منظمات حقوقية سورية تدعو للتحقيق في وفاة شاب اثناء توقيفه
الأحد, 13 يونيو 2010
لندن - (ا ف ب) - طالبت منظمات حقوقية سورية وزير الداخلية السوري سعيد سمور بفتح "تحقيق فوري وشفاف" في ملابسات وفاة شاب اثناء توقيفه في مركز امني في دمشق.
وقالت المنظمات, وبينها المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن, في بيان مشترك انها علمت بان "المواطن السوري الشاب جلال حوران الكبيسي, مواليد دمشق 1977, قد لقي حتفه اثناء توقيفه في فرع دمشق للامن الجنائي مساء 31 ايار(مايو) وذلك في ظروف يشوبها اللبس والغموض".
واضافت ان "دورية تابعة للامن الجنائي اعتقلت الشاب صباح 27 ايار من امام احد المحال التجارية في سوق الحميدية (دمشق) حيث يعمل على جذب الزبائن واقناعهم بالشراء من محلات تجارية معينة مقابل حصوله على نسبة من الارباح, ويعرف صاحب هذه المهنة في الاسواق باسم "وشيش", وغالبا ما تقوم دوريات الشرطة في الاسواق بمطاردة اصحاب هذه المهنة التي تعتبر مخالفة ادارية تبلغ عقوبتها الغرامة المالية بمبلغ 250 ليرة سورية (خمسة دولارات)".
وبحسب البيان فقد "تم اخبار ذوي الضحية بأنه قد فارق الحياة نتيجة ارتطامه بالارض, وبانه قد تعرض لنوبات اختلاجية حادة ولم يتمكنوا من انعاشه فتم نقله الى مشفى المجتهد لاسعافه, وطلبوا منهم استلام الجثة اصولا", مضيفا ان اهل الضحية لاحظوا على الجثة آثار كدمات فرفضوا استلامها وطلبوا تشريحها وتقدموا ببلاغ الى النيابة العامة.
واعربت المنظمات عن "صدمتها الشديدة إزاء المزاعم التي تفيد بأن الشاب جلال الكبيسي قد لقي حتفه جراء تعرضه لعنف جسدي مفرط من قبل عناصر الامن الجنائي وبدون مبرر خاصة أن الضحية لم يرتكب جرما يعاقب عليه إضافة الى ان اجراءات توقيفة غير قانونية ولم تتم بموجب مذكرة توقيف رسمية".
والمنظمات السورية الموقعة على البيان هي اضافة الى المرصد "الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان" و"المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية" و"مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية" و"المنظمة العربية للإصلاح الجنائي في سوريا" و"المركزالسوري لمساعدة السجناء".
كما ابدت المنظمات "قلقها الشديد من تزايد استعمال كافة اشكال التعذيب وبشكل منهجي في كافة مراكز التوقيف والتحقيق والمنشآت التابعة لوزارة الداخلية" مناشدة وزير الداخلية "فتح تحقيق فوري وشفاف تنشر نتائجه بشكل علني حول ملابسات وفاة" الشاب و"تحديد سبب وفاته والمسببين بها وتقديمهم إلى القضاء المختص فيما اذا أثبتت نتائج التحقيق ذلك".
كما طالبته ب"القيام بكافة الاجراءات التي تضمن وضع حد للتجاوزات الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي تحصل بشكل يومي في معظم مراكز التحقيق واماكن التوقيف والاحتجاز التابعة لوزارة الداخلية", و"العمل وبالسرعة الممكنة على تشكيل لجان سرية مختصة تابعة بشكل مباشر" له "للقيام بجولات وزيارات عشوائية ومفاجئة لمراكز التوقيف والتحقيق" من اجل "التأكد من عدم استخدام التعذيب كوسيلة وحيدة لانتزاع الاعترافات من المتهمين اثناء فترة التحقيق والاستجواب".
عمار شرعان: وفاة خالد المصرى وجلال حوران السورى : حكاية شعب !!
مدير المركز الديمقراطى العربى: 14-6-2010
فى الأيام القليلة الماضية حدث حادثين أحدهما فى مصر والأخرى فى سوريا ، الحادثان متشابهان من حيث الجانى والمجنى عليه ، فى مصر قُتل الشاب المصرى خالد سعيد على يد قوات من الشرطة ، قاموا بضربه وسحله حتى الموت .
وفى نفس الوقت تم قتل الشاب جلال حوران الكبيسى على يد الشرطة السورية أثناء أثناء توقيفه في فرع دمشق للأمن الجنائي وذلك في ظروف يشوبها اللبس والغموض .
خالد دخل المقهى كعادته الذي كان يمارس نشاطه على الإنترنت ، حيث فُوجئ الجميع بكل مخبر يدخل من باب مختلف للمقهى بحيث حاصروا خالد ومَنعوا الشهيد من الخروج من المقهى ، ثم قاما المخبرون بتكبيل خالد وأوسعاه ضربا وحين حاول الشهيد مقاومتهما ضربا رأسه برخام المحل ما أدى إلى فقدانه الوعي
.
