على غير عادتها اتصلت الآنسة بريفكيشون في ساعة متأخرة من الليل وهي تحت تأثير نوبة بكاء شديد استمر لحظات ولم تنبس ببنت شفه..
طلبت منها أن تهدأ وتشرح لي ما أصابها لكنها لم تستطع .. أن تحضر لمكتبي في الصباح لأفهم مشكلتها … فعلا صراخها احتجاجا ..واستمرت بصراخ يعقبه صراخ..
فأغلقت الهاتف واتصلت بمدير سكن الموظفين و طلبت من التوجه فورا إلى السكن لمعرفة ما حدث .
مشاكل السكن هذه كانت تأخذ الحيز الأكبر من عملي ..مجمع سكني مقسم لعدة وحدات يقطنها ما يقارب ألف موظف وموظفة ، كانت مشاكل الذكور في السكن تختلف عن مشاكل الإناث بالتفاصيل والأدوات ولا تختلف من حيث الخشونة والإسقاطات النفسية للكبت والتقنين والإهمال والجوع العاطفي داخل المجمعات السكنية للموظفين .
كانت مشاكل الذكور ولا زالت مشاكل تتمركز حول الأفلام الخليعة والجنس والأثاث والتأقلم مع الآخر . أما مشاكل الإناث تتمحور حول الإناث والأثاث والليزبي بوي فرند ، كان تقرير مشرفة السكن اليومي لا يخلو من مشاكل الليزبي بوي* المتزوجة ثلاث بنات يقمن معها بالغرفة والتي كان لا تسمح لأي منهن بالذهاب لغرفة مجاورة ..!
أما مشاكل الشباب فكانت مختلفة ومتنوعة ..كان السكن يحتوي على أكثر من ثلاثة عشر جنسية ولكل جنسية مشاكل تختلف عن الأخرى ..كان لكل جنسية خصوصياتها .. كانت جميع الجنسيات تتآلف مع نفسها وتختلف مع الآخرين إلا العربي هو الوحيد الذي يختلف مع الجميع قليلا ومع العرب كثيراً ..وكانت مشاكل العربي أنه فريق بنادي اسمه " نادي أعداء النجاح" كان يحاول التسلق على أكتاف الأقرب له ..إلا فيما ندر ..
وأذكر محمد حسن المصري ..الذي كنت أثني عليه دائما أمام رؤساءه .. كان يبدو لي شابا مهذبا نشيطا ملتزما بعمله إلى أن فاجئني بفعل مجنون ادخله السجن ..لقد ضرب ابن عمه الذي استقدمه من مصر للعمل وقدم له مساعدا ت عدة ..
لقد ضرب أحمد ابن عمه وزميلة وجاره بالسرير ثلاث مطاوي قضى على أثرها شهر في المستشفى وقضى الآخر على أثرها سنه بالسجن ..ثم غادرنا بلا رجعة .

بسبب مشادة كلامية بينهما ..! أتذكر دموع احمد ابن الواحد والعشرون عام وأنا أسلمه جواز سفره مع نموذج إلغاء إقامته بعد وضع ختم حرمان للمغادرة بلا رجعة .
قال لي : جميع الموظفين يقدروا لك ما تفعليه من أجلنا ، وأنا أيضاً أقدر كل ما فعلتيه من اجلي وأنا بالسجن..وتأكدي أنني لا زلت أحمد حسن المهذب كما عهدتيه ..لكن ابن عمي - الله يسامحه - شتم أمي ..(قالها بمرارة ) تعرفي ايه يعني شتيمة الأم ..وأمي غير كل الأمهات .. أمي دي هي اللي ربتني بتعب جبينها بعد وفات والدي – الله يرحمه - كانت تغسل هدوم أهل الحته حتى تربي خمس عيال ..كان عندها تلاته وعشرين سنه اياميها..صبرت على الزل والفقر..على جور عمومي وخوالي ..على ظلم اخوتها ..وأهل الحتة ..كانت زي القمر وهذا سبب نقمة تانيه عليها..لكنها صبرت .. علمتنا وكبرتنا ..وهي اللي سفرتني عشان اساعدها في تربية اخواتي .. أنا أصلي الكبير فيهم..وعدت كل واحد منهم بهدية ..بس ياخسارة..حروح ليهم ومفيش معايه أي هدية…
كنت أستمع له ..وأحبس دموعي في مكتب عمل رسمي لا مكان فيه للضغفاء ..
قلت له : حصل ما حصل ..ولكني ألومك أكثر الآن كل ما قلته يا سيد / ممد .كان يحتم عليك الصبر وضبط النفس من أجل إسعاد من تحب ..عسى أن تتعلم من الخطأ ..حاول أن تتغلب على خصمك بضبط النفس..كي لا تدفع عمرك ثمن لحظات طيش .
قال :نعم بلحظة طيش اختلفت بها مع ابن عمي الذي ساعدني في القدوم إلى الخليج خلتني اضربه بمطوى .
( تدارك بعد أن لمع بعينية بريق شعاع صاخب ) ..نعم ضربته ومش نادم ده شتم أمي يا سيدة .

