لا أحمل أي أوهام بخصوص السيد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والذي تم تعيينه منذ سنوات في مجلس الشورى بقرار رئاسي, ولا عن دوره هو ومن حولهمن أشباه المعارضون في تأجيج -مع الإعتذار للمجموعة المصرية المناهضة للعولمة أجيج - حالة النفاق القومي التي يقودها الإعلام الحكومي والتي انضم لها السيد السعيد بكل ثقة وحماسة تليق بلاعب جمباز بائس لايعرف مصيره المحتوم في السيرك, يمشي على الحبل ويقفز في الهواء آملا منه في أن ترسله قفزته البهلوانية للسماء السابعة ولكنه –بطبيعة الحال- ينتهي به الأمر الى سابع أرض, مكسور الجناح والرقبة!!
بينما يمنع السعيد أعضاء حزب التجمع اليساري والمعارض جداً من المشاركة في فعاليات كل من الحملة المصرية من أجل التغيير "كفاية" –ذات الطابع القومي, والحملة الشعبية من أجل التغيير– وهي حملة تحالف اليسار المصري, بحجة أنهم راديكاليون ولسانهم طويل أكثر من اللازم, هو في المقابل يكتفي ببعض التصريحات السياسية المائعة عن أهمية التعديل الدستوري "بعد موعد الإنتخابات الرئاسية" - طبعاً !!- أي أنه يوافق علناً على إعادة ترشيح مبارك للمرة المليون. ومن أجل ذلك المطلب الراديكالي جداً يسمح ببعض التجمعات الإحتجاجية من باب حفظ ماء الوجه بعد أن أحرجه إمتداد حركة المعارضة والمطالبة بالتغيير لتشمل بعض أعضاء الحزب الوطني نفسه. تلك التجمعات التي لا يزيد عدد المشاركين فيها عن 20 أو 30 مشارك على الأكثر, هم غالباً مجموع الأعضاء النشطين في حزب التجمع بعد أن هرب منه الكثير من الشرفاء والمناضلون الحقيقيون منذ سنوات, بعد فقدانهم الأمل في ذلك الحزب الذي تفشت حالة الإنتهازية السياسية ما بين قياداته, فتحول لمسخ حزب وليس حزب يساري معارض كما كان يتمنى مؤسسوه. الأن يأتي السيد رفعت, وبرغم كل هذه الحقائق السابق ذكرها وغيرها الكثير, وبدون ذرة خجل ليكذب على الجميع في محاولة لإيهامهم بأنه يقف على قمة هرم المعارضة المصرية التي نظر لها مبارك بعين العطف بالتعديل الدستوري الجديد –مش عاوزة أقول هو المفروض يبرم التعديل اللي هو فرحان بيه ده ويحطه فين!!
الأكثر من ذلك, أنه يسمح لنفسه وبكل صفاقة -لا أحسده عليهما- أن يعبر عن غيظه من شعارات حركة "كفاية" التي يراها "مستفزة" وكأنه يريد بإدلاؤه بذلك النوع من التصريحات أن يؤكد لنا يوماً بعد يوم, لأي معسكر هو ينتمي!!
بالطبع ليس هناك من هو فوق الإنتقاد, بالعكس, انا شخصياً أحمل كماً لا بأس به من الإنتقادات نحو حركة كفاية ومنها بالمناسبة هو أنها تحتاج لشعارات أكثر إستفزازاً من التي تقلق نوم السيد المناضل العتيد رفعت السعيد!!
لقد وصلت أحوالنا للحضيض بسبب ممارسات النظام المصري الذي يتحدث عنه "السيد الرئيس"رفعت[/color]بكل احترام وتقدير بينما هو يقتل ويعذب المصريين بقلب بارد منذ سنوات وسنوات, فهل يقرأ رفعت السعيد جرائد المعارضة ومنها جريدة العربي التي تحولت لجريدة ثورية تنفذ جميع أعدادها بمجرد صدورها, أم يكتفي بقراءة جريد الأهالي التي تصدر عن حزب التجمع كل يوم أربعاء والتي مسخها نبيل زكي رئيس تحريرها فلم يعد لها طعم أو لون فلا تجد من يقرأها غير مصدريها والقائمين عليها؟!
أغبى الأغبياء قد يفهم أن الوقت قد حان حقاً لتجميع صفوف المعارضة الحقيقية, بغض النظر عن خلافاتنا وإختلافاتنا من أجل الدفاع عن حياتنا وحريتنا, بل وعن حقنا الطبيعي في الإختلاف بدون الحاجة لأن نكذب ونتلون بألف لون ولون من أجل مكاسب تافهة لا تتعدى محاولة الحصول على كرسي زيادة في مجلس شعب نعرف جميعاً أنه مزور ومشبوه ولا يمت بصلة لأصحابه الحقيقيين كما يفعل هو. محاولة كسر هذه الجبهة التي بدأت تتشكل مؤخراً بعد طول إنتظار هي أمر غير مقبول, لا من العصبويون المتطرفون الذين يرفضون العمل المشترك بحجة أنهم أكثر راديكالية من غيرهم, ولا من اليمين الإنتهازي في اليسار الذي يريد أن ينسب لنفسه ما ليس له أي حق فيه–وأقصد هنا حزب التجمع.
توقف عن الكذب ياسيد رفعت, ولتترك لمن لا يهتم بحساباته مع السلطة حقه في أن يضيء شمعة بدلاً من تلعن الجميع لتساهم بكذبك في تكريس حالة الظلام التي تحكمنا وتتحكم في مصائرنا جميعاً. ولترفع يدك الملوثة بالشبهات عن نشطاء حزب التجمع ليناضلوا معنا من أجل أن نتنفس جميعاً هواءاً أكثر نقاءاً من الذي تعبئه لنا أنت و نظامك المعبود في الزجاجات لتبيعوه لنا كل يوم.[/COLOR]
*اقرؤا معي ما جاء على هذا الرابط :
http://www.harakamasria.com/ShowEngouphMor...p?id=1046&idd=5
** هناك اشاعة غير مؤكدة حتى الأن تقول أن السيد رفعت يدرس حالياً إمكانية ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة في الإنتخابات القادمة