ثم قاما المخبرون بإلقاء خالد في سيارة الشرطة وابتعدوا لمدة عشر دقائق قبل أن تعود السيارة محملة بعدد من أفراد الشرطة وتلقي الضحية المجني عليه في الشارع
أما جلال فكانت دورية تابعة للأمن الجنائي قد اعتقلته من أمام أحد المحال التجارية في سوق الحميدية حيث يعمل على جذب الزبائن وإقناعهم بالشراء من محلات تجارية معينة مقابل حصوله على نسبة من الأرباح ويعرف صاحب هذه المهنة في الأسواق باسم ( وشيش ) ، وغالبا ما تقوم دوريات الشرطة في الأسواق بمطاردة أصحاب هذه المهنة والتي تعتبر مخالفة إدارية تبلغ عقوبتها الغرامة المالية بمبلغ 250 ليرة سورية .
فى اليوم التالى تم إخبار ذوى الضحية " خالد " بأن وفاته جاءت نتيجة لابتلاعه لفافة من البانجو أودت بحياته ، وأن آثار الدم ناتجة عن محاولة الشرطة إفاقتة بأن ضربت رأسه فى رخام من أجل أن يسترد وعيه !! .
في اليوم التالي تم إخبار ذوي الضحية " جلال " بأنه قد فارق الحياة نتيجة ارتطامه بالأرض ، وبأنه قد تعرض لنوبات إختلاجية حادة ولم يتمكنوا من إنعاشه فتم نقله إلى مشفى المجتهد لإسعافه ، وطلبوا منهم استلام الجثة أصولا .
ولدى استلام ذوي الضحيتين لجثتيهما لاحظوا فورا علامات العنف والشدة على الجثة إضافة لوجود كدمات واسعة على مختلف أنحاء الجثة ، فرفضوا استلام الجثة وطالبوا بتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة ، وتقدموا ببلاغ إلى النيابة العامة عن طريق وكيلهم القانوني لمتابعة الإجراءات .
كانت الاسباب التى أعلنتها الشرطة فى كلا الحالتين بالأساس على تبريرات واهية ، وأكاذيب واضحة للعيان .
خالد مات رغم أنه لم يكن مجرما ً أو إرهابيا ً ، هو كان مواطن عادى ، وحتى لو كان خالد مجرم لم يكن هذا ليعطى اى حق للتعامل معه بهذه البشاعة .
وكذلك الشاب جلال الكبيسي قد لقي حتفه جراء تعرضه لعنف جسدي مفرط من قبل عناصر الأمن الجنائي وبدون مبرر خاصة أن الضحية لم يرتكب جرما يعاقب عليه إضافة إلى أن إجراءات توقيفه غير قانونية ولم تتم بموجب مذكرة توقيف رسمية .
يبدو أن الحادثين متشابهين للغاية ، وبغض النظر عن تعامل الشرطة الغير الأدمى مع كليهما ، نجد أن الشعب المصرى خرج فى مظاهرات عارمة اجتاحت الكثير من محافظات البلاد ، ووصل الأمر إلى التظاهر أمام وزارة الداخلية المصرية والمنوط لها حفظ الأمن .
هدم الشعب المصرى صنم الخوف وعبر عن رأيه مما حدا بالنائب العام إلى رفع القضية إلى محكمة الإستئناف وإستعجال شهادة الطب الشرعى ، أعلن الشعب المصرى عن تمرده على الظلم ، وهو ما يؤكد على وجود مساحة من الحرية والديمقراطية حتى وان كانت الجريمة بشعة وتؤكد تخاذل النظام .
بينما الشعب السورى ظل جالسا فى بيته يتابع مباريات كأس العالم وكأن على رؤوسهم الطير ، لم يعبروا عن الظلم ولو بمظاهرة صغيرة ، لذلك تحول خالد فى مصر من قتيل إلى شهيد بسبب التحرك الشعبى لمواجهة الظلم ، بينما تحول حوران من مجنى عليه إلى مجرد قتيل أضاف لرصيد الموتى ضيف جديد .
سيظل خالد فى مصر رمزا ً للحرية ورمزا ً لشرفاء مصر الذين ثاروا وخرجوا فى مظاهرات تندد بما حدث ، بينما سيظل جلال رمزا ً لضعف واستكانة الشعب السورى وخنوعه وقبوله بالظلم .
الباحثون عن الحرية هم من يخلقونها ، أما المتخاذلين والخانعين والخاضعين ستظل الحرية بعيدة عنهم بُعد السماء عن الأرض ، والشعوب هى التى تصنع حاضرها بقوة إرادتها وبقوة عزيمتها ، أما الشعوب التى تعودت على الصمت فهى قد كتبت شهادة وفاتها حتى قبل أن تولد
http://www.annidaa.org/modules/news/arti...oryid=5434