بعيدا عن الأحلام المزعجة والكوابيس بإمارة إسلامية أو خلافة إسلامية!

ماهو موقف الديمقراطيين حين تقرر أغلبية الشعب اختيار شكل ما من أنظمة الحكم المصنفة إسلامية؟ هل سيقبل المفكر الديمقراطي القرار الديمقراطي للشعب؟ أم أنه سيمارس دور الوصاية عليه؟
قد يقول لي أحدهم أننا لا نقبل أن يقتل الإسلاميون الحصان الذي وصلوا إلى الحكم عن طريقه، نقول لمثل هذا: فهل ستقتل أنت الحصان؟

ولم تحلمون بالكوابيس أصلا؟ مالنا لا نرى حراكا مجتمعيا لكم يجعل الرأي العام مؤيد لكم، بما يجعلكم بمنأى عن الكوابيس كلها؟

الإسلاميون خارج السلطة منذ زمن بعيد جدا، ووجودهم عند الناس هو حلم فحسب، فالجائع يحلم بالخبز. لكن مالنا نرى الويل والثبور وعظائم الأمور حينما يصرح بعض الإسلاميون برغبتهم في الحكم على أساس ديني؟ بدلا من ذاك، أرونا منهجكم، ، ودعوا الأفكار تتصارع أمام الناس، ولندع الناس تحكم!

وفي حين ينشغل الإسلاميون بالديمقراطيين، والديمقراطيون يلقون باللوم على الإسلاميين للتأخر، يولد من رماد الطاغية القديم آخر جديدا منيعا حديدا، لا ترهبه أمريكا فهي أمه، ولا يخاف الشعب فهو عنه مشغول، وعدنا من حيث كنا!

اقتباس:ولندع الناس تحكم!

خالد

أنت تبالغ في تبسيط الموضوع.

من المعروف أن مجتمعنا من أكثر المجتمعات تخلفا وتديناً.. ولذلك ليس ما يختاره هو الصحيح بالضرورة. لكن المسألة مسألة وقت، فبعد فترة غير قصيرة من ممارسة الديمقراطية يبدأ الشعب باكتساب الخبرة في تحديد من سيؤمن له خبزة ويرفع مستوى معيشته.. لا يهم عندها ما هو دين من تم انتخابة ما دامت مصلحة الفرد هي المعيار...

اقتباس:ماهو موقف الديمقراطيين حين تقرر أغلبية الشعب اختيار شكل ما من أنظمة الحكم المصنفة إسلامية؟ هل سيقبل المفكر الديمقراطي القرار الديمقراطي للشعب؟ أم أنه سيمارس دور الوصاية عليه؟
قد يقول لي أحدهم أننا لا نقبل أن يقتل الإسلاميون الحصان الذي وصلوا إلى الحكم عن طريقه، نقول لمثل هذا: فهل ستقتل أنت الحصان؟

القضية ليست بهذه البساطة... يوجد شيء اسمه دستور يحدد السلطات ويضع الخطوط الحمراء لأي قرار يمكن أن تتخذه أي حكومة.. ولكن المهم أن يكون المعيار مصلحة الإنسان ورفاهيته لا مرضاة الله ورسوله(مع احترامي لهما)

خليلنا الدين على جنب هلأ، وفهمني من هو الذي سيضع الدستور، وبأي صلاحية؟ ومن أعطاه الوصاية على الناس؟

هل تقترح بناء النهضة العالمانية فرضا على رؤوس الناس؟ وماهو ذاك الذي يحصل من لدن أن استلم الاتحاد والترقي السلطة إلى اليوم؟ اليس فرض العالمانية "الديمقراطية" على العالمين؟

أبسط أمور الديمقراطية هو احترم قرار الناس، ووصفهم بأنهم أكثرية حتى لو خالفوني، لكني أرى أن البعض لا يصف الأكثرية بذلك إلا إن إجا الهوى على السوى، وإلا فهم أغنام قطعان مسيرين متخلفين.

شو ما كانت الناس فنحن منهم، وكوننا مثقفين وهم عوام لا يجعلنا طبقة أعلى، فالمثقف إما أن يتفاعل مع الناس فيجعلهم مثله، يضحون في سبيل ما يعتقد ويعتقدون، كما صنعت العامة مع مثقفي فرنسا إبان ثورتهم، أو ينعزل عن الناس. أما حين يرى نفسه وصيا على الناس، فكن على ثقة أن من سيسلمه رقبته من الناس لن يكون جديرا باحترام حتى منه، أو أنه سيقفز إلى الحكم ساعة غفلة، ويمارس أبوية وصائية على الناس قد عز نظيرها في الخافقين.