عدت من تلك الذكريات الأليمة على صوت رنين الهاتف
- ليلى ..نعم ؟..
- أنا نبيل مدير السكن لدينا مشكلة..ربيكا في حالة خطرة جدا سيدتي ، وعلينا نقلها إلى المستشفى حالا .

- في حالة خطر!؟.. حسناً يا سيد/ نبيل انقلها للمستفسى قسم الحوادث وسألحق بكم حالا.


ربيكا هذه فتاة آسيوية جميلة جدا وطموحة جدا ..كما أنها محسودة جداً على زواجها من روبرت ..ذلك الشاب الإيطالي الوسيم ، قوانين العمل منعتها من الإقامة معه في سكنه العائلي المخصص له بالفندق الذي يديره . لأنها وقعت تعهد قبل الزواج على اتفاق مع الهيئة بأن الوظيفة التي ستشغلها للعازبات فقط وبحال خلت بهذا الاتفاق سوف تنهى خدماتها ولو أنهيت خدماتها سوف تلغى إقامتها وسيوضع ختم حرمان على جوازها يمنعها من العودة لزوجها...لم أر روبرت هذا إلا مرة واحدة عندما حضر إلى مكتبي يستفسر عن عدم منح ربيكا موافقة لتقيم معه بالسكن وقد شرحت له الوضع فتفهم بكل دماثة خلق ..لكني كنت غير مقتنعة ولا زلت لان هذه الإجراءات تعود بنا إلى عوالم الرقيق.

وقعت بعدة إشكاليات جراء بحث هذه المشاكل مع كبار المسؤولين ممن يرى لهذه الأمور مبررات وبأن وضع البلد يحتم استخدام قوانين وضعية لأجل المصلحة العامة .

مشاكل سكن الموظفين كانت تأخذ أكبر حيزاً من عملي ومن وقتي الخاص مشاكل الإناث لا تقل خشونة
عن مشاكل الذكور بالسكن،هذاالسكن الذي أعتبره متحفا لقرية عالمية صغيرة تحتوي على أكثر من ثمانية عشر جنسية ،جنسيات متعددة ومشاكل مضحكة تارة ومتعبة تارات :)

حيث استغلال الشابات اليافعات لكبارالسن من الموظفين- الذكور- ..!
ذكر فصص لوليتا النصابة (كما تلقبها مشرفة السكن) كانت على علاقة مع جميع الكبار من الموظفين خاصة المرضى منهم:) !!

هوايتها جمع أجهزة إلكترونية بغرفتها هدية عيد ميلادها ..وفي السنة تحتفل بعيد ميلادهاعدة مرات :) تأخذ هذه الأجهزة من رجال اشتروها بالتقسيط لتبيعها نقدأً لنفس التاجر الذي باعهم إياها ..:)

كل هذه الذكريات مرت كشريط سنمائي مضفوط..
بدلت ملابس بثواني واتجهت إلى الكراج
...يا الهي لقد نسيت ..اليوم إجازتي وقد أرسلت سيارتي إلى الوكالة للفحص .


