ماذا لو دخل الإخوان المسلمون دمشق على ظهر دبابة أمريكية؟!
الصراع بين رموز النظام السوري
Date: Sat, 09 Apr 2005 21:18:01 +0000
رفعت الأسد يستعد للانقضاض
ورستم غزالة في الإقامة الجبرية
دمشق - كان - لندن - خاص:
أكدت الأوساط المقربة المصافحة التي تمت أمس بين رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف, وقالت هذه الأوساط ان المصافحة تمت برغبة من الأسد الذي يعاني الآن عزلة شديدة, على الصعيد العربي والدولي, ورأى في حضور جنازة البابا أمس فرصة للتخلص من هذه العزلة عن طريق قرع الباب الاسرائيلي عله يفتح له, وتفتح معه سائر أبواب العالم المغلقة في وجه سورية.
وذكرت الأوساط في هذا الجانب انه على هامش التحضير للسفر الى روما, وحضور مراسم دفن البابا الراحل, ارتؤي انتهاز الفرصة, وترتيب لقاء بين الاسد والرئيس الفرنسي جاك شيراك, وبالفعل قام وزير خارجية النظام السوري فاروق الشرع بإجراء اتصال بالخارجية الفرنسية, وأبلغهم رغبة رئيسه بلقاء شيراك على هامش جنازة البابا, وقد تفاجأ الشرع بالرد السلبي إذ قيل له ان الرئيس شيراك في حالة صلاة وحزن ومشاركة, ووقته لا يسمح بالاجتماع بأي أحد لأغراض اجراء المحادثات.
وبمجيء هذا الرفض الفرنسي للقاء الأسد مع شيراك, لم يعد أمام الرئيس السوري من امكانية مفتوحة إلا مصافحة الرئيس الاسرائيلي.. وهكذا كان.
وتقول الأوساط ان الشعور بالعزلة ليس الحالة الوحيدة التي يعيشها أركان النظام السوري, بل هناك حالة أعلى الشعور بالحذر, وربما المخاوف من المستقبل أخذت تعكس ذاتها على رموز النظام أنفسهم الذين باتوا لا يثقون ببعض, ويتبادلون الاتهامات فيما بينهم عما آلت إليه الأوضاع بسبب التمديد لرئاسة لحود وصدور القرار ,1559 واغتيال الحريري. وبناء على هذه الحالة بدأ رموز النظام يشكلون تكتلات فيما بينهم تنذر باحتكاك خطير قد ينفجر في أي لحظة.
واضافت المصادر ان النظام السوري الذي يبدو الآن هشاً ومنكفئاً الى الداخل بعد الخروج من لبنان, ومعلقاً بخيط رفيع, أسال لعاب رفعت الأسد, عم الرئيس, الذي تداعى الى عقد اجتماعات طائفية في مدينة كان جنوب فرنسا لتدارس الاحتمالات, وتغليب الخيارات, وعلى أساس ان سقوط النظام الحالي لا يهم, بقدر ما يهم هو عدم سقوط الطائفة العلوية وخسارتها للسلطة التي تحتكرها منذ اكثر من ثلاثة عقود.
وفي التفاصيل قالت الأوساط المقربة ان ماهر الأسد, شقيق رئيس النظام السوري, وقائد الحرس الجمهوري الذي يتألف من ثمانين الف رجل, أصبح يقف على رأس محور مضاد لمحور آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية وحليفه بهجت سليمان رئيس الفرع الداخلي لجهاز أمن الدولة, وقد شوهد ماهر الأسد يحذر شقيقه من آصف الذي يعتبره طامعاً بالحكم, ولن يتورع عن ارتكاب أي شيء في سبيل تحقيق أحلامه, ولهذا بدأ ماهر ببذل محاولات كثيرة لحماية الرئيس والنظام من الصهر الطموح, وقد أقدم أخيراً على وضع رستم غزالة رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان, وكان مقره في بلدة عنجر, في الاقامة الجبرية داخل منزله في دمشق, وقطع عنه كل الخطوط الهاتفية. وقالت الأوساط ان هذا الاجراء أمني يقضي أولاً المحافظة على حياة غزالة الذي قد يصفيه رئيسه آصف شوكت كونه من المطلعين على الأسرار في حادثة اغتيال الحريري, والذي قد يعترف بالاسرار, وثانياً لحماية الرئاسة من أي شبهة تتعلق بموضوع اغتيال الحريري فيما لو تم قتل رستم غزالة وتصفيته, كما سبق واشار وزير خارجية بريطانيا.
وفي هذا السياق تؤكد الأوساط المقربة ان ماهر الأسد لا يتحفظ هذه الأيام في اطلاق شكوكه إلى العلن بآصف شوكت وبهجت سليمان, ومن التحذير من طموحات الرجلين التي لا تتوقف عند حدود, وسمع ماهر الأسد في أكثر من مرة يحذر من خطر صهره آصف على الرئاسة, ويبدي اصراراً على التخلص منه.
