى الله عليه وسلم كان تركز الحرابة قدامه ، يوم الفطر والنحر، ثم يصلى)

وكذلك روى عبد الله بن عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد، أمر بالحربة فتوضع بين يديه، فيصلى إلها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك فى السفر ، فمن ثم اتخذها الأمراء)

وكذلك روى عبد الله بن عمر (أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يركز له الحربة، فيصلى إليها)

والرمح هنا كان للستر فى الصلاة من مرور احد بين يديه والرزق فى الصلاة ومنها ، ولا تنسى ان الله قال عن المطر رزق.

وأما عن (بعثت بين يدى الساعة بالسيف) فله اكثر من تفسير ، فالبعض يفسرها بجواز القتال (بشروط القتال وليس عدوانا) من اجل الدعوة وهذا مقبول والبعض يفسرها بأنه قد بعث صلى الله عليه وسلم فى زمن يكثر فيه الحروب لقرب يوم القيامة، والبعض يفسرها بأنه لم يكن مباح لرسول قبل ذلك ان يقاتل من اجل الدعوة لتوحيد الله بل الدعوة بالقول فقط ، وقد يرجع سبب تحليل الجهاد للدعوة حتى لا يكون للناس على الله حجة فى عدم ابلاغهم. وهذا امر شرحه يطول.

وكما تلاحظ ان باقى الحديث جزءان او عبارتان (وجعل الذل و الصغار على من خالف أمري) هى تكملة لتصور الجهاد وتصور قوة الدفاع كما تجوز على وجه العموم فى امور اخرى وأخيرا (و من تشبه بقوم فهو منهم) فهى لو طبقت على مفهوم الجهاد فهى توضح ان جهادنا فى سبيل الله بالمقام الاول وليس فى سبيل الملك والغنائم. ومن يتشبه بقوم فى حروبهم مثل الفرس او الروم مثلا فهو منهم وليس من المسلمين.

وعموما يا عزيزى الحديث لا يخزى المسلم فقد قال ايضا الرسول صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرُّعبِ مسيرة شهر وجُعلت لي الأرض كلها مسجداً وطهوراً. فأيُّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي. وأعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".

اما عن قولك عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء والعطر فى معرض الحديث عن الوضوء، فقد كان الوضوء شرط للصلاة منذ ان كان الرسول متزوج من امرأة واحدة ومنذ بدء الدعوة، أما عن التيمم وهو فى حالة عدم وجود ماء فهو من اجل ان يظل العبد على صلة بالله دائما حتى ولو لم يجد ماء ونجد هنا ان التيمم ينفى ما طرحته عن حب العطر والروائح الطيبة.

أما المؤلفة قلوبهم فإن كنت تظنها رشوة ، فقد تكون لغيرك من الفقراء خير معين على مواجهة قسوة الحياة ولا تنسى ان المؤلفة قلوبهم احد بنود مستحقى الزكاة وليس الغنائم فقط.

وعن زوجات الرسول فالامر شرحه يطول ولنا فيه لقاء فى وقت اخر بإذن الله

ودمت بخير.

(06-12-2010, 02:48 AM)بهجت كتب:  الأخ العزيز فودكا.
الزميل مواطن مصري .
اسمحا لي بتدخل في حواركما .
في البداية لم أفهم ماذا يقصد مواطن مصري بسؤاله عن الرمح و السيف ، هل هناك جوانب إيمانية عميقة تجعل الرحمة المهداة يفضل إكتساب رزقه بالرمح و ليس بالسيف ؟.أريد ان أبدي إعجابي بتفسير فودكا ، تفسير لماح لم يكن يخطر ببالي !.

الاخ العزيز بهجت شكرا على الوردة واخجلتم تواضعنا فانا تلميذ لا زلت اتعلم في رحاب مواضيعكم
الاخ مواطن مصري اكن له كل محبة وتقدير وهو من الناس الذين يعطون للعقل والتفكير المجال الكامل للعمل
الا انه يصطدم بتراكمات 1400 سنة وهي ليست من السهل تجاوزها بسلاسة
تساؤله منطقي كيف يكون للرمح الذي هو للدفاع مصدر الرزق والمعروف ان السيف في هذه الحالة هو مصدرها لكن بالنظر للحديث فتجد ان السيف موجود وادى دوره في الحصول على الرزق ووضع هذا الرزق الذي هو الغنائم عند ظل الرمح المنصوب امامه

(06-12-2010, 03:47 PM)مواطن مصرى كتب:  عزيزى فودكا
الزميل بهجت

لقد أوردت يا عزيزى فودكا حديثا من اكثر الاحاديث اهمية فى فهمه والتعامل معه وقد كنت اريد ان اعرف منك فهمك للحديث ، فقد كنت اعتقد انك تفهمه مثل كثيرون والذين يظنون معنى الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم يكسب رزقه بالقتال بالرمح. ولكن اجابتك تلقى جزء كبير من القبول وإن كان ينقصها تحديدا الوقت من النهار فكما تعلم الظل مختلف الطول وفقا لموقع الشمس من السماء.

