كلنا خالد سعيد
يا جماعة حتى نبيل فاروق .. أيوه أيوه .. مؤلف روايات رجل المستحيل بيتعجب من تقارير الداخلية والطب الشرعي في قضية خالد .. والله العظيم هم يضحك وهم يبكي .. مش أنا قلتلهم كفاية تعذيب للناس ويبدأوا يصدروا روايات أمنية للجيب وهنشتريها ونقراها والله ... على فكرة نبيل فاروق مهنته الرئيسية طبيب شرعي
ساعة القدر.. «3»
الخميس, 1-07-2010 - 11:11الأربعاء, 2010-06-30 20:04
* د. نبيل فاروق
بعد أكثر من ربع قرن من الطب، وعقدين من الصحافة، ودراسة للطب الشرعي، وشهرة في العالم العربي، كواحد من أشهر كتاب القصة البوليسية، لم أقرأ في حياتي كلها تقريراً للطب الشرعي، يحكي واقعة لم يشهدها، مثلما حدث في قضية قتيل الإسكندرية، الذي لم يقنع جبابرة هذا العصر، بمدي خطورة ردود الأفعال بشأنه.
التقرير وصف واقعة، لم يرها، وقررًَّ أن سبب الوفاة هو إسفكسيا الخنق، وإلي هنا كان ينبغي أن ينتهي دوره، ولكن أن يضيف أن هذا بسبب ابتلاع باكتة بانجو، أو مادة مخدرة، وأن يحدد أن هذا بسبب مقاومته لرجال الشرطة، فهو أمر أشبه بالتنجيم وليس بالطب الشرعي، فلو أنه هناك آثار عنف، فليصفها الطبيب الشرعي، الذي لم ير بنفسه (وحتي لو كان قد رأي بنفسه)، فما أدراه أن هذا بسبب تعنت وجبروت الشرطة، أم مقاومتها؟!... وهل عثر الطبيب الشرعي في حلق الجثة علي باكتة المادة المخدرة، أم أن ما وصله من الداخلية كان كافياً، ولا داعي لمراجعته أو تفنيده؟!
تقرير هو نفسه أشبه بعمي البصر، الذي يحدث عندما تحين ساعة القدر، وهو ليس عمي بصر فحسب، ولكن عمي بصيرة أيضاً، فمهما كان تقرير الطب الشرعي، فهناك وسائل قانونية لتفنيده، وهناك أطباء شرعيون استشاريون، وطب شرعي عالمي، وعلم يفوق كل علم، و
هناك شعب يغلي، والنظام بحكمته (بيدي حقن)، يرفض تهدئة الأمور، بل يصر علي مبدأ الجبروت؛ باعتبار أنه قوة يستحيل هزيمتها،
فلديه نظم أمنية قمعية قوية، مثل تلك التي كان يتمتع بها شاه إيران، ونظام عسكري يحميه، مثل النظام الذي كان يحمي إمبراطور روسيا، وهو قادر علي تزييف الحقائق، مثلما كان يفعل ديكتاتور البوسنة.. وهذا بالطبع، مع عمي البصر والبصيرة، يشعره أن أمانه الوحيد في الجبروت.. والجبروت.. والمزيد من الجبروت.. لأن الجبابرة في نظر أنفسهم ليسوا من فئة البشر، فهم يرون أنفسهم آلهة، تأمر فتطاع، وتطلب فتجاب، وتقتل فينحني الناس أذلة.
المشكلة الوحيدة التي لا يدركونها، ويعجزون عن تصورها، هي أنهم في النهاية يموتون، والآلهة لا تموت، والمشكلة الأخطر هي أنهم بعد أن يموتوا، مثل أي كائن، من النملة حتي الديناصور، سيقفون أمام منتقم جبار، لا يمكن معه تزييف الحسنات، أو إخفاء الذنوب الجسيمة، و.. لسه لنا بقية.
أكد أحد كبار الأطباء الشرعيين السابقين، أن تقرير الطب الشرعى الذى صدر أمس الأول بخصوص إعادة تشريح جثة الشاب السكندرى خالد سعيد به العديد من أوجه القصور.