اتصلت بالسيد/ نبيل لتأمين مواصلات .. فأرسل لي السائق على الفور وتوجهنا إلى المستشفى .


على باب قسم الحوادث كانت ربيكا متشنجة في عربة متحركة تدفعها زميلتها برفكيسيون ،وكان السيد/ نبيل يجادل المرضى من أجل الالتزام بالدور ..! نظرت لربيكا ويا لقباحة هذا اللون الذي لوث ملابس ربيكا , لون الغيرة كسا وجهها وما أن رأتني حتى انهارت بالبكاء ..وبدأت تصرخ وتهذي ببعض الكلمات على مسمع الجميع ..
تردد : أنا لست جميلة ..لذا يغرم زوجي بالصبايا ..لست جميلة لذا روبرت يؤجرني و يقايض بي الأجمل .


كان كعصم يدها اليسرى ينز اللون القبيح من تحت رباط لف بإهمال حوله ،وكانت زميلتها برفكيسيون الفليبينية تمسك بيدها اليمنى ،تدلكها بحنو ، وقد بدا على وجهها الحزن الشديد .

البعض يدخل من الخارج ولا يحترم دور من وصل قبله ..كلمت الموظف عن الالتزام بالدور وأن مريضتنا بحالة خطيرة ..طرح علينا الموظف ألف سؤال وسؤال ..البطاقة الصحية .. توقيع تعهد المرافق المسؤول ..وقعت له المطلوب وبعدها طلبت من السيد/ نبيل والسائق الانتظار بالخارج ريثما ننتهي .


وفي الاستقبال الأول : كان الجمهور الغفير من الأصحاء يزاحم مرضى الطوارئ ..وقد وقف فليحان على باب الاستقبال بثيابه الفاخرة وعطرة المركز وكحله الخلاب ، وكان بينه وبينه الممرضة حوار مثير للقهر والضحك !

فليحان : هيييي .وين داشين هذيله..يوبا أنا مريض …مريض وايد فتحي الباب أبي أشوف الدختور .
الممرضة : بابا هذا الباب منشان نفر مريض واجد ..منشان حوادس وأنت ما في مريض كتير ..روح عيادة خارجية من فزلك بابا .
فليحان يمسك بيد الممرضة ويضعها على جبينه : الحين ان مب مريض ! اش دراك أنت.يوبا أنا مريض مريض واجد...- يضغط على يدها – هههه شوفي أنا في واجد مريض وحرارة مال أنا زيادة فوق فوق فوق ويشير بيدها إلي الأعلى بطريقة مثيرة للضحك :) .

الممرضة ( مرتبكة ومقهورة ): بابا أنا يدري أنت في مريز..بس راس مال أنت بند ما في كسر.ماشي دم في راس مال انت ..يعني انت مريز بس شويه بابا ه..
فليحان (بعصبية ) : لحوووووووووول ..زين شوفي قلبي - يأخذ يدها ويضعها على صدره- هه تشوفين قلبي بيدوقبيوق عل راي الزول ..والله أنا مريز ..خلني ادش..

كانت صراخ ربيكا يمنعني من الضحك على هذا المشهد .وكان البكاء أقرب ..لكني فضلت أن أتدخل ..تقدمت تجاه فليحان وخاطبته بهدوء قائلة :
- لو تكرمت ..دعنا ندخل وبعدها كمل هذا المشهد الظريف..والله مشهد ثري جدا وبه وجبة مجانية من الضحك..ألا تسمع صراخ هذه المسكينة دعنا ندخل من فضلك

