{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الأربعاء 16/اذار/2005 العدد 8743


المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 16/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- جرثومة فتاكة في المستشفيات.
- جرثومة تهاجم الوليد الخدج.
- لمس الذكرى.
- اسرائيل هددت، الرئيس تراجع.
- تذبذب على نمط عرفات.
- تسفير الضيوف بسيارات مرسيدس المانية.
- الان بدأوا يفهمون.
- ابناء وحيدون لاهاليهم: الجيش الاسرائيلي يضغط علينا للتجند في الوحدات القتالية.

معاريف:
- في جهاز الامن يخشون من موجة اقامة مواقع استيطانية في يهودا والسامرة.
- حملة مزدوجة.
- هنا يجب ان نتذكر.
- يتذكرون ويتضامنون.
- الكارثة هي التفسير.
- مسيرة الزعماء.
- لاول مرة: اسرائيل تستأجر سيارات مرسيدس للضيوف.
- ابو مازن: سأفرج عن قتلة غاندي.

هآرتس:
- مؤتمر القاهرة: حماس تشترط الهدنة بتعهد اسرائيل بوقف النار.
- ماذا يفعل المطلوبون؟ يسجنون، يستقيلون او ينضمون الى أجهزة الأمن.
- الشارع يؤيد حماس من أجل معاقبة فتح.
- أريحا ستسلم اليوم الى مسؤولية السلطة.
- امين عام الامم المتحدة في "يد واسم": المتحف الجديد سيمنح الالهام لمكافحة الظلام.
- رئيس "يد واسم" هدفنا منح الزائر تجربة شخصية - انسانية يمكن التماثل معها.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 16/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - يديعوت:
اسرائيل هددت، الرئيس تراجع../
نية أبو مازن الافراج عن المسؤولين عن مقتل الوزير رحبعام زئيفي وسفينة السلاح كارين إي كادت تؤدي أمس الى أزمة حادة بين السلطة واسرائيل، عشية تسليم أريحا للفلسطينيين.
وكانت الازمة بدأت في ساعات الصباح الباكر: فقد أبلغ أبو مازن وكالة "رويترز" للانباء ان "احمد سعدات وفؤاد الشوبكي سيفرج عنهما من السجن في اريحا عندما تنتقل المدينة الى ايدينا. والرجلان مطلوبان من اسرائيل وحسب الاتفاق مع اسرائيل فانه ما أن تغادر المدن الفلسطينية فانهما سيحرران ويحظيان بالحصانة. والاسرائيليون على علم بذلك".
أحمد سعدات، الامين العام للجبهة الشعبية، أقر قتل الوزير رحبعام زئيفي في تشرين الاول 2001. وبعد الاغتيال فرضت اسرائيل حصارا على مكتب عرفات حيث اختبأ سعدات وأربعة قتلة زئيفي. وفي أيار 2002 فقط، بعد ضغوط كبيرة من جانب اسرائيل نقلوا الى سجن في أريحا تحت اشراف سجانين بريطانيين وامريكيين. ونقل معهم الى أريحا فؤاد الشوبكي المسؤول المالي لقوات الامن الفلسطينية الذي وقف خلف ارسال سفينة السلاح كارين إي.
وتعهدت اسرائيل بعدم المس بكبار المطلوبين اولئك شريطة أن يبقوا خلف القضبان. وفي قمة شرم الشيخ طلب أبو مازن من شارون الافراج عن سعدات والشوبكي - ولكن رئيس الوزراء أوضح بان اسرائيل لا تزال تعارض ذلك بحزم. وأول أمس أيضا، في محادثات اجريت بين وزير الدفاع ووزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف قيل صراحة بأن المطلوبين لن يفرج عنهم من السجن. ولهذا فان اقتراح ابو مازن الافراج عنهم الان، بعد أقل من ثلاث سنوات من اعتقالهم، أثار غضب جهاز الامن.
"اسرائيل ترفض رفضا باتا النية للافراج عن قتلة الوزير زئيفي. موقفنا أوضحناه بشكل حاد وقاطع في كل اللقاءات مع السلطة الفلسطينية"، شدد الوزير شاؤول موفاز. وحذر وزير الدفاع الفلسطينيين من أنه "اذا ما تجرأتم على الافراج عنهم فان اسرائيل ستضع يدها عليهم بأسرع مما تعتقدون".
التهديد الاسرائيلي أثبت نفسه. فبعد عدة ساعات من نشر تصريحات أبو مازن، تراجع الفلسطينيون. فقد اتصل مسؤولون كبار في السلطة بمكتب شارون واوضحوا بانه لا توجد اي نية لخرق الاتفاقات والافراج عن سعدات والشوبكي. وشق هذا الايضاح الطريق الى نقل المسؤولية الامنية عن اريحا، الامر الذي سيجري اليوم. وشرحت مصادر فلسطينية بان ابو مازن رغب في ارضاء الجبهة الشعبية التي طالبت بالافراج عن سعدات كشرط لمشاركتها في محادثات الهدنة في القاهرة. وكانت المحادثات بين ابو مازن وقادة المنظمات الفلسطينية بدأت أمس ورئيس السلطة معني بتحقيق وقف نار على مدى سنة على الاقل ولكن الفرصة لذلك طفيفة - ذلك أن حماس والجهاد الاسلامي مستعدتان لتهدئة لمدة بضعة اشهر فقط.
وليس ابو مازن وحده اضطر امس الى شرح نفسه: فالناطق بلسان البيت الابيض أوضح أمس بان تصريح الرئيس الامريكي الذي دعا اسرائيل أمس الى "الانسحاب من المستوطنات" في المناطق الفلسطينية، لا يعبر عن تشدد في المواقفالامريكية. فقد قال الرئيس بوش ان "دور الولايات المتحدة سيكون مواصلة الضغط على الطرفين لتقديم التضحيان الضرورية - بمعنى، اسرائيل ملزمة للانسحاب من المستوطنات، يجب أن يكون هناك تواصل اقليمي لدولة فلسطينية، أرض يمكن للدولة الفلسطينية أن تنبسط عليها".
واتصل مصدر كبير في مكتب شارون بواشنطن امس وطلب ايضاحات. وردا عليه شرح الناطق بلسان البيت الابيض بأن بوش قصد اخلاء المواقع الاستيطانية غير القانونية والمستوطنات التي ستخلى في اطار فك الارتباط. والى ذلك اصيب مستوطن كان يسير من كريات أربع نحو الحرم الابراهيمي في الخليل أمس بجراح طفيفة في ساقه بعد أن فتح مخرب النار عليه .
يديعوت - من روني شكيد:
تذبذب على نمط عرفات../
أبو مازن هو رجل متزن. لا يناسبه اطلاق بالونات الاختبار مثل التصريح بالافراج عن المسؤول عن قتل الوزير زئيفي و"امين صندوق الارهاب" لعرفات، فقط لفحص سماحة شارون.
ويسعى ابو مازن الى بث المصداقية وعرض نفسه كزعيم مسؤول يبتعد عن الصورة العرفاتية لالاعيب الذبذبة. فلماذا إذن تورط الرئيس المتزن وضابط النفس بالتصريح المتهور؟ فهل كان هذا قول مقصود أم بلاغ استند الى تقرير مغلوط؟
أول امس التقى وزير الدفاع شاؤول موفاز مع الجنرال نصر يوسف لاجمال نقل اريحا الى الفلسطينيين. واحد التقديرات هو أنه من المحتمل أن يكون ابو مازن تلقى تقريرا مغلوطا عن نتائج اللقاء، تقريرا خلق لديه الانطباع بأن اسرائيل توافق على الافراج عن احمد سعدات وفؤاد الشوبكي رغم انها كانت دوما تعارض ذلك بحزم.
غير أنه يوجد تقدير آخر: لا يدور الحديث ابدا عن سوء فهم، بل خطوة سياسية داخلية اراد الرئيس تنفيذها.
ابو مازن يولي اهمية شديدة لمؤتمر المنظمات الفلسطينية المنعقد هذه الايام في القاهرة. وهو مصمم على أن يعود من مصر مع وقف للنار (هدنة) لمدى طويل وليس مجرد تهدئة مؤقتة. وأحد العوائق القائمة امام الرئيس هو قرار الجبهة الشعبية، المنظمة الفلسطينية الثالثة في حجمها بعد فتح وحماس، مقاطعة المحادثات في القاهرة. ولهذا فيحتمل أن يكون ابو مازن رغب في ارضاء الجبهة الشعبية من خلال الافراج عن رئيسها احمد سعدات.
الرد الحاد والسريع من اسرائيل أوضح لابو مازن بانه اجتاز خطا أحمر. سيتعين على ابو مازن استخلاص العبر من هذه الورطة. على كل حال، فان هذه القضية أوضحت بان اسرائيل لا تتنازل عن مطلبها من الفلسطينيين بوقف سياسة "البوابة المستديرة" التي تحسن مع الارهابيين المعتقلين.
هآرتس - من ارنون ريغيولر:
مؤتمر القاهرة: حماس تشترط الهدنة بتعهد اسرائيل بوقف النار../
حركة حماس تشترط موافقتها على هدنة دائمة وطويلة المدى بتحقيق اتفاق وقف نار رسمي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية يتضمن تعهد اسرائيل بوقف كل اعمالها العسكرية في المناطق - هذا ما يتبين من التقارير الاولية عن مؤتمر الفصائل الفلسطينية الذي بدأ في القاهرة مساء أمس. والهدف الاساس للمؤتمر هو تمديد فترة التهدئة التي التزمت الفصائل بها منذ قمة شرم الشيخ. وحتى الان امتنعت اسرائيل عن توقيع اتفاق وقف نار مع السلطة الفلسطينية واكتفت باعتراف غير مباشر للتفاهمات التي حققتها السلطة مع الفصائل المختلفة.
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بدأت أمس بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الذي يترأس وفد السلطة الفلسطينية وفتح؛ رئيس المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان؛ وقادة منظمات الرفض، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، امين عام الجهاد الاسلامي رمضان شلح وممثلي الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.
وحذر ابو مازن في جلسة الافتتاح من عرقلة الحوار بين الفصائل المختلفة وقال ان "استمرار العراقيل الاسرائيلية كفيل بالمس بجهود الوصول الى تهدئة كاملة". وتوجه الجنرال سليمان الى الفلسطينيين قائلا: "يجب تحقيق اتفاق على تثبيت التهدئة القائمة من أجل السماح بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمالي السامرة. غير أن مسؤول كبير في حماس، محمد نزال، اوضح بان هدنة غير محدودة الزمن أو هدنة بعيدة المدى ليستا على جدول الاعمال. وقال: "يوجد الان تهدئة ويمكن تمديدها بشرطين: وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والافراج عن كل السجناء الفلسطينيين".
وحتى اختتام أعمال المؤتمر يوم الجمعة سيعود ممثلو الاطراف الى اللقاء في محاولة لحل كل الخلافات على جدول الاعمال في الطريق الى الاتفاق على استمرار التهدئة. ومع ذلك، فقدرت مصادر فلسطينية بان البيان الختامي للمؤتمر لن يتضمن الا موافقة على تمديد فترة التهدئة بعدة اشهر وليس اعلانا عن وقف تام للنار على مدى سنة كما تحاول السلطة الفلسطينية ومصر تحقيقه.
واضافة الى الجهود لتحقيق وقف للنار سيبحث المؤتمر ايضا في مواضيع اخرى وعلى رأسها التفاهمات بين السلطة الفلسطينية وحماس على مشاركة الحركة في الانتخابات في المجلس التشريعي والتي سبق للحركة ان وافقت على المشاركة فيها. ومن المتوقع للانتخابات أن تعقد في تموز القريب القادم، ولكن رفض ابو مازن التعهد خطيا بذلك يشكل خلافا مركزيا بين الطرفين. كما أنه سيطرح على البحث امكانية أن تنضم حماس والجهاد الاسلامي الى م.ت.ف والحكومة الفلسطينية بعد الانتخابات؛ ومحاولة بلورة مبادىء سياسية تكون مقبول على كل المنظمات الفلسطينية.
(هآرتس)
ماذا يفعل المطلوبون؟ يسجنون، يستقيلون او ينضمون الى أجهزة الأمن../
قبل بضعة ايام التقت شخصية أمنية فلسطينية كبيرة مع مجموعة من المطلوبين من منطقة رام الله، نشطاء الذراع العسكري لفتح، كتائب شهداء الاقصى. وتم الايضاح للنشطاء بانه بعد انسحاب الجيش الاسرائيي من المدن الفلسطينية سيكون امامهم خياران اذا كانوا يريدون البقاء خارج سجون السلطة الفلسطينية.
الامكانية الاولى: تسليم أسلحتهم والعودة الى منازلهم، في ظل التعهد بعدم المشاركة في عمليات ضد اسرائيل؛ الامكانية الثانية: الانضمام الى اجهزة الامن الفلسطينية والموافقة على طاعة تعليمات السلطة الفلسطينية. أما الشخصية التي لم تخشى التهديدات فحذرت من أن من لا يأخذ بأحد الخيارين فسيسجن في احد سجون السلطة.
اللقاء الذي اجري على خلفية نية اسرائيل نقل خمسة مدن في الضفة الى سيطرة السلطة يستند الى تفاهم يقضي بأن تكف اسرائيل عن مطاردة المطلوبين الفلسطينيين من كل المنظمات في الضفة. ولهذا الغرض بلور الطرفان قائمة مطلوبين وافقت اسرائيل على "تبييضهم" واتفق على أن ينطبق الاتفاق على نحو منفصل في كل مدينة تنقل، بحيث يتم "تبييض" المطلوبين فيها فقط.
احدى القوائم التي وصلت نسخة منها الى "هآرتس" تتضمن 110 مطلوبا من رام الله وبيت لحم ستكف اسرائيل عن مطاردتهم في اطار هذا الترتيب. في القائمة عشرات نشطاء في حماس والجهاد الاسلامي مثل رئيس الذراع العسكري في الضفة ابراهيم حامد، المسؤول عن معظم عمليات الحركة منذ بداية الانتفاضة بما فيها عمليات خلية سلوان التي أدت الى عشرات القتلى وقائد القوة 17 في رام الله محمود ضمرة.
وحسب مصادر فلسطينية، ففي الاتصالات التي ستجرى مع اسرائيل في الفترة القريبة القادمة ستتحقق تفاهمات خطية بشأن اسماء كل المطلوبين الذين "سيبيضون". وادعت هذه المصادر بان الغالبية الساحقة من المطلوبين باتوا مجندين لاجهزة امن السلطة. واضافوا بانه في حالات عديدة ستحاول جهات جنائية الحصول على مكانة "مطلوبين" لتحقيق مكانة في الشارع الفلسطيني، والتمتع بفضائل التجند لاجهزتها والحصول على حصانة من المحاكمة. ولكن هذه المحاولات رُدت من السلطة.
هآرتس - من داني روبنشتاين:
الشارع يؤيد حماس من أجل معاقبة فتح../
على خلفية افتتاح مؤتمر الفصائل الفلسطينية في القاهرة أمس يسود الاحساس بالقوة في اوساط نشطاء حماس، الذين يتوقعون ان يشاركوا من الان فصاعدا مشاركة حاسمة في السياسة الفلسطينية. ووصل الى المؤتمر الهام في القاهرة كل الشخصيات الهامة في م.ت.ف، وعلى رأسهم زعيما الرفض القدامى لليسار أحمد جبريل ونايف حواتمة. غير أن الاهتمام اتجه الى قادة حماس الذين هم اليوم بلا ريب من سيقرر مصير المفاوضات مع الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ومندوبي فتح، حزب السلطة الفلسطينية.
عضو قيادة حماس محمد نزال الذي أكد أمس بان حركته ستشارك في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في تموز، اعلن بان حماس لن تشارك في الحكومة الفلسطينية ولن تجري مفاوضات مع اسرائيل. وجاء اعلانه بالتوازي مع بيان رئيس الوزراء اريئيل شارون بان اسرائيل لا تطلب وقف نار مع حماس بل بتفكيك الحركة.
ولكن ومثلما يمكن للمرء أن يأخذ من انطباع فان احدا لم يأخذ هذه الاعلانات على محمل الجد. فقد قال صحافي فلسطيني عاد من نابلس بشعور واضح بان حماس ستنتصر في الانتخابات ان "اريئيل شارون يمكنه أن يقول ما يشاء ولكن المهم هو أنه لا يفتح النار على نشطاء حماس". ويكاد كل من يتحدث المرء معه في شرقي القدس - تجار، معلمين، اصحاب مهن حرة ومجرد مارة - يقول انه يشعر بان الجمهور الفلسطيني مفعم بالغضب على نشطاء فتح؛ اولئك النشطاء الذين لسنوات لا يقومون بواجبهم في خدمة الشعب الفلسطيني ويهتمون بتوزيع الامتيازات. والغضب المتراكم يجد تعبيره في الرغبة في معاقبة فتح والتصويت في الانتخابات لمرشحي حماس. وعليه فان الشعبية الكبيرة لحماس ليست على خلفية المواقف السياسية للحركة ضد اسرائيل بل على خلفية النفور العام من فساد نشطاء فتح.
ويبدو أن الاحساس بان حماس ستنجح في الانتخابات نال الأساس ايضا في اوساط القيادة الفلسطينية. فحتى ابو مازن أبدى مؤخرا ملاحظة، علنا، في أنه لا يخاف ان تنتصر حماس في الانتخابات، وعليه فلا يوجد اي فرصة في أن تعمل الحكومة الفلسطينية الحالية واجهزة امنها لقمع حماس ونزع اسلحة رجالها.
وألقت على افتتاح المؤتمر في القاهرة واتفاق نقل السيطرة في اريحا الى السلطة الفلسطينية بظلالها أمس قضية التعهد الذي زُعم أنه اصدره ابو مازن للافراج عن امين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات المتهم باعطاء تعليمات لقتلة رحبعام زئيفي. مصدر النبأ هو عضو قيادة الجبهة الشعبية، عبدالرحيم ملوح الذي قال انه سمع من ابو مازن ان في نيته "اغلاق ملف سعدات". والنبأ الذي نشر في صحيفة "الايام" أدى الى غضب شديد في اسرائيل ولكن سرعان ما تبين أن ليس فيه الكثير من الصحة.
المستوطنين - معاريف:
التخوف: موقع استيطاني جديد مقابل كل مستوطنة تخلى../
"حملة مزدوجة" هي التهديد الجديد الذي يستعد لمواجهته جهاز الأمن. فحسب التقديرات الجديدة في الجيش الاسرائيلي، فانه في الوقت الذي سينشغل فيه الجنود في اخلاء المستوطنات في قطاع غزة - سيقيم المستوطنون مواقع استيطانية اخرى في ارجاء يهودا والسامرة.
والتخوف هو ان "حملة مزدوجة" لن تزيد فقط نقاط الاحتكاك بين جهاز الامن والمستوطنين، بل تنضم أيضا الى باقي النشاطات التي تستهدف الى الاثقال على جهاز الأمن أمر معالجة مهماتها في اثناء ايام فك الارتباط. وأوضحت اوساط الجيش الاسرائيلي أمس بانه يوجد تخوف حقيقي من الحاجة الى استخدام قوات كبيرة في الضفة ضد المستوطنين، بالتوازي مع التصدي لمهمات الامن الجاري ولاعباء اخلاء القطاع وشمالي السامرة.
وبين هذه الاعمال، وعدت أمس محافل في اليمين بأن "ما جرى أول امس في طريق ايالون لم يكن سوى تجربة الادوات استعدادا للثورة التي سنفجرها في كل ارجاء الدولة اثناء فك الارتباط. وحسب اقوالهم فان "في لحظة الحقيقة ستسد الطرق، ستحتل الوزارات الحكومة، محطات الراديو وستسرق الباصات من المحطات وستشوش الخدمات العامة وسنفعل كل شيء للعب مع الشرطة لعبة الشرطة والحرامية. فليطاردوننا. وبالاجمال لدينا ترسانة من الاحداث الاخرى، من أجل اشغال الشرطة قدر الامكان ومنعها من الانشغال بطرد اليهود من منازلهم.
كما يعتزم نشطاء اليمين التوجه في محاولات لاقناع شخصية لكل واحد من الـ 18 الف شرطي المرشحين للمشاركة في الاخلاء. وحسب نشطاء اليمين فان لديهم قائمة اسمية بافراد الشرطة حصلوا عليها في ظل التعاون الصامت من جانب الشرطة من مؤيدي المستوطنات.
وستعرض على افراد الشرطة فتاوى الحاخامين ضد فك الارتباط والادعاء بان "طرد اليهود من منازلهم يشكل مخالفة لقوانين الدولة والقانون الدولي ومن يشارك في هذه الجريمة فانه سيقدم الحساب عليها في المستقبل".
-----------------------------------------------------


المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 16/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 16/3/2005
محامية جديرة بالثناء وليس بالعقاب
بقلم: أُسرة التحرير

اليوم يتقرر الحكم في المحاكمة الجنائية التي ما كان ينبغي لها ان تعقد على الاطلاق. المحامية ليئورا جلاط - باركوفيتش ادينت في محكمة الصلح في تل ابيب بجناية "خرق الواجب". وكانت ادانتها في اطار صفقة قضائية وقعت بينها وبين النيابة العامة واستندت الى افادتها في أنه بصفتها محامية كبيرة في النيابة العامة، رافقت التحقيق في الجمعيات التي عملت في انتخاب رئيس الوزراء شارون، سلمت مراسل "هآرتس" باروخ كاره في كانون الثاني 2003 وثائق مختلفة.
وتضمنت الوثائق صفحات مصورة من طلب اسرائيل التحقيق مع سيربل كيرن في جنوب افريقيا والذي حسب الادلة نقل الى حساب جلعاد شارون مليون ونصف دولار، وصورة عن رسالة كتبتها النائبة العامة للدولة عن التحقيق الذي حضرته في الولايات المتحدة في قضية الجمعيات. لائحة الاتهام المعدلة لا تولي تسليم الوثائق الحاق ضرر عملي بالتحقيق مع رئيس الوزراء ولكنها تشير الى أن مجرد الكشف عن الطلب بالتحقيق، والذي يتضمن أدلة وشبهات يجب "على نحو طبيعي" اطلاع الضالعين في التحقيق على مادة الادلة المجمعة ضدهم.
الجناية الشاملة "بخرق الواجب" نسخت في قانون العقوبات الاسرائيلي عن قانون الانتداب البريطاني. وهي تمس بأكثر من المدى المعقول بحرية التعبير لدى الموظف العام وتشجع وجود "ملفات في الظلام" وان كان ثمة في الكشف عنها مصلحة عامة حيوية. في بريطانيا نفسها جرى في العام 1989 اصلاح في قانون الاسرار الرسمية وادخلت اليه ادعاءات دفاع بوجود "مصلحة عامة" بالنشر.
في قضية جلاط - باركوفيتش واضحة المصلحة العامة في كشف الحقيقة في أنه جرى التحقيق في اشتباه ضد رئيس الوزراء بتلقي الرشوة ولا سيما في ضوء الانتخابات التي كانت ستعقد في نهاية الشهر الذي سربت فيه المادة.
ان تقديم جلاط - باركوفيتش الى المحاكمة ما كان ليتم لولا قرار المستشار القانوني للحكومة الياكيم روبنشتاين، في خطوة غير مسبوقة، التحقيق في تسريب الوثائق للصحافي رغم أنه تنشر كل يوم وثائق هي ثمرة تسريبات من دوائر حكومية، وملابسات الكشف عنها لا يحقق فيها على الاطلاق. ودون التسريبات ستفقد الديمقراطية حياتها واروقة القوة ستكون فارغة من الرقابة العامة. ان التحقيق في جلاط - باركوفيتش بدأ في الاشتباه بتشويش اجراءات التحقيق والقضاء وانتهى بالصمت المطبق للادانة بجناية أكل الدهر عليها وشرب.
في الجناية التي ادينت بها المحامية ليس فقط لا يوجد وصمة عار، بل ان في ظهورها تحقيقا لقيم جوهرية لسلطة قانون قيمي. ونشر الامور - الكشف عن التحقيق الذي جرى في حينه بكسل، في الاشتباه بتلقي رئيس الوزراء رشوة قبل الانتخابات - والتي كانت ستنشر على أي حال بعد الانتخابات فقط، سيذكر الى جانب غيره من المناسبات الكشف الحيوي الاخرى في الديمقراطيات السليمة. إن حقيقة أن المحامية هي الوحيدة التي ادينت حتى الان من كل المحقق معهم في قضايا الجمعيات لا يمكنها الا ان تثير السخرية.
اليوم سيتقرر عقاب المحامية. وستكون هذه حالة قضائية غريبة وزائدة. ويتبقى فقط الأمل في أن يكون لرئيس الدولة الفهم، في المستقبل غير البعيد، لشطب عار الادانة المدحوضة.
----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 16/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 16/3/2005
لكل انسان "يد فشيم"
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا
افتتاح متحف "يد فشيم" في القدس أمس، مع حضور كثير من البلاد والعالم تحقيق صحيح مؤلم للقول الذي قرأناه ذات مرة على أحد النصب في بولندا: "لتكن كارثتنا علامة تحذير لكم". لهذا، يُقال لأمم العالم التي شرف زعماؤها بحضورهم أمس المراسم: في الحادي والعشرين ايضا لتكن كارثتنا علامة تحذير لكم.
ليست أهمية متحف "يد فشيم" في قصة الرواية فقط، وبالصور التي تتسبب بأن تدمع كل عين، والاشياء الممزوجة بالألم. أهميته لنا وللعالم هي في العبرة، وفي الدرس الذي فيه عن موت ملايين بغير ذنب لانهم كانوا يهودا فقط. بعد سنوات، عندما ينقضي ناجو الكارثة من البلاد، ستبقى هذه مثل فصل آخر في كتب التاريخ، مثل تمرد باركوخبا أو الثورة الفرنسية، ولهذا من المهم ان ننقل من جيل الى جيل العبرة بأن لا يتكرر حدث كهذا.
لا يجوز؟ في ايامنا ايضا، وما يزال نُجاة الكارثة يمشون بيننا، وما تزال ذكراها تلف كثيرين في العالم، وحتى بالرغم من انه لا تجب مقارنة ذلك بالكارثة، فان ملايين ما زالوا يموتون عبثا فقط لانهم ينتمون الى جنس من السكان غير مقبول. قد يكون هذا قبيلة توتسي في افريقيا، أو سودا مساكين آخرين في ارض بعيدة اخرى أو مواطنين يوغسلافيين.
والعالم يصمت. انهم يموتون بعيدا جدا عن القلب، في اماكن لا تصل اليها عدسات تصوير الـ سي.ان.ان. انهم يموتون في العالم الذي اعتاد - وما أفظع ان نقول ذلك - رخص حياة الانسان. يموت الناس كالكلاب، ولا يفتح أحد فمه ولا ينبس ببنت شفة.
لتكن كارثتنا علامة تحذير؟ لمن؟ لماذا؟ كوفي عنان، ممثل العدل على وجه البسيطة، سيعود الى واحته في نيويورك. رؤساء الحكومات الاجانب سيعودون غدا الى مقاعدهم المريحة، ونحن اليهود، الذين عانينا أكثر من الآخرين، سنأوي الى صدفتنا مرة اخرى. فان لنا متاعب خاصة، وأسف العالم كله ثقيل جدا على أكتافنا.
استيطان؟ في القلوب؟
منذ سنوات ذكر واحد من رؤساء المستوطنين سبب أسباب عدم النجاح النسبي لمشروعهم: "لم ننجح في الاستيطان في القلوب". أي، ان فكرة الاستيطان اليهودي في يهودا، والسامرة وقطاع غزة لم تجد سبلا الى قلوب جمهور بيت اسرائيل داخل الخط الاخضر.
يمكن ان نفحص ونمتحن هذه الاقوال الصعبة على نحو خاص: ليسأل كل من يقرأ هذه السطور نفسه إن كان قد زار ذات مرة مستوطنة ما، وإن كان فعل - هل أسرته فكرة التمسك بأرض في تلك الاماكن، التي بعضها بعيد عن القلب وبعيد عن العين. الحقيقة (المؤسفة، بالنسبة لي) هي ان المستوطنين يبدون اليوم، الى درجة كبيرة، كمن نشبوا في حنجرة الفلسطينيين في اماكن سكنهم، وأنفقوا اموال دولة كثيرة عبثا وتسببوا لجنود كثيرين من الجيش الاسرائيلي ليجهدوا من اجل حمايتهم في قلب سكان فلسطينيين معادين.
ان سد مسارات أيلون أول أمس على يدي المستوطنين هو عملية حمقاء، كأن نقول لسائقين كثيرين يعودون الى بيوتهم مرهقين غاضبين بعد يوم عمل: "لي ايضا، ولك لن يكون". لن يكون ماذا؟ راحة. وبكلمات اخرى: سنقلب الدولة، سنصنع فوضى تنغص حياتكم ايضا، أنتم الذين لم ننجح في الاستيطان في قلوبكم.
وماذا بعد؟ يجب ان تكون أحمق كاملا لكي تجري اجراءات كهذه تُبغض أكثر فأكثر جمهور المستوطنين الى اولئك الذين كل خطيئتهم انه توجد لديهم سيارة ويريدون العودة الى البيت بسلام.
أتذكرون؟ قبل اسابيع معدودة فقط جاء المستوطنون الى بني اسرائيل بشعار: "فينا حُب وسينتصر".
حُب؟ ينتصر؟ هراء. كل شيء هراء.
------------------------------------------------------









معاريف - مقال - 16/3/2005
خريطة طريق للضياع
بقلم: يوسف حريف
كاتب يميني

(المضمون: يمكن الوصول الى سلام مع أبي مازن اذا علم فقط انه لا يمكن له الحصول على كل ما يطلب - المصدر).

ينبع الشعور انه في عهد أبي مازن سيكون من الأسهل الوصول الى اتفاق سلام، بلا شك، من اسلوب الرجل. فهو ليس كسابقه الذي كان كاذبا قاسيا يبدو أبو مازن انسانيا وأديبا. يمكن ايضا ان نلاحظ التغير في الجو حوله، وبأنه ليس محاطا بالمتملقين. ولكن من جانب المضمون، لا يوجد فرق تقريبا بينه وبين سلفه.
يقول أبو مازن ان خطوط المفاوضات هي خريطة الطريق، وصيغ جنيف ومباحثات كامب ديفيد، بقيادة بيل كلينتون، وكذلك اتفاق اوسلو، الذي ما يزال في رأيه قائما فاعلا. في كل واحد من هذه الخطوط يُتحدث عن انسحاب الى خطوط 1967، وعن تقسيم القدس، وعن تسوية مشكلة اللاجئين بحسب قرار الامم المتحدة 194. الذي يفسره رؤساء السلطة الفلسطينية كعودة جزئية ايضا الى اسرائيل.
لنذكر من فضل أبي مازن، انه ربما يكون الوحيد الذي يفهم انه لا داعي للالحاح على تحقيق العودة، لكن السؤال هو إن كان سيمتلك القوة في هذا الموضوع حيال معارضيه الغُلاة في القيادة الفلسطينية.
حتى لو لم تكن الخطوط المذكورة آنفا هي قاعدة المفاوضات مع اسرائيل، بل "خريطة الطريق" التي قبلها الطرفان، فان من الصعب ان نرى كيف سيكون من الممكن الجسر على الفروق بين مواقف شارون وأبي مازن: يطلب الفلسطينيون انسحابا الى خطوط 1967 وتقسيم القدس، لكن شارون، مع كونه مستعدا للقيام بـ "تنازلات أليمة"، فقد أعلن بلغة القَسَم، انه لن يُسهم أبدا في تقسيم القدس وفي النزول عما يدعى "الكتل الاستيطانية الكبيرة في يهودا والسامرة".
يمكن السلام في فترة أبي مازن فقط اذا ادرك الرئيس بوش كيف يمنح الزعيم الفلسطيني معرفة انه لا يجب توقع تنازلات من طرف واحد فقط، كما فعل لحينه الرئيس لندون جونسون. كان ذلك في اللقاء بين جونسون والملك حسين، بعد حرب الايام الستة. طلب الملك من الرئيس الامريكي ان يضغط على اسرائيل لتعيد الضفة الغربية الى الاردن، بالرغم من ان الاردن كان هو الذي اختار الخروج للحرب على اسرائيل. كان رد جونسون: "عليك ان تعترف بحقيقة ان ما كان لك لن يكون لك بعد".
اذا كان أبو مازن يريد السلام حقا وعلى نحو خالص، فعليه ان يقبل بنصيحة شارون "ان ينزل عن جزء من أحلامه". وفيما يتعلق بالرئيس بوش، الذي يرى ان شارون يقوم بتنازلات أليمة حقا، وسيضطر الى ان يقوم بتنازلات اخرى ترجيحا: عليه ان يبين لأبي مازن - كما فعل الرئيس جونسون - انه لا يجب ان يتوقع ان يُعطى كل ما يطلب.
لا خيار لرئيس الحكومة، سوى التمسك بخريطة الطريق، ولكن مع ذلك عليه ان يصمد بحزم عند 14 التحفظ التي أثارتها الحكومة حينما قبلت الخطة.
لنذكر ايضا ان رجالا جمهوريين ذوي تأثير في الكونغرس لا يقبلون قبولا نهائيا بخطة الرئيس. عندما صُرح لاول مرة لهذه الخطة، لم يتردد زعيم الأكثرية الجمهوري، توم دلي، عن ان يتحفظ منها لانها من ناحية اسرائيل في رأيه "خريطة طريق للضياع".
------------------------------------------------------















هآرتس - مقال - 16/3/2005
حماس مستعدة لأن تصبح "قانونية"
بقلم: تسفي برئيل
(المضمون: حماس تشعر بالتغيرات الاقليمية والعالمية وترغب في التكيف معها للخلاص من الازمة وقطف ثمار انجازاتها داخليا - المصدر).
إليكم الجدول الزمني المتوقع في الشرق الاوسط حتى آخر شهر آذار. في هذا الاسبوع يفترض ان تتشكل حكومة عراقية جديدة. وفي الثاني والعشرين من هذا الشهر ستنعقد القمة العربية في الجزائر. وفي ذات الوقت يفترض ان تتشكل حكومة في لبنان بينما ستقوم سوريا بالاعلان عن جدول زمني نهائي لانسحابها من لبنان. في خضم ذلك كله يوجد ايضا يوم شاغر لاحياء ذكرى اغتيال احمد ياسين. اجل، لقد مرت سنة على ذلك. التحقق الناجح لهذا الجدول الزمني سيضمن رحلة آمنة للرئيس حسني مبارك الى واشنطن في شهر نيسان حيث سيطرح انجازاته: تحديد اسلوب جديد لانتخاب الرئيس في مصر ساعده في اقناع سوريا بالانسحاب من لبنان والتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين كنتيجة مباشرة لقمة شرم الشيخ في شهر شباط الماضي.
إذا مر كل ذلك على ما يرام فسيبدأ الجدول الزمني لشهر أيار، الذي يتوقع ان تحدث فيه دورة اخرى من انتخابات السلطات المحلية في السلطة الفلسطينية والانتخابات البرلمانية في لبنان. في شهر حزيران يمكن النزول الى المياه والسفر الى الخارج واعداد الاماكن للعرض الأكبر في شهر تموز: فك الارتباط الاسرائيلي عن غزة وانتخابات البرلمان الفلسطيني.
ولضمان الانتقال السلس من حدث الى آخر، طلب الرئيس مبارك من الفلسطينيين البدء في جلسات الحوار الداخلي بين الفصائل حول تمديد الهدنة في الاسبوع الماضي. إلا ان عملية "ستيج" في تل ابيب قادت الى تأجيل هذا الاسبوع - من الأمس حتى يوم السبت القريب - وفي غضون ذلك تفجرت قضية لبنان ايضا. عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الوسيط في الشأن الفلسطيني، أُرسل الى دمشق على عجل حتى يناشد الرئيس الأسد بأن يسحب قواته من لبنان من اجل تهدئة الخواطر إثر مقتل الحريري. وفي نفس الوقت طلب سليمان من الأسد دعمه لمواصلة الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وحصل عليه. مبارك قدم اقتراحا آخر، وهو ضم ممثل سوري بارز لجلسات الحوار، وربما حتى فاروق الشرع ذاته. هذه الخطوة ستكون بالنسبة لسوريا فرصة للدخول من البوابة الخلفية للعملية السياسية، وبالتالي لن تتحمل مصر وحدها فشل الجلسات اذا حدث ذلك، والمسألة الأهم هي ان حماس والجهاد وغيرهما سيشعرون بالالتزام والحاجة في التوصل الى تسوية تحت أنظار سوريا اليقظة التي ما زالت تستضيفهم فوق اراضيها.
الضغط السوري
مقابلة خالد مشعل مع صحيفة "اكتوبر" المصرية تعتبر مؤشرا للحد الذي يؤثر فيه الضغط السوري على هذه الفصائل أو على وجه الدقة الخوف من إبعادها عن دمشق. مشعل قال في المقابلة ان "الفصائل الفلسطينية تعتمد على الله وعلى الأمة الاسلامية بأن يحسنوا معاملتهم". هذه العبارات تستوجب التفسير والتحليل. مشعل لم يقل صراحة انه يخشى من الإبعاد، إلا انه وجه نداء ودعوة للعالم الاسلامي (ايران ولبنان هما الدولتان الأساسيتان الواردتان في الحسبان) بالاستعداد لاستضافة قيادة التنظيم اذا أُبعد من سوريا.
في يوم الاحد بدأت الوفود الفلسطينية بالتوافد على مصر، ومن الواضح لها ان جوهر المباحثات سيدور حول إعطاء مهلة اضافية لوقف اطلاق النار بما يتجاوز الشهر الذي اتفق عليه في قمة شرم الشيخ. سوريا لم ترسل لهذه المباحثات ممثلا عنها حتى الآن، رغم موافقة الأسد المبدئية على المشاركة، والسبب يعود على ما يبدو الى ان دمشق تدرك ان لهذه المشاركة جوانب سلبية وليس ايجابية فقط، ولكن حتى من دون وجود ممثل سوري فان قيادة حماس تحمل معها الى القاهرة انطباعاتها عن الرياح الجديدة التي تحملها التغيرات في لبنان والضغط الامريكي والتطلع للخروج من قائمة التنظيمات الارهابية في اوروبا. في نفس المقابلة مع صحيفة "اكتوبر" المصرية أوضح مشعل ان حماس ليست تنظيما محليا وانما طليعة لمشروع وطني ذو تطلعات عربية واسلامية ودولية. لذلك يتوجب عليه ان يصل الى مواقع القوة بوسائل "قانونية توفر له الاطار القانوني والسياسي كما يتطلب الآن منطق النظام العالمي الجديد".
هذه كانت التواءة لغوية اخرى بحاجة للتوضيح. "منطق النظام العالمي الجديد" هو الضغط الذي تمارسه ادارة بوش على سوريا ودول عربية اخرى لاقامة نظام ديمقراطي وتفكيك الفصائل الارهابية بصورة أساسية. من هنا تحتاج حماس الى مكانة قانونية في المناطق توفر لقيادتها في سوريا مكانة التنظيم الشرعي وتحقيق ذلك يتطلب بالضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، ذلك لان حماس تعتقد ان اعتبارها تنظيما ارهابيا لن يكون ممكنا في اللحظة التي تتحول فيها الى جزء من المزيج السياسي القيادي الفلسطيني.
من المهم الانتباه الى ان مشعل يفضل النظر الى هذه الانتخابات باعتبارها اجراء مشروعا، ولكن قانونية هذه الانتخابات نابعة من اتفاق اوسلو الذي يعتبر جيفة في نظر حماس، كما نعلم. ولكن حماس مستعدة الآن الى الإيغال أكثر من ذلك حتى والتحول الى جزء من م.ت.ف على ان تجتاز هيكلية المنظمة عملية اصلاحية، كما يقول مشعل، وان "ترتكز على أسس ديمقراطية". حماس ستتحمل جزء من المسؤولية باعتبارها عضو في م.ت.ف، ولكنها ستتمكن من خلال ذلك من وضع شروطها للتسوية الدائمة وتوجيه العملية السياسية. مشعل كشف النقاب عن تشكيل لجنة من ستة اعضاء وعلى رأسهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، لاعداد خطة اصلاحية لـ م.ت.ف، وان حماس في اتصال قوي مع هذه اللجنة. مشعل سعى الى إزالة الشكوك فيما يتعلق بالمرحلة التالية للعملية السياسية، وقال ان لحماس رسالة تتجاوز الحدود القومية وانها لا تسعى فقط الى استعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة وانما تسعى الى الاقتراب من حلم الدولة الاسلامية، وليس في فلسطين وحدها.
المصلحة المصرية
في ذات الوقت اضطرت حماس لان توضح لجمهورها سبب التغير في مواقفها واستعدادها للانضمام الى البرلمان الفلسطيني ولـ م.ت.ف. الدكتور اسامة المحمودي، أحد الكتاب الهامين لحماس، قال عبر الانترنت التابعة للتنظيم انه لا يوجد تعارض بين الشراكة مع السلطة الفلسطينية الجديدة وبين "مشروع المقاومة"، أي الكفاح المسلح. حسب توضيحات المحمودي لن يرتكز أي اتفاق مستقبلي مع اسرائيل على اوسلو كمصدر صلاحيات، كما ان من وقعوا على اوسلو من الفلسطينيين ايضا يدركون الآن انه ليس مصدر الصلاحيات (هذه الاقوال تتناقض في جوهرها مع ما قاله أبو مازن لعوديد غرانوت من القناة الاولى إذ أحيا اوسلو واعتبره مصدرا لكل ما يحدث الآن في العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين). ولكن التوضيح الأكثر إثارة يدور حول تمييز المحمودي بين معارضة حماس للمشاركة في انتخابات 1996 وبين موافقتها على المشاركة الآن. "المعارضة حينئذ كانت سياسية وليست فقهية شرعية"، كتب المحمودي. أي ان المسألة لم تكن حينئذ مسألة حلال وحرام وانما مسألة تتعلق بالهدف من الانتخابات. وانتخابات 1996 لم تكن حسب رأيه أكثر من استسلام للضغط الاسرائيلي وإبداء الاستعداد الفلسطيني لاضفاء طابع قانوني على كل ما تطالب به اسرائيل، خاصة إعطاء الشرعية لاوسلو. وأكثر من ذلك، كان من المفترض ان يوفر البرلمان المنتخب غطاء للفساد في السلطة. المحمودي ينسب لتغيير قانون الانتخاب دورا في تغير موقف حماس من المشاركة.
والى جانب ذلك "من حق الشعب الفلسطيني ان تلعب المقاومة دورا في الدفاع عنه من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، كما فعلت في المجابهة مع العدو الصهيوني"، كتب المحمودي. هذا هو لب المسألة. في عام 1996 كان بامكان حماس ان تشارك باعتبارها قوة هامشية بالنسبة للسلطة الفلسطينية وذيل لفتح. أما الآن فبامكانها ان تطالب بتوزيع متكافيء للصلاحيات إثر انجازاتها المتحققة في الانتفاضة. هذه مرحلة تقرر فيها حماس ترجمة انجازاتها على الارض الى نجاحات سياسية من خلال استغلال الضعف التنظيمي الذي تبديه حركة فتح، وهذه الترجمة ستتجسد في حوار القاهرة.
حماس تعول على ان مصر تطمح لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة تكون مصدرا للصلاحيات لكل خطوة سياسية فلسطينية، وعليه، تعتقد ان مصر ستضغط على أبو مازن حتى تكون هناك شروطا متفقا عليها لانضمام حماس للحكم وخاصة الامتناع عن الوصول الى وضع الحرب الأهلية التي تزعزع الحوار بين اسرائيل والسلطة مرة اخرى وتمس بخطة فك الارتباط. مبارك طلب من اسرائيل ان توافق على مواصلة وقف اطلاق النار، وحصل على مراده. الآن يوجد تساؤل الى أي مدى سترغب حماس في تهديد السلطة بمواصلة "المقاومة المسلحة" التي تجردها من القدرة على ادارة المفاوضات مع اسرائيل. كان بامكان سوريا ان تساعد في هذه القضية، إلا انها غائبة عن العملية في الوقت الحالي.
-------------------------------------------------------------
هآرتس - مقال - 16/3/2005
حُب البلاد ولكن من دون العرب
بقلم: اسحق ليئور

(المضمون: اقامة مركز لتخليد اسم زئيفي غير مبررة لانه دعا الى التطهير العرقي وترحيل العرب عن البلاد، وهو ظلم للرموز الوطنية وعلى رأسها اسحق رابين - المصدر).

"عندما كنت قائدا للمنطقة الوسطى، وعكفنا في الجيش على التخطيط لاحتلال الضفة الشرقية، كانت هناك حاجة لبناء قيادة حكم عسكري لهذه المنطقة. أطلقت على هذه المنطقة اسم قيادة "ماغور". موشيه ديان، وزير الدفاع في ذلك الحين، سألني عن كلمة ماغور هذه فقلت له: انها الأحرف الاولى من الأسماء منشه وغاد ورؤوبين. فقال لي: هذه مسألة سياسية. كيف يعقل ان تكون هيئة الاركان قد صادقت على ذلك؟ فقلت: هم لم يفهموا معناها. على هذا النحو وصف رحبعام زئيفي رؤيته التاريخية في عام 1993".
في هذه النادرة تكمن الكلمات الفارغة الاسطورية حول حدود الارض الموعودة.
"كل مكان في الشرق الاوسط توجد فيه آثار للشعب اليهودي، هو ارض اسرائيل"، قال زئيفي في مقابلة مع مراسل صحيفة "سفيفوت" في 1993. التاريخ حسب رأيه كان آثارا توراتية ذات مفارقة تاريخية الى جانب التبشير بالتطهير العرقي (الترانسفير). رؤيته العسكرية رفضت الاعتراف بوجود دولة فوق الجيش، والدولة ليست فقط دولة قانون وانما هي ايضا عضو في أسرة الشعوب، وعليها ان تنصاع للقوانين الدولية. نفس عضو الكنيست الذي وقع الآن على اقتراح قانون لانشاء "مركز زئيفي" بسبب "الصداقة" الرفاقية، برهن مرة اخرى على ان هذه "الصداقة" - تماما مثل صداقة زئيفي وطوفيا اوستري ورحاميم اهاروني وغيرهم من "الاصدقاء" من مقهى يهودا همكابي في زاوية وايزمن - ليست إلا فشلا في استيعاب وادراك الفرق بين "الأنا" والدولة حتى عند جزء من المشرعين في الكنيست.
كل رؤية الترحيل الجماعي عند زئيفي، سواء ألصق بها كلمة "الطوعي" أو كلمة "الموافقة" برهنت الى أي حد لم ينجح هذا الشخص في فهم الفرق بين المليشيات العسكرية التي تقتحم البيوت في الليالي في قرية بلد الشيخ الواقعة على أبواب حيفا (المعركة الاولى التي شارك فيها زئيفي في آخر 1974) وبين الدولة ذات الرعايا والجيش والقانون والالتزام الدولي. الاعجاب والتقدير لزئيفي وغيره من الشخصيات التي قالت "ما يفكر به الآخرون في سرائرهم" نبع بالأساس من رؤية الدولة كعقبة ديمقراطية في وجه الأمة، ولذلك يتوجب الالتفاف عليها من خلال الحيل أو العمليات الانتقامية "السرية". حماقة البؤر الاستيطانية الفاضحة لم تولد بالأمس.
لو ان زئيفي كان قد مات كقائد عسكري طاعن في السن لاختفى عن الوعي الشعبي تدريجيا مثل شخصيات اخرى أكثر منه كاريزماتية وإشراقا مثل موشيه ديان. حقيقة ان أفراد الجبهة الشعبية قد اغتالوا زئيفي بعد اغتيال اسرائيل لأمينهم العام أبو علي مصطفى أنزلت على رأسنا مصائب صعبة - في البداية تحول زئيفي الى "بطل قومي"، ومن ثم سيقيمون له الآن مركزا واسع التمويل للنشاط في كل ميادين حياتنا، وخاصة في اوساط اولادنا حتى تبقى "تركته" حية في الأذهان.
عندما يدافع عضو الكنيست آريه الداد عن محاولة الاستيطان في قلب الرموز الوطنية، نحن نعرف بوضوح لماذا يفعل ذلك. فهو قد انتخب لهذا الغرض، وهذا هو دوره: التمثيل الوفي للبعد العنصري الموجود في جزء من اليمين الاسرائيلي. عندما يوقع نواب حزب العمل أو وزراءه بنوع من الكتمان تقريبا على اقتراح قانون لانشاء مركز زئيفي ومن ثم يديرون عيونهم قائلين: "هذا حب للبلاد فقط وليس لكل تركة زئيفي وتراثه". هم يعتقدون بالفعل أننا حمقى وساذجون. "حب البلاد" عند زئيفي تمثل في تبشيره بالترانسفير، وهو كما نعلم لم يكن يدعو "لنظريتين" اثنتين (أي حب البلاد والتطهير العرقي). ما أسماه زئيفي حب البلاد كان قبل كل شيء دعوته لطرد العرب من بلادهم. وفي نفس الوقت شطبهم من التاريخ الجغرافي للبلاد حتى من خلال وظيفته كمدير متحق (بلدية تل ابيب حاولت طرده من المنصب، إلا ان رفاقه في الجيش يمينا ويسارا أقاموا الدنيا وأقعدوها في حينه).
زئيفي خطف أبصار رفاقه في هيئة الاركان وفي السياسة ببعض المعلومات الموجودة لديه ومجموعة الكتب التي جمعها ذلك لانهم كانوا أقل منه ثقافة ودراية على الأقل في كل ما يتعلق بتاريخ البلاد الانتقائي. من يسمي هذه القيم "حب البلاد" يعتقد بالتأكيد ان كل ما يأتي من الحب - مسموح. حب زئيفي لبلادنا كان حبا هداما، وليست هناك حاجة لاقامة مركز تخليد من اجل ذلك. اسحق رابين تحمل إجحافا كبيرا الى ان قتل ومنذ ان قُتل. أحد هذه الإجحافات الظالمة كان ذلك التسويف والجدل حول ظروف موته. أما الظلم الأكبر فهو تحويله الى ذريعة لانشاء مركز الكراهية هذا المسمى "مركز زئيفي".
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 16/3/2005

ذخيرة لصد النقد

بقلم: عميرا هاس
مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية

(المضمون: العذابات النفسية والجسدية التي لم تخف عن ابائنا واجدادنا في اي يوم منذ "التحرير" تستخدم ذخيرة لصد كل نقد دولي على المجتمع الذي نخلقه هنا - المصدر).

الزيارة الجماعية لزعماء العالم الى المتحف الجديد عن تاريخ الكارثة في مؤسسة "يد واسم" تدل على المكانة الراسخة لدولة اسرائيل في الغرب. في دولهم يوجه النقد الى اسرائيل. والكثيرون سيجدون في هذا النقد نبرة لاسامية تحت أرضية وظاهرة. الفلسطينيون ونشطاء اليسار، بمن فيهم يهود كثيرون، سيجدون بأن المعلومات عن الاحتلال الاسرائيلي هزيلة والاهتمام الجماهيري طفيف. الحجيج الى القدس من ممثلين اوروبيين منتخبين كثيرين ومحترمين بهذا القدر يدل على ان النقد لا يردعهم، وهم يشاركون في حدث اعلامي من الصعب عدم تفسيره كدعم لدولة اسرائيل اليوم.
المستخفون بالحدث سيفسرون هذه الزيارة كتشجيع للتطرفين على التمسك "بالمسيرة السلمية المتجددة". ولكن عن التشجيع على ماذا يدور الحديث؟ على اللقاءات مع محمد دحلان ونصر يوسف مع شاؤول موفاز والتي كان مثيلها وسيكون المئات؟ على جدار الفصل الذي يواصل البناء بنشاط، خلافا لقرار المحكمة في لاهاي؟ على "بادرات طيبة" من السيد الاسرائيلي (200 تصريح عبور آخر للتجار، طريق مفتوح امام مركبات فلسطينية خاصة، وليس فقط عامة)، أم استمرار تحطم القدس الشرقية، الفلسطينية وقطعها عن باقي المناطق الفلسطينية، خلافا للمطالب الدولية في أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية؟ هل وزير الخارجية الالماني ورئيسا الحكومتين الهولندية والسويدية يعتزمون بعد أن صلبوا واثبتوا بانهم يتذكرون الكارثة - أن يذكروا اسرائيل بان كل المستوطنات وليس فقط المواقع الاستيطانية، هي غير قانونية ولهذا فانهم سيطرحون المطالب في أن تخليها اسرائيل هي ايضا؟ مَن مِن المشاركين في المراسيم سيخرج ليرى الطرق - لليهود فقط وللفلسطينيين فقط؟ هل أحد منهم سيحتج على القوانين التي تميز المواطنين الاسرائيليين، فقط لانهم غير يهود، عرب، ويهدد بالعقوبات اذا لم تلغى هذه؟
احدى السخافات المثيرة في كل مظلمة، ناهيك عن مظلمة بحجوم لا تعقل مثل صناعة القتل الالمانية (بمساعدة اوروبية واسعة)، هي ان الضحايا وانسالهم يتذكرونها ويعيشونها يوميا فيما أن المنفذين يكبتونها وينسونها ومن السهل على أنسالهم تجاهلها. إذن فلتسير كل الجلالة الديبلوماسية التي تدق اليوم بوابة اريئيل شارون وليتحدث عن المسؤولية الاوربية عن الكارثة في مطارحها هي، وليس في اسرائيل. برلين، باريس، امستردام، كركوف، سراييفو، هي والقرى والبلدات حواليها مشبعة بذكريات ابائنا واجدادنا، بنسيان المنفذين وانسالهم وبالاهمال وعدم الاكتراث للواقفين جانبا. فليوقظ رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية هناك الذكرى والمعرفة والفهم التاريخي، وليس مرة في السنة، في يوم ذكرى تحرير اوشفيتس او في يوم استسلام المانيا، رفعا للعتب.
نحن نتذكر ونتألم يوميا الابادة تلك، فهيا نواجههم بها كل يوم. فمثلا، على كل بيت سكن فيه يهود يكتب على لوح صخري كبير الى اين طردوا واين قتلوا؛ وفي كل محطة قطار ارسلت منها الارساليات الانسانية تكون المعلومات: متى، كم قطار في اليوم، كم من الناس. ولتكتب اسماء المسؤولين عن الارسالية: في الشرطة، في شركة القطارات، في البلدية.
السبيل الى مكافحة النسيان ليس فقط بالنصب التذكارية وبالمراسيم. انه اساسا في الرفض بلا هوادة لايديولوجيا الاسياد التي قسمت العالم الى "اعراق" عليا ودنيا. التي كفرت بمبدأ المساواة بين بني البشر. نحن مكاننا في اس
03-16-2005, 07:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #2
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الخميس 17/اذار/2005 العدد 8744


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 17/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- عربدة الاجور في الجامعات.
- رغم الازمة الكادر الاكاديمي: 86 الف شيكل في الشهر.
- اكاديميا للتبذير.
- 34 الف شيكل للناطقة و 28 الف شيكل للمدير المكتبي.
- الطلاب يغلقون بوابات الجامعة.
- اعطونا مزيدا من المال واحصلوا على الهدوء.
- اليوم: صوم فك الارتباط.
- اختبار الكازينو.
- اليوم السفير المصري يعود الى اسرائيل.
- مستوطنون ملثمون يهدمون بيتا عربيا في الخليل.
معاريف:
- المرحلة القادمة: كفاح قطري.
- المستوطن الذي اصبح مسلما.
- المخابرات الاسرائيلية تنكشف في الانترنت.
- يقظة الطلاب.
- عجز مالي في كل الجامعات تقريبا.
- اختبار اريحا.
- مصوتو الليكود مع فك الارتباط.
- مستوطنات فقط يسكنان في موقع معوز تسفي قرب مستوطنة نافو دوتان ولكنهما لا يكفان عن الشجار.
هآرتس:
- حماس والجهاد يرفضان البحث مع فتح في وقف النار؛ اسرائيل نقلت المسؤولية عن اريحا.
- الجيش الاسرائيلي يعتزم تقييد حركة الصحافيين اثناء اخلاء المستوطنات.
- حركات جبل البيت ضد خطة فك الارتباط: يخططون لحجيج 10 الاف شخص الى الحرم.
- الجيش الاسرائيلي: 47 في المائة من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر.
- انعطافة: شاس قد تصوت الى جانب الاستفتاء الشعبي في لجنة الدستور.
- الطلاب في تل ابيب يحتجون، ولكن الجامعة صادقت على التقليص.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 17/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الوضع في المناطق الفلسطينية / الجيش الاسرائيلي - هآرتس - من جدعون الون:
الجيش الاسرائيلي: 47 في المائة من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر../
47 في المائة من الفلسطينيين في المناطق هم هزيلو الوسائل يعيشون تحت خط الفقر. وخط الفقر في السلطة الفلسطينية يبلغ 2.1 دولار في اليوم للفرد الواحد (أي نحو 9 شاقل في اليوم أو 270 شاقل في الشهر). هذا ما كشف النقاب عنه أمس منسق شؤون المناطق، اللواء يوسف مشلاف، في جلسة الخارجية والأمن في الكنيست. وأشار اللواء مشلاف الى ان معدل البطالة في المناطق في العام 2004 كان نحو 34 في المائة - 29 في المائة في الضفة الغربية و40 في المائة في قطاع غزة. وحسب اللواء، فقد طرأ تقليص كبير (نحو 40 في المائة) على عدد الفلسطينيين العاملين في اسرائيل، ولكن يوجد ارتفاع بمعدل 24 في المائة على عدد الفلسطينيين العاملين في المستوطنات.
ولدى تطرقه الى الوضع الاقتصادي - الاجتماعي في المناطق قال اللواء مشلاف انه منذ انتخاب ابو مازن رئيسا للسلطة الفلسطينية، تفككت فتح مقابل حماس التي تحظى بانجازات في الانتخابات وتعرض خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي السامرة كانتصار لها. وحسب اللواء، فان السكان في المناطق متهالكين وتعبين ويتوقعون ان يعمل ابو مازن واسرائيل على تحسين رفاههم الاقتصادي.
وافاد اللواء مشلاف اعضاء اللجنة بانه يسود في الشارع الفلسطيني وضع من الفوضى يجد تعبيره في كل المجالات: الجريمة، السرقات، الفساد في المؤسسات، الاغتصاب. وحسب مشلاف، فان أبو مازن يحاول مكافحة الفوضى ولكن قوات الأمن الفلسطينية لا تتمكن من تطبيق سياسته. وحسب اقواله فان الوضع في جنين وفي نابلس خطير على نحو خاص. وبلغ اللواء اللجنة بانه لا يزال لا يوجد فعل فلسطيني ذو مغزى ضد منظمات الارهاب رغم الكشف عن 12 نفق سلاح و 25 خلية.
وبالنسبة للتحريض ضد اسرائيل، قال اللواء مشلاف انه منذ انتخاب ابو مازن يوجد تغيير جوهري في طبيعة البث التلفزيوني ويوجد تقليص في التحريض. ومؤخرا طُلب من الخطباء في المساجد تلقي مصادقة من الامن الوقائي على مضمون خطبهم لضمان الا تتضمن هذه تحريض ضد اسرائيل. وفي المدارس أيضا طرأ تغيير: فقد وجه المعلمون للكف عن استخدام الاصطلاحات المعادية لاسرائيل.
ومع ذلك فقد اشار اللواء مشلاف الى أنه في بؤرة التحريض في أوساط الفلسطينيين لا يزال لم تجري معالجة حقيقية. كما أنه في البرامج التعليمية في المدارس لا توجد تغييرات حقيقية أو اعتراف باسرائيل، وقيل أن اسم اسرائيل لا يذكر الا في جوانب سلبية: اسرائيل هي خلاصة الشر والشهيد هو عنصر ايجابي. وروى اللواء مشلاف بانه في كتب التعليم الجديدة طرأ تحسن معين بل وبدأوا فيها يخطّون
حدود اسرائيل والسلطة.
السلطة الفلسطينية - هآرتس - من ارنون ريغيولر:
حماس والجهاد ترفضان البحث مع فتح في وقف النار؛ اسرائيل تنقل المسؤولية عن أريحا../
أفادت مصادر فلسطينية أمس عن خلافات في الرأي في مؤتمر القاهرة الذي دخل أمس في جولة المباحثات الثانية. وأصر مندوبو حماس والجهاد على مطلبهم تمديد الوضع القائم وعدم البحث في هدنة طويلة الأمد.
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) يتواجد في القاهرة، ولكنه تغيب عن المباحثات التي بدأت في ساعات الصباح، إذ شارك في مراسيم تخريج عشرات الشرطة الفلسطينيين والذين سيعودون الى المناطق في الايام القريبة القادمة. وقام مقام أبو مازن في طرح مواقف فتح مسؤول فتح الكبير من غزة، زكريا الآغا - بما في ذلك طلب التوصل الى اتفاق لوقف النار موقع من كل الفصائل حتى نهاية العام 2005. واضافة الى ذلك، عرض مندوبو فتح صيغا مختلفة لقانون الانتخابات الفلسطينية. ورافق المداولات أمس مراقب سوري هو نائب وزير الخارجية السوري، وليد معلم. وفي نهاية مفاوضات استغرقت نحو الشهر، نقلت اسرائيل أمس الى السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن أريحا. وهذا ايضا استبقته تأخيرات في اللحظة الأخيرة. وحسب الاتفاق بين الطرفين، سيمتنع الجيش الاسرائيلي من الآن فصاعدا عن العمل في داخل المدينة. وفي المقابل، جرى تخفيف الحواجز حول أريحا.
وتراجع الفلسطينيون عن التصريح الذي أدلى به أول أمس رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، وجاء فيه انه سيتم الافراج عن اثنين من كبار المطلوبين المحتجزين في السجن في أريحا، برقابة سجانين بريطانيين - الأمين العام للجبهة الشعبية، احمد سعدات، وأمين صندوق السلطة، فؤاد الشوبكي.
هذا وقد بعث أمس مروان البرغوثي، رئيس تنظيم فتح المسجون في اسرائيل رسالة الى الفصائل الفلسطينية بمن فيهم فيهم مندوبو فتح، حماس والجهاد الاسلامي - الذين يجتمعون في القاهرة للبحث في وقف النار. ودعا البرغوثي في رسالته الى مواصلة الانتفاضة والكفاح المسلح، بالتوازي مع المسيرة السياسية مع اسرائيل.
دعا البرغوثي من سجنه الأطراف الى "التمسك بخيار الانتفاضة والكفاح الى جانب استمرار المسيرة السياسية واشتراط كل هدوء بوقف كامل للاستيطان وبناء جدار الفصل والافراج عن كل السجناء".
وتعد رسالة البرغوثي ضربة لجهود أبو مازن الذي يعيش صراعات شديدة داخل منظمة فتح وفي المفاوضات مع الفصائل الاخرى في محاولة لتحقيق هدنة طويلة المدى. وأعلن قادة الفصائل الاسلامية، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، حتى الآن عن استعدادهم للنظر حاليا بتمديد الوضع القائم منذ مؤتمر شرم الشيخ فقط - والموصوف بالتهدئة.
ودعا البرغوثي في رسالته الى اعادة بناء مؤسسات م.ت.ف وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة حتى نهاية السنة الحالية بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الاسلامي. ورحب بقرار حماس المشاركة في الانتخابات للمجلس التشريعي المزمع عقدها في تموز القريب القادم.
القدس / الحرم - هآرتس - من نداف شرغاي:
حركات "جبل البيت" ضد خطة فك الارتباط: تخطط لوصول 10 آلاف شخص الى الحرم../
أعلنت بعض حركات "جبل البيت" (الحرم) عن "حملة العشرة آلاف" والتي في اطارها تسعى الى الحجيج الى الحرم، عشية رأس شهر نيسان، بنحو عشرة آلاف شخص. ولا تعتزم الشرطة السماح بذلك. وبشكل عام تسمح الشرطة بزيارات من اليهود الى الحرم، في مجموعات تضم حتى عشرات الاشخاص، بل وفي حالات شاذة الى ما فوق المائة. أما صلاة اليهود فمحظورة كما هو معروف في الحرم بناء على قرار من الحكومة في العام 1967، وردت محكمة العدل العليا العديد من الالتماسات التي احتجت على ذلك.
الحملة المخطط لها تندرج في اطار الميل الذي وجد تعبيره في الاشهر الأخيرة في تصريحات الحاخامين والنشطاء من حركات "جبل البيت". وحسب مفهومهم فان "فك الارتباط" والتهديد باخلاء مستوطنات غوش قطيف وشمالي السامرة هو نتيجة إهمال الحرم. وضمن امور اخرى قال الحاخام يسرائيل ارئيل، رئيس معهد الهيكل ان "إهمال القلب، جبل البيت" مس بالأطراف الأبعد، مثل غوش قطيف، وان فك الارتباط هو عمليا عقاب على انه لم يجر في الحرم أي شيء حقيقي، سواء على مستوى الوعي أم على مستوى الفصل. كما ان الحاخام دود كوفيتش، حاخام يتسهار قال امورا مشابهة.
وأعربت مصادر في جهاز الأمن العام - المخابرات في الاشهر الأخيرة عدة مرات عن تخوفها من عمل يقوم به فرد أو مجموعة في الحرم، هدفه عرقلة اخلاء المستوطنات في غوش قطيف.
المستوطنون - يديعوت:
مستوطنون ملثمون يهدمون بيتا عربيا في الخليل../
عائلة الشرباتي التي طردها المستوطنون من بيتها في الخليل قبل نحو عامين خططت للعودة اليه. وصادقت محكمة العدل العليا لأبناء العائلة بالعودة الى البيت المهدوم في حي أبونا ابراهيم وترميمه، ولكن للمستوطنين كانت خطة اخرى. فقد عادوا أمس الى المكان ورشقوا الحجارة والبيض على الشرطة وهدموا المبنى للمرة الثانية. فقد اقتحم نحو اربعين مستوطنا المبنى أمس وألحقوا به أضرارا جسيمة، بل وهدموا أحد جدران البيت. ومع ان قوات الأمن صورت المشاغبين، ولكن هذا لم يُجد كثيرا وذلك لانهم وصلوا الى المكان وهم ملثمين.
وروى نجيب الشرباتي، صاحب البيت لصحيفة "يديعوت احرونوت" أمس بأنه في العام 2002 اقتحم المستوطنون البيت الكبير ذي الـ 21 غرفة، وأخرجوا 27 من سكانه بالقوة وهدموه.
"أنا أتهم الحكومة التي تستخدم المستوطنين كذراع لها في الخليل".
وفي الشهر الماضي وصل أبناء العائلة الى المكان تحت حماية الجيش الاسرائيلي وبدأوا يرممون المكان. ولكن المستوطنين واصلوا التنكيل بأبناء العائلة. وعلى الرغم من قرار محكمة العدل العليا بالسماح بعودة أبناء العائلة للسكن في بيتهم، طلب قائد المنطقة الوسطى، يئير نفيه، من ضباط الجيش الاسرائيلي في الخليل بأن يحاولوا ايجاد حل وسط في الموضوع في اطاره لا يعود أبناء العائلة الى المكان.
المخابرات الاسرائيلية - معاريف:
المخابرات الاسرائيلية تنكشف في الانترنت../
شعار جهاز الأمن العام "الشاباك" - المخابرات هو "درع لا يرى، ولكن ابتداء من الاسبوع القادم سيرى بل ويرى جدا. في المرة الاولى في تاريخه سيكشف الجهاز نفسه على الملأ من خلال موقع على الانترنت. موقع الانترنت للمخابرات الاسرائيلية الذي سيصدر في غضون عدة ايام سيخصص في المرحلة الاولى لتجنيد عاملين ويتضمن أيضا معلومات عامة عن الجهاز وكلمة رئيس المخابرات للجمهور. ويحتمل أن يتضمن في المرحلة القادمة بيانات للصحافة عن اعتقالات ونشاط أمني يقوم به الجهاز.
في القسم المخصص في الموقع لتجنيد العاملين سيعرض جهاز المخابرات على الجمهور الانضمام اليه في جملة واسعة من الوظائف: من وظائف تفعيل الوكلاء وحتى وظائف التحقيق وغيرها في المجال التكنولوجي. والهدف هو السماح لكل انسان في البلاد وفي العالم تعبئة نموذج ترشيح للعمل في كل مكان في العالم وفي غضون عدة دقائق. وتعرض المخابرات نفسها كمكان عمل مجزي يضمن "استقرارا تشغيليا".
وتعد اقامة موقع الانترنت هي مرحلة اخرى في الكشف التدريجي للمخابرات على الجمهور. وحتى ما قبل عقد من الزمان كان الجهاز منقطعا تماما عن وسائل الاعلام حتى أنه كان محظورا نشر اسم رئيسه. اما اليوم فليس فقط مسموح نشر اسم رئيس المخابرات بل وهو يقيم علاقات مستمرة مع وسائل الاعلام ويرد على الاسئلة من خلال جهاز ناطقين غير رسمي. من جوانب عديدة يقود جهاز المخابرت خط انفتاحي اكبر من الجهاز الاستخباري الموازي له، الموساد الذي يرفض كل اتصال بوسائل الاعلام. ومع ذلك، ففي مجال الانترنت بالذات يوجد جهاز المخابرات متخلفا عن الموساد: فللموساد يوجد انترنت منذ نحو سنة. وعنوان الموقع الجديد للمخابرات سينشر الاسبوع القادم.
الساحة الداخلية - هآرتس - من جدعون الون:
انعطافة: شاس قد تصوت الى جانب الاستفتاء الشعبي في لجنة الدستور../
في الايام القريبة يمكن حدوث تطور مفاجىء في شأن تشريع قانون اساس: استفتاء الشعب. وذلك، بعد أن أعلن رؤساء الاحزاب الحريدية (شاس وديغل هتوراه)، عضوا الكنيست ايلي يشاي وابراهام رابيتس انهما قد يؤيدان امضاء اقتراح القانون. اعلن يشاي أمس في لقاء مع رئيس لجنة لدستور، عضو الكنيست ميخائيل ايتان (الليكود)، انه ينوي لقاء الحاخام عوفاديا يوسيف ليحاول اقناعه بتمكين ممثل شاس في اللجنة - عضو الكنيست نسيم زئيف - ان يؤيد تشريع القانون. في المقابلة وعد رابيتس بمحاولة اقناع زعيم التيار الليتواني، الحاخام شلوم اليشيف، ان يؤيد استفتاء الشعب.
اذا ما صوت ممثلو شاس وديغل هتوراه مع سن قانون اساس استفتاء الشعب، فان هنالك كثرة مؤكدة لامضاء الاقتراح في لجنة الدستور، 9 من بين 17. الاقتراح سيجلب في يوم الثلاثاء القادم، 22 اذار، لامضاء اللجنة للقراءة الاولى. الى اليوم عبر الحاخام يوسيف واليشيف عن معارضة شديدة لاجراء الاستفتاء.
سيلتقي رئيس الحكومة اريئيل شارون هذا الصباح مع رئيس شنوي عضو الكنيست يوسف لبيد. قال مسؤولون كبار في شينوي امس ان موقف الحزب في شأن معارضة ميزانية الدولة قد يتغير، اذا ما ساعد شارون على دفع سن قانون الشؤون الدينية والدولة قدما، برغم ايديولوجية شينوي.
معاريف - من اريك بندر وآخرين:
دعوتَ شارون نازيا ستمكث 7 سنوات في السجن../
في حين كان أكثر من 40 رئيس دولة يجتمعون في "يد واسم" لافتتاح المتحف الجديد، وافقت أمس الكنيست في قراءة مبدئية على اقتراحي قانون يحظران استعمال الشعارات والتعبيرات من الكارثة لدوافع سياسية. على حسب اقتراح القانون الذي قدمته عضو الكنيست كوليت افيتال وحظي بتأييد الحكومة، العقوبة على استعمال سياسي لرموز الكارثة ستكون حتى 7 سنوات سجن.
في المقابل لاقتراح قانون افيتال، اجازت الكنيست ايضا اقتراح قانون عضو الكنيست يولي تمير التي هي أقل تشددا مع من يستعمل استعمالا غير مباح رموز الكارثة، وتحدد عقوبة بالف شيكل. كانت خلفية اقتراحات القانون الاستعمالات التي قام بها المستوطنون للخرق البرتقالية وكذلك تمثيل لمعسكر تجميع من أجل التعبير عن معارضتهم لخطة الانفصال.
"الوضع الحالي الذي يستعملون فيه رموز الكارثة من أجل التحريض، فيه ايضا اهانة لناجي الكارثة وكذلك ايضا اساءة سمعة لدولة اسرائيل ونوع أيضا من انكار الكارثة"، بينت عضو الكنيست تمير. "ظاهرة استعمال الرموز والالقاب النازية ازدادت. ممثلو الجمهور يقارنون بالنازيين: وهم مضطهدو اسرائيل الكبار على مدى التاريخ الانساني. السهولة التي لا تحتمل التي تستعمل بها استعمالا يوميا كجزء لا ينفصل من الخطاب العام، من خلال الاستهانة الظاهرة بمشاعر ناجي الكارثة وذريتهم، يستحق كل تنديد".
على حسب اقتراح تمير، سيباح استعمال رموز الكارثة فقط لضرورات التخليد، والتعليم والضرورات الفنية.
مرت اقتراحات القانون بقراءة أولية بتأييد الحكومة، بأكثرية 14 عضو كنيست، مقابل ثلاثة معارضين واثنين ممتنعين. زعم المعارضون، ان اقتراحات القانون تفتح بابا خطرا لفرض قيود شديدة على حرية التعبير.
فك الارتباط - يديعوت - من تسفي الوش:
تم الاتفاق: ستستوعب الكيبوتسات والقرى الزراعية في الجنوب "مجلي اللحظة الاخيرة"../
اتفقت ادارة الانفصال في الاسابيع الاخيرة مع قريتين زراعيتين في المجلس الاقليمي اشكول ومع خمسة كيبوتسات اخرى للمجلس الاقليمي حوف عزة ان يوضع في مجالاتها كرفانات من أجل "مجلي اللحظة الاخيرة" من غوش قطيف.
القصد هو الاستعداد من الان لاستيعاب مستوطني غوش قطيف، الذين سيصارعون الانفصال حتى اللحظة الاخيرة، وبعد ان يجلوا لن تكون حلول سكنية جاهزة من أجلهم. ستستأجر الدولة الكرفانات مقابل نحو 600 دولار شهريا، لسنتين فقط. مع نهاية السنتين ستقرر القرى الزراعية والكيبوتسات المضيفة ما الذي تفعله بالكرفانات: هي تبقيها في المكان وتستعملها لحاجات القرى الزراعية، ام تخليها وتقيم بدلا منها مباني دائمة.
ادارت ادارة الانفصال مفاوضات مع قرى زراعية ومع كيبوتسات في منطقة النقب الغربي وشاطىء عسقلان. كل مستوطنة ستوافق على استيعاب المجلين ستحظى بدعم سخي من الدولة لتطوير البنى التحتية. هكذا، مثلا، القرية الزراعية يتيد في النقب الغربي الذي تعيش فيها اليوم أربعون عائلة. طلبت القرية الزراعية التوسع والترخيص بمساحة نحو من مائة قطعة ارض للمنضمين الجدد في اطار مشروع "ابنِ بيتك". والحديث عن استثمارات ضخمة للبنى التحتية للمياه، الكهرباء والمجاري وكذلك شبكة الطرق. الان، بدل موافقة سكرتاريا القرية الزراعية يتيد على استيعاب نحو مائة كرفان، ستحصل القرية الزراعية على تمويل تام لتطوير دائرتها التوسيعية الطائفية.
اوري غاربيان، سكرتير القرية الزراعية يتيد وسكرتير مستوطنات حيفل شالوم، قال انه بالرغم من العبء الثقيل الذي يصاحب استيعاب مائة عائلة في قرية زراعية تعيش فيها اربعون عائلة فقط - فان في ذلك فرصة لاكمال تطوير القرية الزراعية وتوسيعها. وأكد ان القصد هو ان يخلى بعد مضي سنتين اماكن المجلين والمناطق التي طورت تقترح على سكان جدد في اطار التوسيع الطائفي في مشروع "ابنِ بيتك". "في قريتنا الزراعية الكثير من العائلات المحافظة، ويوجد ايضا كنيس، وبهذا يستطيع المجلون ان يشعروا هنا بانهم في بيتهم من الناحية الدينية"، ذكر غاربيان.
على عكس الرد المتعاطف لمستوطنات اشكول، قال أمس رئيس المجلس الاقليمي حوف اشكلون، شمعون كوهين: "الحديث عن صداع غير قليل. على أية حال، آمل وأصلي ان لا ينفذ الانفصال، حتى تكون كل المسألة قضية نظرية".
تقسيم سكن المجلين، كما اتفق عليه في الاسابيع الاخيرة من قبل ادارة الانفصال: القرية الزراعية يتيد - 100 كرفان. القرية الزراعية يفول - 100 كرفان، مركز آف شالوم - نحو 100 كرفان، و 40 أو 50 كرفان اخرى في كل واحدة من المستوطنات الاتية في المجلس الاقليمي حوف عزة: مفكعيم، زكيم، يد مردخاي، كرميا، تلمي يافي، وجفار عام.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 17/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 17/3/2005
فرصة قانونية للشباب
بقلم: أُسرة التحرير