من جهته قال السباعى أحمد السباعى كبير الأطباء الشرعيين الحالى إن التقرير النهائى للطب الشرعى الذى تم إجراؤه للمرة الثانية والخاص بخالد أثبت أنه توفى باسفكسيا الاختناق نتيجة لابتلاع لفافة من البانجو .
وحول تشكك أسرة المتوفى فى التقرير الثانى للطب الشرعى لعدم إجراء قياس لوزن الجمجمة ووجود كسر بالفك وكدمات بالجسد لم يتم الكشف عنها فى التقرير، أوضح السباعى خلال مداخلته الهاتفية مع برنامج «مصر النهاردة» مساء أمس الأول الذى يذاع عبر الفضائية المصرية أنه من الصعب إجراء قياس لوزن الجمجمة وذلك لعدم توافر قياس لوزنها قبل تعرض المتوفى للحادث مما لا يتيح عملية المقارنة، مضيفا أن قياس الجمجمة من الأمور النظرية الموجودة فى الكتب فقط ولا يتم العمل بها على أرض الواقع.
ولفت السباعى إلى أن خالد تعرض لعدة اصطدامات فى جسم صلب ولكنها ليست لها علاقة بوفاته، مشيرا إلى أن الصورة التى تم تداولها عبر الإنترنت تم التقاطها أثناء إجراء الغسل بعد تشريح الجثة، مؤكدا أن الإصابة فى فك خالد والقطع الموجود فى شفاهه السفلية كان نتيجة عمليات التشريح.
ويعود الطبيب الشهير السابق ــ الذى طلب عدم ذكر اسمه ــ للحديث بالقول إنه يعتزم إعداد تقرير مضاد للطعن على ما جاء بتقرير اللجنة الثلاثية، وأنه لايريد أن يكشف عن هويته حتى لا يضغط عليه أحد، وقال: «سوف أطعن على تقرير اللجنة الثلاثية فور حصولى على نسخة منه، ولبيان مدى استيفائه الأصول الفنية»، موضحا أنه سيرد عليه بتقرير طب شرعى آخر لكشف ما به من قصور، خصوصا أن المادة 88 من قانون الإجراءات الجنائية تجيز للمتقاضى أو أسرته أن يستعين بخبير استشارى لتقديم رأيه وتوضيح أوجه القصور فى تقرير الطبى الشرعى الرسمى.
وأضاف لـ«الشروق» أن «التقرير ارتكب خطأ فنيا حينما ادعى أنه تبين من تحليل أحشاء المتوفى وجود مادة الترامادول المدرجة بجدول المخدرات وكذا آثار للحشيش»، موضحا أنه يستحيل علميا العثور على آثار الحشيش فى جسد الإنسان، مؤكدا أن هذا يعد خطأ جوهريا فى التقرير.
وتابع: «كان يتعين على اللجنة الطبية الشرعية أن تفحص منطقة الفم والمسالك الهوائية لبيان ما إذا كان هذا البانجو المزعوم تسبب فى وفاة الشاب وهل تم دسه بعنف فى فمه، أم أن الشاب وضعه بإرادته وفى هذه الحالة لن يكون هناك أى سبب للجرح الذى يظهر فى فمه».
وواصل كبير الأطباء الشرعيين السابق أن على اللجنة الثلاثية التى أعادت تشريح جثة المجنى عليه أن تنفى أن البانجو وضع فى فمه دون إكراه معنوى، لأنه من الممكن أن يكون قد تم وضع البانجو فى فمه عنوة.
وبلهجة غاضبة علق قائلا: «هذا اللجنة الثلاثية ضد حقوق الإنسان، مين اللى يوافق على الكلام ده، وكيف يقبل أحد أن يتحول ابنه من مجنى عليه ضحية للتعذيب إلى شاب فاسد مات بسبب تناوله المخدرات»، موضحا أن الحشاش يعاقب بالسجن 3 سنوات فقط وليس بالإعدام كما هو منسوب لأمناء الشرطة المتهمين بتعذيب المجنى عليه حتى الموت، وتساءل: هل الشرطة هى المسئولة عن تقدير العقوبة وتنفيذها أم القضاء؟