فليحان في سخرية : طالعوا هذه ..تتكلم فصحى …تبي تقول أنها مثقفاااا كان ينطق كلمة مثقفه بمد الهاء وبتشديد على الثاء والقاف- بشكل جعلني اخرج من القلق للضحك الحقيقي ...وما أن ضحكت لفليحان حتى تغير حاله .. وبدأ ينسحب من المعركة..فقررت انتهاز الفرصة وتابعت الحديث معه لعله يقتنع ويفسح لنا الطريق قلت له : اسمع ..إن ما تفعله تصرف غير حضاري..وبما أنك مريض عادي كما تقول الممرضة أي أنك لم تصاب بحادث مرور كما الحوادث اليومية بسبب التفحيط الغزلي ..ولم تصاب بكسور في الجمجمة .. فلا يحق لك الدخول إلى قسم الحوادث..اسمع يا فليحان ..خلف هذا المبنى تماما يوجد " عيادة عامة " مناوبة 24 ساعة بإمكانك الذهاب إليها من فضلك…كدت أقنع فليحان لولا تدخل والده القادم من الخارج..
-
- هي فليحان اش بلاك ..ليش واقف هني .. ليكون تبي إذن من هذه الفلبينية ..
ثم توجه إلي الممرضة بلوح بيده :
- هي كومستكا * عنبوك* ..سمعي عاد هذه البلاد بلادنا ..مب بلاد .سانتا ماريا ..
زين ….! فتحي الباب ولا بكسر يدينك . التفت حوله كالطاووس يتباهى بما يفعل وقال : والله حاله فلبينية لا راحت ولا جت توقف خلق الله على الدور - ثم دفعها عن الباب -وخري كومستكا وخري بلا خرابيطش هذه ثم سحب فليحان من يده وقال : دش يوبا دش …ثم دفع الباب قائلاً هي ..وين الدختور هذا ربيعي يداوم هني ..يسير ..ثم يدفع الباب الثاني .بقدمه اليمن ..وينه ويدخلا إلى غرفة الطبيب …!
الممرضة تتابعهما بامتعاض..نظرت بعدها لي
وقالت : ربش بيبول ..موست اوف اول عرب ربيش..
فاجأتني بهذا الحكم..ولم ألمها فقط

قلت لها : نت اول عرب ما دير..بعدين هذا مش عربي هذا حامل جواز ..صاحب الجواز الأصلي لا يفعل هذا فهو مدرك لمصلحة بلاده..:)
..
قالت : يس ..أي نو ..أي مين لوكل ارب
.دشداشة ارب .

زاد صراخ ربيكا فأسرعت الممرضة بوضع ميزان الحرارة بفمها ، ثم أطبقت لها فكيها كاد ت تفتت الميزان من عصبيتها .

قالت : أو تو متش ...حرارتها 39.8 ..شي نيد انجكشن.. أعطتها حقنه مهدئة وأشارت لنا بانتظار الطبيب .


كان في زاويا غرفة انتظار للسيدات أجساد ملفوفة بالسواد حسبتها حقائب للرحيل للوهلة الأولى ، وفي الممر كانت مجموعة من النساء والرجال يتبادلون الأرقام والنظرات…فجأة تقاطعت نظراتي مع نظرة حائرة من الدكتور وائل كان يبحث عن مصدر الإزعاج الذي تحدثه ربيكا أسرعت صوبه ..وقلت : مرحبا دكتور وائل - أهلا ..ليلى ..شو المشكلة
- كما ترى ..هذه الفتاة منهارة تماما ..
- نظر حوله باحثا عن سرير خالي..فلم يجد ..قال : عليك الانتظار حتى تجدي لها سرير شاغر ..عن إذنك لحظة وسأراك لاحقا ..أحتاجك بموضوع بعد أن تنهي مهمتك .
- حسنا دكتور ..شكرا لك
- على السرير رقم خمسة كان يرقد رجل أعمال كبير ملامحه مألوفة لي..لا أذكر أين رأيته..هل رأيت صوره في صفحة المجتمع ..أم زارنا في العمل ..أم أنه صديق والدي ..لا أذكر كان الرجل يتألم..ويردد بعض الكلمات ....وما أن رآني حتى قفز عن سريره يريد الهرب …كان يتفوه بسيل من الشتائم .. أم و أخت الجميع….لم يفلح بالهرب لأنه كان مقيدا بالسرير ..ضرب رأسه بالسرير بشكل عنيف ..,قال : لعن الله الأمتين ..لعن الله الأمتين..ثم رفع رأسه ..خلته ينظر لي ..وهو يقول : تدرين ليش....لأن نحن الكلاب..والكلاب بشر..ونحن نستأهل قطع رقبه وطبخنها صالونة * فيلمنغوا ..ثم انهار بالبكاء..وبعدها قال : تدرين ..الحين أنا ميت …والبننز * مدشدش * والحرمة..مقرمش* وانفجر في نوبة ضحك.
..لم أفهم ما حصل ..أهي اللعنة حلت علينا في هذه الليلة …نظرت للساعة ..يا الهي لقد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل لابد أنهم قلقين علي غي المنزل ..فتحت حقيبتي ..يا الله الهاتف نسيته في المنزل ..حسنا سأتصل من هاتف الاستقبال ..كاد الرجل مستمر في اللعن : لعن الله الأمتين ..
سألت سيدة تقف قرب سريره عن الخطب ..قالت : حليله حرمته المصرية الشابة شردت مع السائق..عمل حادث بسيارته المر سيدس..وتابعن مسكين بو عبدالله ما يستاهل حليلة ..توه مطلع قرض سيارة سوا بيها حادث واستوت الحين سكراب ومثل ما تشوفي الحين هو تارس راسه وهذا مصيبة ..فيها أربعين جلده. 40 جلده…..

