جاسم الزيرجاوي
jasimiraq@gmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع Bookmark and Share
مهندس ااستشاري- صناعات نفطية ويتروكيماوية
ما كان لي ان اكتب هذا لولا شعور ينتابني الى أي مدى وصل البؤس العقلي عند بعض العراقيين والى أي درجة هم غارقين في الخرافة والجهل , من حق اي قارئ ان يعلق وينتقد لا كن ليس من حقة ان يطفأ شمعة النور. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لا اريد ان اكون محاميا للدكتور كاظم حبيب فهو ليس في موقع اتهام .
والصديقة امنة محمد باقر استعملت حقها الشكلي بمنع نشر ردود بعض القراء وبذلك كشفت عن نيتها الحقيقية بكتم الاصوات.
لكن قبل ان نبدا في كشف غشاء الدجل والخرافة في تفكير الصديقة امنة .. دعونا نتعرف على ما كتبة الدكتور..حيث كتب في العدد 3057 يوم 8/7/2010 مقالا بعنوان : الزيارات المليونية والموت في العراق! ويمكن اذا سمح لنا دكتور كاظم بذاك ان نلخص بعض ما جاء فيه:
1. فنسبة مهمة من السكان من أتباع المذهب الشيعي المتدينة مصابة بوعي ديني ومذهبي مزيف وخطير غذته ولا تزال تغذيه الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية.
2. موقف المرجعيات الدينية المحرض أو الساكت عن هذه الممارسات من جانب قوى الإسلام السياسية, يعتبر موقفاً خطيراً وانتهازياً ومسيئاً للدين ويتسبب في موت الكثير من البشر.
3. كفوا عن هذه السياسة الغبية واللعينة التي تقود الناس إلى حتفهم .
4. إن عدم منع هذه الزيارات تدخل ضمن توفير وتسهيل مهمة الإرهابيين في قتل الناس بدم بارد.
الدكتور كاظم اشار الى ان الاحزاب السيايسة الدينية هي التي تغذي هذا الموت المجاني لابناء شعبنا و لو تركوا الناس على حالهم لما حصل الذي حصل
وكتب الدكتور قاسم حسين صالح في العدد 3058 بتاريخ 9/7/2010 مقالا بعنوان : سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية,
كتب يلي:
ويبدو أن الأحزاب والكتل السياسة ما تزال تغذي هذه الزيارات وتشجعها برغم ما ينجم عنها من ضحايا..مما يعني انها تتحمل جزءا من المسؤولية وان كانت حصة الجبناء الأرهابيين فيها هي الأكبر..الأمر الذي يستوجب طرح مشروع ديني تنويري يستهدف مسألتين:توعية الجماهير بالمعنى الانساني والديني لهذه المناسبات ،ومنع توظيف هذه المناسبات لأغراض انتخابية أو سياسية تهدر فيها حياة جموع بشرية..وتلك مهمة السلطة الرابعة بما فيها المواقع الأكترونية.
الصديقة امنة استعملت اسلوب القياس المكروه عند علماء الشيعة, وعندهم ان ابليس هو اول من قاس ({أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: 12]).. وتبدا .. بعقدها مقارنات وهمية ليس له علاقة بالمسيرات المازوخية الحاصلة في عراق اليوم...
مقارنات (مكة, كرة القدم , يوم ذبح المسيح....) امثلة لا تمت بصلة لموضوع دكتور كاظم حبيب ..فكأنها تقول اذا الانسان يموت وهو في الشارع بسكتة قلبية ..لا بأس ان يموت الالاف وهم يمشون للكاظم للزيارة.. فعندها الموت واحدا وان تعددت اسبابه على منوال .. تعددت الأسباب ، والموت واحد.. وهي بذلك تؤمن بفقه الغزالي (القدر والقضاء) وليس بفقه اهل البيت ( لا جبر ولا تفويض, القضاء والقدر لا يسلبان الاختيار)..
اما التشابيه فانها تركت التراث الايطالي الزاخر بالامثلة الرائعة وذهبت الى ابشع مثال في التاريخ الحديث .. ذهبت للتاريخ الامريكي الاسود الكريهه الذي ذبح سكان الارض الاصليين في مجازر تاريخية يخجل منها كل امريكي شريف.