يوم الأحد ردت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع مشروع قانون للنائب عصام مخول، هدفه منح القاصرين المشبوهين بالاعمال الجنائية الحق في اجراءات قانونية بديلة بدل المحاكمة. وكل ذلك من أجل اصلاحهم ودمجهم في المجتمع قبل أن يطوروا انماط جريمة - بدل وصفهم كمجرمين دون منحهم العلاج، وهكذا تزداد فرصهم للتدهور الى عالم الجريمة.
وحسب مشروع القانون، الذي يحظى بتأييد النواب من الليكود ومن العمل، فان القاصرين الذين ارتكبوا جنايات العقاب عليها هو حتى خمس سنوات سجن يمكنهم ان يختاروا بين عدم الدعوى واجراء الجسر. واليوم ايضا فان نحو 50 في المائة من ملفات الشبيبة تغلق بعدم رفع دعاوى بعد التحقيق، الاعتراف بالتهمة، والتحذير. ولكن من بحث نشر في العام 2001 تبين أنه يتمتع من هذا الاجراء اليهود اكثر من العرب، الاغنياء اكثر من الفقراء، العلمانيون اكثر من الاصوليين. اما مشروع القانون فيلزم بمعايير موحدة وشفافة.
اجراء الجسر المقترح يسعى الى ان ينص بالقانون لاول مرة على طريقة العدل المشفي، الذي يوجد قيد الاستخدام الواسع في العالم في معالجة جريمة الشبيبة ويتم من خلال الجسر بين المعتدي وعائلته وبين الضحية وعائلته. والاجراء يتيح للمعتدي تلقي المسؤولية عن افعاله، والتعرف على الضرر الذي الحقه وتنمية حالة من التعاطف مع الضحية، وطلب المغفرة وعرض التعويض.
مشروع القانون رد بسبب معارضة وزارة العدل. موقفها الرسمي يؤيد اجراءات قانونية بديلة والحاجة الى سنها قانونيا، ولكن الوزارة تدعي بان مشروع القانون ليس ناضجا لانه لا يصف بدقة ما هو الاجراء البديل ولا توجد مفاعيل لتطبيقه. والحجة تتجاهل اطر الجسر لابناء الشبيبة والتي تعمل في خدمة التجربة وفي المنظمات ذات الصلة التي تتلقى الارشاد من المركز القطري للجسر في وزارة العدل.
معارضة وزارة العدل مدحوضة، ويبدو ان جذورها تعود الى نزعة القوة البيروقراطية. ولغير الاقتباس يعترفون هناك بانهم كانوا يرغبون في أن يتقدموا بقانون خاص بهم، بوتيرتهم، بدل مشروع القانون الذي اخذ بالنص من تقرير لجنة عينها وزير العدل في التسعينيات لملاءمة التشريع مع ميثاق الامم المتحدة لحقوق الطفل. وعلى رأس اللجنة كانت القاضية المركزية سفيونا روتليفي، وشارك فيها قضاة شبيبة، محامون عامون، النيابة العامة وقسم التحقيق في وزارة العدل واكاديميون. وعملت اللجنة على مدى ثلاث سنوات واستمعت الى شهادات من الشرطة، خدمة التجربة، مصلحة السجون، وزارتي الصحة والتعليم. وكان وزير العدل السابق يوسف لبيد تبنى كل توصياتها.
أساس المصادر المخصصة اليوم لمكافحة جريمة الشبيبة يوظف في الجهاز القضائي ومؤسسات الشبيبة الجنائية. وفي خارج البلاد ثبت أن اجراءات الجسر ناجعة في تقليص معدل عودة القاصرين الى الجريمة وكذا تقليص نفقات جهاز القضاء وتعزيز الاطر العائلية والمجتمعية والتي بوسعها ان تمنع خروج ابناء الشبيبة الى الاصلاحيات.
مشروع القانون سيطرح قريبا على التصويت الاولي، ولا يجب رده. فقد مر عامان منذ وقعت روتليفي على توصياتها. وكان لوزارة العدل ما يكفي من الوقت للعمل ولكنها لم تعمل شيئا. فلتجلس جانبا وتسمح للكنيست بالعمل.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 17/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 17/3/2005
فيروسات عنيفة
بقلم: يارون لندن
كاتب يساري

الأنباء عن فيروسات عنيفة، غيرت شيفرتها الوراثية وانقضت من سجونها، تبعث خوفا مفهوما لكنه مبالغ فيه. في كل سنة يسقط عدد من الاشخاص ضحايا لفيروسات "مفترسة"، ودائما تجري المستشفيات نضالات قاسية ضد تلويثات تنتشر في هذا القسم أو ذاك. الفيروسات المنفلتة هي من تعبيرات "انتقام الطب"، كاسم الكتاب الذي نشره الفيلسوف الامريكي ايفن ايليتش قبل أكثر من ثلاثين عاما.
يعتقدون ان نحوا من خمس المتوفين في المستشفيات في الدول المتقدمة لا يلفظون أنفاسهم بسبب الأمراض التي عولجوا بسببها بل بسبب أمراض طبية. هذه الامراض تتسبب عن تشخيص مخطوء، وأخطاء في اختيار الدواء ووجباته، وأفعال متسرعة لمعالجين، وأخطاء في غرف الجراحة وكذلك أنواع من الأوبئة التي تتطور في المستشفيات.
لماذا تختار الفيروسات المعروفة والجديدة ان تكون في ذلك المكان نفسه الذي يفترض ان يردعها؟ الاسباب الرئيسة هي انه في مؤسسات العلاج يزدحم أناس ضعاف الجسم، متعرضون للعدوى أكثر من غيرهم. الهيئة المعالجة وتجهيزها هما وكلاء مرض. الأدوية المضادة للجراثيم ناجعة جدا، لكن المخلوقات التي تجري ضدها الحرب تطور بسرعة مناعة. منذ ان اخترعت المضادات الحيوية، يُجري العالم سباقا دائما، تزداد وتيرته، من اجل تطوير مضادات حيوية تتغلب على الجراثيم التي تُدرع نفسها ضد أدوية الجيل السابق. التهالك على ابتلاع الأدوية قد يُهور الحصون التي بنتها الانسانية حول جسمها. اليهود هم أول من ينبغي لهم الحذر، لأننا، وعن ذلك كتب الكاتب الساخر، "شالوم عليخم"، مصابون بحب مفرط للاطباء والأدوية.
الشيخ مؤنس على ضفاف المصرارة
الشيخ مؤنس قرية عربية أخربت وعلى ارضها بنيت جامعة تل ابيب. لولا ان أكثر غُلاة اليمين من استعمالها من اجل العيب على خصمهم من اليسار، لكان اسمها مُحي من ذاكرة اليهود، كما مُحيت أسماء مئات القرى الاخرى. يأتي بدعوى الشيخ مؤنس اولئك الذين يعتقدون ان الانسحاب من قطعة ارض صغيرة يضعضع حقنا في البلاد، ويلقون القول الى حسان النفوس من الجامعة، ان حرمهم الجامعي الجميل يقوم على اراضي فلسطينيين مطرودين.
بالقياس الى شخص يؤمن ايمانا قويا بهذه الدعوى، لا يكون شكل تحقيق الأمر المشتق منها سوى مسألة تقنية. مع وجود قوة حقنا ومع وجود ضرورة تحقيقها بسرعة، لا توجد أية أهمية للانحرافات عن القانون. في رأي المستوطنين، لم يتغير أي شيء مبدئي منذ ايام بداية الاستيطان، حينما اشترينا اراضي من أفنديات لبنانيين، ورشَوْنا موظفين عثمانيين، وأقمنا مستوطنات بالرغم من "الكتب البيضاء" للبريطانيين، وحشدنا السلاح سرا وأقمنا جبهات سرية تحولت جيشا. الحكومة الآن هي في الحق الحكومة المنتخبة لدولة يهودية لكنها "لنا" فقط في كونها مربوطة بأهدافنا القديمة التي لم تتغير. الخداع، لا لأمم العالم فقط، بل لاسرائيليين آخرين ايضا، هو خداع مقدس، والنار، التي أشعلت قبل ليلتين في مسارات أيلون، ليست نارا غريبة.
أيلون، في لغة العرب وادي المصرارة، يصب في اليركون بالضبط مقابل التلة التي ترتفع الجامعة عليها. أمس تظاهر هناك الطلاب احتجاجا على مضاءلة ميزانيات الجامعة، وعلى اغلاق حلقات تعليمية، وعلى إقالة محاضرين وعلى التوجه لإرساء أجر تعليم تصاعدي.
سارعت الشرطة الى ارسال قوات ملحوظة ضد الطلاب الذين تسببوا بضرر ضئيل للنظام الجيد. لم تضربهم ضربا أليما، لكنها ايضا لم تعاملهم بقفازات من حرير. اخرج وقارن: مشعلو سور النار في مفرق كيبوتس غلويوت أغلقوا لساعات المحور الأكثر ازدحاما في الدولة. الشرطة تأخرت عن الحضور وعندما ظهرت، اعتقلت قسما فقط من المشاغبين وعاملتهم كما لو كانوا اطفالا في روضة اطفال. هذا ايضا مثل: اعصِ الدولة وشوش على حياة مئات الآلاف وكن واثقا ان شيئا لن يحدث لك. تظاهر قليلا من اجل هدف عادل وكن واثقا أنك ستتلقى الضرب في الرأس.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 17/3/2005
الشقيق الأكبر لم يعد يسيطر على المعلومات
بقلم: داني روبنشتاين
(المضمون: الاعلام العربي يتطور، ودوره المؤثر في التغيرات الحاصلة هام وملموس، واحيانا يتقاطع مع الضغوط والعوامل الخارجية - المصدر).
احدى الظواهر المعروفة من الانقلابات العسكرية في العالم العربي في السنوات الماضية كانت سيطرة الانقلابيين الفورية على محطة الاذاعة والتلفزة الحكومية. كل انقلاب من هذا القبيل حاول السيطرة بصورة تامة على وسائل الاعلام في الدولة. الرغبة في احتكار المعلومات التي تصل الى الجماهير لم تكن حكرا على الانظمة العربية. الانظمة الدكتاتورية المركزية في كل أرجاء المعمورة حرصت على اجتياز المعلومات التي تصل الى سكان البلاد مُصفاة وبعلاج رقابة أو وكالة أنباء رسمية. اغلبية وسائل الاعلام في هذه الدول كانت تحت السيطرة الحكومية بطريقة أو بأخرى أو انها كانت خاضعة "لتوجيهاتها". في مواقع كثيرة من العالم ما زالت هذه الحالة قائمة حتى يومنا هذا.
على هذه الخلفية تجري منذ سنوات قلائل نقاشات اكاديمية وسياسية في العالم العربي حول ما سيحدث عندما تفلت وسائل الاعلام من قبضة السلطات الرسمية. النقاشات ترتبط بالعادة بمحطة "الجزيرة" القطرية التي ترفع شعار "الرأي والرأي الآخر"، والتي تحولت منذ مدة الى علامة فارقة بارزة للتغيرات الدراماتيكية الجارية في الاعلام العربي.
قبل سنوات قلائل كان هناك اختصاصيون وباحثون توقعوا ان يؤدي حصول الناس على المعلومات بصورة حرة الى تغير سريع في الانظمة العربية التي ستتحول الى انظمة أكثر ديمقراطية وشفافية. الصحفي أوريا شبيط الذي نشر بحثا حول ذلك يقول ان بنيامين نتنياهو وضع عملية الدمقرطة في العالم العربي كشرط مسبق للسلام في الشرق الاوسط عندما كان رئيسا للوزراء. نتنياهو ادعى ايضا ان المحطات الفضائية هي أداة في خدمة حقوق المواطن والحريات في الشرق الاوسط. "هم لن يستطيعوا مواجهة المحطات الفضائية"، قال نتنياهو "المسألة ستستغرق وقتا، إلا انهم لن يصمدوا في مواجهة الفضائيات". بكلمات اخرى وسائل الاعلام الحديثة ستقوم حسب رأيه بإسقاط الانظمة العربية.
دراسة شبيط خلصت الى القول ان نتنياهو وغيره قد اخطأوا. الانظمة العربية تنجح في الحفاظ على بقائها حتى في عهد الاعلام المفتوح. والاعلام الحديث حسب قوله لم يجلب فجرا جديدا على الشرق الاوسط وانما هو نفس الفجر الذي كان لليوم السابق. فصول الكتاب الأخيرة تصف الطرق التي تستخدمها الانظمة العربية لمواجهة تهديدات حرية المعلومات بنجاح.
من الناحية الاخرى يوجد تفكير مغاير حول هذه المسألة لدى معهد الابحاث الاسرائيلي للاعلام
الذي يقوم بمتابعة وسائل الاعلام العربية منذ سنوات. رئيس المعهد ايغال كرمون، يقول انه يلاحظ التغيرات الاجتماعية والسياسية التي يتسبب فيها الاعلام الفضائي العربي حيث تتنافس محطات التلفزة العربية مع بعضها البعض حول نسبة المشاهدين والاعلانات التجارية. المنافسة تتسبب في فيض كبير من الأنباء والبرامج الملحة الاستفزازية أحيانا، والنتيجة هي ان الجمهور العريض يتعلم كيف يشخص نقاط ضعف الانظمة. مشاهدو هذه المحطات يدركون من برامج النظام الحاكم انه ليس ذو قورة مطلقة وانه يعاني من صراعات داخلية وخارجية، الامر الذي يشجع أطراف المعارضة المعارضين للنظام الذين يرون ان صوتهم قد وصل الى الناس وانهم ليسوا وحدهم وأن أمامهم فرصة للتأثير.
هذه التغيرات تحدث بصورة بطيئة حسب كرمون، والأمثلة على ذلك كثيرة. في سوريا مثلا حدثت مظاهرات وعرائض للمفكرين بعد دخول المحطات الفضائية لسوريا بعد فترة حظر طويلة. المعارضة هناك تقف في وجه النظام صراحة وجهارا خلافا للسابق، وهي ظواهر غريبة بالنسبة للماضي.
نفس الشيء يحدث في دول عربية اخرى مثل اليمن، حيث اضطر علي عبد الله صالح الى تعيين وزراء اصلاحيين، وهناك صرعة واسعة في انتشار الصحف. وفي الكويت ايضا تجري خطوات حثيثة للاصلاح كترشيح النساء. أما في دول الخليج الاخرى فالاعلام في أوجه. حتى في السعودية يلمس التغيير الاجتماعي، وهناك جدل حول المناهج الدراسية. صحيح ان قسما كبيرا من ذلك يرتبط بضغوط واشنطن الخارجية وغيرها من الدول الغربية على الدول العربية، إلا ان هذا الضغط يستعين بالضغوط الداخلية التي تحدث لاسباب منها التطور الاعلامي.
وليست هناك حاجة للابتعاد كثيرا لتلمس التغيرات الناجمة عن الاعلام ودوره، حيث نرى ما يحدث في المناطق الفلسطينية في السنوات الأخيرة. في كل منزل في الضفة وغزة تقريبا يوجد لاقط فضائي، وهناك حرية كاملة للحصول على المعلومات ونسبة استخدام الانترنت في تصاعد مستمر. قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على المعلومات التي يحصل عليها الجمهور تقلصت جدا. وكالة "وفا" للأنباء ما زالت تواصل نشر الأنباء رسمية المصدر، إلا ان اعتماد وسائل الاعلام عليها أخذ في التقلص. الصحف الفلسطينية الكبرى مثل "القدس" و"الايام" تنشر أنباء لم يكن الصحفيون يجرؤون على الهمس بها همسا حتى في السابق. هناك أنباء ومقالات حول الفساد والصراعات الدائرة في القيادة والمطالبات بالاصلاح.
واذا أضفنا الى كل ذلك انتخابات الرئاسة والسلطات المحلية الأخيرة، ومن ثم البرلمانية في شهر تموز، من الممكن القول ان الجمهور الفلسطيني قد صعد الى سكة الدمقرطة رغم وجود قيود معينة تسعى للمحافظة على الهيكلية الاجتماعية القائمة كما في كل مجتمع محافظ. ولكن الاتجاه العام هو تجاه المزيد من الاحترام للحقوق المدنية، وهو يعطي بارقة أمل للحوار المريح أكثر بين اسرائيل والعرب عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 17/3/2005

وأريحا مغلقة مصمتة تقريبا

بقلم: يهودا ليطاني
كاتب يساري

(المضمون: تسليم المسؤولية الامنية عن المدن الفلسطينية للسلطة الفلسطينية لا يعني شيئا طالما بقيت الحواجز تعوق حركة السكان في الضفة - المصدر).

نقلت أريحا امس الى مسؤولية أمنية للسلطة الفلسطينية بعد مباحثات متصلة ترك الفلسطينيون في اثنائها طاولة المباحثات مرتين. الخلافات في الرأي بين الطرفين تركزت في الحواجز حول المدينة. طلب الفلسطينيون الغاءها ورفض الاسرائيليون ذلك بحزم. في نهاية الامر وافق الجيش الاسرائيلي على ابعاد حاجز واحد والتمكين من مرور حر من اريحا الى رام الله. لكن حرية الانتقال للسكان الفلسطينيين سيكون لزمن طويل بعده في رأس الجدول اليومي.
بحسب معطيات "بتسيلم"، للجيش الاسرائيلي اليوم في الضفة الغربية 48 حاجزا دائما مأهولا. 17 منها، في عمق الضفة، تهدف الى الحد من الحركة بين المدن الفلسطينية والباقية تهدف في الاساس الى منع الخروج الى داخل الخط الاخضر. وكذلك يتمسك الجيش الاسرائيلي بـ 7 ابراج تحكم يراقب الجنود منها حركة السكان، في الاكثر من غير التدخل. وتوجد أيضا مئات الاغلاقات المادية على صورة كتل اسمنتية، واكوام ترابية او قنوات تمنع الوصول الى القرى. 41 من الشوارع في الضفة طولها العام نحو 700 كيلو متر، مفتوحة للاسرائيليين فقط مسدودة امام الفلسطينيين. في تقرير كانون الثاني لمنظمة "حاجز ووتش" قيل انه يلاحظ في الاشهر الاخيرة انخفاض ملحوظ في عدد العابرين في الحواجز بعقب "يأس الفلسطينيين من احتمال الحصول على ترخيص مرور والاحباط الفظيع للوقوف اللانهائي زمن المرور في الحواجز.
الفلسطيني من سكان اريحا الذي اعتقد بسذاجة انه مع نقل المسؤولية الامنية عن مدينته الى السلطة سيستطيع الخروج منها خروجا حرا الى نابلس، مثلا، يصادم حاجزا للجيش الاسرائيلي يعيده كما جاء، لانه لا يمتلك ترخيص مرور الى نابلس. من جهته لم يتغير شيء تقريبا؛ ما يزال ممثل الجيش الاسرائيلي يقرر من الذي يستحق ترخيص المرور ومن الذي يسلب هذا الحق. بالرغم من أن سكان أريحا يستطيعون الان الخروج الى رام الله كما يشاؤون الا انهم لا يزالون ممنوعين من الخروج الى شارع الغور او باتجاه البحر الميت.
العاصفة الاعلامية التي نجمت في شأن اطلاق او عدم اطلاق أسر أحد قتلة الوزير رحبعام زئيفي لا تعني السكان في أريحا. ما يعنيهم حقا هو هل سيستطيعون تجديد صلاتهم التجارية وزياراتهم الى سائر مدن الضفة. الطريقة الاسرائيلية التي بنيت وتطورت خلال سنوات تقسم في الواقع الضفة الغربية الى مناطق اسرائيلية ومناطق فلسطينية بلا اتصال بينها. تحدث الي احد سكان عوفرا انه من اجل زيارة صديق فلسطيني في قرية الطيبة المجاورة عليه ان يسافر نصف ساعة تقريبا، الى رام الله ومن هناك في شارع آخر الى الطيبة. في سنوات الثمانين احتاج الامر الى اقل من خمس دقائق.
كل من زار ذات مرة جنوب افريقيا تحت حكم البيض يستطيع ان يقارن طريقة الابرتهايد التي كانت سائدة آنذاك هنالك مع الواقع السائد الان في الضفة الغربية: فصل تام تقريبا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وشهادات مرور، وحواجز وتفتيشات. بالرغم من أن السيادة الامنية في اريحا قد انتقلت الى الفلسطينيين، ويفترض في الاسابيع القريبة ان تسلم طولكرم وقلقيليا اليهم، فان هذا الواقع لن يتغير ايضا اذا ما انتقلت كل المدن وحتى كل القرى في الضفة الى المسؤولية الامنية الفلسطينية. تعتقد جهات الامن ان نقل المسؤولية الامنية الى ايد فلسطينية خطوة شاذة ذات اهمية. ولكن طالما بقيت الحواجز والحاجة الى رخص مرور وطالما بقي السكان في الضفة يشعرون انهم سجناء بيوتهم، فان معنى هذه الخطوة محدود لا يفضي الى اي مكان.
-----------------------------------------------------












يديعوت - مقال - 17/3/2005

تصور جديد يلوح في الافق

بقلم: جاي باخور
مستشرق

(المضمون: لا ترى الحكومة ولا يرى الشعب في اسرائيل الاخطار الكامنة وراء وقف اطلاق النار المؤقت الذي يحاك بين الفصائل الفلسطينية المعارضة والسلطة ومصر - المصدر).

في اسرائيل الرسمية يذكرون برضى أو بحماسة الاجراءات الاخيرة التي تتم في السلطة الفلسطينية، والهدوء، ودخول حماس الى انتخابات المجلس التشريعي وجهود أبي مازن في هذا الشأن. اصبح يوجد اولئك الذين يسارعون الى تطوير النظريات عن السلام العام الاقليمي، وترميم المدن الفلسطينية واشياء كثيرة اخرى، على اي حقائق صلبة تؤسس هذه التقديرات؟
يحذر رئيس أمان بناء على مادة اسخبارية، من أن الفلسطينيين بمختلف فصائلهم مشغولون اليوم بسباق تسلح سريع وبرص الصفوف التي تضاءلت جدا في شهور ضغط الجيش الاسرائيلي، قبل موت عرفات، وأن حماس تبذل جهودا ضخمة لنقل تقنيات اطلاق صواريخ القسام الى الضفة الغربية (المثير ضد من). في القاهرة تستعد الفصائل الفلسطينية لـ "هدوء" لـ "بضعة اشهر"، يحددون هم قواعده، ولكن لا لاتفاق وقف اطلاق نار على اية حال موقع مع المصريين، يكبل ايديهم. تأخذ في الاتضاح صورة مقلقة لاسرائيل، لتوجه حماسي مخادع محكم، يجر وراءه ايضا الجهاد الاسلامي.
بحسب توجه حماس، في هذه المرحلة، عندما تعطي اسرائيل ويعطي ابو مازن ايضا - يجب أخذ ما يمكن، والاستمرار في النضال للمعطين. رجال حماس يحظون بمناعة تامة. يوافق ابو مازن على مشاركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي القريبة (وهو الشيء الذي لم يكن ليخطر على بال مبارك، مثلا، ازاء التخوف من انتصار الحركة الاسلامية). وافقت اسرائيل على تسر يح اسرى فلسطينيين وتخرج من مناطق فلسطينية؛ اصبحت العملية تمت في اريحا، وفي المستقبل في كل غزة وشمالي السامرة. ربما يسرح الفلسطينيون ايضا رجال حماس وفصائل اخرى محبوسين عندهم. ها هي ذي صفقة رزمة جذابة ستعطى لحماس اذا ما حافظت فقط بدهائها على الهدوء لعدد من الشهور. هكذا ستستطيع حماس ان تعرض اخلاء المستوطنات كانتصار تاريخي لها، وان تقرر متى تشتهي تجديد القتال، وان تفعل ذلك بشروط محسنة كثيرا من ناحية تكتيكية ورمزية معا. واذا ما سادت حماس البرلمان الفلسطيني بعد نصف سنة، فان النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني سيأخذ الوانا جديدة تماما، دينية لا قومية بعد.
في الجيش الاسرائيلي وفي جهاز الأمن ينظرون بفارغ صبر كيف تأخذ انجازات اسرائيل في السنوات الاخيرة وتتلاشى في اطار التفاهمات الجديدة. كيف يعود اعداء اسرائيل وينتظمون بلا عائق في اطار المنعة التي حصلوا عليها وسيحصلون بعد. لكن الزعامة والمجتمع في اسرائيل يريدان الامل. بالسلام، والمستقبل الافضل والازدهار الاقتصادي. الى حد بعيد يرغبان في الامل الى درجة انهما لا يريان الحقائق الماثلة امام الاعين. لقد كانت اشياء دائما. لقد جربنا اجتماعات للحقائق والتحليل منفصلة عن الواقع. الحذر، هنالك تصور شركي على الباب.
-----------------------------------------------------




















معاريف - مقال - 17/3/2005

الشرق الأوسط الجديد أصبح هنا

بقلم: اوري دان
كاتب يميني

(المضمون: ينبغي لاسرائيل أن تستغل الظروف الجديدة في العالم العربي المحيط لصالحها - المصدر).

كما الأمر دائما، عندما يجن اليهود في ارض اسرائيل، يأتي جيرانهم العرب وينقذونهم من أنفسهم. لقد مكنتني بضع ايام في باريس، المثيرة كما هي العادة، من أن اعود لارى أنفسنا في المنظار الملائم، بعيدا من المقالات المأساوية الوجودية لصحفيينا المتحمسين بفرح سابق لاوانه نحو الاقتلاع المخطط له للمستوطنات، اذ يؤمنون، بعماهم المعتاد، انه قد جاء مخلص لصهيون. بعيدا أيضا من عاملي الاحزاب السياسية، الذين اصبحوا يخططوا ويجمعون الاموال استعدادا لانتخابات مبكرة، من أجل ان يؤمنوا لانفسهم دخلا محترما على حساب الجمهور,
في الحق، من اعالي برج ايفل الذي يضاء في الليالي باضواء ساطعة، يبدو النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني في هذه المرحلة كحادث طرق بسيط، مقارنة بالهزة الارضية التي تحل بالشرق الاوسط. عناوين الاعلام الفرنسي، الذي فضل لسنوات كثيرة ان يجعل اسرائيل في رأس كراهياته، مخصصة لاصطدام القطارات العرقية التي تزعزع المنطقة حول اسرائيل: الصراع الدراماتي في لبنان بين الشيعة من مؤيدي سوريا بازاء المسيحيين، والسنيين، والدروز، معارضي سلطة دمشق؛ والحرب المتصلة في العراق، والتي قد تقضي الى اقامة لحكم ذاتي للشيعة والسنة والاكراد، وكم سيسود بعد في دمشق القلة العلوية؟
يعكس الرجال الفرنسيون الذين تحدثت اليهم نظام اولويات متشابها عندما يبحثون التطورات في الشرق الاوسط. الجدل مع ادارة الرئيس جورج دبليو بوش في سؤال كيف تمنع ايران من السلاح النووي، يعنيهم اكثر من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
يبدو في هذه اللحظة على الاقل، نتيجة للمسيرة التاريخية لادارة الولايات المتحدة للدمقرطة - عادت المنطقة الى خانة عشية تقسيم الشرق الاوسط، بعد الحرب العالمية الاولى، عندما فرضت القوى الكبرى آنذاك انجلترا وفرنسا، اقامة دول في العراق، وشرقي الاردن وفلسطين، وسوريا ولبنان. الهزة الارضية عند العرب هي مثل اللافا التي تغلي، والتي يتوقع ان تصوغ كيانات سياسية جديدة، مع التقسيم الاقليمي، لها، من بيروت مرورا بدمشق الى بغداد. هذا شرق اوسط جديد، آخذ بالنشوء. مثل ذلك الذي لم يحلم به شمعون بيرس، برغم خياله الخصب.
ان حقيقة ان الولايات المتحدة، في بداية القرن الـ 21، على عكس انجلترا وفرنسا في بداية القرن الـ 20، لا تريد أن تفرض سلطتها، بل تحمل علم الدمقرطة، تؤكد احتمال مسيرة طويلة المدى لصياغة خريطة جديدة في الشرق الاوسط.
يبدو النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني اذن غير مفصول، لكنه جزء من الفوضى الاقليمية، وان كان النزاع الاقدم. لكن في هذه المرحلة ليس هو الاكثر اشتعالا, اليهود الحمقى فقط هم الذين سيدفعون للوصول الى النهاية، وسيذرفون دموع التماسيح في المتحف الجديد لـ "يد واسم".
من الذي سيدفع اسرائيل الان للانسحاب من هضبة الجولان، في حين أنه لا أحد يعلم من الذي سيحكم غدا في دمشق، وفي بيروت وفي جبال الشوف؟ من الذي سيدفع اسرائيل الى ان تفقد مستوطناتها الطارئة في يهودا والسامرة، والعائلة الملكية في الاردن لا تخاف من المنظمات الارهابية الفلسطينية فقط بل من الزلازل التي لا تتوقف في العراق؟
بالطبع لو كانت للفلسطينيين قيادة جدية، تريد السلام حقا، لكانت تستطيع ان تبني مع اسرائيل تعاونا مثاليا، لكن ابا مازن وجماعته يظهرون في كل يوم في ضعفهم الآخذ بالزيادة. وعندما تكون الحكومة الحالية ايضا مستعدة للابعاد أكثر من كل سابقاتها لتقتلع مستوطنات مزدهرة في قطاع غزة، فانهم لا يكفون عن حفر الانفاق.
هذا التصرف الفلسطيني المصحوب بلا انقطاع بالتزود بالسلاح استعدادا لدورة عنف اخرى، على خلفية الزعازع المتصلة في الشرق الاوسط - يشهد باننا في بداية مسيرة تاريخية فقط. على شاكلة قول موشيه ديان في عام 1954: "طالما بقي عرب في هذه البلاد، فانه يمكن العيش هنا".
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 17/3/2005
العودة الى اخفاقات اوسلو
بقلم: شلومو بن عامي
وزير داخلية سابق في حكومة براك
(المضمون: العودة الى مباديء ونهج اوسلو هي صيغة أكيدة للفشل، والفلسطينيون يرفضون ذلك ويطالبون بالانتقال الى التسوية الدائمة مباشرة - المصدر).
الدولة الفلسطينية المؤقتة هي اشتراط مثير للاشكال كان قد تسلل لخريطة الطريق من تركة اوسلو الصارخة جدا. وهذا بحد ذاته يعتبر سببا كافيا لرفض الفلسطينيين للفكرة بالمطلق. في ايام حكومة اريئيل شارون الاولى جرب شمعون بيرس حظه في دفع فكرة "الدولة المؤقتة"، إلا ان نظيره في المحادثات، احمد قريع، وضع شرطا: دولة "مؤقتة" نعم، شريطة ان تتحدد حدودها النهائية مسبقا. ليس على أساس قرار 242 الغامض وانما على أساس حدود حزيران الذي يعتبر قاعدة راسخة. حكاية "اتفاق" بيرس - أبو العلاء ملائمة ليومنا هذا - أي انها تعبر عن موقف السلطة الفلسطينية اليوم من تركة المراحل التي خلفها اوسلو وموقف رئيس السلطة محمود عباس من المرحلة التالية من خريطة الطريق صبيحة فك الارتباط عن غزة وشمالي السامرة. أبو مازن مثل أبو العلاء في السابق، يرفض فكرة الدولة مؤقتة الحدود كليا.
لا يوجد شيء يمقته الفلسطينيون أكثر من تركة اوسلو - حركة كثيرة المراحل نحو هدف غامض. كل محاولة اسرائيلية لقيادتهم نحو متاهات اوسلو الغامضة مرة اخرى لن تنجح. هم سيرون في الحدود المؤقتة المقترحة عليهم في خريطة الطريق كمينا يهدف الى تحويل الصراع المتعدد الأبعاد الى نزاع حدودي هامشي قد يتواصل لسنوات كثيرة تعود فيها اسرائيل الى فرض الحقائق على الارض، كما فعلت خلال كل فترة الاتفاقات الانتقالية في اوسلو.
وهل يوجد سبب حاسم لتأكي
03-17-2005, 03:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #3
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الأحد 20/اذار/2005 العدد 8746


المصدر السياسي
قسم العناوين الأحد 20/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- "التقليص في الامن ونقل المال الى المرضى".
- الصراع على سلة الصحة: الحكومة تحسم غدا.
- اليسار أظهر عدم اكتراث.
- الطلاب يستعدون لـ "ام كل المظاهرات".
- الجرثومة لا تتوقف.
- الاف المرضى في وضع صعب يتوقعون النجدة من جلسة الحكومة: لا تسمحوا بان نموت.
- وزراء: الحل - تقليص في الامن.
- نتنياهو: يمكن تجنيد 70 مليون شيكل.
- لقاء سري بين ابو مازن وديختر.
- وقاحة فلسطينية: قائمة المطلوبين نقلت الى المطلوبين.
معاريف:
-ضربة الجرثومة: 7 حالات في 9 أيام.
- نواب في شينوي: سننقذ شارون.
- فقط 10 الاف جاءوا لتأييد فك الارتباط.
- التخوف من غمر المجاري طريق ايالون.
- الطلاب: "هذه المرة لن يشترونا بالبيتسا".
- نتنياهو: نقل 70 مليون شيكل اخرى الى سلة الادوية.
- أرض في عين العاصفة.
- تقدير شعبة الاستخبارات: العام 2005 عام التفاؤل.
هآرتس:
- وزارة الدفاع تستكمل حملة تصوير المستوطنات والمواقع الاستيطانية في الضفة؛ البناء مستمر على نطاق واسع.
- الاردن للجامعة العربية: التطبيع مع اسرائيل قبل الاتفاق مع السلطة.
- المسيحيون العرب: متعلمون ولكن يقل عددهم ويشعرون بالاضطهاد والظلم.
- الجيش الاسرائيلي يصدر أمرا بحظر نقل مكان السكن الى القطاع وسيبدأ باخلاء المعدات من القواعد العسكرية قريبا.
- الاوروبيون يقترحون على اسرائيل امتيازات اقتصادية مقابل تسهيلات للفلسطينيين.
- شارون يسارع الى طرح التصويت على الميزانية على اللجان هذا الاسبوع.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأحد 20/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الاستخبارات - معاريف - من عمير ربابورت واليئيل شاحر:
تقدير شعبة الاستخبارات: العام 2005 عام التفاؤل../
منذ سنوات عديدة لم تهب في جهاز الأمن ريح تفاؤل كهذه. ففي أعقاب التطورات الأخيرة في الشرق الاوسط، جرى في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي تعديل التوقعات للسنة القريبة القادمة. وخلافا لانعدام اليقين الذي ساد في بداية السنة، يعتبرون في شعبة الاستخبارات "أمان" العام 2005 كـ "عام التفاؤل".
وحسب مصادر أمنية، فان التفاؤل ينبع أولا وقبل كل شيء من التطورات في الساحة الفلسطينية. وفي اسرائيل تابعوا عن كثب شديد المؤتمر الذي انعقد في القاهرة يوم الخميس الماضي بمشاركة رئيس السلطة أبو مازن وكبار مسؤولي منظمات الارهاب. وفي أعقاب المؤتمر شددت محافل أمن رفيعة المستوى على ان هناك فرصة كبيرة في ان يبقى وقف النار سائدا حتى نهاية العام 2005، "أو على الأقل الى ما بعد تطبيق فك الارتباط".
وتطرقت شعبة الاستخبارات الى انه لم يتحقق في قمة القاهرة اتفاق هدنة محدودة الزمن، والذي هو اتفاق مكتوب بين الأطراف، بل مجرد تفاهم على "تهدئة". وبالفعل، فان الهدوء من ناحية منظمات الارهاب يمكن ان ينتهي في كل لحظة، "منوط بأعمال اسرائيل"، ولكن في "أمان" يتوقعون للهدوء ان يسود.
"معظم الفلسطينيين ضد العمليات"
وحسب تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية فان الاغلبية الواضحة في الجمهور الفلسطيني والتي تعارض العمليات هي السبب الأساس في ان التهدئة ستبقى سائدة لزمن طويل. فحسب الاستطلاعات الأخيرة، فان 29 في المائة من الفلسطينيين فقط يؤيدون استمرار العمليات. ومع ذلك فانهم في شعبة الاستخبارات يشيرون الى ان من المعقول ان تحاول احدى المنظمات التي لم تعلن عن التهدئة خرقها بتنفيذ العمليات. وفي هذا السياق يعلقون في اسرائيل الأمل على قوات الأمن الفلسطينية التي بدأت تنتشر في يهودا والسامرة وفي ان تكون ناجعة مثلما في قطاع غزة حيث تعد الشرطة الفلسطينية "قصة نجاح". وفي الاسبوع الماضي انتقلت مدينة أريحا الى مسؤولية أمنية فلسطينية، وهذا الاسبوع ستنقل طولكرم وفي السياق قلقيلية ايضا.
ويتبين من التقديرات الاستخبارية ان السلطة ايضا تستعد لتلقي منازل المستوطنات التي ستخلى، بشكل مرتب. ويوصي جهاز الأمن الحكومة بتغيير القرار السابق القاضي بهدم المنازل. وبدلا من ذلك يشيرون اليها بتسليم المنازل، بكاملها تقريبا، كبادرة حسن نية وبوساطة البنك الدولي.
ويوم الجمعة عقد في عمان لقاء سري بين رئيس المخابرات الاسرائيلية آفي ديختر ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. وأفادت محافل سياسية أمس بأن اللقاء عني بالتعاون الأمني بين اسرائيل والفلسطينيين، ونقل المدن والتعاون في موضوع المعلومات الاستخبارية لمكافحة الارهاب.
كما يتضح من تقديرات شعبة الاستخبارات ان ليس فقط التطورات الايجابية الأخيرة في الساحة الفلسطينية هي التي تجعل العام 2005 "عام التفاؤل"، بل التطورات في الساحات الاخرى ايضا "تلعب" في صالح اسرائيل.
هبوط في الأحداث في الشمال
وضمن امور اخرى يشيرون كنقطة انعطافة ذات أهمية هائلة على المنطقة عودة السفيرين المصري والاردني الى اسرائيل، وفضلا عن ذلك، فان التورط السوري في لبنان في أعقاب تصفية رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري "يلعب" في صالح اسرائيل. وحسب التقدير في الجيش الاسرائيلي، فانه بسبب التصفية وردود الفعل عليها علق حزب الله في أزمة حيال السكان اللبنانيين، الذين في معظمهم معنيون بفرض النظام والهدوء في الدولة. وفي اسرائيل يقدرون الان بأنه لن يكون أمام السوريين مفر من الانسحاب من لبنان تماما. ومثل هذا الانسحاب سيجعل من الصعب على حزب الله مواصلة العمل على مدى الزمن بشكل مسلح.
وخلافا للتقديرات المتفائلة، خفض رئيس الاركان المنصرف الفريق موشيه يعلون في نهاية الاسبوع التوقعات للعام القريب القادم. فقد شدد في محاضرة القاها امام النادي التجاري في حيفا على أنه "لا يجب الانتشاء من الهدوء الحالي. فالى ان يجمع أبو مازن السلاح لن ينتهي النزاع".
ومع ذلك فقد تطرق رئيس الاركان برضى جم الى حقيقة أن عدد الحوادث على الحدود اللبنانية انخفض على نحو كبير من 150 الى 13 في السنة الماضية. وحسب أقواله، فان الهجمات على هار دوف (مزارع شبعا) هي الاخرى بدت نادرة جدا. وقدر رئيس الاركان بانه في هذه الايام يحرص الشعب اللبناني على حل مشاكله وشؤونه الداخلية، وتشغل اسرائيل باله بقدر أقل بكثير.
ريح التفاؤل تهب ايضا من اتجاه المغرب. ففي الاسبوع الماضي التقى وزير الخارجية سيلفان شالوم وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى. وفي اللقاء الذي عقد في جنيف وابقي قيد الكتمان حتى الان، قال بن عيسى لشالوم ان المغرب يفكر باستئناف علاقاته مع اسرائيل. كما أن في مكتب شمعون بيرس ألمحوا في نهاية الاسبوع بوجود اتصالات بشأن سفر مساعد رئيس الوزراء بيرس الى المغرب.
الاستيطان - هآرتس- من زئيف شيف:
وزارة الدفاع تستكمل حملة تصوير المستوطنات والمواقع الاستيطانية في الضفة؛ البناء مستمر على نطاق واسع../
استكملت وزارة الدفاع في الآونة الاخيرة، من خلال شركة خاصة، حملة شاملة جرى خلالها تصوير كل المستوطنات والمواقع الاستيطانية في الضفة الغربية؛ وفي اطار الحملة صُورت المستوطنات في الضفة مرتين - في صيف 2004 وفي بداية 2005 - وبعد ذلك جرت مقارنة بين الفترتين. ويتبين من الصور، بعد تحليل جذري أجراه الخبراء، في كل أعمال البناء التي جرت في المستوطنات في الاشهر الاخيرة، ويتبين من المقارنة بين الفترتين ان البناء في المستوطنات وفي المواقع الاستيطانية استمر في الاشهر الاخيرة على نطاق واسع. وتنوي وزارة الدفاع المبادرة الى صور اضافية كل عدة أشهر لفحص وجود تقدم في البناء - وأين.
واشتكت المحامية تاليا ساسون في بيان رأيها القانوني على المواقع الاستيطانية غير القانونية، والذي كان نُشر الاسبوع الماضي، في أنه منذ العام 2000 كفت وزارة الدفاع عن تنفيذ صور جوية لمناطق الضفة والمستوطنات فيها. وكانت مثل هذه الطلعات الجوية تتم بتعليمات من وزارة الدفاع في التسعينيات لفهم أعمال البناء في مستوطنات الضفة.
وادعت أوساط الادارة المدنية بأنه في اعقاب الفجوة الناشئة بسبب وقف اعمال التصوير، ليس في حوزتهم أي تفاصيل عن أعمال البناء الجديدة في المستوطنات. وفي نهاية المطاف كتبت المحامية ساسون بيان رأيها دون أن يكون في لديها صورا جوية عن المواقع الاستيطانية. وحينما توجهت وزارة الدفاع في هذا الشأن لسلاح الجو أجابوا هناك بان السلاح لا يمكنه أن ينفذ الصور الجوية الا بالاسود - الابيض - وهي الطريقة التي لا تسمح بالتحليل الدقيق لكل اعمال البناء.
وبعد حديث ادارته المحامية ساسون في العام 2004 مع وزيرالدفاع شاؤول موفاز، أمر الوزير استئناف التصوير من خلال شركة خاصة بكلفة مئات الاف الشواكل. وقد اختيرت للمهمة شركة نيشر التي نفذت منذئذ حملتي تصوير لكل المستوطنات. وأجرى الخبراء من رجال الجيش الاسرائيلي السابقين تحليلا معمقا للصور.
وكانت النتيجة مجلدين سميكين من الصور الجوية. كل مستوطنة أو موقع يحصل على مكان في الكتاب ويشار فيه الى كل عملية بناء في المستوطنة، نصب كرفان او بناء عريشة. وتتضمن الصور كل المستوطنات والمواقع الاستيطانية وكذا الاحياء الجديدة التي اقيمت على مسافة واسعة نسبيا عن المستوطنة الام. وتتضمن الصور أيضا البناء الموقع في الكتل الاستيطانية مثل معاليه ادوميم، ارئيل وغوش عصيون. ويتبين من الصور أن البناء في المستوطنات في الاشهر الاخيرة مستمر بشكل واضح. وكما يذكر، تعهدت اسرائيل للولايات المتحدة في رسالة بعثتها الى وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس في 14 نيسان 2004، بأن يفحص خبراء اسرائيليون بالتعاون مع خبراء امريكيين الصور الجوية للمستوطنات في المناطق وذلك لتحديد خط حدود البناء في كل المستوطنات. ومثلّ الجانب الامريكي السفير دان كيرتسر فيما ترأس المجموعة الاسرائيلية العميد احتياط باروخ شبيغل. وهذا العمل المشترك توقف بعد رفض اسرائيل تحديد خطوط حدود البناء. ومع ذلك، يتبين أن المشكلة ليست النقص في الصور الجوية التي سبق أن اتخذت مرتين، بل معارضة مبدئية لتحديد خطوط حدود كهذه في الكتل الاستيطانية الكبرى.
السلطة/اسرائيل - يديعوت:
وقاحة فلسطينية: قائمة المطلوبين نقلت الى المطلوبين../
قائمة مطلوبين نقلتها اسرائيل الى قوات الامن الفلسطينية وجدت نفسها بسرعة في يد المطلوبين انفسهم. وبدل المراقبة على المطلوبين ونزع أسلحتهم - الهدف الذي من أجله نقلت القائمة الى الفلسطينيين - فضلوا توزيعها، وهكذا تحذير المطلوبين من اسرائيل.
القائمة التي سلمت للفلسطينيين تضمن 495 اسما لمطلوبين، ارقام هوياتهم والمدن التي يسكنون فيها. وقالت مصادر أمنية في نهاية الاسبوع ان الفلسطينيين تصرفوا بشكل جد غير مناسب وغير مقبول.
وحسب الاتفاق الذي تحقق مع اسرائيل - هكذا تقول مصادر فلسطينية، مع نقل السيطرة في كل مدينة فلسطينية يحظى المطلوبون الذين يسكنون فيها بالاعفاء. فاسرائيل لن تطاردهم ولكن السلطة الفلسطينية ستكون ملزمة بمراقبتهم ونزع أسلحتهم.
في مدينة أريحا التي نقلت الى السيطرة الفلسطينية يوجد 18 مطلوبا، ولكنهم ليسوا من سكان المدينة. وحسب د. صائب عريقات، رئيس الفريق الفلسطيني للمفاوضات مع اسرائيل فانه عندما ستنقل طولكرم مثلا الى السلطة الفلسطينية، سيكون بوسع المطلوبين من طولكرم ممن وجدوا في أريحا ملاذا لهم العودة للتحرر في مدينتهم بحرية، وهكذا ايضا بشأن المدن الاخرى.
المحادثات لنقل السيطرة في طولكرم ستبدأ مساء اليوم. وهي ستنقل للفلسطينيين أغلب الظن في الايام القريبة القادمة.

(يديعوت)
لقاء سري بين ابو مازن وديختر../
التقى رئيس المخابرات الاسرائيلية آفي ديختر أول أمس سرا مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. وعقد اللقاء في عمان حيث وصل ابو مازن قبل سفره الى حضور القمة العربية في الجزائر.
وعني اللقاء بالاتصالات الامنية بين اسرائيل والسلطة وذلك من أجل السماح بمواصلة عملية نقل المدن في الضفة الى مسؤولية أمنية فلسطينية. ووضع ابو مازن ديختر في صورة التفاهمات التي تحققت بين الفصائل الفلسطينية في قمة القاهرة وعرضت المطالب الفلسطينية من اسرائيل من أجل الحفاظ على التفاهمات.
وقبل اللقاء في عمان التقى ديختر مع رئيس الوزراء شارون وتلقى منه توجيها حول الرسائل المركزية التي سيعرضها على ابو مازن. وفي اللقاء جرى الايضاح لابو مازن بان الترتيب الذي تحقق في القاهرة في خطوة اولى وايجابية واسرائيل لن تفشلها. ولكن من ناحيتها هذا ترتيب مؤقت ومن أجل التقدم في المسيرة السياسية لن يكون مفرا من نزع سلاح منظمات الارهاب.
وقالت مصادر أمنية ان ديختر استعرض امام ابو مازن تهديدات الارهاب المركزية من ناحية اسرائيل في المناطق، واين برأي اسرائيل توجد نقاط ضعف استخبارية - أمنية ينبغي للسلطة الفلسطينية العمل هناك على عجل. كما عني اللقاء في مسألة الافراج عن السجناء الفلسطينيين.
الارض - معاريف - من كالمان ليبسكيند، جاكي خوجي واوري يبلونكا:
ارض في عين العاصفة../
أصيبت السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني في شرقي القدس بالذهول عقب كشف "معاريف" النقاب عن بيع ساحة عمر بن الخطاب الى أيد يهودية. فأصحاب الفندقين في النطاق يصرخون استنجادا بالعالم العربي، وأصحاب المحلات التجارية احتجوا بشدة على بطريرك كنيسة الروم الارثوذكس، ورئيس الوزراء الفلسطيني أبو علاء اتهم اسرائيل وأمر بتشكيل لجنة تحقيق للفحص كيف تمكن اليهود من السيطرة على النطاق.
وأثار الكشف عن القضية عاصفة واهتماما دوليا. فصحيفة "القدس" نشرت أمس كشف "معاريف" كلمة كلمة. "لم نعرف في هذا شيئا، ونحن لا نزال لا نصدق"، قال أحد أصحاب الأملاك الفلسطينية في النطاق، "سنحتاج الى مساعدة العالم العربي كي لا يلقوا بنا من هنا. واذا جاء المشترون الجدد وبدأوا يطالبوننا بايجارات عالية، فنحن لا نعرف اذا كنا سنتمكن من الصمود أمام ذلك". أمير الدجاني، صاحب فندق امبريال في النطاق أضاف يقول: "هذه صفقة ملفقة تستند الى الخداع الجنائي".
في كنيسة الروم الارثوذكس ايضا عصفت الخواطر، وانطلق انتقاد شديد باتجاه البطريرك ايرينيوس. فالارشمندرينت بوثيوس مدير دائرة أملاك الكنيست، أعلن عن استقالته. وعصر اول أمس انتظر ايرينيوس نحو 70 من أصحاب المحلات التجارية حين وصل الى الصلاة في كنيسة القيامة، تحت حراسة شرطة القدس، ولوحوا له بصحيفة "معاريف" وهتفوا ضده، أما البطريرك فقد استدعى ممثلوهم الى لقاء يعقده اليوم.
وبسبب الكشف عن القضية عقدت مؤتمرا صحفيا في فندق امبريال نفت فيه بيع النطاق الى مجموعتين من المستثمرين اليهود. وحسب الناطق بلسان الكنيسة، فانه اذا ما جرى حقا تنفيذ الصفقة فانها لم تحظ بمصادقة البطريرك، وبدون مصادقته فانها غير قانونية. وقال الناطق ان "الوكالة لمساعد البطريرك والتي كانت عرضت في الصحيفة غير سارية المفعول، كونها لم تصدر عن البطريرك بمصادقة المجلس الكنسي". وقال أحد اصدقاء البطريرك "انه أصيب بالصدمة جراء ما جرى. وليس له أي صلة بالصفقة".
وفي بيان خاص نشرته الكنيسة جاء ان: "كل من يبيع أو يشتري ملكا استراتيجيا يحتاج الى موافقة مباشرة وواضحة من البطريرك ايرينيوس والمجلس الكنسي. والمشتري الذي يفعل ذلك دون إذن يُعد كمن يتصرف بشر وبنية مبيتة، وفي هذه الحقيقة ما يلغي كل صفقة". كما ادعوا في الكنيسة بأنه اتخذت اجراءات قانونية في الكنيسة ضد الموظف السابق الذي زعم انه نفذ البيع دون إذن أو صلاحية. ويبدو ان الحديث يدور عن نيكو، ربيب ايرينيوس.
رئيس الوزراء الفلسطيني، أبو علاء، أمر بفتح تحقيق وزاري في الصفقة. وستنفذ التحقيق لجنة خاصة تتشكل من وزراء ونواب ورجال قانون وممثلي طائفة الروم الارثوذكس. وقال أبو علاء ان "الحالة تثبت بشكل واضح النوايا الاسرائيلية للسيطرة على الاراضي في شرقي القدس ايضا. هذا جزء من خطتها لتهويد القدس".
-----------------------------------------------------





المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأحد 20/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 20/3/2005
إمنحوهم الجنسية
بقلم: أُسرة التحرير

وزير الداخلية، اوفير بينس - باز، يطرح هذا الاسبوع على اللجنة الوزارية للسكان مشروع قرار يمنح مكانة دائمة لاطفال ماكثين غير قانونيين، اباؤهم، امهاتهم واخوانهم ممن يوجدون في اسرائيل. ومشروع القانون يتعلق بالاطفال الذين ولدوا في اسرائيل، عاشوا فيها على نحو متواصل، ويوم اتخاذ القرار استكملوا عشر سنوات على الاقل.
وسبق هذا المشروع مشروع مشابه من وزير الداخلية السابق ابراهام بوراز، كانت اللجنة ردته. اما المشروع الجديد فمع أنه يقيد السن بالحد الادنى الا انه سينطبق على مجموعة أكبر من المهاجرين: نحو 650 طفلا مقابل بضع عشرات.
ويدور الحديث بالتالي عن نحو 2000 رجل، امرأة وطفل سيحظون باذن دائم بالاقامة في اسرائيل لاعتبارات انسانية. ويدعي وزير الداخلية بان ابعاد طفل ولد في اسرائيل، يتعلم هنا في مدرسة او أنهى تعليمه هو مثابة "نفي ثقافي" الى دولة لا صلة ثقافية له بها. وهذا التعريف ينبع من ميثاق حقوق الانسان للامم المتحدة للعام 1949 والذي يقضي بالا يكون أي انسان بلا هوية، ومن ميثاق حقوق الطفل الذي يلزم اسرائيل بالحرص على كل طفل يوجد في نطاقها دون تمييز في الجنس، العرق، الدين او الاصل.
ويشدد مشروع القرار على أن الترتيب هو لمرة واحدة وانه سيسمح بمنح مكانة خاصة لسكان اسرائيل ممن ليسوا مواطنين ولا يستحقون حق المواطنة بقوة قانون العودة، ولهذا فليس لهم، عمليا، امكانية لنيل حق المواطنة في اسرائيل. مثل هذه الترتيبات لمرة واحدة جرت في الماضي بشأن لاجئين من فيتنام، مجموعة من الحجاج الذين يسكنون في زخرون يعقوب، مجموعة عبريين في ديمونا وبعض حالات خاصة اخرى (موسيقيين، رياضيين ممن استقروا في اسرائيل).
في كل تلك الحالات مُنح الطالبون مكانة خاصة لمقيمين دائمين، ذوي هوية زرقاء وحقوق داخل حدود اسرائيل، في نهاية عملية طويلة تؤدي (أو يمكن أن تؤدي) الى حق المواطنة الكاملة، بمعنى استحقاق جواز سفر اسرائيلي والتصويت للكنيست. غير أن مشروع القرار الذي يتقدم به بينس باز، والذي يتوقع مصادقة وزيرة العدل والاستيعاب، وزير الامن الداخلي، والوزير بلا وزارة نتان شيرانسكي، ليس كاملا.
فحسب المشروع، فان ابوي واخوة الطفل، الذي بسببه ستمنح المكانة الدائمة، منوطون به الى أن يصل عمره الى 21 سنة. وحتى ذلك الموعد تكون لهم في اسرائيل حقوق بالاقامة المؤقتة، تجدد كل سنة، وعندها فقط سيكون بوسعهم طلب إذن باقامة دائمة الا اذا ما ترتبت مكانتهم في اطار اللجنة الوزارية بموجب القرار الذي حثه بوراز بشأن منح مكانة لابوي جندي. وفضلا عن ذلك - فانهم يستحقون المكانة الخاصة فقط اولئك بين الاباء والامهات ممن دخلوا اسرائيل قانونيا، باذنها وبتصريحها.
ويخشى بينس على ما يبدو الا تصادق اللجنة على مشروعه ولهذا فقد امتنع عن تقديم مشروع قرار اكثر جرأة وعدلا، في منح هذه العائلات، وغيرها مثلها، حق المواطنة الكاملة. خسارة. حكومة اسرائيل يمكنها أن تستند الى تجربة دول في اوروبا، والتي قررت منح حق المواطنة لمهاجرين عمال كثيرين، دون تمييمز بين القانونيين وغير القانونيين. والاعلان عن مسؤوليتها تجاه من ربط منذ زمن بعيد مصيرهم بمصيرها وتبينهم في حضنها.
-----------------------------------------------------

















المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأحد 20/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 20/3/2005
الميدان فارغ
بقلم: عوفر شيلح
كاتب دائم في الصحيفة

ما الذي يمكن استخلاصه من المشاركة المتدنية في مظاهرة دعم خطة فك الارتباط أمس في تل ابيب؟ ان قوى اليسار الاسرائيلي التنظيمية قد انتهت وانه لا ينجح في اخراج الأعداد الكبيرة من الناس الى الشارع كما كان في ايام الماضية؟ أم ان من الأسهل على الناس ان يتظاهروا ضد الشيء أكثر مما يتظاهرون معه كما قالت عضو الكنيست يولي تامير؟ أم ان اغلبية الجمهور تجد صعوبة في الاقتناع بأن الديمقراطية الاسرائيلية في خطر حقيقي كما حذرت وسائل الاعلام والجهات الأمنية، ولذلك لم تقم بالتعبير عن الدعم الفعال لانه لن يغير من الامر شيئا.
ربما، وربما هذا هو السبب تحديدا: ان فك الارتباط ليس نبوءة بالرغم من كل الأحاديث عن الخطوة التاريخية. اريئيل شارون قام بتسويق هذه الخطة كخطوة اضطرارية، إلا ان دوافعه وخططه لليوم التالي ما زالت غير واضحة تماما. الخطة ستخرج الى حيز العلن لان شارون قام بتجنيد أكثر الآليات قوة في اسرائيل وحشدها لصالحها. اغلبية الاسرائيليين تؤيدها كشر لا بد منه خاصة بعد ان خرجت في طريقها وأصبح العالم كله من ورائها. ولكن قلة قليلة من الناس ترغب في الخروج من منازلها من اجل "شر لا بد منه". من الأفضل لهم البقاء في البيت ومشاهدة المباريات.

أهمية عالمية
في يوم الاثنين سيلقي سكرتير الامم المتحدة كوفي عنان خطابا أمام الجمعية العمومية للمنظمة. حسب التقارير الواردة في وسائل الاعلام الامريكية سيطرح عنان خطة لاصلاح هياكل الامم المتحدة في ذكراها الستين. هذه المنظمة تلقت في الآونة الأخيرة عدة ضربات صعبة أضرت بمكانتها الاعتبارية بسبب قضايا الفساد وتصرف الجنود الذين يعملون باسمها بصورة مشينة. عنان سيسعى للظهور بمظهر من يحاول تجديد وجهه والعودة الى تعزيز قوة الامم المتحدة كمنظمة ذات تأثير حقيقي.
الامم المتحدة هي منظمة تطوعية. مكانتها تتأثر بالأساس من استعدادية الدول القوية في العالم - وهناك دولة عظمى وحيدة في العالم خلال العقد الأخير - لمنحها مكانة وأهمية. موقف بوش ونظرته للامم المتحدة أصبح معروفا لنا من خلال الحرب ضد العراق. من يحتاج الى دليل اضافي سيحصل عليه في هذه الايام عندما سيطرح بوش اسم سفيره للامم المتحدة حيث اختار جون بولتون من تيار المحافظين الجدد الذي قال ذات مرة ان "ليس هناك شيء اسمه الامم المتحدة. هناك أسرة دولية، الخاضعة احيانا لقيادة الدولة الأعظم الوحيدة وهي الولايات المتحدة طبعا". هذا هو الشخص الذي اختاره بوش لتمثيل الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للامم المتحدة التي يقع مقرها على اراضيها من بين كل مواطني الولايات المتحدة جميعا.
في اسرائيل ما زالوا يسيرون على النهج الذي اختطه بن غوريون منذ بداية عهد الدولة إذ قال عن الامم المتحدة انها "أوم شموم" (أي أمم متحدة فارغة). اسرائيل ترى العالم بعيون الدولة المكافحة من اجل بقائها ولا ترى الناس إلا فريقين، معها وضدها، وجوابها واضح: امريكا معنا وامريكا قوية. الامم المتحدة هي في اسوأ الاحوال منظمة معادية، وفي أحسنها منظمة غير تطوعية. هذه المنظمة تعتبر في نظرنا ناديا للنقاش الفارغ من المضمون والذي يتوجب إرسال ممثلينا الأفضل في اللغة الانجليزية اليه حتى يلقوا خطابات لاهبة. الولايات المتحدة في المقابل هي سيدة مصيرنا وهي المخلص، ولذلك يتوجب التعامل معها تعامل العبيد مع الأسياد.
هذه رؤية يجدر بنا ان نفكر فيها بصورة جدية تحديدا في الوقت الذي يبدو فيه ان قوة الولايات المتحدة في ذروتها. في السنوات القادمة ستظهر مراكز قوة جديدة تتحدى الزعامة الامريكية: الصين وروسيا والهند واوروبا كل لاسبابه الاقتصادية والسياسية المتميزة. بعد قليل لن يكون بامكان امريكا ان تتصرف كما يحلو لها، والتحالفات الدولية ستصبح ضرورة وليس عبئا. دعم الادارة الامريكية المطلق لاسرائيل في السنوات الأخيرة يجب ان لا يخطف أبصارنا ويعمينا عن رؤية الخطر الكامن في وضع كل البيض في سلة واحدة.
------------------------------------------------------




هآرتس - تقرير - 20/3/2005

أرض مشاع
هل يجري القانون الاسرائيلي على موديعين ونافيه شالوم؟
قررت المحكمة: ليس بالضرورة

بقلم: يوفيل يوعاز

(المضمون: هنالك مناطق كانت ارضا منزوعة السلاح بين اسرائيل والمملكة الاردنية قبل 1967 ثم أصبحت أرضا مشاعا لا يجري عليها القانون الاسرائيلي حتى اليوم بالضرورة - المصدر).