يالله …
لابد أنها لعنة ليلة السبت ..ألم تخصص لليهود.. ..شعرت مع زحمة هذه المشاكل أن رأسي فارغ ..حتى ربيكا هدأت بمفعول الإبرة …اووو أخيرا وجدنا سرير خالي ..دفعت عربة ربيكا تجاه السرير وطلبت من الممرضة مساعدتي لنقلها على السرير ثم استأذنتها لثواني لإجراء اتصال من أجل طمأنت الأهل . وهناك وجدت الدكتور وائل يبحث عني ..قال لي :
- ليلى أرجوك ممكن أطلب منك خدمة
- تفضل
- تعالي معي إلي غرفة الفحص
- نعم؟!
- من فضلك تعالي الآن ..وسوف أشرح لك الوضع
- حسنا سأجري محادثة أولاً
- غرفة رقم تسعه
- حسنا
- أجريت المكالمة ..
(فكرت ما مشكلة الدكتور وائل يا ترى ) ثم ذهبت إلي غرفة ( رقم تسعه )

- أِشكر حضورك ليلى ..أسمعي في الداخل طالبة جامعية تتعمد القدوم إلى فسم الحوادث أثناء دوريتي في هذا القسم..أنها فتاة من عائلة كبيرة جدا ولا أعلم كيف أتصرف معها..
- تقصد انها تتمارض
- نعم ولغرض بنفس يعقوب …اسمعي ليلى أنت تعلمي أنا متزوج واحب زوجتي ولكني ضعيف أمام كل هذه الضغوط ..ولكن العواقب ستكون وخيمة جداُ - -
- وماذا افعل لك يا دكتور ؟! بإمكانك طلب من إحدى الممرضات أن تبقى معك أن كنت خائفا من الفتاة .:)

- ليس خائفاً فقط..هذه الفتاة هددتني ان لم انفذ لها رغبتها..بأنها ستصرخ وتتهمني بأني تحرشت بها جنسيا
- ما هي رغبتها ؟!
- أن اكتب لها مبيت في المستشفى .وان لم أقضي معها هذه الليلة ..مصيبة ستحل بي .

- دكتور أرجوك..رأسي مزدحم الآن ولن استطيع مساعدتك..
- بلا. بإمكانك أن تفعلي..
- كيف ..
- تظاهري بأنك زوجتي لخمس دقائق فقط.
- زوجتك..؟!
- نعم هذا كل ما هو مطلوب منك..
- حاضر ..ولو أنني لن أتزوج طبيب لو قلوا الرجال :)
- اتبعيني إلي الغرفة ولا تتكلمي ….

توجنا الى غرفة المعاينة
- السلام عليكم قال لها
- وعليكم السلام قالت ..
- انها ليلى زوجتي قال لها جاءت لأمر عاجل وسوف أغادر العيادة الآن يا مريم أنصحك بالذهاب لعيادة الجامعة صباحا .