اهلا بالعزيز مواطن مصري
بعد ان يؤدي السيف دوره في قطف الاعناق خلال اليوم

يأتي بعدها جمع الارزاق على شكل غنائم في نهاية اليوم

التي تجمع امام الرسول بعد ان ينصب رمحه وحيث انه في اخر النهار فان الظل كما تعلم

يكون في اعلى طوله وامتداده

وهنا يحجز الخمس له ولله والباقي يوزع على المقاتلين

اقتباس:وعموما يا عزيزى الحديث لا يخزى المسلم فقد قال ايضا الرسول صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرُّعبِ مسيرة شهر وجُعلت لي الأرض كلها مسجداً وطهوراً. فأيُّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي. وأعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".

كيف لا يخزي المسلم
اعد التفكير مرة وثانية وثالثة
واضف له نصرت بالرعب والتي تعني الارهاب بحد ذاته
وانا متأكد انك ستغير رأيك
ليس فورا وانما بعد التفكير
بالمناسبة ألم ينصر بالرعب مسيرة شهرهولاكو عندما غزا العراق وبلاد الشام

اقتباس:أما المؤلفة قلوبهم فإن كنت تظنها رشوة ، فقد تكون لغيرك من الفقراء خير معين على مواجهة قسوة الحياة ولا تنسى ان المؤلفة قلوبهم احد بنود مستحقى الزكاة وليس الغنائم فقط.

يبدو يا عزيزي انك لاتعرف من هم المؤلفة قلوبهم في قريش
هم اغنى اغنباء قريش ابحث وتأكد

بالمناسبة قصة رهن درع الرسول لدى يهودي هل تعتقد انها صحيحة
مع تقديري

عزيزى فودكا

بداية ضرورة الجاهد مرتبطة بأن النبى بعث للناس عامة ، ولو كان هناك سبيل غير الحرب لحدث ، أوليست الجراحة تكون مفيدة احيانا. وهل لو كنا كما كانوا لصار حالنا كما نحن عليه يا فودكا. يجب ان تضع فى اعتبارك ان من إيمان المسلم أن واضع النص هو الله وليس الرسول والله اعلم بمن خلق، وهذا إيماننا. لا انكر الجهاد ولا اسقطه وهو كان ولازال ضرورة ولكن الكيفية يمكن النظر فيها ولكن لا تعتقد اننى سأحاول تجميل الاسلام ليكون على هوى من يستمع لى، لا كتب علينا قتال اهل البغى حتى ولو كانوا مسلمين حتى يكون الدين لله اما كيفية القتال فهذه هى المشكلة التى يجب دراستها وليس نفى القتال هو ما يجب دراسته فلست اعيش فى زمن مضى ولكنى اعيش فى الالفية الثالثة.

واعود لما ذكرته اعلاه.

وهل تعتقد ان ظل الرمح سيكفى خمس الغنائم ؟ لقد كان فى الغنائم جمال وخيول

وهل كانت الارض مسجدا لهولاكو ، وهل قال هولاكو إن لكم فى كل ذات كبد رطب صدقة ، وهل قال هولاكو إن أمرأة دخلت النار فى هرة

وما العمل الآن هل نبحث عن اغنياء قريش ونعطيهم نصيبهم أم نتطور مع الزمن ونطور النص ونفعل مثل اخواننا المسيحيين فى تأليف القلوب عن طريق الرعاية الطبية والاجتماعية أثناء الدعوة للاسلام مثلما يفعلون فى التبشير.

وقصة الدرع لا تهمنى كثيرا ، فيكفى انه قال لى أتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها حتى اتبعه فكيف يكون بين يدى ما يهدينى وابحث عن قصة الدرع ومصداقيته

مع خالص تقديرى

(06-13-2010, 03:11 AM)مواطن مصرى كتب:  عزيزى فودكا

بداية ضرورة الجاهد مرتبطة بأن النبى بعث للناس عامة ، ولو كان هناك سبيل غير الحرب لحدث ، أوليست الجراحة تكون مفيدة احيانا. وهل لو كنا كما كانوا لصار حالنا كما نحن عليه يا فودكا. يجب ان تضع فى اعتبارك ان من إيمان المسلم أن واضع النص هو الله وليس الرسول والله اعلم بمن خلق، وهذا إيماننا

بعض الاخوة هنا لايرتكزون على الايمان لذا وجب اقناعهم بقانون التاريخ وطبيعة الحياة ، هل المسلين فقط من يفتح ويغزو ؟
انهم يحبون الاسكندر الاكبر وهو اكبر فاتح بالتاريخ رغم انه غزا بلدانهم وسجدوا له ، ألم يكن العرب البسطاء يدفعون جزية للغزاة امثال كسرى ؟ اليس من حقهم ان يردوا البضاعة ؟ هل هم ملامين لانهم تعلموا من الغزاة كيفية الغزو ؟ انهم يريدون للقوانين التاريخية القديمة ان تستمر ، فالغساسنة والمناذرة كان يجب عليهم ان يظلوا سفراء للفرس ولليونيان وألا تثور كرامتهم مدى الدهر ، وان تظل اليمن كانتون لروما وان تظل الصحراء مصنع للرماح وجلب الجواري وعندما انقلبت عليهم الآية وردت اليهم بضاعتم جزعوا باسم الحرية والتطور .