هل يجري القانون الاسرائيلي على كل مناطق الدولة؟ وما هي بالضبط "أرض دولة اسرائيل"؟ هل يوجد أصلا تلاؤم بين "ارض الدولة" وبين الارض التي يجري عليها القانون الاسرائيلي؟ بالرغم من أن هذا الامر يبدو غير منطقيا الى حد كبير، فالاجابة الواضحة عن هذه الاسئلة لم تُعطَ قط. لا من قبل المشرع ولا في سوابق قضائية. ولكن، من آن لآخر تضطر محكمة كهذه او اخرى الى الحكم في هذه الاسئلة بسبب ظروف الملف الذي يكون أمامنا. هذا ما حدث قبل اسبوع في محكمة الصلح في بيت شيمش؛ من قرار حكم مفاجىء للمحكمة يظهر أنه في مناطق معينة، تعتبر جزءا من اسرائيل، لا تجري أية قوانين للدولة.
يتطرق قرار الحكم الى منطقة سميت في الماضي "ارضا مشاعا"، وهي قطاع ضيق من الارض كون "منطقة منزوعة السلاح" بين اسرائيل والاردن بين العامين 1948 و 1967. بالرغم من أن اسرائيل بعد حرب الايام الستة نظرت الى هذه المنطقة كجزء من اسرائيل لا من "الضفة الغربية"، لم يعلم قط رسميا عن أن القانون الاسرائيلي يجري عليها. المستوطنات التي بنيت في المنطقة - مكابيم، شيلات، كفار روت، وجزء من نافيه شالوم بل جزء ايضا من مدينة موديعين - تعتبر في الحقيقة جزءا من اسرائيل، لكن موضوع جريان القانون عليها يثير عددا من المشكلات. بحسب قرار المحكمة، في هذه المناطق لا يوجد جريان "اقليمي" للقانون الاسرائيلي كما في سائر اسرائيل، لكن يوجد جريان "شخصي"، يشبه الشكل الذي تنطبق فيه قوانين اسرائيل على المواطنين الذين يسكنون في الضفة وفي القطاع. نتيجة ذلك، نشأت مشكلات في اجراء قوانين ذات طابع اقليمي.


لم تحدد الكنيست
هذا ما حدث في حالة أ. ك، وهو أحد سكان القرية الزراعية نافيه شالوم في منطقة اللطرون، وجزء منها مبنية في "ارض المشاع". اتهم أ. ك بنقل ماكث غير قانوني داخل اسرائيل، بعد أن ضبط في مناطق المستوطنة وهو ينقل فلسطينيا من سكان المناطق بلا رخصة بقاء. احتار قاضي محكمة الصلح في بيت شيمش، الكسندر رون، ان كان يمكن اتهام أ. ك بمخالفة كهذه، لا لان القانون الاسرائيلي لا يجري عليه، بل لانه ليس من الواضح أبدا ان كان قد نقل الفلسطيني في ارض اسرائيلية.
المداولة القضائية ركزت في سؤال إن كانت نافيه شالوم موجودة في الارض الاسرائيلية. قدمت النيابة العامة الى المحكمة تصريحا عن عامل في مركز لتخطيط اسرائيل، قيل فيه: "القرية الزراعية موجود جزؤها الاصغر داخل دولة اسرائيل منذ اقامتها، والجزء الاكبر منها موجود في "المنطقة المنزوعة السلاح" (بين الخطين الاخضرين) التي كانت موجودة بين اسرائيل والمملكة الاردنية قبل عام 1967.
"حتى لو ظهر اليوم مفاجئا قليلا، فان الكنيست لم تقل قط قولها في مسألة التحديد الدقيق لحدود الدولة"، كتب القاضي رون في قرار حكمه، "وذلك، غير عرضي". يتضح أن تحديد حدود اسرائيل اهمل عن قصد منذ اقامة الدولة. في مداولة جرت في مجلس الشعب في يوم الاعلان عن الدولة، في ايار 1948، قال دافيد بن غوريون: "قررنا التملص - أنا اختار عن قصد هذه الكلمة - من هذا السؤال لسبب بسيط: اذا ما اجرت الامم المتحدة قرارها فاننا من جانبنا، أقول رأي الشعب، سنحترم القرارات كلها. إلى الآن لم تفعل الامم المتحدة شيئا كهذا… ولهذا ليس كل شيء يلزمنا وتركنا المسألة مفتوحة. لم نقل "لا لحدود الامم المتحدة"، ولم نقل أيضا عكس ذلك".
حتى عام 1967، يتضح ان الاشياء كانت بسيطة نسبيا. كانت حدود الدولة واضحة، وجرى القانون الاسرائيلي على كل مناطق الدولة. بعد حرب الايام الستة عدلت الكنيست "أمر ترتيبات السلطة والقضاء" من عام 1948، وقررت أن "القضاء والمحاكمة والادارة للدولة ستجري على كل اراضي دولة اسرائيل التي حددتها الحكومة بالامر". وفي الحق، أن امرا كهذا - يضم فعليا المناطق التي يتطرق اليها - صدر لشرقي القدس. لكنه لم يصدر قط أمر كهذا يتطرق لـ "المنطقة المشاع".

نشأ "ثقب أسود"
مسألة جريان القانون الاسرائيلي على "الارض المشاع" بقيت في واقع الامر مثل "ثقب اسود"؛ في حين أنه من جهة القانون الدولي لم تنشأ اية مشكلة من "الضم الفعلي" للمنطقة، لانها لم تكن في سيادة دولة ما قبل 1967، والقانون الاسرائيلي الداخلي لم يطبق في المنطقة قط. وذلك، تمييزا لها من مناطق الضفة والقطاع، التي تقرر فيها رسميا أن القانون الاسرائيلي سيجري على الاسرائيليين الذين يسكنون هناك "على نحو شخصي". ومع ذلك، فان القاضي رون قد استنتج أن الجريان الشخصي موجود أيضا في "الارض المشاع"، لانه "لا نرى ان الاسرائيلي سيتحمل مسؤولية اعماله في منطقة (معينة)، لكنه يستطيع أن يزعم الاعفاء اذا ما انفذ ذلك الفعل في منطقة كانت منزوعة السلاح".

لم يوزعوا تقارير
ظهرت مشكلة مشابهة في عام 1989، عندما اتضح ان السلطة لا توزع تقارير سير في كيلو مترين من شارع تل أبيب - القدس في منطقة اللطرون، موجودين في "الارض المشاع". محكمة السير في القدس، التي احضر الموضوع امامها، قررت أن "جوهر حقيقة أن قوانين الدولة تجري في "الارض المشاع" منذ عشرات السنين، فيه ما يدلنا على أن القانون الاسرائيلي هو الذي يجري على المكان". وذلك بقوة "السيادة الفعلية" لاسرائيل في المكان. المستشار القضائي لوزارة الخارجية قال آنذاك: "بسبب عدم الوضوح القضائي تمتنع شرطة اسرائيل من تقديم تقارير سير في المنطقة المشاع، لكنه لا يجب الاستمرار في هذه السياسة الغريبة وينبغي ان نقرر جريان القانون الاسرائيلي".
لكن هذا الجريان لم يعلن عنه قط. "لا يختلف في أن الارض التي كانت منزوعة السلاح قبل حرب الايام الستة لم يجرِ عليها القانون الاسرائيلي"، قرر القاضي رون، "وتستنتج نتيجة أن الدولة لم تبرهن على أن نقل أحد سكان المناطق قد جرى داخل دولة اسرائيل". لم يبقَ للمحكمة سوى أن تبرىء ا. ك .
------------------------------------------------------














هآرتس - مقال - 20/3/2005
مثقفون لكنهم يقلون:
يشعر العرب المسيحيون انهم مطاردون مطلومون

بقلم: يوآف شتيرن وجاكي خوري

(المضمون: الطائفة العربية المسيحية داخل اسرائيل تشعر بالظلم وبالافتئات على حقها بالرغم من كونها أكثر الطوائف العربية ثقافة - المصدر).

فؤاد فرح هو رأس الطائفة المسيحية الارثوذكسية في اسرائيل. من مكان سكنه في الناصرة يرقب بقلق أبناء الطوائف المسيحية في الشمال. الطائفة العربية المسيحية في اسرائيل أكثر ثقافة من الطائفتين المسلمة والدرزية. نسبة القادة بين أفرادها عالية نسبيا، والطائفة نفسها مكتلة وتحيا حياة فعالة. لكن فرح الذي يتتبع وضع المسيحيين ويعمل من اجلهم، يشعر بقلق كبير حيال قلة عدد الطائفة حيال الطائفتين المسلمة والدرزية.
أحداث الشغب في قرية المغار قد تكون فاجأة كثيرين في الوسط اليهودي في اسرائيل، لكنها لم تفاجيء الخبير في وضع الوسط العربي. بين الطوائف العربية المختلفة توترات خفية على نحو عام، لكن السيارات والمشاغل المحروقة والمهشمة أو البيوت الفارغة التي يخاف أصحابها الرجوع اليها - لا يمكن إخفاؤها.
يخاف مسيحيون كثيرون ان تكون هذه البداية فقط. توجد التوترات لا في المغار فقط بل في بلدات فيها أقلية مسيحية: الرّامة، وأبو سنان، وعسفيا، وطُرعان، والناصرة بالطبع.
على نحو غير مفاجيء، يحذر السكان المسيحيون من ان يتهموا طائفة بعينها. "لا تكتب هذا"، يقولون. لكن كثيرا من المسيحيين يُعبرون عن اشمئزاز من جيرانهم، سواء في المغار أو في بلدات اخرى. الجيران ايضا، لديهم دعاوى كثيرة على الطائفة المسيحية. "انهم استغلاليون، وهم منظمون جيدا ومستعدون لطعنك من خلفك"، يقولون في المغار.
المسيحيون، من جانبهم، يشعرون بأنهم مهددون ولا مدافع عنهم. وهم يعلمون انهم لا يستطيعون تجنيد اصدقاء وأبناء عائلة من القرى المجاورة ليأتوا يدافعون عنهم. في نهاية الامر سيكونون دائما في الوضع الاسوأ، فهم قلة داخل قلة. "لم أسمع قط انهم يهاجمون اليهود أو المسلمين، لماذا يهاجمون المسيحيين بالذات؟"، يسأل فرح. بحسب اقواله، لو كانوا هاجموا المسلمين لكان الوضع اسوأ كثيرا: "لو كانوا هاجموهم لما كانوا أحجموا عن الرد".
إذن ما هو مصدر مشكلة الطائفة العربية - المسيحية؟ على السطح، يبدو ان وضع العرب المسيحيين في اسرائيل جيد. بحسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء، نسبة نجاح طالبي شهادات البجروت في وسط المسيحيين هو الأعلى في البلاد، أكثر من الوسط العام اليهودي، وأكثر من الدروز، وأكثر من المسلمين. في عام 2003 كان 64 في المائة من الطلاب المسيحيين مستحقين لشهادة البجروت (مقارنة بـ 57 في المائة من اليهود و49 في المائة من المسلمين والدروز).
نسبة المسيحيين ايضا من بين القادة العرب في البلاد أعلى بالنسبة لوزنهم من السكان. إن اثنين من الـ 11 عضو كنيست العرب هما مسيحيان (عزمي بشارة وعصام مخول)، وكذلك ايضا اثنان من محرري الصحف العربية في اسرائيل (لطفي مشعور في "الصنارة"، وزهير اندراوس في "كل العرب")؛ وأصحاب "راديو الشمس"، الراديو القطري الوحيد بالعربية، سهيل كرم، واعضاء منظمات عامة كثيرة (رئيس "مُساواة" جعفر فرح، ورئيس "اتجاه" أمير مخول وعدد لا بأس به من اعضاء "عدالة"). المدير العام الجديد ايضا لوزارة الداخلية، اوسكار أبو رزق من يافا، مسيحي ايضا.
لكن فحصا عميقا عن المعطيات يكشف عن المشكلة التي توجد فيها الطائفة العربية - المسيحية في مواجهة الطائفتين المسلمة والدرزية. هذا العام يتساوى عدد العرب المسيحيين وعدد الدروز في الدولة، نحو من 117 ألفا. نسبتهم من السكان العرب تقف عند 8.6 في المائة. وذلك، بعد ان كانت نسبتهم عند قيام الدولة نحوا من 20 في المائة. بحسب المتوقع للسنوات القادمة، ستتابع نسبتهم الانخفاض. يوجد سببان أساسيان لقلة نسبة المسيحيين من السكان. الاول التكاثر الطبيعي المنخفض. فبحسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء، عدد الولادات المتوسطة للمرأة المسيحية هو الأقل في اسرائيل، 2.3 ولادة (مقارنة بـ 2.7 للمرأة اليهودية و4.5 للمرأة المسلمة). اذا ما زدنا على ذلك المعطى الذي يقول ان نسبة المسيحيات العزب فوق سن 35 أعلى بما يقرب من ثلاثة أضعاف من النساء المسلمات أو الدرزيات، فانه يمكن ان نفهم ان الطائفة المسيحية في ازمة.
السبب الثاني هو الهجرة الى الخارج. في عام 1983 زار الدكتور حاتم خوري، الذي كان في السابق نائب المدير العام لبلدية حيفا، تورنتو، وهناك التقى رئيس الطائفة اليونانية الكاثوليكية في المدينة الذي كان في سنوات السبعين رئيس الطائفة في حيفا. زار خوري ايضا الكنيسة المحلية، وفاجأه ان يلتقي كثيرا من الوجوه المعروفة. "شعرت كأنني في كنيسة في حيفا"، يتذكر ببسمة حزينة. "عرفت أكثر الاشخاص وكان الكاهن هو الذي عمّد أبنائي".
مع عودته الى البلاد أجرى خوري بحثا عن الهجرة للخارج للسكان العرب في حيفا. من البحث (الذي أجري في عام 1989) يظهر ان المسلمين لا يهاجرون تقريبا، لكن نسبة أعلى من المسيحيين (28 في المائة) تفكر بالهجرة. ترك في الواقع مسيحيون كثير اسرائيل في العقود الأخيرة، الى الولايات المتحدة وكندا في الأكثر، لكن لا توجد معطيات دقيقة عن سِعة الظاهرة.
يقول فرح نفسه ان هناك من يزعم ان اسرائيل تشجع هجرة المسيحيين. "المسيحيون يتحدثون لغات، وهم يتكيفون بسرعة"، يوضح. وتوجد نقطة ضعف اخرى، هي انه لا توجد اراض للمسيحيين. "هذا هو بطننا اللين".
سبب آخر لهجرة المسيحيين هو البحث عن مكان عمل. هذا الجمهور المثقف يعاني أكثر من أبناء أقليات اخرى، من ان أبواب الخدمة العامة موصدة أمامه تقريبا. بحسب اقوال فرح، تمس مسألة عمل العرب بعامة، والمسيحيين بخاصة، سياسة الحكومة ومجالات العمل التي تُفتح أمامهم. "لم تستوعب نسبة عالية جدا من خريجي التخنيون العرب في اعمال في مجال دراستهم، عامة بعقب مزاعم أمنية مختلفة"، يقول. الوظائف التي بقيت والمفتوحة أمام المثقفين العرب هي وظائف التدريس في المدارس. "هذا يفضي الى ان المدارس تمتليء بمعلمين محبطين يطمحون الى وظائف أرفع"، يقول خوري.
زيادة على الانخفاض في نسبة السكان المسيحيين في الوسط العربي، تعاني الطائفة ايضا انقساما بينها في نفسها. "نحن قلة داخل مجموع السكان، قلة داخل السكان العرب منقسمون فيما بيننا ايضا، لأسفي، في طوائف مختلفة"، يقول خوري. فرح، بإزائه، يعتقد انه لا توجد فروق كبيرة بين الطوائف المسيحية المختلفة: "نحن لا نجري فصلا، ألمي شديد على الكاثوليك في المغار ويؤلمهم ما يحل بالارثوذكس".
ربما يكون هذا السبب في ان عددا من الأفراد في الطائفة المسيحية أعلنوا في الاسبوع الماضي عن انتظام جديد، حول مؤسسة تُدعى "البيت المسيحي" في حيفا. طلب المجتمعون اقامة لجنة عمل تمثل الطائفة المسيحية في اسرائيل وفي الخارج.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 20/3/2005
من يوفر الهدوء لأبو مازن
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: من الأجدر باسرائيل ان تتعلم من القذافي وغيره من القادة العرب الذين يُسلمون بحل النزاع القومي مع اسرائيل رغم استمرار النزاع السياسي مع الفلسطينيين - المصدر).

"هل يمكن ان تكون فلسطيني أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؟"، تساءل الزعيم الليبي معمر القذافي في الاسبوع الماضي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة مرور 28 عاما على انقلابه. القذافي الذي لعب دور المهرج طوال سنوات، يظهر بصورة متزايدة في صورة من يستبق عصره وأوانه. فقد كان اول من أدرك ان من الممكن الصمود في وجه العقوبات والضغوط الامريكية، ولكن من يتعاون مع واشنطن سيستفيد أكثر. والقذافي كان اول من ادعى ان الانتفاضة الفلسطينية لا تقود الى أي مكان، وان من الأفضل للفلسطينيين والاسرائيليين ان يقيموا دولة مشتركة "يسراتين"، كما اقترح تسميتها. وهو الزعيم العربي الوحيد الذي يقول بصوت مسموع ان الجامعة العربية قد فقدت سبب وجودها. حتى انه اقترح على رجال الاعمال الليبيين ان يديروا ظهورهم للدول العربية وان يركزوا استثماراتهم في افريقيا.
القذافي رسم جدارا يفصل بينه وبين باقي الدول العربية. هذا جدار من نفس النوع الذي تصممه حول نفسها دول مثل العراق ولبنان ودول الخليج والسلطة الفلسطينية الآن ايضا. اجتماع الفصائل الذي انتهى يوم الخميس يتسبب - بغض النظر عن نتائجه - بالمزيد من تقليص هامش وجود "المشكلة الفلسطينية" ويحولها من مشكلة قومية عربية الى نزاع عسكري - سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين. والدليل على ذلك يمكن ان نستشفه من الخلاف الذي نشب في بداية اللقاءات بين الفصائل والسلطة.
في هذا الانقسام في الآراء تطورت مصطلحات الهدنة - وقف اطلاق النار أو التهدئة - الى مفاهيم سياسية فلسطينية داخلية تخرج عن التكتيك المتبع في مواجهة اسرائيل. الهدنة تعني تحقيق انجاز للسلطة التي تحظى بتفويض للتفاوض مع اسرائيل وفي ورقة مساومة بعيدة المدى. التهدئة تعني إعطاء هامش ضيق للسلطة من اجل اجراء حوار سياسي متصلب معها حول المناصب والشراكة السياسية. الهدنة تعني ان الفصائل الفلسطينية مستعدة للإقدام على الانتقال للعمل السياسي مع إبقاء الخيار المسلح كورقة رادعة فقط. أما التهدئة فتعني عدم الثقة في الشراكة السياسية مع السلطة.
لعبة البينغ بونغ المفتوحة بين الهدنة والتهدئة غطت على احتمالية ان تكون هذه المباحثات الحوار التاريخي الأهم في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية. ذلك لانها ليست فقط محاولة جدية لرأب التصدعات التاريخية بين فتح ومنظمات الرفض وبين الحركات الدينية المتعصبة والتيار المركزي العلماني. هذه محاولة للسماح للمنطق السياسي بأن يعيد رسم الايديولوجيا وتبني الفهم - ولو مع كظم الغيظ - بأن الصراع ليس فقط بين اسرائيل والفلسطينيين وانما ايضا بين الفلسطينيين أنفسهم بدرجة لا تقل عن ذلك.
هذا الادراك قد يؤثر على مستقبل حق العودة وتحديده وعلى الحدود الدائمة وعلى المصالحة القومية - وليس السياسية - مع اسرائيل. هنا يكمن سر تفكيك رموز مصطلح "نهاية الصراع" الذي تتطلع اسرائيل اليه: انتهاء الصراع القومي حتى اذا كانت الخلافات السياسية والعسكرية ما زالت قائمة ومطلة برأسها. تحقيق هذه المرحلة يعني فك ارتباط الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني عن الصراع الاسرائيلي - العربي واعادة مشكلة فلسطين للفلسطينيين.
اسرائيل التي لا تميز بين الهدنة والتهدئة وتقوم فقط بمتابعة عدد الرصاصات التي تطلق بين الجانبين، ستضطر الى التقرير اذا كانت شريكة في هذه العملية أم انها تتشبث بالتعليل الذي تمخض عن خطة فك الارتباط: التخلص من غزة من اجل التمترس في الضفة. من الأجدر للاسرائيليين الذين يفضلون رؤية الأحداث في المناطق مثل ألبوم من الصور وان فك الارتباط عن غزة هو صورة واحدة مستقلة معزولة، أن يدركوا ان هذا فيلم وليس ألبوما. القذافي أدرك بدوره كيف تتطور مثل هذه الأفلام في المنطقة، أما اسرائيل فلم تتعلم بعد.
------------------------------------------------------












يديعوت - مقال - 20/3/2005

لا تمسوا لي الكارثة

بقلم: عوفر شيلح
كاتب دائم في الصحيفة

(المضمون: احد لوازم الكارثة وذكراها عند اسرائيل هو الاستعمال السيء لها تسويغا لما تقوم به من أفعال غير انسانية وغير شرعية - المصدر).

كان إفتتاح متحف الكارثة الجديد في مؤسسة "يد واسم" في القدس حدثا مثيرا، والمتحف نفسه هو إسهام مهم لذكرى كارثة الشعب اليهودي. ولكن في الجدالات التي غشيت مراسم الافتتاح، وفي المباحثات عمّا يوجد في المتحف او لا يوجد فيه، كان يمكن أن نرى اشارات للصراع الاسرائيلي القديم، الذي يمكن أن ندعوه بإسم "لا تمسوا لي بالكارثة".
من خوف أن يذكر ممثل اليابان في خطبته قتلى القنبلتين الذريتين في هيروشيما ونجازاكي، والذي تسبب بعدم دعوة اليابان الى المراسم، الى التطرقات لـ "مؤسسة الذكرى" الاسرائيلية لذكريات كوارث اخرى، كان يمكن أخذ الانطباع بان اسرائيل تهب لمرأى كل اشارة الى ضعضعة استثنائية الكارثة. "عندما يجرون في فرنسا مقارنات بين الكارثة ورواندا او كوسوفو"، قال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي اسرائيل زنجر. "رئيسة صندوق تخليد الكارثة في فرنسا، التي هي من الناجين من الكارثة، تعارض. لست واثقا تماما من أن من سيحل محلها في منصبها في المستقبل سيتخذ التوجه نفسه".
ما هو هذا التوجه؟ انه التوجه الذي يقول ان الكارثة هي حدث فذ، لانها كانت إبادة مخططا لها لشعب كامل، تنفذ بتشدد بيروقراطي من قبل دولة غربية متقدمة. لا تمكن مقارنتها حتى بالاحداث التي قتل فيها ملايين، من مقتل الشعب الارمني حتى ما حدث في السنوات الاخيرة في افريقيا.
لكن من وراء هذا التوجه يوجد أيضا ما لا يعد للذكرى بل للنظر قدما على نحو خاص. كون الكارثة حدثا فذا استعملته اسرائيل استعمالا دائما كتسويغ لعدد لا يحصى من الافعال الكبيرة والصغيرة. من المشروع الذري الى النشاطات العسكرية العدوانية، ومن مطلب العفو السياسي نحو افعالها الى الحكم الاخلاقي عليها، اتخذت اسرائيل (او جزء من زعمائها) موقف أنه يجوز لنا لاننا كنا ضحايا الكارثة.
إرخاص الكارثة لا يعبر عنه فقط بالانساء أو معادات السامية في الخارج؛ انه موجود ايضا باستعمالنا الشائع والسهل جدا لها. كل من يعارض سياسة اسرائيل هو هتلر، وكل من لا يقدرنا فهو معاد للسامية. الدرس الذي اذاعته ونمته المؤسسة، نحو الداخل ونحو الخارج، لم يكن مؤسسا على قول أن الكارثة تبرهن على قدرة الشر غير النهائية المكنونة في الانسان، والتي توجب عليها جميعا أن نحاربها؛ لقد كان الدرس أننا نستحق، لاننا كنا ضحايا الكارثة.
بهذا المعنى، من المؤسف أن النقاش على افتتاح المتحف الجديد جر هو أيضا الى مناطق "من كارثته أكبر". مقارنة الكارثة بحدث تاريخي آخر لا تعني بالضرورة ارخاص الكارثة أو جهدا لإنسائها. والقول الذي يجب أن يصدر عن اسرائيل، خاصة لان كثيرن من ناجي الكارثة يعيشون فيها ولان جزءا كبيرا من تسويغ وجودها وافعالها يصدر من مقالة أننا لن نسمح أبدا بعده، يجب أن يكون ان الكارثة هي في الحقيقة كارثة ابعادها ودروسها كونية. ذكراها تلزمنا أن نكون بالذات اكثر انسانية، وأكثر حساسية بالظلم، واكثر خوفا من الشر - في كل مكان، لا في ذلك الذي يتهددنا فقط.
------------------------------------------------------














هآرتس - مقال - 20/3/2005
شتات جديد أمام بواباتنا
بقلم: هارون لوبران
عميد في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا
ومختص في القضايا الاستراتيجية

(المضمون: الاصوات الداعية لإبقاء المستوطنات تحت الحكم الفلسطيني مرفوضة منطقيا ودينيا وايديولوجيا، وهي تفريط بالدم اليهودي وإبقاء للاحتكاك بين الجانبين - المصدر).

في الآونة الأخيرة تعالت أصوات م
03-20-2005, 04:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #4
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الأثنين 21/اذار/2005 العدد 8747


المصدر السياسي
قسم العناوين الأثنين 21/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- للحياة أن الموت - مريض سرطان في نداء للحكومة: حياتي في ايديكم.
- انظروا الي في العينين.
- المصادقة على بناء 3.500 شقة بين معاليه ادوميم والقدس.
- الجنود ضلوا الطريق - فدخلوا الى مخيم لاجئين.
- ارتفاع في عدد المهاجرين العائدين الى اسرائيل.
- مزوز يهدد: حتى 20 سنة سجن لمغلقي الطرق.
- موفاز يصادق على تحويل القطاع الى منطقة عسكرية مغلقة قبل الفصح.
- قوة جديدة للاخلاء: لواء من رجال الخدمة الدائمة.
- قانون الوظائف سيحدث فوضى.
- للاموات توجد اموال اما لانقاذ الحياة فلا.
معاريف:
- شارون: سأجد المال للادوية.
- لحظة الحسم في المعركة على ميزانية سلة الادوية.
- جمهور فريق هبوعيل بصقوا على النائبة جبريئيلي.
- المعركة على حياتهم.
- قانون الوظائف - سيتغلبون على الاغراء.
- مزوز: الاقتراح سيؤدي الى تحطيم الخدمة العامة.
- ايتام الاب يستوطن، ايتام الابن يخلي.
هآرتس:
- سكان في غوش قطيف يطلبون من الجيش الاسرائيلي ابعاد متطرفين من شأنه ان يمسوا بقوات الاخلاء.
- مبعوثا الادارة يزوران المنطقة؛ بوش يرفض "اختصارت طريق" الى التسوية الدائمة.
- عبدالله لن يصل الى القمة في الجزائر: الجامعة العربية ردت مبادرته لتطبيع العلاقات مع اسرائيل.
- الحكومة ستحسم اليوم موضوع الزيادة في سلة الادوية.
- الهستدروت تعلن الانضمام الى كفاح الطلاب.
- الشرطة تستعد لتقصير فك الارتباط: قيادة ثالثة ستعد الاخلاء في السامرة.
- شارون يرد اقتراح كاتس "بتبييض المواقع مقابل التأييد للميزانية".
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأثنين 21/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - المسيرة السياسية - هآرتس - من الوف بن:
مبعوثا الادارة يزوران المنطقة؛ بوش يرفض "اختصارت طريق" الى التسوية الدائمة../
مسؤولان أمريكيان كبيران يصلان بعد غد الى اسرائيل والى السلطة الفلسطينية للإعداد لزيارتي رئيس الوزراء اريئيل شارون ورئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) المقررتين الشهر القادم. وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أمس ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيكرر في لقائه مع شارون تمسكه بتسوية اسرائيلية - فلسطينية على مراحل، كما تقرر في خريطة الطريق. وسيعرب عن تأييده لموقف شارون الرافض الى "اختصارات طريق" نحو التسوية الدائمة. أما ابو مازن فيطالب بالتخلي عن المرحلة الثانية من خريطة الطريق الداعية الى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة ويقترح الانتقال مباشرة الى التسوية الدائمة.
المبعوثان الامريكيان، نائب مستشار الامن القومي اليوت ابرامز - المسؤول عن "الملف الاسرائيلي - الفلسطيني في البيت الابيض - ورئيس قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية، دافيد وولش سيلتقيان في اثناء زيارتهما مع شارون، ابو مازن ومسؤولين آخرين في الطرفين. وسيبحثان مع رئيس الوزراء في تقدم الاستعدادات للانسحاب من قطاع غزة وشمالي السامرة.
من ناحية الادارة الامريكية، خطة فك الارتباط هي "المباراة الوحيدة في المدينة"، وهي تقف اليوم على رأس جدول الاولويات السياسية. ولهذا السبب، توافق الادارة صمتا على تأجيل اخلاء المواقع الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.
في واشنطن وفي عواصم اخرى يبدون اهتماما جما في التصويت على الميزانية في الكنيست الاسبوع القادم ويأملون في أن يتمكن شارون من اقرار الميزانية ونزع العائق السياسي الاخير المتبقي أمام فك الارتباط. ديبلوماسيون أجانب يتابعون تصويت النواب، وحسب مسؤول اسرائيلي كبير "في الاماكن الابعد في العالم يعرفون اليوم من هما النائبان دانييل بن لولو وايلي ابلولو، واسم النائبة ليئا نيس يذكر في كل ملف لمصلحة استخبارات أجنبية.
هذا وسيسافر شارون الى الولايات المتحدة في 10 نيسان، وفي غداة يزور الرئيس جورج بوش في مزرعته في تكساس لاول مرة منذ توليهما منصبيهما في لقاء يرمي الى اظهار دعم الادارة الامريكية لرئيس الوزراء وخطة فك الارتباط. زعيم اسرائيلي واحد فقط زار حتى اليوم مزرعة رئيس امريكي في تكساس: رئيس الوزراء ليفي اشكول الذي حل ضيفا على الرئيس ليندون جونسون في الستينيات.
وسيجمل شارون في اللقاء مع بوش رزمة مساعدة اسرائيلية من الولايات المتحدة لخطة فك الارتباط، تتضمن تمويل نقل قواعد الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، وتطوير النقب والجليل، وبناء معابر حدود حديثة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وبعد لقائه مع بوش، سيزور شارون في لوس انجلوس وسيلتقي نشطاء يهود ونجوم من هوليوود. وفي طريقه الى البلاد سيعرج شارون على برلين في لقاء مع المستشار الالماني جيرهارد شرودر.
وسيسافر عباس الى الولايات المتحدة بعد نحو اسبوع من شارون، في دعوة الى البيت الابيض وليس الى مزرعة بوش. وستكون هذه أول زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية في واشنطن منذ تسلم بوش مهامه في العام 2001. وكان عباس زار البيت الابيض قبل نحو سنتين، كرئيس وزراء فلسطيني.
وأعربت المصادر الاسرائيلية رفيعة المستوى أمس عن رضاها من عمل المنسق الامني الامريكي، الجنرال وليم وورد. وحسب هذه المصادر فان وورد يركز على حث الاصلاحات الامنية في السلطة الفلسطينية ولا يحاول التوسط بين الطرفين. والتقى وورد الاسبوع الماضي وزير الدفاع شاؤول موفاز ومنذئذ التقى مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية. والى ذلك يلتقي رئيسا الفريقين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي، صائب عريقات ودوف فايسغلاس هذا الاسبوع.
هآرتس - من يوآف شتيرن:
عبدالله لن يصل الى القمة في الجزائر: الجامعة العربية ردت مبادرته لتطبيع العلاقات مع اسرائيل../
عبدالله ملك الاردن لن يشارك في القمة العربية في الجزائر - هذا ما أعلنه وزير الخارجية الاردني، هاني الملقي. وحسب الملقي، فانه كان للملك "التزامات سابقة" - لقاءات مع مستثمرين أمريكيين.
وحاول الملقي التقليل من أهمية الامر قائلا: "ماذا يفعلون، قادة الدول؟ يلتقون ويوقعون على بيان ختامي معد مسبق". ومع ذلك، واضح أن خطوته ترتبط في أن الجامعة العربية لن تتبنى على ما يبدو المبادرة التي حاول الملك حثها.
وبدا الملقي أمس عاصفا جدا بعد أن طُرح مشرو القرار الاردني مجددا لاعادة الصياغة على وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة. وقال الملقي أمس: "جلبت الحصان للشرب. ولكني لا يمكنني أن اجبره على الشرب". وأعلن الاردنيون بان اقتراحهم لا يلغي "المبادرة السعودية"، التي اقرت في قمة بيروت 2002 بل "ستسوقها جيدا". ويتضمن الاقتراح الجديد صيغة أكثر غموضا ولهذا فهي تثير المعارضة من الدول المعنية بالحفاظ على موقف اكثر تصلبا تجاه اسرائيل. ويدعي المعارضون بان الاقتراح سيسمح للدول العربية باقامة علاقات مع اسرائيل في وقت أبكر بكثير من الانسحاب الكامل لخطوط 1967.
ويضيف مراسلنا الوف بن بان وزير الخارجية سيلفان شالوم التقى أمس السفير المصري الجديد في اسرائيل محمد عاصم ابراهيم، وطرح شالوم الحاجة الى تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل، حتى قبل ان يتحقق السلام الشامل. فاتفق معه السفير المصري.
(يديعوت)
في اللحظة الاخيرة تأجيل نقل طولكرم الى السلطة الفلسطينية../
قبل لحظة من إنهاء كل الامر المتعلق بنقل طولكرم الى السلطة الفلسطينية، انتهت الاتصالات أمس بين اسرائيل والسلطة دون نتائج.
كان يفترض بسكان طولكرم أن يصحوا صباح اليوم على سلطة فلسطينية ولكن هذا لم يحصل. والسبب هو أن أمس في اللقاء بين محافظ طولكرم عز الدين الشريف والقائد العسكري في المدينة سعيد ابو فشة، وبين قائد لواء افرايم، العقيد تمير هيمن، طلب الممثلون الفلسطينيون الحصول على السيطرة على سلسلة من القرى في الضواحي الشمالية من المدينة.
اما اسرائيل فرفضت، وذلك ضمن امور اخرى لان القرى تشكل بؤرة لنشاط ارهابي، وقبل ثلاثة اسابيع فقط خرجت منها الخلية التي نفذت العملية في نادي "ستيج" في تل أبيب.
وأبدى الفلسطينيون استياء شديدا من الرفض الاسرائيلي وأعلنوا بانه اذا لم تنسحب اسرائيل من منطقة طولكرم الى كل الخطوط التي كانت عليها في 28 ايلول 2000 فانه سيؤجلون تلقي المسؤولية الامنية على المدينة.
والان يبدو أن المباحثات سترتفع من المستوى العسكري الى المستوى السياسي وسيضطر شاؤول موفاز الى حسم الموضوع مع وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف.
البناء الاستيطاني - يديعوت:
المصادقة على بناء 3.500 شقة بين معاليه ادوميم والقدس../
حكومة اسرائيل تحث خططا لبناء آلاف وحدات السكن تربط بين معاليه ادوميم خلف الخط الاخضر والقدس. وذلك في اطار خطة كبرى يشرف عليها رئيس الوزراء اريئيل شارون. وانتقلت الخطة في الاونة الاخيرة الى مسارات عملية.
خطة "اي-1" ستبدأ في خلق تواصل جغرافي استيطاني بين معاليه ادوميم والقدس استعدادا لاقرار الحدود الدائمة المستقبلية. وعمليا تقررت خطتان لبناء الاف وحدات السكن بين العاصمة والمستوطنة الكبيرة في الشمالي الشرقي للمدينة، فيما كان يسمى في الماضي "القدس الكبرى". وفي اطار الخطة سيتم نقل مقر لواء الشرطة في يهودا والسامرة من ابوديس الى قلب الحي الجديد.
وتوجد الخطة في مراحل متقدمة من الاجراءات التخطيطية بل ونقلت الى الاستعراض المحيطي الى وزارة شؤون البيئة. وزير شؤون البيئة شالوم سمحون قال ان وزارته نقل تعليمات لاعداد بيان رأي بيئي الى وزارة الاسكان. وستتضمن التعليمات مواقف من الجوانب المختلفة مثل الضجيج، الاشعاع والنفايات، تلوث الهواء وما شابه.
والخطط التي اقرت في 13 اذار هي خطة بناء 1.250 وحدة سكن واقامة مقر لواء "شاي" للشرطة، وخطة ترمي الى بناء 2.250 وحدة سكن و 150 وحدة سكن اخرى في نزل لكبار السن. وبالاجمال، يدور الحديث عن اكثر من 3.500 وحدة سكن جديدة.
واشار رئيس الوزراء شارون في محافل مغلقة مختلفة الى اهمية الخطة ولم يخفِ تأييده لها. وكان بناء مقر قيادة اللواء قد توقف في تشرين الثاني من العام الماضي بعد أن تبين أن البناء ليس قانونيا وانتقل الموضوع الى اجراءات المصادقة السريعة التي انتهت هذه الايام. وتؤدي الخطة عمليا الى زحف معاليه ادوميم الى داخل النطاق المسمى "اي-1" ومنه الى القدس. والمشكلة الوحيدة القائمة في اساس الخطة هي المس بالتواصل الاقليمي للدولة الفلسطينية المستقبلية. ويبدو أن موافقة وزراء العمل ستكون مشروطة باقامة معبر تحت أرضي يسمح بهذا التواصل.
الوضع الأمني - يديعوت:
الجنود ضلوا الطريق - فدخلوا الى مخيم لاجئين../
خطأ ميداني هو الذي أدى بدورية للجيش الاسرائيلي وللشرطة الى الدخول الى مخيم الامعري للاجئين جنوبي رام الله - هذا ما يتبين من تحقيق أولي للحدث الذي اصيب فيه ليلة أمس شرطي وثلاثة جنود هندسة في اثناء نشاط للعثور على سيارات مسروقة.
رجال الشرطة، ترافقهم قوة حراسة من الجيش الاسرائيلي، دخلوا المخيم، وعندما نزلوا من سيارات الجيب فتحت عليهم النار من كمين في زقاق مجاور. فأطلقت القوة النار نحو مصادر النيران ولكن في تبادل النار اصيب بجراح خطيرة جنديان، وشرطي وجندي آخران اصيبا بجراح طفيفة.
وكانت كتائب شهداء الاقصى، الذرع العسكري لحركة فتح قد أخذت على عاتقها مسؤولية اطلاق النار. ونقل الجرحى الى مستشفى هداسا عين كارم ومن هناك علم أمس أن لا خطر يحدق على حياتهم. وقالت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى أمس ان القوة كان يفترض أن تصل الى الاحياء الشمالية في النطاق البلدي لبلدية القدس - سميرا ميس، كفر عقب وام الشرايط - حسب معلومات مسبقة عن السيارات. ولكن بدلا من ذلك دخل رجال الشرطة والجنود الى اعماق المنطقة أ رغم أنهم لم يكونوا مستعدين لذلك ولم يتلقوا الاذن به. وقال المصدر انه "لو كانت العملية ستكون في المنطقة الفلسطينية، لكان مستوى حراسة القوات والمركبات أعلى بكثير". واضاف انه لغرض النشاط في المنطقة أ كانت الدورية ستخرج بقيادة ضابط أكبر.
وفي الجيش الاسرائيلي قالوا أمس انهم يتعاطون مع النشاط ضد سارقي السيارات كنشاط ضد الارهاب. "فاذا لم نعالج السيارات الاسرائيلية المسروقة فاننا سنجدها غدا سيارات مفخخة في تل ابيب، او يجري فيها تهريب وسائل قتالية الى داخل اسرائيل. الارهاب مرتبط بالعصابات الجنائية ربطا مباشرا ووثيقا".
وتوجهت نائبة الوزير، اوريت نوكيت، أمس الى رئيس الوزراء، اريئيل شارون، ووزير الدفاع، شاؤول موفاز، بطلب أن يكف الجيش الاسرائيلي عن ارسال الجنود الى المناطق والى مهام شرطية للعثور على سيارات مسروقة. وقال نوكيت اني "كنائبة، كمواطنة وكأم لجندي أعارض بشدة أن يعرض الجنود حياتهم للخطر في المناطق لاهداف العثور على سيارات مسروقة. يوجد للسيارات شركات تأمين. أما لحياة جنودنا فلا توجد. كل مهمة في المناطق ليست حيوية للدفاع عن حياة الانسان يجب ان تؤجل الى فترات اكثر هدوء". كما أن نائب رئيس الكنيست، موشيه كحلون، انتقد القرار بارسال جنود الجيش الى مهمات حفظ النظام. وقال ان هدف الجيش هو حماية دولة اسرائيل من أعداء في الخارج وليس من مهمته تعريض حياة جنود للخطر لاجل العثور على سيارة مسروقة.
الهجرة/ السكان - يديعوت:
ارتفاع في عدد المهاجرين العائدين الى اسرائيل../
قد يكون هذا في أعقاب التحسن في الوضع الاقتصادي، وربما بالذات الاحاديث عن السلام أو اللاسامية المتزايدة في العالم، ولكن من الصعب معاندة المعطيات: المزيد من الاسرائيليين الذين هاجروا من اسرائيل يعودون الى الوطن.
في وزارة الاستيعاب يتحدثون عن 3.500 اسرائيلي عادوا الى البلاد في العام 2004، مقابل 3.000 في العام 2003. وهذا العام من المتوقع ارتفاع آخر بمعدل 20 في المائة في عدد الاسرائيليين العائدين.
وعلى نحو غير مفاجىء، فان معظم العائدين هم من الدولة التي تجتذب العدد الأكبر من الاسرائيليين: الولايات المتحدة، حيث عاد من هناك 1.660 اسرائيليا. وبعدها فرنسا (200)، بريطانيا (190)، كندا (150)، المانيا (90)، ايطاليا (80)، استراليا (70)، هنغاريا (70)، رومانيا (62)، بلجيكا (55)، هولندا (54)، جنوب افريقيا (49)، سويسرا (35)، البرازيل (35)، نيوزيلندا (25)، روسيا، الهند والمكسيك (20 كل واحدة)، اليابان (18)، الارجنتين (17)، اسبانيا (16)، الدنمارك (15)، تشيلي (14)، وحتى زامبيا (6). ومن الدول العربية أيضا يصل سكان، 66 من الاردن، و3 وصلوا من ايران.
كما يتبين ايضا أن أساس العائدين هم شباب في سن 25 - 34، يشكلون ثلث العائدين. واضافة الى ذلك عاد أيضا 900 طفل في اعمار حتى 18. السكان العائدون يفضلون الوصول الى المدن الكبرى وهم يختارون العودة الى تل ابيب، القدس، ريشون لتسيون وحيفا.
فك الارتباط - يديعوت:
اسرائيل كاتس يقترح على شارون: مواقع استيطانية مقابل الميزانية../
رئيس الوزراء اريئيل شارون يبحث عن التأييد لميزانية الدولة وتلقى مؤخرا خشبة انقاذ من وزير الزراعة يسرائيل كاتس. ويقترح كاتس "صفقة" بموجبها "تسوغ" الحكومة 71 موقعا في يهودا والسامرة اقيمت قبل اذار 2001 وتذكر في تقرير المحامية تاليا ساسون. وبالمقابل يقتنع متمردو الليكود بالتصويت في صالح الميزانية. وبرأي كاتس، ستحافظ المبادرة على وحدة الليكود؛ تنقل رسالة هامة للمستوطنين على خلفية خطة فك الارتباط وتقرير ساسون؛ وترتب رسميا موضوعا اشكاليا يظهر في تقرير ساسون الذي يقضي بأن موقعا غير مسموح به هو موقع غير قانوني وعمليا يتبين أنه لن يكون ممكنا توفير خدمات حكومية له.
وكانت كاتس التقى قبل اسبوع مع شارون واطلعه على مبادرته بشكل عام. وبعد يوم من ذلك بعث كاتس برسالة الى شارون فصل فيها مبادرته.
أما شارون فابلغ كاتس بانه سيدرس المبادرة. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء أمس ان مبادرة كاتس غير قابلة للتطبيق حزبيا وسياسيا، حتى وان لم يرد عليها شارون رسميا. وقال مقربو رئيس الوزراء ان شارون لن يرغب في مواجهة الامريكيين، ناهيك عن أن وزراء العمل سيعارضون الاقتراح بحزم. وقال كاتس معقبا ان الكرة توجد في ملعب شارون واذا كان سيوافق رئيس الوزراء، فانه سيقنع ثمانية نواب على الاقل بتأييد الميزانية.
كما أن المتمردين لم يتحمسوا أمس من مبادرة كاتس. النائب عوزي لنداو نشر بيانا رد فيه "ردا باتا الفكرة. التصويت على الميزانية هو تصويت على فك الارتباط، وكل شيء آخر يرمي الى صرف الانتباه عن الموضوع الحقيقي وذر الرماد في عيون الجمهور"، على حد قول عوزي لنداو.
ووزير المالية بنيامين نتنياهو هو الآخر عاين مبادرة كاتس، ولكنه لم يبلور بعد موقفا في هذا الموضوع. وسيلتقي نتنياهو اليوم نواب الليكود في لجنة المالية بهدف اقناعهم للتصويت في صالح الميزانية.
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأثنين 21/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 21/3/2005
من يمنع الاعتداء الجماعي
بقلم: أُسرة التحرير

الاسبوع الماضي تعرض عمال فلسطينيون الى اعتداء من مستوطنين في ما اسماه الجيش الاسرائيلي بمحاولة "فتك" . في اماكن مختلفة في ارجاء الضفة استخدم زعران يهود السلاح، العصي والمطارق في محاولة لاضرام النار في المنطقة. في احدى الحالات هاجم طلاب مدرسة "يشوعات مردخاي" بالحجارة وبالعصي خمسة عمال جاءوا للعمل في مستوطنة نحليئيل. وفي حالة ثانية ضرب نواف حناني من نابلس في كل اجزاء جسده بيد مستوطنين مسلحين اجبروه على النزول من شاحنته. وفي حالة ثالثة اعتدى مستوطنون من الخليل على سكان في منزل عربي اقتحموه بل وهدموا بضربات المطارق جزء من سقف المبنى. في كل هذه الاماكن تواجد في الجوار جنود وشرطة. ومع أن بعض المعتدين اعتقل في ذات اليوم، ولكنهم افرج عنهم.
من السلوك اللين للجيش والشرطة يمكن للمستوطنين ان يستنتجوا بأن ليس للدولة قدرة أو رغبة في التصدي لهم. فاذا ما خرج مشاغبون معينون من نحليئيل والخليل معفيين مما وصفه الجيش نفسه بمحاولة "فتك"، فانه يمكن التخمين مسبقا بان الاعتداء الجماعي القادم هو أمر شبه محتم . فاليمين المتطرف لن يتردد في أي عملية هدفها وقف عجلات فك الارتباط، واعمال التنكيل اليوم هي مجرد مؤشر على ما سيأتي. وحيال تصميم فصائل اليمين المتناثرة في الضفة، مسلحين بالسلاح الذي زودهم به الجيش الاسرائيلي، يتسلى جهاز الامن بمسائل ما كان ينبغي لها أن تقلقه أصلا مثل هل من المناسب اغلاق غوش قطيف منذ الان امام الزوار، أم ينبغي السماح لهم قبل ذلك بالاحتفال بالفصح. الفصح القريب القادم لن يكون عيدا بريئا. الكثيرين من اولئك الذين سيأتون الى القطاع سيبقون فيه لعرقلة الاخلاء. يجدر بالذكر بان ليل الفصح الذي احتفل فيه الحاخام موشيه ليفنغر قبل 35 سنة في فندق بارك في الخليل والتذكر بانه حتى اليوم لم يخلِ ضيوف عشاء الفصح اياه المدينة.
تقرير المواقع الاستيطانية لتاليا ساسون، ومثله تقرير يهوديت كراب من العام 1982، يثير الحفيظة في وصفه عدم فرض القانون تجاه المستوطنين. امور مشابهة طرحت أيضا في لجنة التحقيق الرسمية عن المذبحة في الحرم الابراهيمي. المفتش العام السابق للشرطة رافي بيلد قال لهذه اللجنة انه في كل ما يتعلق بالمستوطنين لا يوجد سوى "ادعاء قانون". ومنذئذ لم يتغير شيء. وتعرب ساسون عن صدمتها من اقتلاع الاف اشجار الزيتون للفلسطينيين على يد المستوطنين امام ناظري جنود الجيش وتتحدث عن "روح القائد" في الميدان، والتي يفهم منها الجنود الا يتدخلوا وان كل ما يفعله المستوطنون هو بإسم الصهيونية. ويخيل من العنف غير المعالج في الايام الاخيرة بان هذه الروح لا تزال تعصف.
القطاع مرغوب فيه اغلاقه منذ الان امام الزوار الى الخارج، وكذا يجب الاعتقال دون تردد للعنيفين، لمجتازي الحدود، كل اولئك الذين يقضون الليل والنهار في محاولة لاستئناف الانتفاضة بهدف عرقلة اخلاء المستوطنات من خلال شل الجيش في مهام اخرى. وفي اماكن مرشحة للشغب، مثل المستوطنات والمواقع الاستيطانية قرب نابلس، على الجيش أن يفتح عينه على نحو خاص. العنوان مكتوب على الجدار منذ الان واحيانا يخيل بان استعداد الشرطة والجيش أقل تصميما وذكاء من استعداد المستوطنين.
----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأثنين 21/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي 21/3/2005
المالية تمثل دور الآلهة
بقلم: يارون لندن
كاتب يساري

اعضاء اللجنة الشعبية الذين يختارون قائمة الأدوية الجديدة التي ستمولها الدولة في كل عام أنهوا مداولاتهم العاصفة من خلال التهرب من حسم الامور. اللجنة أعدت قائمة بالأدوية، إلا ان قيمتها تفوق المبلغ الذي ستخصصه المالية لذلك بسبعين مليون شيكل. المختصون لم يتجرأوا على قطع اللحم الحي (المصطلح ليس في هذه الحالة بعيدا عن الحقيقة) وأرسلوا القائمة للحكومة حتى تختار بدورها من يتقرر تمديد فترة حياته وتقليل معاناته من المرضى وبين من لا ينجو بفضل الأدوية الشعبية. يبدو ان الاحتجاج قد فعل فعله لأن وزير المالية قد عبر عن استعداده لتحويل المال لسلة الأدوية من مصادر مالية اخرى اذا وافق الوزراء على التنازل عن شيء من الميزانيات.
لماذا يعتبر مبلغ 270 مليون شاقل كافيا لاعضاء اللجنة، ولا يعتبر مبلغ الـ 200 مليون شاقل كافيا في المقابل؟ هل يعتبر الـ 70 مليونا الاضافية هو المبلغ المطلوب بالضبط للحفاظ على أجسامنا في السنة القادمة؟ الحقيقة هي انه اذا أضافت المالية مبالغ ضخمة لميزانية الصحة فلن نتمكن من الخلاص من المعضلة المستشرية: الجمهور لن يتمكن أبدا من دفع أثمان كل الأدوية المطلوبة، وهناك حاجة دائمة لاتخاذ قرار حاسم باستبعاد بعض الأدوية من سلة الدعم الحكومي للدواء. القرار يرتبط بالقيم أكثر من ارتباطه بحقائق الامور العلمية. سلسلة من الاسئلة الشائعة ستجسد لنا ما نتحدث عنه: كم يتوجب الدفع لشراء سنة حياة لانسان مريض بمرض عضال لا شفاء منه؟ هل يتوجب تفضيل شراء الأدوية للاطفال على شراء الأدوية التي تخفف أوجاع المسنين؟ وما هي احتمالية الشفاء حتى يتقرر شراء دواء باهظ الثمن ومؤثر على جزء فقط من جمهور المرضى؟ هل يتوجب تمويل الأدوية التي تشجع خصوبة النساء غير الشابات؟ وكم يتوجب الدفع لإسكات الأوجاع؟.
هذه الاسئلة لا تطرح على المحك في الدول الفقيرة لانهم يعرفون هناك ان الطب يكافح ضد الأمراض "البسيطة" التي اذا لم يتم التصدي لها فورا بمساعدة الأدوية التي اخترعت قبل سنوات كثيرة سيأتي الموت بصورة خاطفة، ولكن كلما ارتفع مستوى حياتنا واستدامت، وكلما أبدع المنتجون والعلماء في اختراع الأدوية ازدادت الفجوة بين ثمن الاختراع الجديد وذلك الاختراع الذي سبقه وأصبح متقادما. الى جانب ذلك يتضح السؤال حول من الذي سيضطر لدفع ثمن الدواء، وهذه مسألة تتطلب مرجعية تقريرية حاسمة. عندما تقرر ان تكون اللجنة الشعبية هي الجهة المخولة بالتقرير تهربت من المسؤولية التي تطوعت وأخذتها على عاتقها عندما ألقت بالمسألة على أعتاب الحكومة.
وفي الواقع في ماذا يختلف الحسم بصدد هيكلية سلة الأدوية عن القرارات الحاسمة الاخرى التي يتخذها قادة الدولة؟ هي ليست مختلفة بالمرة من الناحية الاخلاقية. القادة المسؤولون عن مجالات مثل الأمن والمواصلات وجودة البيئة يتخذون قرارات مصيرية بالنسبة للناس عدة مرات في اليوم. الفرق يكمن بالأساس في أننا لا نعرف من سيموت في الحرب القادمة ومن الذي سيموت في حوادث الطرق التي ستحدق في نهاية الاسبوع القادم، من الذي ستتلوث رئتاه ولا يتوفر له دواء ضد التسمم، ولكن للمرضى وجوه وأسماء وهم يطالبون بتمديد حياتهم وتقليل معاناتهم. على الدوام سيكون لديهم مدعون عامون في السياسة ووسائل الاعلام الذين سيدافعون عنهم في وجه بخل وتصلب حماة الخزينة العامة. "المسؤولون في المالية يعتقدون انهم آلهة"، قال أحد اعضاء الكنيست الذي عُين بالصدفة في صفوف رجال الدين الذين يعرفون ما الذي تريده الآلهة.
في نهاية المطاف ستتحدد سلة أدوية وفقا للمعايير المحددة سلفا ولقوة الضغط التي تمارسها مجموعات المرضى من خلال التأثير على الرأي العام.
------------------------------------------------------












هآرتس - مقال - 21/3/2005
الآن جاء دور بوش
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: جورج فاجأ الكثيرين في تغيير سياسته في ولايته الثانية وابتعاده عن تيار المحافظين الجدد، وعليه الآن ان يبرهن عن حزمه في حل الصراع المركزي في المنطقة بين اسرائيل والفلسطينيين - المصدر).

منذ ان أدلى جورج بوش بيمين القسم عن فترته الرئاسية الثانية، يتساءل أشد منتقديه (ومن بينهم الموقع أدناه) اذا كانوا قد اخطأوا عندما اعتقدوا ان الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة سيحظى بالكاد بملاحظة هامشية عابرة في التاريخ الامريكي، ناهيك عما سيحدث له في سجل التاريخ العالمي. سلسلة التعيينات، أو على الأصح الركلات نحو أعلى الهرم الامريكي تدلل على ان الرئيس لم يعد متمسكا بالمنهج "المحافظ الجديد" الذي يقول ان ما لا يسير بالقوة سيسير بالمزيد من القوة. تعيين نائب وزير الخارجية، جون بولتون - الذي قال ذات مرة ان أحدا لن يلاحظ شيئا اذا قام بقصقصة بعض الطوابق من مقر الامم المتحدة - سفيرا للولايات المتحدة في هيئة الامم المتحدة وإرسال نائب وزير الدفاع الانفصالي بول وولفوفيتش الى البنك الدولي، يشبه توجيه الأوامر لزعيم الصف بأن يلعب مع الفتيات بالدمى. البيت الابيض لم يخرج عن أطواره حتى يثني النائب الثاني المحافظ - الجديد داغلاس فابيت عن قراره بخدمة مصالحه.
رفع مستوى كونداليسا رايس الى درجة وزير الخارجية وترقية ستيف هادلي نائبها في البيت الابيض مستشارا للأمن القومي، يبدو مؤشرا لقصقصة أجنحة ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، كبار فقهاء تيار المحافظين الجديد. يبدو انهم ينجحون في الموقع الذي فشل فيه كولين باول واختصاصيو وزارة الخارجية: هم استطاعوا اقناع بوش بأن سياسة "أنا والطوفان من بعدي" قد استنفدت نفسها، وان ترجمة الانجازات العسكرية في العراق لنصر سياسي في الشرق الاوسط يتطلب التعاون القوي مع اوروبا والدول العربية. في واشنطن لم يعودوا يصمون الآذان عندما يسمعون ادعاءات قادة فرنسا وبريطانيا ومصر والاردن بأن مفتاح الاستقرار في الشرق الاوسط يكمن في تسوية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني.
الاوروبيون ايضا الذين تعاملوا باستخفاف مع تصور بوش بصدد الدولة الفلسطينية والعرب واعتقدوا ان مطلبه بالدمقرطة عندهم ليس إلا مهربا من تجسيد تلك الرؤية - أخذوا يعيدون حساباتهم. في الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية يتزايد الميل للتساوق مع خط الرئيس، سواء من خلال التطلع للانضمام الى المجموعة المنتصرة حسب المؤشرات أو من منطلق الرغبة في إلزام بوش بتطبيق تصوراته التي طرحها. رد الفعل السوري السريع على المطلب الامريكي - الاوروبي بسحب القوات السورية من لبنان أظهر لكل الأطراف ايجابية ائتلاف السلام الغربي. المظاهرات الحاشدة في بيروت وبيان مبارك حول الاصلاح في طريقة الانتخابات في مصر هي مؤشر بالنسبة لهم بأنه اذا رغبت امريكا فان الديمقراطية العربية لا تصبح خرافة من الأساطير.
تمسك اريئيل شارون بخطة فك الارتباط، شق طريق قادة اوروبا للمشاركة في مراسيم تدشين متحف الكارثة في مؤسسة "يد واسم". لقاءه مع محمود عباس وفر لمصر ذريعة لارسال سفيرها الى تل ابيب. الملك عبد الله لم يكتف باعادة السفير الاردني، وقد خرج في الاسابيع الماضية في حملة اعلامية ضاغطة في العواصم العربية في مسعى من اجل انتزاع قرارا عربيا أكثر سخاءً نحو اسرائيل بصورة تفوق ما طرح قبل ثلاث سنوات في مبادرة بيروت، وذلك من خلال قمة الجزائر القريبة. رفض اغلبية الدول العربية تأييد الصيغة الاردنية لا يقلل من أهمية الخطوة التي تتضمن اعترافا بحدود حزيران وتطبيعا وحلا متفقا عليه لمشكلة اللاجئين.
سلسلة عمليات ارهابية فلسطينية تتبعها ردود فعل انتقامية اسرائيلية قوية تعتبر سببا كافيا لتبديد كل ذلك. تحركات حكومة أبو مازن وحكومة شارون لن تحدد مصير الانسحاب من غزة فقط. وسياسة اسرائيل في الضفة، وخاصة في القدس، ستؤثر على نتائج الانتخابات في المناطق بصورة حاسمة كلما ازداد تردي وضع المعتدلين هناك كلما تحسن وضع حماس في صناديق الاقتراع. واذا اتضح بعد فك الارتباط ان غزة - أولا هي ايضا غزة آخرا سيعود الاوروبيون لتوجيه الضربات، والعرب سيستدعون سفراءهم الى بلادهم ويعود المتطرفون في الجانبين للتربع على قمة الأحداث.
كل شيء يعتمد على بوش الآن باعتباره الشخص الوحيد الذي يؤثر على شارون. في الثاني عشر من نيسان، غداة اللقاء مع شارون في مزرعة بوش في تكساس، سنعرف اذا كان علينا ان نطلب الصفح من جورج دبليو بوش أم لا؟.
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 21/3/2005
دليل على انتصار الكفاح المسلح
بقلم: داني روبنشتاين
محلل خبير للشؤون الفلسطينية

(المضمون: أحد اسباب التغير الحاصل في الموقف الفلسطيني من اسرائيل هو اعتبارهم لخطة فك الارتباط انتصارا لنهج الكفاح المسلح، ولكن ذلك ليس مسألة تبشر بالخير بالنسبة للمستقبل - المصدر).

مهما بدا الأمر متناقضا وسخيفا، إلا ان الانطباع السائد في الشارع الفلسطيني هو ان المقاومة العنيفة التي يبديها اليمين الاسرائيلي لخطة فك الارتباط تتسبب بارتياح غير قليل في نفوس الفلسطينيين وتساعد حركة حماس. كيف يحدث ذلك؟.
ما من شك ان تغيرات هامة قد طرأت على نظرة حماس والجمهور الفلسطيني والعالم العربي ايضا لاسرائيل. خلاصة هذه التغيرات: المبادرة الاردنية الجديدة التي ماتت من قبل ان تولد، إلا انها كانت مفاجئة في مضامينها، بالاضافة الى معاملة حسني مبارك الايجابية لاريئيل شارون ومن ثم اعادة سفير الاردن ومصر الى تل ابيب، وأخيرا موافقة الفصائل الفلسطينية على مواصلة "التهدئة" (باستثناء الجبهة الشعبية التي عارضت ذلك بشدة وعلانية). التغيرات نجمت بالتأكيد من الظروف الدولية والاقليمية ومن بينها الحرب في العراق وأحداث لبنان والضغوط الامريكية والغربية لاجراء الاصلاحات في الدول العربية. كل هذه العوامل أضعفت المتطرفين في الانظمة العربية وفي الجانب الفلسطيني وعلى رأسهم قادة حماس الذين تعرض بعضهم للتصفية واضطر الآخرون الى الاختفاء.
ولكن كل هذه العوامل ليست كافية لتوضيح الانقلاب شبه التام الذي طرأ على الرأي العام الفلسطيني الذي يرفض العمليات اليوم. وموافقة حماس المبدئية على وقف اطلاق النار. التفسير موجود في الرد على السؤال الذي طرح في استطلاع مشترك أجراه معهد ترومان في الجامعة العبرية والمركز الفلسطيني للابحاث. إشراف كل من الدكتور يعقوب شمير والدكتور خليل الشقاقي على الاستطلاع يضمن مصداقية النتائج. السؤال كان: كيف ترى خطة شارون باخلاء المستوطنات الاسرائيلية من غزة؟ 75 في المائة من الفلسطينيين أجابوا بأن ذلك دليل على انتصار الكفاح المسلح الفلسطيني، مقابل 23 في المائة قالوا انهم لم يروه انتصارا للكفاح الفلسطيني. المسألة المثيرة للانتباه هي ان 44 في المائة من الاسرائيليين في المقابل يعتقدون ان ذلك كان انتصارا فلسطينيا (مقابل 50 في المائة لا يرون ذلك).
الإجابات تدفع الى الاستنتاج بأن من الممكن تسمية خطة شارون باسم فك الارتباط في قاموس المصطلحات الاسرائيلي، أما عند الفلسطينيين فان الاغلبية ترى ان هذه خطة انسحاب وتقهقر للوراء ناجمة عن أكثر من اربع سنوات من المجابهة الدموية خلال الانتفاضة. الدليل على ذلك في كل ايام عملية السلام وفي كل الفترة التي هيمن فيها في اسرائيل شعار "اتركوا الجيش ينتصر" - شارون لم يذكر ولو بصورة مبطنة ان من الواجب الانسحاب من غزة. الانتحاريون والصواريخ والقنابل وحدها هي التي أقنعته.
واذا كان هناك فلسطيني يشكك في صحة هذا الاعتقاد، فقد جاء اليمين عموما والليكود خصوصا لتدعيم هذه الرؤية. معارضو الخطة من الاسرائيليين يقولون - مثل الفلسطينيين - ان هذه هزيمة اسرائيلية واقتلاع للاسرائيليين من جذورهم وإهانة قومية. هذه الأفكار زادت عند الفلسطينيين مشاعر الاعتزاز والثقة بالنفس التي تفسح المجال أمام تجسيد مكاسب النصر العسكري.
المشكلة هي ان هذا التحليل وهذه المشاعر لا تبشر بالخير للمستقبل. في السابق كان هناك ادعاء يصعب استبعاده بأن الانسحاب الاسرائيلي المفزوع من جنوب لبنان كان من بين الاسباب التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية، وان اسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة. هذا الخطاب ليس جديدا على الشارع العربي والفلسطيني. وهنا يندرج ايضا نموذج الاستعداد الاسرائيلي للانسحاب من سيناء فقط بعد حرب تشرين وكذلك الحال مع موافقتها على الاعتراف بـ م.ت.ف فقط بعد الانتفاضة الاولى. الآن جاءنا نموذج جديد يبرهن على ذلك، وهو خطة فك الارتباط عن غزة. من المسموح التساؤل اليوم: فمن الواضح ان أية تسوية ستتحقق تقريبا وفقا لحدود حزيران 1967، كما اقترح وليام روجرز قبل 36 عاما. لماذا يتوجب انتظار الاتفاق الذي سيحرز بالقوة في الضفة والقدس في هذه الحالة؟.
------------------------------------------------------








معاريف - مقال - 21/3/2005
اتفاق لإجازة العنف
بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: قد يُخيل للناظر غير المدقق ان دخول حماس الى السلطة شيء جيد يبعث الأمل، لكن في التحقيق هو شيء سيء يعني عدم امكانية الوصول الى مصالحة سياسية - المصدر).