وبالمناسبة الكلمة الصحيحة هي Reenactment وليس re-enact
واليوم يتهم جماعة مقتدى الصدر آية الله العظمى السيستاني بانه عميل بريطاني .. وهناك حوزة صامتة وحوزة ناطقة.. الاولى تروج للخرافات و الشعوذة والثانية تمارس القتل العشوائي
اما حزب الدعوة فهو يستمد (ان كان يستمد الان : بحضور الدولار) من الصدر الاول الذي استمد مشروعة من اسوأ ما انجب الفكر الاسلامي : ابو العلى المودودي وسيد قطب والاثنان تلاميذ اوفياء لمشرع الارهاب الفكري والجسدي الاول: ابن تيمية.. وهكذا اصبح حزب الدعوة بقصد او بغير قصد يروج لواحد من اشد خصومة : ابن تيمية.
اما المجلس الاعلى وبدر فهما معروفين للداني والقاصي انهما ممثلان اطلاعات في العراق
وحزب الفضيلة الذي هو حزب بعثي برداء ديني باهت..
هذه هي يا صديقتنا آمنة الاحزاب التي تدفع الناس وتحفزهم للموت المجاني في الوقت الذي يقضون فيه هم وعوائلهم الصيف والشتاء في ربوع الكفر والزندقة في بلاد الفرنجة.
تبقى مسألة المشي على الاقدام: هذا الطقس اول من جاء به هو عباس الصفوي ( الذي وجه له نقدا لاذعا علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أما الدكتور علي شريعتي فقد وصفه بابشع الصفات) فهو اول من ارسى هذه الممارسة البغيضة المازوخية
وتعود إحياء ذكرى عاشوراء إلى زمن الدولة البويهية (932 ـ 1055م)،
أما تمثيل موقعة كربلاء؛ فلم يبدأ إلا في القرن السادس عشر في إيران. ويعيد البعض الآخر من الباحثين نشوء ظاهرة اللطم إلى روسيا أيام القياصرة .
كلها حقائق تاريخية معروفة الا عند امنة فهي لا تعرفها او تعرفها وتغض البصر.
بمعنى ان هذه الممارسات ليست من فقه اهل البيت اطلاقا ومن يقرا سيرة حياة علي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وعلي الهادي والحسن العسكري... يرى اختلاف كبير وجوهري بينهم وبين ما يحصل الان من دجل وشعوذة وضحك على الذقون ..كانوا علماء ونساك في نفس الوقت.. كان يأتيهم الخمس من كل مكان وتجد احدهم ينام على حصيرة يابسة وطول حياتة صائم .
نحن لسنا ضد التقاليد لأيي طائفة كانت .. لكننا نقف بقوة ضد تزييف وعي الناس ودفعهم للموت المجاني.. نقف بقوة ضد الذين يتاجرون بالدين .. نقف بقوة ضد الشعوذة والدجل
ان الاحزاب الطائفية تبرهن بممارساتها اليومية صدق نبوء ماركس ان الدين هو حقا افيون الشعوب... والافيون ليس دائما ضار فله فؤائده .. خصوصا للذي يتالم بشدة ... ان شعبنا الان يعاني اشد انواع البؤس و القهر والذل .. فرحنا بزوال الديكتاتورية الفاشستية لكن فؤجنا بدكتاتوريات .. في كل محافظة ديكتاتورية من شكل خاص...كنا نأمل ان العراق يدخل في عالم الديمقراطية و الحرية والمساواة والعدل والرخاء (4 مليار دولار امريكي- واردات العراق شهريا من النفط الخام) لكن الذي حصل العكس تماما .. لذلك فالناس بحاجة للمخدر للترويح عن همومها ..والزيارات مشيا على الاقدام ( كانت نذرا لعباس الصفوي) هي المخدر الذي يفرغ فيها الناس شحنات الالم والقهر.. وكم كنت اتمنى لو ان هذه الملايين زحفت من اجل حقوقها بالكهرباء والماء الصالح للشرب والعلاج المجاني والتعليم المجاني ...وبطاقة التموينّّ!!!!