نحن لا نريد الحكم يا علين نحن نريد بناء الدولة، أخذ الحكم هين وبناء الدولة صعب. ونحن نريد الصعب. واصعب من بناء الدولة هو أن تقنع الناس أنك منهم ومعهم وبهم ستبني الدولة، وأصعب من كل هذا أن توحد الرأي العام والمشاعر العام بشكل رضائي إلى صفك. لكن هذا الصعب ليس مستحيلا، وحين يتحقق فإنه سيدوم طويلا.

أما فرض الوصاية على الناس، وإلباسهم دستورا مفصلا لم يصنعوه، وحكمهم بلعبة لا يريدونها فلن يولد إلا مزيدا من الانحطاط، ومزيدا من الاستبداد، ومزيدا من الاقصاء، ومزيدا من التشظي والشللية!

المجتمع في سوريا على الأقل يحب الحرية وغير "مفطوم" علي الحكم الديني... هذه هي كلمة السر التي لن يرفضها أحد: الحريــة. ومنها تتفرع كل القوانين والدساتير.


سأمشي معك في فرضك: ماذا لو وصل الاسلاميون الى الحكم؟

لن يتغير الشيء الكثير.. سيكون هناك وسائل اعلام حرة لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحصيها... وسيتعلم الشعب على الديمقراطية فهي ليست بتلك الصعوبة... ستبقى هذه الحكومة أو أي حكومة في اطار الديمقراطية ما لم تنتهك قدس الأقداس: الحرية، التي لا ديمقراطية بدونها. وأي حزب يقرر أنه سيحكم الى الأبد هو أوتوماتيكياً سلطة ديكتاتورية تجب مقاومتها.

الأخ علي لا أريد من الجميع إلا إدراك هذه الحقيقة...

الديمقراطية لا تتأتى بوصاية الحزب القائد للدولة والمجتمع سواء كانت هذه الوصاية للبعث أو للإخوان أو للشيوعيين أو الليبراليين أو غيرهم...

كما أن الديمقراطية لا تأتي بالمصادرة لأي من هؤلاء....

بدون وصاية ولا مصادرة سوف نعتاد على الديمقراطية سريعا....

ستبقى بعض المؤثرات السلبية كما تفضلت تجعل العملية غير عادلة ولا منطقية في البدايات...

رأس المال سيلعب لعبته

الطائفية سيكون لها دورها غير المنكر

الإعلام المعولم سيكون ضاغطا رئيسيا في تشكيل القناعات...

غير أن هذا الكم من السلبيات لا ينفي وجود رصيد ديمقراطي لشعبنا، فنحن لسنا أغرار، ولا حديثي عهد بالدمقرطة، مارسناها منذ الاستقلال وحتى انقلاب البعث..صحيح أنه كان بتلك الممارسة تجاوزات كثيرة، لكنها كانت أفضل حالا من تلك الديمقراطية التي يفرضها الاحتلال في العراق مثلا، تكريسا للطائفية والعنصرية والتقسيم!!!

أتمنى بالفعل أن يكون هناك ترشيح حر لعضوية مجلس الشعب والرئاسة والنقابات واتحادات الطلبة...

وأتمنى بالفعل أن يكون الإعلام في سورية حرا، وأن يكون حق تأسيس الأحزاب محفوظا دون مصادرة ولا وصاية...

وأتمنى من الإخوان المسلمين فيما لو جرى ذلك ألا يتعجلوا بالترشح لمنصب الرئاسة حتى ولو أمكنهم....

حين تكون هناك ديمقراطية حقيقية سيكون من يتسنم الرئاسة أولا هو القربان الذي سيضحى به سريعا للتأكد من مصداقية العملية برمتها! ولا أريد لإخواني أن يكونوا ذلك القربان;)

بقيت نقطة أشكر الأخ علي على رغبته الطيبة بتوضيحها وهي تتعلق بإمارة سورية الإسلامية!!
لست أدري هل قرأ مثل هذه العبارة في أدبياتنا حتى يحاكمنا عليها؟! أم أن مشروعنا السياسي تعرض لغير الدولة الحديثة وهي دولة مواطنة تعددية دستورية نيابية مؤسساتية مدنية وليست ثيوقراطية...
كابوس الثمانينات الذي تحاذر منه أخي علي كان خاضعا لمعطيات طائفية نجح النظام في تأجيجها واللعب على وترها أقصى الحدود، وكان طبيعيا في تلك الأثناء أن تتشنج ردود الأفعال في الاتجاه المقابل...