اقرأ النص العربي لاعلان القاهرة من نهاية الاسبوع. مرافق العروس هو مصر، والمتزوجان أبو مازن من جهة، وحماس وسائر المنظمات الفلسطينية المتطرفة من جهة اخرى. ما الذي تعلمت منه؟ في المحصل: هو جيد لحماس، جيد لأبي مازن، وغير جيد لاسرائيل.
كِسرة الخبز التي تحصل اسرائيل عليها هي "استمرار جو الهدوء"، لكن هذا ايضا على شاكلة "حماية" المافيا: اذا كنتِ أنت، يا اسرائيل، لا تريدين ان نحرق حانوتك، فادفعي لنا من فضلك. أي ان عليك ان تدفعي لنا ما يلي: تسريح كل الأسرى، وهذا يعني ايضا أسرى حماس، مع الدماء على أيديهم؛ ووقف كل عمل مضاد للفلسطينيين مهما كانوا؛ ووقف بناء الجدار، ووقف كل نشاط في شرقي القدس وفي المستوطنات.
زيادة على ذلك، حماس التي عرّف رؤساؤها الفترة الحالية فترة تمنحهم "استراحة المحارب" (الذي ينتعش من ضربات الجيش الاسرائيلي من جديد، ويجدد صفوف مقاتليه وتسليحه)، تحظى برعاية مصر بسلسلة اخرى من الانجازات. أولا، يقرر الاعلان مبدأ "حق مقاومة الشعب الفلسطيني من اجل إنهاء الاحتلال". بالمفهوم الفلسطيني، يعني الامر استمرار استعمال العنف كاستراتيجية عمل. بكلمات اخرى، لا اعلان هنا عن إنهاء الانتفاضة ووقف مبدئي للارهاب. وثانيا، تقرر ان لا تستعمل السلطة القوة على أية حال ووضع ضد حماس وسائر المنظمات الارهابية. وثالثا، تحظى حماس بانجاز سياسي من الدرجة الاولى: فقد التزم أبو مازن بتغيير قانون الانتخاب للمجلس التشريعي، وهكذا ستشارك حماس ايضا في الانتخابات، وان يغير مباديء منظمة التحرير الفلسطينية من اجل ان تستوعب حماس.
فحوى هذه الانجازات الثلاثة واضح جدا: لا توجد أية نية لنزع سلاح حماس. على العكس، انها تحظى بالشرعية، انها توشك ان تصبح جزء لا ينفصل من السلطة. توشك حماس، وهي متشجعة من انجازاتها في الانتخابات المحلية الأخيرة، وتبتسم حيال الانشقاق الداخلي داخل فتح، التي ستكون خصمها الرئيسة في الانتخابات للمجلس التشريعي في حزيران من هذا العام، ان تصبح في الصيف جهة مهمة جدا في السلطة الفلسطينية. يبدو لي، ان يوسي سريد قال ذات مرة "من لا يرغب بعرفات فسيحصل على حماس". اذا، ربما نمضي نحو تلقيها.
ينجح أبو مازن، في غضون ذلك، في استراتيجيته: ان يصرف نظر العالم من الارهاب الى الحاجة الى الوصول الى تسوية دائمة والى اقامة الدولة الفلسطينية. في عالمنا الاعلامي يكفي أبا مازن ان يحصل على اعلان هدوء (ليس هو حتى وقف اطلاق نار!) من المنظمات الارهابية من اجل إبلاغ الرسالة لاسرائيل والعالم: يوجد هدوء، ولا يوجد ارهاب، اذن الى الأمام، امضوا نحو المفاوضات السياسية على التسوية الدائمة فور الانفصال عن غزة، وفي ضمن ذلك حق عودة اللاجئين الى بيوتهم.
تستطيع اسرائيل ان تتلسى بحقيقة ان حماس قد تتفضل بالحفاظ على الهدوء من اجل ألا تُفسد انجازها الدخول الى منظمة التحرير الفلسطينية، وان تأخذ بنصيب من الانتخابات للمجلس التشريعي. وهي سلْوة مهمة لأمد قصير. في النظر الى الأمد الأبعد قليلا: مع حماس في السلطة الفلسطينية، يؤول احتمال نوع ما من المصالحة السياسية الى الصفر.
------------------------------------------------------

















معاريف - مقال - 21/3/2005
اليسار يعوق فقط
بقلم: غادي طؤوف

(المضمون: أصبح موقف أكثر الشعب اليوم في اسرائيل تأييد دولتين لشعبين وهو موقف اليسار أصلا، فعلى اليسار ان يصمت ولا يعوق الانفصال بتظاهره - المصدر).

لم تكن مظاهرة تأييد الانفصال، مع خروج السبت كبيرة وكان ذلك متوقعا. قفز المستوطنون حالا وذكرونا بأن مظاهرتهم كانت أكبر. وكان هذا متوقعا ايضا. وكان ذلك أحد الاسباب لكون المظاهرة فضلا: فهي تساعد دعاية المستوطنين في محاولة لقلب صورة الرأي العام رأسا على عقب.
الوضع اليوم هو ان أكثرية ساحقة من الاسرائيليين تؤيد الانفصال، وتريد قلة وقفه. يمكن ان نقرأ ذلك في كل استطلاع لصحف السبت. لهذا لا تجب منازعة القلة على "الشارع". هذه مسألة تكتيكية: فما بقيت جماعة هامشية تقف في المفارق وتصيح، فاننا سنرى انها جماعة جانبية. نرى ان المظاهرات ضد الانفصال هي جمهور منسجم لقبعات منسوجة. هذا كافٍ من اجل ان يُذكرنا بمقدار النسبة الضئيلة للاسرائيليين المُتحدث عنهم.
لكن ان نقف بإزائها جماعة صارخة مضادة، يعني ان ننشيء شعورا بالتماثل. الأكثرية، التي تنفذ الحكومة ارادتها الآن، لا يجب ان تتظاهر. وفي الحق ان أكثريتها لم تأت. ليس لديها ما تحتج عليه، ولا يجب ان تنافس على الشارع في الوقت الذي تنتصر فيه في الحكومة، وفي الكنيست، وفي استطلاعات الرأي ايضا. تخيلوا، مثلا، ان رابطة اللصوص، كانت تقوم بمظاهرة. فأي داعٍ لاقامة هيئة من المواطنين الذين يعارضون سلب المحافظ؟.
لماذا يجب على الأكثرية ان تضائل من صورة نفسها لتكون جماعة ضغط مضادة؟ هذا ما شعر به، كما يبدو، أكثر مؤيدي الانفصال الذين لم يصلوا. انهم راضون عما تفعل حكومتهم، وليس لديهم أي دافع حثيث للخروج الى الشوارع بلافتات. المظاهرات هي وسيلة - شرعية تماما - لاستعمال الضغط خارج اجهزة السلطة. لكن لماذا يُستعمل الضغط في الخارج، عندما تكون الامور في الأصل في الداخل تعمل كما ترغب؟.
لكن ليس هذا كل شيء. توجد هنا مسألة اخرى تكتيكية. المظاهرة، بالرغم من نياتها، كانت مظاهرة يسار. تلك الوجوه المعروفة التي قد التقيتم في الميدان ألف مرة. مرة اخرى ذلك الاحساس، بأنك تعرفها شخصيا تقريبا. كل عشرة الآلاف.
شعر رجال اليمين والمركز بذلك يأتي، وألغوا مشاركتهم. يمكن ان نفهمهم. انهم محقون بمعنى مهم. لا توجد لديهم أية نية ليضعوا فوق اجراء يقوده المركز مظلة لليسار. ليس هذا حسنا بالقياس اليهم، وكثيرون من ناخبيهم معتادون ان يفكروا باليسار طابورا خامسا، وصهاينة مشتبه فيهم، وجماعة من حِسان النفوس، يشفقون على عدوهم أكثر من إشفاقهم على اخوتهم. هذا تصور مخطوء عن أكثر اليسار - وهو تصور أسهم فيه كثيرا حفنة صياحة من الصهاينة البعديين أو معادي الصهيونية. ولكن بالرغم من انه تصور مخطوء، إلا انه ذائع.
لا يريد أفراد اليمين والمركز، الذين يؤيدون الانفصال، ان يطمسوا الجوهر، وهو ان الانفصال اجراء صهيوني تماما. اذا كان ما يتماثل على نحو واضح مع اليسار يعوقهم عن ان يؤدوا هذه الرسالة، فانهم لا يريدون احتضانه.
من ناحيتهم، هذا هو المهم: الانفصال عن الفلسطينيين ليس تخليا، ولا خضوعا، ولا ضعفا، ولا نقصا في الحزم. الانفصال تعبير عن دافع الحياة للحركة الصهيونية، بإزاء خطر فقدان أساس اعتقادها: الدولة مع أكثرية يهودية.
صحيح ان اليسار قال ذلك منذ زمن. وصحيح ان الأكثرية الحاسمة من اليسار، بالرغم مما يقولون عنه، أرادت دولة فلسطينية لاسباب صهيونية. غير ان هذا قد أصبح مسألة الأكثرية الآن، ولا يجب ادخاره مرة اخرى وتذكير الجميع بمن يمتلك حق الإبداع. ليس يساعدنا ان نقول قلنا لكم. هذا يعوق. كلما احتضن اليسار شارون أكثر، فان ذلك سيسهل على خصمه ان يصوروه "يساريا".
اذا هاكم الدرس: يجب على القلة ان تتظاهر. ويجب على الأكثرية ان تُظهر الثقة. وان تجلس بصمت. اليسار ليس معتادا ان يكون الأكثرية. يثور شك احيانا بأنه لا يود ان يكون الأكثرية. لكن الآن "دولتان لشعبين" هي موقف الشعب، ويجد اليسار نفسه - وهذا مُحير جدا بالقياس الى من اعتاد ان يكون قلة مُحقة - في جانب "الشعب". كان هذا الهدف طوال الزمن، أتذكرون؟ اذا كل ما يجب فعله الآن هو عدم التعويق.
------------------------------------------------------







معاريف - مقال - 21/3/2005
المؤامرة التي لم تكن
بقلم: موشيه غورالي

(المضمون: لم يكن تعيين مزوز مستشارا قضائيا للحكومة يعني غضا من مقامه أو شبهة في نهجه لكن تعيينه كان يعني استبداله من نائبة متشددة لم تثمر جهودها النتائج المطلوبة - المصدر).

انضم القاضي اللوائي المتقاعد اوري شتروزمن ايضا في الاسبوع الماضي الى نظرية المؤامرة، السائدة هنا مؤخرا: تخليص رئيس الحكومة، اريئيل شارون، من ملفات التحقيق (الجزيرة اليونانية، والانتخابات التمهيدية) لقاء تنفيذ الانفصال. ضم شتروزمن، في مؤتمر قضائي في معهد رمات غان، حتى محكمة العدل العليا كشريك، لانها مهدت لقرار المستشار القضائي في قضية الجزيرة اليونانية. زعم شتروزمن انه لا يجب ان نفهم النتيجة القضائية التي وصل اليها ستة من سبعة القضاة، إلا كجزء من الصفقة الغامضة التي عقدت في وزارة العدل. صفقة "اخلاء - تبرئة"، التي تلذذ بها في الاسبوع الماضي الصحفيان موشيه ليختمان وشيلي يحيموفيتش في صوت الجيش الاسرائيلي، ليست تسحر معارضي الانفصال فقط، بل أجزاء واسعة من الجمهور ايضا.
لست مشاركا في هذه النظرية الجارفة. الدعوى التي تُظهر المستشار القضائي ومحكمة العدل العليا كجماعة فاسدة، تخون وظيفتها، ليست مخطوءة فقط بل خطرة ايضا. ومع ذلك كله، يوجد على وجه اليقين أساس لنظرية أكثر اعتدالا، تزعم ان انتخاب المستشار القضائي للحكومة تم بقصد تعيين رجل قانون ليس من أنصار الاستعمال الكثيف الشامل للقانون الجنائي في الميدان العام - كما كان مقبولا عند النائبة العامة للدولة في السابق، عدنا أربيل، وهيئتها، وفي الأساس النائبة نافا بن أور وقائد الشرطة موشيه مزراحي. في هذا المقام، محاولات الخلاص من مطبقي القانون الحازمين جدا ليست جديدة. طلب شمير وبيرس ونجحا في التخلص من المستشار القضائي اسحق زمير في قضية الخط 300. لم يكن رابين يستطيع ان يحتمل تصرف النائبة العامة دوريت بينش في قضية درعي. كان يمكن ان نستدل على قصد العثور بمستشار أكثر انضباطا، من تصريحات رجلي القانون الأكثر قربا من شارون، واللذين كانا مشاركين في انتخاب المستشار الجديد: دوبي فايسغلاس وجدعون ساعر. تحدث فايسغلاس كثيرا عن الحاجة الى تغيير ترتيبات الأوليات في النيابة العامة، وتحدث ساعر، الذي كان ايضا عضوا في اللجنة التي انتخبت المستشار الجديد، عن مستشار يصرف همه الى المجالات المدنية.
عندما أعلن وزير العدل السابق، يوسي لبيد، عن أفضلية مرشح من السوق الخاصة، كان واضحا ان أحد الأهداف هو تحييد بن أور وموازنتها - وكانت آنذاك المرشحة الرائدة لمنصب النائبة العامة للدولة. كان واضحا انه اذا وصل مرشح من الخارج، فان المنصب سيكون لبن أور، لانه لن يكون في الامكان زعزعة الجهاز برأسين خارجيين.
إلغاء احتمالات المحامي ايلي زاهر ويورام طوربوفيتش، أظهر ترشيح ميني مزوز، الذي أثمر في نهاية الامر "مكسبا" مضاعفا، بل مثلثا، للسلطة: فهو رجل قانون طاهر اليدين ومُقدر مهنيا؛ ورجل قانون يفضل الوسائل المدنية - الادارية على الجنائية؛ وهو لا يستطيع ايضا ان يعمل مع بن أور، بسبب الخصومة الشديدة بينهما. واذا، فقد استقر كل شيء في نهاية الامر: لقد دخل مزوز وشنغر وخرجت بن أور.
هذه هي حدود "المؤامرة" في رأيي، التي يجب الوقوف عندها، والفحص لان ذلك قد يكون أعظم جدوى على محاربة الفساد العام. مزوز يؤيد اقتلاعه على نحو لا يقل عن أربيل وبن أور. الخلاف على الوسائل. يجب منح الفرصة لنهج مزوز، لان الطريقة السابقة لم تثمر النتائج المطلوبة.
------------------------------------------------------

















هآرتس - مقال - 21/3/2005
تهدي
03-21-2005, 04:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #5
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- انشقاق تقريبا.
- الليكود وحده يستطيع.
- بار - أون مقابل السلطة.
- "اصبح الليكود حزبين".
- يعملون من أجل أنفسهم.
- الاطباء احتلوا قائمة الاجور.
- معارضو الانفصال وضعوا "عبوة ناسفة وهمية" في القدس.

معاريف:
- انتصار المرضى.
- قرروا في الليكود: تأييد الميزانية مقابل استفتاء الشعب.
- عجل انقاذ لآلاف المرضى.
- هدد شارون: سننشق
- عامل الميناء يكسب مثل رئيس هيئة الاركان.
- البنك الذي يكسب 5.8 مليون شاقل في اليوم.
- "لم يعد هنالك داع يدعو الى العيش".

هآرتس:
- شارون هدد: "اصبحنا حزبين" - وخضع لضغط المتمردين.
- ما بدأ محاكمة للنقيب "ر" يصبح لائحة اتهام لقسم التحقيقات في البوليس العسكري.
- في هذه المرة شارون ابتلع ضفدعا.
- هزيمة لشارون: صوت اعضاء الليكود تأييدا لمصالحة رئيس الائتلاف.
- المصالحة في الليكود ستمكن من امضاء الميزانية في لجنة المالية.
- يتوقع ان تجيز لجنة الدستور قانون الاستفتاء الشعبي.
- السيادة الامنية في طولكرم نقلت الى السلطة الفلسطينية.
- الجامعة العربية ستجيز مبادرة سلام، لا تطبيعا.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 22/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الساحة الداخلية - يديعوت - من ناحوم برنياع:
الليكود وحده يستطيع../
يمكن للمرء ان يكون مع فك الارتباط أو ضده - ولكن في شيء واحد من الصعب الجدال في أعقاب الدراما في الكنيست أمس: الليكود غير قادر، غير جدير، غير مبني على ان يكون حزب سلطة.
لديه 40 مقعدا. الكثير من المصوتين. الكثير من الوظائف. ولكن لشدة الأسف، ليس لديه القدرة على الحسم.
ولهذا ينتقل الحسم في مواضيع مصيرية الى هوامش السياسة الاسرائيلية. الاستفتاء الشعبي أصبح موضوعا مصيريا، لأنه العائق الأخير المتبقي في طريق فك الارتباط. الحسم فيما اذا كان الاستفتاء سيُدفن في لجنة الدستور أم سيتسلق ليصل الى الاجتماع الكامل للكنيست، موضوع في هذه اللحظة بيد الحاخام ابراهام رابيتس من ديغل هتوراة، الحزب القطاعي. واذا ما وصل الى الاجتماع الكامل فان اللعبة ستبدأ من جديد. هذا هو الحكم بالنسبة للميزانية: الجلبة في الليكود لم تحل شيئا، والميزانية لا تزال رهينة في يد 2-3 كتل معارضة.
ما هو السطر الأخير، يسأل القاريء. من انتصر أمس، من خسر.
الجواب هو ان السطر الأخير لم يكتب بعد، كل شيء منوط بالنتيجة النهائية. شارون يتصرف وكأن النصر في جيبه. "كونوا هادئين"، قال أمس لاعضاء كتلة الليكود. "الميزانية ستمر. ولن يكون استفتاء شعبي".
وأقل مما كان هنا تقدير سياسي، كانت أمنية. فشارون لم يرغب في تصويت في الكتلة، والكتلة صوتت، وصوتت ضده. كبار الوزراء عملوا ضده علنا. والقرار على الانضباط الكتلي كفيل بأن يضع النواب من مؤيدي شارون في معضلة شديدة اذا ما وصل الاستفتاء الشعبي الى الاجتماع الكامل للكنيست.
قبل خمسة أشهر، في ليلة التصويت الدراماتيكي في الكنيست، حاول نتنياهو، ولفنات وكاتس ان يفرضوا على شارون ربط فك الارتباط بالاستفتاء الشعبي. أما شارون فكان مقتنعا بأن هذا انقلاب أبيض، ثورة داخلية. فأصر وانتصر. وقد تصببوا عرقا أمام الكاميرات، تفككوا وأُهينوا. أما أمس، بتعزيز قوة من سلفان شالوم وجدعون ساعر، أثبتوا لشارون انهم عندما يرتبطون معا فانهم يتغلبون عليه. إن لم يكن في الشارع، فعلى الأقل في الكتلة في الكنيست. قيادة الليكود تعد اليوم ثلاث كتل منفصلة: كتلة شارون؛ كتلة الاستفتاء الشعبي؛ وكتلة المتمردين. والثلاث غير قادرة على التعايش معا وترفض الانفصال. النواب المحترمون من الليكود يشبهون على نحو عجيب البنات في مسلسل "العارضات" في القناة العاشرة: بقدر ما يمقتن الواحدة الاخرى، بقدر ما يلتصقن بعضهن ببعض.
القاسم المشترك الأخير المتبقي لهم هو الخوف من الانتخابات. الوزراء لا يريدون انتخابات. ليس الآن؛ اغلبية المتمردين لا يريدون انتخابات؛ وشارون لا يريد انتخابات تصفي باقي مؤيديه في قيادة الليكود. ولهذا، فانه عندما لوحوا أمس الواحد في وجه الآخر بتهديد الانتخابات، لم يكن الأثر كبيرا. فرضية العمل العامة كانت ان الحديث يدور عن حفلة تنكر. عيد المساخر حل وما يفعل الناس في المساخر؟ يتنكرون.
شارون عرض على الكتلة سيناريو رعب: الليكود يسير الى الانتخابات بعد ثلاثة أشهر، فيما ان بعضه يؤيد فك الارتباط وبعضه الآخر يعارضها بكل قوة. ومن هم الناخبون الذين سيصوتون لنا؟ سأل شارون. السؤال كان بيانيا، بالطبع، ولكن نوعامي بلومنتال، عضو مجموعة المتمردين أصرت على الاجابة. فقد قالت بثقة: "مؤيدو فك الارتباط ومعارضو فك الارتباط على حد سواء سيصوتون لنا".
يمكن فقط التخمين كيف ستبدو الحملة الانتخابية: "الشعب معك يا اريك. واصل"، سيهتف طرف ما من الباص، بالاحمر والازرق، فيما يصرخ الطرف الآخر: "الشعب معك يا اريك، كُف".
يديعوت - من سيما كدمون:
بار - أون مقابل السلطة../
لم تعد هذه نكتة، ولا حتى تهديد عابث: نحو خطوة واحدة كانت أمس بين القرار الذي اتخذ في كتلة الليكود وبين حل الليكود والتوجه الى الانتخابات.
لو كان شارون واظب على معارضته لصيغة الحل الوسط وضد موقف كل وزرائه الكبار مصراً على طلبه تغيير ممثلي الليكود في لجنة المالية دون أي تنازل من جانبه، لاستيقظنا هذا الصباح على واقع جديد. ولكن شارون وافق على التصويت على اقتراح الحل الوسط. وللمرة الاولى منذ زمن بعيد فرضت كتلة الليكود على شارون تغيير الموقف الذي وصل وهو يحمله. أو بتعبير آخر: شارون تراجع أولا. فقد فهم انه قبالة كل الامور المطروحة أمام ناظريه، ليس له مفر من قبول مبدأ تغيير ممثلي الليكود ليس فقط في لجنة المالية بل وفي لجنة الدستور ايضا.
من الناحية العملية يدور الحديث عن موضوع بسيط: هذا الصباح سيصوت في لجنة المالية في صالح ميزانية الدولة حتى ممثلو الليكود الذين أرادوا التصويت ضدها من قبل. ومن يرفض سيستبدل بممثل آخر. ويوم الاربعاء، بالمقابل، سيصوت ممثل الليكود في لجنة الدستور، النائب روني بار - أون في صالح قانون الاستفتاء الشعبي. واذا ما رفض بار - أون فسيستبدل بممثل آخر. هذه الصفقة التي اضطر فيها شارون الى بيع النائب بار - أون مقابل بقائه، اتخذت بعد يوم متوتر في الكنيست. في سياق هذا اليوم طرحت اقتراحات ورُدت. رئيس الكتلة والائتلاف استقال من منصبه وتراجع عنها، عقدت جلستان عاصفتان للكتلة وشارون غير موقفه المرة تلو المرة.
في المرة الاولى طالب بإقصاء ممثلي الليكود في لجنة المالية، وفي المرة الثانية اقترح حرية التصويت في اللجان، وفي المرة الثالثة وافق على اقتراح حل وسط يقضي باحترام مبدأ المساواة في اللجنتين. ومن أثر على شارون لتغيير موقفه كان رئيس الكنيست روبي ريفلين. فهو الذي أوضح لشارون بأن الخطوة التي أعدها - المجيء بالميزانية مباشرة الى الاجتماع الكامل بعد ان تكون سقطت في لجنة المالية - ستفشل. فقد قال ريفلين هذا لن ينجح وسيكون الكثير من التحفظات وسيستمر هذا حتى الساعة 12 ليلا وبعد دقيقة من ذلك سنتوجه الى الانتخابات.
وعندما علل ريفلين موقفه، اكفهر وجه شارون، فقد فهم انه لم ير كل الصورة وانه يقف في وسط حقل ألغام. وفجأة لم يعد واثقا من انه محق. الناس حوله شرحوا له ان معنى تصويته هو سقوط الميزانية. كما ان الاقوال الحادة لسلفان شالوم فعلت فعلها: ليكن واضحا لك، قال لشارون، تصويتك معناه التوجه الى الانتخابات. ليمور لفنات أيدت في التصويت في الكتلة صيغة الحل الوسط. وكذا نتنياهو، وكاتس وريفلين. فقد عصفت الخواطر في الغرفة. وكان واضحا للجميع: اذا ما خرجوا من غرفة الكتلة بدون حل وسط، فالمعنى هو حل الليكود.
شارون كان متوترا. فلأول مرة منذ زمن بعيد اتخذ كل كبار المسؤولين خطا مشتركا معارضا لموقفه. شارون معتاد على القدوم الى الكتلة مع اقتراح والانتهاء مع قرار. أما أمس فقد فر هذا من بين يديه. فقد الثقة. ولم يعد واثقا الى أين يؤدي الأمر. اذا كنت تريد انتخابات فقل، قال له سلفان شالوم.
شارون لا يريد انتخابات. ووافق على الحل الوسط الذي عرض عليه واضطر الى إعطاء شرعية للاستفتاء الشعبي، بخلاف تام للخط الذي قاده طوال الوقت. يمكن لشارون ان يواسي نفسه في انه حتى لو كان انتصارا لمؤيدي الاستفتاء الشعبي، فليس لهذا النصر معنى عملي. صحيح انه في لعبة الشطرنج الصغيرة هذه خسر، ولكن يمكن العيش مع هذه الخسارة. في السطر الأخير، شارون حث أمس امكانية إقرار الميزانية. فها هم باتوا سيدخلون في إجازة الفصح ولا يزال هو مستقر على كرسيه.
والاستفتاء الشعبي؟ هذا على أي حال سيصل الى الاجتماع الكامل ويلفظ أنفاسه هناك. من اجل استفتاء شعبي هناك حاجة الى شركاء. وهؤلاء غير موجودين.
شارون لا يزال كفيلا بأن يكتشف بأن القوى التي وقفت أمس ضده وفرضت عليه الحل الوسط، قد أنقذته من نفسه. إذ ان شارون، وهذا ما بتنا نعرفه، عندما يخسر، فان هذا يكون مؤشرا على انه ينتصر.

قضية تأكيد القتل - هآرتس - من عاموس هرئيل:
ما بدأ محاكمة للنقيب "ر" يصبح لائحة اتهام لقسم التحقيقات في البوليس العسكري../
نزلت محاكمة النقيب "ر"، قائد السرية من لواء جفعاتي الذي اتهم بقضية "تأكيد القتل"، من العناوين اخيرا. يكشف استفتاء عارض أن كثيرين يعتقدون - بناء على التطورات السابقة في القضية - أن "ر" قد بُرىء تماما من التهم في قضية موت الفتاة ابنة الـ 13 من رفح، ايمان الهمص. لكن ما زالت المحاكمة تجري في قاعة ضيقة في المحكمة العسكرية لمنطقة الجنوب، وما يكشف فيها تدريجيا ستكون كما يبدو له انعكاسات بعيدة الامد.
عندما تفجرت القضية، في تشرين الاول من العام الماضي، سادت تقديرات بأن مُحامي "ر"، المحاميين العاد آيزنبرغ ويوآف ميني، سيحاولان صرف النقاش الى أوامر اطلاق النار المتبعة في المناطق: بدل "ر" ليجلس على مقعد المتهمين "الجهاز" كله، ذلك الذي سمح باطلاق نار واسع فتاك في قطاع غزة. على نحو افضى الى موت عشرات الفلسطينيين الابرياء. في نهاية الامر، اختار الدفاع خطا آخر. في هذه الاثناء، يبدو أن المحكمة تنشغل بتأدية جهاز التحقيق والنيابة العسكرية لمهامهما اكثر من تصرف قائد السرية. وبغير صلة ما بالسؤال الذي سيحسمه القضاة، ان كان "ر" قد أنفذ المخالفات المنسوبة اليه (استعمال غير قانوني للسلاح، وتشويش اجراءات المحاكمة واشياء اخرى)، الصورة التي تكشف في المحكمة لا تطري قسم التحقيقات في البولس العسكري والنيابة العامة أبدا. اذا كان هذا هو مستوى أدائهما مهامهما في تحقيق لشهرة عامة جد كبيرة، فمن المقلق أن نفكر ماذا يحدث في الملفات البعيدة من العين.
في الجلسات السابقة في المحاكمة اتضح من جملة الاشياء ان الفتاة قتلت في منطقة موجودة في الاتجاه المعاكس لمسار السير الى مدرستها، وان جنودا في السرية طلبوا - في شكاواهم من "ر"- "تصفية الحساب مع قائد السرية الذي سلب المقاتلين القدامى حقوقا زائدة، وان احد الشهود الرئيسين على قائد السرية أهمل هو نفسه، عندما لم يلاحظ الفتاة التي تقترب من موقف المراقبة الذي كان يشغله. زيادة على ذلك، اتضح، ان المراقبين اللذين شهدا على قائد السرية حذفا من شهادتهما في قسم التحقيقات في البوليس العسكري حقيقة انه كان معهما في موقع المراقبة جندي آخر، "كسر الحراسة" - أي ترك موقع الحراسة في مقام آخر لكي يشرب القهوة معهما.
أمس استمر التحقيق المضاد مع الرقيب "ط"، المحقق الذي اجرى الجزء الاكبر من التحقيق في قسم التحقيقات في البوليس العسكري في القضية (وحقق ايضا مع "ر" ومع الشاكيين الرئيسين منهم). وضعت سمعة الشرطة العسكرية على الكتفين الضيقين لـ "ط"، الذي استصعب الثبات في المهمة. المحامي آيزنبرغ يدمج بين اسلوب تحقيق هجومي على نحو خاص مع حضور مهدد؛ كلما تقدم التحقيق المضاد، كان يبدو أن محقق قسم التحقيقات في البوليس العسكري الهزيل يغرق أعمق فأعمق من وراء منصة الشهود. "ط"، وهو في الـ 21، كان على وشك البكاء. لقد تلعثم، وتفتل واضطر الى الاعتراف مرة تلو اخرى بتشويشات في عمل قسم التحقيقات في البوليس العسكري. سعى أيزنبرغ الى أكثر من هذا - اعتراف المحقق بأن التحقيق قد وجه عن قصد لكي يدمغ قائد السرية - لكنه لم يحصل على إذن بذلك. قال "ط"، ان الاخطاء قد فُعلت عن سذاجة.
"ط"، الذي عين للتحقيق ذي الرتبة الرفيعة لانه اعتبر محققا قديما رفيعا نسبيا، اعترف بانه لم يفحص قط عما اذا كانت لدى المراقبين دوافع غريبة "لاسقاط" الملف على قائدهم؛ الذي لم يتعمق سؤال العلاقات العكرة بين قائد السرية وقدماء السرية؛ والذي لم يحقق في سؤال ان كان المراقبون قد اهملوا في مهمتهم؛ والذي كان على علم باستعمال منظمات الارهاب في رفح للاولاد (الدفاع يطلب تأكيد تخوف قائد السرية من أن الفتاة قد ارسلها الى الموقع مسلحون، كعمل صرف نظر من أجل انفاذ عملية تفجيرية). زعم آيزنبرغ بكلمات لاذعة، ان المحقق قد عمل "مثل طابعة". ولكن "ط" نفسه ايضا اعترف بانه عرض في الاساس الاسئلة التي وجهه الادعاء العسكري ليسألها.
ازدادت علامات السؤال قسوة بعد عندما شغلت المداولة القضائية بمسودات شبكة الاتصال التابعة للسرية من الحادثة. مهمة التسويد وزعت بين اربعة جنود من قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية، لم يكونوا مشاركين مطلقا في القضية؛ لم يجهد "ط" نفسه للمقارنة بين المسودات وشرائط التسجيل. عد محامو الدفاع عشرات عدم التدقيقات في المسودات. هكذا، مثلا، عندما ابلغ في جهاز الاتصال عن "عربية على بعد مائة متر (من الموقع)" كان قد كتب في المسودة عشرة، وعندما تتحدث مراقبة من القاعدة التابعة للكتيبة، فانها تعرف كمراقب من الموقع التابع للسرية.
عدا عن التسجيل المختل والجزئي (الذي عرض في المداولات الاولى في المحاكمة وساعد النيابة على اقناع القضاة بتمديد اعتقال "ر")، يوجد لهذه الاشياء مس مباشر لسؤال تهمة "ر". يزعم الدفاع ان "ر" قد ابتدأ يصغي الى شبكة الاتصال في مرحلة متأخرة نسبيا فقط من الحادثة، ولهذا لم يكن على علم في الوقت بان جزء من الجنود حددوا "المخربة" كبنت. تسجيل قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية (الذي يعترف "ط" انه كان مخطوءا) يحدد موقعه في شبكة الاتصال قبل ذلك ببضع دقائق حاسمة.
احدى المزاعم السائدة ضد الجيش الاسرائيلي في الحرب في المناطق اتصلت بالتقليل من تحقيقات قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية عما يتصل بحوادث موت المواطنين الفلسطينيين. التحقيق العسكري، كما زعم (في صحيفة "هآرتس" ايضا)، لا يرتكز على اشياء صلبة لانه لا يصحبه اتخاذ عقوبة جنائية ولان المحققين هم القادة، المسؤولون هم أنفسهم عن الاخطاء التي حدثت.
لكن العمل الرديء الذي يظهر من كل صفحة في مسودة الاتصال من موقع "غيريت"، يلقي بظل ثقيل أيضا على قناة تحقيقات قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية. لا يتحكم المحققون بمفاهيم اساسية تنفيذية ولم يفحصوا عن اتجاهات تحقيق اساسية. بينما النيابة، كما يبدو، بعيدة عما يفعل في الوحدات التنفيذية وتراقب مراقبة ضعيفة محققي الشرطة العسكرية. وبهذا قد تحدث مظلمة مزدوجة: للضحايا الفلسطينيين وللمتهمين. فهؤلاء واولئك يستحقون التحقيق الشامل والعادل لاستيضاح الحقيقة.
عندما نسأل المسؤولين الكبار في الجيش الاسرائيلي لماذا توضع تحقيقات جد حساسة في ايدي محققين في سن الـ 21، فانهم يجيبون بان ابناء جيلهم يتولون قيادة اقسام في وحدات قتالية. لكن المثل لا يشبه الممثل به. قضية النقيب "ر"، تثير شكوكا ثقيلة تتصل بمدى الوعي في ادارة التحقيقات في قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية في النظام الحالي. عندما تنتهي المحاكمة - وكما قيل آنفا، لا يوجد أي يقين في ان قائد السرية لن يجرم في النهاية - سيطلب فحص داخلي حقيقي في النيابة العامة وفي قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية. السؤال الذي ينبغي أن نسأله هو الا يكون من الصحيح ان تشتغل جهة تحقيقات خارجية منذ الان في قضايا أكثر تعقيدا.
السلطة الفلسطينية - يديعوت - من روني شكيد وآخرون:
حاكم طولكرم: سوقنا تنتظر الاسرائيليين../
أمس في الساعة الثامنة مساء نقلت المسؤولية الامنية عن مدينة طولكرم الى الفلسطينيين. الخلاف على القرى شمالي المدينة، الذي لم ينقل بسببه السيادة أول من أمس حل بتدخل المستوى السياسي.
القرى الثلاث، صيدا وعلار ورامين ، ستبقى تحت سيادة امنية اسرائيلية، وبعد نحو شهر سيبحث الموضوع من جديد بعد أن يفحص عن نشاط اجهزة الامن ضد المنظمات الارهابية. بحسب اقوال جهات امنية، ما يزال يوجد في هذه القرى بنى تحتية للجهاد الاسلامي لم يتم القضاء عليها. من قرية علار مثلا خرج المخرب الذي قام بالعملية التفجيرية في نادي "ستيج" قبل شهر.
قال حاكم طولكرم، عز الدين شريف، لـ "يديعوت احرونوت" انه يأمل أن تكون المرحلة القادمة هي فتح المدينة لدخول الاسرائيليين. "سوقنا تنتظر مع بضائعها الاسرائيليين، ورجال أمننا ايضا مستعدون لتأمين الاسرائيليين الذين سيصلون الى المدينة". المدينة القادمة التي ستنقل الى مسؤولية السلطة الفلسطينية ستكون قلقيليا وبعدها بيت لحم ورام الله.
وفي غضون ذلك اشار سفير مصرالجديد، محمد عاصم ابراهيم، الى أن رئيس مصر، حسني مبارك، قد يزور اسرائيل بعد الانتخابات القادمة في مصر. قدم السفير امس اوراق اعتماده لرئيس الدولة موشيه قصاب. قال السفير المصري ان بلاده تجعل اهمية كبيرة لعلاقاتها مع اسرائيل وترى تحسن العلاقات مصلحة وطنية. اما في الجزائر فسيفتتح اليوم مؤتمر القمة الـ 17 لزعماء العالم العربي. القمة محكوم عليها بالفشل سلفا، لان سبعة من الزعماء العشرين الذي دعوا اعلنوا عن نيتهم مقاطعة الحدث او الغياب. في رأسهم عبدالله ملك الاردن، الذي احتمل اهانات ونقدا لاذعا لمبادرته السياسية بارساء سلام عربي شامل مع اسرائيل.
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 22/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 22/3/2005
الفزع من التطبيع
بقلم: أُسرة التحرير
اجتماع القمة العربية المنعقد في الجزائر اليوم سيصادق على صيغة متفق عليها سلفا. حسب هذه الصيغة سيتبنى زعماء الدول العربية ما يسمى بـ "المبادرة العربية للسلام" كما طرحت تقريبا في قمة بيروت في عام 2002. حسب اقتراح القرار الذي قبل على يد وزراء الخارجية العرب قبل يومين يبدو أن القادة العرب قد فضلوا عدم مواجهة التغيرات الحاصلة في المنطقة وخصوصا التطورات التي طرأت على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني.
على هذا النحو مثلا يتبين أن القادة العرب قد خافوا من الاقتراح الاردني الذي طرح كما يبدو للوهلة الاولى امكانية بقيام القادة العرب باقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل من قبل انتهاء الصراع. امكانية أن تسهم العلاقات السلمية مع اسرائيل في دفع العملية السياسية في المنطقة اعتبرت كاحسان مجاني لاسرائيل.
هذه هي الرؤية الشائعة التي رافقت "المبادرة العربية" التي انطلقت من قمة بيروت. تلك المبادرة كما نذكر طرحت في أول مرة من قبل السعودية وتضمنت التزاما عربيا باقامة العلاقات مع اسرائيل مقابل عدة شروط ومن بينها الانسحاب من كل المناطق واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين. هذه المبادرة السعودية اجتازت عملية ترميم في قمة بيروت حيث تم التأكيد على حق العودة للفلسطينيين وفقا للقرار 194.
هذه الصيغة التي اتخذت في ذروة الانتفاضة ستبقى على حالها بالنسبة للقادة العرب الان ايضا. هؤلاء القادة سيتبنون على ما يبدو موقفا تطهريا يحافظون من خلاله على ما هو قائم من دون "المخاطرة" في المبادرة لقرارات جديدة والتبهرج بالعدالة المزيفة "حتى أكثر من البابا نفسه" كما قال الزعيم الليبي معمر القذافي. مثل هذا القرار إن اتخذ، لا يكترث في اقدام اسرائيل على عملية فك الارتباط من قطاع غزة واخلاء مستوطنات ويتجاهل اجماع الفصائل الفلسطينية بما فيها السلطة على وقف اطلاق النار والتعاون المترسخ بين اسرائيل والسلطة. هذا التوجه العربي مثير للاستغراب بصورة خاصة على خلفية اعادة السفيرين الاردني والمصري لاسرائيل - سفيري دولتين هامتين عرفتان كيف تستخدما علاقاتهما مع اسرائيل من أجل دفع عملية السلام.
لذلك تكون الجامعة العربية قد أفلتت من يديها الدور الايجابي الذي كان بامكانها أن تؤديه في خلق الاجواء الجديدة في المنطقة وذلك يتناقض ايضا مع قرارها بوجوب حل الصراع بالطرق السلمية. حدة الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني لن تخف ان جددت الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل قبل انتهاء هذا الصراع. الا أن مثل هذا القرار المبدئي كان بامكانه ان يؤثر على الرأي العام في اسرائيل وعلى الحكومة من خلاله.
يبدو إذن أن البشرى الوحيدة التي قد تنطلق من قمة الجزائر هي تعديل دستور الجامعة العربية حيث لن تكون هناك حاجة الى قرار اجماعي لاتخاذ القرارات. هذا التعديل قد يتيح المجال لاضفاء منطق جديد على اطار الجامعة العربية الجمودي. يحدونا الامل اذن ان تلاحظ دول عربية وزعماء عرب آخرون الجدوى السياسية التي قد تتمخض عن اقامة العلاقات مع اسرائيل وهذه الدول مثل الاردن ومصر ستقود المنطقة الى مرحلة جديدة.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 22/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي -22/3/2005
سلة آلام
بقلم: ياعيل غفيريتس
كاتبة دائمة في الصحيفة

ينقلب السحر على الساحر احيانا، انه ينهض للعمل عندما تقطع "الميزانية" من لحمه وتكف عن كونها مسألة سياسية وهمية. المواطن، ذلك الذي لا يعدونه، يبرهن أحيانا على أنه يعرف العد. بازاء المليارات التي تذهب الى الامن، والاستيطان، والانفصال، والاحزاب رفع يديه منذ زمن، لكن عندما يتصل الامر بآلامه الحقيقية، وبصحته، وبسلة أدويته، يتضح فجأة أنه يفهم على نحو غير سيء في الميزانية ويعرف كيف يصرخ احتجاجا في اللحظة الصحيحة. حسابه بسيط مفهوم للجميع. اذا كانت الحكومة قد اجازت بغير أن يطرف لها هدب ستة مليارات شاقل للانفصال وللتعويض، فانه يجب عليها أن تجد 200 مليون الشاقل التي ستمكن مواطني الدولة من الحد الادنى المطلوب لتخفيف الآلام ولزيادة احتمالات الحياة.
النضال على سلة الصحة رفع بالقوة الى جدول الاعمال اليومي ما خنق على نحو عام تحت غبار الاخبار وعواصف الهراء السياسي. حقيقة أن الدولة لا تلتزم واجبها الاساسي وهو أن تساعد مواطنيها المرضى في العلاج والادوية. يستصعب الجمهور أن يفهم في مئات المليارات، لكنه يفهم فهما ممتازا في الاعداد الصغيرة التي ترفع او تقلل من مدة بقائه. الاصلاح المطلوب هنا هو طرف الجبل الجليدي فقط لما يطلب من أجل "تمدين" الميزانية من جديد بواسطة جدول اعمال مدني. في هذا النضال لا يجوز للمواطن البسيط أن يتنازل. هذه السلة يجب ان تمتلىء وعلى اثرها كل السلال المدنية الاخرى، التي اقتطع منها بلا رحمة وبلا نقاش. يجب على الحكومة أن تبدأ تفهم ان عليها اعطاء مواطنيها ضمانا اساسيا، حتى لو كلفها ذلك الصحة.

أوحدة الشعب أم الليكود
ما الذي ستوجد من أجله مصادر ميزانية وافرة؟ للايدي التي تنقص من أجل الاقتراع على الميزانية. لتلك الاحزاب التي ستتفضل لقاء دفع عظيم بمنع سقوط الحكومة في الاقتراع في الكنيست بدلا من "متمردي الليكود"، الذين سيقترعون ضدها. الدفع المزيد الذي كان يتوقع اعطاؤه امس لليكود، "قانون الوظائف"، اجل فقط بسبب الاضطرار بتوجيه او بصرف عدد من الملايين الى سلة الصحة أمس.
الليكود، على عكس الابله الذي ثار بالاقتطاع من الصحة، يتابع التصرف مثل أبله في دائرة، مثل قوزاقي سليب. في الحزب الحاكم ينشغلون بالخيارات فقط، وكأن مثير الحكومة هو سهم يباع. الاهم هناك هو منع استقالة جدعون ساعر وهو أهم من تشظي حكومة شارون. انهم يناضلون، من أجل "وحدة الشعب"، ويجرون شارون كأنما هو سانشو بانزا الى استفتاء الشعب، وهم يصرفون جل اهتمامهم لـ "وحدة الليكود" فقط. ليأخذ ما سيأخذه، وليكلف ما يكلفه، من الذي يهمه. هذا الجمهور يشم رائحة نتنة من الانشقاق السلطوي، وفي الليكود ايضا يصرخون "انشقاق"، لكنهم لا يعرفون أن الرائحة تأتي من الداخل. ربما لانهم يغرقون بعطر أنفسهم، وربما لان الرائحة النتنة في هذه الحالة لا تصل من الرأس بل من الذيل، عندما نرى ما الذي يحدث في الليكود يصعب علينا أن نعرف ان كان علينا ان نبكي او نضحك للتعليلات التي اختارها جدعون ساعر من أجل ان يبين ضرورة "قانون الوظائف": "الجهاز الديمقراطي والاسرائيلي لا ينشىء اجابة حقيقية للمشكلات الاساسية للفاعلية، والابلاغ والمسؤولية". لماذا لا يفعل، خذوا منا ايضا ما بقي. فانه لم يعد هنالك شك بان الليكود وحده هو الذي يستطيع.
------------------------------------------------------















هآرتس - مقال - 22/3/2005
اذهب للانتخابات
بقلم: يوئيل ماركوس
معلق دائم في الصحيفة

(المضمون: على شارون ان ينفض المبتزين في الليكود عن ظهره وان يتوجه الى تقديم موعد الانتخابات طالما ان اغلبية الشعب معه - المصدر).

اريئيل شارون يشبه الرأس من دون جسد في هذه الايام. دماغه يعمل واستراتيجيته تسير على ما يرام واغلبية الشعب تؤيده، إلا ان شيئا ما قد حدث معه على طريق المجد والفخار: فقدانه السيطرة على حزبه. لا يذكر أحد من نشطاء حزبه له انه هو الذي جلب لهم انتصارين ساحقين في الانتخابات، وان الكثيرين منهم قد وصلوا الى الكنيست والمناصب المركزية بفضله. كل اولئك الذين انبطحوا أمامه وكانوا على استعداد لأن يكونوا خرقة تحت قدميه اتخذوا فجأة مواقع عالية وأخذوا يصارعونه ايضا بثمن تفكيك الليكود وفقدان الحكم.
لا توجد في اسرائيل كثيرة التقلبات، سابقة لظاهرة قيام حزب بصورة طوعية بتوجيه ضربة لنفسه مثلما يفعل الليكود الآن. من الصعب التصديق ان زعيم الحزب ذي الاربعين مقعدا يجد نفسه مضطرا لمغازلة كل سخيف ومارق حتى يحقق لنفسه اغلبية لتمرير مشروع ميزانية الدولة. من الصعب استيعاب احتياجه الى أيادي بيلين وسريد واعضاء الكنيست العرب حتى يحصل على المصادقة على فك الارتباط عن غزة. كان من المحرج رؤيته وهو يترنح لمصافحة ناعومي بلومنتال التي أقالها ولم تكف منذ ذلك الحين عن شتمه ومهاجمة سياسته.
رئيس الحكومة الذي تعتمد المصادقة على ميزانيته وسياسته واستمرار فترة ولايته على إحسان احزاب المعارضة هو ظاهرة لا سابق لها. ولكن لماذا نقوم بالتذمر من المعارضة التي تتلاعب به وتبتزه بينما حوله حزبه، الذي من لحمه ودمه، الى رهينة بأيديهم. اذا رغبوا نجحت الميزانية واذا لم يرغبوا فستجري الانتخابات.
في الظروف الطبيعية كان على رئيس الحكومة الذي هو رئيس حزبه ايضا ان يستدعي قيادة حزبه لاجراء محادثة تحفيزية حول لعبهم بالنار. كان عليه ان يحذرهم وان يذكرهم بما يوجد على كفة الميزان اذا تم إلغاء خطة فك الارتباط بسبب عدم المصادقة على الميزانية. ان يقول لهم انهم يتلاعبون بمستقبل الدولة وانه لا توجد ثقة بأن يحصل الليكود على نفس العدد من النواب كما يوجد لديه الآن، وان العربة التي تتوقف في أعلى الجبل لانهم وضعوا العصي في دواليبها ستجر الدولة الى الوراء نحو الايام العصيبة التي بدأنا نخرج منها. الاتحاد الاوروبي والامريكيون، وعلى رأسهم الرئيس الأكثر صداقة لنا، سيديرون ظهورهم، والانتفاضة والارهاب سيتجددان بقوة أكبر. عليه ان يقول لهم بكلمات بن غوريونية: أنتم تتحملون مسؤولية فادحة عندما تقومون بهز السفينة.
إلا ان كل ما قيل أعلاه هو أضغاث أحلام أكثر من كونه خطوة واقعية. المتمردون والفايغليون من أنصار ارض اسرائيل الكاملة والمستوطنون سيسخرون منه ويكيدون له طالما بقيت خطة فك الارتباط قائمة. وحتى اذا تمت المصادقة على الميزانية فسيُصعبون عليه حياته على أمل ان يحولوا اخلاء غوش قطيف الى صدمة قومية. هم يعرفون ما يعرفه الجميع، وهو ان على الحكومة اخلاء 105 بؤرة استيطانية الواردة في تقرير تاليا ساسون بعد فك الارتباط، ومن ثم ستأتي المفاوضات مع الفلسطينيين حول خريطة الطريق تحت الضغوط الامريكية الى ان نصل الى نقطة (ب) و(ج) مع قرارات اخرى باخلاء مستوطنات في الضفة. وهم لن يسمحوا له بأن يفعل ذلك بكل بساطة.
حسب شُح البدائل السياسية وغياب القادة الجدد عن الساحة، ستواصل اغلبية الجمهور تأييد الليكود برئاسة شارون الذي يسير نحو التسوية. ذلك لأنه لا يوجد أحد سواه ملتزم بالتنازلات المؤلمة التي ستُطلب من اسرائيل بعد اخلاء غوش قطيف. في هذه الظروف ليس على شارون ان لا يخشى تقديم موعد الانتخابات فقط، بل عليه ان يكون مستعدا للمبادرة اليها بنفسه. قبل فك الارتباط أو بعده فورا. هذه هي الوسيلة الأكثر نجاعة لعقد التسوية في الليكود. نفض الجهات المتطرفة عنه وتعزيز النجوم القيادية الجديدة على شاكلة تسيبي لفني والارتكاز على احتياطي المخذولين من شينوي وباقي الناخبين المخذولين من زعامة حزب العمل غريبة الأطوار.
لا يوجد سبب يدفع شارون للخوف من تقديم موعد الانتخابات. اغلبية الشعب تريده، وليس المتطرفين والمهووسين. لن يكون هناك وضع اسوأ من الوضع الحالي حيث يجرون الدولة الى حالة من الهستيريا والفوضى. هذه السفينة التي اسمها الليكود بحاجة الى هزة.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 22/3/2005
السلام ليس مجديا
بقلم: أمير أورن
مراسل لشؤون الجيش

(المضمون: الناخب الاسرائيلي جاحد للمعروف عبر التاريخ وهو لا يُثيب القادة عن الخطوات السلمية ولا ينجذب إلا للحرب والمصالح الاقتصادية، لذلك هناك خطر محدق بشارون بعد فك الارتباط - المصدر).

كلية سلاح البحرية الامريكي في مونتري في ولاية كاليفورنيا تركز على احباط الانتشار النووي. في العام الماضي اختار أحد طلابها، الضابط في سلاح الجو الامريكي، اعداد رسالة حول قصف المفاعل النووي العراقي على يد اسرائيل في عام 1981، لمعرفة مدى نجاعة تكرار هذه العملية ضد ايران في الوقت الحالي.
الضابط بيتر سكوت فورد تحادث مع الطيارين الحربيين الاسرائيليين ومن بينهم اللواء احتياط دافيد عبري قائد سلاح الجو إبان عملية مفاعل تموز، والعميد احتياط آفي بربر قائد سرب الفانتوم الذي تدرب على مهاجمة بغداد، إلا ان مدى تحركه كان قصيرا للغاية فأدى ذلك الى تجميد الخطة حتى وصول طائرات (اف16)، وتحادث ايضا مع اللواء احتياط دوبي يافي أحد الطيارين الثمانية الذين قصفوا المفاعل العراقي. استخلاصه هو: الضربات الوقائية الموجهة للمنشآت النووية ذات جدوى محدودة. هي تسمح بكسب الوقت والفوز بالاهتمام الدولي، والأمة والقيادة العازمة على الحصول على السلاح النووي تستطيع ان تجد لنفسها دروبا وسبلا جديدة على أساس متشعب وأكثر مناعة ضد الهجمات.
احدى النقاط التي شغلت فورد في رسالته كانت السياسة الاسرائيلية عشية اتخاذ قرار القصف، حيث كانت في موسم الحملة الانتخابية لعام 1981. فورد يقول انه سمع من دوبي يافي ومن زوجته ميخال، ابنة عيزر وايزمن، ان استقالة وايزمن - الذي بدأت في عهده التحضيرات لعملية القصف إلا انه تحفظ عليها - من منصب وزير الدفاع في ربيع 1980 نبعت من تقديره بأن ذلك سيتسبب بسقوط حكومة بيغن وصعوده هو لرئاسة الوزراء. وايزمن اليائس من الأمل بأن يستقيل بيغن بعد تحقيق السلام مع مصر، أخطأ في إساءة تقدير قوة خصمه بيغن وفي الافراط بتقدير قوته هو.
بفضل قصف المفاعل، حوّل بيغن الخسارة في استطلاعات الرأي الى انتصار في صناديق الاقتراع، على حزب العمل برئاسة شمعون بيرس. تلك المعركة الانتخابية التي تمت ايضا على خلفية التوتر مع سوريا والتي تلتها خطوة ضم الجولان وحرب لبنان، حُللت بصورة مفرطة ولكن المحللين تناسوا عبرة واحدة هامة لا تتكرر: تبين ان السلام ليس مجديا من الناحية السياسية. أكبر انجازات بيغن السياسية والأمنية، وهو السلام مع مصر، لم يكن ورقة رابحة. رغم السلام أوشك بيغن في حينه على فقدان الحكم. الجمهور الناكر للجميل لم يتصف بصبر المؤرخين ورغب في الحصول على إشباع فوري من خلال التلفزيون الملون الرخيص وقصف المفاعل العراقي (الذي سارع بيغن للاعلان عن مسؤوليته عن قصفه خلافا للسياسة المحددة في حينه).
سلف بيغن، اسحق رابين، اقترب من السلام مع مصر من خلال الاتفاق الانتقالي في سيناء في آب 1975، إلا انه لم يحظ بالامتنان من الجمهور. خصومه - من داخل حزبه ايضا بما فيهم بيرس - ركزوا على ثمن الخطوة المتمثل بالانسحاب من المنطقة. خليفة بيغن، اسحق شمير، تقدم نحو السلام في قطاعات اخرى عندما ذهب الى مدريد في عام 1991، وإن كان ببرود ودون حماس. الجمهور كان لامباليا أو معاديا لزحف شمير في الاتجاه الصحيح. هذا كان مسألة غير عادلة، ذلك لان شمير نفسه كان انتصر في انتخابات 1988 رغم إسهامه في احباط "اتفاق لندن" بين بيرس والملك حسين.
السلام مع الاردن في عام 1994 وعملية اوسلو لم يكونا كافيين لفوز بيرس في انتخابات 1994، واتفاق واي الذي هو خطوة على طريق اوسلو لم ينقذ نتنياهو من الخسارة أمام اهود براك الذي فشل بدوره أمام شارون رغم خطوة الانسحاب من لبنان. الاستنتاج الذي يتوجب على شارون ان يصل اليه إثر هذه الموازنة للامور هو ان التاريخ سيكون ضده اذا نجحت حكومته في تمرير الميزانية وفك الارتباط. احتمالات فوزه ستقل حتى اذا أقسم ناخبون كثيرون انهم سيصوتون له بفضل اخلائه الجريء للمستوطنات والتوقع للاستمرار في هذا النهج في الضفة. الظروف خلال المعركة الانتخابية هي التي ستحدد اتجاهات التصويت، وهذه ليست ايجابية بالنسبة لشارون بالضرورة.
الانتخابات هامة لشارون (ولاعداد العملية) قبل الاخلاء وليس بعده حتى يضمن دعم الجمهور له وليس مطالبته له بالسداد. إلا ان شارون مقيد في التزامه أمام بوش بالحفاظ على الجدول الزمني للاخلاء في الصيف القادم. بوش وحده هو الذي يستطيع إعفاءه من التزامه هذا مقابل موافقة شارون على تقدم جديد نحو التسوية الدائمة التي يسعى بوش لتحقيقها خلال ثلاث سنوات.
هذه قضية ملائمة لتبادل الرأي بين الاثنين في لقائهما القادم في مزرعة تكساس، قبل أو بعد مناقشة التنسيق المتبادل حول المشروع النووي الايراني.
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 22/3/2005
ما هي أهمية كيفية اقامة المستوطنة
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: اقامة المستوطنات وازالتها هي مسألة سياسية ولا علاقة لها بالقانون كما ثبت في سيناء وفي غزة - المصدر).

تقرير المحامية تاليا ساسون حول البؤر الاستيطانية يعطي وصفا مثيرا لثقافة الحكم الاسرائيلية التي "لا يعرف" فيها المستوى السياسي ما يحدث ويقوم الموظفون المواظبون النشطاء برسم سياسة مستقلة لانفسهم خلافا لصورة الموظفين الكسالى في البيروقراطيات المعتادة. ولكن رغم اللغة الحادة التي استخدمتها النائبة العامة في تقريرها، إلا ان هذا التقرير لا يملك أية أهمية سياسية.
الحكم الامريكي ابتز من اريئيل شارون التزاما باخلاء البؤر الاستيطانية التي أقيمت في فترة حكمه وتجميد البناء في المستوطنات. رئيس الحكومة أصر على انه غير مسؤول عن المواقع الاستيطانية التي وضعت في عهد من سبقوه وقال انه لا ينوي تولي أمرها وإزالتها. الامريكيون قبلوا هذا الموقف واكتفوا بوعده باخلاء المواقع الاستيطانية التي وضعت بعد "الموعد الفاصل" في آذار 2001. شارون تهرب من ذلك ايضا مع ذريعة جديدة في كل مرة.
المطلب الامريكي باخلاء البؤر الاستيطانية لم ينبع - مثل تقرير تاليا ساسون - من الحرص على سلطة القانون في اسرائيل والقلق على مصيرها. الولايات المتحدة تعتقد ان كل استيطان في المناطق كان أحمقا ومرفوضا من يومه الأول. الادارة الامريكية رغبت في ان لا يقوم شارون باستلاب احتياطي الارض القليل المتبقي للدولة الفلسطينية المستقبلية وبحث عن "عقوبة" لاسرائيل لمعادلة مطلبه من الفلسطينيين بمكافحة الارهاب.
بوش مؤمن كبير بالدولة الفلسطينية. كارين يوز، التي كانت من مساعديه المقربين في الولاية الاولى تحدثت في كتابها "عشر دقائق من الطبيعي" حول الجلسة المصيرية في شهر حزيران 2002 التي فرض فيها بوش على أتباعه رؤيته للشرق الاوسط، ونقلت عن بوش قوله: "أنا اعتقد بكل قلبي ان حل الدولتين مسألة حاسمة لبقاء اسرائيل… علينا ان نقود العملية في هذه المسألة". بوش تمسك بموقفه، ومنذ ان تم انتخابه قام فقط بتوضيح دعوته المصرة على التواصل الاقليمي الفلسطيني في الضفة الغربية. تطبيق القانون قائم على مبادىء جامدة. أما السياسة العملية فهي ترتكز خلافا له على سلم الافضليات. من اللحظة التي اقتنع فيها الامريكيون ان شارون ينوي بالفعل اخلاء قطاع غزة وشمالي السامرة تخلوا عن الضغط في قضية البؤر الاستيطانية. موقف شارون وشاؤول موفاز الذي يتوجب ان يتمحور حول الجهود الاساسية المبذولة في عملية فك الارتباط يدعو الى عدم اهدار الطاقات على مشكلة المواقع الاستيطانية الثانوية. هذا الموقف قبل في واشنطن ايضا بصمت حيث تم تجاهل تقرير ساسون. في ديوان رئيس الوزراء يقولون ان المستشار السياسي شارون ترجمان قد اُغرق بالاتصالات الهاتفية بعد تقرير ساسون. "ماذا هل جن جنون رئيس الوزراء وهل ينتحر سياسيا؟ لماذا قام بالطلب من ساسون ان تعد له التقرير الان؟" سأل الدبلوماسيون الاجانب الذين يرغبون في ضمان انزلاق سلس في عملية اخلاء قطاع غزة في الصيف ومهتمون اكثر في نجاح شارون في تمرير الميزانية.
لديهم سبب جيد لذلك. خطة فك الارتباط بددت الاعتقاد بان الاستيطان الاسرائيلي "سيرسم الحدود" ويحول دون اقامة الدولة الفلسطينية. ربما يكون ذلك صحيحا في الاماكن التي بنيت فيها تجمعات استيطانية كبيرة من الاف الوحدات السكنية مثل معاليه ادوميم ولكن المستوطنات الصغيرة لا تغير من الامر شيئا كما حدث في سيناء ولن تكون " عقبة في طريق السلام" في الضفة ايضا.
منذ أن تنازل شارون عن المبدأ الذي كرسه اسحق رابين بعدم المس بالمستوطنات حتى التسوية الدائمة، لم تعد هناك اهمية لشكليات ورسمية اقامتها. ليست هناك اهمية ان كانت المستوطنة قد اقيمت بمصادقة من لجنة وزارية او من خلال غمزة عين لمسؤول متآمر؟ شارون لم يقم بفحص "قانونية" المستوطنات التي قرر اخلاءها في غوش قطيف كما نعلم. الاعتبار السياسي هو الذي حسم المسألة وهو الذي سيكون الفيصل في المستقبل ايضا. ان كان بوش ينوي بالفعل اعطاء الفلسطينيين تواصلا اقليميا في الضفة فستحل مشكلة البؤر الاستيطانية والمستوطنات من تلقاء نفسها. ما سيتبقى خلف الخط الاخضر سيتم اخلاؤه والنقاط الاستيطانية التي ستبقى في الجانب الاسرائيلي ستبقى على حالها. لن يهتم أحد حينئذ بالجهود الكبيرة التي بذلتها ساسون حتى تتحقق من قانونية وشكلية الكرفانات الموضوعة في المناطق.
-----------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 22/3/2005
حفل تأبيني لتقريرين
بقلم: يوسي سريد
عضو كنيست ورئيس ميرتس سابقا

(المضمون: لا داعي يدعو الى انشاء لجان تحقيق مثل لجنة دوبرات أو ساسون، فالكل يعلم الحقيقة ويعلم ما الذي ينبغي فعله - المصدر).

في السنة الأخيرة امتلأت البلاد مرة اخرى بالتقارير، الى حد انه أصبح يمكن الحديث عن "ثقافة التقارير"، أو "تقارير العهد"، التي يقدمها طاحنو الهواء بجعجعة: الكثير من التقارير وريح ومطر من الالتزامات. يتعاقب الممثلون على دور سيدنا موسى: فمرة يمثل شلومو دوبرات ولجنته، ومرة اخرى تمثل تاليا ساسون تمثيلا أحاديا. والله، لا شريك له، ويعلم الجميع علما صحيحا من هو الله الآن، والجميع يعبدونه.
هناك قاسم مشترك بين التقارير: فكلاهما، لا حاجة اليه كما كان الامر في سواهما؛ منذ البداية لم يكن داعٍ يدعو اليهما. يعلم الجميع تمام العلم ما الذي يجب فعله في التربية، لكنه لم يُفعل. لو أعطيت نماذج للخبراء والبسطاء، وطُلب اليهم ان يجيبوا ما هي الخطوات المطلوبة لاصلاح التربية، لكنا حصلنا على الاجابات نفسها، التي هي اجابات لجنة دوبرات، التي جهدت لتضعها على الطاولة وهي شائهة تثير الخوف. من الذي كان يحتاج الى اللجنة، أو "لقوة مهمة وطنية"؟.
ومن الذي كان يحتاج الى تقرير ساسون، الذي يكتشف امريكا، لان امريكا، مثل يهودا والسامرة وغزة، أصبحت هنا، ونحن نعرف جيدا الخريطة وما يوجد فيها. بسبب مشاهدة المحامية ساسون تقدم لاريئيل شارون استنتاجاتها الموثقة أصابتني موجة ضحك خانقة غير صحية:
فهي، ساسون، تقص على شارون، ما الذي يحدث هناك في الضفة الغربية الخرقاء؛ وتبين له، ان كل مشروع الاستيطان هذا، كله تآمر وخداع ووباء جديد. والذي لا تعرفه حتى الآن، ولن تعرفه أبدا، يطلب هو نسيانه، وربما لا يريد، فمن الذي يستطيع ان يعلم ما يدور في ذهنه.
اعتقدت للحظة، انه سيطلب اليها بأدبه المشهور ان تجلس لكي يقول: يا سيدتي، بهذه الفرصة وكلانا هنا معا في الغرفة، سأكشف لك عن الحقيقة كلها، عما حدث في الحقيقة هناك، وستستطيعين في نهاية الامر ان تُتمي عملك الناقص. أترين، هذه هي الطاولة التي جلسنا حولها، أنا وزمبيش، ودبرنا مع ذكرنا صهيون، وطاولتي الآن خلية اعترافي، خذي قلما واكتبي. لكنه ابتسم فقط وشكر لها، كما شكر لشلومو دوبرات، وكان كلاهما متأكدا ان تقريرهما، من اجل التغيير، لن يمضي في طريق كل ورقة.
"ثقافة التقارير" هدفت الى تمجيد مؤلفيها من اجل دفنهم: منذ ان قامت اللجان التي لم يكن يجب ان تقوم، وهم يخططون لها مراسم دفن رسمية. وأصبح هذا تقليدا: فشارون يعلن في مفتتح جلسة الحكومة عن تبني التقرير بحذافيره. والسائرون في الجنازة يدعون ايضا وزير المالية ليقول اقواله بحزم كبير، وبقصد تأكيد انهم قد حفروا للرجل تسع أذرع في التراب. في مواقف بشارة كهذه لا نتطرق للتفاصيل مثل الميزانية أو الجداول الزمنية، فالاحتفالية تؤجل الانشغال بالصغائر. يتحدثون هناك، شارون وليمور لفنات وبنيامين نتنياهو، بمصطلحات "هزة ارضية"، "ما كان لن يكون بعد"، "ثورة"، وخلف الدفوف والأبواق تتسلل لواذا صلاة الجنازة.
ساسون، وهي خبيرة ذات تجربة، أصبحت تعلم، انه بالرغم من ذلك لن يتحرك منزل متنقل واحد من مكانه، أو مولد كهربائي واحد. يمكن ان يكون حتى شلومو دوبرات، الطفل الذي أُسر، قد أصبح يعلم ويفهم، انهم قد حملوا اسم لجنته عبثا وانه في السنة الدراسية القادمة سيهمِلون كما في العام الماضي. من سقف وزارة التربية نفسها أصبحوا يُسمعون "صفير طمأنة"، تمكن العودة براحة الى الصفوف المزدحمة على أنغام أناشيد التأبين.
في الظاهر تدل "ثقافة التقارير" على توجه مسؤول لنهاية فعل في لجنة بداية. في الواقع، رسخت هنا ثقافة لجنة بداية هي ايضا نهاية الفعل؛ ويمكن ان ندقق ونقول: أهمية التقرير هي في جوهر إهماله.
كم هو مؤسف، ان هذه الحكومة تتمسك بالاشياء الكبيرة، لو تمسكت بالاشياء الصغيرة، لكان يمكن ان نأمل بيوم دراسي طويل بعد عدد من المدارس، وبرمي عدد من المستوطنات الطارئة الى الجحيم.
------------------------------------------------------










معاريف - مقال - 22/3/2005
من الجنوب سيبدأ الاسوأ
بقلم: غابي افيطال
دكتور في هندسة الصواريخ وعضو دائرة
اساتذة الجامعات للمنعة السياسية والاقتصادية

(المضمون: ما تزال مصر هي التهديد الأكبر لاسرائيل، لكن القيادة الاسرائيلية تتجاهل ذلك - المصدر).