كانت الفتاة مسجية على السرير بأسلوب فاضح..
وهي بكامل أناقتها مكياج ومجوهرات وعطور وفستان سواري وحذاء لامع..كانت تبدو وكأنها قادمة إلى حفل كبير لاختيار زوج لها
كانتالفتاة جميلة جدا ..فما سبب عدم إحساسها بقيمة هذا الجمال ..ولما ترخص نفسها إلى هذا الحد الذي يدفع وائل للكذب والهروب منها .

أهو الكبت والقيود المفروضة عليها وعلى الجامعية في بلادي ..أم أنه سوء التعامل بين جدران السكن الداخلي الذي لا تخرج من الفتاة إلا بإذن ومرافقة لها من إدارة السكن حتى في الإجازات تذهب بمواصلات الجامعة الذي لا يتوقف إلا على باب منزلها حيث يكون بانتظارها المرافق من باب المنزل الخارجي إلي باب حجرتها…!

نعم كل هذا الحصار لتلك الجميلة جعلها تعرض نفسها بأرخص الأثمان على الدكتور وائل لأنه أفضل من السائق الأسيوي والخياط والطباخ.!


نجحت خطة الدكتور وائل مع المريضة فسحبت ذيول خيبتها وغادرت مع مرافقتها العيادة

شكرني الدكتور بعد أن تنفس الصعداء..
قلت له : أنا الآن قلقة على ربيكا .ولكن تأكد من أنني سأجعل من قصتك هذه نكته العصر :)

ضحك وقال : لك ألف نكتة ولا سجن وفضيحة..!


عدت إلى غرفة ربيكا وكانت المفاجأة لقد كشف الطبيب عن جسدها المرسوم عليه كدمات بدرجات متفاوتة من اللون الأزرق ..وما أن لامس الطبيب هذه الكدمات حتى علا صراخ ربيكا ..صراخ لم يكن بسب الألم …!
قال لي الطبيب : الحالة تستدعي فتح محضر وتحقيق رسمي الفتاة تعرضت لاعتداء همجي وضربا مبرحاً ..
قلت له : طبعاً ..افعل اللازم يا دكتور ..
- سأفعل بالتأكيد ..
( طلب من الممرضة فك رباط معصم ربيكا الأيسر وتنظيف الجرح النازف ) ولكن هيهات لو استطاع تنظيف جرحها الأعمق .!

كانت ربيكا تجهش بالبكاء جسدها ينتفض عصفور ذبيح... عاين الطبيب الجرح ..ثم سألني:
- هل حاولت الانتحار ؟!
- لا أعلم دكتور .. بإمكانك الاستفسار من زميلتها
- حسنا … بعد إجراء العلاج اللازم لها يجب أن تبقى معنا 24 ساعة للمتابعة والمراقبة . برجاء الذهاب إلي غرفة المحقق بالدور الأول مع زميلتها لأخذ أقوالكما .
- وماذا عن السائق ومدير السكن هل تلزم إفادتهما ؟.
- المحقق سيحدد ذلك .

وفي غرفة التحقيق تحدثت بروفكسيون عن حالة ربيكا :-

- في الآونة الأخيرة لاحظنا جميعا - في السكن – مزاجية ربيكا .كانت تبالغ في عريها وخروجها بعد منتصف الليل لتعود مع بزوغ الفجر إلى سريرها ، كان ينتابها حالات ضحك مفاجئة..ومن ثم بكاء .. كانت تجلد ذاتها ..بغرس أظافرها في جسدها وفي منطقة الصدر بشكل خاص حتى يسيل دمها ..لم تستطيع بروفكسيون متابعة الحوار ..
بدأت هي الأخرى بالبكاء .
سألني المحقق عن سلوك ربيكا قبل الزواج قلت :

- كانت فتاة مهذبة جدا فعالة جدا وكانت تحسن التصرف تجاه بعض المضايقات لها بسبب جمالها
رفضت الزواج أكثر من مرة من شباب من الجنسية العربية والأسيوية ..ثم تزوجت خارج البلاد من روبرت الإيطالي ..وبدت سعيدة جدا في القترة الأولى بعد الزواج..لكنها بدأت في الآونة تتقاعس عن العمل و تكثر من الخروج دون إذن .