أذكرك أننا كنا قبل الثمانينات بأربعين سنة، وها قد عشنا بعدها بربع قرن، فهل رأيت في تاريخنا قبل تلك الأحداث أو تاريخنا المعاصر ما يدلل على أننا في خط ردود الأفعال الطائفية سادرون لا سمح الله!!

أعترف أن مرحلة الأزمة كانت مريرة ومجحفة ومعبأة بجملة من الأخطاء...
وربما كان واقع الصراع الذي لم نضعه في الحسبان وفرض علينا فرضا، قضى علينا بتمزق في الاتصال بين النخب والقيادة والقواعد، ونجح النظام في دفع ردود الأفعال العاطفية أقصاها، فكانت مرحلة أزمة تعاطينا معها بحذر، غير أننا لم نتمكن في واقع البعثرة، ولكوننا حركة سياسية لا عسكرية بالأصل، كل هذا لم يجعلنا قادرين على تدارك طارئ الصراع لاحتوائه، فانفلتت من قواعدنا أعداد ضخمة خونت قياداتها واتهمتها بالعمالة والتفاوض مع النظام، وتشكلت في تنظيم الطليعة المقاتلة الذي كان كارثة ألمت بقواعدنا وأثرت على روحنا المعنوية جميعا، وحاولت القيادة عام 1981 احتواء هذه الحركة المندفعة بعنف، فلم تفلح الجهود برغم محاولة الدمج التي لم تصمد أكثر من ثلاثة شهور!! وتبين لاحقا أن عناصر الطليعة الذين كانوا أكثر حماسا للمواجهة مع النظام عسكريا هم أول الناس الذين صدر بهم العفو عام 1984!! ألا يضع هذا ألف علامة استفهام حول حقيقة هذا الاندفاع، خاصة إذا علمنا أن شخصا كغسان أبا زيد وكان نائبا لقائد الطليعة عدنان عقلة، بعد أن عاد إلى سورية بثلاث سنوات أصبح عضوا في مجلس الشعب!!!!

هناك إصبع اتهام حقيقي نوجهه للسلطة باختلاق هذه الأزمة، ومع أننا كنا ولا نزال نتطلع إلى المستقبل، وكان فينا كثيرون ممن يشدهم التطلع لسورية المستقبل إلى طي صفحة الماضي بجراحاته، غير أنه ومع إصرار النظام حتى آخر خطابات بشار على تحميل الإخوان جريرة ما كان!! فإن الجماعة أطلقت مبادرتها العلنية بالمطالبة بتحقيق قضائي محايد في الأحداث، وأعلنوا مقدما عن قبولهم بنتائج التحقيق...

حين تتضح الحقيقة دون تزوير النظام وغسيل الأدمغة الذي مارسه من خلال دروسه القومية وتثقيفه الحزبي على الطلبة وعبر وسائل الإعلام وفي معسكرات الخدمة الإلزامية وغيرها من وسائل نفوذه الإعلامي والتعليمي!

حينها ستعلم أخي الكريم من هو الأكثر أمانا لمستقبل سورية الذي نريده لكل السوريين معا دون إقصاء ولا وصاية ولا مصادرة، وشكرا لتحفيزك الكريم على مثل هذا التوضيح الضروري(f)


كما أكرر شكر لحوار الأخ خالد الراقي والمنطقي

واسلموا لود واحترام(f)

الزميل علي ..
خوتونا .. فعلا خوتونا :)
شوف ماذا تقول :
// من المعروف أن مجتمعنا من أكثر المجتمعات تخلفا وتديناً.. ولذلك ليس ما يختاره هو الصحيح بالضرورة //

فهل ترى مجتمعنا الآن أكثر ثقافة وتطورا وهو يقبل بالبسطار العسكري الغليظ ؟؟!!
شوية رحمة لهالمجتمع منشان اللي خلقكم !!.

ما يحدث الآن من إقصاء في سوريا لا يحدث ضد الإسلاميين وحدهم بل ضد (( الكل )) من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين .. ولا أدري متى سننتهي من هذه الفزاعة الإسلامية .