في يوم الثلاثاء القريب ستجتمع الجامعة العربية في الجزائر برئاسة عمرو موسى. توضع على طاولة المباحثات خطة السعودية لـ "السلام"، ولا توجد كلمة واحدة عن "خريطة الطريق". في ظاهر الامر، اجتماع آخر ومؤتمر آخر، ولا جديد تحت الشمس. وفي الأصل هكذا تنظر اسرائيل الى هذه المؤتمرات. في مجال السياسة الاسرائيلية، نظرة السياسيين في اسرائيل، مثل الأكثرية الساحقة من مواطني اسرائيل الى مصر، هي نظرتها الى دولة راغبة في السلام. ومن الحقائق كما يقولون، ان الدولة الكبرى بين الدول العربية قد عقدت معنا معاهدة سلام والهدوء سائد بيننا منذ نصف يوبيل.
غير ان الواقع يختلف قليلا، اذا لم نغطي عليه. ان شوقها للسلام مع اسرائيل تغطي عليه تدبيرات حرب واستعدادات لها. الجيش المصري مسلح اليوم بأفضل السلاح الغربي، ابتداء بطائرة اف16 من كل الطرز الموجودة في اسرائيل، وسفن صواريخ متقدمة، ودبابات معركة من نوع "أبرامز"، من أفضل ما يوجد في العالم. تزيد مصر من وتيرة تزودها بصواريخ "سكاد" من كل الطرز. يشارك الجيش المصري في تدريبات قتالية (بعضها مع جيش الولايات المتحدة)، أحد أهدافها هو "تحوير شرقي" أي، باتجاه اسرائيل العدو من الشرق.
الناتج الخام للفرد في مصر هو من الأدنى في العالم، 700 دولار
03-22-2005, 05:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #6
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الخميس 24/اذار/2005 العدد 8750


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 24/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- كوماندو الطرق.
- "المستوطنون مغلقو الطرق: "لا نخاف الا من الرب".
- 21 شابا يدشنون سجن فك الارتباط.
- قائد المنطقة الوسطى للمستوطنين: "سنهدم بيوتكم حتى الاساس".
- الوزير عيزرا: الشرطة فشلت؛ المفتش العام للشرطة: تنقصنا معلومات استخبارية.
- نتنياهو طلب من عوفاديا تأييد الاستفتاء الشعبي.
- شارون قال للمتمردين: اعرض عليكم الصداقة.
- الطلاب: لن يحطموننا.
- يوم الاثنين القادم اضراب في كل الجامعات.
- مزوز يوبخ اولمرت: عملت خلافا للتعليمات.
معاريف:
- الفلسطينيون: لن ننسق فك الارتباط.
- حاخامو اليمين ينفجرون بكاء امام موفاز.
- الفلسطينيون: لا نريد صلة بفك الارتباط.
- يحذرون ويبكون.
- شارون للمتمردين: اقترح صداقة.
- مزوز يوبخ اولمرت أيضا.
- مغلو الطرقات يدشنون سجن فك الارتباط.
- المتدينون يسيطرون على مساق الضابط.
- المظاهرة الكبرى: 2000 وصلوا اليها فقط.
هآرتس:
- شارون سيعمل على شق شينوي من اجل اقرار الميزانية.
- القدس راضية عن تحسن العلاقات مع الجيران ولكنهم يستصعبون تخمين الدولة التالية في الدور.
- المحكم: الدولة لن تعوض 31 عاملا في المفاعل النووي في ديمونا مرضوا بالسرطان.
- عيزرا: الشرطة فشلت في منع اغلاق الطرقات؛ المفتش العام: نحن نتحسن بالذات.
- الشرطة تعتقل 19 طالبا في مظاهرة عنيفة في جامعة حيفا.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 24/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الدول العربية - هآرتس - من الوف بن:
القدس راضية عن تحسن العلاقات مع الجيران ولكنهم يستصعبون تخمين الدولة التالية في الدور../
اسرائيل سجلت هذا الاسبوع انجازا في تقدم علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي، بتسلم رئيس الدولة موشيه قصاب أوراق اعتماد السفيرين المصري والاردني الجديدين، احمد عاصي ابراهيم ورؤوف سليمان البخيت. فقد سحبت الدولتان المجاورتان سفيريهما في اسرائيل في فترة الانتفاضة. وعودتهما الى تل ابيب كانت تعبير رمزيا عن نهاية الحرب الاسرائيلية - الفلسطينية وعودة أجواء التطبيع الى المنطقة.
وزير الخارجية، سيلفان شالوم، الذي منذ توليه منصبه دعا الى توثيق العلاقات مع الدول العربية، وضع امام وزارته التحدي بفتح عشر ممثليات عربية في اسرائيل ويرى في ذلك هدفا قابلا للتحقق.
وتعمل في اسرائيل اليوم سفارات مصر والاردن وموريتانيا، وهي الوحيدة التي أبقت على مستوى علاقاتها أيضا حتى في فترة الانتفاضة. وبالمقابل، قررت المغرب، تونس وعُمان اغلاق ممثلياتها في اسرائيل والممثليات الاسرائيلية في عواصمها. في قطر تعمل الممثلية الاسرائيلية وفق نظام متواضع.
في وزارة الخارجية يتحدثون عن "مفارقة دبلوماسية": مصر والاردن اللذان يتأثران جدا بما يجري بين اسرائيل والفلسطينيين، قررا اعادة سفيريهما والتعبير عن التأييد لخطة فك الارتباط التي أعلنها رئيس الوزراء اريئيل شارون. وقال السفير المصري في حديث مع شالوم: "توصلنا الى الاعتراف باننا بصفتنا الجيران الاقرب الى اسرائيل، فان لنا مصلحة في الحفاظ على الهدوء والاستقرار في اسرائيل. صحيح أن مصر والاردن عملا أيضا انطلاقا من مصالح اخرى، مثل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتخفيف الضغط للتحول الديمقراطي في العالم العربي من خلال التقرب الواضح من اسرائيل. ولكنهما اتخذا الخطوة السياسية. أما بالمقابل فان الدول الابعد بالذات، والاقل تأثرا بالنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، فانها تواصل الحفاظ على مسافة.
وتبذل وزارة الخارجية جهودا متوازية مع المغرب وتونس، من جهة، ومع دول الخليج من الجهة الاخرى. وينتظر كبار مسؤولي الوزارة ان يروا من ستكون الدولة التي ستحطم الجمود. وحسب أحد التقديرات، فان المغرب أو تونس ستكون الاولى، وهناك من يتوقع ان تكون المغرب او تونس الاولى، وهناك من يتوقع انطلاقة على الدرب في الخليج بالذات.
في سنوات الانتفاضة جرى الحفاظ على العلاقات مع دول المحيط. وزير الخارجية يلتقي باستمرار نظرائه من المغرب، تونس، عُمان وقطر على هامش المؤتمرات الدولة ويجري معهم اتصالات هاتفية. كما أنه على مستويات العمل تتواصل "الاعمال كالمعتاد". قسم الشرق الاوسط والسلام في وزارة الخارجية برئاسة نائب المدير العام شالوم كوهين، مسؤول عن العلاقات مع المغرب، تونس، عُمان وقطر. أما عن الاتصالات مع دول اخرى في الخليج فمسؤول منذ سنوات عديدة بروس كشدان، رجل مكتب المدير العام.
الرسالة الدائمة للدول العربية للدبلوماسيين الاسرائيليين: "اعطونا وقت. كلما تقدمتم مع الفلسطينيين، نتقدم معكم". ولكن كل دولة تنتظر دوما خطوة صغيرة اخرى، او خطوة تخفف حدة المعارضة الداخلية الرافضة للتقرب من اسرائيل.
وزير الخارجية المغربي، محمد بن عيسى، التقى مع شالوم الاسبوع الماضي في جنيف (وزير الخارجية التقى هناك سرا، أغلب الظن، مع نظراء من دول اسلامية). وفي المحادثات لم يتفق على استئناف العلاقات في صيغتها السابقة. مبنى ممثلية المغرب في شارع هيركون في تل ابيب، لا يزال مكفرا، ومثله بيت الممثلية الاسرائيلية في الرباط. هناك من يصون المنزلين، ولكن ليس فيهما دبلوماسيون.
في الجانب الاسرائيلي كانوا يرغبون في أن يزور شالوم المغرب (حيث زار قبل نحو سنة ونصف)، أو أن يصل نظيره المغربي الى اسرائيل لاول مرة كايماءة رمزية لاستئناف العلاقات تؤدي الى فتح الممثليتين. ولكن المبادرة اُجلت حاليا، ومثلها أيضا اقتراح بحث لسفر مشترك من وزيري خارجية اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى تونس. وفي ختامها يبقى شالوم لزيارة بلاد مولده. اما التونسيون فقد بردوا بعد أن كشفت رسالة الرئيس التونسي زين العابدين والتي دعا فيها رئيس الوزراء شارون للمشاركة في مؤتمر يعقد في تشرين الثاني.
ممثل تونس في السلطة الفلسطينية، احمد الحبوشي، يكثر من الزيارة في الجانب الاسرائيلي ويحل ضيفا على سليلي تونس بل ويجري محادثات دبلوماسية غير رسمية. والحبوشي مقرب من الرئيس بن علي وشغل في الماضي منصب نائب الامين العام لحزب السلطة التونسية.
أما عُمان التي تعقد اتصالات استخبارية وثيقة مع اسرائيل، واستضافت رئيسي الوزراء اسحق رابين وشمعون بيرس، تبقى الان بعيدة عن العناق العلني. موظفون اسرائيليون، بمن فيهم نائب المدير العام كوهي، زاروا عُمان في الاشهر الاخيرة تحت غطاء محادثات المياه متعددة الاطراف. مثل هذه الزيارات عقدت ايضا في قطر، ولكنها لم تؤدي بعد الى انطلاقة سياسية على الدرب.


السلطة الفلسطينية - معاريف - من بن كاسبيت:
الفلسطينيون: لا نريد صلة بفك الارتباط../
الفلسطينيون غير معنيين بتنسيق فك الارتباط مع اسرائيل وقرروا ترك الخطوة الاسرائيلية لتكون احادية الجانب، وليست خطوة ثنائية منسقة - هذا هو التقدير السائد الان في القدس والذي يبعث على قلق شديد في اوساط محافل سياسية عليا. وحسب المعلومات، فان ابو مازن ومحيطه قرروا ان يروا في فك الارتباط خطوة من طرف واحد، وقبولها بصفتها هذه ورفض تنسيقها مع اسرائيل. فالفلسطينيون يطالبون، مقابل تنسيق فك الارتباط، بضمانات اسرائيلية أو امريكية بالنسبة "لليوم التالي" تتضمن تفاصيل عن المناطق الاخرى التي ستخليها اسرائيل او التعهد باستئناف المفاوضات للتسوية الدائمة. وفي ظل عدم وجود مثل هذا التعهد، فان الفلسطينيين معنيون بقطع كل صلة بفك الارتباط، باستثناء تنسيق أمني لغرض النقل المادي للمنطقة ومنع العنف واطلاق النار.
ويبعث هذا القرار الفلسطيني على القلق الشديد في القدس، واسرائيل تعتزم ممارسة ضغط دولي على الفلسطينيين بهذا الشأن. وبالمقابل، تتبلور خلف الكواليس خطة اسرائيلية لسلسلة اخرى من الخطوات احادية الجانب بعد فك الارتباط لا تتضمن اخلاء مستوطنات. وأحد القلقين الرئيسين هو مساعد رئيس الوزراء شمعون بيرس، المسؤول عن مواضيع عديدة تتعلق بتنسيق فك الارتباط. واشارت محافل سياسية أمس الى أن احد المعارضين الاساس لتنسيق فك الارتباط مع اسرائيل هو أبو علاء بالذات، الذي يعتبر مقربا من بيرس وشريكه في مفاوضات عديدة في الماضي. اما الان فيرفض ابو علاء اجراء اتصالات مع بيرس او لقائه، في ظل استياء بارز من مساعد رئيس الوزراء.
"اخرجوا من المنطقة وسنعرف نحن ماذا نفعل"
عدم تنسيق فك الارتباط سيبدد الجهود الاسرائيلية البارزة والجهود الدولية الواسعة، بما في ذلك مشاركة محافل مثل البنك الدولي، الدول المانحة، الاتحاد الاوروبي، وكثيرين آخرين لنقل الاملاك، المنازل، الدفيئات والبنى التحتية الاسرائيلية في غوش قطيف وقطاع غزة الى محافل وسيطة تشتريها وتنقلها الى الفلسطينيين. اما الموقف الفلسطيني الحالي فهو "اخرجوا من المنطقة ونحن سنعرف ماذا نفعل. لا حاجة لاي تنسيق". في هذه المرحلة يعلل الفلسطينيون الجمود بحقيقة أنهم "لم يشكلوا بعد فرق مفاوضات لتنسيق فك الارتباط". والوحيد الذي ينشغل في ذلك في واقع الحال، هو محمد دحلان، وهو الاخر مليء بالشكاوى ضد الاسرائيليين. ففي اللقاءات القليلة التي عقدت، يقول دحلان: "اتركوا لنا ترميم غزة، نحن سنعرف ماذا نفعل". اما موقف ابو علاء فأكثر تطرفا. فهو يرفض اجراء اي لقاءات مع الاسرائيليين، باستثناء لقاءات اضطرارية لغرض التنسيق الامني ونقل المدن. ويدعي ابو علاء بان فك الارتباط هو خطة من طرف واحد هدفها تخليد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة ولهذا فانه لا ينبغي للفلسطينيين التعاون معها.
الجيش الاسرائيلي - يديعوت:
قائد المنطقة الوسطى للمستوطنين: "سنهدم بيوتكم حتى الاساس"../
"أوصيت بهدم منازلكم وتسوية الارض حتى الاساس. لن نسمح للفلسطينيين برفع الاعلام على الحطام" هكذا قال امس قائد المنطقة الوسطى، يسرائيل نافيه، في لقاء اول مع المستوطنين الذين سيخليهم. وحضر مراسل "يديعوت" هذا اللقاء المشحون.
في أثناء اللقاء، الذي حضره مستوطنون من أربع مستوطنات في السامرة ستخلى في اطار فك الارتباط، أعلن نافيه بانه "بعد اسبوعين سيوقع رئيس الوزراء اعلانا عن مستوطناتكم كمنطقة عسكرية مغلقة". ويدور الحديث عن مستوطنات غنيم، كديم، سا-نور وحومش.
"حتى تنفيذ فك الارتباط ستكون لكم فترة صعبة، وسنحاول جعل حياتكم محتملة، ولكني اقترح عليكم المغادرة قبل ذلك"، قال نافيه للمستوطنين. وردا على ذلك قال له شاب من كديم "على جثتي".
وطلب نافيه ان يسمع من السكان اذا كانت لديهم حلولا سكنية بديلة وفوجىء بان تبين أن معظمهم لم يجدوا بعد عنوانا جديدا. "أنا لا ادري أين سأسكن بعد فك الارتباط وما مبلغ التعويضات"، قال احد السكان. "أنتم تخرجوننا بلا غطاء للرأس، ونزعتم منا احترامنا الذاتي".
بنتسي ليبرمان حذر نافيه من أن الجدول الزمني المكتظ لتطبيق فك الارتباط قد يُبقي مئات الاشخاص دون مأوى: "أنت سترى اناسا يحملون حقائب وليس لهم الى اين يذهبون. انكم تركلون هؤلاء الناس كالكلاب". ورد نافيه ادعاءات ليبرمان واوضح بان المستوطنين سينزلون في "فندق زيخرون يعقوف بضيافة كاملة الى ان يعيدوا ترتيب أنفسم". ومع ذلك حذر اللواء من أن من يبقى في المستوطنة بعد 20 تموز ستعتقله الشرطة "ليدخل السجن بدل الفندق".
وسأل المستوطنون نافيه ماذا سيكون مصير بيوتهم بعد الاخلاء، فروى هذا انه أوصى بهدمها. "لن أسمح للفلسطينيين بالشعور بأنهم داسوا علينا واداروا قدمهم فوقنا". وأعلن نافيه بانه بعد أن تخلى المستوطنات من سكانها سيصل الى المكان القسم المسؤول في وزارة الدفاع عن معالجة أمر المعدات والاملاك الباقية. وبعد هدم المستوطنات سيقيم الجيش الاسرائيلي موقعا عسكريا في كل مستوطنة.
"الجيش الاسرائيلي سيبقى في المستوطنات بتواجد صغير حتى نهاية السنة. وسنحرص على الا يعود اليهود الى المنطقة والا يحاول الفلسطينيون رفع اعلام حماس. وخلافا للوضع في غزة، حيث نخرج ونغلق وراءنا البوابات، ليس لنا نية لمغادرة يهودا والسامرة. نحن سنبقى هنا بهذا الشكل او ذاك مئات وآلاف السنين".
وأعرب السكان عن غضبهم من الاعلان المخطط له في المنطقة كمنطقة عسكرية مغلقة، فيما أن باقي مواطني الدولة يتنزهون في اثناء عيد الفصح. "سأبعث اليكم بفرقة الترفيه في قيادة المنطقة الوسطى لتقدم امامكم العروض حتى الاخلاء"، وعد اللواء "ومعلمات مجندات سيصلن ليكن مع ابناءكم في ايام الاجازة. واذا كانت حاجة سنبعث بالباصات والمركبات المحصنة لتسفير ضيوفكم الى المستوطنة".
وحسب المستوطنين، ففي الاشهر الاخيرة يشعرون بان الدولة تركتهم لمصيرهم. "دائرة الاشغال العامة غير مستعدة لاصلاح الخلل في الطرقات، نحن لا نتلقى اي خدمات. الجميع يقولون لنا انه لا حاجة الى الاستثمار اذ أنهم يخلوننا. اسمحوا لنا بالخروج مرفوعي القامة قدر الامكان. لا تهينوننا".
بينما أعلن معظم المشاركين في اللقاء بانهم سيغادرون المستوطنات دون صراع، صرح عوجين دروري، 28 سنة من كديم بانه سيرفض الاخلاء وقال لنافيه: "انا لن تخرجوني من هنا الا كجثة". اما نافيه فقال له انه يتفهم مشاعره.
وقال نافيه: "الجيش لا يحب المهمة التي كلف بها ولكنه سينفذها بكاملها. السلاح الشخصي للجنود هو دموعهم. سنعانقنكم ونبكي معكم، وسننفذ الاخلاء بتصميم وحساسية".
وعندما وصل اللواء نافيه الى المستوطنة المتطرفة سا-نور، سلمه سكرتير المستوطنة رسالة من السكان ابلغوه فيها انهم يرفضون لقاء من سيهدم بيتهم.

الساحة الداخلية - معاريف:
شارون للمتمردين: اقترح صداقة../
لقاء متصالح بين رئيس الوزراء ومتمردي الليكود في سياقه اقترح شارون على المتمردين: "صداقة"، انتهى امس بدون نتائج. فقد رد شارون اقتراح صفقة "أربعين مقابل أربعين" بموجبه يصوت كل نواب الليكود مع الميزانية، ولكن بالمقابل يلتزمون جميعا بتأييد الاستفتاء الشعبي.
وخلافا للتقديرات التي تنبأت بأن يتفجر اللقاء منذ بدايته، استمر النقاش نحو ساعتين. وكان هذا لقاء أول منذ عشرة اشهر بين الطرفين وفي سياقه رفض شارون الصفقة التي عرضها المتمردون رفضا باتا. وشرح شارون يقول: "حزب العمل أبلغني بانه اذا أيد الليكود بكامله الاستفتاء الشعبي فانه سيصوت ضد الميزانية الامر الذي سيؤدي الى اسقاط الحكومة وانتخابات جديدة". فسأله النائب ايهود ياتوم ولكن دون أن يحظى بجواب: "إذن ماذا تفضل أن نسقطك نحن او يسقطك حزب العمل؟".
وخلافا للرسائل المتفائلة الصادرة عن مكتبه، قال رئيس الوزراء ان ليس لديه أغلبية للميزانية. "ليس لدينا أغلبية وأعتقد أنه يتعين عليكم تأييد الميزانية. هذا ليس أمرا ايديولوجيا، هذا ليس فك ارتباط. هذا إدارة الدولة، هذا أدوية لسلة الادوية، هذا مال للسلطات المحلية ومواضيع اخرى".
كما وصف شارون على مسمع من المتمردين ما ينتظرهم اذا ما حلت الكنيست وتوجهوا الى الانتخابات: "في الصباح ستسافرون الى حفلة ختان في بئر السبع وفي الظهيرة الى حفل النضوج في المطلة مع الف هدية. من أجل ماذا تريدون انتخابات؟"، بل وقال للمتمردين: "واضح لي أني لن اتمكن من اقناعكم في موضوع فك الارتباط وأنتم لن تقنعوني في موضوع الاستفتاء. ولكني رغبت في أن اقول لكم بانه يوجد يوم تال. بعد الميزانية سيتعين علينا العمل معا والعمل من أجل وحدة الحركة وبعد فك الارتباط هناك الكثير من المهمات للمستوطنين الذين هم أبطال".
كان واضحا أن اتفاقا لن يتحقق في لقاء أمس ولهذا فلم يبقَ أمام شارون غير المزاح ومحاولة ترميم علاقاته المتردية مع المتمردين، والذين هذا الاسبوع فقط هددهم في كتلة الليكود بالانشقاق وبالسير المنفصل نحو الانتخابات. وتمازح قائلا: "بعد الميزانية سيتعين علينا العمل معا. أقترح عليكم الصداقة. في عصرنا درج الناس على عرض الصداقة". بل انه ذكّر عوزي لنداو من قادة المتمردين كيف حاربا معا في حروب اسرائيل. أما لنداو فقال في نهاية اللقاء: "أملنا، تماما حتى النهاية، أن نصل الى اقتراح حل وسط يسمح بالحفاظ على وحدة الشعب ووحدة الليكود، ولكن رئيس الوزراء وفر فقط جوا مريحا ولم يقترح علينا شيئا. ولهذا فسنضطر الى التصويت ضد الميزانية الاسبوع القادم".

هكذا سيصوتون في الكنيست
ضد 64 مع 38 امتناع 18
حزب العمل وشعب واحد - 21 المفدال - 6 النائب دافيد طل والنائب ميخائيل نودلمان - 2
شينوي وبريتسكي - 15 الاتحاد الوطني - 6 اجودات يسرائيل وديغل هتوراه - 5
ليكود - 14 الليكود - 26 شاس - 11
ياحد - 6
الكتلة العربية - 8
-----------------------------------------------------





المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 24/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 24/3/2005
الطلاب يدافعون عن التعليم العالي
بقلم: أُسرة التحرير

لاول مرة منذ سنين يتظاهر الطلاب ضد موضوع ليس رسوم التعليم. نشاطهم الحثيث يعد هذه المرة كفاحا من أجل مستقبل التعليم العالي. وبالفعل، فان التعليم العالي هو اليوم على كفة الميزان في سلم الاولويات في اسرائيل، ومثله الموقف من المستقبل؛ بمعنى، المدى البعيد وليس الميزانية السنوية القادمة.
مؤسسات التعليم العالي في اسرائيل مرت في السنوات الماضية بهزات شديدة. ادارة غير سليمة لبعضها، تبذير لا مبال ومركزية اتخاذ القرارات في اياد قليلة جدا، واضافة الى ذلك هزال وادارة مخلولة من المؤسسة المشرفة - كل هذه أدت بها الى أزمة مالية هائلة. ومن أصل سبع جامعات وصلت اثنتان على الاقل الى وضع اضطرت فيه الحكومة الى اجراء فحص متجدد لاستغلال المصادر العامة.
في أعقاب الازمة، في العام 1997 عين رئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو لجنة برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب ميلتس. في العام 2001 رفعت توصيات اللجنة التي طالبت باجراء تغييرات تنظيمية واسعة في ادارة الجامعات بشكل يقلص استقلالية عملية اتخاذ القرارات الاكاديمية ويلحقها بالادارة الاقتصادية للجامعة. وتبنت الحكومة توصيات اللجنة ولكنها اصطدمت بمعارضة رؤساء الجامعات. في اعقاب المعارضة تشكلت لجنة اخرى وأدت هذه الى حل وسط يجري تطبيقه الان.
التغيير التنظيمي هو إذن حقيقة قائمة. حتى المعارضين الواضحين - بمن فيهم المنتمون الى قمة الفكر والعلم في اسرائيل - يعرفون هذا. وينبغي الامل في ألا يؤدي التوازن الجديد بين الاعتبارات الاكاديمية والاعتبارات الادارية - التجارية الى الحاق ضرر بالتعليم العالي ويساهم في نجاعة الجهاز واشفائه.
غير أنه من الصعب التحرر من الانطباع الثقيل في أنه الى جانب محاولات ادخال النجاعة وربما تحت غطائها، ترغب يد خفية في التدخل في الجامعات لدرجة المس الخطير بالحرية الاكاديمية. فالحرية الاكاديمية تجد تعبيرها في تطوير البحث، في وضع جيل جديد من المحاضرين والباحثين، في توسيع المكتبات ووسائل البحث وغيرها.اما التقليصات الحادة في ميزانيات الجامعات، فتجد تعبيرها الان باختيار أقل، بتوجيه أقل لرسائل الماجستير والدكتوراه، بكتب أقل وبساعات مكتبية اقل، بصفوف أقل، وبالمقابل، مزيد من الطاقم الصغير غير المنتمي الى الجامعة، بمحفزات اكثر لتقصير مدة التعليم وتشجيع الادارات للانجرار وراء المنافسة التسويقية على حساب الجودة الاكاديمية.
لا ريب أن الطلاب شخصوا خطرا حقيقيا. الايادي الجديدة التي تنبش في الجامعات وتحسم مصير الدوائر، المحاضرين واقسام البحث ترتبط بشكل مثير للشبهة بجهات سياسية لا تعطف على النخب الثقافية. الادارة السليمة هو أمر لازم ومبارك. والمس بقدرة المجتمع على انتاج العلم، تطوير الفكر والابداع والحفاظ على ان يبقى معلموها وطلابها المؤهلون دون أن يضطروا الى الهرب الى الجامعات في الخارج، مثل هذا المس هو موضوع آخر. حسن أن الطلاب يفهمون ذلك.
-----------------------------------------------------













المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 24/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 24/3/2005
أين نعيش؟
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

هل نعيش في نفس الدولة؟ الجواب هو لا على ما يبدو. قبل أقل من ثلاثة اشهر نشر هنا تقرير الفقر: كل رابع مواطن اسرائيلي وكل ثالث طفل اسرائيلي يعيشون تحت خط الفقر. ليس لهذه المعدلات من الفقر سابقة في أية دولة غربية متطورة. في الولايات المتحدة مثلا يعيش تحت خط الفقر 11.5 في المائة فقط من مجموع السكان، أما في الدول الاسكندنافية فالفقر أقل من ذلك انتشارا.
اسرائيل التي تحتل ذروة الفقر في البلاد المتطورة ليست متأثرة كثيرا بهذا الوضع. تكفي سنة واحدة من الانتعاش الاقتصادي المتواضع جدا وتخفيض مستويات البطالة الى المستوى الذي ما انفك يعتبر مصيبة فادحة لأي اقتصاد طبيعي، حتى ينسون عندنا المباديء الاجتماعية الأساسية وتتوقف "الاحتفالات".
اصوات الانفعال والاعجاب الذاتي التي تتعالى من الحكومة وتصفيق وسائل الاعلام التي تسير في أثرها تدل انه لا توجد اليوم على الارض جنة عدن اقتصادية مماثلة لاسرائيل، وان حشود الاجانب تتقاطر على الأبواب للدخول اليها. كان من الممكن التوصل الى استنتاج بأن كل شيء هنا مدهش وأننا كلنا نعيش في ثراء ورخاء وان مشكلة المشاكل بالنسبة لنا هي أية مجموعة من المستثمرين ستحظى بالصفقة الحكومية المعروضة ولماذا.
والمشكلة الثانية من حيث الأهمية القومية بالنسبة لنا هي، هل ستكون هناك رحلات طيران كافية لحمل كل الاسرائيليين الذين يرغبون في الترفيه عن أنفسهم هناك في عيد الفصح.
البورصة تنتعش، والأرباح تحقق أرقاما قياسية، ورواتب كبار المسؤولين والموظفين تواصل الصعود الى الأعلى. حتى ان هذه الرواتب تفوقت على ما يحصل عليه نظراؤهم في بريطانيا مثلا. ولكن من تكون بريطانيا بالنسبة لنا الآن؟ الاسرائيليون كما نعلم، يبنون نيويورك ويحتلون بوخارست ويسيطرون على بكين. العملة التي تعطى للتاجر لم تعد تُحصى بالشاقل، وانما بالمليون شاقل، وليس مجديا التحدث عن مبلغ يقل عن ذلك.
هل نعيش في نفس الدولة؟ الجواب هو لا على ما يبدو. نحن لا نعيش في نفس الدولة المسماة اسرائيل التي تعرج منذ أكثر من عقد من الزمان خلف العالم المتطور ولا تنجح في سد فجوة مستوى الحياة بينها وبين الغرب - والآن لم تعد تستطيع حتى سد فجوة النمو الاقتصادي بينها وبين آسيا. نحن لا نعيش في نفس دولة اسرائيل التي تعاني من التخلف الشديد في الاستثمارات الأساسية والبنى التحتية المادية والبشرية، والتي تجد أجهزتها الاجتماعية صعوبة في أداء دورها وتختنق بصورة تدريجية سواء بسبب نقص الميزانيات أو بسبب عدم النجاعة.
ما الذي تقولونه؟ نحن كلنا نعيش هنا في بلادنا الرائعة التي هي نموذج يحتذى ويغار منها الجميع فوق البسيطة. دولة تقوم حكومتها الرائعة الذكية باصدار الاصلاحات الثورية بوتيرة تدهش الناظرين في الساحة الدولية. دولة ذات قطارات سريعة وشوارع واسعة وتلاميذ يحتلون المرتبة الاولى بصورة ثابتة في سُلم الدراسة العالمي. ليس هناك مثيل لنا في العالم.
نحن لا نعيش في دولة اسرائيل التي ينتظر فيها الناس نتيجة محاكمتهم العادلة سنوات طويلة، والتي يعتبر فيها تطبيق القانون مسألة مثيرة للضحك. نحن لا نعيش في دولة تحولت الى واحد من المراكز العالمية الثلاثة للاتجار بالنساء. نحن لا نعيش في دولة تحول فيها عدم دفع الضرائب الى أمر طبيعي بالنسبة لشرائح واسعة.
ماذا تقولون؟ نحن نعيش في بلادنا الرائعة، ديزني لاند الرخاء والألوان البراقة والاقتصاد الذي يصبح حرا يوما بعد يوم ويخصخص من يوم الى يوم ويصبح مستقرا بصورة لا مثيل لها في العالم. احذري يا أمريكا، نحن من خلفك.
هل نعيش في نفس الدولة التي أصبح فيها العنف اليومي خطيرا على المستوى القومي؟ في دولة تنقص فيها المستشفيات والمقابر والمدارس؟ في دولة أصبحت فيها الفجوات والفوارق في المداخيل والممتلكات عميقة والأكثر عمقا في الغرب؟ لا، ولا. نحن نعيش في بلاد رائعة يحصل فيها كل مواطن على ما يستحقه بالضبط، وهو راضٍ بنصيبه حتى الثمالة. ما ان يشغل جهاز التلفاز حتى يشعر بالسرور. نحن نعيش في دولة الفرص غير المحدودة التي يستطيع كل واحد فيها ان يدس مليون شاقل في البورصة وبعد ثلاثة اشهر يحصل على عشرة ملايين.
وأخيرا، نحن بالتأكيد لا نعيش في الدولة التي تسيطر على ملايين بني البشر الذين يعانون من عار الجوع وانعدام الحقوق السياسية والمدنية، اشخاص تمتليء نفوسهم بكراهيتنا وكراهية كل ما نمثله في نظرهم.
لا، نحن لا نعيش في دولة كهذه. نحن نعيش على القمر.
------------------------------------------------------

هآرتس - مقال - 24/3/2005
عدد المتظاهرين سيقل أكثر في المظاهرة القادمة
بقلم: ميرون بنفنستي
باحث يساري ومستشار سابق لكوليك

(المضمون: اليسار لا يتمكن من حشد الجماهير حوله لان سياسة شارون وموفاز سياسة حاذقة ومتقنة وهي تسير بصورة تدريجية وبتنسيق ظاهر ومبطن مع الامريكيين - المصدر).

عدد متظاهري اليسار القليل الذين احتشدوا يوم السبت الماضي للتعبير عن تأييدهم لفك الارتباط أجبر منظمي المظاهرة على البحث عن ذرائع وتبريرات: احدى هذه الذرائع كانت القول ان حشد الناس ضد شيء أسهل من حشدهم للتظاهر معه، خاصة اذا كان دعما علنيا لاريئيل شارون. اذا كان الحال كذلك، فلماذا كانت هناك حاجة منذ البداية لتنظيم المظاهرة المحكوم عليها بالفشل؟ من اجل التفاخر في ان شارون يطبق ايديولوجيا اليسار، وان اخلاء المستوطنات هو اختراع من بنات أفكار معسكر السلام.
صحيح ان التحذيرات تتردد في أطراف اليسار من ان كل ذلك ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وان شارون يقودنا نحو تعزيز السيطرة الاسرائيلية في المناطق وليس إضعافها، ولكن ليس من الممكن في نفس الوقت الوقوف في وجه نشوة السلام. المتشائمون المثيرون للغضب هم وحدهم الذين يرفضون الاعتياد على أجواء اوسلو المجترة - عناصر شرطة فلسطينية مع زيهم الرسمي وأسلحتهم وعلم اسرائيل يرفرف بابتهاج فوق حاجز منسي. الأنباء حول تواصل اقامة الجدار وتوسيع البناء في المستوطنات وادعاءات السكان بأن شيئا لم يتغير في الواقع - كل هذه الامور تُهمش وتُزاح جانبا.
يجب أن يحدث أمر ما دراماتيكي لينفد عبر ستار الأوهام ويخترقه. ولكن هذا الامر ليس متوقعا: الجولة الخامسة من حرب اسرائيل والفلسطينيين انتهت مرة اخرى بهزيمة الفلسطينيين، وحتى الجولة القادمة سيكون بامكان الاسرائيليين ان يتصرفوا في المناطق وكأنهم في بيوتهم. شارون وشاؤول موفاز يعرفان كيف يستغلان الأجواء التفاؤلية بصورة جيدة ومتقنة ويواصلان تنفيذ خططهما الاستراتيجية لبلورة الخارطة الدائمة للضفة. المصادقة النهائية لبناء آلاف الوحدات السكنية والمناطق الصناعية والتجارية بين معاليه ادوميم والأحياء الشمالية للقدس هي خطوة حاسمة في تحديد مصير الدولة الفلسطينية. ربط معاليه ادوميم بالقدس يتمخض عن مساحة حضرية واحدة متصلة تمتد على مساحة ضخمة في عرض الضفة من خط تفرع المياه وحتى نواحي أريحا. هذا الامتداد الاستيطاني يعزل شمالي الضفة عن جنوبها بصورة نهائية، ويحول الأحياء العربية في القدس والقرى المحيطة بها الى جزر معزولة مقطعة الأوصال.
شارون وموفاز يعرفان مغزى خطة البناء الاستيطاني المسماة "E1" التي صادقا عليها ويدركان انه لا توجد أية امكانية لادخالها في اطار خريطة الطريق أو في أية عملية سياسية اخرى. ولكنهما يعتمدان في ذلك على الادارة الامريكية التي تهتم بوهم العملية السياسية أكثر من اهتمامها بالحقائق المفروضة على الارض. الادارة الامريكية تقبل ادعاء اسرائيل في الوقت الحالي بأن تجميد البناء لا ينطبق على اجراءات التخطيط، وعندما ينتهي التخطيط تقبل الادارة الامريكية الادعاء بأن البناء في منطقة معاليه ادوميم يهدف الى "تعزيز التجمعات الاستيطانية اليهودية الكبرى" التي كان الرئيس الامريكي بوش قد صادق على بقائها.
حزب العمل لا يستطيع ان يعترض بالمرة على هذه الخطة لانها كانت قد حصلت على المصادقة المبدئية من حكومة اسحق رابين في السابق (ولكنها لم تنفذ)، وعموما "معاليه ادوميم موجودة في خط الاجماع الوطني". لن يصغي أحد لاحتجاجات الفلسطينيين. ما الذي يريده هؤلاء؟ ألم يحصلوا على غزة والمدن الفلسطينية؟ وربما ربما اذا تم القضاء على الارهاب سيحظون بنصف مساحة الضفة التي تُربط مع بعضها بجسور وأنفاق تعطيهم تواصلا اقليميا "ولكن ذلك ليس من اليوم الى الغد"، كما قال شارون.
وبما ان أي فلسطيني جدي لن يقبل خطة الدولة عديمة التواصل الاقليمي الواضح، هذا التواصل الذي ستتسبب خطة ربط معاليه ادوميم بالقدس بتفويت أية فرصة لتطبيقه واقامة الدولة الفلسطينية وفقا لخريطة الطريق. ولكن شارون وموفاز ليسا قلقين: مبتدعو استراتيجية السياسة أحادية الجانب ليسوا بحاجة لموافقة الطرف الآخر، وانما هم يحتاجون فقط لغمزة عين من الامريكيين. وعموما، من الذي يكترث بخطة "E1" بينما ينبسط أمامنا حلم السلام على امتداد الأفق؟ وبصورة جوهرية - لماذا يتوجب النهوض فجأة بينما يتعلق الامر بخطة ليست جديدة وكانت قد حصلت على المصادقة من قبل رابين؟ لا شك ان عدد المتظاهرين الذين سيستجيبون لنداءات معسكر السلام للتظاهر ضد خطة ربط معاليه ادوميم بالقدس وخنق الدولة الفلسطينية سيكون أقل من عددهم في المظاهرة الأخيرة. شارون قام بترويضهم.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 24/3/2005
فك الارتباط التالي لفك الارتباط
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: حركة فتح تمر بصراعات أشد من الصراعات التي يشهدها الليكود، وحركة حماس في وضع أفضل من وضع حزب العمل الذي أصبح خرقة بيد شارون - المصدر).

من تسنى له سماع رئيس الائتلاف الحاكم، جدعون ساعر، وهو يوضح ان الليكود هو ماركة مسجلة مثل الكوكاكولا والقناة الثانية، ولا أحد يتنازل بسهولة عن الماركة المسجلة المنتصرة - لم يتأثر بصورة مفرطة من العاصفة التي هبت داخل كتلة الليكود البرلمانية يوم الاثنين. حسب "متمرد" بارز في الليكود، اغلبية اعضاء المجموعة (من المتمردين) قد تنازلت لشارون منذ مدة عن غوش قطيف وليست لديهم أية نية للتنازل عن الصندوق المسمى "ل.ي.ك.و.د". كل ما يحتاجه شارون لإنزال المتمردين عن الشجرة هو تركنا نحرز النصر عليه في قضية الاستفتاء. هو يعرف مثلنا ان الاستفتاء لا يملك اغلبية في الكنيست.
قضية التبادل - انتصار شارون في لجنة المالية وفي التصويت على الميزانية وانتصار المتمردين في لجنة الدستور في التصويت على الاستفتاء - مرضي للطرفين ويترك كعكة الليكود موحدة وسليمة. المتمردون يستطيعون القول للمستوطنين أنهم فعلوا كل ما في وسعهم لانقاذ غزة وشمالي السامرة، ولكن بما ان الامر أصبح واقعا لا محالة، فمن الأفضل العودة الى البيت وانقاذ ما يمكن انقاذه. بيت ميخائيل رتسون وجلعاد أردين كان وما زال - الليكود. ولا بيت آخر لديهم سواه.
في حزب العمل ايضا لا يعولون كثيرا على تدمير الليكود لنفسه، أي الانقسام بين معتدلين ومتطرفين. الوزراء الجدد لا يسارعون في اعداد النفتالين لتخزين وحفظ بدلاتهم بانتظار شتاء جديد لحكومة شارون. كلما اقترب موعد فك الارتباط عن غزة كلما كان صمت بيرس حول الصباح التالي لفك الارتباط أكثر هديرا ودويا. ولكن الامور التي يسمعها من صديقه أبو العلاء حول مناورات وحيل التملص من تفاهمات شرم الشيخ في كل ما يتعلق بالانسحاب من أريحا وطولكرم واطلاق سراح 900 سجين، تكفي لتعزيز شكوك هذا الثعلب السياسي العجوز في ان فك الارتباط عن غزة سيكون ايضا فك ارتباط العمل عن حكومة شارون.
الضجيج الذي يقيمه شارون حول قضية بناء آلاف الوحدات السكنية في منطقة "E1" بين القدس ومعاليه ادوميم تتردد في أسماع وزراء العمل مثل أجراس الانتخابات. اذا كان الليكود ماركة منتصرة فان المزج بين الليكود و"تعزيز عاصمة اسرائيل" لا يترك أية فرصة لأي حزب صهيوني آخر في منافسته. التقدير السائد في قيادة حزب العمل هو ان شارون سيجد ذريعة بعد فك الارتباط على شاكلة رفض أبو مازن قبول دولة في حدود مؤقتة حتى يتملص من استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
دعوة اهود براك لتأييد خطة البناء في معاليه ادوميم هي مؤشر آخر على انه هو ايضا يستعد للانتخابات، ومن مثله يعرف حساسية الفلسطينيين لهذه المنطقة الضخمة ويعرف ان تطبيق الخطة قد يحدد مصير الاتفاق الدائم مع أكثر الحكومات الفلسطينية اعتدالا. يبدو ان براك ايضا يعتقد ان عليه ان لا يتخلى عن "تعزيز القدس" بعد ان أكل الدهر وشرب على شعار "اسرائيل واحدة" السابق.
بيرس يعد بالالتقاء مع براك ومتان فلنائي وبنيامين بن اليعيزر وعمير بيرتس في الانتخابات الحزبية على رئاسة الحزب. مقربوه يقولون انه يفترض ان شارون يقترب من عظائم الامور في العقد الثامن من حياته وسيسارع لتجنيد ماركة فك الارتباط المحبوبة في الشارع في حملته السياسية داخل الليكود وخارجه، وحزب العمل لن يساوي في نظره أكثر من مجرد منديل للمخاط عليه في آخر الصيف.

سارة - بيلا في رام الله
الفلسطينيون لا يعولون على شارون. نظمي الجعبة، من الموقعين على تفاهمات جنيف والمقربين من القيادة السياسية، شارك في يوم الاحد الماضي في حلقة نقاش منزلية في نتانيا الى جانب يوسي بيلين، وحدّث الحضور كيف تبدو خطة شارون للناظرين من رام الله. "تحت غطاء فك الارتباط عن غزة"، استهل الجعبة حديثه بلغة عبرية طليقة، "سيستكمل شارون بناء الجدار الفاصل ويوسع بناء المستوطنات في المناطق الواقعة غربي الجدار. هو سيقول ان اسرائيل تأخذ 8 في المائة من الضفة فقط وأننا سنقيم بناء دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على المساحة المتبقية من دون شرقي القدس وحل مشكلة اللاجئين". الجعبة قال انه لا يعرف أي زعيم فلسطيني مستعد لشراء هذه البضاعة، وحذر من انه اذا لم تتوصل اسرائيل خلال اربع سنوات الى اتفاق مع أبو مازن على أساس جنيف، فلن يكون هناك شريك فلسطيني للاسرائيليين للتفاوض معه حول اتفاق الدولتين.
ما لم يقله الجعبة في ذلك اللقاء كان ان ماركة فتح التي حملت لواء الدولتين في السنوات الأخيرة مشغولة منذ ايام في تدمير ذاتها. أحد الكتاب الفلسطينيين أطلق على ذلك اسم "فتحية" في احدى الصحف - أي صورة عربية لسارة - بيلا العجوز التي عرفت اياما أفضل. الشرخ الحاصل في الليكود يبدو مثل شجار اطفال بالمقارنة مع ما يحدث في صفوف الحزب الفلسطيني الحاكم. المصادر المطلعة تحذر من انه اذا لم يقم أبو مازن بترتيب الاوضاع داخل حزبه، فانه سيجد نفسه أقلية بعد الانتخابات التشريعية القادمة. حماس، خلافا لحزب العمل في اسرائيل، لن تمد يدها لخصمها السياسي (فتح) الذي يغرق في مياه الصراعات، وانما ستوجه له ضرباتها بلا رحمة.
في الوقت الذي ينشغل فيه قادة فتح في المساومة مع اسرائيل حول إزالة هذا الحاجز أو ذاك في أريحا واطلاق سراح سجين آخر من السجن، تقوم حماس بالتخطيط للسيطرة على المجلس التشريعي دون ان تكتفي بذلك: قادة حماس أخذوا يفكرون في السيطرة على م.ت.ف من الداخل. خطوتهم الاولى ستكون إلغاء قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1988 وعلى رأسها استبدال الكفاح المسلح لتصفية دولة اسرائيل بتأييد التسوية السياسية على أساس قرار 242 وتأييد تسوية الدولتين في حدود حزيران.
الرئيس بوش رغب بالديمقراطية في الشرق الاوسط، وها هو يحصل عليها بصورة تفوق توقعاته. في الشهر القادم عندما سيهمس شارون في أذنيه بالمشاكل التي يواجهها داخل حزبه ويطلب منه ان يغض بصره عن خطة معاليه ادوميم وغيرها وان يتبنى حدود الدولة المؤقتة، ستكون على طاولة بوش تقارير استخبارية حول وضع الحزب الفلسطيني الحاكم الحرج. عندما طلب بيل كلينتون من عرفات ان يأخذ الامور السياسية الاضطرارية التي يواجهها بنيامين نتنياهو بالحسبان (من بينها ضغوط معسكر شارون عليه)، رد عليه الرئيس الفلسطيني: "هل تعتقد أنني بلا معارضة؟". هذا كان قبل ان تقوم الانتفاضة بتحويل كلمة اوسلو من كلمة تدل على عاصمة السلام الى كلمة منبوذة حتى في نظر الفلسطينيين، وقبل اذا أدت عمليات حماس الى اقناع الاسرائيليين - كما تعتقد اغلبية الفلسطينيين حسب استطلاعات الرأي - بالرحيل عن غزة. الامر الذي فشل عرفات وأبو العلاء وأبو مازن ونظمي الجعبة بدورهم في تحقيقه.

موقع بوليسي
عندما تحدث شارون في يوم الاحد عن خطته لنقل مقر شرطة الضفة الى المنطقة "E1" قال مسؤول بارز انه فكر بينه وبين نفسه ان الحبر لم يجف بعد على ورق الفصل الذي يتحدث عن نهب اراضي الفلسطينيين الخاصة في تقرير ساسون، وها هو رئيس الوزراء يورط نفسه في بناء على اراضي ذات ملكية خاصة.
المعلومات التي توجد بحوزة ذلك المسؤول تشير الى ان المكان المعد لنقل مقر الشرطة ليس موجودا ضمن المناطق الواسعة التي صودرت عبر السنين لاستكمال حملة الضم الأكبر في العقدين الأخيرين. مع نشر القرار بإيداع الخطة لاعتراضات الجمهور، يتوقع ان يعبر أصحاب الارض عن رأيهم في خطة تحويل ممتلكاتهم الى مقر لحراس القانون.
قضية الملكية ليست العقبة الوحيدة التي تواجه شارون في مساعيه لتحقيق خطة اقامة الدولة الفلسطينية ذات التواصل الاقليمي التي دعا اليها بوش. الامريكيون لا يميلون لقبول تفسير شارون لمصطلح "التواصل"، حيث يقول ان اسرائيل هي التي ستعزز تواصل الأحياء اليهودية حول القدس اقليميا بينما يكتفي الفلسطينيون بتواصل مواصلاتي. لا توجد في الادارة الامريكية موافقة على فكرة ربط اسرائيل لمعاليه ادوميم بالقدس (التي تماثل في مساحتها مساحة تل ابيب) في الوقت الذي يضطر فيه سكان نابلس الراغبين في زيارة أقاربهم في الخليل الى مشاهدة اليهود من الأعلى. ربما يخشون ان يقوم شارون بتقديم فاتورة حساب بناء الجسر الذي يخطط لاقامته لمصلحة جيرانه في نهاية المطاف، اليهم - هذا الجسر الذي يعتبر الكلمة الأخيرة في فن هندسة الابرتهايد (التفرقة العنصرية). في واشنطن يعرفون المنطقة المتنازع عليها جيدا. في آب الماضي تجول مسؤولون كبار من الادارة الامريكية في المنطقة برفقة المحامي داني زيدمان، مستشار جمعية "عير عاميم" (أي مدينة الشعوب) ومن قادة المكافحين ضد البناء الاسرائيلي في شرقي القدس. الامريكيون سجلوا أمامهم ان الاسرائيليين قد بدأوا في بناء البنى التحتية لاقامة محطة الشرطة، وشاهدوا اللافتة التي تقول ان "وزارة الاسكان تبني E1". اللافتة أزيلت حاليا، والوفد الامريكي أُرسل لمشاهدة مواقع المستوطنات. المتصرف بأعمال رئيس الوزراء، اهود اولمرت، الذي كان قد لطش عينه عندما كان رئيسا للبلدية على هذا الموقع، قال ان الامريكيين اعترفوا في ان كل تسوية مستقبلية يجب ان تأخذ بالحسبان التجمعات السكانية الاسرائيلية في الضفة. علينا ان نفترض ان اولمرت يعرف كل كلمة في رسالة بوش من نيسان الماضي، ويعرف ايضا كلمة "القائمة" التي تتلو كلمة "التجمعات السكانية".
------------------------------------------------------












يديعوت - مقال - 24/3/2005
حذارِ ، دستور
بقلم: شلومو أفنيري
مدير عام وزارة الخارجية الأسبق

(المضمون: تشريع دستور في اسرائيل لن يحل مشكلات سياسية واجتماعية كثيرة في المجتمع الاسرائيلي - المصدر).

مرة اخرى تحاول لجنة الدستور في الكنيست، وجهات اخرى، ان تُشرع دستورا. مقابل الصعوبات والنقائص في الجهاز السياسي، يمكن ان نفهم شعور اولئك الذين يبحثون عن تِرياق لداء السياسة الاسرائيلية. والأمر هو ان البحث عن أدوية عجيبة ينقلب احيانا الى التمسك بأدوية فاسدة. والبرهان على ذلك قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة.
إنه من غير العرضي انه لم يُشرع دستور حتى الآن لاسرائيل. ليس ذلك لمعارضة الجماعات الدينية فقط، فكل صيغة دستور ستضطر الى أن تجابه عددا كبيرا من المسائل الاخرى. مثلا:
• ما هي حدود الدولة؟ هل يمكن تشريع دستور، من غير ان يطرح أحد هذا السؤال، ذا المعنى الدستوري والأهمية من جهة القانون الدولي؟ واسرائيل تتصعب مغالبة الانفصال عن غزة، يمكن ان نتخيل كيف سيبدو الجدل على حدود الدولة. إن من الواضح ان اليسار واليمين معا سيطلبان - كل واحد واسبابه المخالفة - ان تُقرر في الدستور حدود الدولة. كيف سيكون اتفاق في هذا الشأن؟.
• للعربية اليوم منزلة لغة رسمية ثانية، ونتاج ذلك - من غير ان يقرر الامر في القانون - ان هناك منزلة للتربية العربية في الاطار الرسمي. هل يمكن ان نتخيل انه سيمكن الوصول الى اتفاق في هذا الشأن بين أجزاء من اليمين - ستطالب بإلغاء المنزلة الرسمية للغة العربية - وأجزاء من اليسار والجمهور العربي، ستطلب ترسيخ منزلتها ترسيخا أكثر إلزاما.
• كون اسرائيل دولة يهودية خاضعة اليوم لتأويلات مختلفة، وبعضها يمكن ان يُعايش بعضا باخضاع بعض لبعض، بالرغم من التوترات بينها. كيف سيوافق الجمهور المتدين غير المتدين في تأويل كلمة "يهودي"؟ هل يمكن اليوم اتفاق بين الأكثرية اليهودية والأقلية العربية في هذه القضية؟.
• هل يمكن تشريع دستور بغير ان يُشمل فيه قانون العودة؟ واضح أن لا، وواضح ان الجمهور العربي سيعارض، وفي الجمهور اليهودي ايضا اختلافات في بعض جوانب هذا القانون. كيف سيُسوى هذا الامر "باتفاق"؟.
• سيكون من سيطلبون ان يُقرر في الدستور منزلة النشيد الوطني والعَلَم. يجب ان نفترض مرة اخرى ان أجزاء في الجمهور العربي ستعارض. من المعقول ان الأكثرية اليهودية ستقرر - لكن هل سيقرّب هذا الجمهور العربي ليشعر شعورا أكبر انه "في البيت"؟.
يحاول مؤيدو الدستور الاستعانة باستفتاءات الشعب، التي تدل في رأيهم على ان أكثر الجمهور مستعد للوصول الى مصالحة. قيل في الاعلان الذي نشر مؤخرا، إن 66 في المائة يعتقدون ان "العرب واليهود يستطيعون التصالح على الموضوع القومي"، ويعتقد 74 في المائة ان "العلمانيين والمتدينين يستطيعون التصالح على الموضوع الديني"، و94 في المائة "يوافقون ان على كل جماعة ان تنزل عن شيء ما للوصول الى اتفاق".
رائع. لكن كل ما يدل عليه استفتاء كهذا هو ان المسؤولين يودون كثيرا ان يبدوا معتدلين ومائلين الى المصالحة. لو كان مؤيدو الدستور أروهم المواد ذات الصلة بواحد من هذه الموضوعات، لكان تأييد اقتراح دستور معين سيهبط هبوطا عجيبا.
وأخيرا: كل اقتراح سيُسحق سحقا تاما عندما يصل الى المفاوضة البرلمانية، كما حدث لاقتراح قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة؛ فليس ما تدخله في التنور التشريعي هو ما يخرج منه.
يوجد مقدار كبير من سذاجة التفكير بأنه تمكن هندسة الواقع السياسي الاسرائيلي بإدخاله قسرا الى وهم الدستور. يوجد ما ينبغي اصلاحه في الواقع السياسي الاسرائيلي - ويُحتاج لهذا الى عمل سنوات، بصبر وبحكمة سياسية. تقريب النهاية باقتراح قانون سحري لن يحل هذه المشكلات، بل سيزيدها حدّة.
------------------------------------------------------











يديعوت - مقال - 24/3/2005

بوش هرب

بقلم: غي باخور
مستشرق

(المضمون: الوهن الامريكي بسبب فقدان الاهتمام او بسبب تغيير النهج، فمن شأنه أن يؤدي بالشرق الاوسط الى نتائج اكثر هدما من تلك التي وجدت فيه، ذلك أنه في مثل هذه الحالة قد تنتصر المحافل الراديكالية والعنيفة - المصدر).

هل من الممكن، بعد كل التحذيرات بشأن "الشريف" الذي يبحث عن من يطلق النار عليه في الشرق الاوسط، أن يكون الرئيس جورج بوش في الولاية الثانية معتدل اكثر بكثير مما كان في الولاية الاولى؟ هذا الاشتباه آخذ بالاستراق الى وعي الحكام العرب إذ يفحصون السياسة الامريكية للاسابيع الاخيرة، وهذه تفاجئهم، بل وربما تحيي نفوسهم.
في الولاية السابقة تحددت اهداف واضحة مثل العراق، ايران، سوريا، الحركات الاسلامية العنيفة، بل وانظمة لا تتخذ الديمقراطية، كمصر أو السعودية. الضغط الامريكي للتحول الديمقراطي كاد يثير الفزع لدى حكام عرب كبار، وقلق حقيقي على استمرار حكمهم. وأدى هذا الضغط الى نتائج. تغيير مادي للحكم في العراق، القذافي يتحلل من أسلحة الدمار الشامل، الرأي العام العربي ينهض ضد الانظمة الفاسدة، الشارع اللبناني تجرأ على ان يري وجهه الحقيقي، سوريا وايران دخلتا في حالة دفاع عن النفس، وكذا ايضا منظمات مثل حزب الله وحماس. في الشرق الاوسط كان هناك كثيرون توقعوا ان ينهي الان بوش ما بدأه في الولاية السابقة ولا سيما ضد ايران وسوريا. ولكن ها هو جورج قد هرب. فالنهج اللين مثله مثل الهرب.
النهج الامريكي الجديد يمنح حرية عمل دبلوماسية للكتلة الاوروبية حيال ايران. وبدل سياسة القبضة الحديدية والعصا، تقترح الولايات المتحدة الجزر لايران وذلك في ظل المعرفة الواضحة بان بعد الزمن حرج. ايران تدفع الى الامام بسرعة مشروعها ال
03-24-2005, 04:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #7
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الثلاثاء /اذار/2005 العدد 8753


المصدر السياسي
قسم العناوين الثلاثاء 29/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- فحص لـ "يديعوت احرونوت": كل شخص يمكنه ان يدخل بسهولة الى مكاتب القضاة في محاكم تل ابيب".
- ابواب مفتوحة.
- الاستفتاء الشعبي يدفن في الكنيست - 72 ضد 39 مع.
- التوقيت الصيفي من يوم الخميس ليلا.
- المخابرات تحبط محاولة لاطلاق صاروخ قسام من جنين على اسرائيل.
- شارون يفك ارتباطه عن آخر عائق.
- اليوم: الكنيس تصوت في صالح ميزانية الدولة.
- الصراع ينتقل الى الميدان.
- معضلة: كيفية نقل القبور من غوش قطيف.
- معركة في حجرة الاعتقال: مستوطنون ضد عرب.
معاريف:
- المعركة تنتقل الى الشارع.
- تيننباوم: عرضوا علي التجسس عندما أعود الى البلاد.
- الصراع يرتفع درجة.
- يعدون المنطقة لاقامة قواعد عسكرية جديدة.
- الكنيست قالت لا للاستفتاء الشعبي.
- الطلاب: الكفاح انتهى.
- تومي لبيد ضد الجميع.
هآرتس:
- معارضو الاخلاء يهزمون في الكنيست؛ مستوطنون يجمعون الغذاء والمعدات استعدادا للصراع ضد فك الارتباط.
- شرق مقدسيين كانوا في منطقة بيت لحم - يُستدعون للشرطة على "خرق أمر اللواء".
- تقرير طلبت اعداده الحكومة يقول: "قيمة املاك اليهود في بولندا عشية الحرب: 30 مليار دولار.
- كثيرون يشعرون ان الكفاح الان يستهدف التأثير على فك الارتباط القادم.
- الحاخامون يحاولون التوصل الى تفاهم قبل تنفيذ فك الارتباط.
- بعد خيبة أملهم من التصويتان، في اليمين ينقلون المقاومة الى الشوارع.
- مقربو نتنياهو: المحيطون بشارون يعملون كالمافيا.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 29/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - هآرتس - من عميره هاس:
شرق مقدسيين كانوا في منطقة بيت لحم - يُستدعون للشرطة على "خرق أمر اللواء"../
تكثر الحالات التي يتعرض فيها فلسطينيون، من سكان شرقي القدس، ممن يعودون من منطقة بيت لحم وجنوبي الضفة عبر حاجز "الكونتينر" في شرقي ابوديس، الى الاستدعاء الى الشرطة على "خرق أمر اللواء". هكذا لاحظ نشطاء منظمة "محسوم ووتش" التي تتابع يوميا ما يجري في حواجز الجيش الاسرائيلي والتعديلات في قيود الحركة على الفلسطينيين. وهذا التغيير يفسر كجزء من الاستعداد لاستكمال جدار الفصل في منطقة القدس.
ولاحظ الفلسطينيون ظاهرة اخرى تدل على الاستعداد لاستكمال البناء: ففي حاجز قلنديا يؤشر جنود وعاملون من شركة خاصة الى ويحصون كل شرق مقدسي يمر في الحاجز. "سجل زرقاوين اثنين" (حاملي بطاقتي هوية زرقاء، أي مقدسيين)، سمع أحد الجنود يقول لزميله في قلنديا قبل ثلاثة ايام. كما علم أنه في حاجز عطروت غربي قلنديا على "طريق بيغن" تسجل أيض سيارات الشرق مقدسيين.
في الاسبوعين - الثلاثة الاخيرة يتبين أن جنود حرس الحدود في الحاجز منعوا شرق مقدسي من العبور فيه، باتجاه الجنوب الشرقي، اي باتجاه بيت لحم، أو يحذرونهم في أنه لدى خروجهم سيستدعون الى الشرطة. فمثلا، قبل بضعة أيام منع عبور عائلة انطلقت للمشاركة في عرس اقرباء في بيت لحم. مقدسيتان سافرتا في نزهة الى اريحا حذرتا بالاستدعاء الى الشرطة. وعندما "يظهر" الشرق مقدسيين لدى عودتهم من بيت لحم، يسلمهم الجنود وثيقة الاستدعاء الى الشرطة. حاجز "الكونتينر" (على اسم كشك كان ذات مرة في المكان) موضوع على محور السير الوحيد تحت تصرف السلطة الفلسطينية والذي يربط بين جنوب الضفة وشمالها.
مبدئيا، أمر اللواء الذي صدر في بداية الانتفاضة الحالية، ويحظر على الاسرائيليين الدخول الى منطقة أ، ينطبق ايضا على السكان الفلسطينيين في شرقي القدس. وحسب هذا الامر، فان الدخول لا يسمح الا باذن خاص. جنود في حاجز حوارة جنوب نابلس يبلغون الشرق مقدسيين لدى خروجهم بانه "في المرة التالية تعالوا مع تصاريح". ولكن حتى الان لم يفرض الامر على الشرق مقدسيين في كل الحواجز بذات التشدد.
الوضع سيتغير مع استكمال السور وجدار الفصل في منطقة القدس، ومع اقامة 11 بوابة ومعبر فيه. وقبل نحو شهرين علمت "هآرتس" انه ابتداء من تموز 2005، حين سيستكمل حسب التوقعات بناء السور في منطقة قلنديا لن يتاح دخول الشرق مقدسيين الى منطقة رام الله الا بالتصاريح. وقبل نحو شهرين بدأ الجنود يمنعون عبور السيارات من شرقي القدس في قلنديا ولكن وبعد احتجاجات عديدة - توقف الامر. ومع ذلك، فقد أوضحت مصادر عسكرية أنه ابتداء من تموز سيفرض أمر اللواء.
وكان الجيش الاسرائيلي قد مهد مؤخرا التربة في التلة جنوبي مخيم قلنديا للاجئين، لتهيئتها كواحد من أحد عشر معبر في سور الفصل في منطقة القدس. وقبل اسبوعين سدت "ثغرة" في السور الاسمنتي الآخذ في الاستكمال على طول طريق الرام - قلنديا، والذي يفصل بين المنطقة التي ضمت الى القدس، من الغرب، وبين حي الرام. وبقيت لا تزال مفتوحة "ثغرة" باتجاه بيرنبالا، من الغرب، وهي القرية التي ستصبح "جيب" محاط بالجدار حين تسد هذه الثغرة وعندما يتم وصل السور في شمالي الطريق بحاجز قلنديا الجديد.
جنود حرس الحدود في حاجز "الكونتينر" بلغوا أن الشرطة تعد لمن "امسك بهم" من الشرق مقدسيين غرامة بمبلغ 1000 شيكل. ولكن الناطق بلسان لواء شاي في الشرطة شلومو سجي قال لـ "هآرتس" ان الحديث يدور فقط عن استدعاء وتحقيق شرطي وليس فرض غرامة. وخلافا لنتائج بحث "محسوم ووتش" فان الناطق بلسان لواء شاي مقتنع بان فقط مواطنين اسرائيليين هم الذين يتم استدعاؤهم الى الشرطة وليس سكان شرقي القدس.
الوضع الامني - يديعوت:
المخابرات تحبط محاولة لاطلاق صاروخ قسام من جنين على اسرائيل../
أحبط جهاز المخابرات الاسرائيلي بمساعدة الجيش الاسرائيلي انتاج صواريخ قسام خططت الجهاد الاسلامي الى اطلاقها من منطقة جنين باتجاه الاراضي الاسرائيلية. فقد اعتقلت قوات الجيش الاسرائيلي أمس عشرة نشطاء من الجهاد الاسلامي عملوا في الاشهر الاخيرة على تطوير صواريخ القسام. وقالت مصادر عسكرية ان هذا حدث خطير وشددت على أنه اذا ما اطلق الفلسطينيون حتى ولو صاروخ قسام واحد من مدينة فلسطينية اخلاها الجيش الاسرائيلي "فسنعود الى هناك في غضون ساعة واحدة".
وفي جنين قالوا أمس ان احد المعتقلين هو زعيم الخلية، احمد مصباح، كان ابعد الى غزة في العام 2003 وتعلم هناك كيفية انتاج صواريخ القسام. وفي اطار الاتفاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل سمح له بالعودة الى جنين فاستأنف نشاطه الارهابي.
قبل نحو شهر اعتقلت خلية حاولت انتاج صواريخ القسام واطلاقها نحو العفولة، وفي حي القصبة في نابلس عثر قبل نحو نصف عام على مختبر جرت فيه استعدادات لانتاج صواريخ القسام.