أجواء الريبة والحذر هذه ارتفعت درجتها بين أركان النظام السوري بعد صدور القرار الدولي بتشكيل لجنة للتحقيق في اغتيال الحريري. ويتردد في أوساط الرئاسة الآن ان الحريري, عند لقائه الأخير مع رئيس النظام السوري كان يحمل قلماً خاصاً مهدى اليه من الرئيس الفرنسي شيراك, وكناية عن مسجل, وعن طريق هذا القلم قام بتسجيل تهديدات بشار الأسد للحريري بأنه سيدمر لبنان ويكسره ولا تنكسر كلمته التي أعطاها للحود بالتجديد, وان الحريري اعطى الشريط المسجل الى اخته بهية, او لزوجته نازك, واحداهما اعطته الى لجنة فيتزجيرالد التي وصفته في تقريرها الاخير عن تقصي الحقائق الذي رفع الى مجلس الامن وأوصى بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في القرائن التي تضمنها, وبينها قرينة مسؤولية سورية عن اشاعة جو التوتر الذي ساعد على اغتيال الحريري. وتعتبر دوائر الرئاسة السورية ان هذا الشريط ان وجد قد يشكل لاحقا واحدا من الدلائل التي لا تسبب السرور للنظام السوري.
هذا الوضع المتداعي للنظام, لم يكن بعيدا عن اهتمامات رفعت الاسد, عم بشار الاسد, وصاحب المغامرة الاولى في الانقلاب على الرئيس الراحل حافظ الأسد, لقد أكدت الأوساط ان رفعت الاسد عقد يوم الخميس الواقع في 31 من شهر مارس الماضي اجتماعا في فيللا سليم الحسن, وهو ثري سوري من طائفة رفعت, يعيش بين باريس وكان وابنه متزوج من ابنته, وحضره عدد من زعماء العشائر العلويين الذين قدموا من دمشق, الى جانب حسن الخير ابو زوجة رفعت لين الخير.
وقالت الاوساط المقربة من زعماء العشائر هؤلاء دعوا رفعت الاسد الى تنظيم اتباعه داخل الطائفة, خصوصا وانه تكفل الصرف عليهم من مدة طويلة, ويبلغ عددهم نحو العشرة اˆلاف عائلة, ومجمل ارباب هذه العائلات كان يعمل في سرايا الدفاع الذين تم تسريحهم منها بعد تفكيكها في اثر الحركة الانقلابية الفاشلة ضد حكم حافظ الاسد. ومعروف ان رفعت كان لديه مرفأ خاص في اللاذقية قام ولدا شقيقه بشار وماهر بتدميره خشية ان يقوى نفوذه وتقوى مجموعته. وهذه المجموعة, كما تقول الاوساط تتجمع الاˆن في القرداحة, مسقط رأس رفعت الاسد, وتطالب بعودته الى سورية, خصوصا وان هناك مجموعة في الجيش والحرس الجمهوري مازالت على ولائها له وجاهزة لمواجهة اي تحرك لاˆصف شوكت ضد ماهر الأسد.
وقالت الاوساط المقربة ان مجموعات رفعت الاسد تنتظر الفرصة للبروز, بينما هو اخذ يكثف اتصالاته بالداخل السوري ويرص صفوف جماعته حوله. ومن الذين اتصل بهم لأخذ الولاء اللواء عز الدين اسماعيل, رئيس المخابرات الجوية, الذي استلم منصبه خلفا للواء ابراهيم حويجي, والمعروف بصداقته لرجل الاعمال سليم الحسن, وحاول جذبه الى الوقوف بجانبه, كون من يسيطر على القوة الجوية يستطيع السيطرة على الحكم. والمعروف ان الرئيس الراحل حافظ الاسد تمكن من الفوز على جماعة صلاح جديد الحاكمة بسبب توليه قيادة القوة الجوية, الى جانب منصبه كوزير للدفاع.
وفي مجال هذا الصراع بين رموز النظام ومحاوره تذكر الاوساط المقربة ان اللواء يوسف الاسد قائد الفرقة الاولى في الجيش السوري, واللواء مضر يوسف قائد الفرقة التاسعة, واللواء جهاد سليطين قائد الفرقة الثالثة عشرة مازالوا على ولائهم لاˆصف شوكت, الامر الذي يظهر فرق الجيش متوزعة على اكثر من ولاء.
وهو الامر الذي قيل انه يبعث على الاحتكاك الخطير, كون كل محور من هذه المحاور يده على سلاحه, وجاهز للانقضاض في اللحظة التي يراها مناسبة. وتقول الاوساط المقربة ان مبعث الخشية من الاحتكاك عائد الى اˆصف شوكت نفسه الذي يبدو جاهزا لخوض اي مغامرة عسكرية, وفي اي اتجاه, اذا شعر ان هناك نوايا للتحقيق معه في قضية اغتيال الحريري.
على صعيد اˆخر ذي صلة افادت الاوساط انه تم استدعاء عمرو نعمان الازهري, مدير فرع بنك لبنان والمهجر في دمشق, الى منزل رستم غزالة في المزة, وتمت المواجهة بين الرجلين لمدة ساعة للتثبت عن صحة تسلم غزالة 60 الى 70 مليون دولار من البنك عن طريق السحب, وكان ادعى, أي غزالة , انه سحب اقل من هذا المبلغ . كما ان قادة جماعة الاخوان المسلمين السورية في باريس ولندن ومدريد وجنيف, قد تداعوا الى اجتماع عقدوه في برلين الاسبوع الماضي تم خلاله وضع القواعد والاسس للبدء بالتحرك الذي تقوده مجموعة عصام العطار الذي اغتيلت زوجته في المانيا, وهي ابنة الداعية الاسلامي المعروف الشيخ علي الطنطاوي الذي اقام اˆخر ايامه في المملكة العربية السعودية وتوفي فيها
|