سأل المحقق بروفكسيون عن طريقة ربيكا بجلد ذاتها.فقالت :

- ربيكا كانت لا تهدأ حتى ترى دمها ..وبعدها تغرق في نوم عميق - وأكدت - ربيكا كانت تصارح جميع زميلاتها في السكن أنها لا تهدأ ولا ترتاح إلا اذا جرحت نفسهاو تمتعت بلون دمها وتابعت بروفكسيون ..لقد سألت ربيكا عن سبب ما تفعله بنفسها ولما لا تفعل هذا بالآخرين كي ترتاح أكثر..فقالت : - أنها لا تقوى على إيذاء الآخرين ..لذا تلجأ لإيذاء نفسها ..!

وما حصل لربيكا هذا المساء تطور أكثر عن الحالات السابقة ثم تابعت . عادت من الخارج وكان على وجهها تثر كدمات ، فلم نكترث لهذا الأمر لأننا تعودنا على هذه اللوحة المروعة لها . ولكنها تعرت أمام المرآة تتلمس الكدمات بجسدها فأدركنا خطورة الموقف .
.ومن .ثم بدأت سأل إن كنت أراها مثيرة أم لا.!فقلت لها لا لست كذلك..وكنت أقصد مداعبتها
ففاجئتني بردة فعلها المروع .
ذهبت إلى المطبخ وعادت ومعها سكين ..بدأت بضرب جسدهابه بحركات هستيرية ، وبعدها حاولت
قطع وريدها كمحاولةمنها للانتحار ومن ثم اتصلنا
بمدير السكن .


بعد انتهاء التحقيق تم إدخال ربيكا المستشفى للعناية والمراقبة خلال 24 ساعة وانصرف الجميع إلى منازلهم حتى اليوم الثاني ……

يتبع ..

:hony: (f)

صالونة * فيلمنغوا : المقصود فيها صالونة لحم كلاب..ومن المعروف عن بعض الشعوب الأسيوية أنها تربي الكلاب لاستفادة من لحومها بدلا من لحوم الخنازير لأنها أرخص أو مجانية


…والبننز * مدشدش * : أي السيارة المر سيدس محطمة.


والحرمة..مقرمش* : تعبير للسخرية وتشبيه الزوجة برقائق البطاطا المتاحة للجميع .

كومستكا * : كومستكا ..كيف حالك بالفليبيني
- عنبوك * : كلمة مقاله بالخليجي ولا تعني التعرض للأب .


وللجميع مودتي واحترامي
:wr:

بل اعكس لغة العصر التي نعيشها




أستعرض لغات ولا لهجات .. اعكس لغة العصر التي نعيش بها ..



إضاءة : على الحوار بلغة أجنبية



قالت : ربش بيبول ..موست اوف اول عرب ربيش..
فاجأتني بهذا الحكم..ولم ألمها فقط

المعنى : أن العرب بجم ..معظم العرب بجم ..

____

قلت لها : نت اول عرب ما دير..بعدين هذا مش عربي هذا حامل جواز ..صاحب الجواز الأصلي لا يفعل هذا فهو مدرك لمصلحة بلاده..
__

المعنى : لها ليس كل العرب هم كذلك .


___
قالت : يس ..أي نو ..أي مين لوكل ارب
.دشداشة ارب .
المعنى

المعنى : ..اقصد العرب المواطنين عرب ال دشاشة ..!

___



وهنا أوضح أن البعض يصر على تقسيم العرب الى دشاشة وجاكيت

..والعربي يصر على بعثرة العرب الى جرابات حريمي ..







[/color]

القصة مألوفة


الكاتب مهمل

القارىء مستعجل ..ّ!



:confused:




إذا ..لا أحد يستحق التتمة.. :bye:

القصة جميلة وغير مالوفة رغم أنها لم تكتمل حتى الآن ...

اللغة جميلة ومعاصرة ...

وتسلسل الأحداث واضح ومنطقي ...