فك الارتباط - يديعوت:
شارون يفك ارتباطه عن آخر عائق../
أزاحت الكنيست أمس العائق الاخير الذي يقف أمام تنفيذ خطة فك الارتباط، حين ردت باغلبية كبيرة مشروع قانون الاستفتاء الشعبي. ولكن في الطريق الى تحقيق هذا الانجاز، دفع رئيس الوزراء ثمنا سياسيا باهظا: معظم اعضاء كتلة الليكود، بمن فيهم الوزراء الكبار، صوتوا ضد موقفه.
احزاب اليمين ومتمردو الليكود تمكنوا من تجنيد 39 نائبا فقط تأييدا للاستفتاء الشعبي، مقابل 72 معارض وامتناع 3 عن التصويت. وعمليا كان لرئيس الوزراء موالون من حزب العمل اكثر مما من كتلته هو. 12 فقط من اعضاء الليكود وقفوا الى جانب رئيس الوزراء. فيما صوت 27 نائبا من الليكود - بمن فيهم الوزراء نتنياهو، شالوم، لفنات، نافيه، كاتس وهنغبي، ورئيس الكنيست ريفلين ورئيس الائتلاف ساعر - في صالح الاستفتاء الشعبي. وكان أول من توجه الى شارون ليهنئه على انتصاره في التصويت بالذات النائب من العمل، الوزير اوفير بينس. واحتج ايلي ابلولو من الليكود على وضع حزبه فقال: "لم يعد هذا حزبا واحدا، وهكذا لا يمكن الاستمرار لادارة الدولة. أما يولي تمير من العمل فقد أجملت الامر فقالت: "يوجد لشارون فك ارتباط ولكن لا يوجد له حزب".
(يديعوت)
اليوم: الكنيس تصوت في صالح ميزانية الدولة../
التصويت على ميزانية الدولة كان يفترض أن يكون التصويت الدراماتيكي، المتوتر والمضني، التصويت الذي سيحسم مصير الحكومة. غير أن الاتفاق بين شارون وشينوي أدى الى أن تصبح نتائج هذا التصويت معروفة عمليا مسبقا. واليوم في الساعة الرابعة من بعد الظهر ستبدأ الكنيست في التصويت على بنود ميزانية الدولة للعام 2005، بمبلغ 266.6 مليار شيكل. وعلى قانون السياسات الاقتصادية ("قانون التسويات") المرافق لها. وعلى طاولة الكنيست موضوع سجل التحفظات على الميزانية والذي يقع في 90 صفحة. في سيناريو الكفاح في سبيل كل صوت فان النقاش في هذه التحفظات قد يستمر ساعات طويلة - فيتحول الى اختبار برلماني ممزق للاعصاب يتواصل حتى اللحظة الاخيرة. غير أنه في منتهى السبت تمكن رئيس الوزراء من ان يضمن اغلبية في التصويت المرتقب ويمنع وضعا لا يتمكن فيه من اقرار الميزانية قبل الموعد الاخير - يوم الخميس 31 اذار، منتصف الليل.
والان، حين تكون الاغلبية للميزانية مضمونة، فليس لاي من معارضي شارون رغبة في اطالة النقاش. وعليه فيحتمل أن تنتهي المناقشات في بنود الميزانية، والتي بدأت عصر أمس، هذه الليلة بمصادقة الميزانية في الكنيست بكامل هيئتها.
وصحيح حتى هذا الصباح، فان لشارون أغلبية صلبة من 67 - 66 نائبا يؤيدون ميزانية الدولة. ومن المؤيدين 27 نائبا من الليكود، نواب العمل (19) وشينوي (14)، اعضاء يهدوت يسرائيل وديغل هتوراه (5)، النائب يولي نودلمان سيؤيد ايضا. كما من المتوقع أن يصوت بريتسكي الى جانب الميزانية أو ان يمتنع.
أما عضوي كتلة القائمة العربية الموحدة فسيمتنعان عن التصويت في اعقاب اتفاقهما مع شارون الذي وعد بسلة امتيازات للوسط العربي: 550 صف تعليم، طرق وصول، مراكز جماهيرية، رياض أطفال، عيادات وتطوير مناطق صناعية.
معاريف - من نداف ايال:
انتهت المعركة السياسية../
ثلاثة رجال جلسوا أمس في كافتيريا الكنيست، الى جانب احدى النوافذ، وأخذوا يدخنون السجائر. وكانت الكافتيريا شبه فارغة. كان هذا صباح يوم، وفي ختامه علمت الامور فباتت عناوين رئيسة في الصحف. معظم الوقت كان النواب الثلاثة صامتون. فببساطة لم يكن لديهم ما يقولون. ميخي راتسون، الذي ضحى بعضويته في الحكومة من أجل الكفاح ضد فك الارتباط اعترف بأنه يوجد في حالة "تفكير متجدد على المستوى الشخصي". اما ايهود ياتوم فكان أكثر حدة: "الكفاح في الكنيست انتهى. ماذا اوشك أن اعمل؟ سأقول لك ما لن أعمله: لن اغادر غوش قطيف، لن اصارع الجنود والشرطة، لن ادعوا الى رفض الخدمة". الرجل الثالث، دافيد ليفي، ساهم مساهمة متواضعة في الحديث: بين الحين والاخر نم عن ابتسامة واسعة. ابتسم وعاد الى سيجارة التايم.
في اثناء يوم امس اتخذت الكنيست سيماء منفعلة، ملونة. فها هو في الرواق يطارد ايلي ابلولو، ملوحا بعصا، رئيس مكتب بنيامين نتنياهو. وذات ابلولو حشر نحو الجدار، لفظيا، من ثلاثة مستوطنين منفعلين يريدون اقناعه - بالسبل اللطيفة بالطبع - بان يغير تصويته ضد الاستفتاء. وعلى مسافة غير بعيدة منهم ينزوي زمبيش، الرجل القوي في مجلس "يشع"، مع رفاقه المكتئبين. نقطة للتفكير: "زمبيش لا يتحدث أبدا. دوما ينزوي. وتقريبا في تلك اللحظات، يصعد رئيس شينوي تومي لبيد الى جلسة كتلته وعلى نحو تظاهري من التعب النفسي يلمح بان رئيسة كتلة ميرتس زهافا غلئون، ولا يوجد سبيل لكتابة ذلك بكياسة، مومس. وفي الكافتيريا سُئل الوزير بنيامين بن اليعيزر عن حاله فرد وهو يأكل القشطة بوضع قطعة قشطة صغيرة على يد السائل المذهول. هذا ايضا رد.
وانقسمت الكنيست أمس بين راضين ومستائين. من جهة حاييم رامون يجري جولة نصر بين الطاولات، يبث حالة نشوى حيال النصر المتوقع في الاجتماع الكامل. اما ارييه الداد من الجهة الاخرى فيصدر بلاغا للصحافة يقترح فيه بجدية السيطرة منذ اليوم على الحرم.
السلوك العصابي للكنيست أمس مميز لعهود كل شيء ولا شيء. كل شيء - لان الاستفتاء الشعبي يعد الامل الاخير لمعارضي فك الارتباط. ولا شيء إذ كان واضحا ان مبادرة الاستفتاء ستسقط. وهي بالفعل سقطت.
واذا ما صدقنا تقدير النواب أنفسهم، فقد أنهت الكنيست دورها التاريخي في حملة فك الارتباط. وهكذا في الايام الاولى من ربيع 2005، يتبين أن الصراع مع أو ضد فك الارتباط لن يدار في الساحة السياسية، على الاقل ليس في الفترة القريبة القادمة. الميدان هو الذي سيقرر أغلب الظن مصير فك الارتباط - الميدان وليس النواب. كل اللاعبين، من المستوطنين وحتى رجال شارون، يفهمون بان المعركة السياسية انتهت الان: أمس شهدنا نهاية البداية.
المستوطنون - يديعوت:
معركة في حجرة الاعتقال: مستوطنون ضد عرب../
مستوطنون معارضون لفك الارتباط ممن اعتقلوا في أعقاب اغلاق الطرقات التقوا في المعتقل بخصوم اكثر عنفا واقل تسامح من الشرطة الذين اعتقلوهم.
صباح أول أمس مكث في الحجرتين المجاورتين في قبو المحكمة في تل ابيب مستوطنون مشبوهون باحراق اطارات سيارات وثلاثة من عائلة عربية تعد احدى عائلات الجريمة الخطيرة في اسرائيل، متهمون بسلسلة أعمال سلب مسلح.
الصدفة التي جمعت المجموعتين في حجرتين مجاورتين أدت الى الصدام المباشر. وحسب الشهادات، سخر المستوطنون من جيرانهم واهانوا النبي محمد. اما العرب فرشقوا ردا على ذلك كأس قهوة ساخنة على المستوطنين واضافوا الشتائم والتهديدات. ورد المستوطنون برشق قماقم الماء نحو الحجرة الثانية.
وانتهى الصدام بتحقيق شرطي سيتقرر في ختامه اذا كانت سترفع لوائح اتهام اخرى ضد المشاركين. وذلك شريطة ألا يحاول ممثلو عائلة الاجرام تصفية الحساب مع المستوطنين كما درجوا على الفعل مع خصومهم المحليين.
(يديعوت)
الصراع ينتقل الى الميدان../
بدا اريئيل شارون أمس سارحا منغلقا في ختام التصويت على الاستفتاء الشعبي. فمع أنه عرف انه سينتصر في هذه الجولة، الا أن امامه لا تزال المعركة الاشد - المعركة في الشارع على فك الارتباط. والى هذه المعركة ينطلق رئيس الوزراء فيما لا يقف معه سوى ثلث كتلة الليكود.
وكشف شارون النقاب أمس على من، اضافة الى ابنه، يمكنه أن يثق بعينين مغمضتين. والحديث يدور عن 11 نائبا بالاجمال ممن وصفوا أمس بلقب اشكالي بعض الشيء في الليكود - "معسكر شارون". ويضم هذا المعسكر الوزراء ايهود اولمرت، تسبي لفني، مئير شطريت، جدعون عيزرا وابراهام هيرشزون؛ نائب الوزير زئيف بويم والنواب ايلي ابلولو، روني بارأون، مارينا سولدكين، روحاما ابرام ومجلي وهبة.
من صوت أمس خلافا لقرار اعضاء مركز الليكود الذين قرروا وجوب تأييد قانون الاستفتاء الشعبي، فعل ذلك انطلاقا من الولاء لشارون والموافقة الكاملة على طريقه. ويعتزم شارون الان رفع بعض الموالين له الى مناصب وزراء ونواب وزراء كجائزة على تأييدهم له في ساعته الصعبة.
كل نواب الليكود الاخرين ساروا خلف بنيامين نتنياهو، سيلفان شالوم وعوزي لنداو الذين قادوا الكفاح في سبيل الاستفتاء الشعبي. وقد حسموا في صالح الولاء لاعضاء المركز ممن سيصلون اليه ليستجدوهم بان يكونوا مرة اخرى مرشحين للكنيست القادمة.
ويمكن لرئيس الوزراء أن يواسي نفسه في شيء واحد: بعد ثمانية أيام تخرج الكنيست في اجازة طويلة، وفي هذه المرحلة يبدو أنه لا توجد قوة في العالم يمكنها أن تسقطه من كرسيه وتهدده بالانتخابات. الاستفتاء الشعبي سقط نهائيا من جدول الاعمال والميزانية ستقر باغلبية كبيرة، وجبهة متمردي الليكود بدأت تهتز.
لا تزال أمام شارون صراعات داخل كتلته، ولكن هذه طفيفة. المواجهات ستتركز داخل الحكومة بين وزراء الليكود حين تطرح مراحل فك الارتباط المختلفة على التصويت. الصراع الحقيقي، المستوطنون قبالة شارون، سينزل الان الى الشارع.
التوقيت الصيفي - يديعوت:
التوقيت الصيفي من يوم الخميس ليلا../
التوقيت الصيفي سيدخل حيز التنفيذ هذا الاسبوع في الليل بين يوم الخميس ويوم الجمعة. ففي الساعة الثانية صباحا سيتم تحريك عقارب الساعة الى الامام ساعة واحدة، بحيث تصبح الساعة الثالثة.
وسنفقد جميعا ساعة نوم في تلك الليلة ولكن في نهاية المطاف سنربح ساعات ضوء اخرى تضيف لنا جودة حياة.
هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها انتهاج التوقيت الصيفي حسب القانون الجديد الذي اقر مؤخرا في الكنيست. وحسب ذلك، سيدخل التوقيت الصيفي حيز التنفيذ كل عام في الساعة الثانية صباحا من يوم الجمعة (في الواقع يوم الخميس ليلا) قبل الثاني من نيسان وينتهي في الساعة الثانية صباحا من يوم الاحد قبل العاشر من شهر تشرين العبري (مخرج السبت الاول من شهر تشرين العبري).
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 29/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 29/3/2005
إستفزاز في معاليه أدوميم
بقلم: أُسرة التحرير

الرغبة في عدم تخريب الجهود السياسية لرئيس الوزراء في تحقيق أغلبية لخطة فك الارتباط أدت الى تأجيل الجدال الجماهيري على ترسيم الحدود النهائية مع الفلسطينيين. ولكن بقدر ما هي شديدة الرغبة لتأييد اريئيل شارون في هذه المرحلة وتأجيل النقاش على مستقبل المستوطنات الى مرحلة لاحقة من الصعب التسليم بحقيقة أن الحكومة تعتزم البناء في منطقة تسمى "اي-1"، بين القدس ومعاليه ادوميم، 3.500 وحدة سكن اخرى، وبالتالي عرقلة التواصل الاقليمي اللازم لدولة فلسطينية، سبق لشارون أن وافق على اقامتها.
خطة البناء في معاليه ادوميم تقبع في أساس الخلافات الجديدة بين اسرائيل والولايات المتحدة وبين اسرائيل والسلطة. المصادقة على مشاريع البناء من شأنه ان يعكر صفو الاجواء بين اسرائيل والسلطة ويؤدي الى استئناف العنف. فلا يمكن مواصلة الطلب من الفلسطينيين منع الارهاب فيما لا تلبي اسرائيل التزاماتها في تجميد كل النشاط الاستيطاني.
خريطة الحل بين اسرائيل والفلسطينيين باتت واضحة الى هذا الحد او ذاك، في خطوطها الهيكلية الفظة على الاقل. فمنذ عشر سنوات بات دارجا الحديث عن ضم "الكتل الاستيطانية" الى اسرائيل كجزء من الاتفاق الدائم. ومنذ أن أجرى رئيس الوزراء الانعطافة السياسة التي ولدّت فك الارتباط لم يعد هناك فارق جوهري بين خرائط شارون، ايهود براك ويوسي بيلين. كما أن الامريكيين وافقوا في الماضي على ذلك مقابل تعويض اقليمي. صخرة الخلاف اليوم هي عمليا حجم الكتل وخطوطها الهيكلية. وميل شارون هو على ما يبدو تصميم الكتل حتى اللحظة الاخيرة تماما وضم مزيد من الاراضي الى المستوطنات. ولهذا فان كل محاول امريكية لرسم خرائط المستوطنات بالتعاون مع اسرائيل باءت بالفشل حتى الان.
معاليه ادوميم هي مدينة كبيرة. يسكن فيها اكثر من 40 الف نسمة. وينبغي الافتراض بان احتمال اخلائها طفيف. ومسألة ماذا سيتم في المنطقة بينها وبين القدس يجب ان تتقرر في المفاوضات مع الفلسطينيين. والمنطق يقول ان هذه المنطقة يجب ان تبقى للبناء الفلسطيني. لا حاجة لاسرائيل لان تكون لها مصلحة في قطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها، وعليها ايضا ان تترك فتحة للمفاوضات على عاصمة فلسطين، على المكانة الخاصة للحرم وعلى الاحياء العربية للقدس. ينبغي الافتراض بان المفاوضات على القدس واحيائها سيكون القسم الاصعب في بلورة الاتفاق. وزيادة، او حتى التخطيط لوحدات سكن في اماكن حساسة دون أخذ بالحسبان احتياجات الطرف الاخر ليست عملا حكيما.
مسألة، اذا كان الامريكيون يوافقون بغمز او يتجاهلون عن عمد نوايا التوسع الجديدة لاسرائيل، ليست هي الاساس. اظهار الحساسية تجاه الفلسطينيين في هذه المرحلة الهشة من العلاقات حيوي اكثر بكثير من كل زيادة في الارض.
-----------------------------------------------------














المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 29/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 29/3/2005
الاستفتاء الشعبي مات
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

الكنيست قامت أمس من خلال تظاهرة نادرة للوحدة الوطنية واغلبية ساحقة من الاصوات لاسقاط اقتراح القانون الأساسي للاستفتاء الشعبي. لذلك أُسدل الستار ليس فقط على الجهود البرلمانية الأخيرة لعرقلة تطبيق الانسحاب من غزة، بل على السعي لتمكين مواطني اسرائيل من تجربة الديمقراطية المباشرة والمشاركة في القضايا القومية الحاسمة.
حركة شاس وشينوي والليكود وياحد رفعوا أياديهم ضد الاستفتاء أمس - هذه الاحزاب التي يفصل فيما بينها كل شيء والتي نبع تصويتها بهذه الطريقة في الكنيست من اعتبارات مختلفة ومتناقضة حتى. شاس على سبيل المثال، رفضت الاستفتاء الشعبي لاسباب دينية، أما شينوي فقد رفضته لاسباب مناهضة للدين.
تصويت حزب العمل ضد الاستفتاء أقل وضوحا وتفهما. الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية على شاكلة حزب العمل تؤيد في العادة اجراء الاستفتاء الشعبي. قوة جذب واقناع الحركات اليسارية الاجتماعية المعتدلة تبرز بصورة أقوى في الديمقراطية المباشرة، شاهدنا ذلك في اسرائيل ايضا من خلال الانتخابات المباشرة لرئاسة الحكومة.
ناهيك عن ذلك، القانون الأساس للاستفتاء الشعبي، كما طرح على الكنيست، تمخض عن أداة جديدة للشرعية السياسية التي كان بامكان حزب العمل وكل المعسكر الحمائمي ان يستخدموها في يوم الحسم على مصير المناطق والسلام. حسب استطلاعات الرأي يتبين ان اغلبية الجمهور الاسرائيلي توافق ليس فقط على الانسحاب من غزة وانما من يهودا والسامرة ايضا مع تفكيك واخلاء المستوطنات. هذه الاغلبية كانت قادرة على التعبير عن نفسها بصورة جارفة في الاستفتاء الشعبي وترسيخ سابقة للموافقة المباشرة على التسوية السياسية الشاملة لو ان المعسكر الحمائمي لم يُفوت عليها هذه الفرصة غير الاعتيادية، حارما الشعب من قول كلمته.
ليس كل شيء مُباحاً
التصويت ضد الاستفتاء الشعبي يعتبر انجازا جديدا هاما لرئيس الوزراء شارون الذي ينجح في قيادة الحكومة والكنيست الى بوابات فك الارتباط بقوة وحزم وتصميم. لهذا السبب شكل شارون جبهة واسعة من التأييد البرلماني التي تبدو من الناحية السطحية هشة وضعيفة، إلا انها قادرة كما يظهر على الصمود والبرهنة عن نفسها في اللحظات الحاسمة.
مع ذلك، ليس من الممكن تجاهل الجوانب المقلقة بل والخطيرة في أداء وسلوك رئيس الحكومة وهو يتوجه لتحقيق أهدافه. شارون يسعى الى تحقيق فك الارتباط بأي ثمن تقريبا، والثمن ليس هامشيا. الانتقادات الشديدة ضد "الدوس على الديمقراطية" من قبل شارون التي صدرت أمس عن أعوان الوزير نتنياهو، ليست بعيدة عن الواقع. رئيس الحكومة شارون قام بالفعل بانعطافة في مواقفه بعد الانتخابات من دون ان يوفر لذلك تفسيرا مقنعا. بعد ذلك تجاهل شارون نتائج الاستفتاء الذي أجري في الليكود بصورة استعراضية، رغم انه كان موافقا عليه واستبعد حق الناخبين في حزبه بالتأثير بإشارة من يده. شارون استخف بقرارات مركز الليكود في قضية فك الارتباط وأقال الوزراء حتى يحقق اغلبية في الحكومة، ووعد بمليارات الشواقل حتى يحصل على اغلبية في الكنيست. كما ان إقالة رئيس هيئة الاركان، موشيه يعلون، يمكن ان تُفسر كجزء من حملته نحو فك الارتباط. أعوان شارون أطلقوا في الآونة الأخيرة تهديدات فظة بالتصفية السياسية الممركزة لوزير المالية نتنياهو الذي نصّب نفسه على رأس مؤيدي الاستفتاء الشعبي.
هدف فك الارتباط عن غزة هام جدا لمستقبل دولة اسرائيل، ولكن ليس لدرجة إعطاء الشرعية المسبقة لكل الوسائل المستخدمة لتحقيقه. من المحظور ان يتحول الانسحاب من غزة الى غطاء لكل عمل سياسي خسيس، وكل مخالفة مناقضة لسلامة المعايير، وكل إخلال في الادارة السلطوية، وكل تركيز مفرط للقوة بيد ثلة قليلة في القيادة. من المحظور التركيز على فك الارتباط وكأنه الحلم الأكبر الأخروي أو البلسم المُخدر. تاريخ دولة اسرائيل لن ينتهي مع انتهاء فك الارتباط، وهي ستضطر للعيش مع مشاكلها بعد انسحاب آخر الجنود وآخر المستوطنين من غزة.
ليس من الممكن وضع كل شيء "في الثلاجة"، كما قال عضو الكنيست بايجا شوحاط عن الضفادع التي تبتلع حزب العمل حتى تضمن فك الارتباط. عندما تنضح الثلاجة بما فيها تتوقف عن العمل، والبضاعة المخزنة في داخلها تبدأ باطلاق روائحها العفنة، العفن السياسي والاخلاقي.
------------------------------------------------------




هآرتس - مقال - 29/3/2005
الأعصاب الفولاذية انتصرت
بقلم: يوئيل ماركوس
معلق دائم في الصحيفة

(المضمون: أعصاب شارون الفولاذية انتصرت في كل المفترقات الحساسة، واسرائيل لم تلد زعيما مثله منذ عهد بن غوريون، وعلى ذلك نُعول في نجاح فك الارتباط - المصدر).

الآن، حيث يصل كل شيء الى نهايته السعيدة، والكنيست تخرج الى الإجازة مع ميزانية وبدون استفتاء شعبي (حول فك الارتباط)، والطريق أصبح معبدا لتطبيق فك الارتباط، اتضح من الذي انتصر في النهاية: أعصاب اريئيل شارون الفولاذية.
منذ ان طرح مبادرته لفك الارتباط، لم تمر لحظة واحدة من دون ان يحاول أحد ما عرقلة العملية. أمام أعيننا عرض مشهد لا يُنسى: شارون يجلس لوحده خلف طاولة الحكومة في الكنيست، وفي تلك اللحظة يقوم نتنياهو وليمور لفنات وسلفان شالوم بدس مصيدة له، بل انقلابا مضادا على وجه الدقة، من دون ان يهتز له جفن. عدسات الكاميرا تركز أضواءها عليه من دون ان تنجح في كشف ولو مؤشر صغير من التوتر أو الذعر على قسمات وجهه. النهاية أصبحت معروفة - الخصوم الثلاثة تراجعوا وانهزموا.
منذ قرار الحكومة حول فك الارتباط في حزيران 2004، كان شارون رئيس وزراء أقلية من الناحية الفعلية. المتمردون، وعلى رأسهم عوزي لنداو، استخدموا كافة الخدع الممكنة لإزاحته عن منصبه. كتلته في الكنيست تقلصت من 40 نائبا الى 25 في محاولة لاسقاط مبادرته من خلال الاستفتاء الشعبي. خلال شهرين أجبروه على المشاركة في اللعبة المسماة "البوكر الروسي" حيث يقوم كل واحد بدوره باطلاق رصاصة من مخزن المسدس المحشو برصاصة واحدة نحو رأسه. شارون رفض المشاركة في هذه اللعبة، ليس لانه جبان. ليس صدفة انه رئيس الوزراء الوحيد في العقد الأخير الذي صمد في موقعه وسيطر على مقاليد الامور بيد قوية طوال أربع سنوات.
هذا العقد لم يُبرز قائدا بديلا، ليس في الليكود أو العمل فقط، وانما في كل الاحزاب مجتمعة. وهكذا تحول شارون، صاحب صورة الشخص الوحشي المنفلت الذي يفعل كل ما يريده، الى أحد رؤساء الوزراء الأقوياء والأكثر اتزانا منذ عهد بن غوريون. محاولته الجريئة المواظبة للبدء في تحديد حدود الدولة الثابتة جعلته ينجح في فرض جدول الاعمال الوطني الأكثر أهمية منذ حرب حزيران. ربما ينجح في ذلك وربما لا، إلا ان من الجيد ان نعرف ان العالم كله قد تحول الى جانبنا بعد سنوات طويلة من الاحتلال، وذلك بسبب خطوة فك الارتباط التي أقدم عليها.
مع التمرد الداخلي في حزب الليكود ومع اعلان الحرب من جانب اليمين المتطرف والمستوطنين ومع المناورات البرلمانية ضد فك الارتباط، ظهر له فجأة خصم غير متوقع واسمه حركة شينوي، وتسبب في عرقلة احتمالات عقد ائتلاف كبير من العمل والليكود وشينوي فقط لانه يرفض ضم يهدوت هتوراة. يوسف لبيد، صديق شارون المعجب به، تعرض للإقالة على يد شارون، هو ووزراءه فقط لانهم انضموا الى قرار حجب الثقة عن الحكومة. لبيد، الأسير في ذاتيته التي تصل الى عنان السماء، لم يدرك ان حربه ضد الاصوليين ليست برنامجا للحياة. وحتى عندما أصبح في صفوف المعارضة هدد بالتصويت ضد الميزانية اذا لم يتم شطب الـ 290 مليون شاقل التي وُعدت بها يهدوت هتوراة. من نافل القول ان نذكر ان التصويت ضد الميزانية هو كلمة مرادفة لعرقلة فك الارتباط.
لبيد - المعجب بنفسه والمتمتع بكل لحظة من حقيقة انه عاد ليشبه صورته التلفزيونية في ايام برنامج "بوبوليتيكا" ولكن في الحياة السياسية الحقيقية - لم يدرك انه لم يعد يثير الضحك في نفوس الناس على المستوى القومي. رغم ذكائه لم ينجح في الادراك بأنه لا يمكن ان تقوم في اسرائيل حكومة من دون المتدينين. أعصاب شارون انتصرت في هذه المعركة ايضا. رغم كل مطالب لبيد الصاخبة التي اشترط فيها التصويت مع الميزانية، إلا انه اشترى في نهاية المطاف "بحفنة من الدولارات"، كما قالت زهافا غلئون. وهكذا فقد لبيد عذريته كسياسي نزيه وتحول الى شاس الهونغارية. في قادم الايام سيقولون عنه انه أخذ المال من الاطفال الجياع وأعطاه للأثرياء في شارع شينكين وشمالي تل ابيب.
الآن، يبدأ امتحان فك الارتباط. المتمردون في الليكود سيتحالفون مع اليمين المتطرف ومع مجانين ارض اسرائيل وشتى الأطراف العنيفة المستعدة للقيام بالاعمال الاستفزازية لتشويش مسار الحياة في الدولة كلها والمقاومة العنيفة على الارض. غزة ليست لبنان، وليس من الممكن الانسحاب منها خلال ليلة واحدة. إلا ان شارون وموفاز يسعيان لتنفيذ انسحاب سريع، بيد لينة متفهمة تجاه المستوطنين، وبيد قاسية تجاه المعارضة العنيفة. وفي هذه القضية ايضا تعتبر أعصاب شارون الفولاذية الذخر الذي يمكن ان تبني عليه السور.
------------------------------------------------------





هآرتس - مقال - 29/3/2005
فرصة البلدوزر
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: شارون يسعى لمقايضة الكتل الاستيطانية في الضفة بغوش قطيف من خلال البوابة الامريكية، وهي نقطة إجماع في المجتمع الفلسطيني - المصدر).

في الحادي عشر من نيسان سيأتي اريئيل شارون لاحتفال النصر في مزرعة الرئيس بوش في تكساس. ليس هناك شيء يحبه السياسيون أكثر من الشماتة، ولشارون اسباب كثيرة للابتهاج. انتصاره على "المتمردين" الذين حاولوا ايقاف خطة فك الارتباط وفشلوا، والانتصار على المشككين الذين قاموا بنعيه مرارا وتكرارا وتبددت أوهامهم. انتصاره على اليسار الذي لاحقه ذات مرة وأصبح اليوم ينظم المظاهرات المناصرة له، وعلى تومي لبيد الذي حاول رفع قوته السياسية في مواجهته إلا انه سقط مرتين.
ولكن شارون سيحتفل في تكساس بانتصار البلدوزر أكثر من أي شيء آخر. في قلب محادثته مع بوش ستكون قضية تعزيز التفاهم حول الحفاظ على الكتل الاستيطانية في الضفة وإبقائها بيد اسرائيل. بوش قبِل في السابق هذا المبدأ، والآن يريد شارون ان تتم ترجمة التعهد الى ترخيص بالبناء في المستقبل كمقابل لسحب المستوطنين من قطاع غزة وشمالي السامرة.
شارون يقوم بالتضحية بغوش قطيف ويخاطر بمواجهة داخلية حتى يحقق هدفا مزدوجا: تعزيز سلطته داخليا من خلال الوعد بـ "الرحيل عن غزة" البغيضة وترسيم حدود اسرائيل الشرقية وفق السلاسل الجبلية التي توسع "خاصرتيها الضيقتين" حول غوش دان والقدس.
شارون ترعرع في عهد الانتداب وتربى على مبدأ "دونم خلف دونم وعنز خلف اخرى" الذي رفعته الصهيونية العملية. الايديولوجيات والأفكار لم ترق له أبدا، وهو اليوم يجد صعوبة في فهمها ويستخف بها. القوة هي التي تحسم الامر بالنسبة له. ماذا يساوي كل تحريض لبيد المناهض للمتدينين اذا كان يتراجع ويؤيد الميزانية في آخر لحظة؟ نفس الشيء يُقاس على المناطق. من يسيطر على المرتفعات سينتصر ويفرض الحدود المستقبلية.
قبل عامين قام شارون باعادة تحديد أهداف الحرب ضد الفلسطينيين. مطلبه بإخضاعهم من دون شروط تبدل وحلت محله سياسة تعزيز "الكتل الاستيطانية" والاعداد لضمها لاسرائيل. معاليه ادوميم واريئيل وغوش عصيون وبيت آريه. شارون سعى لهذا الهدف بلا هوادة من خلال تخطيط الجدار والمصادقة على البناء والسيطرة على الاراضي. وكان محقا في تقديره بأنه اذا أخلى مستوطنات معزولة فسيغفر له العالم عن البناء في التجمعات الاستيطانية. هو ينسب الخلاف الأخير مع واشنطن حول خطة البناء بين معاليه ادوميم والقدس الى الثرثرة غير الحذرة في القدس.
رسالة بوش منذ نيسان 2004، التي صادقت عليها الادارة الامريكية في نهاية الاسبوع الماضي أظهرت ان امريكا ليست مهتمة بعدالة محكمة لاهاي الدولية المجردة ولا بصرخات استغاثة الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال. الاعتراف بـ "الواقع الناشيء على الارض" منذ عام 1967 هو الانتصار الأكبر للقوة، والبرهان على ان الاستيطان اليهودي هو الذي يفرض الحدود. كل شيء مسألة نسبية. لو كان في غوش قطيف 200 ألف يهودي وليس 7000، فمن الذي كان سيتحدث عن الانسحاب. لو كانوا قد بنوا هناك عمارات رأسية مثلما في معاليه ادوميم وليس دفيئات ومنازل أفقية منفردة لكانت الخارطة مختلفة.
سياسة الكتل الاستيطانية التي اتبعها شارون تُصيب قلب الوسط السياسي في اسرائيل. الجميع يحبون معاليه ادوميم واريئيل باستثناء حركة السلام الآن وبعض الصارخين من اليسار. اهود براك الذي يريد منافسة شارون، يلتف عليه من اليمين ويحذر من فقدان الكتل الاستيطانية بسبب النهم المفرط. شمعون بيرس "تمتم" محتجا على توقيت الاعلان عن خطة البناء في معاليه ادوميم، ولكنه لم يعترض على المبدأ. الانتخابات القادمة ستدور اذا حول قضية من الذي سيحافظ على اريئيل وبيت آريه أكثر من الآخر.
من اعتقد ان شارون قد تحول الى يساري وبدأ يحرص على "حقوق الفلسطينيين"، فقد ارتكب خطأ فادحا. شارون ما زال يعتقد ان البلدوزرات والوحدات السكنية ستحدد الحدود النهائية بدعم وإسناد من امريكا. واللقاء القادم في تكساس سيمده بتعزيز جديد، كما يتوقع.
------------------------------------------------------










معاريف - مقال - 29/3/2005
وهْم إظهار الاعتدال
بقلم: دانييل بايبس
مستشرق امريكي

(المضمون: لا ينبغي لامريكا واسرائيل ان تقبلا مشاركة حماس وحزب الله في النظام الديمقراطي لأن مشاركتهما مرحلة مبدئية للاستيلاء على الحكم والبقاء فيه - المصدر).


لنقل ان القاعدة قد تخلت عن الارهاب، فهل ستقبل الادارة الامريكية ممثليها مرشحين في الانتخابات في الولايات المتحدة؟ ولو كان النازيون يعيبون العنف، فهل كان في الامكان القبول بهتلر مستشارا شرعيا لالمانيا؟ يبدو أن لا، لان تكتيكات القاعدة والنازيين أقل أهمية من أهدافهما.
على نحو مماثل، لا يجب قبول حزب الله ايضا وحماس في النظام الديمقراطي بسبب أهدافهما. هذه المنظمات هي عناصر مهمة في الحركة الاسلامية، التي تطمح الى انشاء نظام عالمي شمولي، على النمط الذي نشأ في ايران، وفي السودان وفي افغانستان في ايام طالبان. انهم يرون أنفسهم جزءً من صدام كوني بين المسلمين والغرب، وهو نضال يسود المنتصر في نهايته العالم.
واشنطن، في محاولاتها لتكون منسجمة في سعيها من اجل الديمقراطية تفضل تجاهل هذه الأهداف، وبدلا من ذلك تدعو الى ضم حزب الله وحماس الى مسارات سياسية، على شرط ان يمرا بعدد من التغييرات البسيطة. هذه الاشارات بدأت مؤخرا، عندما أعلن الرئيس بوش، عن انه بالرغم من ان حزب الله "منظمة ارهابية"، فانه يأمل ان يُغير طابعه بأن "يترك سلاحه ولا يهدد السلام".
بعد ذلك أوضح بوش ما الذي يقصد اليه، وعرض الانتخابات طريقة تتسبب لمنظمة ارهابية بتغيير طابعها. "أحب فكرة الناس الذين ينافسون في معركة انتخابية"، قال الرئيس. "يوجد في هذا الكثير من الايجابية. يمكن ان يكون أناس سيقولون، انتخبوني، لأنني أريد تفجير امريكا. ربما، لكنني لست اعتقد ذلك. اعتقد ان الناس الذين ينافسون على أصوات الناخب يقولون، انتخبني، لأنني سأُصلح الشوارع وسأهتم بأن لا ينقص الخبز عن مائدتك".
وزيرة الخارجية كونداليسا رايس قالت اشياء مشابهة في تطرقها لحماس: "عندما يجب على الناس ان يُنتخبوا فعليهم البدء بالاهتمام بقطاعات الانتخاب… ان ما يجب ان يثير اهتمامهم لا اذا كان التحريض على اسرائيل يبدو واضحا بما يكفي، بل هل الولد الذي في أسفل الشارع يستطيع المضي الى مدرسة جيدة، وهل أُصلح الشارع وتحسنت الحياة. وعندما ينشغلون بأشياء كهذه، تتغير الامور". النظرية، كما تبدو في اقوال الرئيس ووزيرة الخارجية، هي ان تأكيد الامور الدنيوية، مثل اصلاح الشوارع واقامة المدارس الجيدة، تكفي لجعل حزب الله وحماس يعتدلان.
أشك في ذلك. فالتاريخ لا يؤيد توجها متفائلا كهذا. عندما تولى شموليون قبِلوا قواعد اللعبة الديمقراطية السلطة، كانوا في الحقيقة يهتمون باصلاح الشوارع لكن وسيلة فقط من اجل ملاءمة بلادهم لرؤياهم. هذا التعميم ينطبق ايضا وعلى نحو خاص على الحالات التي حدثت في الماضي (هتلر في عام 1933، أيندي في تشيلي بعد 1970)، وعلى ايامنا ايضا.
والنتيجة هي ان على واشنطن ان تغير سياستها وان لا تعارض شمل المنظمات الارهابية في مسارات ديمقراطية فقط، بل ايضا شمل الشموليين، الذين يريدون استعمال المعركة من اجل تولي السلطة والبقاء هناك. ليس كافيا ان ترفض المنظمات الاسلامية العنف؛ لأنهم اوتوقراطيون لا سبيل لاصلاحهم، ولا يجوز السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات.
حتى لو وعد حزب الله وحماس بتغيير تكتيكهما، فانه لا يجوز لامريكا - أو في هذه المسألة ايضا لاسرائيل ودول غربية اخرى - ان تقبلهما أحزابا سياسية شرعية.
------------------------------------------------------















معاريف - مقال - 29/3/2005
عودة عزمي بشارة
بقلم: يوآف كيرن

(المضمون: لا يجب على عزمي بشارة وأمثاله من المسيحيين العرب في اسرائيل ان يتمسكوا بحق العودة فان الوجود المسيحي في المناطق الفلسطينية مُهدد بخطر المسلمين - المصدر).

العبرانية الفصيحة لعزمي بشارة، رئيس التجمع الوطني، تفوق عبرانية كثيرين من اعضاء الكنيست اليهود. عندما نرى هذا الشخص اللطيف والفصيح فقد نعتقد ان الحديث عن سياسي معتدل، كل جهوده موجهة لتطوير السكان العرب. حتى تعبير "دولة كل مواطنيها" يُسمع منه كمصطلح جامعي مجرد، في مساق مدخل الى التفكير السياسي.
ولكن عندما يتوجه بشارة الى الجمهور الفلسطيني، تكون اقواله أكثر لذعاً. مثلا، عندما زار مخيمات اللاجئين في لبنان ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا. في لقاء سكان مخيم اللاجئين برج البراجنة، أكد بشارة أهمية حق العودة، وقال ان من الواجب التمسك به. "هذا حق أساسي لا بالنسبة لسكان الشتات فقط، بل بالنسبة لنا في اسرائيل ايضا"، أوضح.
لا توجد طريقة اخرى لتفسير الكلمات الاربع الأخيرة سوى هذه: لا يهدف حق العودة فقط الى حل ضائقة اللاجئين، بل الى غمر دولة اسرائيل ايضا بملايين الفلسطينيين، الذين سيجعلون من اليهود أقلية. إن من يعرف النظرية السياسية لبشارة، لا يجب ان يكون متفاجئا: ففي الوثيقة التي قدمها حزبه، في أعقاب مطلب إلغاء مشاركته في الانتخابات الأخيرة، كُتب بصراحة، "ان حزب التجمع الوطني يرى حق العودة حقا لا يمكن التخلي عنه".
تأييد بشارة حق العودة يجب ان يثير كل من يرغب في استمرار بقاء اسرائيل دولة يهودية، ولكن فيه ايضا مقدار كبير من النفاق. فبشارة، يجب ان يذكر، انه ليس عربيا اسرائيليا فقط، بل هو مسيحي ايضا. انه يعلم تأكيدا، انه منذ بدء الانتفاضة هاجر الى خارج البلاد مئات من الفلسطينيين المسيحيين، من سكان مدينة بيت لحم وبناتها. ليست اسرائيل الآثمة في ذلك، بل المنظمات الارهابية الفلسطينية، التي جعلت السكان غير المسلمين رهائن.
عندما كان رجال التنظيم في بيت جالا يطلقون النار نحو حي جيلو، تشددوا في ان يفعلوا ذلك من المواقع المجاورة للمؤسسات الدينية المسيحية. كان الافتراض ان رد الجيش الاسرائيلي بالنار سيصيب تلك المباني، ويثير غضب العالم المسيحي على اسرائيل. "النادي الارثوذكسي كان أحد مراكز اطلاق النار المحببة الى رجال الفصائل الفلسطينية التي أطلقت النار نحو جيلو"، تحدث مسيحي من سكان البلدة لصحيفة "معاريف". تلك الفصائل اعتادت ايضا التشاجر مع السكان المسيحيين، والمس بممتلكاتهم ومؤسساتهم الدينية، برعاية رجال الأمن الفلسطينيين. تحطيم الصُلبان، واعمال تخريبية في الكنائس والمس حتى بشابات مسيحيات جنسيا أصبحت أمرا راتبا. "ذات مرة كان المسيحيون 50 في المائة من سكان المدينة. اليوم ربما بقي 20 في المائة. كل من تمكن، ترك"، هكذا قال نفس الساكن من بيت جالا.
يتظاهر بشارة بأنه يمثل الجمهور العربي كله، لا أبناء دينه فقط، ولكن في المرة القادمة التي سيزور فيها مخيمات اللاجئين في لبنان، ويتحدث ممتدحا حق العودة، لا يجب ان ينسى كل اولئك الذين هربوا من بيت لحم، ومن بيت جالا ومن بيت ساحور خوفا من العصابات المُنكلة ومنظمات الارهاب الفلسطينية. فانهم في نهاية الامر لاجئون ايضا.
------------------------------------------------------



















هآرتس - تقرير - 29/3/2005

الكفاح الآن للتأثير على فك الارتباط التالي

بقلم: نداف شرغاي
مراسل الصحيفة لشؤون الاستيطان

(المضمون: الخط الذي قطع حتى الان معارضي فك الارتباط بين مؤيدي الردع ومؤيدي التقرب، يستبدل من الان فصاعدا بجدال آخر - هل المقاومة الشديدة والباعثة على الصدمة في غوش قطيف ستمنع في المستقبل اخلاءات اضافية في المناطق أو العكس؟ - المصدر).

إنتهى الامر، اعترف أمس ايضا أكثر المتفائلين في قيادات مقاومة فك الارتباط. قناة العمل السياسية استنفدت حتى منتهاها. من اليوم فصاعدا يتحدث الميدان وحده، وكل الامور ستلون في الاشهر القريبة القادمة بلوني الاسود والابيض الواضحين. المكافحون، اولئك الذين وعدوا بالدم والنار، سيحققون الان خيار التمترس، نصب الاسيجة حول المنازل والتزويد بالاغذية والماء وربما أيضا حفر الخنادق الدفاعية حول المستوطنات.
أما البرغماتيون الذين انتظروا الطابع الرسمي - ذاك الذي صدر أمس بعد أن ردت الكنيست مشروع قانون الاستفتاء الشعبي - فسيدخلون الان في مفاوضات حثيثة مع مدير فك الارتباط يونتان بسي. والتقدير هو أن الكثيرين من اولئك الذين جلسوا حتى يوم امس على الجدار سينزلون منه ويفضلون الاخلاء بالاتفاق. "قوات الاحتياط" التي يجندها مجلس "يشع" وقيادة الكفاح، سترتب شبكات الاتصال والنداءات للجمهور، وستوزع خرائط التسلل الى غوش قطيف، بما في ذلك المسارات، وسبل التضليل والتعليمات للمعتقلين.
مئات العائلات تخطط للانتقال الى غوش قطيف في الاشهر القريبة القادمة. وفي الاسابيع الاخيرة نقل العشرات منهم اماكن سكناهم اليها. وبين الاسماء المعروفة عائلة الحاخام اليشع فيشلسكي وعائلة آفي ماعوز، المدير العام السابق لوزارة الاسكان. "جبهة الرفض"، تلك التي تستوعب بانتظام الاف اسماء الجنود الذين صرحوا بتوقيعهم بانهم سيرفضون اوامر اخلاء المستوطنات، ستنشر عرائض اخرى ولعلها تمتشق اسماء مفاجئة اخرى او فتاوى شرعية اخرى. الجدال بين الولاء للبلاد والولاء للدولة سيحتدم. مدرسة دينية معروفة في نافيه ديكاليم أبلغت طلابها: هذا العام لا يوجد يوم استقلال. وهناك ايضا من كف عن الصلاة لسلامة الدولة، في صيغتها العادية.
ومنذ أمس في مظاهرة عشرات الالاف في دار الحكومة في القدس كان ممكنا تشخيص المؤشرات الاولى لحدة المواقف - رجال "كاخ" قاطعوا الحدث. ومن الان فصاعدا سيعملون وحدهم. دون التعاون مع من تبنى حتى هذه المرحلة المتقدمة من الصراع شعار "يوجد فينا حب وهو سينتصر". مغلقو الطرق على نمط "هذه بلادنا" سيشددون نشاطهم، رغم استياء مجلس "يشع" من ذلك. وخلافا للانطباع الذي ارتسم حتى الان فان الحديث لا يدور الا عن اقلية بين المستوطنين ولا سيما عن سكان غوش دان (منطقة تل ابيب).
الخط الذي قطع حتى الان معارضي فك الارتباط بين مؤيدي الردع ومؤيدي التقرب، يستبدل من الان فصاعدا بجدال آخر - هل المقاومة الشديدة والباعثة على الصدمة في غوش قطيف ستمنع في المستقبل اخلاءات اضافية في المناطق أو العكس؟ ولعل مقاومة من هذا النوع، تكون مترافقة بمشاهد شديدة جدا، ستسهل على رئيس الوزراء تنفيذ فك ارتباط آخر في المستقبل. فرضية العمل في مجلس "يشع" هي ان شارون يتطلع الى مواجهة شديدة حيال المستوطنين.
كما أن حالة الهياج الميداني تتعاظم كلما كثرت التبليغات عن الاعتقالات، الضرب والتنكيل من جانب الشرطة ومحافل السلطة لمعارضي فك الارتباط. في الصحافة الدينية والاصولية نشرت في الاسابيع الماضية عشرات عديدة من التقارير عن احداث من هذا النوع، كادت وسائل الاعلام العامة لا تتطرق اليها. كما أن الكراهية لشارون والتي جرى ابقاءها في الظل في الماضي وكانت من نصيب قلة هامشية، يمكن الشعور بها اليوم في دوائر أوسع. ليس فقط في الغرف المغلقة بل وفي الساحات، في المظاهرات وفي الاعتصامات. غير أن الاحساس السائد والاكثر سيطرة هو احساس اليأس والاعتراف بأن فك الارتباط وصل الى نقطة اللا عودة. الصراع ضده حسب احساس الكثيرين هو الان صراع يرمي الى التأثير على نتائج فك الارتباط التالي، ذلك أن مصير هذا قد حسم عمليا الا اذا تغير شيء ما عن طريق المعجزة.
------------------------------------------------------




03-29-2005, 04:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #8
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الأربعاء 30/اذار/2005 العدد 8753


المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 30/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- هدية للموالين لشارون: 3 وزراء و 5 نواب وزراء.
- الشرطة تفكر بمصادرة اسلحة المستوطنين.
- "ايتام اقترح جمع السلاح".
- في جهاز الامن يترددون متى يحظرون الدخول الى غوش قطيف.
- بحوزة المستوطنين في غوش قطيف 3.300 قطعة سلاح.
- فك ارتباط بغيار عال.
- منظمات الارهاب تسعى الى تصدير "مهندسين" الى الضفة.
- انتصار آخر لرئيس الوزراء: الميزانية تقر باغلبية ساحقة.
معاريف:
-هدية شارون: 3 وزراء جدد.
- لعبوها.
- رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية: "ابو علاء يتصرف مثل عرفات".
- لأول مرة: ممثلي الجهاد الاسلامي في اجتماع لـ م.ت.ف .
- نتنياهو يطلق النار في كل الاتجاهات.
- الالغام ازيلت.
- ايتام اقترح جمع اسلحة المستوطنين.
- بتسيلم للحكومة: لا تمسوا بحقوق المستوطنين.
هآرتس:
- 117 يوم لفك الارتباط - مستوطنون يريدون الاخلاء، ولكن لا يوجد من يدفع لهم التعويض.
- مفاوضات بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين: الطرفان سيتخليان عن السلاح في الاخلاء.
- مصلحة السجون ستعمل على نقل السجون الامنية الى مسؤوليتها هذا العام.
- شارون يعوض مؤيديه: سيعين بار أون وبويم وزيرين.
- المستوطنون: محافل الامن تحاول تجنيد عملاء استخبارات من اوساط الفتيان الذين يسكنون في غوش قطيف.
- ميزانية الدولة للعام 2005 تقر باغلبية 58 مقابل 36.

* * *

المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 30/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الاستخبارات الاسرائيلية/السلطة الفلسطينية - معاريف - هآرتس:
رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية: "ابو علاء يتصرف مثل عرفات"../
"أبو علاء هو مواصل درب عرفات في السلطة الفلسطينية. فهو لا يبدي تدخلا في الجانب الامني بل ويدفع الى الامام جدول اعمال متعارض لجدول أعمال الرئيس ابو مازن"، هكذا اتهم امس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" اللواء أهرون زئيفي - فركش في نقاش اجري في لجنة الخارجية والامن للكنيست.
وحسب اللواء، فان "رئيس الوزراء الفلسطيني يتآمر على الرئيس، لا يؤدي دورا هاما كما هو مطلوب ويحاول عرقلة كل خطوة". واضاف بان ابو مازن نفسه لا يلبي التوقعات الاسرائيلية أيضا "فهو يرسم سياسة منع عنف، ولكنه لا يفعل ما فيه الكفاية لتفكيك البنى التحتية للارهاب. وهو يأمل في أن تذوب هذه البنى التحتية في ظل تقدم المفاوضات السياسية".
ووصف رئيس شعبة الاستخبارات المسيرة التي تمر بها حركة حماس بتلك التي شهدتها في الماضي حركة (IRA)، التنظيم السري الكاثوليكي في ايرلندا الشمالية. وحسب اللواء، فان حماس تحاول تشكيل حزب سياسي على نمط الشين فاين الايرلندي، والى جانبه ذراع عسكري واجتماعي.
منظمات الارهاب لا ترتاح أيضا في ايام التهدئة، وحسب رئيس شعبة الاستخبارات، "فان منظمات الارهاب تبذل جهودا كبيرة لاستيراد المعلومات وتهريب الخبراء والسلاح "محطم التوازن" من قطاع غزة الى يهودا والسامرة". وشرح بان المقصود هو التهريب الى الضفة لصواريخ القسام، الراجمات وقذائف الراجمات، وأن المخربين يستغلون التهدئة لانعاش مخزونهم من السلاح. وفي هذا السياق فقد كشف النقاب عن أن المخربين اعدوا سلسلة عمليات مع "رصاصة في بيت اطلاق النار"، بما في ذلك بعض الانفاق الجاهزة للتفجير. وبالتوازي مع تحسن قدرة كل منظمات الارهاب، قال رئيس شعبة الاستخبارات انه يبدو واضحا انخفاض في الدافعية لتنفيذ العمليات.
أما هآرتس فنقلت على لسان اللواء ان ابو مازن مصمم على التقدم في تحقيق مساره الذي يقوم على اساس وقف العنف واستئناف المفاوضات مع اسرائيل. فأجهزة الأمن الفلسطينية تعمل أكثر مما في الماضي لاحباط عمليات الارهاب ولكنها لا تعمل ضد البنى الارهابية. واضاف بان المشكلة الاساس لابو
مازن هي انه لا يفرض إمرة السلطة على المنظمات الاخرى.
اما بالنسبة لابو علاء فقال اللواء زئيفي انه يواصل درب عرفات فهو يعرقل اعمال الاصلاحات ويحث جدول أعمال يتعارض مع جدول اعمال ابو مازن.
أما بالنسبة لسوريا فقال اللواء انها لن تتنازل عن سيطرتها في لبنان وستبقي نفوذها على الساحة السياسية هناك، وذلك أساسا استعدادا للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في الاشهر القريبة القادمة.
هذا وفي بداية الجلسة صادقت اللجنة على تعيين النائب مجلي وهبة من الليكود كرئيس اللجنة الفرعية لشؤون التشريع الامني. ويذكر أن هذه هي المرة الاولى التي لا ينتخب فيها يهودي لرئاسة لجنة فرعية عن لجنة الخارجية والأمن.
حماس - معاريف:
لأول مرة: ممثلي الجهاد الاسلامي في اجتماع لـ م.ت.ف ../
من مؤشرات التهدئة: للمرة الاولى منذ تأسيس م.ت.ف حضر ممثلو الجهاد الاسلامي مداولات اللجنة التنفيذية للمنظمة.
فقد انعقدت اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف أمس في مبنى الرئاسة في غزة، برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، والذي يشغل ايضا منصب رئيس اللجنة التنفيذية. وتركزت المناقشات على الخطوات الاسرائيلية في منطقة القدس، والتي وصفها الفلسطينيون كمحاولة للسيطرة على القدس وعزلها من خلال جدار الفصل. كما دعا المشاركون كل الفلسطينيين الى المشاركة النشطة في يوم الارض الذي يبدأ اليوم للتعبير عن التزامهم تجاه أرضهم.
ورغم مضمون المداولات، فان أساس اهميتها أعزيت لنية المنظمات الاسلامية، حماس والجهاد، المشاركة في اللقاء. في نهاية الامر، مندوبو حماس لم يصلوا، ولكنهم عللوا ذلك "باسباب فنية فقط". وشرح ابو مازن بان رجال حماس وضعوا في صورة موعد المداولات في لحظة متأخرة، ولم يتمكنوا من تنسيق الامر مع قيادة الحركة في الخارج.
وقال ابو مازن ان اجتماع اللجنة التنفيذية هو نتيجة لقاء القاهرة الذي عقد الاسبوع الماضي بين كل الفصائل الفلسطينية.وشدد على أن الحديث يدور عن لقاء تمهيدي لتنفيذ التغييرات في م.ت.ف والتي ستتيح لحماس والجهاد الاسلامي الانضمام.
ورغم هذه الاقوال، ففي المنظمات الاسلامية لا يزالون يرفضون الاستجابة الى الاقتراح، ومصادر فلسطينية قدرت بان المنظمات ستطالب بوضع تحفظات على اجراء المفاوضات مع اسرائيل. مشير المصري، احمد الناطقين بلسان حماس، أوضح بانه توجد عدة مسائل قيد الخلاف، بما فيها ميثاق م.ت.ف الذي يعترف باسرائيل.
الساحة السياسية - معاريف:
نتنياهو يطلق النار في كل الاتجاهات../
التوتر بين وزير المالية ورئيس الوزراء آخذ في التصاعد. ففي خطاب شديد اللهجة ألقاه نتنياهو أمس في اجتماع اقتصادي في القدس وجه انتقادا حادا لخطة فك الارتباط لشارون، لقيادة ابو مازن وللنية بنقل محور فيلادلفيا الى السيطرة المصرية.
حتى في اليوم التالي لسقوط الاستفتاء الشعبي، واصل نتنياهو الاعراب عن تأييده لاجرائه. "الموضوع حسم، وعلينا أن نحترم القرار حتى لو لم يرق لنا"، قال وزير المالية، "ولكني لا ازال مقتنعا بان الاستفتاء الشعبي هو الوسيلة الوحيدة لتلطيف حدة الانشقاق الكبير الذي يهددنا ومنع الشرخ الكبير. دون استفتاء شعبي يكون الوضع أصعب".
لا شريك
واضاف نتنياهو مهاجما خطة فك الارتباط لشارون. فقال ان "الحكومة خلقت نمطا من الخروج احادي الجانب بدون مقابل. وقد رسخ هذا في وعي الطرف الاخر وفي توقعاته، وسيكون من الصعب اقناع الطرف الاخر بان هذه هي الخطوة الاخيرة. لدينا مهمة - العودة الى السياسة التي اتخذناها والمطالبة بمقابل لقاء كل تنازل من جانبنا".
"في المستقبل ستلزم مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ويجب البقاء في معظم مناطق يهودا والسامرة إذ أن هذه مصلحة تاريخية واستراتيجية. هدفنا هو عدم ضم سكان عرب بل الحفاظ على معظم المناطق تحت سيادة اسرائيلية. واذا كان هناك شريك يعمل ضد الارهاب - سنحافظ بالاتفاق على معظم المنطقة في ايدينا. لا اريد ضم السكان الفلسطينيين بل الاحتفاظ بنحو 70 في المائة من المناطق الفارغة من الناس ولكن المليئة بالاهمية التاريخية".
وفي سياق خطابه وجه وزير المالية سهامه نحو رئيس السلطة الفلسطينية فادعى قائلا "لا الاحظ تغييرا تحت قيادة أبو مازن. ابو مازن لا يحرك ساكنا ضد منظمات الارهاب. اذا ما كان شريكا فسيكون بوسعنا التوصل الى اتفاقات، ولكن دون شريك محظور العطاء دون مقابل إذ لا يوجد عطاء دون أخذ، ومحظور التشويش بين الهدنة، التي هي وقف نار تكتيكي، وبين وقف الارهاب من منظمات الارهاب - وهذا لا يتم".
وحسب نتنياهو، حتى النية لتسليم مصر السيطرة الامنية على محور فيلادلفيا هي خطأ جسيم. وقال: "ان من الخطأ تسليم محور فيلادلفيا الى مصر. توجد اليوم صواريخ جديدة يمكنها أن تهددنا. محظور تسليم المسؤولية في فيلادلفيا لمصر بل واعطائهم ميناء وطريقا سريعة دون أي مقابل. كيف سنستند الى مصر؟ هذ سيقاتلون؟ هم لا يحتاجون أبدا الى انفاق، بل ببساطة سيحصلون على طريق سريعة للتهريب".
وفي مجال واحد فقط كان لوزير المالية اقوال طيبة - المجال الاقتصادي. فقد قال انه "من أجل الحفاظ على قوتنا العسكرية والاستراتيجية علينا أن نحافظ على اقتصاد قوي. الاقتصاد كان في حالة مراوحة وتراجع خطير حتى وقت اخير مضى. لا أؤمن بالوجبات المجانية. لا في المجال السياسي ولا في المجال الاقتصادي. ويتعين علينا ان نعمل في هذين المجالين. أنا متفائل".
السجون - هآرتس - من يهونتان ليس:
مصلحة السجون ستعمل على نقل السجون الامنية الى مسؤوليتها هذا العام../
في السنة القريبة القادمة ستعمل مصلحة السجون لاستكمال خطوة تحويل المصلحة الى سلطة الحبس الوطنية الوحيدة، فيما أن المعنى من ذلك هو أن تنتقل كل السجون الامنية التي قيد مسؤولية الجيش الاسرائيلي وكل المعتقلات بمسؤولية الشرطة في الفترة القريبة القادمة الى يد مصلحة السجون. هكذا قال أمس مأمور مصلحة السجون، يعقوب جانوت في مؤتمر صحفي عرض فيه الاجمال السنوي لمصلحة السجون. وحسب معطيات مصلحة السجون فيوجد في اسرائيل اليوم 17.400 سجين في معتقلات مصلحة السجون، منهم 5.200 سجين أمني. وكلفة حجز كل سجين أمني تصل الى 1.700 شيكل في الشهر. وقبل نحو شهر نقل المعتقل العسكري الاول، سجن مجدو - وفي الاشهر القريبة القادمة ستستكمل الاستعدادات لنقل سجن كتسيعوت الى مصلحة السجون. وبالمقابل نقل معتقل كيشون كتجربة الى مصلحة السجون. وقال جانوت أمس انه قريبا ستبدأ اتصالات لنقل معتقل ابو كبير من الشرطة الى مصلحة السجون.
ويتبين من المعطيات السنوية للمصلحة انه في العام الماضي طرأ ارتفاع بمعدل 30 في المائة على عدد الاعتداءات على رجال الطاقم في مصلحة السجون من السجناء. وبالاجمال تعرض للاعتداء 232 من رجال الطاقم على يد سجناء في العام الماضي. كما أنه طرأ ارتفاع ايضا على عدد الاعتداءات من السجناء على السجناء بمعدل 25 في المائة. وكل يوم في السنة الماضية اعتدي على سجينين بالمتوسط في السجون على يد سجناء آخرين. وبالاجمال وقعت 712 حالة اعتداء في العام الماضي.
كما ويتبين من المعطيات التي عرضت أمس ان كل 11 دقيقة يقتاد سجين الى المحاكم، كل 18 دقيقة يتم استيعاب سجين في السجون في اسرائيل، وكل 19 دقيقة يفرج عن سجين، وكل 23 دقيقة يخرج سجين الى اجازة، وكل 24 دقيقة ينقل سجين الى سجن آخر.
وتستعد مصلحة السجون الى استيعاب 1.800 معتقل من اوساط اليمين الذين سيقاومون اخلاء المستوطنات في اطار خطة فك الارتباط. وحتى الان المصلحة مستعدة لاستيعاب 900 معتقل يقاومون الاخلاء وبالمقابل تستعد المصلحة عند الطوارىء الى استيعاب 900 معتقل آخرين أيضا. وقال جانوت أمس ان مصلحة السجون تستعد أيضا لامكانية أن تعقد قبالة السجون مظاهرات عنف من نشطاء اليمين احتجاجات على الاعتقالات. وحسب اقواله فان مصلحة السجون غير متأكد بعد اي شكل سيتخذه الاحتجاج ضد الاعتقال المتوقع لنشطاء اليمين. وقال جانوت ليس لدي خبرة مع مثل هذا النوع من المعتقلين. نحن سنستعد بما يتناسب والامر، ويسرنا ألا يحدث هذا ولكننا سنكون مستعدون لحالة ان يحدث بالفعل".
المستوطنين - هآرتس - من نداف شرغاي:
مفاوضات بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين: الطرفان سيتخليان عن السلاح في الاخلاء../
حاخامون وبضعة قادة قيادات مقاومة فك الارتباط يجرون في الآونة الاخيرة اتصالات سرية مع الجيش الاسرائيلي لصياغة "قواعد لعب" لايام اخلاء المستوطنات في غوش قطيف وشمالي السامرة. وفي الاتصالات التي يشارك فيها مجلس "يشع" والشرطة، جرت محاولة للتوصل الى اتفاق يقضي بان يتم قبل بضعة ايام من الاخلاء جمع كل الاسلحة من رجال غوش قطيف، شمالي السامرة وعاطفيهم، وبالمقابل يتعهد الجيش الاسرائيلي والشرطة ان لا يأتونالى الاخلاء مسلحين ولا يستخدمون السلاح في الاخلاء.
أحد البنود المركزية في الاقتراح موضع النقاش بين الطرفين هو أن يلزم المستوطنون بان ينقلوا الى الجيش الاسرائيلي قبل الاخلاء، اسماء نشطاء من الواضح أنهم يخططون لمقاومة قوات الاخلاء بالعنف، وبالمقابل، تمتنع قوات الامن عن استخدام استفزازيين من داخل معسكر المعارضين. كما أنه يقترح ايضا في الاتفاق آلية حوار وتنسيق تستخدم اثناء الاخلاء بين قادة المخلين وعاطفيهم وبين قادة حملة الاخلاء. وقال مصدر ذو صلة بالاتصالات لصحيفة "هآرتس" ان "غاية الحوار هي منع العنف وسفك الدماء اذا ما تبين بالفعل ان القرار بتنفيذ الاخلاء لا مرد له". والى ذلك، تحاول محافل أمنية في الاسابيع الاخيرة تجنيد عملاء من اوساط الفتيان في غوش قطيف لينقلوا معلومات عن انتظامات مختلفة للسكان ومعارضي فك الارتباط قبل تنفيذ الخطة - مقابل المال، راتب دائم، هواتف خليوية وسيارة.
وأمس نفى مجلس "يشع" ما قاله وزير الامن الداخلي جدعون عيزرا وكأن أحدا ما من طرف المجلس قد اقترح ان تجمع الاسلحة من المستوطنين منذ الان. واوضح المجلس في بيان نشره أمس "باننا لن نشكل اداة اعلام سياسي وبالتاكيد لن نوافق على ظلم جمع السلاح وترك حياة الناس لمصيرهم في مواجهة القتلة الفلسطينيين". وكان الوزير عيزرا التقى الاسبوع الماضي النائب ايفي ايتام الذي عرض امامه امكانية جمع كل الاسلحة من المستوطنين في غوش قطيف وشمالي السامرة في يوم الاخلاء منعا للمواجهات. ايتام، الذي في اثناء اللقاء أعرب عن تخوفه من أن يكون ممكنا استخدام الاسلحة الموجودة بين المستوطنين قانونيا لتشكل خطرا في اثناء الاخلاء، اقترح الا تحمل قوات الاخلاء السلاح في اثناء العملية.
(معاريف)
بتسيلم للحكومة: لا تمسوا بحقوق المستوطنين../
في اليمين لم يحبوا في الماضي منظمة حقوق الانسان في المناطق "بتسيلم". ولكن من المشوق أن نسمع ماذا سيقول قادة اليمين عنها الان.
فقد نشرت المنظمة أمس تحذيرا خطيرا من مغبة المس الخطير بحقوق الانسان للمستوطنين في اطار خطة فك الارتباط. فقد ورد في التقرير أن المستوطنين يعانون في السنوات الاخيرة من جرائم حرب تمارسها ضدهم منظمات الارهاب الفلسطينية. وفضلا عن ذلك - فان حكومة اسرائيل من شأنها أن تخرق حقوقهم في كل ما يتعلق بالمس بالملكية وحرية التعبير والحركة. وكتب اعضاء المنظمة يقولون ان "مشروع الاستيطان في المناطق ليس نتيجة مبادرة خاصة، ومن هنا فان لاسرائيل مسؤولية قانونية واخلاقية للدفاع عن حقوق الانسان للمستوطنين". وحسب التقرير، فانه في اثناء سنوات الانتفاضة الاخيرة قتل 37 مستوطنا، 4 منهم قاصرون. وان لم يكن هذا بكاف، فالان من شأن الحكومة أن تقيد حركتهم ومنذ الان تعمل على توسيع الاستخدام لبند التحريض في القانون لغرض المس بحريتهم في التعبير. وتطالب بتسيلم بالامتناع عن هذا المس وتدعو حكومة شارون الى تعويض المستوطنين لقاء املاكهم بصورة نزيهة - ولا سيما في ضوء حقيقة أن بعضهم من المتوقع ان يفقد مصدر رزقه.
"ينشر التقرير عن المستوطنين كفصل في تقرير شامل يعنى بحرية الحركة في قطاع غزة، ولا سيما بحرية الحركة للفلسطينيين"، هكذا أوضحت منظمة بتسيلم أمس. واضافت تقول ان "المنظمة تتابع حقوق الانسان للمستوطنين بالضبط مثلما تفحص مسألة حقوق الانسان في الجانب الفلسطيني".
(يديعوت)
بحوزة المستوطنين في غوش قطيف 3.300 قطعة سلاح../
حسب تقدير محافل الامن، فان نحو 3.300 من السكان في غوش قطيف يحوزون سلاحا لغرض الدفاع عن النفس بشكل قانوني.
ويكاد يكون كل شخص راشد في غوش قطيف يحمل السلاح بشكل قانوني. وقدر ضابط كبير في الشرطة بان عشرات المستوطنين يحملون اسلحة نفدت تراخيصها. وفضلا عن ذلك يحوز بعض السكان ايضا اسلحة من الجيش الاسرائيلي اعطيت اليهم لغرض الدفاع عن المستوطنات. وقبل بضعة اسابيع قال ضابط كبير ان الشرطة بدأت تجمع التفاصيل عن حائزي الاسلحة وذلك لانه "توجد حاجة لمعرفة في اي بيت يوجد سلاح. واضح أنه عندما سندخل البيت، فسيكون أول ما نريد ان نمسكه هو السلاح. نحن نؤمن بان معظم المستوطنين الذين لديهم سلاح سيتصرفون بمنطق، ولكننا نفترض ان هناك من سيتسخدمونه".
---------------------------------------------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 30/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 30/3/2005
ليس هكذا تقر ميزانية
بقلم: أُسرة التحرير

لا يوجد تعبير رمزي عن استخفاف الكنيست بميزانية الدولة اكثر من فراغ القاعة أول أمس فور التصويت على مشروع القانون لانتهاج استفتاء شعبي. رئيس لجنة المالية النائب يعقوب ليتسمان (يهدوت هتوراه) صعد ليعرض مشروع القانون بالفراءة الثانية بحضور نحو 10 نواب فقط. رئيس الوزراء، وزير المالية، ولا اي من الوزراء الباقين كانوا في الجلسة. وبعد أن تلقت الكتل التي يفترض بها أن تصوت في صالح القانون الى هذا الحد او ذاك النصيب الذي طالبت به مقابل التصويت، ضاع الاهتمام بالاداة الاهم لتوجيه الاقتصاد.
الميزانية للعام 2005 كان يفترض أن تقر حتى الصباح، قبل ساعات غير كثيرة من ساعة الصفر. وكما هو معروف جُر اقرار الميزانية على مدى نحو ثلاثة اشهر ما بعد الموعد النهائي المناسب 31/12/2004، اذ ان الحكومة لم تتمكن من بلورة اغلبية لاقرارها، لاسباب سياسية. وقد ادير اقتصاد الدولة حسب نظام ميزانية 2004، غير الملائم لاحتياجات 2005. من الصعب جدا، ومن المشكوك فيه ان كان ممكنا، التقدير لكامل الاضرار التي لحقت بالاقتصاد عقب برامج لم تقر، عقود لم توقع ومشاريع لم تبدأ بفضل غياب اطار ميزانية. وفقط بفضل سيف الانتخابات الذي يلوح فوق رؤوس النواب انتهت المساومة في اللحظة الاخيرة، بعد أن اجرت كتلة شينوي الشقلبة الى الوراء مقابل 700 مليون شيكل.
الاحداث التي جرت حول ميزانية 2005 والضرر الذي لحق عقب ذلك بالاقتصاد يجب أن تطرح على البحث المتجدد مسألة اذا كان التمديد لثلاثة اشهر بعد نهاية السنة المالية المنصرفة، ذاك التمديد الذي يوفره البند 36 (أ) من القانون الاساس للكنيست للمصادقة على الميزانية الجديدة، جدير بالبقاء ساري المفعول. انظمة الحكم وقواعد الادارة السليمة تستوجب ان تنتهي المساومة على الميزانية حتى ن هاية السنة المنصرفة وتبدأ السنة المالية الجديدة بميزانية مقرة. ومن أجل الحصول على اغلبية للمصادقة على الميزانية، على خلفية الخلاف السياسي الشديد الذي مزق حزب السلطة، صدرت هذه المرة تعهدات استثنائية في حجمها للهستدروت وللكتل في الكنيست. وللتعهدات جانبان سلبيان على الاقل: ليس واضحا اذا كان في الميزانية ما يكفي من المصادر لتمويلها دون الخروج عن العجز المقرر او رفع المزيد من الضرائب (التي رفعت من قبل لتمويل جزء منها)؛ وقد صدرت فقط على اساس الضغوط السياسية وليس بموجب سلم اولويات مدروس، كما ينبغي لسياق ميزانية سليم.
وبالمقابل اقر قانون التسويات الذي من ناحية مبناه وشكل معالجته كان ولا يزال اشكاليا. فقد تضمن القانون تعديلات وتغييرات في عشرات المجالات من المشكوك فيه أن تكون حظيت بالعناية البرلمانية المناسبة لاهميتها. وفضلا عن ذلك، فمن المشكوك فيه أن يكون هناك اكثر من حفنة نواب يعرفون بدقة مضمون هذه التعديلات وكامل معناها واثارها على المجتمع والاقتصادي.
ومع ان المساومة على الميزانية جرى بقدر كبير على خلفية سياسية وحزبية فان المطالب التي طرحت في سياقها تمثل، في جزء منها على الاقل، الاحباط في اوساط بعض الفئات الجماهيرية، الذين يشعرون بأن التحسن في الوضع الاقتصادي يتجاوزهم، وانه في توزيع الكعكة الوطنية خرجوا مظلومين. مظاهر الاحباط هذه يجب ان تطرح بالحسبان بقدر اكبر في القرارات الاقتصادية في المستقبل.
----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 30/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 30/3/2005
"جدول اليأس"
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا

قدامى جهاز الأمن يذكرون آريه يتسحاكي كأشقر غاضب أشرف خلال سنوات على دراسة المعارك الدموية التي جرت في اللطرون في حرب 1948. يتسحاكي المؤرخ انتقل قبل سنوات الى مستوطنة كفار يام في غزة، ومن المتوقع ان يكون بين الاشخاص الذين سيتم ترحيلهم في ساحة الحسم. أمس أجرت الاذاعة معه مقابلة، ومن المفترض ان يؤدي ما تفوه به هناك الى إشعال ضوء احمر في الشرطة والجيش على حد سواء. يتسحاكي الذي يعتبر شخصا علمانيا وذكيا من سكان غوش قطيف، تحدث أمس عن التحضيرات التي يقوم سكان غوش قطيف باعدادها لمعارضة خطة فك الارتباط ومنعها. عشرات آلاف المستوطنين سيغلقون الطرق أمام قوات الشرطة والجنود. فك الارتباط في نظر يتسحاكي مثل التسونامي الذي يغرق البلاد كلها وليس غوش قطيف وحدها.
من المحتمل ان يكون المستوطنون في غزة وشمالي السامرة قد أعدوا لانفسهم "جدول يائس" على غرار الجنود الذين يوشكون على إنهاء مدة الخدمة ويأخذون في إحصاء الايام المتبقية لهم من خلال "جدول يأس" في عدد هذه الايام المتناقصة. اذا كان الحال كذلك، فان "جدول اليأس" عند المستوطنين يكون قد وصل الى مراحله النهائية، وهذا هو الوقت الملائم - كما يفعلون مع الجنود المتسرحين - لجمع عتادهم العسكري. عما قريب سيصل الباص 70 لتحميل الجنود الى تل هشومير. إحصاء ايام اليأس المتبقية الآن ينشر أجواء من اليأس في نفوس المستوطنين بعد انتهاء الخطوات البرلمانية واخفاق مساعي منع خطة الاخلاء هناك بصورة تامة. اريك شارون علق دزينة جماجم اضافية على حزامه.
وماذا الآن؟.
الأحاديث والمعلومات المنشورة مؤخرا تثير الخواطر والنفوس. وقد تكون لديها ميول غريبة للتحول الى النبوءة التي تحقق ذاتها لا قدر الله: قصف المساجد واغلاق الطرقات في البلاد وإغراق غوش قطيف بعشرات الآلاف من المناهضين للخطة للوقوف كسور بشري كتفا الى كتف في وجه القوات التي ستتولى الاخلاء. المستوطنون والسياسيون يرسمون أمام أعيننا سيناريوهات سوداوية أكثر من السواد واحتمالات لاطلاق النار ونشوب الحرب الأهلية. "على أعنة الجياد سنلتقي فيما بعد".
منع سفك الدماء هذا الذي لا يوجد له داع يستلزم حشد طاقات السياسيين وعلى رأسهم شارون وكل ضباط الجيش ورئيس هيئة الاركان للتوجه الى غوش قطيف للتحدث مع الناس هناك من بيت الى بيت تماما مثلما رغب المستوطنون بالوصول الى كل منزل في البلاد لو تم تنظيم الاستفتاء الشعبي. عليهم ان يتحدثوا وان يوضحوا وان يقولوا الحقيقة وان يقولوا لهم ان اطلاق النار بين اليهود ضد بعضهم البعض قد يهدم أركان الدولة لا قدر الله. حدث هنا شيء فظيع: مجموعة من السكان التي اعتبرت نفسها "رأس حربة" المعسكر والترس الواقي للشعب المليئة بالاعتزاز والفخار والمبادرة للاستيطان، تجد نفسها ذات صباح عرضة للخيانة من قبل استاذها ومعلمها الأكبر وتصبح الآن عرضة للتشويه ويُدفنون في رمال رفح لتوضع عليهم أزهار من دفيئاتهم في ايلي سيناي الغابرة. يجب على القادة ان يتحدثوا مع هذا الجمهور الجدي العاقل وان يكترثوا به وان يحرصوا عليه. بدلا من ذلك يعرضون علينا كل مساء مشاهد التدريبات والاستعدادات التي تجري في الشرطة وحملة الهراوات والتروس للقيام بالاخلاء، وعلى أعنة الجياد سنلتقي.