مع ذلك : لو قلت أننا سنحترم القرار الشعبي رغم رفضنا للحكم الإسلامي ، ربما يسكون هذا أفضل من أن ترمي المجتمع بالجهل وهو - ماشالله - يعيش الآن أزهى أيامه الحضارية والإقتصادية والسياسية و... الخ .
ضد فرض الإسلاموية على المجتمع .. أيضا ضد فرض العلمانوية عليه .. أما أن نبرر للإستبداد بهذه الطريقة ، فإننا نعطي للطرف الآخر الحق كل الحق بممارسة ما يراه ممكنا للوصول إلى السلطة .. خاصة وأن النظام السوري ذاته وصل السلطة ببوز الدبابه مش بالقرار الشعبي !!.
تحياتي لك
(f)

خالد : أرفع قبعتي لك (f)
تحياتي للجميع

المعري

أظن أنك فهمتني بشكل خاطئ

اقتباس:فهل ترى مجتمعنا الآن أكثر ثقافة وتطورا وهو يقبل بالبسطار العسكري الغليظ ؟؟!!

لم أقل ذلك. ولا أعتقد أن مجتمعنا الآن يقبل الحكم العسكري الحالي.

اقتباس:ما يحدث الآن من إقصاء في سوريا لا يحدث ضد الإسلاميين وحدهم بل ضد (( الكل )) من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين .. ولا أدري متى سننتهي من هذه الفزاعة الإسلامية .

كثيراً ما حاولت أن أتناسى الفزاعة الإسلامية، فأعود وأتذكرها عندما أقابل أحد الإسلاميين أو أقرأ كلام مثل الذي نقله الزوبعة.

اقتباس:مع ذلك : لو قلت أننا سنحترم القرار الشعبي رغم رفضنا للحكم الإسلامي ، ربما يسكون هذا أفضل من أن ترمي المجتمع بالجهل وهو - ماشالله - يعيش الآن أزهى أيامه الحضارية والإقتصادية والسياسية و... الخ .
ضد فرض الإسلاموية على المجتمع .. أيضا ضد فرض العلمانوية عليه

قلت أنني سأحترم ما سيقرره الشعب، وأنه سيتعلم مع الزمن من الذي سيؤمن رفاهيته. لست مع فرض أي شيء على المجتمع، ولكن بشرط أن لا تنتهك حرية أي انسان. هل توافقني في ذلك؟

اقتباس:أما أن نبرر للإستبداد بهذه الطريقة ، فإننا نعطي للطرف الآخر الحق كل الحق بممارسة ما يراه ممكنا للوصول إلى السلطة

أعد قراءة كلامي. لم أبرر للإستبداد.



علي

شكرا ايها المعري الحكيم على التحية،
وشكرا على الثقة زميلنا اسماعيل،

حبيبنا علي، الله يرضى عليك، افهمني مليح!
أنت تريد أن تجعل المجتمع ديمقراطيا، هل ستذبح الديمقراطية على مذبحها من أجل أن الشعب جاهل؟
ما أريده منك، ومن كل ديمقراطيينا، هو أن يفكروا في طريقة عملية لجعل الشعب في بلادنا لا يقبل غير حلهم الديمقراطي، ولا يرضون أن يقتل إسلامي ولا غيره الحصان الذي أوصله إلى الحكم.
وهذا لا يقتضي أن تتصور إسلاميا وراء كل منعطف أو على رأس كل زاوية يطخطخ على الحصان الديمقراطي!

فخر للإسلاميين ما تنسبه إليهم، فهو لا يعبر إلا أن الإسلاميين قد استوعبوا الشارع واستوعبهم، وتمازجوا سوية، بحيث أن الشارع لا يختار ديمقراطيا غيرهم. وبالمقابل فهو يدل على فشل الديمقراطيين والعالمانيين في أي رهان ديمقراطي قادم.

بدلا من البكاء على أطلال الديمقراطية الموعودة قبل أن تولد، دعنا نراك في المجتمع والشعب محاورا للخصوم الفكريين، ومطالبا بحقوق المجتمع والناس. وعندها ستكون قمينا بالوصول إلى ما تريد، بعيدا عن تصور الفزاعة الإسلامية أو غير الإسلامية!

خالد

اقتباس:ما أريده منك، ومن كل ديمقراطيينا، هو أن يفكروا في طريقة عملية لجعل الشعب في بلادنا لا يقبل غير حلهم الديمقراطي

ليس لدي أي حل سحري لجعل الناس هكذا وبقدرة قادر مقتنعين بالديمقراطية.