والأسلوب سهل وممتنع ... وتغلب عليه البساطة وعدم التعقيد ...

نصل للشخصيات التي كانت مرسومة بشكل جيد يتفق والمساحة المتاحة لكل شخصية ...

ولكن ...

من الواضح أن هناك تعمد - وأرجو أن أكون مخطئا - لتشويه الشخصية الخليجية من خلال خلق شخصيات سلبية ومشوهة ومريضة كفليحان الهمجي ووالده الأكثر همجية والذي يُجيد لغة "التاغالو" الفيلبينية وفي هذا إيحاء وتلميح للقارئ باهتمام وانجذاب الأب العجوز للجنس الاصفر ... وهو إنجذاب واهتمام جنسي بلاشك ... هذا ما وصلني ..

وهناك الرجل الذي تزوج المصرية الشابة والتي هربت مع السائق ... وهذا بلاشك ايضا تلميح لسوء معاشرة هذا الرجل الخليجي ... فهو إضافة إلى عدم إخلاصه لأم عياله ... هو أيضا سيء المعاشرة ...

ولكن ما لم أفهمه ...

كيف يكون رجل أعمال كبير ... ويقترض لشراء سيارة بنز كما قالت السيدة التي تقف قرب سريره !!

وهناك الشابة بنت العائلة الكبيرة والتي تعرض نفسها بأرخص الأثمان على الطبيب ... وطالما هي من عائلة كبيرة ... إذن هي مواطنة ... ولكنها مبتذلة وتسوقها شهواتها ...


كلها شخصيات وطنية مشوهة وقبيحة ... ولم أستطع العثور في هذا النص على شخصية من أهل البلد طيبة وإيجابية ...

وحتى الطبيب المخلص لزوجته ومهنته والمهذب والواعي هو من جنسية غير جنسية أهل البلد ...

اسمه وائل ... وهذا الاسم قليل الاستخدام في الخليج ... كما أن الشابة بنت العائلة "تعرض نفسها بأرخص الأثمان على الدكتور وائل لأنه أفضل من السائق الأسيوي والخياط والطباخ.! " وما مقارنة الطبيب بالسائق والخياط والطباخ إلا لتوضيح انهم جميعا من جنسية أخرى غير جنسية البنت ... غير أن الدكتور وائل يفضلهم لأنه دكتور ... رغم أنه وافد مثلهم ...

ولعل أبلغ دليل على احتقار الشخصية الخليجية ما جاء على لسان الممرضة الفيلبينية :

(( ربش بيبول ..موست اوف اول عرب ربيش........
..أي مين لوكل ارب ... دشداشة ارب . ))

أرجو أن يكون هذا رأي الممرضة الفيلبينية فقط .... ولا يمثل رأي الكاتبة :)

أعتذر عن الإطالة ....

ومع خالص تحياتي ....

وبس :)

قلت لها : نت اول عرب ما دير..بعدين هذا مش عربي هذا حامل جواز ..صاحب الجواز الأصلي لا يفعل هذا فهو مدرك لمصلحة بلاده..
..
قالت : يس ..أي نو ..أي مين لوكل ارب
.دشداشة ارب .





في بداية هذه القصة طرحت أفكار كثيرة تعكس مشاكل التركيبة السكانية في دول الخليج ولا أحد ينكر ذلك ... وكما ترى في الفقرة أعلاه براءة ذمة لي من ما ذهبت اليه ..وسيظهر هذا جليا في الحلقة القادمة ...

وعلى رأسي أهل الخليج علما بأن الخطأ لايكمن في جنسية بعينها ..لكني أريد أن أعكس بعض المشاكل التي تترتب عن الخلل القائم :)




:loveya:

شكرا لروحك الرياضية يا صاحبة الجلالة :aplaudit:

ولتقبلك النقد ....

وبانتظار التتمة بكل شوق ولهفة ...

وبس :)



:loveya:

أفهم أنك أعطتيني الأمان حتى أكمل البلاوي
قصدي القصة وبس .


(f)

مع حبي واحترامي

:loveya:

ooooooo