لعثمة امريكية
حتى أكثر المصطلحات الكلامية جاذبية لـ أبشالوم كور، لن تنجح في توضيح الفوارق بين "الكتل الاستيطانية" و"المراكز السكانية"، ولولا تسريب ما تم تسريبه لصحيفة "يديعوت احرونوت" في يوم الجمعة الأخير لكنا سننام بهدوء وسكينة مع مصطلحات "مراكز" و "كتل" على حد سواء. هذه الحكاية تُقرأ وتُسمع وكأنها ستحدث على المريخ بعد مائة عام. الحقيقة هي ان السفير الامريكي دان كيرتسر قال الحقيقة في تصريحاته تلك مثلما قالها قبله سفراء بلاده ووزراء خارجيتها المتعاقبين جيلا بعد جيل. الولايات المتحدة لا تعترف بالكتل الاستيطانية مثلما لا تعترف بضم القدس واحتمالات تبديل ألوانها السياسية بعد 37 عاما معدومة وغير قائمة.
النفي والتلعثم الذي بدر عن واشنطن في هذه القضية ليس صدفة عابرة. الامريكيون يريدون الآن نجاح خطة فك الارتباط وهم مستعدون لدفع ثمن معين من خلال تخفيض مستوى مصداقيتهم مقابل ذلك. وبعد تطبيق الخطة بيوم واحد سيظهرون في عيون ساذجة طيبة ويقولون لنا: نحن قلنا ذلك، متى؟ اقرأوا العبارة أمامنا مرة اخرى؟! ونحن بدورنا سنقرأ الورقة الرطبة مرة تلو الاخرى، ومن ثم نبدأ بتقديم ادعاءاتنا للامريكيين. لماذا ورقة رطبة؟ لأن واشنطن سترينا حينئذ من أين تُخرج السمكة مياهها!.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 30/3/2005
الصراع ينتقل الى الشارع
بقلم: عوزي بنزيمان
كاتب رئيس في الصحيفة

(المضمون: عزم المستوطنين نقل الصراع الى الشارع هو تهديد مبطن لإخافة السلطات القانونية، وهو مخالف للقواعد الديمقراطية باسم الايديولوجيا والاخلاقيات - المصدر).

"أيها المستشار القضائي، عليك ان تؤدي واجبك المنوط بك حسب فهمك"، قال رئيس الوزراء مناحيم بيغن لاسحق زامير في عام 1982 عندما جاء هذا الأخير اليه بعد اخلاء ياميت وقال له انه يعتقد ان هناك ضرورة لتقديم المتجاوزين للقانون من المتظاهرين للمحاكمة بعد ان تصادموا مع قوات الأمن. زامير الذي روى ذلك أمس الاول في مؤتمر عقد حول الجوانب الاخلاقية لفك الارتباط باشراف مركز الاخلاقيات في القدس أكد في سياق حديثه على موقف بيغن باعتباره رجلا اعتبر سلطة القانون قيمة عليا. هذا التذكير هام وضروري الآن، حيث ينزل الصراع حول فك الارتباط الى مستوى الشارع بعد ان تم استنفاد الخطوات البرلمانية التحضيرية حولها.
قادة ورؤساء المعارضين للانسحاب من غوش قطيف وشمالي السامرة سارعوا الى التصريح أمس بعد التصويت على اقتراح اجراء الاستفتاء الشعبي، بأنهم سينقلون الصراع الى الشارع. هم لا يكشفون شيئا جديدا في ذلك ونواياهم المبيتة واضحة إذ يريدون احباط مساعي الحكومة والكنيست بالقوة من خلال التصادم مع الجيش والشرطة وتشويش مجريات الحياة في الدولة. هم ينوون إغراق غوش قطيف وشمالي السامرة بعشرات آلاف المتظاهرين حتى يمنعوا اخلاء العائلات من هناك. هذا التحدي الذي يعلنونه لارادة الدولة وهيبتها وضد قرارات الجهات المخولة الرسمية فيها يتذرع بالحق في الاحتجاج وحرية التعبير اللذان يعتبران حقا مشروعا في المجتمع الديمقراطي الذي يتوجب عليه ان يبدي التسامح تجاهه.
يجب ان نقول عن ذلك ان اجراءات وخطوات المصادقة على خطة فك الارتباط كانت طويلة وتضمنت إعطاء فرصة كاملة للمعارضين للتعبير عن موقفهم ومحاولة ترجيح الكفة لصالحهم. أمس الاول، حيث رفضت الكنيست اقتراح اجراء استفتاء شعبي، صرح رئيس محكمة العدل العليا ان هيئة المحكمة الموسعة المؤلفة من 11 قاضيا ستناقش التحفظات والاعتراضات المقدمة ضد قانونية قانون الاخلاء - التعويض. قواعد اللعبة الديمقراطية استخدمت بصورة كاملة في هذه القضية: الحكومة والكنيست صادقتا على الخطة، والكنيست بدورها قبلت القانون الذي يحدد الأوامر المتعلقة بتطبيقها، ومحكمة العدل العليا ستعبر عن رأيها بشأن عدالة وصحة القانون. صحيح ان المجريات السياسية قد شهدت بعض الاخلالات هنا وهناك مثل: تجاهل اريئيل شارون لارادة حزبه التي تجسدت في الاستفتاء الداخلي حول خطة فك الارتباط واجراء استفتاء شعبي حولها في الكنيست، وكذلك قراره بإقالة وزراء الاتحاد الوطني من الحكومة حتى يضمن اغلبية مؤيدة للخطة داخل الحكومة بهذه الطريقة. هذه الخطوات لم تكن سليمة، وهي تصب الآن في مصلحة معارضي شارون وتُجير من قبلهم، إلا انها تبقى أخطاء ثانوية بالنسبة للعملية الأساسية وهي عبور خطة فك الارتباط الى المحطات البرلمانية المعتادة التي لا يوجد مبرر للتشكيك في صلاحيتها وصحتها.
المجريات السليمة (من حيث الجوهر) والاغلبية البرلمانية ليسوا بالضرورة ضمانة للقرارات الشرعية: من الممكن الادعاء بأن خطة فك الارتباط هي غير اخلاقية من الأساس وظالمة وغير قانونية، ومن حق، بل ومن واجب، من يريد ان يعارضها ان يفعل ذلك خارج الملعب البرلماني. هذا في الواقع موقف قادة المستوطنين (وبعض السياسيين من اليمين) الذين يعبرون عن عزمهم نقل الصراع الى الشارع، بل ولا يترددون في التهديد بسفك الدماء. يجب القول عن ذلك ان هذه الرؤية تهدد بهدم اركان الحكم وقدرات المجتمع الاسرائيلي على أداء دوره ومهماته كدولة ديمقراطية.
في أساس التحدي لخطة فك الارتباط توجد رؤية ايديولوجية ترفض التنازل عن مناطق. هذا موقف سياسي صرف وليست لديه فوقية اخلاقية على الموقف المعاكس. الأقلية التي تأتي باسم هذا الموقف لفرض رغبتها على الاغلبية بالقوة (كما يظهر من التصويت في الحكومة والكنيست) تزعزع نظم الحكم وتلحق الضرر بنفسها وبالدولة التي ترفع لواء العصيان المدني باسمها. هذه الأقلية تعطي بذلك ضوء أخضر لكل المجموعات الهامشية حتى تخرق القانون وتتمرد ضد الحكم باسم أية رؤية ايديولوجية كانت.
هذه ساعة الاختبار الحاسمة بالنسبة للسلطات القانونية: اسحق زامير أوصى في محاضرته التي ألقاها أمس الاول باستخدام كافة الوسائل القانونية المتاحة لمكافحة الشغب الايديولوجي المخالف للقانون.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 30/3/2005
نيافة الحاخام - نعم أيها القائد
بقلم: زئيف شيف
خبير استراتيجي

(المضمون: حاخامات المعاهد الدينية العسكرية يتمتعون بقوة كبيرة وتأثير على طلاب هذه المعاهد، وهم لم يعبروا عن رفضهم لرفض الأوامر في عملية الاخلاء - المصدر).

يسود في قيادة المنطقة الوسطى اعتقاد بأن تقييم جهاز الدفاع لمعارضة فك الارتباط يتميز بالنواقص في قضيتين هامتين: يُقللون من شدة الازمة التي يمر بها المستوطنون بسبب الحاجة لاخلاء منازلهم والتراجع عن ايديولوجيتهم. كما يُقللون من تقدير حجم حركة الرفض المتوقعة في اوساط الجنود. قرار وزير الدفاع بتقصير عملية الاخلاء سيستوجب إدخال عدد أكبر من الجنود الى "الدائرة الداخلية" التي تتولى المعالجة المباشرة للمستوطنين. حجم الاخلاء من أربع مستوطنات صغيرة في شمالي السامرة أقل بكثير من حجم الانسحاب المتوقع في القطاع، ولكن بسبب التقدير بأن مستوطنات السامرة قد تشهد حركة رفض أشد وأصعب، قرر قائد المنطقة الوسطى، اللواء يئير نفيه، عدم استخدام الجنود في "الدائرة الداخلية" لحملة الاخلاء في منطقته.
عندما سُئل رئيس قسم القوى البشرية في هيئة الاركان، اللواء اليعيزر شتيرن، عن حركة الرفض المتوقعة في اوساط الجنود رد عليهم: "أنا متفائل"، هذا ايضا كان رد رئيس هيئة الاركان موشيه يعلون الذي قال انه لا توجد مؤشرات كافية على الارض لما قد يحدث. هناك من يعتقدون ان الكثير يعتمد على تصريحات الحاخامات - خاصة اولئك الذين يقفون على رأس المعاهد الدينية العسكرية - قبل ايام من عملية الاخلاء. الكثير يعتمد ايضا على قوة وشدة مقاومة المستوطنين ومعارضتهم. رؤساء المعاهد الدينية العسكرية وجهوا رسالة لرئيس هيئة الاركان، ودعوا فيها الى عدم استخدام العنف ضد الجنود، إلا انهم لم يطالبوا الجنود بعدم رفض الأوامر من الناحية الاخرى.
حاخامات المعاهد الدينية العسكرية جمعوا قوة كبيرة بأيديهم خلال السنين. اتحاد حاخامات هذه المعاهد مثلا، هو الذي يوصي وزير الدفاع بالاعتراف بهذه المدرسة أو تلك كمدرسة دينية عسكرية. هذه القوة الكبيرة هي السبب وراء اعتقاد شتيرن بوجوب انتزاع هذه الصلاحيات من أيديهم. اليوم يوجد 41 معهدا دينيا ذو ترتيب عسكري مع الجيش (الطلاب يخدمون نصف فترة الخدمة العسكرية في الجيش والنصف الآخر في المعهد الديني). طلاب هذه المعاهد يخدمون 16 - 18 شهرا في الخدمة العسكرية الصرفة من المدة الأصلية للخدمة (48 شهرا) وما يتبقى من الفترة يخدمونه في خدمة غير مدفوعة بحيث يصبح حاخام المعهد الديني هو "قائدهم" الأعلى.
هناك من جانب الحاخامات من يدعي ان كل شاب متدين يتطوع للجيش قد يرفض الأوامر في عملية الاخلاء. وبالفعل هناك ضباط صغار يسألون الجنود المتدينين الذين يأتون الى الوحدات القتالية حول الرفض المحتمل للأوامر في عملية الاخلاء.
أحد الحاخامات يتساءل عن سبب عدم توجيه نفس السؤال للجنود العلمانيين. ادعاءهم صحيح، فليس من حق الضباط ان يسألوا الجنود مثل هذه الاسئلة، ولكن يتوجب عليهم هم (أي الحاخامات) ان يتأكدوا من الدعم المباشر الذي عبر عنه قسم منهم لرفض الأوامر وإسهام ذلك في أجواء الارتياب التي تحيطهم.
في جيش الدفاع يولون اليوم وزنا كبيرا للاعداد الفكري للقادة والجنود استعدادا للاخلاء. والمقصود هو دمج عدد كبير في هذه العملية بما في ذلك من هيئة الاركان نفسها. قسم القوة البشرية في الجيش وزع على كل قادة الجيش بما فيهم سلاح البحرية، ورقة تفصيلية لشرح طريقة التعامل مع المقاومة المحتملة للاخلاء وظاهرة رفض الجنود للأوامر. في هذه الورقة يوصون بعدم "ضرب الرأس في الحائط" في مواجهة الرافضين والتركيز بالأساس على اولئك الذين يمارسون التحريض والاستفزاز. في ورقة التوضيحات تلك يحاولون التطرق لاسئلة الرافضين مثل الادعاء بأن أوامر فك الارتباط غير قانونية بصورة صارخة. في هذه الحالة يوصون بأنه كان أمامه ولديه الوقت الكافي للتوجه للقضاء وان هذا الاعتراض غير مقبول طالما لم يكن هناك قرار قضائي واضح بصدده.
في ورقة الشروحات تلك طرحت مرة اخرى امكانية نشوء مقاومة للشرطة التي تتولى اخلاء المستوطنين مباشرة - لدرجة عدم تمكينهم من انجاز مهمتهم. في هذه الحالة تقول الجهات المعنية بأن من المحتمل ان يضطر الجيش الى اخلاء الناس بنفسه بصورة مباشرة. "ليست لدينا امكانية لتجنب ذلك، ومن واجبنا ان نستعد لهذه الاحتمالية ايضا"، قالوا للقادة في ورقة الشرح.
-----------------------------------------------------







يديعوت - مقال - 30/3/2005
غموض سلبي
بقلم: عامي أيلون
رئيس "الشباك" سابقا، ومن المبادرين الى "الحملة الشعبية"

(المضمون: ان بقاء الغموض في الموقفين الاسرائيلي والفلسطيني وعدم تحديد الخطوط الحمراء في كل جانب قد يقود مرة اخرى الى تفجر الوضع وتهاوي المفاوضات - المصدر).

سادتي، التاريخ يتكرر. مرة اخرى نزحف خطوة في اثر خطوة، ومدينة في اثر اخرى، وحاجزا في اثر مثله. نتشدد في الصياغات الغامضة، حتى يستطيع كل جانب ان يؤوّل "روح الاتفاق" كما يريد. وقد سمى هنري كيسنجر ذلك: غموضا بنّاء. سيكون كل شيء على ما يرام. بغير غاية محددة، وبغير خطوط حمراء. هكذا صنعنا في اوسلو، وهذا ما نفعله الآن ايضا.
غزة وأريحا أولا، أتذكرون؟ اتفاقات مرحلية، وخطوة بعدها خطوة. لم نجرؤ على الحديث عن المستوطنات. وماذا عن القدس؟ واللاجئين؟ والحدود الدائمة؟ لا قدر المولى. غموض ايجابي، سيكون كل شيء على ما يرام.
عندما وصلنا في نهاية الامر الى لحظة الحقيقة، عندما وضعنا كل شيء على المائدة في كامب ديفيد وفي طابا، زال الغموض الايجابي - لكن الامر لم يكن على ما يرام. اكتشفنا فجأة ان الفروق بقيت واسعة كما كانت. شعر كل جانب بأنه مخدوع. وكانت المأساة الحقة أننا جميعا كنا على حق. أليست هذه طبيعة الغموض؟.
الآن، والانتفاضة المسلحة يبدو انها تقترب آخر الامر من نهايتها، نعود الى أخطاء التسعينيات. نحن نخرج من غزة خروجا أحاديا، ونحن نهدف الى تجميد الوضع. لقد سمعنا من فايسغلاس: "الانفصال يُمد بكمية الفورمالين التي يُحتاج اليها لكي لا تكون مسيرة سياسية مع الفلسطينيين". لا هكذا يوجدون أفقا سياسيا، حتى لو نقلوا الى الشرطة الفلسطينية أريحا وطولكرم.
في الجانب الثاني، في اثناء ذلك، لا يحدث شيء كبير. الارهاب يخمد في الأساس بسبب الأمل الذي نشأ مع موت عرفات. لكن التسلح يستمر طوال الوقت، والمخربون يحسنون مواقفهم، والاعدادات لموجة العنف القادمة على قدم وساق. من غير أفق سياسي، يفسرون الانسحاب تفسيرا مخطوءا. انه خطوة تصدر عن الضعف، ولن نقول عن الخضوع. لو كنا أكثر وضوحا في الهدف والخط الاحمر، لكان يكون مفهوما ان هنا اجراء استراتيجيا هو ضمان الدولة اليهودية الديمقراطية.
بالرغم من التهدئة، أو "الهدنة"، يجب ان نقول بصراحة إن أبا مازن لم يبدأ في التزويد بالبضاعة. لكن شارون وموفاز لا يريدان قول ذلك. لماذا؟ لأنه اذا كان هذا هو الحال، فان عرفات لم يكن هو وحده المشكلة. بكلمات اخرى، كان ذهابه جزء من الحل فقط.
بدلا من تجديد الغموض، وإطالة الزمن - اليوم الذي يتلو الانفصال هو زمن الحديث عن كل شيء؛ ان نستغل ساعة الاستطاعة، وان نضع على المائدة كل القضايا المشحونة وان نقول، مرة واحدة وللأبد، هذه هي خطوطنا الحمراء - وجئنا نحسم النزاع. سيواصل الجانب الاسرائيلي الحلم بالخليل ونابلس، مهد حضارته. وسيواصل الفلسطينيون الحلم بعكا وصفد. في الواقع، سيفصل خط سياسي واضح بين دولتين ذواتي سيادة، ولن يعود أي فلسطيني الى حدود دولة اسرائيل.
بعد اربع سنوات ونصف سنة من الدم والدموع، يعلم الطرفان ما يجب فعله. أصبحت مباديء التسوية مُجمعا عليها. يريد الشعبان العيش بهدوء، وكسب الرزق بكرامة. فلا سلام الآن بعد، ولا شرق اوسط جديد - العيش ببساطة.
------------------------------------------------------

















معاريف - مقال - 30/3/2005
انشقاق ينتظر
بقلم: يوسف حريف
كاتب يميني مخضرم

(المضمون: اذا نجح اريئيل شارون في الحصول على وعد من الولايات المتحدة بالموافقة على الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية فسيكون ذلك نجاحا له ولسياسته وقمعا لاصوات التمرد عليه في حزبه - المصدر).

الصدوع التي ظهرت في سور الليكود اتسعت في الزمن الأخير، الى حد خطر السقوط. كلام بعض رؤوسه على ضرورة الوحدة فارغة بلا معنى، في حين يزعم رئيس الليكود، رئيس الحكومة تكرارا ان الليكود انشق اليوم الى شِقين، وان هناك من يسعى لاسقاط حكومته.
لم يُفصح شارون عن أسماء المتهمين بالدس عليه، لكن فهم الجميع انه يقصد في الأساس الى بنيامين نتنياهو، الذي يستعين بعوزي لنداو وسلفان شالوم. يوجد، كما تعلمون، شيء من الحقيقة في تقدير شارون للانشقاق الذي يلوح على الليكود. والسؤال هو: من الذي تسبب بهذا الوضع. يتمتع لنداو في موقفه بدعم شبه عام من اعضاء المركز وحزب الليكود في الكنيست، الذين أيدوا اجراء استفتاء شعبي عن مسألة الانفصال، التي ابتدعها شارون من غير ان يُشاور رفاقه.
يمكن أن نتعرّف 12 عضو كنيست فقط من بين 40، يؤيدون شارون، وقد صنعوا هذا الاسبوع صنيعه في التصويت في الكنيست، بتجاهلهم قرارات مؤسسات الحزب على التصويت تأييدا لاستفتاء الشعب. من الصعب، اذا، ان نزعم ان الأكثرية هي التي تتسبب بالانشقاق. ومن هم المتمردون في الأساس؟ هل هم اعضاء الكنيست المخلصون لقرارات المركز، أم هم اولئك الذين يعارضونها؟.
من المحيط القريب من شارون تُسمع كثيرا أصوات عيب على وزير المالية، ما هي خطيئة نتنياهو؟ أأن ذهب من تلقاء نفسه الى الحاخام عوفاديا يوسف للتأثير فيه ليؤيد فكرة استفتاء الشعب؟ لماذا يكون عمل شارون سرا وجهرا لتجنيد تأييد لأفكاره، وخاصة في موضوع الانفصال، حلالا، أما نتنياهو الذي لم يُخف رأيه قط في انه ينبغي من اجل وحدة الشعب ووحدة الليكود اجراء استفتاء شعبي، فيعتبر دساسا؟.
شارون، وهو شكاك في طبعه، رأى نتنياهو دائما خصما سياسيا يجب الحذر منه. أول أمس وصلت الامور الى الأوج، عندما سُمع من مكتب رئيس الحكومة تهديد بأن "على بيبي ان يحافظ على ظهره". لم يرد نتنياهو، لكن مقربيه عبروا عن دهشة لاسلوب "المافيا" ولصمت رئيس الحكومة. شعر شارون، كما يبدو، باللذع واهتم خلال النهار أن يُسمع تحفظات من الهجوم الشديد على وزير المالية، والذي نُسب الى أفراد مكتبه.
هذا الاسبوع خرج شارون منتصرا في معركتين - فان أكثر الكنيست عارضت اجراء استفتاء شعبي، ووجدت الأكثرية لتمرير الميزانية. لكنني لست أخال الهدوء سيعود الى صفوف الليكود. سيكون الاختبار الحقيقي وقت تنفيذ الانفصال بالفعل، وستكون مسألة المسائل ما الذي يُخبأه الغد. بعد نحو اسبوعين سيسافر رئيس الحكومة للقاء الرئيس بوش في الولايات المتحدة. اذا ما نجح في الحصول على إذن بإبقاء الكتل الكبيرة في يهودا والسامرة في حيازة اسرائيل، فانه يمكن ان يسود هدوء في الليكود وستبقى منزلة شارون مستقرة. واذا لم ينجح فسيزيد الغليان وأشك اذا كان شارون، مع كل شعبيته، سيستطيع قمع التمرد عليه.
إعادة الوحدة الى الليكود متعلقة بانسان واحد هو اريئيل شارون. لقد نجح بقدرته القيادية في غلبة مصاعب كثيرة في الخارج والداخل، وحظي بانجازات نادرة في الحلبة الدولية. لكنه ليس يستطيع ان يُهمل الساحة الداخلية. انه لا يستطيع الإتكال على معسكره لزمن طويل، وهو الذي يعد 12 عضو كنيست فقط، أكثرهم لا تأثير لهم في مركز الليكود. اذا كان يتحدث عن الحاجة الى الوحدة، فسيكون من الواجب عليه ان يصل الى تفاهم مع عشرات اعضاء الكنيست الذين لم يوافقوه الرأي، لأنه اذا لم يحدث ذلك فسيصبح الانشقاق حقيقة، وقد ينهار الليكود.
------------------------------------------------------













معاريف - مقال - 30/3/2005
الاستفزاز المستقبلي
بقلم: ابراهام تيروش
كاتب يميني

(المضمون: أكبر خطر يتهدد إمضاء الانفصال هو ان تقوم جهات متطرفة يهودية بأعمال عدائية جماعية على السكان الفلسطينيين أو على أهداف اسلامية مقدسة - المصدر).

فاز شارون أول أمس فوزا عظيما في التصويت في الكنيست على قانون استفتاء الشعب. يتوقع ان يفوز شارون فوزا عظيما، هذا المساء أو في الغد، في التصويت على الميزانية. ستواصل حكومته البقاء، لا توجد انتخابات، وهو ماضٍ لتحقيق رؤياه ولتنفيذ الانفصال. وكما هي العادة في اماكننا، يسارعون الى تتويج مختلف النجاحات بألقاب تشريفية عظيمة. الآن يوجد ايضا نشيد مدح "شارون المنتصر الكبير".
"الانتصار هو سُكر خطر"، كتب احاد هعام. وفي الحقيقة، ان انسانا جديا مسؤولا لن يُسكره هذا الفوز، حتى لو أخضع به خصومه الذين يكرههم. لأن هذا الفوز ليس نهاية الحرب، بل بدايتها. انه يضعنا على مداخل فترة خطرة جدا في تاريخ دولة اسرائيل، وقد تكون الأخطر. إن من يؤيد الانفصال ايضا من سويداء قلبه، يجب ان يكون قلقا، لا أن يحتفل بالانتصارات.
تخرج الحرب الآن الى الشوارع، كما أعلن رؤوس معارضي الانفصال، وستزداد شدة. "سنشعل الشوارع"، يهدد عضو الكنيست تسفي هندل، أحد سكان غوش قطيف، ويتحدث الجميع عن اخلاء المستوطنات، في تموز من هذا العام، كفاجعة كبيرة، وكخطر فظيع، يختبيء في داخله حرب اخوة، وتمزقا لا يمكن رفوه في الشعب، وعن مشاهد عنيفة وعن سفك دماء.
لقد بالغ عضو الكنيست آريه الداد في القول. في رد على رفض اقتراح قانون استفتاء الشعب، قضى أول أمس، بلهجة هادئة ولكن مضمونها لاهب: "حكم شارون اليوم بالموت على أناس كثيرين"، ولقد اقترح السيطرة على الحرم القدسي. وهي واحدة من المقولات الزائدة التي تأتي من جهة اليمين المتطرف. لأن السؤال الذي يطرح فورا هو: ما هو حكم من يحكم على الناس بالموت بلا محاكمة؟ وتوجد في طوايا اليمين "اعشاب ضارة"، ويوجد الكثير منها، ممن يؤمنون بأنهم يعرفون الجواب، بل سيحاولون تقديمه.
ولكن مع كل التحفظات من قول عضو الكنيست الداد، ومن المبالغة التهديدية فيه - "أناس كثيرين" - لا شك ان هناك حقيقة في أساس تقدير ان اخلاء المستوطنات سيكون مصحوبا بدرجة ما، بسفك دماء. في زمن الاخلاء سيكون الكثير من السلاح في غوش قطيف. في أيدي السكان وتابعيهم، وفي أيدي من يُجلونهم، وهم الجنود والشرطة، حتى لو لم يكن في أيدي أفراد الخط الاول. سيكون هناك ايضا، بالرغم من القيود التي ستفرض على الدخول الى غوش قطيف، الكثير من الناس. يتحدث المستوطنون عن 100 ألف. تكفي طلقة واحدة، ولو كانت بانفلات رصاصة، من هذه الجهة أو تلك، لاشعال حريق وللتسبب بفقدان السيطرة وبكارثة. زي
03-30-2005, 03:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #9
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم
الخميس 31/اذار/2005 العدد 8754


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 31/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- النواب يقولون لشارون: "حتى هنا!"؟
- لا يخضعون لإمرته.
- غضب من الحائط حتى الحائط في الكنيست: شارون يؤطر البغاء.
- الخليل: اطفال المستوطنين يهاجمون قوة المراقبين.
- حاخامون للجنود: فروا بعد الفصح.
- الام تتوفى بعد الولادة.
- في عراد وبيسان سيتلقون استرداد ضريبي على المربيات الخاصات.
- السفير اختار وقف حياته.
- عزام عزام لن يشعل الشعلة في يوم الاستقلال.
- شرطي في كل مدرسة.
معاريف:
- رئيس الوزراء لمعاريف: "لم تفاجئني الانتقادات".
- اهانة شارون.
- من النصر الى الاهانة.
- هكذا تدهورنا../ النواب لم يترددوا في استخدام اي وصف بحق خطوة شارون.
- كان النصر قريبا جدا.
- المكان الادنى دركا.
- مخيم لاجئين في رمال نيتسانيم.
- فتوى: مسموح اغلاق الطرق حتى لو تأخر مرضى.
- سلاح مطلوب في المناطق - موضة جديدة: مسدس بدل كلاشينكوف.
هآرتس:
- شارون: سأجد فرصة اخرى لتعيين الوزراء.
- مقربو وزير المالية: رئيس الوزراء يمس بالاقتصاد.
- توتر متصاعد في السلطة: مسلحون يفتحون النار على المقاطعة.
- رئيس الوزراء لم يتمكن من تجنيد اغلبية في الكنيست لتعيين مقربيه وزراء؛ عين سبعة وزراء جدد.
- تعويضات أولية للمستوطنين المخلين ستدفع بعد اقل من شهر.
* * *

المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 31/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - هآرتس - من ارنون ريغيولر وناتان غوتمان:
توتر متصاعد في السلطة: مسلحون يفتحون النار على المقاطعة../
التوتر بين رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) وبين مجموعات في السلطة وصلت أمس الى ذروة اضافية. عشرات المسلحين فتحوا النار نحو نطاق المقاطعة في رام الله، فيما كان رئيس السلطة يتواجد فيه. ابو مازن لم يصب بالنار. وأجرى المسلحون قبل ذلك مسيرة في شوارع رام الله اطلقوا فيها النار بل وضربوا المارة. وفي المناطق قالوا امس ان المسيرة جرت ردا على أوامر ابو مازن عدم السماح بدخول مطلوبين فلسطينيين يسعون الى الحصول على ملجأ في المدينة.
وافاد مسؤولون في فتح أمس بانه قبل ثلاثة ايام هدد ابو مازن كبار فتح بالاستقالة من منصبه اذا لم تساعده الحركة في حث الاصلاحات في السلطة. وحسب هؤلاء فان ابو مازن اشتكى من أن مجموعات ضغط فاسدة تعمل على الحفاظ على مكانتها تمنع تنفيذ الاصلاحات.
وبالمقابل، اشتكى امس وزير الدفاع شاؤول موفاز، الذي يزور واشنطن من أن الفلسطينيين لا يفعلون بما فيه الكفاية لحث الاصلاحات في السلطة والاعمال ضد الارهاب. ففي حديث مع نائب الرئيس الامريكي ريتشارد تشيني ومع وزيري الخارجية والدفاع قال موفاز ان هناك فجوة كبيرة بين نوايا ابو مازن وبين ما يجري على الارض.
وفي جلسة مع كبار فتح في بداية الاسبوع قال ابو مازن ان "العيون الامريكية مفتوحة وتتابع ما يجري. لا يمكننا التوجه الى واشنطن واللقاء مع الرئيس بوش. الزمن قصير واذا لم تنفذ قفزة في الاصلاحات في السلطة ومؤسساتها سيتعين علي ان اقرر في أمر مواصلة مهامي كرئيس للسلطة". وألمح ابو مازن أنه في زيارته الى البيت الابيض المزمع عقدها في نهاية نيسان يتوقع ان يسمع أسئلة شديدة بالنسبة لتوحيد أجهزة الامن الذي لم ينفذ حتى الان رغم تصريحاته المتكررة في هذا الشأن منذ انتخابه في كانون الثاني.
وحسب مصادر فلسطينية فان ابو مازن ومسؤولين كبار آخرين شاركوا في المداولات قالوا ان تحالفات داخلية في المنظمة ونشوء مراكز قوى في أجهزة الامن تمنع كل تقدم في توحيد الاجهزة وتعرقل الاخراج الى التقاعد رجال الامن القدامى، وهو الاصلاح المركزي الذي تحاول السلطة حثه.
وحسب مصادر كبيرة فان قسما هاما من صراعات القوى الداخلية تجري بين مقربي ابو مازن وبين مقربي رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو العلاء). ووصلت الخلافات الى مواجهة جبهوية بين مكتبي الرجلين حيث عرقلت رحلة لابو علاء الى طوكيو في اليابان من قبل مقربي ابو مازن.
(هآرتس)
سلاح مطلوب في المناطق - موضة جديدة: مسدس بدل كلاشينكوف../
الهدوء في المناطق وخطط ابو مازن لتنظيف الشارع الفلسطيني من السلاح غير القانوني خلقت موضة جديدة في اوساط المسلحين: بدل بنادق الكلاشينكوف والسلاح المسروق من الجيش الاسرائيلي يفضل نشطاء المنظمات التسلح بمسدسات يمكن اخفاؤها تحت الملابس.
ففي السنوات الاربع والنصف الاخيرة من القتال جرى تهريب كميات صغيرة نسبيا من المسدسات عبر الانفاق في رفح الى قطاع غزة. وحسب معطيات المخابرات الاسرائيلية، فقد جرى تهريب 1000 مسدس مقابل 9.972 بندقية من انواع بندقية مختلفة. ولكن الطلب على السلاح الجديد يتعاظم: ليلة أمس القت القوات من كتيبة جدعون في لواء جولاني القبض على مهربين اثنين في الحدود بين سيناء ورفح وفي حوزتهما 70 مسدسا و 103 خزان مسدس. كما تضمنت الشحنة 10 بنادق كلاشينكوف وبندقية قنص.
وشرحت محافل في الجيش الاسرائيلي بان المسدسات هي السلاح الذي يوجد "تحت مستوى الكاميرة"، بحيث يمكنى للمرء ان يتحرك مسلحا بمسدس، وفي نفس الوقت الايفاء بطلب ابو مازن "عدم رؤية السلاح في الشوارع".
الساحة السياسية - معاريف - من بن كاسبيت واريك بندر:
من النصر الى الاهانة../
رئيس الوزراء اريئيل شارون وقع في الفراش، اصيب بالزكام وكاد يفقد صوته تماما. الاسبوع العسير، ولا سيما اليوم المتوتر الذي مر عليه أمس أعطى مؤشراته. ولكن رغم النقد الشديد الذي تلقاه على محاولته تعيين مقربيه في مناصب وزراء فانه لا يندم: كان ينبغي عمل ذلك. لا عيب في ذلك"، قال أمس "لمعاريف".
"لم تكن هناك أي وعود من جانبي لاحد"، ادعى شارون في اطار خطابه الدفاعي. "لم يكن هناك اناس صوتوا أو سيصوتون كي يتلقوا تعيينا. فبين اولئك الذين عينتهم هناك ايضا اناس، مثل جيلا جمليئيل، صوتوا مع الاستفتاء الشعبي. ويعقوب ادري ايضا الذي كان سيعين نائب لوزير الدفاع، صوت في صالح الاستفتاء الشعبي. عرفت انه سيكون علي هجوم. وانا اقدر بانه سيستمر. ولكن هذه امور اتفق عليها منذ المداولات مع حزب العمل واعتقدت ولا زلت اعتقد أنه ينبغي تنفيذها.
"لا اعتقد ان من السليم الا يكون هناك وزير رفاه أو وزير استيعاب بوظيفة كاملة"، يضيف رئيس الوزراء. "في الماضي، أردت تعيين اشخاص لمناصب، وقررت الانتظار حتى استنفاذ المفاوضات مع شاس. والان، بعد أن استنفدت المفاوضات، حان وقت التنفيذ. لم تفاجئني الانتقادات. الاكثر سهولة هو اقرار هذا الامر اليوم. ولكني لم اعتد على ابقاء مثل هذه الامور مفتوحة وكان ينبغي عمل ذلك. لا يوجد هنا اي خلل. وبين الاشخاص الذين اردت تعيينهم هناك من لم يؤيدوني في كل الامور ولا يؤمنون بخطي، ومع ذلك فاني اعتقد انه يجب تعيينهم. ولكن ليس العصبة التي تحاول اسقاط الحكومة. محظور النسيان باننا في الطريق الى خطوة هامة جدا للدولة، وهذا هو الهدف الحقيقي لنا وفيه يجب التركيز".
ورغم هذه الاقوال فان رئيس الوزراء تلقى أمس ضربة غير بسيطة في مكانته. "خطة العطايا" خاصته لتعويض الموالين له في الليكود روني بارأون وزئيف بويم، في مناصب وزراء في حكومته مع افرايم سنيه من العمل، فشلت بعد أن لم تتوفر الاغلبية اللازمة لذلك في الكنيست. والقرار الذي اثار عاصفة في الكنيست وأدى الى هزيمة شارون، كان اتخذ ليلة اول أمس بعد المصادقة على ميزانية الدولة. واضافة الى تعيين الوزراء الجدد سعى شارون الى منح جائزة لخمسة نواب كنيست من الكتلة وتعيينهم نواب وزراء الى جانب عضوين آخرين من يهدوت هتوراه. ولكن في الكنيست ثارت عاصفة كبيرة تعاظمت من لحظة الى اخرى.
الكلفة: 11 مليون شيكل في السنة
ولكن الدراما الحقيقية وقعت في الليكود. فعلى مدى كل اليوم حاول رجال رئيس الوزراء دق اسفين داخل معسكر المتمردين لتفتيت صفوفهم، ولتجنيد الاصوات من داخلهم ليتاح اقرار التعيينات الجديدة في الهيئة العامة للكنيست. واستدعي الى الكنيست عشرات نواب مركز الليكود من الموالين لشارون والمقربين من الوزراء ونواب الوزراء المرشحين، في محاولة للتأثير على المتمردين لتأييد الخطوة. ولكن شيئا لم يقنع المتمردين الذين تطرفوا فقط في تصريحاتهم.
وطوال الوقت تراكض سكرتيرالحكومة يسرائيل ميمون،الناطق والمستشار لشارون في اروقة الكنيست، صعدوا وهبطوا مع قوائم، اجروا عددا لا يحصى من المكالمات الهاتفية، وقاموا بمحاولة يائسة لانقاذ الوضع وضمان الاغلبية. ولكن الضربة الاخيرة أرضت العمل. فقبل خمس دقائق فقط من التصويت أنهت الكتلة جلسة تقرر فيها عدم فرض الانضباط الكتلي على الاعضاء.
ولانعدام البديل ارسل الوزير مئير شطريت الى منصة الخطابة للاعلان بدون اي احتفالية عن تعيين نواب وزراء جدد فقط، الامر الذي لا يحتاج مصادقة الكنيست: روحاما ابرام عينت نائبة وزير الداخلية، ايلي ابلولو نائب وزير الصناعة والتجارة، جيلا جمليئيل نائبة وزير الاستيعاب، مجلي وهبة نائب وزير في ديوان رئيس الوزراء، مرينا سولدكين نائبة وزيرة الاستيعاب، ابراهام رابيتس من يهدوت هتوراه نائب وزير العمل والرفاه ورفيقه في الكتلة شموئيل هلفرت نائب وزير المواصلات. وكل نائب وزير كهذا بالمناسبة سيكلف الدولة ما لا يقل عن 1.6 مليون شيكل في السنة.

ردود فعل - معاريف:
هكذا تدهورنا../ النواب لم يترددوا في استخدام اي وصف بحق خطوة شارون../
بيت دعارة
عوزي لنداو: "رئيس الوزراء حول السياسة الاسرائيلية الى بيت دعارة".
كلب يبول
بني ايالون: "شارون يتصرف ككلب يبول على الحائط كي يحدد ارض سيطرته".
حصن
يوسي سريد: "منذ عين كليجولا حصانه قنصلا، لم يكن هناك تعيين غريب كهذا".
عربات
تومي لبيد: "من كثرة الوزراء سيتعين على شارون أن يعين في النهاية وزيرا للعربات ايضا.
مافيا
تسفي هندل: "في عائلة كورليانا - شارون يدفعون الثمن بالرشوة السياسية".

المستوطنين - يديعوت:
الخليل: اطفال المستوطنين يهاجمون قوة المراقبين../
عنف شديد من اطفال المستوطنين ضد قوة المراقبين الدوليين في الخليل. فقد اضطرت مراقبة من السويد الى تلقي العلاج الطبي بعد أن رشقها الاطفال بحجر في رأسها. ويقول قائد المراقبين "نحن نخاف على حياتنا. اذا ما استمرت الهجمات فسنغادر الخليل".
في لقاء عاجل اجري في وزارة الخارجية في القدس اشتكى قائد القوة، الجنرال النرويجي تيرغواي تلفسان، على الارتفاع الدراماتيكي في عدد الهجمات من المستوطنين. وروى تلفسان بان عددا من المراقبين اضطروا الى تلقي العلاج الطبي بعد اصابتهم بحجارة رشقهم بها اطفال المستوطنين، واشتكى من تخريب لسيارات المراقبين.
في أعقاب الشكاوى توجه نائب المدير العام لشؤون المنظمات الدولية في وزارة الدفاع روني ليشنو ياعر، الى محافل كبيرة في الجيش الاسرائيلي وفي الشرطة وطلب اليهم بذل كل جهد مستطاع لوضع حد للاعتداءات. "ستة دول تبعث بالمراقبين الى القوة تتابع عن كثب معالجة اسرائيل لسلوك المستوطنين. استمرار الوضع الحالي من شأنه أن يؤدي الى تخريب العلاقات بين اسرائيل وتلك الدول"، كتب ليشنو ياعر.
وكانت قوة المراقبين الدوليين وصلت الى اسرائيل في اعقاب اتفاق وقع بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد المذبحة التي نفذها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي. ويشغل القوة مراقبون من السويد، النرويج، الدانمارك، سويسرا، ايطاليا وتركيا.
الناطق بلسان الوجود السكاني اليهودي في الخليل نوعام ارنون عقب قائلا: "ان هذه منظمة مؤيدة للعرب تشجع الاعتداء على الاسرائيليين. ومؤخرا بدأوا يدخلون الى المنطقة بشكل استفزازي لحمل طفل عصبي على رشقهم بالحجارة، كي يتمكنوا من التشهير بنا. نحن نعارض كل مس بهم، ولكني لا استطيع ان اتواجد في كل مكان. انا اقترح عليهم ان يتركونا في المنطقة ويذهبون الى الانشغال مع اصدقائهم العرب".

كرة القدم - معاريف - من بن كاسبيت:
لا عرب، لا أهداف../
بعد اقل من دقيقة من تسجيل هدف التعادل، فيما ان الملعب لا يزال يرتعد، رن ايضا الهاتف الخلوي. على الخط، رغم الضجيج، سمع صوت احمد طيبي. "لا عرب، لا أهداف"، اعلن الطيبي بصوت مثبت.
كل الاسبوع حلم بهذا السيناريو. كيف سيأتي عباس صوان ووليد بدير لينقذا الوطن. "ربما حان الوقت لتمديد المجال في القرى غير المعترف بها لدينا. آه؟ سأل وقطع الاتصال.
طوال المباراة ملأت الدفتر بنبوءات الغضب. في النصف الاول بدت المهمة عبور خط النصف اقل صعوبة من تمرير ميزانية الدولة. اين الفرنسيين. اين نحن. نصف شوط كامل دون فرصة. كيف أننا نحتاج الى 12 تمريرة عابثة كي نعمل ما يعملونه في تمريرتين سريعتين. ولماذا يسير لنا كل شيء بصعوبة. ومتى سنصل الى مستوى الكبار. والبنى التحتية. وثقافة الرياضة. واسس المباراة. وكيف أن لاعبين يبدون متخلفين جدا مقابل لاعبيهم. كتان يذكر بمقاتل من الوحدة الخاصة، قيسي مقاتل من حرس الحدود وبليلي مقاتل من نينجا. مقابل المستوى الرفيع للفرنسيين. وعندها عندما اكملت كتابة ذلك جاء بدير وادخل الهدف.
لا تفهموني غلط: كل هذه حقيقة ثابتة وقائمة، لان اسرائيل ليست في مستوى فرنسا، ولن تكون هناك قريبا. ومع ذلك، ماذا يوجد في اسرائيل؟ يوجد فيها روح، تهب فيها ريح، يعمل فيها أمل. وأضيف الى ذلك الميزة الرائعة لكرة القدم التي يمكن ان يحصل فيها كل شيء والعرض الرائع لتل بن حاييم الذي بعث بتزريغا الى غرفة تغيير الملابس في مرحلة مبكرة والوضع المتردي الذي أمسكنا الفرنسيين به، فتحصلون على ما حصلنا امس: لم نفقد الامل بعد، وانتزع الفرنسيون التعادل بقوة.
ليس واضحا لمن ينبغي اعطاء الفضل. ابراهام غرانات الذي يضع منتخب عديم الادوات الهامة ولكنه مقاتل ومنظم الجمهور النشط والمتفائل الذي يشجع حتى في اللحظات الصعبة. وحتى الاتحاد، نعم، مع ايتشه مناحيم وحاييم تسيمر، والذي حقق حدثين لامعين في رمات غان. كانت بهجة كبيرة امس عدم الخسارة للفرنسيين، والصفير التحقيري في كل مرة فابين بارتاز الفرنسي البشع، اقترب من الكرة. كانت بهجة التصديق، الامل، الشعور باننا قريبين من الاوروبيين والخروج بابتسامة عريضة.
ومن جهة اخرى محظور النسيان ومحظور زوغان البصر. نحن لا نزال متخلفين، بمستوى متدني في كل ما يتعلق بكرة القدم والى أن تنفذ هنا خطة خماسية حكومية كثيرة الميزانية والتغييرات سنواصل الفرح والمرح في كل مرة ننتزع فيها نقطة من فرنسا في الطريق الى اللامكان.
----------------------------------------------------












المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 31/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 31/3/2005
الغزال في خدمة الانسان
بقلم: أُسرة التحرير

اريئيل شارون هو خبير كبير في طبيعة الانسان، بما في ذلك الطبيعة الفرعية للجنس البشري المعروف بالانسان السياسي. الانسان السياسي يتحدث عاليا عاليا ويبحث عن وظيفة أعلى فأعلى. وهو يميل الى عض اليد التي تطعمه، ولكن لزمن ما يمكن اشباع جوعه بقليل من التبجيل، ولا يوجد ما هو أفضل من "سيادة الوزير، او سيدتي نائبة الوزير" لترويض العاقين. وفي لحظة نادرة من المنفى خارج الحكومة وصف شارون ذات مرة المتعة في تحريك سند كرسي الوزير، المصنوع من جلد الغزال. اذا ما قيض لغزلان كثيرين اكثر من المخطط له التضحية بحياتهم من أجل اخلاء المستوطنات من غزة وشمالي السامرة، فليكن ذلك. ولكن حين وجدت في الكنيست أمس اغلبية رأفت بهم وعرقلت تعيين الوزراء المرشحين، يمكن الاعتماد على شارون في أن يكمن لهم ليصطادهم في اللحظة المناسبة.
شارون الذي برز لاول مرة في اعمال رد جميل، حاول هذه المرة طريقة رد جميل من نوع آخر: من وقف الى يمينه سيجلس الى جانبه، والى الجحيم بنجاعة الجهاز الحكومي والتوفير المالي؛ ناهيك عن أنه في التحقيقات المتواترة له في الشرطة ولدى مراقب الدولة وبالمصداقية التي اقنعت المستشار القانوني للحكومة يحرص شارون على القول انه لا يعنى بالمال. استقرار الحكومة لا يقدر بالذهب، واضافة ثلاثة وزراء وعلى الاقل خمسة نواب وزراء، بمكاتبهم ومساعديهم وسياراتهم هي كلفة محتملة بالقياس الى ثمن انتخابات للكنيست قبل أوانها.
وحديث يوسف لبيد عن أن شارون سيسمح له بالعودة الى الحكومة الذي شق هو دربه الى خارجها يثبت بان الرغبة في الابهة ليست ميزة حزب ما. يثبت ذلك ايضا العمل، المقاول الفرعي لحزب السلطة الذي نصف 19 اعضاء كتلته في الكنيست سيجلسون على كراسي الوزراء ونواب الوزراء. وتمثيل بهذا القدر من الكثرة في الحكومة لم يكن لمباي في سنوات ذروة دافيد بن غوريون.
شارون لم يحرص كثيرا على تلبية اماني ممثلي احزاب اخرى. الاغلبية في حكومته ضُمنت في انسحاب الاتحاد الوطني من المفدال وضم العمل. مهم له قاعدة بيته، الليكود، التي في داخلها هو اضعف منه في خارجها. الحل الذي وضعه لم يكن مغايرا مبدئيا عن "قانون الوظائف" والرغبة في تعيين اعضاء مركز الحزب في مجالس ادارة الشركات الحكومية. الفارق الوحيد هو في المستوى: بدل اعضاء مركز - نواب، وبدل مجالس ادارة الكهرباء - مجلس ادارة الحكم. وامام السلسلة الناجحة لخصومه، المتمردين، يسعى شارون الى اخراج مسرحية جديدة "الباقون" - رجال الليكود الذين يخاطرون بانتقام معارضي الاخلاء وعضويتهم في الحكومة ستحسن آمالهم او ستمنحهم احتراما واعتبارا أبدا.
في سياق سابق، في حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، جرى الحديث عن "بارأون مقابل حبرون (الخليل)". روني بارأون في حينه مستشار قانوني للحكومة ليوم واحد، كان في هذه الاثناء نائبا بارزا وناجعا، محاولة تعيينه وزيرا ترتسم بانها "بارأون مقابل شيلتون (سلطة)". ليس بارأون وحده بل وايضا زئيف بويم، وللتوازن ايضا افرايم سنيه، وروحاما ابرام وجيلا جمليئيل وغيرهم وغيرهم. خائبو امل أمس يعرفون ان شارون سيسد دينه لهم وأنه بفضل اخلاء غزة ستغفر له كل حيلة الى أن تنافس الحكومة في حجمها الذراع التشريعي، مجلس الشعب، في اثناء اقامة الدولة.
----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 31/3/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي -31 /3/2005
ذوو القبعات المنسوجة والباقون
بقلم: يارون لندن
كاتب يساري

يوجد خلاف على الحقائق الدقيقة، لكن الواضح ان الجيش تحدث الى اشخاص ذوي تأثير بين المستوطنين، لكي يدع ذوو السلاح سلاحهم قبل بدء الانفصال. هذه الاتصالات الغريبة تدل على أن زعماء المستوطنين يخافون جدا من متطرفيهم وانهم على استعداد للمضي بعيدا من اجل منع كارثة.
جنون الصهيونية الدينية هو أمر لوحظ منذ زمن. عندما احتل متخرجوا المدرسة الدينية "مركز هراف" قيادة الحركة، حذر مثقفون بعيدو النظر مما سيحدث لها عندما يتبين انه لا مناص من تقسيم البلاد. كان هناك من شبّهوا خطر الأزمة بذلك الذي أصاب العالم اليهودي في أعقاب اعتناق شبتاي تسفي، الاسلام. ومصدره - الفرق بين فخامة الرؤيا وبين الواقع البائس - وهذا شيء يُميز الحركات التي تعِد بالخلاص الفوري. اشتاق اليهود دائما لاصلاح العالم بملكوت الله وأيقنوا بمجيء المسيح في زمن قريب، لكن اذا استثنينا بضعة أحداث فظيعة، لقد عرفوا كيف يمتنعون عن زيادة التوتير الخلاصي، الى حد تحدي الملكوت.
الآن هناك من يتحدّون الدولة لانهم على يقين من انهم يملكون النسخة المفوضة الوحيدة من خطة الخلاص الإلهية. هذا تصور كارثي، لأن الخطة الإلهية على خلاف الخطط التي يبتدعها الناس لا يمكن ان يعتريها النقص. ان خللا بالغا في مسار تحقيقها قد يفضي الى كفر خائبي الآمال بالدولة، والتآمر عليها، وللاعتزال عنها على شاكلة "شبان التلال"، والى فوضى دينية، والى أشواق هلاك، وسائر الاعمال الخرقاء التي نعرفها من تاريخ اسرائيل والشعوب.
حاخامات منسوجي القبعات ومُربوهم يشعرون بأن جمهورهم يغلي وبعد قليل سينفجر. لقد تلقى أخيرا سلسلة من الضربات الشديدة، ومنها فشل مجابهة الانفصال عن قطاع غزة، وإبعاد ممثليه عن مائدة الحكومة، والقصد الى حل المدارس الدينية العسكرية، وفقدان مواقع الحاخامات الرؤساء، وفقدان وظائف الحاخامات في مدن ذات شأن. توجد ايضا اجراءات تمزق قلبه: العَهْر المعلن، وتدنيس حرمة السبت اللذين اتسعا جدا بعد افتتاح المراكز التجارية الكبيرة خارج المدن. في نظر من ربّاه أبواه على أننا نعيش على شفا ايام المسيح المخلص، وان الخلاص القريب مشروط باحتلال البلاد كلها، وان الدولة أداة ذات قيمة دينية، وان اليهود الذين يحيون هنا قد يَسْمون في مَراقي الطهارة والقداسة - في نظر انسان كهذا؛ الواقع الذي يُطلب إليه ان يُسلم له أثقل من ان يُستطاع حمله.
الصهيونية الدينية كنز لا يجب التفريط فيه. هذه هي الجماعة الكبيرة الوحيدة التي ترى نفسها نخبة خادمة وتُصدق ادعاءها الى حد كبير مفهوم ان هناك كثيرا من الناس في اسرائيل يعملون لمصلحة الجميع، لكن الجمهور المؤمن فقط يُربي أبناءه في ضوء روح التضحية. أحد التعبيرات عن ذلك هو حقيقة ان معتمري القبعات المنسوجة يَعُدون نحوا من نصف الضباط الصغار، ونسبتهم في الوحدات المختارة تفوق كثيرا نسبتهم من السكان. هذا الجمهور ايضا يمثّل بما يفوق نسبته العددية في البحث العلمي، وفي الاعمال، وفي روابط التطوع وأخيرا يترك طابعه البارز ايضا في مجالات الاعلام والأدب والسينما. الصهاينة الذين لا يزيدون على نصف سيقومون بحماقة اذا لم يفعلوا أي شيء منطقي من أجل تخفيف ألم هذه الجماعة المصابة.

باب مساواة في يوم الارض
أمس احتفل العرب مواطنو اسرائيل "بيوم الارض". كما هي الحال في كل عام، هذه المرة ايضا أنحى الخطباء بالعيب على المظالم التي يعانيها السكان العرب وخاصة وصمة "القرى غير المعترف بها". في المساء شاهدنا كرة القدم وهي لعبة سياسية. لم يصفر 40 ألف مشاهد صفير الاحتقار نحو حارس المرمى بارتيز بسبب عيوب في لعبه، إلا لانه مسّ كرامتهم القومية. أحرز وليد بدير هدف التعادل، ولهذا ايضا معنى سياسي، لأن بدير عربي، مثل عباس صُوان الذي أحرز هدفا في اللعبة ضد ايرلندا. ألم يكن احساسا رائعا ان نستيقن انه في الملاعب الخضراء كل شيء يتعلق بالموهبة؟ والآن، تخيلوا كم سيكون الأمر جيدا لو استطاع عرب اسرائيل رفع قدرتهم الى المرتبة القصوى في جميع المجالات.
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 31/3/2005
الفلسطينيون ينامون في الليل ايضا
بقلم: عميره هاس
(المضمون: اسرائيل ماضية في خططها لعزل القدس عن باقي أجزاء الضفة وتجريد سكانها من حقوقهم، والفلسطينيون ومعهم أنصارهم الاسرائيليون يغطون في نوم عميق - المصدر).
"الاسرائيليون لا ينامون في الليل، ونحن الفلسطينيين ننام في الليل والنهار" - هذا ما قاله مؤخرا فلسطيني من سكان شرقي القدس. هذا الشخص قصد في كلامه رد الفعل الاستسلامي الخاضع الذي تتلقى فيه الجماهير الفلسطينية عموما، والقيادة خصوصا، الخطة الاسرائيلية لعزل شرقي القدس وسكانها عن باقي أجزاء الضفة. مقولته تلك تتجاوز كونها تعبيرا عن الأسف المشوب بالغضب، وهي تتجاوز حدود الوضع الفلسطيني - الاسرائيلي. هذه العبارة تعبر عن الرؤية في ان الجمهور المقموع حتى ليس ثلة سلبية من الضحايا، وانه قادر على إحداث تغيير في الواقع لمصلحته - إذا ما تحرك على الارض، وان خطط النهب والسلب ليست محكومة بالنجاح مسبقا. ربما تكون هذه الرؤية تفاؤلية - انسانية، إلا انها بحاجة لمن يساندها ويدعمها.
قبل شهرين صُدم اسرائيليون وفلسطينيون عندما قرأوا خبرا مفاده ان سكان شرقي القدس سيحتاجون الى التصاريح الخاصة لدخول رام الله بعد استكمال الجدار الفاصل في شهر حزيران. بعد الصدمة الاولى ظهر بعض الاسرائيليين الذين شككوا في صحة المعلومة. كما سُمع بعض الفلسطينيين المذهولين ايضا وهم يقولون ان هذه مجرد شائعات فقط. الدليل على ذلك هو قيام الجنود قبل شهرين بمنع سكان شرقي القدس من الدخول الى رام الله بسياراتهم استنادا الى أمر صادر عن قائد المنطقة ويقضي بحظر دخول الاسرائيليين الى مناطق السلطة، إلا ان هذه الظاهرة سرعان ما توقفت. ولكن في نفس الوقت بدأت تتوالى بعض المؤشرات المقلقة من المنطقة الجنوبية حيث يقع حاجز وادي النار بالقرب من أبوديس - الطريق الوحيد الذي يربط جنوب الضفة بشمالها - سكان شرقي القدس الذين "يُضبطون" وهم يخرجون من منطقة بيت لحم عبر نفس الحاجز يتلقون استدعاء من الشرطة ويتعرضون للتحقيق بتهمة مخالفة أوامر قائد المنطقة. هذا غيض من فيض في الوقت الراهن. هناك فجوة كبيرة بين حقيقة ان شرطة حرس الحدود في الحاجز قاموا بعرقلة دخول سكان شرقي القدس وبين تصريح رسمي للناطق بلسان لواء السامرة - يهودا في الشرطة إذ قال ان أمر قائد المنطقة لا ينطبق عليهم وانما على سكان اسرائيل فقط. اغلبية سكان شرقي القدس يصلون الى بيت لحم في الوقت الحالي بطرق مختلفة من دون تصاريح.
الصدمة مفهومة ولكنها مثيرة للغضب. من المفهوم طبعا ان كل من يعرف الى أي حد يرتبط شرقي القدس وسكانه برام الله (وبيت لحم التي ستخضع لنفس اجراءات الدخول والخروج) يمكنه ان يتصور شدة وفداحة الضربة التي ستنزل على رؤوس هذه المراكز السكانية المتداخلة بعضها ببعض. الصدمة مثيرة للغضب لانها تشير الى تجاهل الخطوات التي تقوم اسرائيل بفرضها خلال السنين وأدت الى شق الطريق لهذه المرحلة العليا من عزل شرقي القدس وسكانها عن باقي المساحة المحتلة في حزيران 1967. توسيع معاليه ادوميم الذي لا يتوقف - مع أو من دون 3000 وحدة سكنية جديدة - هو جزء لا يتجزأ من هذه الخطة.
التشكيك الاسرائيلي مثير للحنق والغضب لانه يكشف عمى الاسرائيليين وعدم رؤيتهم لكل الحقائق المتراكمة عبر السنوات الأخيرة: حسب كل تصريحات الجيش يسري أمر قائد المنطقة ايضا على الفلسطينيين من سكان القدس، حملة الهويات الزرقاء. عند الخروج من نابلس مثلا يُسأل هؤلاء المقدسيون عن "التصريح". بعد قليل سيُستكمل بناء الجدار الفاصل، وعندئذ لن يُسمح بالمرور عبر البوابات الحدودية - الدولية التي ستوضع في مواقع مختلفة على مداخل القدس، إلا لحملة التصاريح، وعندئذ - سيكون من الأسهل لبيروقراطية الاحتلال ان تطبق هذا الحظر الاداري الذي يشككون به الآن.
تشكيك الفلسطينيين مثير للاحباط والأسى لانه تهرب من الفعل. وتجربة شرقي القدس تحديدا تشير الى ان الخطوات المنسقة الصبور قادرة على ايقاف تطبيق خطة النهب والسلب. هناك معركتان نجحتا بصورة نسبية في القدس في أواخر التسعينيات: معركة سحب الهويات من سكان شرقي القدس ومعركة مناهضة هدم المنازل. هذه المعارك كانت نموذجا للعمل المشترك بين الفلسطينيين والاسرائيليين والأطراف الدولية. في تلك المعارك كان هناك مزيج للنشاطات الشعبية والقانونية والسياسية الدبلوماسية والاعلامية.
مع اندلاع الانتفاضة عادت بلدية القدس للمسارعة في هدم المنازل التي بُنيت بدون تراخيص فقط لان البلديات بأجيالها المتعاقبة فرضت قيودا على البناء في شرقي القدس، وبعد ان اضطرت وزارة الداخلية لاعادة الهويات والحقوق للمقدسيين الكثيرين الذين حُرموا منها، عادت هذه الوزارة الآن للاعتداء على تلك الحقوق بطرق التفافية مختلفة. وبالرغم من ذلك، يتوجب الاستفادة من حقيقة نجاح تلك المعارك ولو بصورة نسبية مقابل المعارك التي أخفقت وفشلت - معركة منع السيطرة اليهودية على اراضي الفلسطينيين في الأحياء الفلسطينية، وضد التفرقة غير المحدودة بين الفلسطينيين واليهود في شرقي القدس. لا شك ان أحد عوامل النجاح النسبي كان التعاون الاسرائيلي - الفلسطيني وتجاوز المعركة لمجرد اطلاق التصريحات والتنديدات الصرفة.
بعد النشر الاول بدأت تتعالى اصوات اسرائيليين شبه رسميين إذ قالوا ان قضية التصاريح لرام الله ليست منتهية بعد. هذا مؤشر: هناك امكانية لالغاء هذا التوجه والاعتراض عليه اذا اصطدمت بيروقراطية الاحتلال بمقاومة حقيقية. وهنا - أكثر بكثير من مجرد إذاعة الأغاني في إذاعة فلسطين وإذاعة الجيش - توجد حاجة للتعاون الاسرائيلي - الفلسطيني.
------------------------------------------------------
هآرتس - مقال - 31/3/2005
حتى الاشارات الضوئية أكثر اخضرارا لليهود
بقلم: داني روبنشتاين
محلل خبير للشؤون الفلسطينية

(المضمون: خطة عزل شرقي القدس وتهويدها تدمج بين بناء السور وتوسيع الاستيطان اليهودي حتى لا تكون هناك عودة الى الوراء - المصدر).

لا يوجد شك لدى الجمهور والقيادة الفلسطينية في ان المعركة حول القدس تمر الآن في مراحلها الحاسمة. بعد اربعة أشهر تقريبا سيُستكمل عزل القدس بسكانها الربع مليون عن عمقهم الفلسطيني.
وحتى من وجهة نظر المراقب من الخارج تظهر بوضوح العملية الحثيثة للقضاء على شرقي القدس كعاصمة مركزية لمحيطها العربي. خلال فترة معينة ستظهر على الارض في شرقي المدينة ومحيطها حقائق تسعى بدرجة كبيرة الى شطب امكانية تحول شرقي القدس الى عاصمة للدولة الفلسطينية عن جدول الاعمال. مطلب تحول شرقي القدس الى عاصمة للدولة الفلسطينية يقع على رأس جدول الاعمال الوطني الفلسطيني، وربما يسبق حتى حل مشكلة اللاجئين، ومن الواضح للعيان ان التسوية ليست ممكنة من دون التوصل الى حل في قضية القدس.
المرحلة الاولى من عزل شرقي القدس عن الضفة كانت من خلال منع وصول سكان الضفة الى المدينة. جهاز الدفاع الاسرائيلي كرس من اجل ذلك جهودا كبيرة، والانطباع هو انه لا يوجد اليوم في شرقي القدس سكان عرب من دون تصاريح. الشرطة وحرس الحدود يقومون باجراءات متعددة لضبط المخالفين، وسائقي الحافلات يضطرون لفحص هويات المسافرين لانهم يتعرضون لعقوبات شديدة اذا ضُبطوا في سياراتهم مثل مصادرة السيارة.
سكان الضفة يستطيعون الحصول على تصاريح لدخول القدس لأغراض الدراسة والعمل والعلاج. التصاريح سارية المفعول لثلاثة أشهر فقط ولكن الأعباء كبيرة حيث يفرض الطوق في كل يوم اثنين وخميس، أو تكون الطريق طويلة. في السنوات الأخيرة قامت اغلبية مؤسسات القدس بإقالة موظفيها من الضفة ووظفت عربا من سكان القدس. هذا ما فعلته مثلا المدارس العربية الخاصة الكبيرة في القدس.
ما زالت هناك ثغرات كثيرة في الخطوط الفاصلة بين المدينة والضفة حيث يحاول الناس التسلل من خلالها. وفي بعض الأحيان يحدث ذلك أمام سمع وأبصار الجنود الاسرائيليين. الأسوار في هذه الحالة ليست عوائق للمرور وانما أداة للسيطرة الاسرائيلية. وجودها يسمح بالمراقبة الاسرائيلية التامة لحياة الفلسطينيين وتجارتهم وخدماتهم وحياتهم الاجتماعية.
التجديد الوشيك بعد أشهر هو ان سكان القدس ايضا سيضطرون للحصول على تصاريح لدخول الضفة والعودة الى منازلهم. اسرائيل لم تنشر بعد اجراءات وأنظمة واضحة للحصول على هذه التصاريح، إلا ان الجميع يعرفون ان الأمر قيد التحضير الآن.
في الأسوار المحيطة بالمدينة ستوضع عشر بوابات. في حاجز ايرز مثلا يوجد اليوم "مكتب للاسرائيليين" للاشراف على عبور سكان القدس واسرائيل الى غزة واغلبيتهم من النساء المتزوجات من مقدسيين أو العكس. "انظمة العائلات المنقسمة"، كما يطلقون عليها في الجيش، ستطبق على آلاف كثيرة من هذه العائلات المقدسية المنقسمة بين الضفة والقدس. وحسب المعطيات الديمغرافية المعروفة فان ثلثي عرب القدس ينتسبون للحمائل الخليلية الكبيرة، وعزلهم عن أقاربهم وامتداداتهم في الخليل ومحيطها يبدو مسألة غير ممكنة.
الى جانب العزل عن العمق الفلسطيني في الضفة تجري منذ سنوات عملية تغلغل يهودية الى الأحياء العربية المقدسية. الظاهرة معروفة من خلال سلسلة المنازل التي اشتريت أو استلبت على يد تلاميذ المعاهد الدينية اليهودية في المناطق والأزقة القريبة من الحي اليهودي في البلدة القديمة وفي شارع الواد وباب الساهرة وحارة السعدية ونزل القِدّيس يوحنا بجانب كنيسة القيامة.
في قرية سلوان تواصل الجمعيات الاستيطانية الاسرائيلية شراء المنازل والسيطرة عليها، وفي رأس العامود المطلة على سلوان من الأعلى بُني حي يهودي صغير بينما يجري الحديث الآن عن اخلاء مقر الشرطة المجاور وتسليمه للمستوطنين.
سكان يهود، وهم في الاغلب من طلاب المعاهد الدينية، دخلوا للسكن في قلب حي الشيخ جراح (بجانب قبر الصديق شمعون)، والى مبنيين في المصرارة العربية بجانب القنصلية الامريكية، وآخر الصرعات في هذا المجال كانت صفقة البيع في باب الخليل غير واضحة التفاصيل بعد بمشاركة الكنيسة اليونانية الارثوذكسية.
نيكوس باباديموس اليوناني المسؤول عن الاموال في البطريركية الذي يختبيء في مكان ما في العالم، اعترف قبل يومين في لقاء مع صحيفة يونانية انه قد أجَّر هذه العقارات لليهود بالفعل (لمدة 99 سنة) مقابل 130 مليون دولار. الصفقة تمت حسب قوله بعلم ايرينيوس الاول الذي أراد تخطي الازمة المالية الصعبة التي تمر بها البطريركية. ايرينيوس الذي نفى المسألة في البداية، زار الاردن قبل يومين وحاول صد موجة الهجمات التي وجهت ضده من السلطة الفلسطينية والحكومة الاردنية والدول العربية الاخرى التي تطالبه بتقديم استقالته على الفور.
في قلب حي جبل المكبر العربي ايضا بدأت التحضيرات لاقامة حي يهودي، وهناك عمليات بناء واسعة النطاق في الولجة جنوبي القدس، وفي المنطقة الفارغة الفاصلة بين القدس ومعاليه ادوميم أعلن عن الشروع في خطة البناء التي أثارت عاصفة دبلوماسية، ويعلم الفلسطينيون انها اذا تحققت ستلتهم ما تبقى لهم من احتياطي اراضي في شرقي المدينة.
البناء في هذه المنطقة سيتيح اقامة الجدار الفاصل الذي سيستكمل الطوق حول القدس الشرقية ومعاليه ادوميم ويحول دون وجود تواصل جغرافي بين شمالي الضفة وجنوبها. يحزقيل لاين من "بتسيلم" يقول ان بناء الجدار وفرض الحقائق كما في هذه الخطة هو طريق بلا عودة. معنى قوله ان الأسوار قابلة للإزالة، ولكن اذا انضم اليها البناء اليهودي فان الوضع لن يكون قابلا للتغيير. محقق "بتسيلم" الميداني، كريم جبران، من مخيم شعفاط أضاف مفهوما جديدا نسبيا أصبح معروفا في شرقي المدينة: "اشارات الابرتهايد الضوئية". في المفترقات التي تلتقي فيها الطرق اليهودية مع العربية مثل مفترق التلة الفرنسية تكون مدة الضوء الاخضر للطرق العربية أقل منها لليهودية. بلدية القدس ردت على ذلك بالنفي وقالت ان مدة المرور تتحدد وفقا لكثافة الحركة وليس حسب العِرق.
الصورة التي تظهر من كل هذه المعطيات تعتبر في الحديث الداخلي الفلسطيني تحطيما للبنية الاجتماعية العربية للمدينة على طريق تهويدها. في الآونة الأخيرة لا يمر يوم من دون صدور موقف أو تصريح للقيادة الفلسطينية وللوجهاء في المدينة حيث يحذرون فيها من انهم لن يسمحوا لاسرائيل بمواصلة هذه الخطوات التي تحول دون عقد أية تسوية في المستقبل.
------------------------------------------------------











هآرتس - مقال - 31/3/2005
كيلومترين آخرين من فضلك
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: الفلسطينيون يتصارعون فيما بينهم حول التشدد عشية الانتخابات التشريعية وعلى رأسهم فتح، بينما يبدي الاسلاميون اعتدالا أكثر منهم - المصدر).