الآن في سورية لا يسمح النظام بأي حراك سياسي.. ولكن يوجد شريحة مثقفين يمكن الإعتماد عليها في "هداية" الشعب في حال انفرجت الآمور... هل سمعت بربيع دمشق( الله يرحمة)؟؟؟ لو كنت من متابعيه لعرفت مدى قدرة العلمانيين على الحركة عندما تتاح لهم الحرية. بينما لم نسمع صوت الاسلاميين في تلك المرحلة. وهذا طبيعي فليس لديهم ما يقولوه.
أذكر تماماً في تلك الفترة كان لدي هواية جمع الحاضرات التي كانت تلقي في المنتديات(أوالصالونات)... فقط ضع اسم عارف دليلة، برهان غليون أو رياض الترك في الغوغل لتعرف عن ماذا أتحدث..

وهم، على عكس ما تقول، أكثر من الهم على القلب. تجدهم الآن في السجون أو في الجامعات أو في الخارج..

اقتباس:فخر للإسلاميين ما تنسبه إليهم، فهو لا يعبر إلا أن الإسلاميين قد استوعبوا الشارع واستوعبهم، وتمازجوا سوية،

كلا ليس فخراً على الإطلاق.. من السهل أن تضع المصاحف على الرماح وتنادي "الله أكبر"...


المهم... تصوري هو أنه عندما يصبح في سورية جو ديمقراطي سيكون هناك جدل و أخد ورد بين العلمانيين و الإسلاميين سيؤدي الى تطور في طريقة تعامل كل من الطرفين مع الآخر.

اقتباس:  علـي   كتب  
هل سمعت بربيع دمشق( الله يرحمة)؟؟؟ لو كنت من متابعيه لعرفت مدى قدرة العلمانيين على الحركة عندما تتاح لهم الحرية. بينما لم نسمع صوت الاسلاميين في تلك المرحلة. وهذا هذا طبيعي فليس لديهم ما يقولوه.
.....
المهم... تصوري هو أنه عندما يصبح في سورية جو ديمقراطي سيكون هناك جدل و أخد ورد بين العلمانيين و الإسلاميين سيؤدي الى تطور في طريقة تعامل كل من الطرفين مع الآخر.

من الذي تقصده من الإسلاميين في سورية حتى نعلم مدى مشاركتهم بهذه الربيع الذي أحسب أنه لم يكن أكثر من سحابة صيف!!

ألعلك تقصد شحرور ومحمد حبش وغيرهم من جوقة الإصلاح الديني قبل الإصلاح السياسي!!!

أم تقصد الشيخ البوطي وصهيب الشامي ومحمود عكام وكفتارو الذين يرون أن باطن الرئيس خير من ظاهره...!

أم خالص جلبي وجودت سعيد الذين يتكلمون برهبانية كن ابن آدم الأول وإذا ضربك على خدك اليمن....!

أو لعلك تتكلم عن أعضاء حزب التحرير والسلفيين الذين غصت بهم سجون بشار أسد وابيه منذ خمس سنوات وحتى اليوم!

أو ربما كنت تعرض بنا نحن الذين لا نملك حتى جواز السفر ونعيش خارج أوطاننا منذ ثلث قرن!!!

أخي الغالي...

حين أرى أمثال ياسين الحاج صالح أو ميشيل كيلو أو عارف دليلة أو فايز سارة أو رياض الترك أو غيرهم أو غيرهم من أبناء وطني في الداخل، ينتفضون اليوم ضد قانون الطوارئ فإنني أستبشر بهم وأشد على أيديهم، لكن على ألا يزاود بعضنا على بعض في هذا، فقد وقفنا ضد هذا القانون تحديدا وضد كل واقع الاستبداد سلميا في النقابات التي كان لنا فيها الحضور المؤثر سنة 1980، ولم نزاود على غيرنا آنئذ بأننا تحركنا وما تحركوا إلا بعد ربع قرن من حراكنا!

ودفعنا من دمائنا وسني عمرنا وهجرتنا وحقوقنا الإنسانية ما لم يدفعه أحد مثلنا ولم نمن بهذا لأننا نعتقد اننا لا نعمل لزيد أو عبيد إنما همنا عز الوطن وتحرره من غاصبيه المستبدين، وهمنا فوق هذا هو رضى الله سبحانه...

أستبشر كثيرا بكلمتك الخاتمة وأعتبرها عربون تواصل مسؤول بيننا، حيث تقول:

عندما يصبح في سورية جو ديمقراطي سيكون هناك جدل و أخد ورد بين العلمانيين و الإسلاميين سيؤدي الى تطور في طريقة تعامل كل من الطرفين مع الآخر.

دمت أخا وفيا(f)

واسلموا لتواصل واحترام