خطة فك الارتباط عن قطاع غزة انضمت في هذه الايام لاتفاق فصل القوات مع القوات السورية واتفاقية السلام مع مصر والانسحاب من لبنان. هنا ايضا، مثلما في الجولان وطابا ومزارع شبعا، تقوم اسرائيل باخراج قواتها من منطقة محتلة، ليقوم أحد ما باخراج خارطة مصفرة قديمة ويكتشف ان الحدود لا تتطابق تماما مع الحدود الدولية الزرقاء أو مع الخط الاخضر.
استعدادا لعملية فك الارتباط، قام الفلسطينيون بالبحث في الخرائط المصرية التي تظهر ان خط الحدود كان على مسافة كيلومترين شمالي الموقع الحالي قبل 38 سنة. المسار الأصلي، حسب ادعائهم، كان ملامسا لاراضي كيبوتس يد مردخاي. الخارطة عُرضت على أطراف دولية ومنها البنك الدولي خلال البحث حول امكانية اقامة معبر حدودي جديد بتبرع من البنك حيث خطط لاقامته على مسافة 200 متر شمالي غرب المعبر القائم. تلك الأطراف الدولية تتعامل مع المسألة بمنتهى الجدية لانها لا ترغب في ان تتبرع بأموالها لاقامة موقع اسرائيلي جديد على اراضٍ عربية. لو كان هناك خط مفتوح بين الجانبين لكان بامكانه في هذه الحالة ان يوفر عليها النزاع الحدودي الذي يطل برأسه في الجنوب.

مصلحة متبادلة
وزير الداخلية، أوفير بينس، تذكر في هذا الاسبوع ان حزبه لم يطوِ رايته الرئيسة وهي راية السلام، مع دخوله الى الحكومة. وهذه الراية، كما هو معروف، لا تتحقق بالخطوات أحادية الجانب مثل خطة فك الارتباط.
عند دخول حزب العمل الى الحكومة قام بتمتمة بعض الكلمات حول الحاجة الى تنسيق الخطة مع السلطة، واكتفى بذلك. وعليه، عبر أوفير بينس عن دهشته في جلسة الحكومة في يوم الاحد الأخير من عدم تنسيق أي شيء مع الفلسطينيين رغم اقتراب موعد الخطة. شارون من ناحيته لم ينفِ ذلك وقال ان اسرائيل لا تجد مشكلة في التنسيق، وكذلك أبو مازن، إلا ان أبو العلاء يقوم بتخريب هذه المساعي.
التعمق في هذه المشكلة لدى الأطراف الاسرائيلية والفلسطينية يظهر ان شارون قد كشف لبينس طرف كتلة الجليد فقط في عملية الحمود بين الطرفين. صحيح أن أبو مازن يؤيد النقل المنظم للارض، ذلك لانه استنتج ان شارون لن يسير نحو التسوية الدائمة الآن، ولذلك يفضل ارتشاف المياه الضحلة التي يتركها فك الارتباط من دفع ثمن رفض التنسيق الذي سيكون فادحا، خاصة في شمالي السامرة حيث يتوجب على السلطة ان تتفق مع اسرائيل على 11 مجالا وعلى رأسها البناء والتخطيط قبل ان تدق مسمارا واحدا فيها. كما ان الانسحاب أحادي الجانب من غزة سيحرم القطاع من اتفاقية القاهرة (1995) حيث تقرر ان تكون اسرائيل والمناطق كلها تحت غطاء جمركي واحد. بالاضافة الى ذلك سيؤدي تنازل اسرائيل عن وجودها في غزة وفي معبر رفح الى فقدان الفلسطينيين لمكانة "السكان الخاضعين للاحتلال" ويخسرون معها حقهم في الدعم الانساني.

تعليمات أبو العلاء
شارون كان دقيقا ايضا في الجزء الثاني من رده لـ أوفير بينس. أبو العلاء حظر على المسؤولين الخاضعين له فعلا اجراء الاتصالات مع اسرائيل بصدد فك الارتباط. تفسير ذلك الموقف من وجهة النظر الاسرائيلية يكمن في الخصومة بينه وبين أبو مازن وأنصاره وعلى رأسهم محمد دحلان على خلفية إزاحة أنصاره من الحكومة لصالح أعوان الرئيس الجديد. أما المراقبون المحايدون فيقولون ان معارضته نابعة من اعتقاده ان شارون لا ينوي التفاوض مع الفلسطينيين حول التسوية الدائمة ولو للحظة واحدة، حسب خريطة الطريق، ولذلك ليست لهم مصلحة في إمساك السلم (أي فك الارتباط) الذي أعده لنفسه للنزول عن خريطة الطريق. المسؤولون ايضا لا يحتجون ضد تعليمات أبو العلاء بعدم التواصل مع الاسرائيليين لانهم غارقون في التحضير للانتخابات التشريعية التي تقف على رأس سلم أولوياتهم الآن، وعليه، لا توجد لهم مصلحة في الظهور مع الاسرائيليين أو نزع سلاح مناضل من حماس أو كتائب شهداء الاقصى عشية الانتخابات في الوقت الذي تعرقل فيه اسرائيل اطلاق سراح السجناء وتبني في معاليه ادوميم.

البرغوثي يصب الزيت
السجين رقم (1)، مروان البرغوثي، كرس شعبيته في هذا الاسبوع للجلبة السائدة. البرغوثي أرسل لرفاقه رسالة حادة عشية اجتماع اللجنة المركزية لفتح في هذا الاسبوع، حيث تحدى فيها دعوة أبو مازن لوضع حد للانتفاضة المسلحة. البرغوثي ادعى ان ايقاف الانتفاضة المسلحة يشق صفوف فتح ولا يجلب أي انجاز على الارض. كما ادعى ان اسرائيل تنسحب من غزة فقط تحت ضغط القوة وليس في الأفق أية عملية سياسية تبرر نزع السلاح. البرغوثي دخل في رسالته تلك من خلال البوابات المشرعة في فروع فتح. منذ لقاء الفصائل الـ 13 في القاهرة أصبح مصطلح "حق العودة" جزء لا يتجزأ من بيانات فتح.
وفي الوقت الذي تُذكر فيه بيانات فتح بخطب حماس، يسعى رجال الدين المسلمين الى إبراز الجانب المضيء. في الاسبوع الماضي جرى في بيروت لقاء غير عادي بين مجموعة خبراء ومن بينهم اثنين من الـ سي.آي.ايه المتقاعدين ومسؤولين كبار من حزب الله وحماس وغيرهما من الاسلاميين. على حد قول أحد المشاركين ألمح أتباع حماس في اللقاء الى انهم مستعدون لتكرار نهج احمد ياسين الذي قال فيه ان حماس تكتفي بالانسحاب حتى خطوط حزيران الى إشعار آخر. الضيوف من واشنطن أفادوا (الاجتماع لم يكن ليتم من دون موافقة الادارة الامريكية) بأن حزب الله حتى كان سعيدا لو شطب اسمه من قائمة الفصائل الارهابية والنأي بنفسه عن القاعدة وكل صلة اخرى بحركة الجهاد العالمي.
------------------------------------------------------



















يديعوت - مقال - 31/3/2005
كوابيس مُحرر "القدس"
بقلم: يهودا ليطاني
كاتب يساري

(المضمون: محمود أبو الزلف، مؤسس صحيفة "القدس"، بعيون اسرائيلية - المصدر).

محمود أبو الزلف، الذي قضى نحبه هذا الاسبوع، كان واحدا من الفلسطينيين ذوي الشأن في عشرات السنين الأخيرة. برغم ان اسمه لم يُعرف بين الاسرائيليين، فقد كان معروفا في الشارع الفلسطيني منذ بداية سنوات الخمسين، زمن جدّد ظهور الصحيفة اليافيّة "الدفاع" في القدس الشرقية الاردنية. لقد كان ابناً لعائلة ثرية ذات أملاك من يافا، وصار لاجئا في عام 1948، لكن مهّد لنفسه بسرعة في القدس الاردنية، بل لقد انشأ علاقات مع العائلة المالكة وكان صديقا شخصيا للملك حسين.
كان أبو الزلف أول فلسطيني تجرأ على افتتاح صحيفة يومية تحت الاحتلال الاسرائيلي في نهاية الستينيات. أثارت خطوته معارضة شديدة بين جماعات فلسطينية مختلفة، رأوا ذلك تسليما للسلطة الاسرائيلية. بالرغم من انه كان متماثلا مع الاردن، وأيد في البداية بحماسة اعادة المناطق الى المملكة الهاشمية، فقد عرف كيف يسير بين قطرات المطر: بين الاسرائيليين والاردنيين، وبين الاردنيين ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس. بعد عودة عرفات ايضا الى المناطق حافظت "القدس" على منزلتها صحيفة فلسطينية ذات شأن، إن لم تكن ذات الشأن الأكبر.
حتى سنوات التسعين سادت "القدس" بلا موانع، الصحافة الفلسطينية في المناطق، بالرغم من إنشاء صحف اخرى حاولت ان تسلبها الصدارة. لم ينشر أبو الزلف مقالات بتوقيعه تقريبا، لكن مقالات الافتتاح في صحيفته التي اقتبست بتوسع في البلاد والعالم، كتبت على حسب تعليماته الدقيقة.
مع الحصول على الرخصة الاسرائيلية لاصدار صحيفته، حظي بلقب "عميل" من خصمه في الشارع الفلسطيني، لكن النجاح المذهل "للقدس" برهن للخصم ايضا على ان جمهورهم محتاج الى أداة تعبير تخصه بالرغم من الختم الاسرائيلي.
بدأت علاقة الصداقة بيني وبينه بعد عدد من السنين من صدور الصحيفة. كنت مسؤولا عن تغطية المناطق في صحيفة "هآرتس"، واستعنت به وبمراسلي صحيفته. في كل مساء تقريبا كنت أصل الى هيئة تحرير "القدس"، التي قامت آنذاك بقرب وزارة العدل في شرقي القدس، وألتقي في مكتبه كثيرا من أفراد القيادة الفلسطينية في تلك الفترة.
أدار أبو الزلف هيئة التحرير بحزم. واذا كان صحفيا قديما من الفترة التي سبقت عام 1948، لم يجرؤ الخاضعون له على خلافه، حتى لو لم يوافقوه دائما على الخط السياسي الذي أملاه. بالرغم من الرقابة الاسرائيلية التي ألغت احيانا حتى تقارير كاملة (زيادة على الرقابة الذاتية لأبي الزلف) كانت "القدس" لسنوات طويلة الناطق المستقل الوحيد عن الفلسطينيين في المناطق والقناة الوحيدة للاعراب عن احتجاجهم وآرائهم.
بعد خمس سنوات من حرب الايام الستة توجه إليّ بطلب أن آخذه الى بيت عائلته على طريق يافا - تل ابيب. تذّكره عدد من الجيران اليهود واحتضنوه بحرارة. لقد تأثر الى حد البكاء لمرأى البيت واستقبال جيرانه السابقين، وقال لي بعد الزيارة، إنه مستعد للتخلي عن طلبه لأملاك عائلته في اسرائيل، لقاء سلام حقيقي. لقد حدثني ذات مرة عن كوابيسه الليلية: "في أحلامي، أكون دائما على سفينة متأرجحة في وسط البحر، في الطريق من يافا التي احتلها اليهود من قريب، هناك زحام وشعور بالاختناق، ويبدو لي دائما ان السفينة توشك بعد قليل على الغرق بموجة كبيرة توشك ان تنزعنا الى أعماق البحر. بعد ذلك استيقظ وأدرك أن ذلك كان حلما فقط".
------------------------------------------------------













يديعوت - مقال - 31/3/2005
بين الأشواك والعنب
بقلم: غاي بخور
كاتب مستشرق

(المضمون: انتصار حماس الساحق في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني سيمكنها من السيطرة على م.ت.ف من الداخل - المصدر).

هل انضمام حركة حماس الى انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني تطور ايجا
03-31-2005, 03:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #10
ترجمة الصحافة الاسرائيلية اليوم




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية







الأحد 3/نيسان/2005 العدد 8756


المصدر السياسي
قسم العناوين الأحد 3/4/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- اسرائيل: يوحنا بولص الثاني كان صديقا كبيرا للشعب اليهودي.
- ذهب الى عالمه.
- السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة: أعطوا وزير الخارجية الفلسطيني خمرا فإذا به يبدأ الحديث.
- العودة الى مصر.
- وداعا يا صديقي كارول.
- المفتش العام للشرطة: اذا كان العقيد ليفي ساعد المجرمين فليذهب الى السجن.
- النهاية.
- الى ان يصدر دخان ابيض.
- محافظ وثوري.
- بابا اليهود.
- اسرائيل: خسارة كبيرة للانسانية.
معاريف:
- البابا مات.
- العالم الاسلامي يبكي موت يوحنا بولص الثاني.
- ابو مازن يقصي كبار مسؤولين في السلطة.
- وداع الاب المقدس.
- الى أن يصدر دخان أبيض.
- تغييرات في قيادة السلطة.
- كبار مسؤولي العمل والسلطة يلتقون لتنسيق فك الارتباط.
هآرتس:
- البابا يوحنا بولص الثاني يتوفي في الفاتيكان بعمر 84.
- كبير في مجلس "يشع" للمستوطنين ضد قيادة المستوطنين: يجب منع دخول عشرات الاف معارضي الاخلاء الى غوش قطيف.
- رئيس السلطة بدأ بالاقالات والتعيينات في أجهزة الأمن في الضفة.
- شهر آذار - الشهر الاول في الانتفاضة دون اصابات اسرائيلية.
- شارون يقرر عدم طلب مساعدة من بوش لتمويل فك الارتباط، في لقائهما القريب؛ "التوقيت غير مناسب".
- موظفو الادارة يدعون اسرائيل الى الموافقة على الرقابة على النووي.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأحد 3/4/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - هآرتس - من ارنون ريغيولر:
رئيس السلطة بدأ بالاقالات والتعيينات في أجهزة الأمن في الضفة../
شرع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) أمس بجولة اقالات وتعيينات في أجهزة الامن في الضفة في محاولة للاظهار بان السلطة الفلسطينية تتقدم في عملية توحيد اجهزتها الامنية. فبعد سلسلة من الجلسات، بمشاركة رئيس الوزراء ابو علاء ووزير الداخلية الجنرال نصر يوسف، اقصى ابو مازن الجنرال الحاج اسماعيل جبر قائد جهاز الامن الوطني في الضفة من منصبه - وهو الجهاز الذي يخدم فيه اكثر من 15 الف شرطي.
والذريعة للاقصاء هي الحادثة التي وقعت يوم الاربعاء الماضي ليلا، عندما اطلق مسلحون النار على المقاطعة في رام الله بينما كان ابو مازن يمكث فيها. وبعد ذلك انطلقوا في حملة تدمير في رام الله. ورسميا قيل ان ابو مازن "وافق على استقالة جبر"، ولكن مقربي الرئيس قالوا ان اقالة جبر هي بداية جولة اقصاءات وتعيينات في اجهزة الامن في الضفة. وهذه ترمي الى تعزيز اجهزة الامن وتعزيز القانون والنظام في الشارع. ويبدو أن الحديث يدور عن تعيينات ستتيح لابو مازن عرض "اصلاحات امنية" هامة في البيت الابيض.
واضافة الى جبر، اقيل أيضا قائد الامن الوطني في رام الله، يونس العاص. ولكن خلافا لحالة جبر، رفض ابو مازن قبول استقالة توفيق الطيراوي، رئيس المخابرات في الضفة الذي رفع له كتاب استقالته يوم الخميس، عقب الحدث في المقاطعة.
وفضلا عن اقالة جبر، أعلن مكتب ابو مازن عن تشكيل لجنة لتقدير الاضرار التي الحقها المسلحون للمتاجر في رام الله وتعويض اصحابها.
في خطوة هامة اخرى أصدر أمس ابو مازن مرسوما رئاسيا يدخل الى حيز التنفيذ "قانون التأمين والمعاشات للعسكريين" - قانون التقاعد لاجهزة الامن والذي يقضي باستقالة آلاف الضباط والشرطة فوق سن 60 من الاجهزة. ويدور الحديث اساسا عن اجهزة الامن الوطني، الشرطة والدفاع المدني. وسيقلص القانون بشكل كبير حجم قوات الشرطة الفلسطينية الذي يبلغ اليوم 57 الف حامل سلاح، ويقلص العبء عن الميزانية.
معظم الشرطة القدامى عادوا الى المناطق في العام 1994، وتلقوا رتب عليا من ياسر عرفات. اما اليوم فهم لا يساهمون في شيء في نشاط الاجهزة. وسيخرج القانون الشرطة الى التقاعد ويمنع عن ابو مازن الحاجة الى اقالات مباشرة للضباط. خطوة اخرى مخطط لها في الايام القريبة القادمة، هي نقل كل قيادات الشرطة الفلسطينية الى اريحا.
قبل الحدث في المقاطعة، شرح ابو مازن لمحافل اجنبية التقاها في رام الله بانه يخطط لتغييرات شخصية في الشرطة ولكنه اضاف بان هناك صعوبة في تطبيقها في ظل عدم وجود ذريعة مباشرة. وفي الشهرين والنصف منذ انتخابه، اقصى ابو مازن الضباط فقط في اعقاب احداث شكلت ذريعة للاقالة. فقبل شهرين اقيل من منصبه قائد جهاز الامن الوطني في قطا غزة الجنرال عبدالرزاق المجايدة وضباط آخرون في الشرطة الزرقاء في اعقاب العملية في معبر كارني واقتحام مسلحين سجن غزة.
وادار أمس ابو مازن، ابو علاء ونصر يوسف مشاورات في محاولة لايجاد بديل لجبر وتعيينات جديدة اخرى. وبيان في هذه التعيينات سيصدر قريبا. والمداولات هي اساسا حول تركيبة الشرطة بعد توحيد أجهزتها.
وطرحت اسماء بعض المرشحين وعلى رأسهم جبريل الرجوب، الذي كان في الماضي قائد الامن الوقائي في الضفة واقصاه عرفات. وهو سيتلقى منصب جبر. كما طرح ايضا اسم رشيد ابو شباك قائد الامن الوقائي في غزة كمن سيتلقى منصبا في الضفة أيضا.
يديعوت - من ايتمار آيخنر:
السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة: أعطوا وزير الخارجية الفلسطيني خمرا فإذا به يبدأ الحديث../
"دعوا وزير الخارجية الفلسطيني يحتسي خمرا فاخرا فاذا به يحرر روابط لسانه" - هذا التشخيص الاصلي، المتعلق بسياسي مسلم، وفره ليس غير السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، داني جيلرمان.
في تقرير سري رفعه الى وزارة الخارجية وصف جيلرمان علاقاته مع وزير الخارجية الفلسطيني الجديد ناصر القدوة، في اثناء تولي الاخير منصب سفير م.ت.ف في الامم المتحدة. الوصف غير الدبلوماسي تطرق ضمن امور اخرى لعادات شرب القدوة: مصدر في الامم المتحدة مقرب مني المح لي ذات مرة انه اذا كان احد يريد أن يخرج معلومات من القدوة، فما عليه الا أن يدعوه الى وجبة عشاء ويقدم اليه الخمر الفاخر"، كتب جيلرمان واضاف: "بعد أن يحتسي القدوه منه بسخاء، سيحرر روابط لسانه".
في قسم آخر من التقرير يشير جيلرمان الى ان القدوة، ابن شقيقة عرفات ، هو شخص مثير للانطباع، دبلوماسي مهني، يلبس دوما بحرص - ربما كي يبرر مكانته كـ "أمير فلسطيني". متزوج من فرنسية ويحب الحياة الرهيبة. وهو يملك بيتا في جنوبي فرنس حيث يقضي اجازاته. وهو معروف كمن يحب المطاعم الفاخرة في نيويورك ويختار فيها أغلى الانواع من أقبية الخمور".
الوضع الامني - هآرتس - من ارنون ريغيولر وخدمة "هآرتس":
شهر آذار - الشهر الاول في الانتفاضة دون اصابات اسرائيلية../
آذار كان الشهر الاكثر هدوء في اسرائيل وفي المناطق منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول 2000: في هذا الشهر لم يقع اي قتيل اسرائيلي بالنار او بعملية فلسطينية، وفقط قتيل فلسطيني واحد بنار اسرائيلية. القتيل هو نشيط الجهاد الاسلامي عبداللطيف ابو خليل، ابن 25، من قرية النزلة الوسطى، شمالي طولكرم. في الجانب الفلسطيني كان هناك شخصان ترتبط وفاتهما بالمواجهة: محمد جلايطة، ابن 9 سنوات من أريحا، قتل بانفجار قنبلة متروكة، ابراهيم شعلان، اصيب في 2003 وتوفي في آذار هذا.
استعراض يوميات العمليات للالوية في الجيش الاسرائيلي يفيد أيضا بانخفاض دراماتيكي في عدد الانذارات وعدد احداث العنف. ولدى الاستخبارات يوجد انذار واحد عن النية لاصدار عملية انتحارية واحدة، مقابل عدد "مستقر" من بضع عشرات على مدى السنوات الاخيرة. وبالمقابل يوجد ارتفاع في عدد الاحداث التي يسميها الجيش الاسرائيلي اعمال معادية شعبية: رشق حجارة وزجاجات حارقة على اسرائيليين وقوات الامن في الضفة، ومواجهات بسبب اقامة جدار الفصل. الهدوء النسبي يتحقق بالذات عندما يعمل الجيش الاسرائيلي بقدر أقل في اعماق المناطق الفلسطينية. عدد الاعتقالات انخفض بمعدل 40 في المائة.
بضعة أمور أدت الى هذا التغيير، المؤقت على الاقل: 1. الاعلان عن "تهدئة" أدت بكثير من مسؤولي الارهاب الى وضع اسلحتهم جانبا في هذه الاثناء. 2. نقل مدن فلسطينية الى سيطرة السلطة. 3. اعمال اجهزة الامن الفلسطينية (حسب محافل استخبارية في اسرائيل فان ضباطا في السلطة يضغطون على النشطاء بقطع علاقاتهم مع حزب الله). 4. تخوف نشطاء الارهاب من اختيار الجانب غير الصحيح: في الجيش الاسرائيلي يتحدثون عن رؤساء خلايا كثيرين "يجلسون على الجدار". وهم يعطونهم فرصة لقيادة ابو مازن ويطالبون بمناصب في اجهزة الامن. وتقول اوساط في الجيش الاسرائيلي انه "اذا لم يحصلوا على وظائف لهم ولرجالهم فمن شأنهم ان يعودوا الى الارهاب". 5. التسهيلات التي يقدمها الجيش الاسرائيلي للسكان الفلسطينيين: ازالة السواتر الترابية بين القرى والمدن في الضفة، تحسينات في الحواجز، نقاط فحص واقامة نقاط انسانية لرفاه السكان.
ولكن الفارق بين آذار المنصرم والاشهر التي سبقته هو ايضا موضوع حظ. ففي منتصف الاسبوع الماضي دخل على سبيل الخطأ شرطة وجنود الى مخيم الامعري للاجئين في رام الله، في حملة للعثور على سيارات مسروقة. واصطدم الطاقم بنار فلسطينية اصابت ثلاثة جنود وشرطة. في جنين اصيب في بداية الاسبوع جندي بعبوة استخدمت اثناء اعتقالات بحق خلية الجهاد الاسلامي. وكان اعضاؤها قريبون من اطلاق صاروخ قسام على مستوطنة.
ويقول ضابط في قيادة المنطقة الوسطى "لم يقتل احد هذا الشهر ولكن كنا قريبين من ذلك. الاحصاءات قد تتغير في كل لحظة بسرعة. من ناحيتنا لا يوجد ما يدعو الى الاحتفال".

أمريكا/فك الارتباط - هآرتس - من الوف بن:
شارون يقرر عدم طلب مساعدة من بوش لتمويل فك الارتباط، في لقائهما القريب: "التوقيت غير مناسب".
رئيس الوزراء اريئيل شارون لن يطلب في زيارته القريبة الى الولايات المتحدة مساعدة مالية لتمويل خطة فك الارتباط. وقالت مصادر سياسية في القدس في نهاية الاسبوع ان المداولات الداخلية لبلورة طلب المساعدة من الولايات المتحدة لم تستكمل بعد، والتوقيت ليس مناسبا لطرح الموضوع.
اسرائيل معنية بمساعدة امريكية خاصة لتمويل نقل قواعد الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، لتطوير النقب والجليل وتحسين "نسيج الحياة" للفلسطينيين، ولا سيما باقامة معابر حديثة بين المناطق واسرائيل. قبل بضعة اسابيع شكلت الحكومة فريقا متعدد الوزارات برئاسة مدير عام وزارة المالية، يوسي بخرّ، لتنسيق بلورة طلب المساعدة.
ويلتقي شارون يوم الاثنين القادم الرئيس الامريكي جورج بوش في مزرعة الرئيس في تكساس. وقالت مصادر سياسية ان توقيت الرحلة قد يتغير اذا ما شارك شارون او بوش في جنازة البابا. وترمي الزيارة الى اظهار دعم الادارة الامريكية لشارون وخطة فك الارتباط، عشية الانسحاب من قطاع غزة وشمالي السامرة. وبعد شارون يصل الى الولايات المتحدة رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) لاول مرة منذ تسلمه مهام منصبه.
ويسافر مستشارا شارون، دوف فايسغلاس وشالوم ترجمان اليوم في محادثات تمهيدية وسيلتقيان غدا في واشنطن وزيرة الخارجية كونداليسا رايس ومستشار الامن القومي ستيف هيدلي ونائبه اليوت ابرامز.
في مكتب رئيس الوزراء يوجد تردد في مسألة ماذا يطلب من الرئيس. الجانب الاسرائيلي يطلب ان يكرر بوش وعوده لشارون في رسالته العام الماضي في ان تحديد الحدود في التسوية الدائمة في المستقبل سيأخذ بالحسبان وجود "مراكز سكانية اسرائيلية" في المناطق. ويخضع شارون لضغط سياسي للحصول على توضيح اكثر صراحة في أن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ستكون جزء من اسرائيل في كل تسوية في المستقبل. غير أن شارون لم يقرر بعد اذا كان التوقيت الراهن ملائم لطرح مسألة الكتل.
وسيبحث شارون مع بوش أيضا في المسار السياسي بعد فك الارتباط، في وضع السلطة الفلسطينية وفي التهديد النووي من ايران.
وزير الدفاع شاؤول موفاز الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي قال لمضيفيه ان هناك فجوة كبيرة بين تصريحات ابو مازن وافعاله. وقال موفاز ان السلطة الفلسطينية لم تعالج أمر المطلوبين في المدن التي انتقلت الى مسؤوليتها، ولهذا فقد جمدت اسرائيل استمرار العملية. وقال ايضا ان السلطة لم تبدأ في توحيد قواتها الامنية. وقال كبار مسؤولين في الادارة لموفاز ان لاسرائيل ايضا التزامات وذكروا اخلاء المواقع الاستيطانية.
في بؤرة زيارة موفاز كان الخلاف على بيع سلاح اسرائيلي الى الصين. وفي البنتاغون لا يزالون ينتظرون الاجوبة الاسرائيلية على قائمة مئات الاسئلة نقلت الى وزارة الدفاع. وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد طرح مع موفاز القلق المتزايد لدى الولايات المتحدة من التعاظم العسكري الصيني وتطور اجهزة السلاح الحديثة والتطرف السياسي الصيني تجاه تايوان.
واوضح الامريكيون لموفاز بانهم يتوقعون من اسرائيل الا تزود الصين اي معدات امنية من شأنها أن تضعضع التفوق النووي للولايات المتحدة او تضع الجنود الامريكيين قيد الخطر. وقالوا انهم يطالبون الاوروبيين ايضا الا يزودوا الصينيين بالسلاح.
واتفق في اللقاء على أن تتواصل الاتصالات بين الطرفين لحل الخلاف على أن ينسق أمرها المستشار الخاص لوزير الدفاع اللواء احتياط هرتسل بودينغر.
ويغادر مدير عام وزارة الخارجية رون بروشاور في نهاية الاسبوع متوجها الى بيجين لعقد حوار سياسي - استراتيجي دوري مع وزارة الخارجية الصينية. وسيلتقي القائم باعمال وزير الخارجية الصيني، داي بينج فو، ومسؤولين آخرين ويطرح معهم قلق اسرائيل من التهديد الايراني. وتطلب اسرائيل من الصين الا تستخدم حق النقض الفيتو في حالة نقل المعالجة لموضوع ايران الى مجلس الامن في الامم المتحدة.

(يديعوت)
كبار مسؤولي العمل والسلطة يلتقون لتنسيق فك الارتباط../
التقى مساعد رئيس الوزراء شمعون بيرس والوزير حاييم رامون، يوم الاربعاء، سرا، القيادة الفلسطينية: رئيس الوزراء ابو علاء، الوزير محمد دحلان والوزير صائب عريقات. وحسب مصادر اسرائيلية عُني اللقاء بالجهود الاسرائيلية لاقناع الفلسطينيين بتنسيق فك الارتباط، والمطالب الاسرائيلية من الفلسطينيين بالمبادرة الى اعمال تتعلق باحباط الارهاب.
وفي اثناء اللقاء سمع الجانب الاسرائيلي شكاوى شديدة من ابو علاء في كل ما يتعلق بالسلوك الاسرائيلي منذ تسلم ابو مازن السلطة. فقد اشار ابو علاء الى ان الحواجز باقية على حالها، واسرائيل تراكم المصاعب على الفلسطينيين في كل مناسبة، وحسب اقواله يوجد في اسرائيل "محافل" تعرقل كل محاولة لتطوير العلاقات والتخفيف عن الفلسطينيين. ويقصد ابو علاء المعارضة الحازمة من جهاز المخابرات لسياسة التسهيلات.
أما محمد دحلان فطرح كمثال ما يجري في الحواجز بشكل عام وفي حاجز كارني بشكل خاص. وحسب دحلان لا تزال تمر عشرات قليلة من السيارات في الحاجز كل يوم. اما في الجانب الاسرائيلي فادعوا انه بالذات في كارني يوجد ارتفاع في عدد السيارات المارة. وطلب دحلان في اثناء اللقاء فحص المعطيات الاسرائيلية هذه. وتبين أن حاجز كارني لم يفتح على الاطلاق لعبور السيارات في ذاك اليوم.
الجانب الاسرائيلي اطلق شكاوى شديدة هو الاخر. حقيقة ان الاصلاحات عالقة، وان اجهزة الامن لا تنفذ النشاطات في الميدان، وان الفوضى مستمرة، وان الفلسطينيين غير معنيين بتنفيذ فك الارتباط . وتعرب محافل رفيعة المستوى في القدس عن القلق العميق من وضع ابو مازن ومن حقيقة أنه "لم يجتز النهر"، ويقرر القيام بعمل ما. بهذه الوتيرة، كما يدعون في القدس، لن يتمكن ابو مازن من الوصول الى واشنطن في منتصف نيسان. وهم يقولون انه "ملزم بأن يجلب شيئا ما، وحاليا لا يوجد لديه شيء".
وحسب التقديرات الاستخبارية، فان ابو مازن يقترب من مفترق الحسم الحرج له. فهو سيتعين عليه أن يجد مسؤولا اعلى عن اجهزة الامن وان يبدأ بتنفيذ ما يقول داخل الغرفة عن الارض كما يقولون في القدس. والتقدير هو ان جبريل الرجوب، محمد دحلان، رشيد ابو شباك ومقربوهم هم الاسماء الحارة في كل ما يتعلق بالتعيينات الامنية في السلطة الفلسطينية.

مصر - يديعوت:
العودة الى مصر../
أدلة عديدة سجلت لتسخين العلاقات الاسرائيلية - المصرية، ولكن المعطيات التالية تمكنت من مفاجئة حتى رجال وزارة الخارجية: في الاشهر الاخيرة طلب ليس أقل من 600 رجل أعمال استصدار تأشيرة دخول الى مصر. هذا رقم مثير للانطباع على نحو خاص في ضوء العدد القليل من رجال الاعمال الاسرائيليين الذين زاروا الدولة في السنوات الاخيرة.
هذا الارتفاع الدراماتيكي يعزونه في وزارة الخارجية الى تحسين العلاقات بين الدولتين والذي بلغ ذروته في الافراج عن عزام عزام. فمنذ اعتقال عزام امتنع رجال اعمال عديدين الوصول الى مصر خشية التورط مع سلطات الامن. أما الافراج عن عزام فساهم كثيرا في عودة الاحساس بالامن لرجال الاعمال الاسرائيليين.
محافل مصرية فوجئت من العدد الكبير لرجال الاعمال من اسرائيل المعنيين بالوصول الى الدولة لشؤون العمل. وروى المصريون بان الاسرائيليين يظهرون قصر نفس حين يصلون الى السفارة في تل ابيب ويطلبون التأشيرة. وفي اعقاب ازدياد الطلبات قرر المصريون توظيف ملحق خاص في السفارة المصرية لمعالجة طلبات رجال الاعمال.
وقالت محافل مصرية انه في اوساط رجال الاعمال يوجد اهتمام شديد في النشاط في مناطق التجارة الحرة (كويز) المشتركة بين اسرائيل ومصر. البضائع التي تصدر من هذه المناطق الى الولايات المتحدة تتمتع باعفاء جمركي.
في اعقاب التقارب الاقتصادي بين الدولتين فان اسرائيل ستعين هي الاخرى في هذه الايام ملحقا تجاريا جديدا في السفارة.
وزير الخارجية سيلفان شالوم، سيسافر يوم الثلاثاء في زيارة خاطفة الى مصر. وفي اثناء الزيارة سيلتقي شالوم مع الرئيس مبارك، وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير المخابرات عمر سليمان. وسيبحث شالوم مع المصريين في تعميق العلاقات بين الدولتين وفي نشر القوات على طول محور فيلادلفيا. ويعتقد وزير الخارجية بان تعميق العلاقات بين اسرائيل والدول العربية يمكنه أن يعطي دفعة للاقتصاد الاسرائيلي من خلال مبادرات تجارية مشتركة.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأحد 3/4/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 3/4/2005
عدل تحقق للتهويد
بقلم: أُسرة التحرير

قرار محكمة العدل العليا يوم الخميس الماضي والقاضي بأن "تهويدات القفز" للمتهودين ممن تعلموا في اسرائيل وتهودوا في الخارج سيعترف بها لغرض قانون العودة، هو قرار شجاع، يرى على نحو سليم وضع المجتمع الاسرائيلي والشعب اليهودي.
وعللت محكمة العدل العليا قرارها بانسجام ووضوح. فالاعتراف بمتهودي الخارج سيسمح بربط "شخص للامة، لشعب عام وللتاريخ، والثقافة ذات آلاف السنين". منذ العام 1989، تصدت محكمة العدل العليا - في أعقاب التماسات لاشخاص استنزفوا، اهينوا ويئسوا من محاولات التهود - من تصلب المؤسسة الحاخامية وانغلاقها. أربعة قرارات (في 1989، في 1995، 2002 و 2004)، خرق احدها باستخفاف في الكنيست (في القانون الذي منح في العام 1995 صلاحيات متفردة للتهويد للمحاكم الحاخامية)، ولجنة اخرى برئاسة البروفسور يعقوب نئمان - كلها لم تغير الوضع الراهن المخجل وخاب أمل مئات آلاف الاشخاص الذين رغبوا في التهود.
تعليلات الحاخامين معروفة جيدا. الحاخام الرئيس لاسرائيل يونا ميتسغار، قدم لها اول أمس تعبيرا مثيرا حين وصف قرار محكمة العدل العليا "بضربة موت لليهودية" (يديعوت احرونوت 1/3). ويدعي ميتسغار بان الشعب اليهودي حافظ دوما على "تميزه ونقائه"، بمعونة الشريعة. ويدعي حاخامون آخرون بان كل تهويد لا يجري على يد حاخامين ارثوذكسيين في المحاكم في اسرائيل ليس تهويدا شرعيا وان ختم التسويغ من جانبهم هو الوحيد الذي يحتسب. وتجاه طالبي التهويد، ولا سيما من اوساط مهاجري رابطة الشعوب، ادعي بانهم معنيون بالتهود من اجل سلة الاستيعاب وأنهم سيكثرون من الاغيار ومن البناديق في اسرائيل ويخلقون شقاقا في الشعب.
هذه الادعاءات ليست سوى هباء، وفضلا عن ذلك - فانها تخرج من المعسكر احدى الهجرات الكبرى في تاريخ الدولة الكثيرة بينها على نحو خاص العائلات المختلطة وغير اليهودية حسب الشريعة. والحاخامون الذين يدعون بان اليهودية هي دين حياة لا يمكنهم أن يواصلوا التغلف بعنادهم والتجاهل للواقع المأساوي الذي تخلقه. والناس الذين يطالبون بالتهود يفعلون ذلك لانهم يريدون ان ينضموا الى المجتمع الاسرائيلي وان يكونوا فيه مواطنون متساوي القيمة والحقوق. واليهودية لن تتضرر منهم بل بالعكس هي كفيلة بان تخرج كاسبة.
في كتابهم "تهويد وهوية يهودية" يثبت الباحثان تسفي زوهر وآفي سجي بان الانضمام الى اليهودية كان دوما عملية عرقية، وليس دينية. كما أن روت الموآبية قالت في البداية "شعبك شعبي" وفقط بعد ذلك "الهك الهي". والشبهات التي يطرحها الحاخامون تجاه من يسعى الى ربط حياته بالذات بمصير هذه البلاد غير السهل، والفحص المتصلب في بواطنهم والحواجز غير الانسانية التي تعرقل تهويدهم - مصابة بالازدواجية الاخلاقية وبنزعة القوة، بل وربما بالعنصرية.
ادعاء الحاخامين بان محكمة العدل العليا تدخلت في شؤون ليست من حقها - مدحوض. فلو تمكن اولئك الحاخامين من تكييف الشريعة بالحياة لما اضطرت محكمة العدل العليا بالتدخل. ولو كانوا شجعان واسخياء كما ينبغي في هذا الزمن، لما تعاظم نفوذ الطوائف اليهودية في الخارج، ولحافظت اسرائيل على مركزيتها. وبتركهم لمصيرهم الساعين الى التهود فان الحاخامين المحافظين على خاتم اليهودية دفعوا اسرائيل الى الهوامش.
-----------------------------------------------------










المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأحد 3/4/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 3/4/2005
خليفة أم كرسي
بقلم: ياعيل غبيرتس

المسيحية تعتبر البابا رسولا للرب على وجه الارض. اذا كان الرب رحيما وعطوفا فعلا فمن الواضح انه لم يُحسن دائما اختيار ابنه. ولكن عملية اختيار البابا البولندي الاصل بصورة مفاجئة في السابق ظهرت في وقت لاحق كاختيار صحيح وجدير. في الوقت الذي كرس فيه أسلافه مكانتهم ونفوذهم داخل جدران الفاتيكان المظلمة ستُذكر فترة يوحنا بولص الثاني من خلال اعتباره ان جوهر مهمته هو ان يكون رسولا على وجه الارض. كان مسافرا دائما وأكثر من الخروج في رحلات توصل رسائل التضامن بين الأديان والشعوب وتنشرها في أرجاء الارض، رغم أمراضه الكثيرة ومحاولات الاغتيال التي جرت ضده.
البابا الحالي اختار الخروج الى العالم ومع رحيله الآن عن العالم ستضطر الكنيسة الكاثوليكية لاتخاذ قرار حول المسار الذي ستتوجه اليه. نحو اوروبا حيث تزدهر العلمانية أم افريقيا أم جنوب امريكا ودول العالم الثالث التي تشهد ازدهارا للمسيحية. هل ستعود الى التعيين التقليدي للبابا من أصل ايطالي أم ستتقدم نحو الاتجاه السياسي الصحيح وتعين على رأسها بابا من أصل افريقي.
للوهلة الاولى يبدو على الأقل ان معضلة ولادة البابا ستكون مسألة مثيرة. احتمالية ان يحمل لنا الدخان الابيض بشرى اختيار بابا أسود لرئاسة الكرسي البابوي المقدس تصل الى الصفر.

محكمة العدل العليا تجتاز الخطوط
البابا يوحنا بولص الثاني كما أجمع كل قادة التيارات الدينية اليهودية فيما بينهم "كان جيدا لليهود". من السهل الاتفاق حول الشخص البعيد الذي أطلق على اليهود اسم "اخواننا الكبار" في الوقت الذي تثير فيه مسألة حسم "من هو يهودي" حروبا مريرة ودموية فيما بينهم.
قرار محكمة العدل العليا الذي ينص على ان من اعتنقوا اليهودية من خلال "تهويد القفزة" في الجاليات اليهودية في الخارج سيعترف بهم كيهود وفقا لقانون العودة، يهدف الى اختراق حاجزين وفتح اسرائيل نحو نهج انساني وأكثر ليبرالية بحيث يحطم حواجز النبذ والنفور التي تنبعث منها تجاه التيارات غير الارثوذكسية الناشطة في الجاليات في الخارج، وتشق الطريق أمام المتهودين للانضمام الى صفوف "الأمة" و"شعب العالم"، لتاريخ "الحضارة ذات الألفي عام"، كما قال القاضي حشين.
في ظل هذا القرار الذي امتدت النقاشات حوله طوال ست سنوات عادت محكمة العدل العليا الى النشاطية القضائية التي ميزتها في السابق واختفت من المشهد في السنوات الأخيرة. المشكلة الكبرى هي ان "القفزة" التي قامت بها محكمة العدل العليا ستنقل المسؤولية الى الجاليات اليهودية في الخارج وتسهل انخراط مئات المتهودين في اسرائيل سنويا، ولكنها لا تشكل ردا على التناقض الذي يكمن في اعتراف الدولة بعمليات التهود التي تتم في الخارج من دون قدرتها على الاعتراف بالتهويد الاصلاحي والمحافظ الذي يتم في اسرائيل. هذه عبارة عن خطوة قضائية هامة مخترقة للحدود والخطوط، إلا انها تترك الحاجز الأساسي على حاله أمام من يسعون الى التحول الى جزء من الشعب اليهودي.

يرقص مع الذئاب
بيان وزير الأمن الداخلي حول عزم القوات التي ستقوم بعملية الاخلاء بأن تعمل من دون سلاح، يعبر عن تقييم خاطيء للوضع ومفاده ان المسألة عبارة عن اتفاق بين الجنتلمانات الذين يمثلون بمسؤولية واخلاص الأطراف المستعدة للمعركة من الجانبين. قرار الوزير عزرا قد يشكل خطرا على القوات التي تتولى الاخلاء، وخطير ايضا من حيث الرسالة التي يتضمنها ذلك. على المستوى الاستراتيجي لا تشكل هذه الخطوة ردا على التهديدات بالمس بالقوات التي ستتولى عملية الاخلاء خاصة في ظل وجود مقاتلين من الوحدات المختارة العسكرية وترسانة من الاسلحة لدى الرافضين لعملية الاخلاء.
على المستوى التكتيكي هناك مشكلة مزدوجة تتعلق بانعدام القيادة. من جهة لا يقبل المتطرفون الذين يهددون باستخدام العنف الجسدي وساطة ايفي ايتام وقادة المستوطنات أو غيرهم من الذين يزعمون انهم يتحدثون باسمهم. على العكس، يتبين ان ما يؤجج النار في صفوفهم هو حقيقة ان القيادة التي يعترفون بها في الضفة والقيادة الحاخامية التي تحثهم على ذلك لن تكون في الموقع. وبما انهم سيُتركون لملاقاة مصيرهم، فانهم سيكونون مجردين من المسؤولية وفي حِل من الاتفاقات.
من ناحية الدولة قام الوزير عزرا في هذه الحالة بفرض معادلة عوجاء. الدولة لا تعقد اتفاقات مع مخترقي القانون. الاتفاقات الوحيدة التي يتوجب عقدها وتشجيعها هي اتفاقات "اخلاء - تعويض" مع المستعدين للتصرف وفقا لهذه الاتفاقية. "اتفاق نزع السلاح المتبادل" يشبه في هذه الحالة مصافحة يد الفوضى.
------------------------------------------------------

هآرتس - مقال - 3/4/2005

المؤيدون للديمقراطية سيبتعدون عن امريكا
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: مساعي واشنطن الى إمتطاء صهوة موجة الاصلاح الداخلية في الدول العربية لن تنجح في زيادة شعبيتها وزيادة التأييد للسلام مع اسرائيل، بل على العكس - المصدر).

من المحتمل ان الرئيس المصري لم يكن ليبادر الى تعديل الدستور بحيث يتيح ولاول مرة عملية انتخاب مباشرة للرئيس لولا الضغط الامريكي. وهو ايضا لم يكن ليطلق سراح رئيس حزب "الغد" من السجن لولا تعبير كونداليسا رايس له "عن عدم رضى الادارة الامريكية". ولكن لولا البنية التحتية المحلية للحركات المدنية، لما كان بامكان الادارة الامريكية ان تبادر الى هذا الاحتجاج السياسي.
لبنان هو نموذج أكثر سطوعا لعملية القفز العرضية التي تقوم بها الادارة الامريكية لعربة التطورات المحلية المتزنة. مشاعر المرارة والتململ من سوريا التي اندلعت بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في أيار 2000، أنضجت حركة احتجاجية شبه قومية وانتفاضة، حسب قول اللبنانيين بعد مقتل رفيق الحريري.
فجأة تكشّف التناقض. يتبين ان الانظمة غير الديمقراطية تحديدا تتأثر كثيرا من المظاهرات وتصغي للرأي العام بصورة أكثر منها حتى في الدول الديمقراطية التي تقود عملية الحوار فيها بواسطة البرلمان.
وها نحن نرى ان النظام الجديد بالتحديد الذي شكله الامريكيون في العراق يشهد حالة إرهاق وبلبلة. بعد أكثر من عامين من بداية الحرب، ما يزال العراق غير قادر على التحول الى دولة حقيقية. المنازعات الطائفية والميليشيات السياسية التي انتشرت فيه بعد الحرب تحول حتى دون تعيين رئيس للبرلمان، المقاطعات الكردية تحولت الى منطقة مستقلة على ارض الواقع، و"العملية الديمقراطية" قد تتحول الى ثيوقراطية (حكم ديني) مخبوزة في الفرن الامريكي.
الجانب المحزن في كل هذه النماذج - الولايات المتحدة ليست مشاركة ايضا في بناء الديمقراطية الفلسطينية لحسن الحظ - هو ان الادارة الامريكية، وخاصة بوش، يُعتبرون طرفا شريرا سيئا. الحركات الاصلاحية في مصر وايران ولبنان أو سوريا المستعدة للموت من اجل الدمقرطة في بلادها، تخرج عن أطوارها ويجن جنونها عندما تتهم بالحصول على الاموال من المتبرعين الامريكيين. يبدو ان كل حركة من هذه الحركات تحتاج الى شعار مناهض لامريكا الى جانب شعارها المنادي بالديمقراطية حتى تحصل على الشرعية الشعبية. الناشط في حقوق الانسان في مصر، الاختصاصي في العلوم الاجتماعية، سعد الدين ابراهيم، الذي ينوي ترشيح نفسه للرئاسة - ويطرح شعارات مشابهة لتلك التي تطرحها حركة "كفاية" التي كانت رمزا لمعارضة استمرار تمديد ولاية مبارك في رئاسة الجمهورية وحتى الاخوان المسلمين - يعتبر "خائنا" لانه يحمل جواز سفر امريكي. قادة المعارضة في لبنان الذين يُخرجون المظاهرات الضخمة الى الشوارع تحت شعار "الحرية والديمقراطية" يحذرون من الظهور بمظهر المؤيدين للولايات المتحدة. نفس الشيء ينطبق على الاصلاحيين في ايران.
النتيجة مشوبة بالتناقضات اللامنطقية: بعض قادة الحركات الاصلاحية على الأقل، يعتقدون ان بناء الديمقراطية في دول الشرق الاوسط يستوجب الظهور بألوان مناهضة للولايات المتحدة. على احدى اللافتات التي رُفعت في مظاهرة في مصر كُتب "لا لامريكا، نعم للديمقراطية". وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي ورمز المعارضة في لبنان، دعا الولايات المتحدة الى الكف عن التدخل في شؤون بلاده الداخلية. الديمقراطية الفلسطينية ايضا المفعمة بالحياة وتضم اليها كلا من حماس والجهاد الاسلامي قد لا تكون ديمقراطية مؤيدة لامريكا بالضرورة.
توقع حدوث تطابق بين الديمقراطية في الدول العربية وبين النهج المؤيد للولايات المتحدة قد لا يتجسد على ارض الواقع. وأبعد منه ايضا يأتي التوقع بأن تكون الديمقراطية العربية صيغة مؤكدة لتأييد السلام مع اسرائيل. الشعار الذي تحول الى ثروة فولاذية لأنصار الاحتلالات بشتى أشكالهم وأطيافهم من اليمين الاسرائيلي أو المحافظين الجدد في امريكا ومفاده ان الديمقراطيات لا تقاتل بعضها البعض - هذا الشعار يحتاج الى استكمال: الديمقراطيات قادرة على تنغيص حياة بعضها البعض وتحويلها الى جحيم. من هنا نقول ان عدم القبول العربي باسرائيل لا يملك امورا مشتركة كثيرة مع غياب الديمقراطية. المسألة تتعلق أكثر بالتاريخ المشترك للمنطقة وبتواصل الاحتلال على وجه الخصوص.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 3/4/2005
عمى الأسرلة
بقلم: يئير شيلغ

(المضمون: في ظل عاصفة فك الارتباط انقلبت الأدوار وتعاكست حيث أصبح اليمين داعية لحقوق الانسان واليسار داعية للحفاظ على المصالح القومية، وهذه عِبرة لا تُنسى للجميع - المصدر).

دعوة حاخامات كثيرين، المحسوبين لسبب ما على الصهيونية الدينية، للجنود بعدم الاكتفاء برفض أوامر المشاركة في اخلاء المستوطنات، بل والفرار من صفوف الجيش عموما من عيد الفصح وما يليه - يوصل المجابهة الداخلية في الصهيونية الدينية الى ذروتها. الحديث يدور هنا عن تلك الأوساط التي تسعى اليوم الى الفصل بين الصهيونية الدينية وباقي أجزاء المجتمع الاسرائيلي - ليست فقط حول قضية الرفض وانما ايضا حول طرق الخدمة العسكرية كلها (الخدمة في الناحل الاصولي من اجل عدم الخدمة في الوحدات المشتركة مع الفتيات)، ومظاهر الصهيونية العلمانية الثقافية مثل الأدب والمسرح والسينما وما الى ذلك.
تصادف المسائل، وخصوصا في ظل اشتداد الوضع الحالي، يلزم الصهيونية الدينية بالحسم الذي يمكن ان يسمى وبحق حسما تاريخيا. خلال عشرات السنوات الأخيرة يتفاعل داخل هذه الحركة تياران اثنان: الاول الذي سيسمى في هذه الحالة "روح أبناء عكيفا" اعتبر الصهيونية جزء من عملية عامة من العودة الى الواقعية التاريخية المتمثلة بالانخراط في أسرة الشعوب والاكتراث بها، ولذلك تبنى ايضا الأجزاء القيمية من الثقافة الحديثة. التيار الآخر المسمى "التيار القومي - الديني" منقسم الى شطرين: جزء خلاصي اعتبر الصهيونية جزء من عملية الخلاص العلوية التي ستقود الى تجديد ملكوت اسرائيل وتجسيد القيمة العليا المسماة "لا يكترثون لغير اليهود"، والجزء الارضي الذي لم يهتم بخطط الخلاص ولكنه لم يفهم ايضا مغزى المسؤولية والشروط الجديدة لحياة السيادة واعتقد بامكانية مواصلة نفس الشريعة التي تبلورت في المهاجر والشتات في ظل السيادة ايضا. العامل المشترك بين الجزئين هو ذلك العمى الذي يصيبهما بصدد واقع الحياة الاسرائيلية وحقيقة ان عدم استيعاب مغزى شروط السيادة قد يؤدي بحد ذاته الى فقدانهما.
لأن أبناء التيارين قد ارتدوا القبعات الدينية المنسوجة المتشابهة وخدموا في صفوف الجيش، فقد انطمست الفوارق الواضحة بين الرؤيتين - ليس فقط في نظر الناظر من الخارج (الامر الذي أدى احيانا الى احتساب الصهيونية الدينية عموما كجزء من الأقلية الصهيونية)، بل وللناظرين من الداخل ايضا. التناقض يصل الى ذروته اليوم عندما ترتكز كتلة ايفي ايتام المنشقة على فتاوى الحاخام شلومو افنير المعارض لحركة الرفض بينما يواصل المفدال رسميا على الأقل التمسك بخط أكثر اعتدالا ويرى في الحاخامين ابراهام شابير ومردخاي الياهو، المؤيدين الصارخين لرفض الخدمة، مصدرا للفتوى والتشريع.
دعوات الرفض وفك الارتباط عن الشعب لا تتيح مواصلة طمس الفوارق. هناك حاجة لفك ارتباط الاغلبية الصامتة في الصهيونية الدينية عن الحاخامات الذين يقودونهم الى مواقع لا يرغبون ان يكونوا فيها. الاغلبية الكبيرة ايضا من المتدينين الذين استوطنوا في "يشع" قامت بخطوتها تلك باسم الصهيونية وكجزء من تفهمهم لاحتياجات الدولة وليس كتحريض مضاد لها. هم ليسوا بحاجة الى الموافقة على قيام قلة من الحاخامات بتحويل مسار مشروعهم نحو اتجاه لم يرغبوا فيه في لاحق الايام.
هذا الانفصال عن التيار الاصولي القومي قد يؤدي الى خروج العسل من المرارة وان تخرج الصهيونية الدينية أقوى مما كانت عليه من ازمة فك الارتباط حيث ستكون جاهزة ومتفرغة للمهمة التي كان من المفترض ان تكون فيها منذ البداية: بلورة صورة وشخصية اليهودية الاسرائيلية التي تحافظ على القيم اليهودية، وفي نفس الوقت تعترف بمغزى الانتقال القوي من الشتات الى السيادة - ليس فقط في القضايا السياسية بل وايضا في مسائل مثل الحاجة للاعتراف بكل التيارات اليهودية، وتوفر حلولا للقادمين الجدد من غير اليهود والحرص على كل مواطني اسرائيل وسكانها بما فيهم العرب والعمال الاجانب كما يتوجب من الدولة التي تحترم نفسها.
ولكن ايضا يتوجب على كل المعسكرات في المجتمع الاسرائيلي ان تتعلم العبرة من تعاكس الأدوار الذي حدث حول اخلاء المستوطنات: اليمين أصبح فجأة داعية لحقوق الانسان، واليسار والوسط أصبحا بدورهما ناطقين باسم المسؤولية القومية والخط الرسمي (ذلك لان من الواضح هنا ان هناك مسا فادحا بحقوق الانسان). يجب ان نأمل ان يتذكر الجميع في ظل العاصفة ايضا أهمية القيم التي لم يعتادوا على المناداة بها: على اليسار ان يتذكر ان هناك حاجة دائما الى الحفاظ على المصلحة القومية حتى عندما تقوم بالمس بحقوق الانسان، وعلى اليمين ان يتذكر ان حقوق أتباعه لن تكون محفوظة اذا لم يتم الحفاظ على حقوق الانسان عموما.
------------------------------------------------------







معاريف - مقال - 3/4/2005
نحو التسوية الدائمة
بقلم: ابراهام تمير
المدير العام والمستشار للأمن القومي سابقا

(المضمون: سيجري الانفصال وستأتي في أعقابه فترتان انتقاليتان حتى الوصول الى التسوية الدائمة - المصدر).

سيُنفذ الانفصال تنفيذا حرفيا. وسيمنح ايضا فترتين انتقاليتين لاتفاقات سلام دائمة. بسبب فقدان صلاحية "الدواء العجيب" من اجل الجري مباشرة الى الاتفاقات الدائمة. ستكون الفترة الانتقالية الاولى في حدود الانفصال أحادي الجانب لاسرائيل، الى ان يصير طرف فلسطيني لتنفيذ خريطة الطريق، ابتداءا بتفكيك البنى التحتية للارهاب، والاصلاح في السلطة. الفترة الانتقالية الثانية ستكون بحسب خريطة الطريق، مع حدود مؤقتة مع دولة فلسطينية، الى ان يُهيأ الأساس لاتفاقات دائمة في مجالي الأمن واللاجئين.
في الفترة الانتقالية الاولى من الانفصال، سيُطلب من السياسة الاسرائيلية بحث للموضوعات الآتية:
أ - مسار الحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية التي ستشتمل على طرق مواصلات مباشرة، بين مناطق سلطتها في يهودا والسامرة وبين مناطق يهودا والسامرة وغزة، وكذلك موانيء بحرية وجوية في منطقة غزة.
ب - ما يختص بأمن الأجيال، مخطط تنظيمي للتعاون والأمن، يبدأ مع اسرائيل، وفلسطين، ومصر والاردن، ويشتمل على سوريا ولبنان بعد اتفاقات سلام معهما، ويُوسع لدول اخرى - تركيا وايران. في هذا التنظيم ستشارك ايضا الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والاتحاد الروسي والأمين العام للامم المتحدة - من اجل الصلة بين أمن الشرق الاوسط والأمن العالمي، في مجالات نزع ورقابة السلاح للابادة الجماعية، ومحاربة الارهاب العالمي.
ج - فيما يختص بمسار الحدود الدائمة لاسرائيل التي ستشتمل على: 1- القدس الموحدة (الغرب والشرق)؛ 2- كتل استيطان يهودية في مركزها مدن، في مداخل القدس (غوش عتصيون - أفرات - بيتار؛ وكتلة معاليه ادوميم؛ وكتلة بيت حورون - موديعين)؛ في السفوح الغربية لجبال السامرة (كتلة كرني شومرون - عمانوئيل - كدوميم؛ وكتلة اريئيل - الكنا - بيت تسوف)، وفي جنوب جبل الخليل (كتلة كريات أربع).
د - مواقع يُحتاج الى حكم ذاتي لها. 1- مسجدا قبة الصخرة والأقصى في القدس، عاصمة اسرائيل، بخضوع مستقل ديني واداري للدولة الفلسطينية؛ 2- الحرم الابراهيمي، تحت سيادة فلسطينية، بخضوع ديني واداري مستقل لدولة اسرائيل؛ 3- جسر علوي للمواصلات المباشرة (للسيارات والقطارات) بين جزئي الدولة الفلسطينية في منطقة غزة وفي مناطق يهودا والسامرة. هذا الجسر سيمر في مناطق سيادة اسرائيل، مع خضوع اداري مستقل للدولة الفلسطينية.
يُحتاج من اجل التقلبات الداخلية في اسرائيل، بسبب نقل المستوطنات قبل اتفاق سلام دائم، الى ان يكون تأثير في عدم اخلاء مستوطنات يهودية من اجل حدود مؤقتة لدولة فلسطينية. ستُخلى المستوطنات من اجل حدود سلمية دائمة فقط. يمكن لحل مشكلة التواصل الجغرافي للسلطة الفلسطينية في مناطق يهودا والسامرة، ان يتم في المناطق التي لا يوجد فيها مستوطنات يهودية.
لا ضرورة لتبادل المناطق بين دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية، بسبب اصلاحات الحدود من اجل الكتل الاستيطانية والقدس الموحدة؛ فان قرار مجلس الأمن 242، بحسب الموقف التقليدي لاسرائيل، يوجب الانسحاب من مناطق احتلتها اسرائيل في حرب الايام الستة، لا من المناطق كلها.
------------------------------------------------------
















يديعوت - مقال - 3/4/2005
دولة نهاية الاسبوع
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا

(المضمون: ظاهرة جديدة عمرها قصير في اسرائيل لرجال اعمال يتركون البلاد ويستثمرون في الخارج ويُخفون مبالغ ضريبية كبيرة عن خزينة الدولة - المصدر).

مرتين في الاسبوع، في يومي الأحد والخميس، يبدو مطار بن غوريون كنادٍ للاصدقاء: نفس الناس، في الطائرات نفسها، يطيرون أو يحُطون في الايام والساعات نفسها. اسرائيليون يعودون الى البيت في نهاية الاسبوع، لكي يعودوا في يوم الاحد الى اماكن عملهم. دولة نهاية الاسبوع.
هذه ظاهرة جديدة نسبيا، عمرها بضع سنوات. يخرج رجال اعمال الى أرجاء العالم المختلفة، واحيانا في طائرات خاصة ايضا، يعملون في اوروبا، وفي روسيا ويعودون الى قدّاس ليل السبت.
تشتمل الظاهرة على عشرات كثيرة من رجال الاعمال، وهناك من يقولون مئات. لهؤلاء المسافرين طراز معيشة خاص؛ في الانتظار في المطار، وللطائرة نفسها. اذا فوّت بعضهم رحلة، يفقد الآخرون نبضة: أين هو؟ هل حدث له، لا قدر الله، شيء؟.
تحظى الظاهرة بانتباه في العالم كله: يحتل الاسرائيليون عالم الاعمال، يستثمرون عشرات ومئات الملايين في بلاد وراء البحار. يشاركون في كل شيء، باديء ذي بدء في الاموال غير المنقولة، لكنهم يشاركون في الأساس في كل أمر فيه كسب مالي كبير في النهاية. لدينا أصحاب ملايين كبار من هذه الرحلات، ويوجد ايضا غير قليل من المفلسين الذين لا يملكون قرشا واحدا.
ماذا حدث في السنوات الأخيرة لم يكن مثله في السنوات السابقة؟ متى اكتشف كولومبوس الاسرائيلي العالم؟ توجد عدة إجابات لهذه الاسئلة.
اسرائيل تضيق علينا: ماذا نصنع، هذه هي الحقيقة - نحن 6 ملايين فقط والسوق محدودة. كم من البمبا يستطيع الولد ان يأكل في يوم واحد؟ كم من السراويل يستطيع أفراد "بولغات" ان يبيعوا رجال الاعمال؟ عند كثيرين، استنفدت السوق حتى النهاية.
الامكانات في الخارج كبيرة: الاسرائيليون تعدديون، يبدو لهم انهم يستطيعون احتلال العالم. أتعرفون؟ انهم على حق. يوجد بين ظهرانينا عدد من رجال الاعمال الموهوبين بمقياس عالمي. ومن الحقائق انهم يبتاعون العالم في نيويورك وتورنتو وموسكو وبودابست.
اخوتنا اليهود: دائما، وعلى مدى أجيال، كان اليهود جيدين في التجارة، وفي الدهاء الاقتصادي. يخرج الاسرائيليون الى كل "ثقب" في العالم ويجدون أشباههم - رجال اعمال يهودا - وفي الحال يشترون ويبيعون بعضهم من بعض و"يمزقون صور" الأغيار. السويدي الذي يسافر الى بيرو لن يجد سويديا واحدا للتطبب، وحتى لو كان سويدي كهذا فلن تنشأ صلة بينهما. أما الاسرائيليون فان كل لافتة "كوهين" على حانوت بقالة في بيرو تنشيء بينهما قرابة، كأنما هم أصهار.
التنظيم للقوانين الزائدة، والاوامر والتوجيهات والتعليمات، "تصيب بالجنون" كل رجل اعمال. القليل من الدول تشبهنا في العالم، ممن يفتش عميقا في حياة كل رجل اعمال وتمص منه بقايا فرح الاعمال بقوانين وقوانين القوانين. رجل الاعمال الطبيعي يهرب من التنظيم كما يهرب من النار.
الفساد: في السنوات الأخيرة يصل الفساد الاقتصادي والسياسي الى أبعاد مذهلة. يوجد كثيرون يقولون في أنفسهم: اذا كان هناك فساد ورشوة فليكن اذا في بلاد اجنبية، بأبعاد اخرى.
ويوجد سبب آخر ايضا، خبيء، لا يتحدثون عنه، ولا يعترفون به، ويكبتونه في قنوات المخ: اليهود بثوا الأخطار دائما. فألفا سنة من الشتات شحذت عندهم غريزة حب البقاء، وفي السنوات الأخيرة أكثر من أي مرة مضت ثار خوف ما، ضئيل، يختص بقدرة بقاء الدولة. الانتفاضة، وارهاب المنتحرين، والقنبلة الايرانية. اليهود الذين خافوا على مصيرهم اهتموا لأجيال في ايداع اموال خارج حدود بلادهم. ظاهرة كهذه معروفة، في الأساس، عند عائلات جمعت ثروات ولرؤساء العائلات التزامات ايضا للثروات الضخمة وللأجيال القادمة ايضا.
السؤال الأساسي هو، ما الذي تربحه الدولة من نجاح مواطنيها في الخارج. الى أين يتدفق المال. أين يدفع المواطنون الذين يحشدون ثروة ضخمة الضرائب. الجواب هو، انه كما يبدو لا تحظى خزينة الدولة بنصيب الأسد من الضريبة. يجد الاسرائيليون ملجأ ضريبة وألف خدعة من اجل إبقاء أكثر الأرباح لديهم.
لننهي بنغمة متفائلة يجب ان نقول: اسرائيل قوية اليوم عسكريا كما لم تكن قط والجيوش العربية أضعف من أي مرة مضت. في الوضع الحالي، وجود دولة اسرائيل آمن لأجيال. ليس العرب هم الذين سيجعلوننا ننهار. السوء قد يأتي من بين أظهرنا.
------------------------------------------------------



هآرتس - تقرير - 3/4/2005
موظفون في الادارة الامريكية يدعون اسرائيل الى الموافقة على رقابة على الذرة
بقلم: أمير أورن
مراسل الصحيفة لشؤون الجيش

دعت وزارة الخارجية الامريكية أمس اسرائيل الى "التخلي" عن سلاحها الذري والموافقة على رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على كل نشاطاتها الذرية. للمرة الثانية خلال اسبوعين انشأ موظفون في ادارة بوش موازاة بين اسرائيل والهند وباكستان، وكلتاهما دولة نووية ظاهرة.
دعا الموظفون ا
04-03-2005, 03:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نلعنهم بالأمس.. ونبكيهم اليوم! بسام الخوري 4 1,382 01-13-2011, 11:32 PM
آخر رد: AbuNatalie
  في ارض الحرمين : لافتاوي شاذة بعد اليوم ابن نجد 43 10,558 09-23-2010, 10:06 AM
آخر رد: علي هلال
  ماذا بقي لعرب الاعتدال بعد الانتخابات الاسرائيلية رحمة العاملي 31 7,175 02-15-2009, 08:11 PM
آخر رد: Al gadeer
  لماذا الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الاسرائيلية hamde 2 858 02-11-2009, 09:29 AM
آخر رد: أبو خليل
  أن تكون مصريّاً اليوم! فرناس 20 4,298 01-10-2009, 02:43 PM
آخر رد: فرناس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS